لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > سلاسل روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روايات احلام المكتوبة سلاسل روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-05-13, 04:20 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 352- حررها الحب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثالث و الأخير)

 
دعوه لزيارة موضوعي



توقف للتحدث مع المضيف فراقبته لورين بتوتر – بدا لها مختلفاً....لا يشبه مطلقاً متسكعى الشواطئ بل هو أقرب لرجل أوروبى متحضر . الآن, و هى تنظر إليه فتشبع عينيها من رؤيته , اضطرت إلى الاعتراف بأمر حاولت أن تنكره منذ لقائهما الأول , إنه شعور يتأرجح ما بين الانجذاب و الحب.... لطالما شعرت به خلال تلك الأيام التى أمضياها معاً فى فالانو.
أصابتها تلك المعرفة بصدمة قوية أرسلت شحنات من التوتر في كيانها كله. للحظات قليلة غالية , سمحت لنفسها بأن تستمتع بالإحساس الكبير بالسعادة بسبب اعترافها لنفسها بحبها لـ غاى . لكنها أجبرت نفسها بعدئذٍ على كبت مشاعر الحب هذه فى قلبها و أقفاله بمفتاح رمته بعيداً جداً . ذلك أن غاى للا يبادلها هذا الشعور بالحب . كل ما قام به لأجلها كان كان بسب إحساسه بالشرف و رغبته بالحماية , و
أنقذ حياتها مرتين من أوضاع يائسة , أقرضها المال و أشترى لها الثياب....عاملها برقة و رقة ....كل ذلك كان بسبب رغبته فى التقرب منها بسبب انجذابه إليها . و ها قد أمضيا بضعة أيام معاً و انتهى الأمر... فهو يعتقد أنها عشيقة مارك. لاشك أن الانجذاب إلى شخص ما يحدث دون تميز و يموت بسرعة.لذا لا يمكنها أن تقع حب غاى .
قال غاى شيئاً جعل وجه المضيف يشرق بابتسامة عريضة , ثم استدار نحوها . ركزت لورين نظرها على المجلة فى حضنها . كانت أعصابها مشدودة كأوتار آلة موسيقية. و ما إن أصبح على بعد خطوات منها , أجبرت نفسها على النظر إليه متسائلة.
جلس بقربها و على وجهه ابتسامة رقيقة ذكرتها بتلك الابتسامة التى رأتها على وجهه فى سانت روزا , قال :"الإنكليز أينما كانوا يفضلون شرب الشاى"
ــ ألا يشرب سكان داسيا الشاى؟
اختفت ابتسامته و بعد لحظة من التوتر قال :"ليس كثيراً....نحن نفضل شرب القهوة"
ــ لهجتك الإنكليزية ممتازة و أدركت أن تلك ملاحظة سخيفة , و لكن هذا كل ما استطاعت التفكير به بذهنها المشتت.
ــ أمضيت عدة سنوات فى مدرسة فى بريطانيا , و أنا محظوظ جداً لأننى أحب اللغات و أجيد تعلمها .
أومأت موافقة و هى تفكر بمهارته فى التحدث بلغة سكان سانت روزا, بعدئذٍ استجمعت سيطرتها على نفسها و نظرت مباشرة إلى وجهه قائلة:"شكراً لك على إبعاد والدىّ عن هذا الجنون الإعلامى , لم تكن لدى فكرة عن كيفية هجوم الصحافة و الإزعاج الذى تسببه"
قال بنبرة بدت عادية مؤكداً على كلامها:"والداك منطقيان جداً و يعلمان أن الابتعاد عن الأضواء هو الحل الأمثل . كما أنك مازلت فى إجازة كما أعلم"
فقالت :"مازال أمامى أسبوعان من الإجازة"
ــ أخبرنى والداك أنك كنت مريضة.
هزت كتفيها :"لقد أصبت بداء الرئة , لكن أصابتى لم تكن خطيرة و قد أصبحت بخير الآن"
ــ مازالت تبدين شاحبة.
مع أن صوته جاء متأنياً و محايداً إلا أن نبرته القلقة جعلتها تدرك بقوة كم هو قريب منها .
اعترفت و هى تبتسم بجفاء:"أنا أبدو دائماً شاحبة , كما أننى أعانى الآن من الإرهاق بسبب الطيران. سأكون بخير بعد نوم ليلة كاملة"
و لكى تجعله يقتنع بكلامها أنهت حديثها بمرح:"لم أذهب إلى داسيا من قبل لكننى أعتقد أنها منطقة جميلة"
شعرت بالارتياح لفترة قصيرة و هو يخبرها عن تاريخ المنطقة الدموى . أخبرها أن أحد القراصنة أبحر نحو مرفقها فاحتلها لمدة أربع مئة سنة و فرض عليها قانوناً استبدادياً قاسياً. لكن هذا العمل قاد و بمنتهى الغرابة إلى حركة تنوير كبيرة.
تمتمت بعذوبة :"يبدو لى ذلك مألوفاً"
رمقها بنظرة غامضة فشعرت بدقات قلبها تتسارع شوقاً إليه. و غمرتها موجة من المشاعر الرقيقة المليئة بالحنو عليه.
التمعت عيناه بومضة تشبه النار المتوهجة و قال متشدقاً :"هل تقولين أننى قاس و مستبد؟"
ضحكت لورين بنعومة و قالت :"يا لقوة حدسك! بالطبع أنت كذلك...من المؤكد أنك تتعامل بقسوة مع كل من يعترض طريقك"
قال بصوت هادئ :"عليك الاعتراف بأننى أحاول دائماً إقناع الآخر بمنطق عقلانى قبل أن أحضر سلاح المدفعية الثقيلة"
إلا أن النبرة الكسولة التى ظهرت فى صوته بدت و كأنها تُكذب كلماته.
فردت لورين قائلة :"لن اعترف بذلك أبداً, فخلال عدة ساعات من لقائى بك وجدت نفسى متزوجة منك و لست أذكر أى محاولة للإقناع المنطقى أو العقلانى حينها"
و بعد مرور عدة أيام وجدت نفسها منجذبة إليه , و مستسلمة لعواطفها نحوه غارقة فى بحر من المشاعر القوية محت لديها سنوات من النظام و السيطرة على النفس. و أنهت كلامها بسرعة قائلة :"و الآن أجد نفسى مخطوفة إلى داسيا"
نظر مباشرة إلى وجهها ثم قال :"بعض المواقف تحتاج إلى التحرك السريع"
بهتت لورين قليلاً و هى تتذكر تلك المخاوف التى راودتها فى سانت روزا ثم قالت :"نعم, أنت على حق"
و رفعت بصرها فوقع على ذقنه مباشرة و قالت :"لأا أذكر إن كنت قد شكرتك فعلاً على إخراجى من سانت روزا . أننى ممتنة لك حقاً و أنا أعلم الآن ما كان سيحدث لى لو أننى بقيت هناك"
ــ كنت سأعتنى بك بنفسى.
أجفلت لورين و نظرت إلى وجهه الذى بدا و كأنه منحوت من الغرانيت بصلابته و برودته و قدرته الهائلة فشعرت كأن إصبعاً من الثلج يتحرك فوق عمودها الفقرى . لقد عرفته كمتسكع على الشاطئ , كرجل عملى , كحبيب.... لكن انطباعها الأول عنه كان كقرصان و الآن يساورها الشك بأن تكون شخصية القرصان هى الأقرب إلى شخصيته الحقيقية ....يا إلهى ! ما الذى ورطت نفسها به؟
قال بكآبة :"كنت سأسبب لك الازعاج و كما قلت أنت يومها , كنت سأضعك فى مازق أخطر من الذى منت فيه"
ــ انتهخى ذلك الآن فلا تقلقى بشأنه.
ثم وقف و ابتسم لها متابعاً :"أشربى الشاى و حاولى أن تنامى . سأراك ما أن نصل"
صدرت بغصة فى صدرها بسبب مشاعرها المكبوتة . راقبته و هو يغادر ثم أغمضت عينيها لتتذكر تلك اللحظات فى فالانو و هى تراقبه يسير عبر الباب الزجاجى نحو الممر فيما اشعة الشمس تلمع فوق بشرته السمراء . لقد أغمضت عينيها حينها , لكن صورته انطبعت بداخلها و داخل قلبها.
أعادت انتباهها إلى الحاضر بامتنان . لاحظت و هى تسكب الشاى أن الأوعية الصينية و الملاعق الفضية تحمل الشعار نفسه: نمر داسيا . لو كان لديها بقية من الحس السليم لسألت غاى عن مالك الطائرة لكن لسوء الحظ ما إن يقترب منها حتى تفقد كل وعى لديها و كل إحساس بالمنطق.
منتديات ليلاس
شربت كوب من الشاى و أكلت والحدة من السندوتشات الصغيرة الشهية , ثم اتكأت على المقعد علها تحظى ببعض النوم. لكنها لم تتمكن من ذلك , ففكرها ظل منشغلاً بـ غاى. حاولت أن تشغل نفسها بشئ آخر فأمسكت بإحدى المجلات الموضوعة أمامها و راحت تتصفح أوراقها بتكاسل.
بعد مرور عدة لحظات , أدركت أنها تحدق بإحدى الصفحات . رمشت بعينيها و ركزت نظرها فإذا بها تنظر إلى وجوه عدد من الرجال الوسيمين اللذين يحدقون بها بدرجات مختلفة من الاهتمام . أحد أولئك الرجال هو غاى! لم تصدق عينيها , فهزت رأسها و عادت تحدق بالصورة مرة أخرى.
نعم , إنها صورة غاى . هل هو عارض أزياء؟
بدهشة بالغة راحت تقرأ المقالة فى أسفل الصورة:"....الأكثر وسامة, إذا كنت تحب الهالة الملكية , جذاب و يصعب الوصول إليه , أنه الأمير غاى أوف داسيا الملياردير...."
رمشت لورين بعينيها مرة أخرى و شعرت بإنقباض فى قلبها و كأنه غدا كرة قاسية و باردة فى صدرها...هالة ملكية!....الأمير غاى !.
تابعت القراءة :"...فى الحادية و الثلاثين من عمره , و مازال أعزباً و محطم القلوب فى كل العالم. و الجميع يتساءلون إن كان سيتبع خطى أبناء عمه الأمير لوكا حاكم داسيا و الأميرة لوسيا زوجة هانت ردكليف و اللذين وقعا فى حب أشخاص من نيوزيلندا"
فكرت لورين بعصبية , الأمير غاى أوف داسيا ! و على الفور ودعت تلك الآمال التى لم تكد بعد تعترف بها بشأنه . آهـ ! إنها تعرف ذلك الاسم , الأمير و رجل الأعمال الناجح و العاشق للنساء الجميلات , مثار اهتمام الصحف و وسائل الإعلام.....أغمضت عينيها و عندما فتحتهما وجدت أنه مازال ينظر إليها بتجهم من خلال صفحة المجلة.
لقد سمعت به و رأت صوراً له, فلِمَ لم تتعرف عليه عندما االتقت به فى سانت روزا؟ أبسبب اللحية التى كانت تخفى ملامحه الارستقراطية أم بسبب....؟ حسناً لأنها ببساطة لم تتوقع أن تجد أميراً أوروبياً يتسكع فى جزيرة وسط المحيط الهادئ.
و لأنها كانت متأثرة به بقوة جعلها ذلك تفقد عقلها بصورة مؤقتة . وعضت على شفتها بقوة . لِمَ لم يخبرها ؟ هل أعتقد أنها تعلم اسم باغانون هو اسم العائلة المالكة فى داسيا ؟ حسناً . لم تكن تعرف ذلك.
مزيج من الانفعالات المسببة الاضطراب .... إعصار من الألم و الغضب....و إحساس كبير بالخيانة و العزلة....شعرت بتدمير فى أفكارها ما عدا فكرة واحدة , إنها حمقاء و مغفلة تماماً , وقد تجاهلت بعناد كل شئ لا يتناسب مع انطباعها الأول عنه. لا عجب أن الصحافة واجهتها بذلك التصميم القوى فى المطار ! و هذه الطائرة بمقاعدها الفخمة و جوها المميز و ذلك الشعار على الأوانى الصينية و الفضية....ربما هى له أو لأبن عمه الأمير الحاكم . تبدو المسافة بين هذا العالم و بين عام لورين بورتر كمنحدر صخرى خطر لا يمكن اجتيازه.
كم من الوقت سيمر قبل أن يبدأ أحدهم بالنبش فى ماضيها ؟ شعرت بضعف و بألم فى معدتها بسبب الخوف .... هذا إذا لم يكن أحدهم قد بدأ بذلك فعلاً. لطالما عملت الصحافة على ربطها بـ مارك , فهل سيكتشف أحدهم هذا الرابط بينهم و سيعلم أنها و رئيسها أخوين؟
إذا ما كشف هذا الأمر ستبدو كأبنة غير شرعية لوالد مارك كوربت , و ذلك سوف يقضى على الراحة فى منزل والديها . قد . قد تتمكن من التعايش مع الأمر , لكن والديها سيتعرضان لحملة من التقريع و الخبث قد تسبب لهما الألم الذى لا يحتمل , كما قد تسئ إلى صحة والدها الحرجة .
حاولت أن تبتلع الغصة التى شعرت بها ,و حدقت بصورة غاى الذى بدا غاضباً بسبب التقاط المصور تلك الصورة له. و عضت على شفتها ثم أجبرت نفسها على قراءة ما تبقى من المقالة.
"....ربما يكون الأمير غاى مكن اغنى الأمراء الأثرياء لقد ورث الملايين من أمه و هى وريثة روسية فائقة الجمال . أسس شركة ألكترونيات بعد تخرجه من الجامعة و شركته تحقق أرباحاً بالملايين فى كل سنة. يدافع بشراسة عن خصوصياته كما أنه ذو ميول إنسامية و من المهتمين بالطبيعة"
أغلقت لورين المجلة و حاولت السيطرة على خيبة أملها . لو أنها عرفت من يكون لتصرفت بطريقة أخرى عندما كانا فى سانت روزا . و بالطبع ما كانت لترضى بأن تصبح حبيبته!
سمعت صوتاً ساخراً فى أعماقها راح يضحك منها...آه, بل .... لقد أردته بيأس . و ما زالت كذلك . و الآن انت غاضبة منه لنه لم يخبرك عن نفسه ما يعنى أنه ات يثق بك . إنه أمر يدعو للسخرية فهى أيضاص لم تثق به لتخبره الحقيقة الكاملة عن نفسها . سمعت طنيناً فى أذنيها فيما اكنت الطائرة تهبط.
حدقت لورين أمامها بنظرة جامدة كالحجر و حاولت إقناع نفسها أن لا أحدسيتمكن من اكتشاف أنها و مارك أخوين
ما إن أضيئت إشارة حزام الأمان حتى سمحت ليديها بالاسترخاء بعد أن كانت كورتها فى قبضتين متشنجتين فى حضنها . و بدات بأخذ نفس عميق , شهيق و زفير , علها تتخلص من اضطرابها و انفعالاتها . و عاهدت نفسها على الاحتفاظ بهدوئها حتى لو كانت الأمور مؤلمة بالنسبة إليها , لأنها لا تجرؤ على التصرف بخلاف ذلك.


 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 13-05-13, 04:23 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 352- حررها الحب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثالث و الأخير)

 
دعوه لزيارة موضوعي


8 – أمــيـــر الــحــلـــم و الألــــم



فى مطار داسيا قاد المضيف لورين إلى غرفة خاصة لا يوجد فيها سوى بعض المفروشات ذات المقاعد الطويلة المريحة و بعض آنية الزهور , ثم خرج لإحضار حقائبها . أما هى فانتظرت بتوتر إلى أن دخل غاى الغرفة. شعرت بإنقباض فى قلبها لكنها قالت لنفسها: يمكنك القيام بذلك و أنت باردة كالثلج. عليك أن تكونى مهذبة , باردة و شديدة التحفظ . فأنت مفتونة بهذا الرجل . لكن هذا لن يدوم, لأنك لن تسمحى بذلك.
ــ ستصل أمتعتك إلى هنا خلال دقائق معدودة, هل تمكنت من النوم؟
ــ كـــــلا
و ابتسمت ابتسامة آلمت خديها و أضافت :"لكنى بخير , شكراً لك"
لم يبدُ عليه أنه لاحظ أى تغير فىموقفها تجاهه لكن عليها ألا تخدع نفسها.
بدا الجو فى الخارج حار فشعرت بأنفاسها تكاد تنقطع . كانت هناك سيارة ليموزين بانتظارهما , و بستثناء صوت الطائرة الذى كان يسمع من مسافة قريبة و صوت محرك السيارة , لم تكن هناك أى ضجة بل ساد صمت رائع. كما لم يكن هناك أى أثر للصحافيين فى ذلك المكان أو لأضواء آلات التصوير. احنى الرجل الذى كان بانتظارهما و الذى يرتدى بزة رسمية رأسه لـ غاى و فتح باب السيارة و خلف المقود كان السائق منتظراً بهدوء .
جلست لورين على المقعد و قالت بصوت لا يحمل أى تعبير :"الطقس حار هنا كالمناطق الاستوائية لكن لا أثر للرطوبة فيه"
و لأنها لم تعد تستطيع كبت سؤالها أكثر من ذلك سألته ببرودة و كأن الأمر لا يهمها :"ماذا كنت تفعل بالتحديد فى سانت روزا؟"
ــ لدى مصالح هناك كما لدى أصدقاء.
ثم نظر إليها و رموشه الكثيفة تحجب اللمعان فى أعماق عينيه. لم تنبئها نبرة صوته بأى شئ إلى أن قال :"منذ عدة سنوات , أمضيت بضعة أسابيع هناك كرهينة"
ــ رهينة؟
شعرت بالذعر فسألته بقلق :"كيف حصل ذلك؟"
ــ خلال الحجرب الأهلية , كنت أنقل معدات طبية إلى هناك و وجدت حكومة سانت روزا أن بإمكانها ان تستخدمنى .
هز كتفيه بلا مبالاة و هو ينظر مباشرة إلى الأمام فيما السيارة تنطلق بهدوء و تابع قائلاً :"قاموا باختطافى للضغط على أبن عمى ليقوم بدور الوسيط بينهم و بين الثوار"
حدقت به و سألته :"و ما الذى حدث؟"
قلا دون اكتراث :"هربت فى الليلة التالية"
منتديات ليلاس
و ظهرت على وجهه ابتسامة سريعة ذكرتها بالقرصان الذى التقته فى المرة الأولى , كذلك فعلت نبرة صوته و هو يتابع :" لم يكن الأمر صعباً فقد كانوا ضعفاء القلوب"
أغمضت لورين عينيها و قالت :"هل هربت و بقيت فى الجزيرة وسط حرب أهلية؟"
ــ كانوا يشعرون باليأس و قد أحببتهم . كانوا يعلمون أن الجمهوريين جاهزون لنقل القبائل عبر الحدود إذا تبين أن هناك فرصة حقيقية لقيام معاهدة بين الجهات المتقاتلة . فى الواقع واجهنا غوة بينما كنت هناك.
شعرت بالرعب من المخاطر التى واجهها و قالت :"واجهنا؟"
رفع كتفيه العريضتين و قال ببساطة :"تورطت بالأمر قليلاً , كانوا يتفوقون علىّ فى القتال عبر الغابات , لكن الحرب تعلم المرء بسرعة"
قالت لورين و قد شعرت بالضيق :"أو قد تسبب الموت"
ــ علينا أن نكون مقدامين فى الحياة , فالحياة لا تساوى شيئاً إذا كنا سنعيشها و نحن ننظر باستمرار خلف كتفنا.
سارت السيارة بهدوء عبر طريق تشاركها فيه الحمير و أنواع أخرى من العربات التى يقودها شبان راحوا يلوحون مبتسمين بفرح لسيارة الليموزين و هى تمر بالقرب منهم.
ضغطت لورين على شفتيها لتمنع نفسها من الانفجار غضباً فى وجه غاى لأنه يتعامل مع حياته باستهتار.

منتديات ليلاســـ


 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 13-05-13, 04:27 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 352- حررها الحب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثالث و الأخير)

 
دعوه لزيارة موضوعي



ــ نحن نتجه نحو فيلا تقع فوق إحدى التلال , فكرت أن والديك سيفضلان ذلك المكان على الساحل لأن الطقس أكثر برودة هناك!
ــ شكراً لك ليلاس
جاهدت بقوة لتتخلص من الإحساس بخيبة الأمل . لسبب ما , كانت تعتقد أنها و غاى سيمكثان فى المكان نفسه....
حمقاء! إن أى امرأة عاقلة سترغب بالابتعاد عنه أكبر مسافة ممكنة.
لكنها لا تتحلى بالتعقل حين يتعلق الأمر بـ غاى وذلك منذ اللحظة الأولى التى رأته فيها .
ــ أبن عمى , لوكا و زوجته يرغبان بلقائك ,لكنهما يعلمان أنك و و الدك تحتاجان إلى الراحة , لذلك من المحتمل أن نراهما غداً
قالت لورينبلا حماسة :"سأتطلع إلى ذلك بشوق"
كانت أشجار الزيتون تتحرك بسبب النسيم الخفيف , فتلمع أوراقها كالفضة تحت الشمس الزرقاء الصافية , كما تنمو النباتات الصغيرة و الأزهار البرية داخل الجدران الحجرية القديمة التى تحيط بالطريق . نظر غاى إليها بعينين باردتين و لكن بنظرات ثاقبة و قال :"ما الأمر؟"
استجمعت لورين شجاعتها و أتكاءت إلى الخلف مظهرة أسنانها ثم قالت ببرودة :"لا شئ, حسناً , لا شئ أكثر من زواج مزيف من رجل لم يخبرنى أنه أمير."
أرتفع حاجبيه كسيفين جاهزين للقتال ثم قال بنبرة مصقولة :"لم يبد الأمر ذا أهمية فى ذلك الوقت"
ــ معظم الناس قد يعتبرونه كذلك, أما أنا فلم تكن لدى فكرة أنك أحد أفراد الأسرة المالكة فى داسيا حتى.....
و نظرت إلى ساعتها قبل أن تتابع :"....نصف ساعة خلت و ذلك عندما قرأت تلك المقالة عنك فى إحدى المجلات . عندما ملارت بتلك المراسم فى سانتا روزا فكرت للحظة أن أسم باغانون مألوف لدى بطريقة غامضة , لكن الأمر لم يكن كافياً ليقرع أجراس الإنذار"
قال برقة :"أجراس الإنذار ؟ لِمَ يجب أن تشعرى بالإنذار؟"
رفعت لورين رأسها فالتقت نظراتها بنظراته المتألقة و قالت:"أنا ليست معتادة على الزواج من أحد الأمراء حتى و لو كان ذلك من أجل التخلص من وضع سئ "
رد عليها بنبرة بالغة التهذيب :"لأم أخبرك بالأمر لأنك لم تسألنى . وجدت أننى مفيد لك فأعتمدت علىّ . كما أن ذلك لم يكن مهماً....كان الأمر الأهم فى سانت روزا هو تأمين الحماية و الأمن لك"
ثم رمقها بنظرة ذات مغزى و قد اللتمعت عيناه بقوة و قال :"لأم تسألينى من أكون حين ذهبت إليك فى فالانو"
منعت لورين سيل الكلمات المندفعة من الوصول إلى لسانها , إل أنها لم تستطيع منع نفسها من القول بسخط:"اعتقدت أننى عرفت من تكون؟"
قال بنبرة ناعمة:"ربما يجدر بى أن أسألك أنا سؤالاً حقيقياً"
ــ و ما هو هذا السؤال؟
ــ لِمَ دعوتنى للبقاء معك فى فالانو؟
شعرت بالإهانة تلهب حنجرتها فانفجرت قائلة دون تفكير:"شعرت بالأسى عليك"
أخفض غاى رموشه و للحظة شعرت بالرعبمن التهديد الواضح الذى ظهر فى عينيه , لكن صوته جاء مهيناً بارداً حين قال :"لديك طريقة ساحرة و فعالة فى الأسى على الرجال . على أى حال لم يعد ذلك مهماً الآن, فما نقولهالآن لا علاقة له بالأمر"
ثم تابع يقول :"بالإضافة إلى حبى لأبناء عمى و سكان الجزيرة , تربطنى روابط عاطفية قوية ببلادى داسيا . أمير داسيا لديه صبى فى الرابعة من عمره و هو حاد الذكاء كما أنه قد يُرزق بطفل آخر قبل نهاية هذه السنة و هكذا فأن داسيا بخير من دونى . و هذا الوضع يسعدنى جداً"
قالت بصوت بارد كتعابير وجهها :"أنت محظوظ , فكل ما هو ملك يسير على ما يرام, ليس عليك أن تحمل المسؤولية"
هز كتفيه قائلاً :"أعتقد أنك تلقين اللوم علىّ بسبب التصرفات المجنونة للصحافة بالمطار"
قالت بهدوء:"لا, لكن كان بإمكانك أن تخبرنى من أنت عندما أتيت إلى نيوزيلندا لتحذرنى من أن زواجنا قد يكون شرعياً . أظن أنك خشيت أن أحاول ابتزازك بمبلغ كبير من المال مقابل إجراء طلاق سريع"
قال بنبرة لا مبالية :"استطيع التعامل مع من يحاولن ابتزازى . ربما كان على أن أخبرك لكن الإعلان أمام أشخاص لا يبدون أى اهتمام بأننى أمير, يبدو لىّ نوع من التباهى"
ــ أعتقد أنك على حق.
قال بصوت أكثر قسوة:"أما بالنسبة للصحافة , فل أظن أن الصحفيين كانوا لينتظرونك فى لندن لو لم أكن ما أنا عليه . يؤسفنى أن ذلك قد حصل, لكننى لست مسؤولاً عن أولئك الذين يعيشون على الأقاويل التى تطال الأمراء و النجوم و أبطال الرياضة"
منتديات ليلاس
شعرت لورين أنها صغيرة و ضيقة الأفق و قالت بصوت يخلو من أى تعبير :"بالطبع, أنت لست مسئولاً عن ذلك"
أمسك غاى يديها المتوترتين بيده القوية الدافئة و قال :"لكن معرفة من أكون ما كان ليحدث أى فرق فى سانت روزا....كان عليك أن تقبلى بالزواج بى حتى و لو اضطررت إلى توجيه المسدس إلى رأسك"
تسارعت دقات قلبها و اندفع النبض قوياً فى معصمها تحت لمسات أصابعه. و بالطبع لاحظ غاى ذلك فبعد لحظة مشحونة بالتوتر قال بصوت أجش:" عاهدت نفسى بألا ألمسك"
أجبرت لورين نفسها بالرد عليه :"إذن لا تفعل . فهذا ليس ضرورياً!"
أبعد يده يديها , لكن عندما ابتعدت السيارة عن الطريق الرئيسية و بدأت بالصعود , قال متعمداً :"يبدو أننى قادراً على نسيان أننا كنا حبيبين لة أيام . ماذا عنك أنت؟"
شعرت لورين أن عظامها تذوب لذكرى تلك الأيام . و ساورها ندم مرير , فقالت بعناد :"تلك الأيام أصبحت كأنها خارج الزمان ....مغامرة جميلة فى منطقة استوائية . أما الآن فقد أنتهى ذلك و ها قد عدنا إلى العالم الواقعى"
ضحكته الساخرة صدمتها . رمقته بنظرة جانبية فشعرت بالارتجاف لرؤية ذلك التصميم القوى فى ملامحه ثم قال بهدوء:"كـــاذبــــــة"
و عندما فتحت فمها لترد عليه أسكتها بوضع اصبعه على فمها . فنظرت إلى وجهه الوسيم المتكبر بصمت و هى تحاول مقاومة موجة من المشاعر الهائلة التى اجتاحتها.
قال بنبرة مذهلة مشدداً على كل كمة يقولها :"ل يهم كم نعانى للتظاهر بغير ذلك فعندما ألمسك نشعر كلانا بذلك التيار الكهربائى بيننا. لا تحاولى إقناعى أو إقناع نفسك بأنه غير موجود . ما نحتاج إليه الآن هو أن نعرف كيف سنتعامل مع الأمر"
ثم أبعد إصبعه عن فمها وعاد ليجلس بارتياح على مقعده.
قالت لورين بنبرة عناد قوية :"لن نفعل شيئً بهذا الخصوص"
كانت تشعر بالارتجاف فى داخلها لكنها ابعدت نظرها عنه و أخذت تحدق من خلال النافذة إلى الخارج و هى لا ترى شيئاً , و تصاعد غضبها عندما ظل غاى صامتاً و لم يجبها.
الفيلا القائمة على التلال هى عبارة عن منزل تم ترميمه و طليت جدرانه باللون الزهرى و أبوابه و نوافذه باللوان الأخضر الداكن . و قد انتشرت حوله الحدائق. سرعان ما أخذت لورين بسحر المكان فانحنت قليلاً إلى الأمام لتتأمله جيداً فيما السيارة تواصل صعودها.
قال غاى معلقاً:"وفقاً لتاريخ العائلة , تم بناء هذا المنزل فى القرن التاسع عشر لعشيقة أحد الأمراء و هى من فنيسيا و كان لديها عدد كبير من الأطفال لكن الأمير كان يمضى معظم أوقاته هنا"
قالت لورين بضيق :"و لِمَ لم يتزوج بها؟"
ــ كان متزوجاً من امرأة صارمة جداً, و تقول القصة أنها لم تضحك يوماً.
قالت لورين بقسوة :"ما كنت لأضحك أنا أيضاً لو أن زوجى وضع عشيقته أمام عينى"
و كانت السيارة قد خففت سرعتها فأمسكت بحقيبة يدها لكنها أدركت على الفور أنها اخطات . رفع غاى حاجبيه و نظر إليها و على وجهه ابتسامة ملتوية:"هل الخيانة الزوجية هى ما يزعجك أم تباهية بعشيقته؟"
قالت باقتضاب :"كلاهما"
و تمنت لو أنها تستطيع أن تخبره بحقيقة علاقتها بـ مارك لكنها بالطبع لا تستطيع , لأن هذا ليس سرها هى.


منتديات ليلاســــ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 13-05-13, 04:29 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 352- حررها الحب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثالث و الأخير)

 
دعوه لزيارة موضوعي


ظهرت أمها من خلف الظلال عند مدخل المبنى , جميلة متماسكة كعادتها, نظرت إلى ابنتها بعيني صافيتين شفافتين إلا أن ابتسامتها بدت قلقة و حركتها حذرة على غير طبيعتها . أسرعت لورين بالخروج من السيارة و عانقت أمها بسرعة قائلة :"كيف حال أبى؟"
ابتسمت إيزبيل لـ غاى و قالت :"بخير, إنه ينتظرك فى منتديات ليلاس الداخل"
و بينما كانت لورين تصعد السلالم بخطى سريعة سمعت أمها تقول:"غاى , شكراً لك لأنك نظمت الأمر بهذا الشكل . لا أدرى ما كنا سنفعله من دونك"
نبرة صوتها أظهرت بوضوح أنها تحبه , و فكرت لورين بسخرية باردة أن ذلك ما تشعر به كل النساء حياله. سارت إلى داخل المنزل حيث الجو البارد اللطيف لتجد والدها بانتظارها فى غرفة جلوس كبيرة مزينة باللونين القشدى و الذهبى مع لمسة من الأخضر و الفضى الذى يشبه لون أشجار الزيتون ما يدل على ذوق رفيع و مرهف.
ـــ مرحباً
حيت والدها و اندفعت تضمه بقوة فشدها إليه بدوره ما جعلها تشعر بالرتياح . تراجعت قليلاً إلى الوراء ونظرت إليه قائلة :"ها نحن نعلم الآن أن باستطاعتك السفر بالطائرة بدون أى مشاكل صحية . فلا عذر لديك بعد اليوم للبقاء فى المنزل"
ابتسم لها قائلاً :"يبدو أننى بحاجة إلى ممرضة لتعتنى بى دائماً . لكن وصلت إلى هنا بسلام ,و أنت كيف حالك عزيزتى؟"
ــ أشعر بالتعب بسبب قلة لانوم.
و أخبرته عن بعثة الطلاب الذين التقتهم فى الطائرة فراح يضحك .
و عندما انتهت قال غاى من وراءها :"لدى موعد بعد عدة دقائق , لذا على المغادرة الآن . أرجو أن تتمتعوا بإقامتكم هنا"
أجفلت لورين إلا أنها عادت فتذكرت قواعد حسن التصرف فقالت :"سأرافقك للخارج"
تراجع غاى قليلاً لتسير امامه عبر الباب . و ما إن أغلق الباب خفهما حتى قال :"لنتمشى فى الحديقة لعدة دقائق"
ــ لماذا؟
ارتفع حاجباه و قال :"لأن الجو هناك الطف مما هو عند المدخل تحت أشعة الشمس . مع أن الطقس فى داسيا حار كما هو فى سانت روزا أو فالانو , لكن أشعة الشمس ستحرق بشرتك البيضاء"
شعرت بحماقتها و قالت:"آهـ , نعم لا بأس!"
وقفا فى ظل شجرة كبيرة و قال غاى بنبرة لاذعة :"هل تشعرين بالرضى لأن والدك لم يتعرض لأى أذى بسبب رحلة الطائرة؟"
حبست لورين دموعها و ابتسمت له بتوتر قائلة:"يبدو رائعاً, كلاهما يبدوان كذلك. آهـ...غاى , هل على أن أناديك سمو الأمير أمام الآخرين؟"
قال بسرعة :"كلا"
و جاء صوته قاسياً و بارداً . فقالت :"لا أريد أن أخرق القواعد فى التعامل مع أفراد أسرتك"
ابتسم غاى ابتسامة عريضة أظهرت أسنانه و قال بسخرية لا يشوبها أى حرج :"ما حصل بيننا نحن الاثنين خرق كل القواعد , حتى غدت هذه الأمور بلا قيمة. عندما تقابلين لوكا للمرة الأولى ناديه (صاحب السمو الملكى)"
بعدئذٍ يمكنك مناداته بالسيد إلى أن يقول لك بنفسه ألا داعى للتعلق بالشكليات . و الأمر نفسه مع ألكسا مع أن لديها ميل إلى الضحك عندما يناديها أحدهم بـ سيدتى"
بدا أنه أكتفى من هذا الكلام فقالت لورين:"شكراً , فى الواقع شكراً لك على كل شئ . و آسفة لأننا تسببنا لك بكل هذه الفوضى....."
قاطعها بحدة و نفاذ صبر :"لا تكونى حمقاء . من الطبيعى أن أشعر بالمسئولية حيال هذا الوضع . سأفعل كل ما أستطيعه لتسهيل الأمور عليك. و الآن عودى إلى المنزل و تناولى طعامك و تحدثى إلى والديك و ما أن يهبط الظلام أخلدى إلى النوم, هل تجدين ركوب الخيل؟"
رمشت بعينيها و قالت :"نعم, حسناً, بمستوى نادى الفروسية"
لمس خدها بإصبعه بتحبب و قال :"سأتى لاصطحبك غداً صباحاً بعد موعد الفطور مع حصان يناسبك . نامى جيداً"
ــ كلا ...غاى....هذه ليست فكرة جيدة.
ارتفع حاجباه الأسودان و قال :"أتعنين النوم؟ أظنها فكرة ممتازة"
صرت على أسنانها و قالت:"لا أريد تقديم المزيد من الأخبار للصحف....أليس من الأفضل أن نبقى بعيدين عن بعضنا البعض خاصة إذا كان علينا أن نفسخ الزواج"
قال بصوت بارد كالثلج :"اكتشفنا أن الزواج قد يكون شرعياً لن يحولنى إلى متهم على صفحات المجلات"
اتسعت عيناها و هى تنظر إلى وجه القاسى :"أعلم ذلك. لكن......"
قاطعها دون مراعاة لقواعد التهذيب :"أبن عمى لوكا ,هو الحاكم المطلق هنا, و هو بمثابة ذيكتاتور إذا صح التشبيه , و هو يعمل هذه الأيام على ارساء نظام ديمقراطى للحكم, مع أن ذلك يبدو احياناً مناقضاَ لمصلحته , و مع ذلك مازال بإمكانه أن يطرد أى شخص لا يرغب فى وجوده على الجزيرة . فإذا حاول أحدهم التجسس سوف يقوم بطرده و معاقبته"
و مع أن وجهه بدا متجهما إلا أن صوته غدا أكثر رقة و هو يضيف :"لِمَ تظنين أننى أحضرتك إلى هنا؟"
قالت لورين بقلق :"أرجو أن تكون محقاً"
ثم ابتسمت له فكانت تلك غلطة من قبلها إذ راح قلبها يتخبط فى صدرها حين بادلها الابتسام ....ابتسامة خطيرة قاتلة تحمل وعوداً خفية....
احنى غاى رأسه و عانقها عناق وداع قصير . و لم يكن هناك داع لتشعر بأن عظامها تذوب بسبب عناقه. تحول الدفء فى عينيه إلى سخرية و هو يقول :"أما بالنسبة لسكان سانت روزا فلا تقلقى بشأنهم . صدقينى فهم لا يهتمون بأخبار المجتمع و الثرثرات التى تدور فيه ذلك لأن لديهم أمور أكثر أهمية ليقلقوا بشأنها"
قبيل الصباح فتحت لورين عينيها ببطء شديد و أدركت أنها تحدق فى الستائر المحيطة بسرير كبير ذى أعمدة حديدية أربعة ثبتت هذه الستائر حو الأعمدة كأنها سطح خيمة انتصبت فى وسطها منحوتة تمثل شعار العائلة المالكة : النمر
أنها فى داسيا واقعة فى غرام أحد أمراءها . لا, إنها لست واقعة فى غرامه...أنها معجبة به , مفتونة به ... لكنها لا تحبه مطلقاً ! سوف يتأكد لها ذلك ما إن تعود إلى عملها , سوف تعرف أن تلك كانت مجرد مغامرة , مغامرة بعيدة تماماً عن نظام حياتها المعتاد.
تجهم وجهها و تساءلت لما تجد أن من الصعب إقناع نفسها بأن ما تشعر به نحو غاى ليس سوى إعجاب موقت.
صحيح أن الحقيقة مؤلمة لكن عدم مواجهتها يؤدى إلى ألم أكبر. لذا من الأفضل لها أن تتقبل الأمر , و تتجاهل معاناة قلبها لتتابع حياتها بأمان .
لكن , ليتها تستطيع أن تكون فتاة باردة مغرورة فذلك سيسهل المسألة عليها...بقاءها فى داسيا سيزيد من ألمها و عذابها.
منتديات ليلاس
على الرغم من ذلك , فهى لا تشعر بالندم لأنها التقت بـ غاى.
استغرقت فى النوم من جديد لتنهض فيما بعد و هى تشعر بألم فى رأسها و بمزاج سئ. و على العكس منها تماماً , بدا والدها بأفضل حال عند تناول الفطور . فكرت بتصميم قوى و هى تصعد الدرج لتبدل ملابسها أنها تستطيع احتمال أى ألم ما دام ذلك يوفر الطمأنينة لوالدها . دخلت إلى غرفتها لترتدى بنطلوناً من الجينز و قميصاً قطنياً اشترتهما من نيوزيلندا . سمعت طرقة على الباب و إذا بأمها تدخل و على وجهها ابتسامة ما لبثت أن بهتت.
ــ تبدين بحال أفضل.
ــ والدى أيضاً يبدو كذلك.
غدا صوت أمها أكثر نعومة و هى تقول :"إنه يحب هذا الطقس . فى الواقع هو معجب بـ داسيا أيضاً, عزيزتى أنا سعيدة جداً لأننا هنا . لن أتمكن أبداً من شكر الأمير بصورة كافية على إنقاذك مرتين إحداهما فى سانت روزا و الآخرى من الصحفيين بالمطار"
ثم تأملت وجه ابنتها بنظرات متمهلة و قالت :"لأقد كان رائعاً بالأمس....بعد أن اتصل بنا قام بتنظيم كل شئ حتى وصلنا إلى هنا بالطائرة .والدك أحبه كثيراً و أنا كذلك, ما رأيك أنت به؟"
شعرت لورين بانقباض فى قلبها و قالت بنبرة جافة :"أنا شديدة الامتنان له, لكنه يشبه مارك كثيراً....يحاول السيطرة على كل شئ"
سمعا طرقة أخرى على الباب و إذا بإحدى الخادمات تدخل لتخبرها بابتسامة عريضة أن الأمير غاى قد وصل لاصطحابها فى نزهة على الخيل.
قالت أمها بصورة آلية :"تأكدى من وضع كريم واق من الشمس"
ثم ضحكت من نفسها قائلة :"أعلم, أعلم....مستحضرات التجميل الحديثة تحتوى على واق بذاتها. أظن اننى سوف أتوقف عن لعب دور الأم التى تبالغ فى العناية بابنتها ما إن تتزوجى , أعنى زواجاً حقيقياً"
النبرة الحادة فى صوتها جعلت لورين تقول بحزم :"هذا ليس من ضمن أولوياتى فى الوقت الحاضر"
ردت إيزابيل بعد لحظة من التردد:"عندما تقابلين رجل حياتك , أرجو أن تضعى فوق كل الاعتبارات إمكانية العيش بسعادة معه"
التقت عيونهما فقالت لورين بهدوء :"عندما اتقى به سوف أعلمك"
فأومأت أمها موافقة.
كان غاى يمتطى حصاناً رمادى اللون و فكرت لورين أنه يبدو كأمير قادم من الأساطير. ما إن أصبحت فى الخارج تحت أشعة الشمس حتى ترجل حوذى عن الحصان الآخر و على وجهه ابتسامة عريضة و فى يديه قفازان أبيضا اللون . حيتهما لورين و قفزت على صهوة الجواد . لزمها عدة دقائق قبل أن تحكم السيطرة و التركيز لتبقى على ظهر الحصان. راقبها غاى باهتمام و اقترب منها ليتمكن من مساعدتها إذا ما ساءت الأمور.
تمكنت من السيطرة على الحصان بثقة ثم نظرت حولها . و هدأت مخاوفها كلها بصورة مؤقتة بسبب البهجة الكبيرة التى تشعر بها و هى ترافق غاى فى هذه النزهة الصباحية . يا له من صباح مشرق يزهو بالجمال و الأنتعاش و بعطر الزهور ! بدا البحر أمامها ممتداً على أمتداد الشاطئ كالحرير الأرجوانى . عندما طال الصمت بينهما لم تجد تعليقاً ذكياً لتقوله و كل ما تمكنت من قوله:"هذا الحصان يملك إحساساً قوياً"
سيطر غاى على حصانة دون أى جهد د
ــ أنه حصان للتدريب
ابتسمت لورين ابتسامة عريضة جافة و قالت :"إنه يناسبنى تماماً"
ــ فى المرة القادمة سوف نجد لك حصاناً أفضل من كرلوس العجوز هذا....فأنت تجيدين ركوب الخيل و يمكنك امتطاء حصان أفضل من هذا الحصان الكسول"
يا للسخافة! إن إطراء بسيط منه كفيل بأن يجعل خديها متوردين كخدى تلميذة المدرسة.
ـت هذا كلام غير منصف بحق كارلوس....إنه حيوان حساس جداً
ثم أضافت بعد قليل :"كما أننى لست خبيرة بالفروسية مثلك"
قال بجفاء :"تقاليد أسرتنا تقضى بأن نتعلم ركوب الخيل قبل أن نتعلم السير تقريباً"
لا شك فى ذلك . وفجأة هبطت روحها المعنوية حين تذكرت أنه ينتمى إلى عالم رفيع المستوى و هو من رجال الأعمال المميزين و أن هذا العالم لا يمت بصلة لعالمها.
على الرغم من الإحباط الذى شعرت به راحت تنظرحولها إلى ذلك المكان الرائع الملئ بالألوان . شعرت بعطر الهواء المنعش الذى يلفح بشرتها و أصغت إلى صوت العصافير المغردة و فكرت أنها لم تر مثل هذه الطبيعة الرائعة فى حياتها و سألته :"هل كل داسيا جميلة هكذا؟"
ــ أعتقد ذلك , لكننى قد أكون متحيزاً فى رأيى هذا . و أنت ما هو المكان المفضل لديك؟
قالت بفرح:"أحب غابة الجريس ذات الأزهار الزرقاء فى الربيع"
ثم أضافة بصدق :"لكننى أحب باريس فى كل الفصول"
علق متشدقاً:"أهى مدينة الذكريات الحميمية؟"
و بدت كل لكامةمن كلماته حادة و مميتة كحد السيف.
أتراه يغار؟ لا! قد تكون الغيرة كلمة قوية على هذا الموقف...لن قد يكون محباً للتملك و هو يعلم أن مارك يعيش فى باريس.

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 14-05-13, 12:20 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2012
العضوية: 248718
المشاركات: 5
الجنس أنثى
معدل التقييم: الباحثة عن الحب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 20

االدولة
البلدTunisia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الباحثة عن الحب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 352- حررها الحب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثالث و الأخير)

 


رواية حلووووووووووووووووووووووووووووووة جدا ريت تكمليها بسرعة متشوقة اعرف النهاية وشكرا على رواياتك الرائعة

 
 

 

عرض البوم صور الباحثة عن الحب   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
by royal command, احلام, دار الفراشة, حررها الحب, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روبين دونالد, سلاسل روايات احلام, سلاسل روايات احلام المكتوبة, سلسلة, robyn donald
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:39 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية