المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1141- زوجة لليلة واحدة فقط - دار نحاس
فى الوقت الذى صعدت فيه كايت إلى الباص لترحل من ايواس ديمتريوس كانت تشعر بارهاق شديد مكان ذلك الغضب و خيبة الأمل اللذين كانا يسيطران عليها. أدركت أن هناك من يحدق بها من سكان القرية. لكنها أدارت رأسها و لم تبال بأى منهم . مع ذلك بينما الباص ينطلق صعوداً مغادرا"ً فندق اريدان شعرت بألم قوى مما جعلها تعض على شفتها و تضغط على يديها حتى ظهرت أثار أظافرها فى راحة يديها . أتكأت على الزجاج البارد و حدقت فى المكان الذى أصبح يعنى لها الكثير.
مرت الساعتان التاليتان و هى شبه نائمة . كان هناك مكان واحد يمكنها ان تذهب إليه , كانت فخورة جداً بنفسها و لذلك لم ترض بأى مال من فيليب و بالكاد تملك أى مال . كانت تعلم أنها ستجد المواساة فى مركز الحفر. تذدعوة شارلى الحارة و هى تغادر :"والآن تذكرى يمكنك ان تعودى إلى هنا على الفور إذا لم تسر الأمور كما ترغبين فى أيواس ديمتريوس فأنت دائماً مرحب بك هنا" المشكلة أنها تشعر بالحزن و الإهانة و لا ترغب فى رؤية اصدقائها . ما أن وصل الباص إلى الطرق الريفية حتى وصلت إلى قرار مؤلم . كانت لا تزال تحمل بطاقة سفرها إلى اوستراليا مع قليل من المال فى حقيبة صغيرة حول عنقها . فى الواقع كانت لا تزال تملك السماح لها بالبقاء عدة أشهر بعد . لكنها ستغير موعد سفرها و ستعود فوراً إلى بلادها.
أخيراً توقف الباص فى ساحة القرية فى نيسيا . كان المطر قد ترك بحيرات صغيرة مليئة بالوحل , وكان على السائق أن يقود بحذر كى يتجنب السير فيها .
ما ان خرجت كايت من الباص حتى لاحظت أحد عمال الموقع هناك مرتدياً أفضل ثيابه و يتحدث مع صديق له تحت شجرة .
قالت :"مرحباً , أنجيلوس , اين الدكتور لوكس؟"
قال :"أنها ليست هنا لأن اليوم هو نهار الأحد "
سألته :"وماذا عن اندريه ؟ السيد كاميرون؟"
قال :"أندريه ما زال هنا"
صرخت كايت :"آهـ جيد"
تركت حقيبتها فى المقهى القريب من ساحة القرية , حملت حقيبة الكاميرا فوق كتفها و بدأت تصعد الممر الذى يؤدى إلى منزل فريق الحفر ,كانت تشعر بالخوف من نظرات السكان لكنها علمت ان ليس هناك من داع للقلق فالناس فى نيسيا لا يقرأون الصحف, أو بكل الأحوال ليست الصحف التى يعمل فيها ليون كلارك . فى أى مكان كانت تصل إليه كانت تسمع الجميع يحيونها :"كاليميرا" و الأطفال يخرجون من المنازل وهم يصرخون :"مرحباً, ما أسمك؟" ويركضون بجانبها .
عندما وصلت إلى المنزل كان اندريه يقف بقرب طاولة العمل على الشرفة و هو يعمل على إحدى أوعية الفخار . و ما أن رأها حتى أسقط الكتلة الترابية من يجه و أسرع ليقابلها .
قال و هو يضمها إليه بقوة :"آهـ , كايت , ذلك الحقير كلارك يجب أن يشنق ز حاولت الاتصال بك هذا الصباح لكنى لم أتمكن"
قالت بصوت ضعيف:"إذاً فقد رأيت الصحيفة؟"
هزرأسه بضيق , لكنه قال متظاهراً بالفرح:"هيا , عزيزتى , أفرحى , لا أحد يهتم لتلك الصحف الصفراء بكل الأحوال"
قالت كايت بصوت متعب :"فيليب يفعل"
قال أندريه :"آهـ لا . كيف يمكن أن يكون مغفلاً هكذا؟ أسمعى كايت أنت الآن فى خضم هذه الأمور أجلسة و سأحضر لك فنجان من الشاى و ستخبرينى كل شئ لقد ذهب الباقون إلى كاخالا لعدة أيام لذلك على الأقل ستحظين ببعض السلام"
شعرت بالراحة و هى تجلس قرب طاولة الرخام تشرب فنجان من الشاى مع عصير الحامض بينما أخذ اندريه يُصغى و يهز رأسه متعاطفاً معها, أخبرته كل شئ فهى تعلم أنها تستطيع الثقة به. أخبرته عن ستافروس و ليون و عن الشجار العنيف مع فيليب.... أخبرته كل شئ.
سألها عندما توقفت عن الكلام :"إذاً ماذا تعتقدين أنك ستفعلين الآن؟"
قالت و هى تتنهد :"اعود إلى استراليا , على ما أعتقد , ماذا يمكن أن أفعل غير ذلك؟"
قال بفقدان صبر :"هيا , كايت , ليست أنت من يتخلى عن كل شئ بسهولة لقد كنت دائماً تكافحين لأحلامك"
قالت :"وماذا هناك لأكافح من أجله , لقد انتهى كل شئ اندريه!"
سألها مفكراً :"هل ماز الت تحبين الشاب؟"
قالت بحرارة :"أنه الرجل الأكثر تفاخراً كما و أنه عديم الإحساس و لو أنه زحف على الزجاج المكسور لمسافة ميلين ليعتذر منى فلن أسامحه !"
ابتسم بحزن و قال :"إذاً ما زالت تحبينه , تماماً كما كنت أعتقد, حسناً , كاتى هناك أمر واحد علينا القيام به, ما أن تنتهين من الاستراحة قليلاً سنذهب أنا و أنت إلى مكتب الاتصالات و سنتصل بـ فيليب اندرو نيكوس"
قالت:"ماذا ؟ هل فقدت عقلك اندريه؟"
قال تحدثاً بمنطق:"اسمعى , إذا كان اندرو نيكوس بنصف عنادك و عدائيتك فلن يقدم بنفسه على الخطوة الأولى , أليس كذلك؟ لكننى متأكد أنه غاضب من نفسه الآن لأنه دفعك إلى الرحيل و لابد أنه يفكر بالحصول على فرصة لإنهاء ذلك الشجار بينكما"
ترددت كايت و سألته بخجل :"هل حقاً تعتقد ذلك؟"
وافق اندريه بحزم:"بالمطلللق , إذاً ستسمحين لىّ أن أتصل به؟"
ظهرت أبتسامة على وجهها و قالت :"أى شئ يرضيك اندريه"
حل بعد الظهر و هى تشعر بملل لا حد له . كانت يائسة للقيام بأى شئ دهنت مجموعة من الأوعية و حفت أوعاية فخارية متكسرة و رسمت على أشياء حلزونية حتى انهمرت الدموع من عينيها لكن فكرها لم يكن أبداً بعملها . أخيراً قال اندريه أن الساعة قد أصبحت الخامسة تماماً لذلك نهضت عن كرسيها و حملت حقيبة الكاميرا و مع أنها لم تقل له ذلك لكنها كانت تتمنى بسرها أنها قريباً ستكون بالطريق متجهة إلى ايواس ديمتريوس .
سألها اندريه :"جاهزة؟"
قالت و هى تبتسم :"جاهزة"
قال محذراً ما أن دخلا مكتب الهاتف :"ربما من الأفضل أن أتكلم أنا أولاً , فأن تعرضنا لأى مشكلة لنتمكن من التحدث مع مركز الهاتف فى الفندق فلغتى اليونانية أفضل من لغتك . كما و أننى قد استطيع المحاولة لجعل اندرو نيكوس يفهم الوضع أكثر منك"
قالت موافقة :"حسناً"
كانت تجلس بالقرب من اندريه فى الغرفة الزجاجية للهاتف . لم يكن هناك مجال لإغاق الباب لأنهما معاً فى الغرفة , و كان هناك أربعة أو خمسة أشخاص غيرها يتحدثون فى المكتب مع عامل الهاتف أو ينتظرون ليجروا اتصالاتهم القادمة لذلك تمنت كايت لو تحظى ببعض الخصوصية.
قال اندريه:"باركالو؟ هل هذا هاتف فندق اريدان؟ هل أستطيع التحدث مع فيليب اندرو نيكوس من فضلك ؟ لا , أنا ليست صحفياً أنا صديق لـ كاترينا والش و قولى له أسمى اندريه كاميرون"
ساد صمت طويل بعدها رفع اندريه ابهامه علامة النصر لـ كايت .
قال :"سيد اندرو نيكوس؟ لا أعلم أن كنت تتذكرنى اسمى اندريه كاميرون ولقد تقابلنا لفترة قصيرة عندما اتيت إلى نيسيا لرؤية كايت . أسمع أعلم أن هذا ليس من شأنى لكننى حقاً قلق لرؤية كايت بهذه الحالة . أنها حزينة جداً بسبب الشجار بينكما و أنا لا ألومها . أنى أعرف كايت منذ عشرين سنة , و دعنى أقول لك لا يمكن أن يكون هناك أى احتمال لقيامها بتلك الشياء التى تتهمها بها. حاولت أن أتكلم معها لكنها تقول أنها ستعود إلى استاليا ما أن تتمكن من حجز أول مقعد لها . و الشئ الوحيد المتأكد منه أنها مازالت تحبك , هل يمكنك على الأقل التحدث معها بهذا الشأن؟"
ساد الصمت الطويل مرة ثانية بعدها سلم اندريه السماعة إلى كايت . شعرت باعصابها تتشنج و بصوتها يرتجف و هى تقول :"مرحباً , فيليب"
"مرحباً كايت"
لم يكن صوته غاضباً لكنه لم يكن أيضاً ودوداً . كان صوته هادئاً و عادياً و كأنه يبحث فى اتفاق عملى .
قال:"سمعت أنك تفكرين فى العودة إلى استراليا؟"
قالت بصوت مرهق:"نعم"
" وماذا عن عملك كمصورة؟"
"أعتقد اننى سأتخلى عنه . عرض علىّ والدى العمل لديه كسكرتيرة كما و أننى لم أكن أبداً ناجحة بعملى"
"هذا ليس صحيحاً! كنت ناجحة جداً"
كان هذا يشبه فيليب اندرو نيكوس الذى عرفته مغرور , قوى و متافخر . خرج صوت من فمها كأنه نصف ضحكة أو نصف تنهيدة.
قال على الفور :"ماذا قلت؟"
"لا شئ"
" لم تأخذى الشيك الذى كتبته لك و تركته فى المكتب "
قالت بغضب:"قلت لك سابقاً ....لن آخذ المال منك"
" لا تكونى غبية ! أنت بذلت عملاً مقابل ذلك المال الصور التى التقطتها للإعلانات كانت رائعة بكل الأحوال كيف ستتمكنين من العيش أن لم تأخذى المال؟"
قالت تدافع عن نفسها :"أنى بألف خير و أنا مع أصدقاء سأتمكن من إعادة المال لهم أن أخذته منه فهم يعلمون أنهم يستطيعون الوثاق بى"
عاد الصمت ليسيطر بينهام بعدها قال فيليب بصوت قاسٍ :"ربما كنت متسرعاً قليلاً هذا الصباح كاترينا , لكنك أخبرتنى أشياء كثيرة لا تصدق"
سمعت كايت الشك و عدم التصديق فى صوته , تماماً و كأنها قربه . هذا ليس الاعتذار الذى تريده منه! بل أنه يشبه تكرار الاتهام .
قالت :"هل هذا يعنى أنك تقول أنك آسف؟"
قال بسرعة غاضباً :"لا, تباً , كايت ! أنت من عليه أن يعتذر و ليس أنا لكن أعتقد أنه علينا أن نلتقى و نتحدث فى وقت قريب "
منتديات ليلاس
شعرت بقلبها يخفق فى صدرها بقوة
سألته :"الآن؟ هل ستأتى إلى نيسيا؟"
"لا أستطيع , كايت لدى اجتماع عمل بعد نصف ساعة بسبب الموارد المالية للفندق لكننى أستطيع أرسال يانيس إليك بالسيارة لكى تأتى إلى هنا غداً"
قالت ببطْ :"لا, فيليب لن أذهب إلى ايواس ديمتريوس مرة ثانية حتى أعلم أن الأشياء البغيضة بيننا قد انتهت . سيكون الأمر بكل بساطة مؤلم و مهين . لن أذهب إلى هناك إلا إذا علمت أنك تثق بى بالمطلق"
قال بغضب:"و كيف لى أن أفعل كايت ؟ كيف يمكننى أن أثق بك بعد كل الذى فعلته بى؟"
صرخت مستغربة :"أنت لا تزال تصدق كل تلك السخافات أليس كذلك؟ حسناً فيليب كل ذلك ضياع للوقت و لا داع لنا أن نحاول أن نعود لبعضنا . لا أستطيع تحمل أن يكون هناك أى نوع من الشك بيننا . ربما فى أحد الأيام ستكتشف أننى لم أبعك للإعلام , لكننى لن أكون هنا لأرى ذلك لأنى عائدة إلى استراليا ! الوداع "
و بعصبية كبيرة رمت السماعة من يدها و انفجرت بالدموع . نظر إليها اندريه و الرجل الذى يعمل فى مكتب الهاتف و تبادلا نظرة تعاطف
قال اندريه بقلق :"آهـ , كايت لما فعلت ذلك؟ كان يحاول أن يتفهم الأمر . حسناً لا فائدة من البكاء تعالى لنذهب و نفكر ماذا سنفعل الآن"
دفع المال لموظف الهاتف و خرج برفقة كايت من المكتب .
قالت ما أن أصبحا فى ساحة القرية :"أكــــرهـــ"
قال يخفف عنها :"أعلم , لكن الأمور ستسير على ما يرام سترين"
قالت بحزن :"لا , لن يحدث"
نظر اندريه حوله بضيق و قال :"هل نستطيع الذهاب إلى المنزل الآن و نشرب فنجان من الشاى؟"
قالت بغضب:"لا أريد أى شاى"
سألها اندريه :"حسناً ماذا تريدين؟"
صرخت :"أريد العودة إلى منزلى , إلى استراليا حيث لا أحد يعلم أو حتى سمع بشئ من كل تلك الأشياء المخيفة التى كُتبت عنى ! وحيث لن أرى فيليب اندرو نيكوس بحياتى مرة ثانية!"
حدق اندريه بها بدهشة و قال :"هل أنت متأكدة؟ و ماذا عن عملك؟"
"أنا لست مهتمة بلك بعد الآن اندريه و هذه هى الحقيقة"
بعدها مدت يدها إلى عنقها و سحبت محفظة صغيرة معلقة داخل قميصها . فتحت المحفظة و سحبت منها بطاقة السفر و الدموع تملأ عيونها.
سألته:"هل تستطيع أن تقدم لىّ خدمة أخرى , لدى بطاقة سفر للعودة إلى سيدنى عبر خطوط كانتاس . هل تستطيع الاتصال بمكتبهم و تحجز لى فى أول طائرة مغادرة لـ اثينا؟"
قال على مضض:"كما تشائين"
كانت الساعة السابعة تماماً عندما سار اندريه و كايت إلى ساحة القرية فى صباح اليوم التالى . كان اندريه ينظر إليها بنظرات قلقة . فلقد كانت شاحبة جداً , تتصرف منذ ذلك الاتصال الهاتفى و كأنها تسير و هى نائمة. شكرته كثيراً لأنه تولى أمر سفرها و وافقت على كل ما اقترحه . نعم, كانت فكرة جيدة أن تترك حقيبتها فى المقهى الذى هو بجوار الباص بدلاً من حملها إلى المنزل لليلة واحدة . لا , و هى لا تريده أن يتصل ثانية بـ فيليب و نعم ستكتب له ما أن تصل إلى سيدنى . كان يشعر بخيبة أملها لذلك لم يقل لها شيئاً بل ضغط على ذراعها بعطف و تمنى أن يصل الباص بسرعة.
عندما وصل اخيراً توقفت تحت شجرة كبيرة فى نهاية الساحة , أظهرت كايت أو لاهتمام له منذ ساعات . وضعت ذراعها حول أندريه و ضمته بقوة إليها .
قالت:"شكراً على كل شئ أندى , أمر مريح أن أشعر أن هناك شخص لا يصدق تلك الأشياء السيئة عنى, أسمع , أن رأيت فيليب اندرو نيكوس ثانية, قل له....قل له ...لا, لا يهم!"
توقفت عن الكلام لأنها انفجرت فى البكاء ابتلعت غصة كبيرة و سارت عبر الساحة نحو المقهى.
قالت بصوت ضعيف :"علىّ أن أحضر حقيبتى ! سيغادر الباص بعد دقائق"
كانت حقيبتها لا تزال على الشرفة الأمامية فى المقهى حيث تركتها فى اليوم السابق , انحنت و أمسكتها من الرباط الذى يوضع على الكتف . لكن ما أن فعلت ذلك حتى اطبقت يد على رسغها , تفاجأت و نظرت إلى أعلى فرأت رجل الشرطة ينظر إليها بشك, قال يحدثها باليونانية و التى لم تفهم من كلامه أى كلمة.
قالت:"ما الذى يقوله اندريه؟"
"يريد أن يعلم أن كنت تملكين هذه الحقيبة"
غادرها القلق , ابتسمت و قالت بإقتناع :"نعم, أنها لىّ أنا لا أسرقها , أنها حقيبتى!"
لكن رجل الشرطة تكلم ثانية و قال شيئاً لم تفهمه ,لكن وجه اندريه تحول إلى قناع من الخوف الشدي.
صرخ اندريه:"لا! لا! هذا كلام سخيف"
قالت بصوت جاد:"ما الأمر ؟ ما الذى قاله اندريه؟"
ساد الصمت للحظة بعدها أجاب اندريه بصوت لا يحمل أى تصديق بما يقوله :"قال أنه يضعك تحت التوقيف الألزامى لحيازتك على مواد ممنوعة."
|