كاتب الموضوع :
Julianna
المنتدى :
رومانسيات عربية - القصص المكتملة
رد: 35 - رواية أنثى لا تنسى تكتبها Julianna .. الفصل التاسع
الفصل العاشر
متى يبدأ الحب؟ والى أين ينتهي؟ ليتها تعلم!! الا يحق لها ان تخاف من هذه المشاعر، الخوف من الخذلان والصد..ليس الان ما يخيفها انها السنوات القادمة ان ادرك عاشقها انه ربما كان مخطئاً!! وبعدها ماذا يرحل عن عالمها الصغير الذي احتواها فيه تاركاً خلفه متيمة به الى حد الجنون!! ربما بدأ يدرك بعدما أثبت لها انه رجل يحب بعدما أثبت انه رجل بحق لا يقبل من أنثى كلمة لا!!
الغيرة ما اسوء هذا الشعور وأقبحه وها هو يحوم حولها بكل جبروت وكبرياء وذلك الرجل الذي تحب طرفاً فيه!! كانت النيران تحرقها فهي تنتظره منذ اسبوع ليحدثها ولكنه اثار الصمت بخصوصهما واتت تلك الطبيبة المتدربة لتزيد الطين بلة فمن الواضح كاشعة الشمس انها معجبة بـ عمر وهي!! ترى ذلك والاشمئزاز منها بلغ اشده!!
كانت تنظر اليهما وعيناها ترسلان لهما الشرار اه كم تود ان تدق عنقها وذلك ايضاً كم تود ان تصفع وجهه!! اقتربت منها رؤى شاهدة عيان على مشاعرها مسكتها من ذراعها لتمشيا تاركات عمر وطبيبته خلفهما...
قالت رؤى بصوت خائف لعلمها انها كبش الفداء لما سياتي حسنا عمر الايام بيننا قادمة انك مدين لي قالت في نفسها ذلك:حسناً، لا جديد..لم يتحدث معك؟
-اه..يتحدث وكيف له ان يتحدث وتلك الوقحة ميس لا تفارق ضله!! تباً انها لا تكاد تتركه!!
-اهدئي رجاءاً فربما هو ينتظر منك ان تقولي شيئاً له...
بترت رهف جملتها: انا؟؟ ولم احدثه!! سينتظر طويلاً اذاً.
رحلت عينيها الى مكان تواجد عمر واحست بالاحباط يتسلل الى داخلها بكل كراهية ايريد ان يجعلني اغار؟ حسناً فليكن عمر انت من سيسخر في النهاية..نظرت الى رؤى وملامحها المعذبة تريد اجابة!!
-فليذهب الى الجحيم!!
تركتها رهف ومشت تلملم اشلاء نفسها اه فقد ودعت هذا كله ولكنه عاد وبشكل مختلف! ايعقل ان تحبه اكثر من طليقها؟ تاوهت وهي تمشي مرفرفة برموشها لا تقارني بينهما حباً بالله...لا سبيل لذلك رهف!!
لم يكن في نيته ابداً ان يحصل ما يحصل!! لكن يبدو ان الحظ في صفه فـ هو يعلم ان تلك الطبيبة المتدربة تبدي اعجاباً واضحاً به لكنه لا يهتم بها مثقال ذرة!! كيف له وتلك الثائرة تسكن بين حناياه، محتلة حواسه..ورغم ذلك لم يستطع ان يتجاهل اللذة لشعوره بغيرتها فالنيران تسكن عيناها ووجنتاها متزينة بحمرة الغيرة!! ابتسم لنفسه صبراً رهف، صبراً يا حبيبتي!!
كانت تكتب بسرعة بالغة على ورقة ما..ابدى اسفه على تلك الورقة اقترب منها وسالها عن حالها..ذهل وهو يراها تنظر خلفها ثم عادت لتنظر اليه وقالت: اوه اسفة دكتور اكنت تحدثني!!
انفجر ضاحكاً بوجهها كم بدت له غاضبة ورائعة هدأ قليلا من نوبته واضعاً يده على فمه: اجل رهف اني احدثك.
ضلت تنظر اليه للحظات بعينين نصف مغلقتين اعادت تركيزها الى الارواق: انا باحسن حال!!
قال بهمس ليزيد لعذابها عذاب: حقاً؟؟
التفت اليه وهي ترى الهزل على وجهه بالطبع لم عليه ان يكون غاضباً!! فيما هي تغلي استدارت ولم تتكلم..بقي بجانبها مبتسماً يتامل ملامحها الرقيقة قال: لم انتي غاضبة مني؟
بقيت على حالها واجابت: ولم اغضب دكتور؟
رفع حاجباً: دكتور؟
ثارت ونظرت اليه: اجل دكتور...ام انك غيرت مهنتك؟
قال ما قاله وذهب هكذا هو يفجر القنابل بوجهها ويتركها دون ان تتفوه بكلمة مثيراً مشاعرها بكلماته الغامضة..تركت ما بيدها لتذهب الى السيد حامد هناك تحس بطمانينة بالغة وهي ترى وجهه المسالم تريد ان تنسى خفقات قلبها المجنونة،فذلك العجوز يذكرها بجدها رغم اختلاف الظروف.
دخلت الى غرفته وكان مستيقظاً يشاهد الاخبار سرعان ما اطفئت التلفاز وهي تقول له:حقاً عم حامد تشاهد الاخبار وفي حالتك هذه انصحك بان تسمع شيئاً كالقران لا ان تشاهد ما يثير قلبك الضعيف!! كيف حالك اليوم.
ابتسم بوهن السيد حامد: بخير يا ابنتي وانتي؟
كانت تنتقل بالغرفة وهي تجيبه: انا بخير الحمدلله.
اراد ان تقول له باحسن حال كما قالت لـ عمر لكنها الجمت لسانها!! وقفت الى جانبه مركزة على مؤشراته الحيوية فبدا لها كل شي على احسن ما يرام..نظرت اليه والى لحيته البيضاء والخطوط تشق طريقها على وجهه كم يحزنها حاله ويشقيها فهو هنا منذ اسابيع كبير السن هذا دون مرافق!! له ابناء ولكنهم اين لا تعلم؟ كم تكره ان يترك المرء وحيداً!! فكيف بكبير السن هذا؟ سالت نفسها هل ستفعل هكذا بوالديها؟ تدير لهم ظهرها بحجة المشاغل!! لا لن تفعل فهي لا تعرف قساوة القلب هذه!! فهي دائماً تحصل على رضاهم.
نظر السيد حامد اليها وقال: انتي فتاة طيبة القلب يا رهف.
رقت نظرتها وهي تنظر اليه بعدما كانت مستغرقة بافكارها تكافح دمعة متمردة راحت تهددها: شكراً يا عم.
علم السيد حامد انها لا تتوانى عن زيارته بعدما اخبرها ان من الممكن ان لا يزوره احد عندها تجاهل نظرة الذهول التي بدت عليها وقالت متداركة بلطف لامس قلبه بالم: حسناً لا باس فانا هنا..
نعم وكانت هنا تلك الفتاة الشابة كـ الملاك اعادت اليه ايمانه ان هناك من هو طاهر دون نفاق فهي تعطي دون المطالبة بشيء..
قال لها بعدما احس بان الامه عادت لتهزمه: ليوفقك الله يا ابنتي، ويرزقك ما تشتهيه نفسك.
كان الحزن بلغ اشده بقلبها لدعائه كان يكثر الدعاء لها ولكن لم احست ان هذا الدعاء مختلف؟ اغمض السيد حامد عينيه ولكنها جلست تنظر اليه لو كان بيدي يا عم لقتلت ابناءك!!
**
بعدها بيومين كانت تجلس في منزلها اذ هاتفتها شقيقتها رزان وما ان قالت "الو" حتى امطرتها رزان بوابل من الكلمات التي لم تعرف كيف لها ان تخرج هكذا كلها دفعة واحدة!!
-حسناً حسناً رهف ايتها القطة الخبيثة "طبيب" تعملين مع طبيبك هذا منذ سنة ولم تخبريني شيئاً!! انا شقيقتك احسبيني صديقتك لا طبعاً فتلك صديقتك بالطبع تعرف اليست تعرف؟؟ منذ متى وانتما عاشقان!! يا الهي لم اصدق نفسي وامي تخبرني انه ات لخطبتك! ما اسمه؟ اه عمر ماذا جرى؟ لم يكن لساناً لتطلعيني على شيء ما؟ هي انتي اكلمك!!
نظرت رهف الى والدتها وهي تكبح ضحكتها فـ شقيقتها ترغب ان تخنقها هي ايضاً لم تصدق والدها عندما اخبرها ان عمر ات يوم الخميس ليتقدم لها رسمياً وسط ذهولها ضحك والدها بوجهها واحتضنها داعياً لها بالخير متمني لها السعادة ان كان هناك نصيب!
-رباه رزان فلتهدئي انكِ لا تتركين لي مجالاً لاجيبك!
-حقاً اتعلمين اني اتية فاحاديث الهاتف هذه ما عادت تروقني ..
واقفلت بوجهها الخط...
ابتسمت السيدة عفاف وقد ادركت ان رزان اقفلت الخط بوجه شقيقتها: حسناً هي اتية؟
وضعت يدها على خدها: اه امي اجل..
فضحكتا معاً،عفاف من جهة اخرى كانت في قمة سعادتها لاجل ابنتها كاد قلبها ان يتوقف عندما علمت وكم احبت ذلك الـ عمر دون ان تراه حتى!! فيكفي انه يريد ابنتها.
جاء اليوم الموعود بوجود اخوتها ووالدها فقط اتى عمر اليهم حاملاً باقة ورد متعددة الالوان، كان الحديث عاماً الى ان اتخذ مساره الخاص حين اعلن عمر عن سبب وجوده ورغبته بـ رهف زوجة له معرباً انه على علم بكل شيء..منعاً لاي احراج
-اعتذر عمي لان احداً لم ياتي معي، لكني وحيد لي شقيقة فقط تكبرني باعوام وهي في لندن...وان تم كل شيء ستاتي بالطبع لحضور زواجي.
كان واثقاً بنفسه وكيف لا يكون الحبيب واثقاً بحبه؟ كان نبيلاً وعلى خلق...وهذا ما كان واضحاً فيه واثبته حديثه اللبق.
قال السيد علي واراحه عمر بشخصه: لا باس بني، سنكون نحن عائلتك ان شالله.
قال ابراهيم: سنسال العروس، ونخبرك بردها..عسى ان يوفقكم الله.
مع بضع احاديث هنا وهناك ودعهم عمر على امل رؤيتهم مجدداً كم هو جميل ان يرى منزلها مملكتها الخاصة..وان كانت فقط غرفة المعيشة!! كم احب والدها واخوتها، ابراهيم يقارب عمره لذا كان هناك تفاهماً خفياً بينهما.
خرجت رهف من غرفتها بعدما غادر عمر منزلها وهي تستنشق عبير عطره المفضل لديها باسمة لرؤية الراحة على وجه والدها الذي سارع ليجلسها بجانبه!! اه كم احست انها مراهقة وانها عروس للمرة الاولى ايضاً!! رات باقة الورد قابعة على الطاولة كان ذوقه رائعاً..
تكلم والدها وهو يمسك بيدها: حسناً يا ابنتي ان تعرفينه اكثر منا جميعاً، لقد اراحني حديثه وبدى رجل حسن الاخلاق، لذا فالاختيار لك بالموافقة او الرفض..وانا معك اياً كان قرارك، فكري وتمهلي بتفكيرك واعلميني..موافقة؟
-اجل ابي..
ابتسم لها ومسح على شعرها: رضى الله عنك ووفقك الله.
كان اخوتها يبتسمون فقد كانت تغرق بخجلها ووالدتها تكفكف دموع فرحها،رفعت راسها وهي ترى الراحة والسعادة لاجلها بادية على وجوههم، فابتسمت حسناً يا رهف ربما في نهاية المطاف ستكتب لي السعادة مجدداً.
وصلت الى عملها متاخرة فسيارتها لم تعمل فاوصلها والدها اخبرها انه سيرى ما عطبها وسيصلحها وسياتي لاخذها لاحقاً عندما تنتهي من عملها ودعته وهي تلهث ذاهبة الى قسمها...
شحب وجه رؤى لدى رؤية القادمة ووهنت قواها اي يوم هذا بانتظارك رهف!! تابع عمر نظرتها فـ علم ان رهف قد وصلت رق قلبه وتالم لاجلها..
وصلت بروحها الطيبة حيث يقف عمر ورؤى وبعض ممرضات اخريات وتلك الطبيبة ميس!! ربما هناك اجتماع مصغر؟ نقلت بصرها بين رؤى وعمر وعقدت حاجبيها وقالت: صباح الخير، اسفة لتاخري..
ردوا عليها همساً ورؤى تحاول تجنب عيناها استدارت لتضع حقيبتها على الطاولة الرئيسية وبدى لها ان احداً لا ينوي ان يتكلم فقالت: ماذا يجري؟
نظر اليها عمر بحزن كم اراد ان ياخذ بيدها ويخبرها لكنهما لم يلبسا الخواتم بعد!!
قالت الدكتورة ميس وهي متجاهلة كل المشاعر التي حولها: توفي المريض غرفة رقم 4
لم تسمع ما قالت تلك البلهاء بعدها...توفي الرجل العجوز!! توفي وحيداً حتى هي لم تكن هنا!! اه كم اراد عمر ان يلكم تلك المغفلة فقد ضاعت ملامح حبيبته لسوء الخبر راى كيف شهقت ولم تتكلم تنقلت عينيها بينه وبين رؤى..تجمعت الدموع بعيناها الغاليتين، نظرت بكره بالغ الى ميس وقالت بصوت غالبه الحزن: اسمه حامد!!
تركتهم وذهبت تمشي في الرواق علم الى اين هي ذاهبة ارادت رؤى ان تلحق بها الا انه اوقفها: دعيها رؤى..
اطاعته رؤى كـ حمل وديع فـ عمر اصبح يخص صديقتها اكثر منها..
لحق بها عمر متمهلاً كانت قد دخلت الى غرفة السيد حامد واقفة في منتصف الغرفة تنظر الى الغرفة الفارغة كم عنى لها السيد حامد..وكم ساءها ان يموت دون وجود احداً معه..
اغمضت عيناها لسماعها اسمها يتردد من خلفها التفت اليه وصدمه كم الدموع التي تتلاحق تباعاً على وجهها قال: حباً بالله لا تبكي...انها مشيئة الله
شهقت واخفضت راسها واضعة كفيها على وجهها تبكي بمرارة اقترب منها لتبكي النساء كلهن الا حبيبتي بقي على مسافة خطوة منها كم يكره المسافات بينهما: حبيبتي
رفعت راسها ونظرت اليه وشفتها السفلى ترتعش: ليتني كنت هنا!!
اخذ نفساً عميقاً يشد بقوة على يديه بجانبه: ربما كان هذا افضل..
هل يقترب ويحتويها؟ ستصبح زوجته عما قريب لكن هل يحق له؟ لم عليها ان تتعلق باحد؟ لتعاني من فقده لاحقاً!! اقترب اكثر منها وانفاسها تصله حارقة...
-توقفي لاجلي..
توقفت لبرهة لتستوعب ما قاله "لاجلي" حاولت نعم لاجله حاولت لكن قلبها عاندها لتبكي اكثر واكثر..
ليذهب كل شي اعراض الرياح وليسامحه الله على ما سيفعل فاخذها بين ذراعيه فدفنت وجهها في صدره انه هنا لاجلها..هو لم ترحمه دموعها وهي برقتها وضعفها تحتاجه بكل جوارها!!
لا شيء اجمل ان يحتضن المرء حب حياته وهذه الانثى التي تثير جنونه!!
الا ان سمعا صوتاً يستهجن ما يجري: ماذا تفعلان!!
نظر الى صاحبة الصوت نظرة الصقر على الفأر كانت الدكتورة ميس تقف هناك فاغرة فاهها همت بالتكلم الا انه اخرسها قبل ان تتفوه بالتفاهات احس بتصلب رهف بين ذراعيه الا انه ضغط عليها قال بغضب مكبوت: احتضن خطيبتي!!
عندها رفعت رهف راسها ولاقتها عينان سوداوين تتاجج فيهما روح التملك والشغف فقال لها ليس عائباً بتلك المحطمة خلفه بنصف ابتسامة: خطيبتي..
وسط الدموع ياتي هو كـ طوق نجاة يلملم حزنها ليحمله عنها هو حبيبها، ياتي فارساً بسلاح الرجولة ليحملها الى دنياه التي لا يوجد احداً غيرها لتحكمه..لاجلها ولاجلها
|