كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
رد: 352- حررها الحب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثالث و الأخير)
كان القصر عبارة عن مبنى كبير رائع بُنى من حجارة عسلية اللون ما أعطاه مهابة و فخامة . ابتلعت لورين غصة متصلبة فى حنجرتها و نظرت إلى السلالم الواسعة التى تؤدى إلى شرفة محاطة بالأعمدة و قالت بضعف :"لا أعرف ماذا سأقول إلى أبن عمك"
رمقها بنظرة سريعة و قال :"إستمتعتِ بالتحدث إلى ألكسا, أليس كذلك؟"
ابتلعت غصة ثانية وأجابت :"نــــعـــــم"
ــ إذن فسوف تحبين لوكا ايضاً, و سيكون ذلك الشعور متبادلاً . ففى النهاية لوكا تزوج من امرأة حساسة و ذات شجاعة نادرة . و قد وقع فى حبها مع أنه فكر فى أنها تنتمى إلى فئة يكرها كثيراً....الصحفيين اللذين يلاحقون المشاهير. لكن حباً كبيراً جمعه بها.
أتراه يتمنى لو أن ذلك يحصل معه؟ كلماته تعبر عن أى شئ , و لا حتى وجهه الوسيم القاسى, أما لورين فقد جعلتها كبرياءها العنيدة تحافظ على مظهرها الهادئ فيما هما يسيران إلى الشقة الخاصة بالعائلة المالكة و لم تشعر بالارتياح إلا عندما ركض صبى صغير رائع بر الباب .
الأميرة و ابنها الصغير و الدوق الكبير جعلوا من المستحيل تصنيف الزيارة على أنها زيارة رسمية. لكن أبن عم غاى المرح و البالغ الوسامة كان يراقبها باهتمام بارد دون أن يفوته شئ . و فكرة لورين بقلق أنه يحاول تقييمها بتحفظ . و بدا أنه أتخذ قراره عندما قال قبل أن يغادرا:"إذا وافق والداك , سنقيم الاحتفا فى الكاتدرائية و ليس فى كنيسة القصر. و بذلك سيقام استعراض للعربات فى لاشارع. سكان داسيا يحبون الاحتفالات . و بعد هذا الزفاف سيمر وقت طويل قبل أن يقام زفاف ملكى , و ذلك إلى أن يكبر الجيل الجديد"
لابد أن ملامحها أظهرت أكثر مما تظن لأن ألكسا ضحكت ثم قالت :"المناسبة الرسمية فى داسيا ليست كاىمناسبة رسمية فى مكان آخر . لورين, ستكونين بخير. يمكننى مساعدتك فى إتخاذ كل التدابير"
ابتسمت لورين ابتسامة آلمت خديها و قالت :"أعترف أننى كنت أفضل احتفالاً خاصاً و عادياً , لكن إذا كنتم ترون أن هذه فكرة جيدة سنفعل ذلك"
فى طريقهما إلى الفيلا قال غاى:"لم يكن الأمر سيئاً , أليس كذلك؟"
تنهدت بصمت و قالت :"كلا, شكراً لك"
رفع حاجبه ساخراً :"علام؟"
ــ على مساندتك .
لقد شعرت بذلك طيلة الوقت , مساندة ثابتة قوية . قال لها بثقة كادت تحسده عليها :"لم تكونى بحاجة إلى أى مساعدة كنت رائعة . و إذا كنت تتساءلين....نعم لوكا احبك"
الأمر الذى لاحظته لورين خلال تلك الزيارة إلى الأسرة المالكة هو الحب القوى الذى يجمع بين الأمير و زوجته و مع أنهما لم يُظهرا ذلك بطرق واضحة إلا أنه بدا كسلسلة من الذهب تربط بينهما بقوة و براعة.
عندما و صلا إلى الفيلا أخبر غاى والديها عن خطة لوكا بالنسبة للزفاف . عقدت إيزابيل حاجبيها الأنيقين و قالت :"هيوغ, ما رأيك بذلك؟"
أجابها بحزم:" لا رغبة لى بالموت, و أؤكد لك أننى لن اموت قبل أن أحمل أحفادى فوق ذراعى"
أدارت لورين رأسها و حدقت إلى الخارج من النافذة, لتخفى عينيها اللتين امتلأتا بالدموع أما غاى فبدا كأنه لم يتأثر مطلقاً بالحديث عن الأطفال و قال برقة :"ما دام الأمر كذلك يسعدنا أن تبقى هنا حتى ذلك الوقت إلا إذا كان لديك سبب هام يدعوك للعودة إلى بريطانيا"
قالت إيزابيل مفكرة :"ماذا بشأن ثياب الزفاف؟"
ــ مصممة الأزياء المحلية ممتازة و قد تلقت تدريبها فى باريس , ألكسا تشترى ثيابها منها و هذا يساعد فى تشجيع الأقتصاد المحلى. فهناك عدد كبير من السياح اللذين يرغبون بشرء ملابس من المتجر لاذى تشترى منه الأميرة ملابسها.
ــ آهـ , نعم. بالطبع
بدت الدهشة فجأة على وجه إيزابيل و كأنها أدركت فجاة أن حياة ابنتها تغيرت بصوةر نهائية.
ــ لقد طلبت منى ألكسا أن أخبركما أنها ستكون سعيدة فى المساعدة بأى شئ ترغبون به.
لطف غاى و تهذيبه جعلا لورين نزداد توتراً . بدا مقنعاً تماماً بدوره كخطيب و حبيب . غادر الفيلا بعد وقت قصير , لكن ليس قبل أن يتفق مع لورين على موعد و ذلك بعد ساعة فقط . و أمام نظراتها المذهولة قال :"نحتاج إلى خاتم . اتفقت مع الصائغ أن يعرض عليك مجموعة من الأحجار الكريمة التى قد تعجبك . لكن بما أن تلك المجوهرات موجودة فى خزائن القصر القديم فعلينا أن نذهب إلى هناك"
كانا قد وصلا إلى خارج المنزل فقالت و هى تشعر بالخدر :"فهمت"
منحها ابتسامة سريعة ساخرة :"خففى عنك حبيبتى...لن يكون الأمر سيئاً كما يبدو الآن"
ــ هل هذا وعد ؟
منتديات ليلاس
بدا متصلباً و بعيد المنال و هو يقول:"كفى لورين , أنا آسف إذا كانت الفكرة تثير مخاوفك لكن هذا ما سيحدث و الآن حاولى أن تفكرى بطراز الخاتم الذين ترغبين فى وضعه فى إصبعك"
قالت غير قادرة على التعبير عن مدى قلقها :"لا فكرة لدى كما أخشى"
قال بنبرة صادقة :"أعلم أن هذا ليس ما كنت تتوقعينه أو تريدينه كذلك الأمر بالنسبة إلى . لكن طالما أننا معاً تسببنا بذلك فمن العدل أن نتحمل نتائجه معاً"
لن تدعه يرى كم يسبب لها كلامه الألم. وضعت ابتسامة على شفتيها المتيبستين و قالت بمرح :"أنت على حق تماماً. غاى , فكرت أننى أستطيع الاستفادة من الوقت الذى سنمضيه و نحن متزوجان فى التحضير لشهادة الماجسيتر فهذا ما كنت أخطط للقيام به فى مطلق الأحوال"
أومأ موافقاً و خما يسيران على مهل ليجتازا تقاطعاً قبل أن يصلا إلى الشارع الرئيسى . و قال بهدوء :"هذه فكرة ممتازة . سيكون علينا القيام ببعض الاستقبالات لكن سيبقى الكثير من الوقت للعمل"
قادتهما الطريق إلى وسط مرفأ الجزيرة و القلب النابض فيها. و هو عبارة عن بلدة صغيرة تعج بالناس و تجمع بين متطلبات السياح و حاجات السكان الأصليين.
ــ خزائن الكنز موجودة فى القصر القديم.
و ما أن أصبحا هناك حتى أدخلها إلى غرفة صغيرة ذات جدران سميكة فى حصن قديم . قام أحدهم بعرض الأحجار الكريمة عليها و هى عبارة عن مجموعة من أحجار الزمرد وضعت على قطعة من المخمل الأبيض . عرفها غاى بالرجل على أنه الصائغ . نظر الصائغ إلى يديها نظرة خبير و قال بإستحسان :"جميلة , اقترح طرازاً كلاسيكياً دون المبالغة بالزخرفة"
ألقت لورين نظرة سريعة على الحجارة التى تلمع بقوة فاستوقفتها إحداها . و للتو التقط غاى الزمردة و وضعها على يدها قائلاً :"أتريدين هذه؟"
شعرت ببرودة الحجر على بشرتها متناقضة مع دفء أصابعه و أحست بانقباض فى قلبها.
ــ نعم, هذه
ابتسم الصائغ بابتهاج قائلاً :"اختيار موفق . إنه حجر رائع و خال من الشوائب . هل تعلمين أن معظم أحجار الزمرد لا تخلو من الشوائب؟ نحن نسميها حديقة لأنك عندما تنظرين إليها تبدو كزهرة متفتحة"
وضع مجموعة من التصاميم على الطاولة و أخذ يتفحصها , ثم قال :"اقترح هذا الطراز وهو من معدن البلاتين و ليس الذهب فهو يناسب لون بشرتك . مع ثلاث حبات من الماس من كل جانب لتُظهر لون الزمرد بقوة . سيناسب ذلك يدك كثيراً"
نظرت لورين إلى التصميم ثم إلى الحجر . أما غاى فلم يقل شيئاً إلا أنها كان يراقبها بعينين عسليتين شبه مغمضتين و عندما نظرت إليه شعرت بالحرج و علا الاحمرار وجهها فأعادت نظرها إلى الحجر الذى أختارته .
فكرت أن إخفاء عواطفها من أجل حماية نفسها هو طريقة جبانة , وهى لم تكن يوماً جبانة . لقد كافحت بقوة عندما كانت مريضة و لم تفوت فرصة لأثبات كفاءتها فى العمل لتحقق النجاح . و إن لم تحارب من أجل هذا الرجل فلن تتمكن من النظر إلى صورة وجهها ثانية . سألها غاى :"هل ما زالت واثقة أن هذا ما تريدينه؟ هذا الحجر خال من الشوائب أيضاً إن كنت تفضلينه"
هزت رأسها قائلة :"كلا . فالأول لونه جميل جداً كما أننى أحب فكرة أن أحمل حديقتى الخاصة فى يدى"
التقت نظراتها بنظرات عينيه المتسائلة و رفعت رأسها بتحدٍ . ثم شعرت بالارتياح عندما استدار ليتحدث إلى الصائغ .
ــ فى هذه الحالة , سنأخذ هذا, شكراً لك.
|