المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1141- زوجة لليلة واحدة فقط - دار نحاس
فى الوقت الذى وصل فيه فيليب عند الساعة الثامنة كانت كايت قد ارتدت أجمل ما تستطيع الحصول عليه بإمكانيتها المحددة , فقد أرادته أن يدرك انه سيخسرها . عملت النساء فى حملى الآثار على تامين ثوب لائق . فقد أعطتها نيامي و التى هى نحيلة مثلها ثوب سهرة أحمر اللون و شارلوت وضعت على عنقها سلسلة ذهبية , ماريون صففت لها شعرها و سيلفانا وضعت لها المكياج على وجهها. و عندما دق فيليب على الباب كانت كايت تعلم أنها تبدو جميلة و أنيقة . و مع ذلك كان قلبها يخفق بقوة و هى تفتح له الباب .
قالت بصوت مضطرب :"مرحباً"
بقى فيليب صامتاً للحظة , محدقاً بها و قد ظهرت ابتسامة خفيفة على وجهه. و مع أنها كان يرتدى بدله رسمية ويبدو متأنقاً جداً . لكن كان لديها الشعور أنه مازال بدائياً بحيث انه يقول و يفعل ما يريده.
قال بصراحة:"اشتقت إليك"
قالت بتعمد :"منذ بعد الظهر إلى الآن؟"
"لا , منذ أن أمضينا ذلك المساء معاً"
قالت تتوسل :"فيليب أرجوك لا تتحدث عن ذلك"
"كما تشائين, كاترينا , لكن ان عاجلاً أم آجلاً سنتحدث عن ذلك. هل هذا الشال الذى على المشجب لك؟ أعتقد أننا نستطيع الذهاب إلى بورتو كاريس؟ إذا كان ذلك مناسب لك"
قالت:"نعم, بالطبع"
كان بورتو كاريس بناء ضخم للسواح فى الجهة الغربية من ستوانيا بنيسوليا. وكانت كايت قد مرت من أمامه عدة مرات و فى مناسبات عدة لكنها لم تتوقع أبداً أن تدخله . فى ظروف أخرى كانت قد استمتعت كثيراً برحلة الذهاب إلى هناك . فلقد كانت ليلة لطيفة جوها منعش و القمر يسكب أنواره الفضية على مياه كولبوس كاسندراس , لكن بعد ذلك اللقاء بدا أن فيليب لا يرغب فى التحدث بكلام لا معنى له , وذهبت محاولات كايت لحمله على التحدث هباء.و فى النهاية شعرت بالراحة عندما رأت أضواء الفندق الفخم.
قالت :"يبدو و كأنه باخرة فى محيط, أليس كذلك؟"
قال موافقاً :"بالضبط , حتى انه يبدو أكثر من ذلك فى ضوء النهار مع كل تلك المبانى الضخمة . شخصياً أفضل الطراز التقليدى للمبانى اليونانية . لكن الغاية من وراء هذا المكان هى مهمة جداً. أنه ليس مجرد مكان للسواح , لكنه عمل أقتصادى ضخم لسكان هذه المنطقة. أراض مليئة بالكروم و الزيتون , استثمار واسع كما تسمونه. و اعتقد أنك ستجدين المطعم و المناظر المطلة رائعة و لا تنسى"
كان على حق بما قاله . قادهما نادل يرتدى ثياباً تقليدية إلى طاولة تطل على البحر , حدقت كايت حولها بدهشة , مرايا كبيرة تغطى غرفة الطعام و قاعة الرقص قد تم تلميعها حتى أصبحت كالزجاج, أما الفرقة الموسيقية فلقد كانت ترتدى الزى التقليدى لليونان كذلك الطاولات كلها مزدانة و كأنها عمل فنى. أضواء الشموع قرب ورود بيضاء من الزجاج و أنوارها تعكس الأوانى الفضية و الكريستال . ومع أن هناك مكاناً لمراقبة قاعة الرقص كان هناك ستائر من النخيل تحميهما من نظرات باقى زبائن المطعم . بدا على فيليب أنه معتاد على هذه الأماكن . جلس و كأنه فى منتديات ليلاس منزله.
كانت كايت لا تزال تشعر برهبة المكان فاختارت المياه المعدنية بينما طلب فيليب شراب خاص تقليدى, و بعد أن شرب قليلاً من الشراب وضع الكوب جانباً و قال :"والآن , ربما ستتمكنين من اخبارى لما تعامليننى و كأننى مصاب بالطاعون "
شهقت كايت و هى تشرب من كلامه الصريح , كذبت بسرعة :"أنا لا أفعل ذلك !" لكن احمرار خديها أثبت صحة قوله.
قال :"بلى , أنت تفعلين . مساء الأحد كنت لطيفة و طيبة حتى أننى خلت أنك سعيدة لمعرفتى"
"نوقف عن هذا الكلام , فالناس تسمعنا"
"لا أعتقد ذلك فقد طلبت طاولة خاصة لبحث هذه الأمور من دونا أن يسمعنا أحد"
قالت بغضب :"كيف تجرؤ؟ لقد قلت لى أنك تريد التحدث معى عن عمل"
قال بهدوء:"نعم سأفعل, لكن فى وقت آخر . أولاً أريد أن أعلم لما تغيرت طباعك نحوى؟"
قالت و هى تبعد شعرها:"لا لم يحدث ذلك"
"حقاً؟"
فجأة أمسك بيدها . نظرت إلى يده السمراء كيف تمسك بيدها بقوة و قالت :"أنت لا شئ غير متوحش تحت تلك البدله الفاخرة"
قال و عيناه تلمعان بغضب :"تماماً كما تقولين , و النساء الذكيات لا تثرين المشاكل مع المتوحشين. لذا لماذا لا تخبرينى لما أصبحت فجأة هكذا معى؟"
ما أن أنهى كلامه حتى أصبحت لمسة يده ناعمة فوق يدها فسحبت يدها على الفور.
قالت له :"أعطنى سبباً واحداً لأكون صديقة لك"
شد ثانية على يدها و قال :"أن قلت لك أننى أُغرمت بك قليلاً مساء الأحد فهل هذا سبباً كافياً؟"
كل ما كان عليها القيام به هو الابتعاد عنه. أنه سيتزوج من امرأة أخرى , و كل ما يقوله هو مجرد خداع لها.
قالت بغضب:"لا"
قال متوسلاً :"كاترينا , أنظرى إلىّ . قولى اى شئ"
لم يكن هناك قوة على الأرض لتمنعها من النظر إليه. رفعت رأسها و نظرت إلى عينيه رغم الدموع التى كانت ظاهرة فى عينيها .
همست :"لِما لم تخبرنى أنك مرتبط؟"
تراجع على الوراء على كرسيه و ظهر الألم على وجهه, قال و هو يبتسم :"إذا هذا هو السبب, كان يجب أن أعلم"
"نعم, كان عليك ذلك و عليك أن لا تخبر النساء أنك قد تكون شبه مغرم بهن بينما أنت مغرم بالفعل بخطيبتك"
اعترض فيليب :"خطوبتى لا علاقة لها بالحب . لقد دبر هذا الأمر منذ سنوات عديدة من قبل عائلتينا "
قالت بغضب :"حقاً؟ أنى أشعر بالشفقة عليك , لكن مع ذلك لا أجد لك الحق أن تمثل الحب مع نساء أخريات"
قال بغضب يماثل غضبها :"فهمت , أنت على حق بالطبع . ومن الواضح أنه كان علىّ أن أفسخ خطبتى قبل أنه أذهب برحلتى الأسبوع الماضى"
همست :"لم أقل ذلك . لكن من المؤكد لا يحق لك التحدث معى عن الحب و هذا ما يجعلنى أشعر بالندم"
اقترب فيليب منها و عيناه تلمعان بالغضب, جاهزاً ليرد عليها , لكن فى تلك اللحظة وصل النادل و هو يحمل قائمتى الطعام . ارتجفت يدا كايت و هى تأخذ القائمة منه.
شعرت أنها أخيراً تتخلص من الحواجز بينها و بين فيليب اندرو نيكوس , لكنها مع ذلك لا تشعر بالراحة من هذا النقاش , فمن الواضح أن الوقت الرائع الذى أمضته فى ايا صوفيا لا يعنى له شيئاً .حتى و لو كانت تلك العاطفة هى الحب.أفلم يقل منذ لحظة أن لا علاقة للحب بالزواج؟ و الذى عليها القيام به هو أن تبقى هادئة و عملية و تتذكر أنها هنا فقط من أجل عملها . نظرت إلى القائمة بحزن.
قال ساخراً :"هل حقاً تكرهين المطبخ اليونانى لهذه الدرجة حتى تحدقين غاضبة بقائمة الطعام؟"
أجابت و هى تشعر بالأحرج:"لا, بالطبع لا. أحب الطعام اليونانى . لكن كل شئ غير مألوف لدى"
"إذاً ربما تسمحين لى أن أساعدك على الاختيار , دعينى اشرح لك ما هو كل نوع من الطعام"
قرأ لها القائمة كلها فطلبت كايت المقبلات المخللة بالزيت , الجبنة و ثمار البحر ثم اللحم المشوى مع البطاطا و الفليفلة. و ما ان غادر النادل ليحضر ما طلباه حتى جلست على كرسيها و قد وضعت يديها على حضنها و حدقت فوق رأسه.
قال فيليب:"تباً,أنظرى إلىّ"
نظرت إليه بغضب بعدها نظرت بعيداً, ضحك بصوت عالٍ , قال:"أنت مخطئة بأمر واحد كاترينا"
"حقاً , و ما هو؟"
"لم أرغب أبداً فى أن أقودك إلى مغامرة قد تسبب لك الندم"
"صحيح؟ و ماذا ترغب بالتحديد؟؟"
"لا شئ. هل تعتقدين أننى المسبب لكل ذلك ,لابد أن لديك فكرة مذهلة عن قدراتى أن اعتقدت أننى المسئول عن الهزة الأرضية من أجل التعرف عليك"
قالت بصوت غاضب:"أنا لم أقل هذا"
"و بينما أن تحاولين تشويه شخصيتى أرجوك أن تتذكرى أنك نمت فى سريرى و لم ألمسك"
اعترفت قائلة:"هذا صحيح"
نظر إليها ثم رفع يده و لمس ذقنها و هو يسألها :"إذاً ألا تقبلين أننى شعرت بعاطفة قوية نحوك. تماماً مثلك؟"
شعرت كايت بغصة فرعت يدها و أبعدت يده .
قال بمرارة :"حتى و لو كان هذا صحيحاً , فإلى أين سنصل ؟ فليس هناك مستقبل لنا , اليس كذلك؟"
لمعت عيناه و تمتم :"لست متأكد من ذلك"
منتديات ليلاس
قالت و قد شعرت بألم :"ماذا تعنى؟ ماذا تريد منى, فيليب؟"
اعترف بجدية :"لا أعلم ماذا أريد منك , كل شئ , لا شئ . أنك كنت تريدين أن تعلمى أن كنت احبك فالجواب نعم"
قالت معترضة:"لا تقل ذلك فيليب , فأنت محكوم لفتاة أخرى"
"محكوم, تبدو وكأنك تقولين محكوم بالسجن , أليس كذلك ؟ أو محكوم بالملاحقة الجنائية . و هكذا هى فى الحقيقة أحيانا . هل لديك أى فكرة عن الزواج المدبر كيف هى فى الواقع , كاترينا؟"
اعترفت كايت :"لا."
قال فى صوت منخفض :"حسناً , دعينى أخبرك كيف أصبحت خطيباً لـ أرين . لم أكن دائماً غنياً . فى الحقيقة كنت فقيراً , وفقيراً جداً . حتى أننى لم أكن أملك حذاء حتى أصبحت فى الخامسة عشر من عمرى, لكن منذ ذلك الوقت بدأت أطمح للوصول إلى حياة أفضل . عندما أصبحت فى السابعة عشر سافرت إلى لندن و بدأت بالعمل لعشرين ساعة فى اليوم فى فندق, محاولاً أن أحصل على المال لانشاء عملى الخاص . عندما رجعت على اليونان بعد مرور ثلاث سنوات وجدت فندقاً مفلساً فى سوتينا فطلبت مساعدة كل من اعرفهم . معظمهم ضحك من طموحى لكن والد أرين كون أعارنى المال, و أبى وضع كل ما يملكه فى ذلك الفندق . لن أصيبك بالضجر بأخبارك التفاصيل , لكن بعد مرور سنتين بدأ الفندق يجنى ارباحاً فى ذلك الوقت عندها اقترح كون على والدى أن يصبح بينهما تزاوجاً ليقويا شراكتهما . كنت فى الثانية و العشرين من عمرى و أرين فى السابعة عشر فقط"
قالت غير مصدقة:"هذا مخيف"
رفع كتفيه :"هذه من العادات و التقاليد , وهى تناسب معظم الناس فى وقت ما . بالنسبة لى كانت فرصة لاهتم بعملى و أفى التزاماتى لعائلتى .وكانت بالنسبة لـ أرين فرصة لتقول أنها ستحصل على زوج ثرى و تتفاخر بذلك"
قالت و هى تهز رأسها :"يبدو الأمر همجياً"
"لا أعتقد أننى فهمت ذلك فى ذلك الوقتلكن فى الحقيقة يجب أن أقول أن هذه الزيجات تنجح عادة, و فى النهاية يحب الزوجان بعضهما و يعيشان بسعادة"
شعرت كايت بضيق فى صدرها , عليها أن تسأله السؤال الذى يدور فى فكرها .
"هل تحب ليلاس أرين؟"
ظهرت تعابير من الحزن و الألم على وجهه . ولأول مرة تلاحظ أن القلق و الإرهاق يظهر هكذا على وجهه.
أجاب بحدة :"لا, فى البداية كنت بالكاد أراها و بعد ذلك , ما أن أصبح لدينا سلسلة من الفنادق و أصبح لدينا الكثير من المال أرسلت إلى مدرسة داخلية فى بريطانيا . بعدها سافرت إلى سويسرا لتنهى دراستها . فقط فى هذه السنة تمكنت من رؤيتها بصورة متلاحقة"
شئ ما فى صوته جعلها تشعر بالضيق الذى يشعر به.
سألته:"ألا....ألا تتفاهمان؟"
أمسك بكوبه و شرب منه قبل أن يقول بصراحة:"أنها مدللة و فاسدة , و ليس ذلك بسببها , كانت أمها امرأة غبية و وجدت نفسها غنية فجأة فأصابها الغرور . و قد ربت أرين و أخوها ستافروس على أن يكونا مثلها تافهين و مسرفين . لا, لا أتفاهم أبداً مع أرين . و فى الحقيقة بدأت أعتقد أننى لا أملك أى قدرة على الشعور العاطفى الحقيقى. حتى قابلتك"
قالت تتوسله :"لا تقل ذلك , فيليب , هذا أمر مستحيل"
"حقاً, ربما الأشياء تصبح موجودة فعلاً إذا أردنا ذلك بقوة"
أمسك بيدها و تابع بنعومة :"ألم تقولى لىّ أنه أحياناً يجب أن نقوم بأفعال متسرعة إذا أردنا أن لا نختار الأشياء البسيطة و السهلة فى الحياة؟"
بقيت صامتة تحدق به بعينين خضرواين واسعتين . قال:"أننى فى صدد القيام بخطوة متسرعة جداً , أريد أن أسألك شيئاً"
فى أعماق نفسها علمت أن عليها أن تطلب منه التوقف عن الكلام , لكنها لم تجد القدرة على القيام بذلك.
همست :"ماذا تريد؟"
قال :"تعالى معى إلى يختى فقط لعدة أيام.كل الذى أريده فرصة لاتعرف عليك أكثر , كاترينا . أنه أمر سهل و صعب كذلك"
قالت و هى تسحب يدها من يده :"لا, هذا مستحيل فيليب اعتقدت أنك لا توافق على تصرف النساء الغريبات كيف يصادقن رجال بالكاد يعرفهن!"
"بالفعل, لكن ليس هناك داع لاى علاقة , يمكننا ببساطة الاستمتاع بوقتنا هناك , سنصطاد السمك و نزور الجزر الكثيرة فى البحر و سنمضى الوقت نتحدث . أشعر أن هناك الكثير من الكلام الذى يجب أن نقوله لبعضنا البعض , أليس كذلك؟"
فكرت كايت كم تحب الإبحار فوق تلك المياه الزرقاء الصافية لبحر أيجة و فيليب قربها , لكن هذا الأمر مخيف .
قالت بحزن :"لا, ربما الأمور ستكون مختلفة لو لم تكن مرتبطاً بـ أرين"ضحك و قال:"و هكذا علىّ أن أفسخ خطوبتى قبل أن أتمكن من امضاء أى وقت معك؟أنت تطلبين الكثير لأجل موعد كاترينا"
" لا أستطيع أن أفكر ألا أن هذا الأمر غير لائق و مناف للآداب"
قال بصوت مرتبك :"غير لائق؟ تسافرين بمفردك فى أوروبا , ومع ذلك تتكلمين عن الأشياء غير اللائقة؟ هل أنت جادة , أم أن هذه احدى الاعيبك علىّ"
التقت عيناه بعينيها فرأت مزيجاً من المرح و السخرية فيهما . فجأة بدا لها الوضع واضحاً أمام عينيها . بالنسبة إلى فيليب الفتاة التى تسافر بمفردها لا أخلاق لديها ومن أى نوع . لذلك لا يشغل نفسه بأنها قد تنزعج أن تعرفت على شاب مرتبط .
بحثت بقوة عن منطق ما لتتحدث به معه.
قالت و هى تبعد شعرها عن وجهها .
"بالطبع أنا جادة فقط لأننى أسافر بمفردى هذا لا يعنى أننى فتاة عابثة. لا أستطيع الذهاب معك إلى اليخت . و أنا لا أشعر بالخجل لأنك اقترحت ذلك. كيف يمكننى أن أفعل ذلك ؟ فهذا يسئ إلى سمعتى!"
هكذا فكرت بفرح أن ما قالته يناسب تماماً أفكاره المحافظة فسيقتنع بما قالته . لكن ما قالته لم يقنعه فقط , بل رأت ملامح من التفكير العميق على وجهه.
منتديات ليلاســـ
|