كاتب الموضوع :
Noaaar
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: يا صلاله خبرينا عن قلوباً تهتوينا
(( الجـــــزء / الــــثــانـــي والعشــــــرين ))
ليلـــــة مؤرقـــــة ) ) ) ) )!
" لا قمرَ فيها ولا نجوم . . . . "
( ( ( ( ( ( عتَمة خانقة. . . . !
( ( ( وأنت وحيد في غرفتك البعيدة. . .
إلا من قُميْر في طور الاحتضار ) ) )
" غامراً لياليك بأضوائه الميّتة "
( سيــــف الرحبــــــي )
بهدوء سألت:
( ليـــش..ويش السبب...ليش تبا تمنعني من اداء واجب )
بعد نفس عميق قال :
( صدقيني ما منعتك الا لمصلحتك ..وعشانك يا عليا )
سألته باستغراب :
( اللي هي...؟ انا ما جالسه افهم كلامك يا باسل..)
قال بهدوء :
( حتى لو اقولك يا عليا..حالياً ما راح تفهميني...)
قلت باصرار :
( طيب ..انت جربني ....؟؟!)
عمي عبدالله اكمل طريقه للخارج بهدوء ، وقال من دون لا يلتفت لنا :
( عليا ننتظرك بالخارج..في حال غيرتي رأيك خبرينا برساله ولا اتصال..)
وبعدها طلع......
رجعت التفت نحو باسل بصمت...في انتظاره بدء حديثه
عيوني لاحظت التوتر ، والتعب ، والضيق ..اللي كلها عوامل نفسيه سيئة..تعتلي ملامح باسل...وكأن أزمات العالم كلها تعترض دربه....
ويش اللي تاعبنه لهذي الدرجه ...ويش اللي مضايق جدتي من صوبه...ويش اللي يبا يقوله ومتردد...؟؟
انتظرت...لكن لما ما شفت منه اي بوادر للحديث...قلت :
( انا طالعه ..بروح معهم بيت عمي محمد ..)
قال بجدية :
( عليا لا ..انا مقرر هالمساء ...)
تنفس بعمق واردف :
(هذا المساء ابا اجلس معك، بيننا كلام كثير لازم نناقشه بهدوء..وفي امور لازم اوضحها لك وفي المقابل اخذ رأيك فيها...)
مع آخر حديثه ..صارت حبات العرق تتساقط من جبيني ..وانا احس بأنفاسي متلاحقه...
قبضة يدي اشتدت على حقيبتي والجوال، كأني استمد منهم القوه...
باسل جالس يهدم حالياً آخر لبنه متبقيه من جدار الصبر والتحمل اللي امتلكه...
احترت بشده لما حسيت بآلآم تنهش قلبي ، هل هذي آلام مترافقه مع التردي اللي تشهده اوضاعي...؟
ولا هذي آلام قلب حقيقيه .......!
انا متأكده اني راح اخسر نفسي إلى الأبد......
راح انهار انهيار من المحال ان اقوم من بعده....
لأني ادري ويش اللي بخاطر باسل ، ادري ويش اللي يبا يسمعني اياه وياخذ شوري فيه.....
لكن ، كيف ابا اتحمل باسل وهو يقول هالكلام ، كيف ابا اشهد انكساري قدامه ...
لمصلحتي كل احاسيسي باتت تأمرني بالابتعاد ،لابد اتجنب باسل وكلام باسل....
بإيدي المرتجفه شديت على حقيبتي اكثر حتى اهدي من رجفة ايديني المتزامنه مع رجفه اوصالي..
وقلت بتوهان وتوتر وبلا شعور :
( ااا ....بروح الحين....ينتظروني هم...انا تأخرت....)
وبخطوات سريعه ومجنونه بديت اركض ، حتى اختفي عن انظاره ، وألوذ بالفرار حتى اتجنب كل الأوجاع اللي راح يرسلها لي حديث باسل....
بيت عمي محمد مكتظ بالحريم اللي جايات يسلمن على بدريه وامها...وآخر ما ينقصني هو الزحمه والإزعاج....
جل امتناني لتواجد خالتي بالقرب مني ، تواجدها خفف عني الكثير... لأني ما ازال متلبسه بحالة الصدام اللي كان راح يصير بيني وبين باسل....
ومخاوفي حيّــة وكأنها تعيش الآن كلمات باسل اللي هو أساساً ما نطقهن....
استمريت اتبع خطوات خالتي ، وانا اسلم على الحريم اللي بالمجلس ، التقيت بوالدة بدريه ، لكن بدريه مو موجوده.....
جلست بالقرب من خالتي في الكنب، وانا احاول آخذ نفس عميق ، حتى اوقف حالة الخفقان اللي تضرب اعماق صدري.....
( ويش فيك حبيبتي ...تعبانه...؟ لا يكون باسل ضايقك...ولا قالك شي..؟...)
( كان راح يقول يا خالتي....كان راح يقول ....)
( ويش يقول ..!!)
وصلني صوت خالتي المستغرب....!
حتى انتبهت اني كنت اتكلم بصوت عالي...
رفعت ايدي ومسدت جبيني باضطراب ...
ليش ما جالسه اهدأ، ويش صار فيني ...؟؟
ولا ويش يبا يصير حتى هالتوتر مو راضي يفارقني...؟؟
( انتي ويش فيك ..؟؟؟)
جاوبت بابتسامه هزيله :
( مافيني شي...يمكن ما ارتاح بالجمعات الكثيره..)
ردت بعدم تصديق:
( يمكن...على العموم عبدالله راسل لي يقول خبري عليا تجي مجلس الرجال تسلم على محمد
الظاهر محد هناك غريب....)
بضيق سألتها :
( وانا كيف ابا ادل موقع المجلس، وانا اول مره اجي هنيه..)
قالت بهدوء :
( عادي اسألي زوجة محمد، ولا حد من الشغالات اللي بالخارج ..)
بتوتر واضطراب نهضت ، وطلعت للخارج وانا اسمع اصوات الحريم بدت تخف، دليل بعدي عن مجلس الحريم
لمحت احدى العاملات لكن قبل لا أناديها اختفت من قدامي....!
وقفت بحيره ...ويش اسوي ذلحين....!!
( تــبي شي...؟؟)
التفتت لأواجه صاحبة الصوت........وسألتها :
( وين مجلس الرجال ..؟؟)
قالت بتساؤل :
( مــن ........؟ علـــيا...؟؟؟)
من هـــذي.....؟! وكيف عرفتني من صوتي لأني انا متغشيه...؟؟؟!
رديت بهدوء :
( ايوه ...من انتي ...؟؟)
وصلني صوت ضحكتها .....! ثم قالت :
( ذلحين صدقت يوم قالوا اني واجد متغيره .....انا بدريه..)
يا الله ...ياالله...احس اني ذلحين راح يغمى علي ،
هذي بدريه...لا يمكن مستحيل......!!!
هذي مو بدريه ...بدريه شكلها مختلف ...اما هذي الشابه جميله ..جميله بشكل موجع.....
من بشرتها السمراء العذبه...الى طولها ...الى كافة تقاسيمها الأنثويه..الى تألقها الواضح في زينتها ....!
معقوله تكون بدريه ....وين بشرتها الشاحبه وملامحها الهزيله ....؟؟
لدرجة اني لو اسوي مقارنه سريعه بين ملامحها المعاكسه لملامحي البيضاء الطفوليه الناعمه ....وبساطتي في زينتي...!
فالأكيد ان كفتها راح ترجح....
بعد صمتي الطويل ، تداركت الوضع وقلت لها :
( الحمدلله على سلامتك...)
تقدمت مني وانا بمكاني وسلمت من قريب وردت :
( الله يسلمك...مشكورة..)
ثم اردفت :
( تعالي ادلّك طريق المجلس....ابويه ينتظرك...)
مشينا باتجاه المجلس في سكون ما تتخلله الا الصرخات اللي بداخلي...
هل يبدأ قلبي بالنواح........؟
هل رحلت تلك النقطه الصغيره من امل ..!
هل تلاشت جميع المصابيح من طريقي وما بقى سوى الظلام...يااارب رحمتك ارجو يااارب...
( حياالله عليا...نورتي البيت بجيتك اليوم...)
بابتسامه طفيفه... رديت :
( الله يحييك، النور نورك..الحمدلله اللي قوّم بدرية وخالتي ام بدريه بالسلامه )
قال :
( الله يسلمك يا بنيتي..تعالي..تعالي مشتاق لك...هذيك الفتره لما كنت ارجع من السفر ، كلما جيت ازور الوالده احصلك طالعه للمركز ..)
وتوالت الأحاديث...وتوالى اندماجي المصطنع....ما كنت اعرف اني امتلك هالقوه من الصبر...الا هالليله..!
كيف قدرت امثل قدامهم الراحه، وعِـراك المشاعر بداخلي ما توقف لثانيه.....
طلع عمي محمد...وعمي عبدالله كان سابقه بلحظات ..
ولما جيت انا ابا انهض سمعت صرخة بدريه:
( دم ، من وين هالدم....)
أي دم..؟؟ عن ويش تتكلم .....؟؟؟ سألتها باستغراب :
( وين ...؟؟ اي دم قصدك..؟؟)
قالت :
( رجلك تنزف...ويش صاير لها...)
انحنيت وناظرت في رجلي ....آآآه جرح الأمس بعده حي..!!!
وينزف بسبب نزعي للضماد قبل لا اجي...
لأني تضايقت منه هذا الصباح لما كنت بالمستشفى مع جدتي...فما حبيت اطلع وهو برجلي من جديد فنزعته..
قلت بهدوء لبدريه :
( ماشي...جرح بسيط....)
قالت باستغراب :
( ويش سببه ....شكله مو بسيط دامه ينزف كذا )
تقدمت من الطاولة اللي بمنتصف المجلس..واخذت مناديل ورقيه ...ورجعت اجلس بالكنب
خلعت حذائي..وبديت امسح الدم من الجرح....
قالت بدريه باهتمام :
( بروح اجيب لك معقم ..وضماد تلفي به الجرح..)
رفعت راسي لها ، ووجهت لها نظره مستغربه....!
ليش تتحامل على نفسها وتجامل.....!
انا ادري باللي في قلبها، لأن صدى كلماتها ما زال يتردد في اذني لحد اليوم....
قالت بتعجب من نظراتي .! :
( ويش فيك...؟؟)
رجعت امسح الجرح وقلت من دون لا التفت لها :
( مافي داعي لهالتمثيل...محد هنيه..وانا وانتي عارفين بعض زين....)
ثم اردفت :
( اتقبل ان الشخص يعاملني بما يحمله في قلبه، اكثر من تقبلي لنفاقه امامي ..)
سكتت للحظات ثم قالت :
( والمعنى ..؟)
قلت لها بهدوء :
( ماشي...لكن لا تنسي اننا قد اجتمعنا من قبل وجمعتنا حوارات..وانتي ادرى بمحتواهن)
تحركت بضيق ثم قالت :
( وانتي جاية تحاسبي انسانه مريضه على تصرف غير لائق صدر منها )
بعدت المناديل بعد ما خف النزيف اللي بقدمي...وجاوبتها :
( كثير ناس يمرضوا ...لكنهم بالعاده ما يقولون اللي انتي قلتيه..)
نهضت بدريه من الكنب...وقربت السله مني....ورميت المناديل فيها ..ثم رجعتها لمكانها
ورجعت تجلس ....وقالت بإصرار :
( بالعكس...انا كنت معذورة لأني قلت لك هذاك الكلام .... لأني كنت مريضه...)
قهرني برودها....مو كأنها بدريه القديمه ابداً....
مو راضيه تعترف بخطأها السابق..ولا هي تصر عليه...لكن تعتبره كلام هي معذوره على انها قالته...!
قلت لها بانفعال :
( ويش اللي غيرك...ما عدتي تشوفيني حجر عثره في حياتك...ما عدت انا عليا اللي بسببها انحرمتي من حياة زوجيه طبيعيه بصحبة باسل...ويش اللي تغير يا بدريه..؟)
ثم اردفت بضحكة قهر :
( ولا خلاص ما صرت امثل اي تهديد بالنسبه لك ، صرتي تمتلكين باسل ، وصار من السهل انك تطلعيني خارج حياة باسل وقت ما تبين...بورقة ناجحه مثل حملك مثلاً ..... )
حركت رأسها بنفي وقالت :
( كل اللي قلتيه ماله أي صحه ابداً....وانا ما تعالجت ومن الأساس ما فكرت بالحمل ....)
قلت لها بتكذيب:
( والشهر الأخير اللي قضيتوه في امريكا..كنتوا تلعبوا فيه يعني ..؟)
حركت اكتافها بلامبالاه وقالت :
( هذا موضوع خاص فيني ...ما لك اي دخل فيه...!)
قمت من الكنب وقلت لها باستهزاء :
( مدري ويش هاللعبه اللي جالسه تلعبيها يا بدريه ...لكن صدقيني ما تدخل العقل، لأن كذبك مكشوف...)
سكتت......!
تقدمت ناحية الباب..ولما لمست يدي مقبض الباب ، وقبل لا افتحه وصلني صوتها :
( كنت اتعالج نفسياً )
بحركه سريعه التفيت لمواجهتها وبعيوني تساؤل واستغراب ...
قالت من جديد :
( عادي ويش فيها كنت اتعالج...انا سبق واقدمت على الانتحار..ولو اني ميته كنت راح اخلد بالنار....لذلك اكيد اني اعاني من مشكله نفسيه...علاجها اهم من اي شي ثاني ..)
قلت لها :
( وباسل...والحمل...وحلفة جدتي....؟؟؟)
قالت بلامبالاه :
( ما علي من كل هذولا.......اهم شي اني اهتم بنفسي...وبصحتي النفسيه..)
لما مات الكلام من لساني...حركت لها رأسي بموافقه لصحة كلامها...
اهم شي نفسها...! لكن كيف قدرت تضع نفسها بالمقدمه......لو انا مكانها بقدر اسوي كذا...؟؟
لما جيت ابا اطلع من جديد وصلني صوتها لما قالت بتردد :
( عليا )
التفتت لها ...واجبت :
( هلا )
قالت بتوتر :
( احنا بنات عم ...واتمنى ان علاقتنا تتحسن مع مرور الوقت...وانا ادري انك راح تسافري قريب
فاتمنى نكون على تواصل مثل اي بنات عم ...)
اسافر قرييييب......!!!!
انتسفت مرايا التفاؤل ، وتناثرت شظاياها مختلطه بشظايا قلبي،
هذا هو سر اللين في حديث بدريه معي اليوم ، لأنها تشوفني على اني انسانه مسافره، بعيده عن اي
حضور ممكن يعرقل مسير حياتها ....
ما عدت امثل اي تحدي في حياتها....
هربت من باسل خوفً من طرحه لموضوع سفري ودراستي وابعادي...
لكن هالموضوع ملاحقني ....
اتفقوا ضدي....واجمعوا على ابعادي ونفيي ، بأقسى صورة ممكن اتخيلها..
ببساطه اطرد من ارضي....حتى اعيش وحيده ومهانه ومهجوره في بلاد الغرب....
حتى لو كان في حضور عمي وخالتي، لكن الضربة اللي تلقتها مشاعري كفيله بجعلي اعيش وحده مريعه بداخلي..
هذي حقيقة باسل اللي حبيته.....كنت مخدوعه فيه ..؟؟
او ليش مخدوعه ، يمكن انه من الأساس كان يشفق علي..لكنه ذلحين ما عاد يقدر يتحمل خلاص.....
بجزع ودموع مشبوبه التفت لبدريه وسألتها بصراخ :
( وين اعمامي ........وين راحوا....)
...............
|