المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
رد: 352- حررها الحب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثالث و الأخير)
توقف للتحدث مع المضيف فراقبته لورين بتوتر – بدا لها مختلفاً....لا يشبه مطلقاً متسكعى الشواطئ بل هو أقرب لرجل أوروبى متحضر . الآن, و هى تنظر إليه فتشبع عينيها من رؤيته , اضطرت إلى الاعتراف بأمر حاولت أن تنكره منذ لقائهما الأول , إنه شعور يتأرجح ما بين الانجذاب و الحب.... لطالما شعرت به خلال تلك الأيام التى أمضياها معاً فى فالانو.
أصابتها تلك المعرفة بصدمة قوية أرسلت شحنات من التوتر في كيانها كله. للحظات قليلة غالية , سمحت لنفسها بأن تستمتع بالإحساس الكبير بالسعادة بسبب اعترافها لنفسها بحبها لـ غاى . لكنها أجبرت نفسها بعدئذٍ على كبت مشاعر الحب هذه فى قلبها و أقفاله بمفتاح رمته بعيداً جداً . ذلك أن غاى للا يبادلها هذا الشعور بالحب . كل ما قام به لأجلها كان كان بسب إحساسه بالشرف و رغبته بالحماية , و
أنقذ حياتها مرتين من أوضاع يائسة , أقرضها المال و أشترى لها الثياب....عاملها برقة و رقة ....كل ذلك كان بسبب رغبته فى التقرب منها بسبب انجذابه إليها . و ها قد أمضيا بضعة أيام معاً و انتهى الأمر... فهو يعتقد أنها عشيقة مارك. لاشك أن الانجذاب إلى شخص ما يحدث دون تميز و يموت بسرعة.لذا لا يمكنها أن تقع حب غاى .
قال غاى شيئاً جعل وجه المضيف يشرق بابتسامة عريضة , ثم استدار نحوها . ركزت لورين نظرها على المجلة فى حضنها . كانت أعصابها مشدودة كأوتار آلة موسيقية. و ما إن أصبح على بعد خطوات منها , أجبرت نفسها على النظر إليه متسائلة.
جلس بقربها و على وجهه ابتسامة رقيقة ذكرتها بتلك الابتسامة التى رأتها على وجهه فى سانت روزا , قال :"الإنكليز أينما كانوا يفضلون شرب الشاى"
ــ ألا يشرب سكان داسيا الشاى؟
اختفت ابتسامته و بعد لحظة من التوتر قال :"ليس كثيراً....نحن نفضل شرب القهوة"
ــ لهجتك الإنكليزية ممتازة و أدركت أن تلك ملاحظة سخيفة , و لكن هذا كل ما استطاعت التفكير به بذهنها المشتت.
ــ أمضيت عدة سنوات فى مدرسة فى بريطانيا , و أنا محظوظ جداً لأننى أحب اللغات و أجيد تعلمها .
أومأت موافقة و هى تفكر بمهارته فى التحدث بلغة سكان سانت روزا, بعدئذٍ استجمعت سيطرتها على نفسها و نظرت مباشرة إلى وجهه قائلة:"شكراً لك على إبعاد والدىّ عن هذا الجنون الإعلامى , لم تكن لدى فكرة عن كيفية هجوم الصحافة و الإزعاج الذى تسببه"
قال بنبرة بدت عادية مؤكداً على كلامها:"والداك منطقيان جداً و يعلمان أن الابتعاد عن الأضواء هو الحل الأمثل . كما أنك مازلت فى إجازة كما أعلم"
فقالت :"مازال أمامى أسبوعان من الإجازة"
ــ أخبرنى والداك أنك كنت مريضة.
هزت كتفيها :"لقد أصبت بداء الرئة , لكن أصابتى لم تكن خطيرة و قد أصبحت بخير الآن"
ــ مازالت تبدين شاحبة.
مع أن صوته جاء متأنياً و محايداً إلا أن نبرته القلقة جعلتها تدرك بقوة كم هو قريب منها .
اعترفت و هى تبتسم بجفاء:"أنا أبدو دائماً شاحبة , كما أننى أعانى الآن من الإرهاق بسبب الطيران. سأكون بخير بعد نوم ليلة كاملة"
و لكى تجعله يقتنع بكلامها أنهت حديثها بمرح:"لم أذهب إلى داسيا من قبل لكننى أعتقد أنها منطقة جميلة"
شعرت بالارتياح لفترة قصيرة و هو يخبرها عن تاريخ المنطقة الدموى . أخبرها أن أحد القراصنة أبحر نحو مرفقها فاحتلها لمدة أربع مئة سنة و فرض عليها قانوناً استبدادياً قاسياً. لكن هذا العمل قاد و بمنتهى الغرابة إلى حركة تنوير كبيرة.
تمتمت بعذوبة :"يبدو لى ذلك مألوفاً"
رمقها بنظرة غامضة فشعرت بدقات قلبها تتسارع شوقاً إليه. و غمرتها موجة من المشاعر الرقيقة المليئة بالحنو عليه.
التمعت عيناه بومضة تشبه النار المتوهجة و قال متشدقاً :"هل تقولين أننى قاس و مستبد؟"
ضحكت لورين بنعومة و قالت :"يا لقوة حدسك! بالطبع أنت كذلك...من المؤكد أنك تتعامل بقسوة مع كل من يعترض طريقك"
قال بصوت هادئ :"عليك الاعتراف بأننى أحاول دائماً إقناع الآخر بمنطق عقلانى قبل أن أحضر سلاح المدفعية الثقيلة"
إلا أن النبرة الكسولة التى ظهرت فى صوته بدت و كأنها تُكذب كلماته.
فردت لورين قائلة :"لن اعترف بذلك أبداً, فخلال عدة ساعات من لقائى بك وجدت نفسى متزوجة منك و لست أذكر أى محاولة للإقناع المنطقى أو العقلانى حينها"
و بعد مرور عدة أيام وجدت نفسها منجذبة إليه , و مستسلمة لعواطفها نحوه غارقة فى بحر من المشاعر القوية محت لديها سنوات من النظام و السيطرة على النفس. و أنهت كلامها بسرعة قائلة :"و الآن أجد نفسى مخطوفة إلى داسيا"
نظر مباشرة إلى وجهها ثم قال :"بعض المواقف تحتاج إلى التحرك السريع"
بهتت لورين قليلاً و هى تتذكر تلك المخاوف التى راودتها فى سانت روزا ثم قالت :"نعم, أنت على حق"
و رفعت بصرها فوقع على ذقنه مباشرة و قالت :"لأا أذكر إن كنت قد شكرتك فعلاً على إخراجى من سانت روزا . أننى ممتنة لك حقاً و أنا أعلم الآن ما كان سيحدث لى لو أننى بقيت هناك"
ــ كنت سأعتنى بك بنفسى.
أجفلت لورين و نظرت إلى وجهه الذى بدا و كأنه منحوت من الغرانيت بصلابته و برودته و قدرته الهائلة فشعرت كأن إصبعاً من الثلج يتحرك فوق عمودها الفقرى . لقد عرفته كمتسكع على الشاطئ , كرجل عملى , كحبيب.... لكن انطباعها الأول عنه كان كقرصان و الآن يساورها الشك بأن تكون شخصية القرصان هى الأقرب إلى شخصيته الحقيقية ....يا إلهى ! ما الذى ورطت نفسها به؟
قال بكآبة :"كنت سأسبب لك الازعاج و كما قلت أنت يومها , كنت سأضعك فى مازق أخطر من الذى منت فيه"
ــ انتهخى ذلك الآن فلا تقلقى بشأنه.
ثم وقف و ابتسم لها متابعاً :"أشربى الشاى و حاولى أن تنامى . سأراك ما أن نصل"
صدرت بغصة فى صدرها بسبب مشاعرها المكبوتة . راقبته و هو يغادر ثم أغمضت عينيها لتتذكر تلك اللحظات فى فالانو و هى تراقبه يسير عبر الباب الزجاجى نحو الممر فيما اشعة الشمس تلمع فوق بشرته السمراء . لقد أغمضت عينيها حينها , لكن صورته انطبعت بداخلها و داخل قلبها.
أعادت انتباهها إلى الحاضر بامتنان . لاحظت و هى تسكب الشاى أن الأوعية الصينية و الملاعق الفضية تحمل الشعار نفسه: نمر داسيا . لو كان لديها بقية من الحس السليم لسألت غاى عن مالك الطائرة لكن لسوء الحظ ما إن يقترب منها حتى تفقد كل وعى لديها و كل إحساس بالمنطق.
منتديات ليلاس
شربت كوب من الشاى و أكلت والحدة من السندوتشات الصغيرة الشهية , ثم اتكأت على المقعد علها تحظى ببعض النوم. لكنها لم تتمكن من ذلك , ففكرها ظل منشغلاً بـ غاى. حاولت أن تشغل نفسها بشئ آخر فأمسكت بإحدى المجلات الموضوعة أمامها و راحت تتصفح أوراقها بتكاسل.
بعد مرور عدة لحظات , أدركت أنها تحدق بإحدى الصفحات . رمشت بعينيها و ركزت نظرها فإذا بها تنظر إلى وجوه عدد من الرجال الوسيمين اللذين يحدقون بها بدرجات مختلفة من الاهتمام . أحد أولئك الرجال هو غاى! لم تصدق عينيها , فهزت رأسها و عادت تحدق بالصورة مرة أخرى.
نعم , إنها صورة غاى . هل هو عارض أزياء؟
بدهشة بالغة راحت تقرأ المقالة فى أسفل الصورة:"....الأكثر وسامة, إذا كنت تحب الهالة الملكية , جذاب و يصعب الوصول إليه , أنه الأمير غاى أوف داسيا الملياردير...."
رمشت لورين بعينيها مرة أخرى و شعرت بإنقباض فى قلبها و كأنه غدا كرة قاسية و باردة فى صدرها...هالة ملكية!....الأمير غاى !.
تابعت القراءة :"...فى الحادية و الثلاثين من عمره , و مازال أعزباً و محطم القلوب فى كل العالم. و الجميع يتساءلون إن كان سيتبع خطى أبناء عمه الأمير لوكا حاكم داسيا و الأميرة لوسيا زوجة هانت ردكليف و اللذين وقعا فى حب أشخاص من نيوزيلندا"
فكرت لورين بعصبية , الأمير غاى أوف داسيا ! و على الفور ودعت تلك الآمال التى لم تكد بعد تعترف بها بشأنه . آهـ ! إنها تعرف ذلك الاسم , الأمير و رجل الأعمال الناجح و العاشق للنساء الجميلات , مثار اهتمام الصحف و وسائل الإعلام.....أغمضت عينيها و عندما فتحتهما وجدت أنه مازال ينظر إليها بتجهم من خلال صفحة المجلة.
لقد سمعت به و رأت صوراً له, فلِمَ لم تتعرف عليه عندما االتقت به فى سانت روزا؟ أبسبب اللحية التى كانت تخفى ملامحه الارستقراطية أم بسبب....؟ حسناً لأنها ببساطة لم تتوقع أن تجد أميراً أوروبياً يتسكع فى جزيرة وسط المحيط الهادئ.
و لأنها كانت متأثرة به بقوة جعلها ذلك تفقد عقلها بصورة مؤقتة . وعضت على شفتها بقوة . لِمَ لم يخبرها ؟ هل أعتقد أنها تعلم اسم باغانون هو اسم العائلة المالكة فى داسيا ؟ حسناً . لم تكن تعرف ذلك.
مزيج من الانفعالات المسببة الاضطراب .... إعصار من الألم و الغضب....و إحساس كبير بالخيانة و العزلة....شعرت بتدمير فى أفكارها ما عدا فكرة واحدة , إنها حمقاء و مغفلة تماماً , وقد تجاهلت بعناد كل شئ لا يتناسب مع انطباعها الأول عنه. لا عجب أن الصحافة واجهتها بذلك التصميم القوى فى المطار ! و هذه الطائرة بمقاعدها الفخمة و جوها المميز و ذلك الشعار على الأوانى الصينية و الفضية....ربما هى له أو لأبن عمه الأمير الحاكم . تبدو المسافة بين هذا العالم و بين عام لورين بورتر كمنحدر صخرى خطر لا يمكن اجتيازه.
كم من الوقت سيمر قبل أن يبدأ أحدهم بالنبش فى ماضيها ؟ شعرت بضعف و بألم فى معدتها بسبب الخوف .... هذا إذا لم يكن أحدهم قد بدأ بذلك فعلاً. لطالما عملت الصحافة على ربطها بـ مارك , فهل سيكتشف أحدهم هذا الرابط بينهم و سيعلم أنها و رئيسها أخوين؟
إذا ما كشف هذا الأمر ستبدو كأبنة غير شرعية لوالد مارك كوربت , و ذلك سوف يقضى على الراحة فى منزل والديها . قد . قد تتمكن من التعايش مع الأمر , لكن والديها سيتعرضان لحملة من التقريع و الخبث قد تسبب لهما الألم الذى لا يحتمل , كما قد تسئ إلى صحة والدها الحرجة .
حاولت أن تبتلع الغصة التى شعرت بها ,و حدقت بصورة غاى الذى بدا غاضباً بسبب التقاط المصور تلك الصورة له. و عضت على شفتها ثم أجبرت نفسها على قراءة ما تبقى من المقالة.
"....ربما يكون الأمير غاى مكن اغنى الأمراء الأثرياء لقد ورث الملايين من أمه و هى وريثة روسية فائقة الجمال . أسس شركة ألكترونيات بعد تخرجه من الجامعة و شركته تحقق أرباحاً بالملايين فى كل سنة. يدافع بشراسة عن خصوصياته كما أنه ذو ميول إنسامية و من المهتمين بالطبيعة"
أغلقت لورين المجلة و حاولت السيطرة على خيبة أملها . لو أنها عرفت من يكون لتصرفت بطريقة أخرى عندما كانا فى سانت روزا . و بالطبع ما كانت لترضى بأن تصبح حبيبته!
سمعت صوتاً ساخراً فى أعماقها راح يضحك منها...آه, بل .... لقد أردته بيأس . و ما زالت كذلك . و الآن انت غاضبة منه لنه لم يخبرك عن نفسه ما يعنى أنه ات يثق بك . إنه أمر يدعو للسخرية فهى أيضاص لم تثق به لتخبره الحقيقة الكاملة عن نفسها . سمعت طنيناً فى أذنيها فيما اكنت الطائرة تهبط.
حدقت لورين أمامها بنظرة جامدة كالحجر و حاولت إقناع نفسها أن لا أحدسيتمكن من اكتشاف أنها و مارك أخوين
ما إن أضيئت إشارة حزام الأمان حتى سمحت ليديها بالاسترخاء بعد أن كانت كورتها فى قبضتين متشنجتين فى حضنها . و بدات بأخذ نفس عميق , شهيق و زفير , علها تتخلص من اضطرابها و انفعالاتها . و عاهدت نفسها على الاحتفاظ بهدوئها حتى لو كانت الأمور مؤلمة بالنسبة إليها , لأنها لا تجرؤ على التصرف بخلاف ذلك.
|