المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1141- زوجة لليلة واحدة فقط - دار نحاس
وقفت حملت الكاميرا بتصميم فوق كتفها كلما أسرعت فى الانتهاء من هذا العمل كلما أسرعت بمغادرة فندق ارايدان و هذا دون من دون شك أفضل عمل للجميع.
مر الوقت سريعاً فما أن تمسك زهرة منسية بالكاميرا و تحدد المسافة للضوء حتى أصبحت منغمسة فى عملها فى تصوير الفاتيريا . شعرت بصدمة عندما سمعت صوت قارب سريع بمحاذاة اليخت , فأدركت أن الساعة قد قاربت الواحدة و النصف .اقتربت من النافذة لتراقب القارب يدور حول اليخت . ولاحظت أحد ربان اليخت ينادى ليمنع الارتطام القوى للقارب .مهما يكن صعد الركاب بانزعاج إلى اليخت . استدارت بسرعة على سماع طرقة مفاجئة على الباب . كان ذلك نيكوس فاسيليو سكرتير فيليب.
قال نيكوس:"أعذرينى آنسة والش , وصلت الآنسة مارمارا مع الآخرين فإذا كان بإمكانك الانضمام لهم فى غرة الطعام . فهى تنزعج من الأنتظار وقت الطعام"
لكن عندما وصلت كايت إلى غرفة الطعام وجدتها فارغة. لم تدرى ماذا تفعل . أخذت تسير فى الغرفة بعصبية و وقفت قرب حوض لتربية الأسماك و الأعشاب البحرية تتأمله بإعجاب . اقترب منها خادم و ابتسم لها ثم قال بسرعة :"تفضلى بالجلوس آنسة والش . لقد طُلب السيد اندرو نيكوس على الهاتف الآن , لكن الآنسة مارمارا و الباقون سيأتون على الفور. هل تريدين شرب شئ ما و أنت بانتظارهم؟"
أجابت كايت :"شكراً لك , من فضلك كوب مياه معدنية"
كانت تشرب الماء على مضض عندما سمعت ضجة ما أمام باب غرفة الطعام.
بدهشة راقبت كايت فتاة سمراء شعرها أسود ترتدى ثياب البحر و قد تعثرت عند الباب , كان هناك شاب أشقر الشعر وراءها تعثر بها و وقع أرضاص . غضبت الفتاة و نهضت معترضة , بعدها فجأة جمدت مكانها عند رؤيتها لـ كايت ونظرت إليها بغضب , رفعت يدها و أبعدت خصلة من شعرها الأسود الحريرى .
قالت بغضب:"من أنت؟"
نهضت كايت بتوتر عن مقعدها وسارت حول الطاولة . بعدها مدت يدها و ابتسمت قائلة :"أسمى كايت والش اننى مصورة وأعمل على التقاط بعض الصور لليخت للسيد اندرو نيكوس و هو من دعانى للغداء"
قالت الفتاة:"تباً! أليس هذا تصرف مبالغ فيه؟"
تجاهلت يد كايت الممدودة و نظرت حولها مطالبة بتأييد لموقفها . دخل الرغفة رجل آخر فى العشرين من عمره وسيم و شعره أسود اللون.
ارتفع صوت الفتاة بانزعاج شديد :"ستافروس, ايف, أنى أسألكما ! أليس هذا تصرف مبالغ فيه؟ كل مرة يكون هناك من يعمل على متن اليخت لدى فيليب يدعوه للغداء معنا! أعتقد أن سبب ذلك لأنه هو أيضاً من هؤلاء الفقراء و هو لا يشعر بالراحة ألا مع الخدم. فى المرة التالية سيدعو الميكانيكى و عمل التنظيفات للغداء معنا, حسناً , لقد اكتفيت من ذلك , هل سمعتينى؟"
استدارت بغضب لتواجه كايت لكنها كادت تتعثر ثانية فكان عليها أن تمسك بأحدى المقاعد كى لا تسقط أرضاً.
قالت بغضب:"يمكنك الذهاب و تناول الطعام مع فرق البحارة حيث تنتمين!"
أمام هذا الانفجار تراجعت كايت و هى تشعر بأنها ستكون سعيدة بالانضمام إلى البحارة. لكن الشاب ذو الشعر الأسود أسرع نحوها و أمسك بذراعها .
قال متوسلاً:"أرجوك , آنسة والش . انتظرى . أختى لا تعنى ولا كلمة من الذى قالته. كل ما فى الأمر أنها مصابة بضربة شمس . تعالى و اجلسى و انهى شرابك"
و بحركة سريعة أعاد كايت إلى مقعدها و امسك أخته بقوة من ذراعها . أخذ يحدثها باليونانية و هو يهزها , لم تستطيع كايت إلا أن تميز أسم اندرو نيكوس لكن مهما الذى قاله فإنه قد أثر بها , لأن ارين جلست صامتة لفترة و كانت عيناها تلمعان بالدموع و شفتها السفلى ترتجف بينما كان أخوها يحدثها.
تمتمت قائلة :"أرجوك أقبلى اعتذارى آنسة والش"
قالت كايت :"بالطبع" شعرت أنها كانت سعيدة بذلك الاعتذار لو لم تحدق بها ارين بتلك النظرة الغاضبة المتعالية .
مهما يكن بدا أخو ارين راضياً جداً بتلك المعالجة. جلس على مقعد مواجها ً لـ كايت و ابتسم لها. كان هو الوحيد الذى يرتدى ثياباً لائقة لتناول الغداء بينما أرين و ستافروس فكانا يجلسان و هما يرتديان ثياب السباحة.
قال بلهجة ناعمة:"جيد , والآن يمكننا جميعاً أن نكون أصدقاء و ان نعرف عن أنفسنا , آنسة والش هذه شقيقتى أرين مارمارا و هذا الشاب هو صديقنا ايف سوفيفانون. و الآن هل نشرب شيئاً قبل وصول فيليب؟"
علمت كايت أنهم بحاجة لشراب بارد فقد كانت أرين مضطربة و كذلك صديقهما لكن فى تلك اللحظة ظهر فيليب عند الباب . نظرت كايت إليه براحة فصمت الجميع على الفور.
قال فيليب بنعومة :"مرحباً , أعتذر عن التأخير أننى متفاجئ أنك لم تستغلى الوقت لترتدى ملابس أرين"
نظر بانزعاج إلى ثوب البحر على أرين و وقف محدقاً بذراع ايف و هى تحيط بكتفيها.
انهى كلامه :"مع ذلك أننى متأكد أننا لن ننزعج أبداً من الانتظار بينما تذهبين و ترتدين ثياباً أكثر لياقة"
قالت بغضب:"لن أزعجكم بذلك فأنا سعيدة هكذا"
قال فيليب :"لا أزعاج البتة . فى الواقع أصر على ذلك و الآن أذهبى و بدلى ثيابك أرين"
حبست كاترين أنفاسها عندما سمعت لهجته القاسية. و للحظة أعتقدت أن أرين ستشاكس كطفلة غاضبة , لكن الفتاة عضت على شفتها و خرجت من الغرفة.
عادت بعد خمس دقائق و هى ترتدى ثوباً خفيفاً مخططاً باللونين الأبيض و الأحمر .
قال بجدية :"تبدين جميلة جداً"
قالت و هى تجلس على مقعدها :"حقاً, شكراً على الملاحظة"
التوتر السائد بينهما جعل كايت قلقة طوال الوقت الذى أمضته وهى تأكل . كان الطعام شهياً خاصة السمك المشوى و السلطة اليونانية . كان ستافروس يبتسم لها دائماً بحرارة و حاول أن يقنعها بالذهاب معه للتزلج فى غستاد , لكن لم تكن كايت قد فعلت ذلك من قبل, ففشل بإقناعها . رأت نظرة الملل على وجه فيليب و أدركت باستغراب أنه لا يتمتع مثلها بالتزلج المتعرج أو التزلج على المنحدرات . لم أيظهر أى محاولة للانضمام فى الضحك على أخبار أرين عن حياتها الأرستقراطية فى موناكو و بيراتز , و عندما ظهر الخادم و هو يحمل الحلوى و القهوة ابعده عنه و دفع كرسيه إلى الوراء
قال :"حسناً, لدى عمل علىّ القيام به لذا اعذرونى سأعود إلى الشاطئ عند الساعة الرابعة و نصف إذا كان ذلك يناسبك كاترينا"
وافقت على الفور :"نعم, بالطبع . اعتقد أنه علىّ العودة إلى العمل الآن .لا, لا أريد قهوة و لا حلوى , شكراً"
غادرت و هى تشعر بالراحة للتخلص من هذا الاجتماع حيث لا يرغب أحد بوجودها . و مع ذلك لم تتمكن من عدم التفكير بالعلاقة بين فيليب و أرين و هى تعمل. كان من الواضح أن الحياة السهلة و السخيفة التى تحياها أرين لا تعجب مطلقاً الرجل الذى ستتزوج منه , من الصعب التخيل أن هذا الزواج سينجح, لكن لا علاقة لىّ بذلك, فكرت كايت بحزم, و أن أُجبرت للقاء أرين مرة ثانية سأكون فى منتهى اللطف معها . و مع ذلك تنفست بحرية عندما سمعت صوت المركب الصغير مغادراً عند الساعة الثالثة لاصطياد السمك بالرمح ثانية.
بعد مرور ساعة او أكثر كانت فى الطابق الأسفل من اليخت تلتقط الصور . وصل نيكوس ليعطيها الورقة الأخيرة لصناعة اليخت عندما سمعت صوتاً عالياً فى المكان. غطت كايت عينيها لتمنع نفسها من رؤية القارب السريع و هو راجع إلى اليخت من رحلة الصيد. لكنها مع ذلك لمحت نظرة الانزعاج على وجه السكرتير . أمر جيد أن جورجيوس معهم , فلا أحد منهم يملك القدرة على السيطرة على القارب فكيف مع بندقية برمح . كانت لا تعتقد أنهم قادرون على القيام بأى عمل خطر . لكنها كانت مخطيئة فى تفكيرها.
قال نيكوس بستهجان :"أنظرى إليهم . ذلك الأحمق ايف سيصيبنا أن لم ينتبه! فهم كلهم جماعة من الحمقى!"
لكن فى اللحظة الأخيرة أوقف ايف القارب قرب اليخت تماماً . صرخت أرين فرحة و سارت نحوه لتهنئه.
قال نيكوس :"من الأفضل أن أذهب و أساعدهم , ستكون محظوظة أن لم تسقط فى الماء و هى بهذه الحالة"
وصل إلى المكان الذى أوقف فيه جورجيوس القارب السريع. وقف ايف و هو يحمل بندقية الصيد فى يده .
قال نيكوس و هو ينظر إلى البندقية بحذر :"أعطنى هذه سيدى , بعدها يمكنك أنت و الآنسة مارمارا الصعود إلى الباخرة"
مد ايف ذراعه بالبندقية . و فى تلك الحظة بدا و كأن كل شئ قد حدث فى ذات اللحظة . ضحكت أرين و انحنت إلى الأمام لتدغدغ ايف الذى رفع جسمه و هو يصرخ . سمع صوت طلقة البندقية , فصرخت أرين بينما قفز نيكوس إلى الوراء و هو يصرخ بألم بينما انتشرت الدماء على سطح اليخت.
كانت كايت فى منتصف الطريق عندما رأت نيكوس مرمياً على الأرض يئن بصوت مخيف و جورجيوس منحنى فوقه و هو شاحب اللون.
قالت بسرعة :"قف جانباً . دعنى أراه , آهـ, لا, هذا الشريان الكبير . يجب ان نوقف النزيف . جورجيوس ضع يدك فوق الجرح"
لكن جورجيوس , تحرك ببطء و هو يترنح بعدها سقط مغشياً عليه بجانب نيكوس .زفرت كايت بغضب و دفعته جانباً . لم تهتم للدماء المنتشرة أمامها و جثت بجانب نيكوس, أمسكت بقوة بذراعه المجروحة و شدت عليها بقوة . بعدها وقفت و أخذت تجره بقوة لتقطع المسافة الصغيرة لتصل إلى القارب السريع
قالت بسرعة:"هيا , علينا أن نأخذه إلى الطبيب بسرعة قبل أن ينزف حتى الموت"
تماماً فى تلك اللحظة ظهر فيليب على رأس الدرج و رآها تترنح و ملطخة بالدماء.
صرخت :"فيليب, ساعدنى , ساعدنى"
أصبح قربها بلحظة و وضع ذراعيه القويتين حولها و أصابعه المرتجفة تلمس وجهها.
"كاترينا ! ما الذى حدث لك؟أنت مغطاة بالدماء!"
رأت وجهه خائف فأدركت انه قلق عليها , قالت تشرح له :"لا, لست أنا ! أنا بخير , أنه نيكوس ....بندقية الرمح, آهـ فيليب خذه إلى الطبيب"
منتديات ليلاس
بطريقة ما تمكنوا من إيصال الرجل المجروح إلى القارب بينما استمرت كايت ممسكة بالجرح بقوة . حاولت أن تخفف من صوت أنين نيكوس و صراخ أرين الهستيرى , مهتمة فقط بالوصول إلى الطبيب . شهقت براحة عندما رأت البناء الكبير يظهر أمامهم, كان هناك العديد من الصراخ بعد ذلك . أشخاص يركضون و هم يحملون نقالة , شخص يحمل حقنة , صراخ من أجل سيارة إسعاف , لكن لم يكن هناك أى دور لـ كايت بذلك . أبعدت شعرها عن وجهها و هى تتنهد , أدركت فجأة أنها ترتجف و أنها ملطخة بالدماء . بدا لها أن حماماً ساخناً الآن أفضل عمل تقوم به.
عندما وصلت إلى الفيلا كانت هناك خادمة تعمل فى تنظيف تعمل فى تنظيف غرفتها . وما أن لمحت كايت حتى ارتكبت ذات الخطأ الذى أرتكبه فيليب بصرخة صغيرة و ركضت نحو كايت و أمسكت بكتفيها .
"آهـ , آنسة , ما الذى حدث ؟ لابد أنك مصابة!"
قالت بحزم :"لا, أنا بخير . شخص آخر قد أصيب و ليس أنا . أنه سكرتير اندرو نيكوس , نيكوس فاسيليو"
اختفى اللون من وجه الفتاة و قالت:"نيكوس؟ نيكوس أخى ,أنا آنا فاسيليو. هل أصابته شديدة؟"
"أعتقد أنه سيكون بخير , لما لا تذهبين إلى مركز الاستعلام و تسألين الطبيب؟"
"آهـ , شكراً لك , آنسة سأعود بسرعة"
و بسرعة غادرت آنا الغرفة , سارت كايت نحو غرفة الحمام , خلعت ثيابها الملطخة بالدماء و استحمت . بعد مرور عشر دقائق تحت المياه الساخنة شعرت و كأنها استعادت قوتها.
سمعت صوت عند الباب فقالت :"آنا ؟"
لكن لم يكن القادم آنا . كان فيليب اندرو نيكوس .
قالت :"أعتقدت أنك آنا "
"أرسلتها مع نيكوس فى سيارة الإسعاف"
جلست و هى تقول :"وكيف هو نيكوس الآن؟"
"الطبيب بابدوبوليس متفائل . و بالنسبة إليه فقد أنقذت حياة نيكوس , بكل الأحوال لقد أوقف النزيف و يقول أنه بحاجة إلى نقل دم و هذا سيحدث فى تسالونيكى , لا أعرف المزيد حتى اتصل المساء بالمستشفى . لكننى مهتم بك الآن"
قالت و هى تنهض و أخذت تمشى فى الغرفة :"أنا؟ لِمَا يجب أن تكون مهتماً بى؟ فأنا بألف خير"
شعرت به خلفها . كان صوته قلقاً و هو يقول :"عندما رأيتك فى اليخت مغطاة بالدماء شعرت بأننى أموت معك, كنت مقتنعاً أنك ستموتين و لم أفكر إلا أننى أحمق لأننى لم أفعل هذا" ضمها بسرعة و قبلها
صرخت به :"لا, فيليب"
قال :"لِمَا لا؟ أنت تحبيننى أيضاً , أليس كذلك؟"
قالت :"نعم, لكن إلى أين يقودنا هذا الحب؟"
قال :"لو لم أكن مرتبطاً لكنت رضيت بحبى؟"
تمتمت :"لا أستطيع الأجابة على هذا السؤال"
قال بنعومة:"أعتقد أنك فعلت"
و تابع:"اننى ذاهب إلى تسالونيكى غداً لرؤية نيكوس, أترغبين فى مرافقتى؟"
ترددت كايت
قال مؤكداً لها :"أنه أتفاق عمل , يمكنك التقاط الكثير من الصور الرائعة"
وافقت قائلة :"حسناً سأذهب"
سارت معه حتى الباب الأمامى و فتحته له.
قال :"سأمر بك عند الساعة التاسعة" و طبع قبلة سريعة على رأسها . لم ير أحد منهما الفتاة السوداء الشعر التى ترتدى فستان أبيض و أحمر اللون و التى كانت عند منعطف الممر . وقفت مكانها و كأنها تجمدت للحظة و بعدها هربت بسرعة و وجهها يتقد غضباً.
نهاية الفصل الثالث
قراءة ممتعة للجميع
|