كاتب الموضوع :
Julianna
المنتدى :
رومانسيات عربية - القصص المكتملة
رد: 35 - رواية أنثى لا تنسى تكتبها Julianna .. الفصل الخامس
الفصل السابع
مرت الايام تلو الايام بسرعة استرد بها عافيته اعاد تنظيم حياته الى نصابها رغم كل شيء مر لم يكن ليتجاهل خفقات قلبه او حرارة جسده عند تذكرها ؟؟ وكيف له ذلك هو من يفهم النساء وجاء ورحل عن حياته العديد منهن، لم يخفق هذا القلب لاحد او تهيم عواطفه بشذا ذكرى لعطر لها..
ابتسم بتواضع ابتسامة ملتوية ربما حتما انها ستصدم!!
**
ها هي الحياة تستمر، والعصافير تحلق عالياً في السماء وقطرات النددى تتهادي بلطف على وريقات الشجر وبتلات الزهور.
جالسة خلف مقود سيارتها تنظر بكثير من الامل الى حياة جديدة تبدأها وحدها مع أناس يساندونها ويحبون كل ما فيها،لم تعرف سوى العطاء وها هي تجنو ثمارها.
ابتسمت وخطفت نظرة لترى وجهها عبر مراتها الصغيرة عاد الذهب لعينيها والتورد يتفتح بلا خجل على وجنتيها والاهم من ذلك ان قلبها ما عاد يخفق لرجل!! لرجل احبته بكل جوارحها وأحبته أنوثتها قالوا لها أن الزمن كفيل بأن يلئم جرحها النازف كانت تقول يستحيل!! الا انها باتت تقول الان لقد صدقوا!!
دخلت الى المستشفى وتوجهت الى قسمها،كان الممر خالياً تقريباً قد أبكرت اليوم قليلاً وسرعان ما اتت صديقتها رؤى،التي تمت خطبتها لقريب لها منذ بضعة أشهر خلت، بعد عودتهم من اجازتهم الصيفية.
-مرحبا
-أهلا صديقتي
قبلتها على خديها بكثير من الحب وهي ترى شعاع يتالق بعينيها عرفت رهف ما هو فقد كان لها في ما مضى، انه الحب!!
قالت لها رهف وهما تمشيان سوياً جنباً الى حنب:حسناً كيف هو خطيب صديقتي المفضلة.
خفق قلب الاخرى لمجرد مرور طيفه بحديثهما: آه، انه بخير وقد يغار منك!!
نطرت إليها بطرف عينها:يغار ومم يغار؟
سخرت رؤى من رهف على ما كان وراء صوتها من تهكم:لاني اتحدث عنك كثيراً.
لم تكن رهف لتحب ان يتحدث عنها احد خصيصاً امام رجل: لا تحدثيه عني اذا رؤى!!
كانت رؤى تراقب الاحمرار الذي بدأ يزحف الى وجهها حسناً هي غاضبة هذا ما كانت ترجوه منها.
فضحكت وتلك رفعت حاجبها الايسر مكتفة يديها: حقاً ما المضحك؟
رؤى التي بدأت تهدأ خوفاً أن تقلب المزحة الى جد:لا شيء لقد كنت امازحك، هيا الان لا تغضبي..
نظرت اليها بسخف وتركتها:يا لها من بداية لصباحك هذا رؤى صديقتي،ان مزاحك لا يضحكني تصوري!!
**
عاد الى هذا البلد من جديد اتاه مسبقاً كزائر وشاء حظه ايضاً ان يصدم بسيارة ما اجلسته بالمستشفى لعدة اسابيع،قدر ربما اوصله اليها؟ لم يستطع ان يتجاهل خفقان قلبه ولا الحرارة التي تدب في جسده لمجرد ان يتذكرها؟ كم هو غريب هو الذي عاش مغترباً في مدينة الضباب وتعلم فيها ومر عليه من النسوة الكثير لكن دون ان يكترث لاي منهن،فهو عربي وله قيمه.
إلا تلك التي كان اسمها كسمفونية حنين الى وقت ما جمعه معها وقت يحن ويشتاق اليه وان كان معظمه تحت التخدير؟
أراد ان يرى وجهها مراراً واراد ان يرى ملامحها الجميلة ان عرفت من هو؟
ابتسم لايام اتية تحمل اليه ساعات لحياة جديدة.
*
وصل الى هناك ومعه الاستشاري لقسم الجراحة حيث عمله الجديد سيبدأ،عرفه على كل ما يجدر به ان يعرف مؤقتاً وأخيراً وصلا الى القسم، نظر الاستشاري حوله وقال: انهن مشغولات حتماً.
وصلت اليهم ممرضة اسيوية تدعى الين فسالها: اين بقية الممرضات؟
ردت بلغة انجليزية: رهف تعاين المرضى، ورؤى في غرفة العمليات.
مجرد ان قالت تلك اسمها لم يعد يسمع شيئاً بعد الطنين الذي لحق باذنيه.
رد الاستشاري: حسناً،وقام بتعريفها عليه.
قال له الاستشاري:هيا بنا لاقدمك لرهف وبعدها ستجعلك كانك في بيتك.
وصلا الى غرفة ما وكانت هناك بدا انها انتهت لتوها من تغيير جرح للمريض فابتسم بخفة وراقب بكل بطئ ملامح وجهها باستمتاع مطلق لا يريد ان يفوته شيء.
استدارات حالما اعلن رفيقه عن وجودهم واستقرت عيناها عليه بصمت وذهول تنظر اليه والى ما يرتديه!!
تداركت نفسها تركز على ما يقوله لها الاستشاري: مرحباً رهف.
خفقات قلبها بدات بالتسابق لا تدري ماذا يفعل الاخر هنا ردت بخفوت بصوت بدا له اجمل مما مضى: اهلا دكتور.
بدت له مرتبكة تنقل بصرها اليهما قال لها: هذا الدكتور عمر لقد انضم الى طاقم الجراحين لدينا.
راى الصدمة ولكنها سرعان ما اخفتها فابتسمت بتوتر وقالت: اهلا بك دكتور.
وجد صوته اخيراً ليجيب عليها بنبرته المميزة العميقة: اهلا بك رهف.
اه كم تلذذ وهو ينطق باحرف اسمها كما انها احست بالخجل!!
لم يفتها الهزل الذي بدا عليه،حسناً انه جراح ما اروع هذا!!
أين رؤى لترى الذي لا يحسن الكلام من هو؟
ثرثر الاستشاري بالعديد من الكلمات التي لم تفقه منها شيئاً!! ومشت معهم وهي صامتة الا انها وجدت نفسها تقف كالبلهاء لوحدها معه.
ان كان طبيب غيره لما كانت لتحس بهذا الكم الهائل من التوتر والخجل...انه غامض؟ يسري فيه شيئاً ما يخيفها؟
نظر اليها بعينين سوداوين عمقتهما مشاعر لرجل لم ترد حقاً ان تغوص لتكتشف ما بهما؟
-انتي متفاجاة؟
نظرت اليه تحاول الا تتواصل عيناها بعينيه لكنه ابتسم علم انها لن تفعل فهي ككتاب ابيض مفتوح ابتسمت فاشرق وجهها مودعاً ما كان عليه منذ برهة:حسناً نعم.
أومأ براسه ليخفف عنها:حسناً اخبريني بالنسبة اليكن الممرضات كيف يتم سير العمل هنا؟
اخبرته بصوتها الرزين العملي،علم مسبقاً انها وصديقتها من الكفؤات هنا وكم اعجبه ذلك.
قال لها بعد ما انتهت:اذا يتم ادخال كافة المعلومات المتعلقة بالمرضى عبر برنامج خاص في الحاسب الالي؟
-اجل واردفت: حتى انت دكتور عليك القيام بذلك كلاً حسب اختصاصه.
-لا باس،صمت لثواني وسالها: لا ممرضين ذكور هنا؟
ابتسمت: بلى لكنهم ياتون مساءاً ونحن كذلك ان استدعى الامر.
-جيد.
ما انتهى حديثهما اذ برؤى مقبلة نحوهما كاد ان يغشى عليها من تعابير وجه صديقتها التي كاد فمها ان يقع وهي تنظر الى عمر وعيناها خرجتا من مكانهما، نظرت الى رهف فاذا بها تكافح حتى لا تضحك.
-اهلا رؤى،اقدم لك الدكتور عمر لقد انضم الى طاقمنا الطبي.
لم تجب تلك البلهاء بل ضلت صامتة تنظر اليه نقلت رهف ببصرها وهي تريد ان تصرخ يا الهي رؤى ماذا تفعلين نهرتها رهف: رؤى!!
ابتسم عمر بعدما تداركت رهف الموقف ردت رؤى بهمس يخالف ما يخالجها ربما:اهلا بك دكتور.
ضحك بوجهها فبانت تلك التجاعيد حول عينيه نظرت اليها رهف وهي تبتسم لا تدري لم احبتها؟ تلك التجاعيد التي تزين عينيه كما بدا لها سابقاً وقوراً وكما بدت شعيراته البيضاء القليلة المنثورة ببخل على جانبي راسه التفت اليها بتعبير لا يوصف فاشتعل وجهها لانه ادرك انها كانت هائمة بتفاصيل وجهه!!
قال وهو يستدير الى مكتبه: سرني انضمامي اليكم،ارجو ان نعمل بشكل جيد وكفوء معاً.
ما ان استدار حتى اغمض عنيه كم هو جميل ان اكون معك؟ بذلك القرب جرت الدماء بعروقه سريعة الى حد الفوران!! هل رات ما في عينيه لها؟ هل احسن اخفاء احاسيسه خلف جدار من اللامبالة؟
ما ان رحل عمر حتى احست رهف بسيخ يزرع بخاصرتها،تاوهت بالم ونظرت الى رؤى:تبا يا فتاة هل جننت؟
-أسفة هل المتك؟
امسكت بخاصرتها: لا، حقاً ابداً!!
-حسناً انه طبيب هل توقعتي هذا؟ انا لم اتوقعه؟ وكم احس انه كان مستمتعاً بوقوفي ذاك محدقة اليه كالحمقاء؟؟
ضحكت رهف من قلبها: حسناً لانك بدوت مضحكة!!
صرخت رهف: لا تباً لا، توقفي عن خشونتك!! أشفق انا على ذلك المسكين الذي سيتزوج بك!!
اشتعلت وجه رؤى:آه رهف...........حسناً لا باس!!
وصل الى مكتبه كان يوماً لا باس به،حقاً هل تخدع نفسك الان؟ اغمض عينيه ليراها بوجه ملائكي يحيط به الكثير من السحر والحزن.
عيناها التي توهجت بها نجوم صغيرة مذهبة، فمها الرقيق الذي اعلن ابتسامة هي الاجمل بين النساء.
استنشق الهواء هواء يشاركها به الان،سيشاركها شيئاً ما من حياتها..لا يعلم ما يريده منها،انه على يقين ان حياته لم تعد كما كانت منذ راها!! يريد القرب منها وها هو في ذلك الطريق؟ يسلكه متمهلاً فالاناث مثلها يردن الصبر يكفيه انه الان هنا بجانبها!!
|