المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1141- زوجة لليلة واحدة فقط - دار نحاس
قالت بوضوح :"لما تركتنى؟"
أجاب و مازال المرح يظهر فى صوته:"لم أفعل ذلك. عملى مجرد إستراتجية. أعتقد أنه من الأفضل أن أوقف السيارة تحت الحديد الصخرى و هذا قد يؤمن لها بعض الحماية فى حال حدوث هزة أخرى. هذه الأشياء قد تحدث بصورة غير متوقعة , كما تعلمين . و قد تحدث فى أى لحظة"
شعرت برجفة جديدة تجتاحها. قالت و هى تشد على أسنانها:"أعلم ذلك"
تمت بصوت ملئ بالاهتمام :"أنت تشعرين بالبرد و الخوف. تعالى , سنأخذ أغراضك و نذهب إلى سيارتى , و أن رفقنا الحظ سنتمكن من الوصول إلى القرية التالية . و أن لم يحدث ذلك فسيارتى أكثر راحة للنوم فيها من سيارتك"
هذه حقيقة مؤكدة . هذا ما فكرت به كايت ما أن وصلت إلى مكان السيارة البيضاء . فتح منقذها باب السيارة ليظهر داخلها الفاخر و الذى جعلها تفتح فمها مندهشة . كانت المقاعد من الجلد البنى اللون و هناك هاتف فى السيارة مرمى على أحد المقاعد, و هناك حقيبة صغيرة و كلك حقيبة معدة للرحلات القصيرة. شعرت فجأة برداءة حال حقائبها و قدم حقيبة الكاميرا التى تتدلى من بين يديه , بعدها فتح صندوق السيارة و وضع أغراضها هناك بعيدة عن النظر.
قال برضى :"و الآن! المصباح يمكنك وضعه فى صندوق لعبة الغولف . أما الغطاء الصوفى فأعتقد من الأفضل لك أن تضعيه عليك. قد تعانين من الصدمة و لو بعد فترة . و أنا سأهتم بالجرح فى رأسك قبل أن ننطلق"
سألت بحيرة:"الجرح؟"
"على صدغك , ألم تشعرى به؟"
قالت بغباء :"لا, لم أكن أشعر به"
كانت أصابعه ثابتة و لطيفة معاً و هو يعمل . اخرج علبة الإسعافات الأولية, شعرت كايت بلسعة للدواء بعد ذلك بنعومة معجون الدواء ثم ضغط قطعة قماش لاصقة . الإحساس بالأمان و الرعاية جعلها تشعر بدفء كبير , لفت الغطاء الصوفى حولها و اتكأت على المقعد. مهما كان هذا الرجل كان يبعث الهدوء فيها و الرضى . حتى أنها لم تتفاجأ عندما أخرج وعاء للقهوة و قدم لها فنجان قهوة ساخن.
قالت بامتنان :"شكراً لك . أنت حقاً أكثر شخص مدهش سيد....."
"اندرونيكوس. فيليب اندرونيكوس. و أنت الآنسة.....؟"
"كاترين. كاترين والش. لكن عادة يدعوننى كايت"
"كايت؟" قال أسمها بلهجة مستغربة:"يبدو أسم كاختصار لأسمك. ولا يناسب امرأة شابة مثلك . سأناديك كاترينا"
مررت كايت اصابعها فى خصلات شعرها الأشعث و ضحكت .
"هل قلت شيئاً أضحكك؟"
"آسفة. فقط كيف قلت اننى امرأة شابة و جميلة . لا أشعر مطلقاً أننى جميلة. لقد سقطت على الأرض أكثر من اثنى عشر مرة و أنا انحدر عبر ذلك الجبل . بنطالى ممزق و قميصى ملئ بالأوساخ"
"آه , نعم , ثيابك مخيفة , أضمن لك ذلك كما و أن لابد أنها كانت رثة قبل أن تصبح هكذا. لكن هذا الوجه الدائرى و العينان الخضراوان و الشعر الأحمر.....أنا متمسك برأى آنسة والش. أنت امرأة شابة و جميلة جداً"
تحركت كايت بانزعاج سألته و هى تشعر بالضيق مما قاله :"وماذا سأرتدى غير الجينز و قميص عادى إذا كنت أقصد الجبل؟"
قال:"آه, أنت إنكليزية. لهذا لا تتقبلين مديحاً بطريقة عادية؟ أقول لك كم انت جميلة و تتذمرين لأننى لم أعجب بما ترتدين"
اعترضت بحرارة :"أنا لست إنكليزية . أنا من استراليا"
"حسناً , استراليا إذاً . وحباً بالسلام سأعترف أن ثيابك كانت مناسبة تماماً للذهاب إلى الجبال,لكن ماذا كنت تفعلين هناك من البداية؟"
قالت:"التقط الصور. و أنت ماذا كنت تفعل هناك؟"
ابتسم للهجة الانزعاج فى صوتها .
قال :"أنا أنشئ فنادق و كنت فى طريق عودتى من أحدث فندق لى سيتونيا و لقد اخترت الطريق الجبلية . و ربما ذلك من حسن حظك"
"نعم" اعترفت كايت على مضض , أخذت رشفة كبيرة من فنجان القهوة و ابتسمت له:"لا أستطيع أن أخبرك كم شعرت بالسعادة عندما رأيتك تنحدر على طريق الجبل سيد اندرونيكوس . للحظة اعتقدت حقاً...."
توقفت عن الكلام . لمعت عيناه بالعاطفة و مد يده السمراء و لمس شعرها.
قال بنعومة :"أنت بأمان الآن , كاترينا و فى هذه الظروف اعتقد أن علينا عن السيد اندرونيكوس . أسمى فليب. اتفقنا؟"
"حسناً"وافقت و هى تشعر بالأمل.
"جيد, إذاً. انتهى من شرب القهوة لننطلق . إلى أين تتجهين قبل الهزة الأرضية؟"
"نيسيا, أنها قرية على بعد ثمانين كيلو متر من هنا هل تعرفها؟"
"نعم, لكن أشك أننا نستطيع الوصول إلى هناك لكن على الأقل يمكننا المحاولة"
بعد مرور لحظة أعطته فنجانها الفارغ حيث وضعه فى حقيبة فى المقعد الخلفى . بعدها وضع حزام الأمان و أدار المحرك.
قال :"سأسير على مهل . فأنا على صلة بسكرتيرى على الهاتف منذ أن وقعت الهزة و لقد أعطانى معلومات . أن الطريق مفتوحة حتى برغاريكيا لكن من المؤكد أن هناك بعض الصخور عليها . و ألآن اخبرينى عن تلك الصور . أنت خبيرة فى التصوير اليس كذلك؟"
منتديات ليلاس
قالت موافقة و قد شعرت بالفضول:"نعم, كيف عرفت؟"
"عزيزتى كاترينا الأمر واضح لديك مجموعة من أكثر من مائة ألف صورة فى تلك الحقيبة . و ما تبقى من محتوياتها لا يستحق عشر الكمية , فأما أنت حمقاء لتصرفى مالك بهذا الشكل أو أنت مصورة محترفة. إذا ماذا تصورين ؟ المناظر الطبيعية؟"
"لا. كنت آخذ صور لمنظر أثرى لشخص أعيش معه. و لقد التقيته فى تركيا منذ عدة أسابيع. الدكتور تشارلى لوكس. رئيس فريق للأثار فى نيسيا"
رفع حاجبيه مستفهماً.
"فى وقت متأخر من بعد ظهر نهار الأحد فى منطقة نائية و بمفردك؟ ألا تعلمين أن هناك ذئاب فى هذه المناطق؟ هذا إذا لم نذكر الخطر الذى تتعرضين له أن رآك رجل ما بمفردك! لكن اعتقد أن هذا لا يقلقك طالما أنت مستعدة للبقاء مع رجل التقيته منذ عدة أسابيع فقط بكل الأحوال. ماذا كان يفعل الدكتور لوكس, لما لم يتمكن من مرافقتك؟"
كان فى صوته لهجة واضحة جداً لعدم موافقته على ذلك. نظرت إليه و شعرت كايت فجأة بالانزعاج.
"إذا كنت تريد أن تعرف ماذا كانت تفعل الدكتور لوكس كانت تغسل ثيابها و اسمها شارلوت اليزابيث لوكس و معروفة بـ تشارلى . و هى تأمل بالقيام بحفريات هنا من جبل باناغيا فى الصيف القادم وطلبت منى أن التقط للمكان بعض الصور . وهى الآن تقوم بحفريات قرب نيسيا حيث أعيش معها منذ أسبوعين مع أننى أرى أنه لا يعنيك مع من أقيم"
قال :"همممم , لكن, حتى لو كان رجلاً لكنت بقيت معه أيضاً أليس كذلك؟"
قالت موافقة :"ربما, أن كان قدم لىّ عملاً .و أنا أثق به , لما علىّ أن لا أفعل؟"
أجاب بسرعة:"لأن ذها يسئ أليك"
ضحكت كايت غير مصدقة :"أنت حقاً تعنى ذلك , أليس كذلك؟"
قال مؤكداً :"بالطبع , لكننى لا أريد الشجار معك . أخبرينى عن صورك, لما لا تلتقطينها خلال الأسبوع حيث الناس تتواجد معك؟"
أجابت و هى تشعر بالرضى لتغيير الموضوع :"اليوم هو اليوم الأول حيث الضوء مناسب جداً"
قال بمرح :"وهل يجب أن يكون الضوء مناسباً؟ إذاً أنت ماهرة جداً كاترينا؟"
"يمكنك قول ذلك"
" وهل تعملين فقط فى الأماكن الأثرية أو أنك تصورين أنواعاً مختلفة من الصور؟"
" فى الواقع أصور أى شئ و أنا أحاول أن أصبح مصورة حرة . لذلك أقبل أى عمل متوفر , تصوير اعلانات ,صور للمجلات . اى شئ لكن العمل المفضل لدى و الذى أعتقد انه التصوير الفنى . المنحدرات دراسة الضوء و الظلال و صور مرئية و التى اجدها مثيرة للخيال و الفكر.
" لكن لماذا تأتين إلى اليونان لتصبحى مصورة؟ ألا يمكنك القيام بذلك فى استراليا؟"
عضت على شفتها مفكرة , قالت:"نعم و لا, حاولت حقاً أن أفعل ذلك فى بلدى . فى الواقع كان لدى عمل مصورة فى محطة تلفزيون في سيدنى , لكن بعد مرور ثلاث سنوات صرفت. فى البداية شعرت بالصدمة لأننى لم أعرف ماذا سأفعل"
سأل فليب:"ألم تستطيع عائلتك مساعدتك؟"
اعترفت قائلة و قد تجهم وجهها :"فى الواقع فعلوا ذلك. أبى محام و قد دعانى للعودة إلى البلدة حيث نعيش والعمل كسكرتيرة له لكننى لا أتحمل أن يساعدنى . فهم لم يوافقوا أبداً أن أصبح مصورة و أعلم أنه سينتهى المر بتوبيخى . لذا سحبت كل مدخراتى و قررت القدوم إلى أوروبا"
قال منتقداً :"بعض الناس يرون عملك هذا خطوة متسرعة جداً"
رفعت ذقنها بكبرياء و لمعت عيناها بالغضب قالت :"أحيانا عليك ان تقدم على عمل متسرع أن كنت لا تريد القبول بالحياة السهلة العادية"
ابتسم و قال بإعجاب :"أنت امرأة مثالية حتى و لو أنك غريبة"
سألت بتحدٍ :"وما لديك ضد الغرباء ؟"
حدق فيليب بقوة فى الطريق أمامه و كأنه يريد أن يصل إلى ممر خاص عبر تلك الصعاب.
قال و كأنه يحدث نفسه :"لا أوافق على تصرفاتهم الأخلاقية, عشت فى بريطانيا لمدة ثلاث سنوات و قد صدمت من الشبان اللذين ينشئون علاقات. خاصة الفتيات و بدون أى ارتباط . و برأى كل ذلك الكلام عن الحرية هو كلام لا معنى له ألا مزيد من العذاب و المعاناة للنساء"
أرادت كايت أن تشاجره بقوة, لكنها عضت على شفتها و بقيت صامتة. و أن كانت صادقة فإنها مقتنعة بما قاله خاصة علاقتها الصغيرة مع الصحافى ليون كلارك . ابتلعت غصة فى حلقها وأدارت رأسها لتحدق فى الظلام خارج السيارة.
وضع يده ببساطة على يدها و قال بصراحة :"لقد أزعجتك. أعتذر منك"
بقيت صامتة و قد شعرت بأنها تأثرت من لمسة يده المريحة. شعرت بحاجة لتثق به و تسأله ماذا يجب أن تفعل. هل عليها العودة على بلادها طالما مازال لديها بعض المال, أو أن تنتظر منتديات ليلاس حتى تنفق كل ما معها؟ شئ ما فيه دفعها لتضع كل مشاكلها أمامه و تنتظر حلاً , لكن كبرياءها منعها . لقد عانت ما يكفى هذا اليوم و ليس من داع لتبدأ بأخباره قصة حياتها. عضت على أسنانها و حدقت بالأشجار أمامها . أبعد فيليب يده إلى المقود و كأنه أصيب بلسعة.
لم تقولى شيئاً كاترينا . هل سببت لك الألم بتهجمى على أخلاق الغربيين؟"
ترددت كايت . لكن كيف ستبكى و تخبره عن ليون و كيف تصرف معها. من الأفضل لها أن يعتقد أنها مغرمة.
قالت بحزن:"نعم , لا أستطيع القول أننى تمتعت بتجربة الهزة الأرضية و بعد ذلك سماعى مقالة عن الأخلاق الغربية"
قال يفسر لها :"فى الحقيقة أنا أرى كل شئ من خلال تقاليد بلادى . نحن نشعر بواجب حماية المرأة. و لن يكون مناسب أبداً أن تجد امرأة يونانية نفسها فى وضع خطر كالذى تمرين به اليوم"
ارتجفت شفتا كايت , قالت له :"فقط لهذه الليلة سأجد من المفرح أن أكون امرأة يونانية . لا شئ سأفضله عن الشعور بالراحة و الاعتماد عليك ببساطة"
أمسك فيليب بالغطاء و شده حول ذقنها . بعدها لمس خدها و قال :"إذاً أفعلى ذلك. لقد مررت بوقت عصيب. لِمَا لا تنامين و تدعيننى أهتم بالمشاكل من الآن و صاعداً ؟"
لم تعرف كم من الوقت مر و هى نائمة , لكن عندما استيقظت سمعت نباح كلاب و شاهدت أنواراً من نوافذ لبيوت بيضاء مشرقة على طريق ضيقة . حدقت حولها و رأت فليب قد غادر فشعرت بالرعب . لكن ما أن أبعدت الغطاء عنها حتى رأته يخرج من منزل أبيض اللون و يقطع المسافة بينهما . قرأت إشارة على الباب كُتب عليها للإيجار.
منتديات ليلاس
|