كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1141- زوجة لليلة واحدة فقط - دار نحاس
الفصل الأول منتديات ليلاس
"ساعدونى ! ساعدونى !"
صرخت كايت بكل قوتها و أضاءت المصباح أمام السيارة البيضاء التى كانت تسير على الطريق الجبلية عند الغروب . ليته يتوقف, هذا ما كانت تفكر به . شدت على المصباح بقوة و أدركت فجأة أنها ستصاب بالرعب . أنها فى السادسة و العشرين من عمرها و لا تصاب بالهلع عادة لكن مع ذلك لم تمر من قبل فى حياتها كلها بهزة أرضية . عملها كمصورة قد وضعها فى أوقات حرجة جداً . لكن هذه التجربة هى الأسوأ . انهار جانب من الجبل ما جعل الأرض تهتز تحت قدميها كذلك انهيار الصخور حولها تجربة لا تريد أن تكررها . و أن تجد السيارة التى استأجرتها كخردة و لا أمل فى قيادتها . لقد مر عليها أكثر من ساعة و هى تجلس هنا, تحارب خوفها من هزة أرضية أخرى . و الآن الأمل فى إنقاذها أصبح قريباً, أضاءت مصباح مجدداً وهى تصرخ:"ساعدونى!"
توقفت السيارة فجأة بحذر أمام منحدر و تنفست كايت براحة بعدها و فجأة تابعت طريقها وراء المنحدر و اختفت عن الأنظار . كل ما كانت تستطيع القيام به هو أن لا تنفجر بالدموع . أسقطت صندوق الكاميرا و تعثرت عبر الصخور المرمية و هى تركض نحو الممر حيث الطريق تختفى عن الأنظار . المكان الذى تنظر أليه هو برارى مقاطعة هالكيديكى فى شمال اليونان . و كل الذى تستطيع رؤيته هو انحناءات من الاراضى للوادى البعيد. هناك نهر يقطع الاراضى كسيف فضى و عدد من أشجار الصنوبر تكاد تخفى وراءها غياب الشمس , لكن لم يكن هناك أى أثر للحياة فى أى مكان . احتفت السيارة و كأنها لم توجد أبداً. لابد أنها مخبأة خلف منحدر من الصخور.
قالت كايت :"تباً !تباً !تباً. علىّ أن أبقى هنا طوال الليل. آه , لِمَا تحدث هذه الأشياء دائماً معى؟"
سارت ثانية نحو السيارة , أدارت المصباح عليها وتجهم وجهها و هى تفكر لم يكن منظرها مشجعاً صخرة كبرة كسرت الواجهة الأمامية مسببة فى انتشار الزجاج على المقعد الأمامى و صخرة أخرى سقطت على السطح . لكن هل ستتمكن هذه السيارة من تأمين مكان منتديات ليلاس لها لأمضاء الليل أو أنها ستنام تحت صخرة كبيرة؟
نزعت غطاء صوفى من على المقعد الخلفى و وقفت تفكر .
أن حدثت هزه ثانية فهل ستكون الأمور أسوء؟
قالت بقوة:"آه, أتمنى أن تنشق الأرض و تبتلع ذلك الرجل الكريه فى السيارة البيضاء!"
قال صوت عميق بلهجة مرحة :"كم أنت قليلة الإنسانية!" كانت لهجته يونانية بدون شك.
استدارت كايت على الفور و هى تشهق , رأت رجلاً ينظر غليها . رفعت مصباحها و أدارت نوره على وجه الرجل. لابد أنه فى الثلاثين من عمره و مع أنه ليس وسيماً جداً لكن بون شك لديه مظهر قوى . شعر أسود متموج فوق ملامح رأتها آلاف المرات على وجوه يونانية , عينان تشعان بلون بنى وانف دقيق و شفتان قاسيتان لا تبتسمان . كان جسمه نحيلاً و يرتدى بنطالاً رمادياً و قميصاً بيضاء مفتوحة العنق, حيث يظهر سلسلة ذهبية فى عنقه...مع ذلك و على الرغم من ثيابه العادية شئ ما فيه جعلها تعتقد أنه ذو سلطة غنى و شخصية قوية . ربما بسبب الهالة التى تجعله يبدو انه مسيطر . و بتنهيدة شعرت كايت أن التوتر قد فارقها.
|