المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1141- زوجة لليلة واحدة فقط - دار نحاس
عندما وصل فيليب بعد الساعة التاسعة بقليل كانت جاهزة و بانتظاره مرتدية تنورة خضراء اللون و قميصاً ملوناً و قد حملت حقيبة الكاميرا بيديها الأثنتين.
قال و هو ينظر إليها :"مرحباً , هل نمت جيداً ؟"
ابتسمت له و ابعدت نظرها عنه و هى تقول, نعم شكراً لك , و انت؟"
نظر إليها نظرة طويلة و قال :"ما المشكلة؟"
" لا شـــئ."
" إذاً لِنَا تنظرين إلىّ و كأننى أنسان سيئ جداً؟"
أنكرت ذلك و قالت :"لا, لا أفعل "
قطب وجهه للحظة بعدها ابتسم و قال بنعومة :"لا بأس , لنذهب"
و لفترة ساعة من الزمان تحدثا بساطة و سهولة عن طفولتها و عن تصويرها لنار ملتهبة وضعتها على لوحة للإعلانات فى أماكن زارتها فى أوروبا , وعن المواد التى درستها فى الجامعة . و فى المقابل أخبرها فيليب عن الانتصارات و المصائب التى عاناها و هو يتحول من الفقر المدقع إلى الغنى الفاحش, كانت تسمع و هى تشعر و كأنها تستمع لقصص من الخيال . بطريقة ما كانت تتوقع ذلك فيعد معاناته الكبيرة لبناء فندقه الأول أصبح كل شئ بعد ذلك كالإبحار فى يوم مشرق رائع. لكن لهجته و حزنه و هو يخبرها عن معاناته عندما تعرض لحري كبير و لانهيار البنك و كذلك إضراب خطوط الطيران . كل ذلك جعلها تشعر بنظرة كبيرة من الاحترام لهذا الرجل الذى بجانبها و الذى يبدو كأنه يشع بالحياة و القوة و التصميم.
قالت عندما اقتربا من منتديات ليلاس مكان جميل قرب بولجيروس :"لا أعتقد أن هناك شيئاً يستطيع منعك من الحصول على ما تريده."
قال موافقً:"من المحتمل لا, أسمعى , هل تمانعين أن توقفنا لعدة دقائق ؟ احتاج للراحة"
وافقت كايت :"بالطبع لا."
أوقف فيليب السيارة بالقرب من منتزه و خرج من السيارة . تمشى ببطء ووضع يده على رقبته ليمسدها . راقبته كايت فابتسم و قال :"لو كان لديك رأفة لفعلت ذلك لىّ . فما أنا بحاجة إليه الآن هو لمسة حنان"
قالت:"ما أنت بحاجة له فعلاً هو مشنقة"
مدّ ذراعه و أمسكها بقوة من كتفها و قال:"اعتقدت انك قلن لىّ أنك قمت بدورة تدريبية للمساج فى السويد. و كل الذى أطلبه أن تمسدى رقبتى . بقيت أعمل على جهاز الكمبيوتر حتى الساعة الثالثة صباحاً و أشعر بألم كالسكين فى مؤخرة رقبتى"
قالت مشككة :"حقاً؟"
قال :"أجل, حقاً"
قالت محذرة :"حسناً , لكن لا تحاول القيام بأى شئ آخر. ومن الأفضل أن تنزع الجاكيت "
جلس فيليب على مقعد ووضع يديه على الطاولة أمامه.
قالت :"و الآن أغمض عينيك"
"أغمض....؟ حسناً أنت المسئولة هنا"
قالت تؤكد له:"أن ذلك جزء من العلاج . خذ نفساً عميقاً و أزفره على مهل . و الآن , ما الذى تسمعه؟"
" لا شئ"
"أصغ أكثر"
صمت فيليب للحظة . وقفت كايت أمامه تراقبه حتى شعرت أنه أصبح أكثر راحة . غادر التوتر وجهه و أصبح أكثر تنبيهاً.
تمتم:"أسمع صوت الهواء على الأشجار و أسمع صوت العصافير و جرس ماعز من مسافة بعيدة."
قالت برضى :"جيد" و تحركت حتى أصبحت وراءه .
"وماذا تشم الآن؟"
منتديات ليلاس
وضعت ذراعها على كتفيه.
قال :"مممممم, رائحة الصنوبر و نباتات برية و رائحة الأرض الجافة"
بدأت كايت بيدين مفتوحتين تمسد بقوة عنق فيليب. عندما أمسكت بكتفيه شدت عليهما قليلاً و دفعتهما إلى الأسفل , حركت يديها على ذراعيه بسرعة. ضغطت بابهاميها على ظهره , وفقط عندما سمعته يتنهد شعرت بعضلاته ترتاح , عندها عادت تمسد رقبته ثم دوائر صغيرة فوق شعره ثم تحف رأسه بأصابعها, أخيراً قامت بتمسيد ذراعيه و رقبته بسرعة و يديها مفتوحتين.
سألته :"هيا, كيف تشعر الآن؟"
فتح عينيه و نظر حوله , و اعترف قائلاً:"رائع و لا أصدق كيف أشعر. بدأت ألاحظ كل الأشياء حولى و التى لم أكن انتبه لها من قبل. كخشونة الطاولة تحت كوعى و صوت النحل على الأعشاب , أشياء كنت لا انتبه لها لأننى دائماً أفكر بعملى. أنت مذهلة كاترينا أنت حقاً كذلك"
هزت كتفيها و قالت :"حسناً , لننهى هذا العمل بصورة صحيحة عليك أن تنتظر و تلاحظ ما حولك الآن و قد فتحت عينيك"
نظر حوله مفكراً و قال :"السماء الزرقاء, حقول الزيتون على بعد مسافة من هنا , والكثير من النباتات البرية, السنديان الرائع , و دفلى زهرية اللون و كذلك عليق كنت أكل منه عندما كنت صغيراً طعمه يشبه الفراولة لكن فيه بعض المرارة , خذى تذوقيه"
مد يده و قطف واحدة , تذوقته , لكن فيليب كان ينظر إلى شئ آخر فى الأرض . قال :"أنظرى ,زعفران أصفر و أنا لم ألاحظه من قبل"
اقترب من كايت و لمس شعرها , للحظة وقف ينظر إليها و كأنه يريد أن يحفظ كل ما فى وجهها من ملامح أنفها الصغير بشرتها الناعمة و عينيها القلقتين .
قال بنعومة :"جعلتنى أشعر و كأننى ولدت أعمى"
بعدها قبلها بقوة .
قالت :" لاا, فيليب , لاأريد أن أصبح واحدة من النساء اللواتى تعرفهن"
قال متعجباً:"واحدة من ماذا؟"
"من النساء اللواتى تتعرف عليهن ثم تتخلى عنهن بعد ذلك"
عاد التوتر إلى وجهه و هو يقول :"من أخبرك بذلك؟"
شعرت بالخوف من الغضب الذى ظهر فجأة فى عينيه , سألت و كأنها تدافع عن نفسها :"و ما الفرق بذلك؟"
أصر و قد أمسك بذراعها :"من أخبرك؟"
"ســ.....ستافروس"
شتم فيليب باليونانية , لكنها علمت أنه فعل ذلك من غضبه"
قال :"و متى تسنى لـ ستافروس أن يتحدث معك بهذا الموضوع؟"
" أتى إلى الفيلا هذا الصباح"
"فهمت , و قال لك أنه لدى الكثير من الصديقات؟"
"قال ان لك علاقات من سنوات , و لكن هذا لا يعنى لك شيئاً , فالجميع يعلم انك مرتبط و بذلك لن تسبب الأذى لأحد, لكنه قال أننى لا أشبه واحد من تلك النساء"
لم يجب فيليب
فقالت :"إذاً, هذا صحيح؟"
"نعم , و لا."
سألت بسرعة :"إذا كان ستافروس على حق ؟ كنت ستحاول التقرب منى و بعد ذلك التخلى عنى"
صرخ فيليب :"لا! أسمعى , كاترينا , ستافروس هو سيد فى الكذب . و هو يصبح أشد مهارة عندما يقلب الحقائق لتخدم مصالحه . أنه يحاول فقط أن يسمم أفكارك نحوى"
"وكيف لىّ أن أعلم أنه يريد ذلك؟ لقد اعترفت أن ما قاله صحيح , فلِما لا أصدقه ؟"
"لأنه إنسان سيئ فهو وسيم و مرح و لكن فى الحقيقة لا تستطيعين الوثوق به . لا أريد منك أى اتصال به كاترين , هل هذا مفهوم؟"
شهقت غير مصدقة و قالت بغضب كبير:"لا, غير مفهوم ! و منذ متى لديك الحق لتختار مع من أتكلم؟ و ما هو الأمر المخيف الذى فعله ستافروس؟"
قال بصراحة:"لست مستعداً لتفسير ذلك . فهناك أشياء أعرفها عنه حتى أمه لا تعرفها و لا أعتقد أنها ستعرفها . و بطريقة ما أشعر أننى المسئول , فلقد أقنعتها لترسله إلى أميركا ليتعلم , لكنه لم يفعل بل تعرف على عصابات كثيرة هناك , شباب يملكون الكثير من المال و ليس هناك من يعتنى بهم أو يرشدهم . عليك فقط أن تصدقينى عندما أقول أنه يجب ألا يكون لك أى صلة به"
حاولت كايت أن لا تظهر أى تأثير بما سمعته . ففى النهاية لم يقدم لها فيليب أى برهان على أن ما يقوله صحيح فكرت فى تردد ستافروس و فى ابتسامته البريئة هزت رأسها و قالت:"لا أصدق ما تقوله , فيليب لكن حتى و أن كان صحيحاً فهذا لا يغير شيئاً . أقصد ما قاله ستافروس صحيح. فأنا ليست فتاة للهو , و اكره أن أرين أمضت الليل تبكى لأنها رأتك تخرج من الفيلا مساء البارحة ."
بدا غير مصدق و هو يسأل:"أرين تفعل ماذا؟"
قالت كايت:"تبكى طوال الليل . هذا ما قاله ستافروس !"
ضحك فيليب و قال :"إذا كان ذلك يريحك , يمكننى القول لك الآن أن أرين سهرت طوال الليل فى قاعة الاحتفالات فى الفندق , و كانت سعيدة جداً و هى ترقص مع ايف . و أن حاولت النظر جيداً , كاترينا ستعلمين بنفسك أن ارين لا تحبينى تماماً كما أنا لا أحبها"
اعترفت قائلة :"ربما أنت على حق , لكنك مرتبط بها , وطالما هذه هى الحقيقة فأى أنه لا يحق لىّ إنشاء أى علاقة معك ماعدا العمل. الأمر واضح و بسيط"
" الحياة أبداً ليست سهلة , و أتمنى لو أنها كذلك . لكن أن كانت معقدة أم لا , لقد أحببتك منذ اللحظة التى رأيتك فيها كاترينا"
قال ذلك و أمسك ذراعيها بقوة . قالت :"أنت تؤلمنى"
"لن أفعل ذلك مطلقاً . لكن قولى لىّ كاترينا , لو لم تكن أرين موجودة لكنت أحببتنى؟"
كانت نظراته قاسية و كأنه يطلب منها أن تقول الحقيقة . شعرت بقلبها يضطرب و يخفق بسرعة . لمس ذقنها و رفع وجهها لتنظر فى عينيه . تمتمت قائلة :"أنت تعلم اننى كنت لأغرم بك , فيليب"
ضمها إليه و قال :"هذا كل ما كنت احتاج لمعرفته و الآن هيا كاتيرنا , لنتابع سيرنا نحو تسالونيكى"
منتديات ليلاس
|