كاتب الموضوع :
أهل المعية
المنتدى :
المنتدى الاسلامي
المنهج الوسطى
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف ننصر الله ورسوله؟ بنشر المنهج الوسطي الذي كان عليه النبي وأصحاب النبي من المهاجرين والأنصار وأتباع النبي إلى يوم القرار الفتنة الجلية التي تراها الآن تجدها بين مفرطين ومتغالين لكن أهل الوسطية المساكين هم القاعدون وليس لهم شأن بها وإن كان لا بد أن يُلحقهم ضرر لأن هذه أمور تمس أهل الوطن أجمعين
فنحتاج إلى نشر ثقافة الوسطية حتى نخرج من كل هذه الضبابات التي فجرها لنا أقوام متشددون وجعلوا القلاقل في كل أرجاء الأُمة الإسلامية وشوهوا المسلمين بين العوالم الأخرى بما أخرجوه من تشدد ومن فظاظة ومن غلظة ومن خشونة في التعامل ومن تسلط في الآراء ومن اعتقادهم أنهم وحدهم على الحق وأن ما سواهم على الباطل
عصبية ليست في دين خير البرية صلي الله عليه وسلم ويسارعون – هداهم الله – إلى تكفير الموحدين وإلى الرمي بالفسق للمسلمين المصلين كيف هذا؟ ويغفلون عن أن هذا إساءة بالغة إلى هذا الدين الذي قال فيه الله {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ}آل عمران19
وقال فيه صلي الله عليه وسلم {إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ}[1] تركوا اليسر وعسروا على الناس أمور دينهم
فنصرة دين الله ونصرة الله ورسوله في هذا الزمان بنصرة الوسطية التي كان عليها حبيبنا وقرة عيننا سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وصحبه الكرام لا نستطيع أن نلعن مسلماً ولا أن نكفر مؤمناً ولا أن نُخرج من يقول (لا إله إلا الله محمد رسول الله) من الملة حتى ولو ارتكب كبيرة من الكبائر ولم يتب منها إلى الموت وإنما نقول: أمره مفوض إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء غفر له ما دام قال (لا إله إلا الله محمد رسول الله) حتى لو كان قالها خوفاً من سيف أو خوفاً من حاكم أو طلباً لمنفعة فقد قال صلي الله عليه وسلم فيمن قالها { َمَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلا بِحَقِّهِ }[2]
ناهيك بمن يُقتلون المسلمين ويرفعون السلاح على الموحدين هذا أمر لا ينبغي أبداً السكوت عنه لا نجابههم بمثل أفعالهم وإنما نوضح ونبين حقيقة هذا الدين ويسره وتيسيره ووسطيته للعالم أجمع حتى يعلم العالم حقيقة الإسلام
وأول الناس وأولى الناس الذين يحتاجوا إلى هذه المعرفة إخواننا الذين يشاركوننا في الوطن إن كانوا مسيحيين أو ما يدَّعون عنهم أنهم ليبراليين هب أن هؤلاء الليبراليين لا يُقرون بالدين وبعضهم – كما يقول البعض شيوعيين أو وجوديين أو غيره، – ما دام في أرض الإسلام وتَسمَّى باسم من أسماء الإسلام وينتسب إلى أبوين مسلمين ولا يقول لذلك بقول ولا يدل على ذلك بفعل وإنما حتى ظاهراً يقول إني مسلم فينبغي علىَّ أن أُظهر له في فعلي وقولي معه سماحة الإسلام ويُسر الإسلام وأن الإسلام دين الأُخُوة {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الحجرات10
فإذا فعلنا ذلك ننتقل إلى الجانب الآخر فنحاول أن ننزع الشحناء والبغضاء ونضع مكانها المحبة والمودة والأُلفة والشفقة والعطف والحنان {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ} ما أول شيء {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} الحب ثم بعد ذلك {وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا} الحشر9
المسلم لا يجد شيئاً في صدره على أي واحد من المؤمنين حتى المحاربين له إن كانوا يحاربوه والمؤذين له إن كانوا يؤذوه لأنه لا يحمل في قلبه إلا السلامة ويحرص على أن يكون متخلقاً بقول الله {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }الشعراء89
أهم شيء يحافظ عليه المرء سلامة القلب من آفاته وأعظم آفات القلب الغل والحقد والحسد والشح والكراهية والبغضاء وغيرها من الأمراض التي عمت أرجاء الوطن الآن فقطَّعت حبائل المودة وجعلت الإخوة أعداء والأصدقاء فرقاء وصلة الأرحام أصبحت في خبر التاريخ ولم تعد موجودة إلا في أقل القليل
كل ذلك توارى لأن المحبة خرجت من الصدور ووضع مكانها والعياذ بالله البغضاء والشحناء من أجل دنيا فانية قد يسعى الإنسان إليها ولا يُحَصِّلها وقد يُحصِّلها ولا ينتفع بها وقد يجمعها من حرام فيُنفقها في الذنوب والآثام وقد يجمعها للورثة ويأخذها الورثة فينفقونها فيما لا يُرضي الله فيُحاسب على هذا المال كله من أين جُمع؟ وفيما أُنفق؟ لأنه لم يهذب أولاده ولم يُعلمهم دين الله وتركهم يتصرفون على أهوائهم فيُشاركهم في هذه المسئولية يوم لقاء الله جل في علاه
ما الشيء الذي في الدنيا يستوجب أن يبغض الأخ أخاه من أجله؟ رئيس جمهورية إلى متى؟ هل إلى يوم الدين؟ هب أنك ستظل رئيساً إلى يوم الدين ويوم القيامة ماذا سيكون وضعك وشأنك؟ لقد قال أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم وسيدنا أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه{ينبغي أن نقول عند نعى أي عبد: مات عبد الله فلان} وينهى عن تلقيبه بألقاب هل يأخذ الأوسمة والنياشين معه إلى قبره؟ هل تنتقل السلطات معه إلى عالم البرزخ؟
إذاً ما الشيء الذي في الدنيا يبغض من أجله الأخ أخاه أو يحارب صديق أو يعادي قريب؟ والله لا فيها شيء أبداً يفرح به الإنسان لأن الشيء الذي ينبغي أن تفرح به ما يدوم لك الفرح به وما الشيء الذي يدوم الفرح به في الدنيا؟ لا يوجد {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }يونس58
نحن نريد أن نعمل في هذا الزمان عطارين فنبيع حبة المحبة ونضعها في قلوب المسلمين والمؤمنين والموحدين أجمعين ونجالس الخلق وننزع منهم البغضاء والشحناء ونضع مكانها الحب لله والحب لرسول الله والحب لكتاب الله والحب للصالحين والحب لعباد الله أجمعين حتى نكون في الجنة في الدرجة العظمى مع أمير الأنبياء والمرسلين صلي الله عليه وسلم
مجالسنا تكون كلها محبة وكلماتنا كلها تعبر عن المحبة وتتحدث عن الأحبة وفي أي زمان ومكان لا نجالس إلا الأحبة {وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }التوبة119
ولا نتكلم إلا بالمحبة {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ} النساء114
ننشر الحب والوئام للكل وابدأ بنفسك فانشر الحب بين بيتك وأولادك وزوجك ثم إخوانك ثم جيرانك ثم ينتشر الحب لأن الإسلام ما انتشر إلا بالحب السلاح الذي نُشر به الإسلام في كل أركان الوجود هو سلاح المحبة حمله أحبة فنشروا المحبة في كل أرجاء الكون إياك أن تعتقد أنهم نشروا الدين بالكلام فلم يكونوا ذو فصاحة كما نراهم الآن ولم يكن معهم فضائيات مما نشاهده الآن ولم يؤلفوا كتب ولم ينشروا مقالات في صحف وإنما كتبوا في الصدور بخيوط النور محبة الله ورسوله والمؤمنين {أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ}المجادلة22
[1] صحيح البخاري والنسائي وابن حبان
[2] الصحيحين البخاري ومسلم والنسائي
منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
|