كاتب الموضوع :
Noaaar
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: يا صلاله خبرينا // عن قلوباً 'تهتوينا'
(( الجزء الرابع ))
وقفنا نصلي العصر باحد المساجد ...ودخلت انا مصلى النساء ...وتحركنا من جديد ..وما زال الصمت هو السائد..
مع مرور الوقت بدت الشمس تغيب...وصار لون السما احمر...الغروب ..ما يعني النهاية طالما وراه شروق من جديد ..وكذا حياتنا بعد ...تغرب غروب الزامي في مرحلة معينة عشان انها تشرق بمرحلة جديدة......
بعد دقايق سمعت صوت حديث حولي.. ..رفعت عيوني لا شعورياً ورجعت لورى لما شفت المرعب هنا ...اوووووف انا كيف نسيت وجود هالإنسان..وكيف راح اتحمله طوال الطريق الطويل المؤدي من مسقط إلى صلالة .. صوت حديثهم وصل إلى مسامعي ..وانا اسمع عمي يسأل المسمى باسل عن اسمي..!!!يقول نساه ..رغم ان خالتي نطقته قدامه قبل لا يطلع ..
بس باسل قاله بهدوء (اسمها عليا)..
التفت عمي تجاهي..وقال ( عليا راح نوقف نصلي ذلحين ..جمعي صلاة المغرب مع العشاء ..زين ؟؟)
جاوبته بهدوء ( زين )....تكلم المرعب وقال ( اذا ما تعرفي تكلمي راح نعلمك ..)
رغم قهري قلت له بهدوء..( جزاك الله خير..بروحي اعرف ..ما يحتاج)
هه شكله انقهر مني ..ويش يفكرني هالإنسان ..رجع للسواقه ..وبعد فتره انعطف بالسيارة تجاه المسجد ..وقبل لا ينزل قال ( لحظة خليني اتأكد من مصلى النساء اذا حد فيه ولا ..لا تنزلي من السيارة )ونزل عمي وراه ..
لا والله ..هذولا ويش مفكريني ..الظلام يزداد بقوه ...وما اشوف اي اثر للإنارة هنيه
فالمنطقة مظلمة لأبعد حد ..وانا فيني اللي مكفيني اليوم ..والرعب لاعب فيني لعب..ويبوني اتم فالسيارة لوحدي..في احلامهم ..!! باسل المرعب اهون من غيره ..!
نزلت بسرعة ..والظلام لفني من كل صوب ..وين راحوا دخلوا من هذيك الجهة هالمسجد الصغير بابه من الجهه الثانية ..!!يعني لازم ادور نصف دوره في هالظلام....حاولت امشي بهدوء بس ما قدرت ركضت ومن دون شعور كنت احس دموعي تهطل وتشوش علي الرؤيا ...وفي هذي اللحظة جات في بالي كل القصص المرعبة اللي اقراها فالنت واسمع البنات يقولونها فالجامعه عن الجن والسحره .....زادت وتيرة ركضي ...لحد ما اصطدمت بحائط بشري ......!!
وقتها افلتت كل صرخات الرعب الحبيسة ..ولما حسيت بإيد حديدية تجذبني نطقت بالشهادتين في داخلي وحسيت اني ميتة ميتة اليوم..كنت انسحب ورجليني متخاذلات وصرخاتي وشهقاتي ما وقفت من الرعب اللي حاسته ..لحد ما وصل النور لعيوني..بس ما زالت دموعي مشوشة الرؤيا علي...ابتعدت اليد الحديدية عني شفت عمي قدامي واكمامه مرفوعة عشان الوضوء ..واقف و يشوفني بذهول.....ثم نطق بسرعة (ويش صار..ويش صار ...ليش تبكي وتصرخي )
ما قدرت ارد من خوفي واستمريت ابكي بشهقات عميقة ..وجسمي كله ينتفض ..
عمي جلس على ركبه جنبي وهو ينظر لأعلى وسمعت صوت باسل الضاحك وهو يقول ( هالجبانة قايل لها لا تنزل ..وسوت فيها شجاعة زمانها ونزلت ..وبعدين لما غاصت فالظلام خافت ..وما عرفت باب المسجد ....ولما قربت انا ظنتني حرامي او جني يمكن ) وختم كلامه بضحكة عالية ...ابكتني بزيادة ...من شعوري بالوحدة والخوف ..والظاهر انه عمي حس بضعفي ..قرب وسمى علي واخذني بحضنة وهو يردد( بسم الله عليك..بسم الله عليك...لا تخافي يا عليا لا تخافي..محد هنيه والمكان آمن وخالي شوفي حتى الآدمي ما فيه )
تكلم باسل بصوت يميل للجديه ( بس بصراحة يا عمي ما حد يعرف ..يمكن ما فيه ناس غيرنا ..بس يمكن في حد من غير الآدميين ..حد من الجن ولا هالنوعية )
آآآه راح اموت ..حسبي الله على شيطانه ....ويش هالإنسان ..الحين ما اقدر اتحرك شبر لوحدي..
سمعت ضحكة عمي الخفيفة من جنبي ..وقام وقومني معه وقال ( خلاص يا باسل ....ادخل توضى ..خلونا نصلي ونتوكل )..
دخل باسل يتوضأ ..وانا واقفة جنب عمي ..وكل ثانية اتلفت لصوب ..ما زلت مرعووبة..
طلع باسل وقال عمي ادخلي توضي ..راودني شعور بالإحراج ..يمكن من وجود باسل..او هو وعمي ككل..!!ما اعرف ..بس انا مو متعودة على وجود رجال بحياتنا من لما كنا انا وخالتي ..لأنه اهل امي وخالتي متوفين من زمان ..وباقي قرايبهم مو ساكنين بمسقط ..فهالموقف بالنسبة لي محرج الى حد ما..
قلت لعمي بحرج خفيف ( لا ..عادي..انا متوضية )
نظرة متبادلة من الطرفين ...بعدها ..قال باسل (انا بروح اجري مكالمة وبجي بعدين)...
طلع وقال عمي بأمر ( ادخلي توضي )...اممم حسيت انهم كشفوا انحراجي ..معليه ..معليه ..خلني ادخل واتوضأ قبل لا يرجع باسل ...
..
بعد مرور ساعات ..! وقفنا نعبي السيارة بنزين ..ثم لف باسل باتجاه احد المطاعم اللي تضم جناح عائلي ...نزل باسل وتكلم مع العاملين ثم اشر لعمي ...
قال عمي ( هيا يا عليا ..نزلنا )....نزلت رغم انه كان ودي اقول مابا عشا ..بس اخاف ابقى فالسيارة لوحدي...
طاولة وحدة وحولها كراسي ..!من اول ما شفت الوضع كذاك قلت في نفسي ...مستحيل..!
شفت باسل واقف وبإيده لوازم العشاء..وعمي جلس فالكرسي..وهو يناديني ( عليا ..ليش واقفة تعالي جلسي)
طاحت عيني بعيون باسل النارية ..مستحيل اقدر اجلس فطاولة وحدة معاه ..قلت ( لا عمي ..بس ما لي نفس ..مو جوعانه )
قال باسل بحده ( خلي عنك هالحركات ..الطريق طويل والليل طويل ..بتتعبي اذا ما تعشيتي ..واحنا ما راح نوقف لحد ما نوصل ) ثم اردف..( اونك خجلانة مني ..! انتي لو تعرفي الخجل ما طلعتي قدام الناس يشوفوك ووجهك سافر ..ولابسه هالعباية اللي ما اعرف ويش الفايدة منها ..حتى انك يمكن تكوني استر بدونها ...؟!)
اذا كانت شهيتي 5 بالمية فأنا متأكدة انها هالحين صارت صفررر..!!
قلت بضعف انثوي بحت ( مابا عشا ...ما ودي ..ما ودي...وبرجع للسيارة)
ما يهم حتى لو خايفة بروح لوحدي بس مابا اظل هنيه ...
زجره حاده من باسل ( بـــنــت)...
وقفت رجليني عن الحركة ..ثم اردف( خليني اشوفك طالعة لوحدك ..يا ويلك مني..اجلسي تعشي جنب عمي ..وانا من الأساس طالع مستحيل اقعد مقابلك)
جلست جنب عمي وجسمي كله يرتجف ...هالمخلوق صوته مريع يوصل لمفاصل العظام ويسبب رجفة ....مفهوم الخوف يتفسر بصوت باسل...!!!
رجعنا للسيارة وللطريق الطويل اللي ما ينتهي..الحمدلله انه عمي كان متفهم وما غصبني على العشا ..لأني ما قدرت ابلع نهائياً...صوت التلاوة المهدئة للنفوس للقارئ محمد ايوب لها اثر كبير في بث الطمأنينة للقلب..ريحتني ..وحسيت جسمي كله استرخى ..وحتى عمي الظاهر انه ارتاح لأن صوت شخيره وصلني..
ويش هالصوت المزعج اللي ما زال يرن...يمكن صوت جوالي ..ما اقدر اقوم ..بس الشخص اللي ناداني رأيه كان عكسي...( عليا ...عليا ...قومي ردي على جوالك ..)
مديت يدي اتأكد من ثبات شيلتي ..الحمدلله ثابتة ..مثبتنها بتعليقة محكمة..!
رجع يقول ( جوالك يرن ..ما سكت )...
اووووه ويش هالإنسان ما يعرف يسكت ...انا من وين اجيب جوالي الحين ..
قلت بصوت فيه النوم ( وينه..جوالي)
قال بضجر ( يمكن بشنطة يدك صوته مكتوم...ردي وخلصينا..عمي نايم لا يقوم )
فتحت شنطتي وطلعت الجوال ..وكل النوم راح من عيوني لما شفت رقم خالتي اسماء..
بلهفة رديت عليها( مرحبا خالتي..) قالت بصوت ضعيف من البكاء
( هلا عليا ..هلا حبيبتي..كيف حالك...اعذريني اذا ازعجتكم باتصالي ..بس ما قدرت انام ابا اطمئن عليك بالأول)
رديت عليها بصوت مخنوق ( الحمدلله انا طيبة..وانتي تتصلي متى ما تبي..لا ازعاج ولا شيء..اخبارك انتي)
ضحكت بخفه ( مو بخير ..مشتاقة لك من الحين يا الغلا..وين واصلين)؟
تغاضيت عن كلامها الأول لأني اضعف من الرد عليها ( انا غفيت ..ما ادري وين واصلين ...)
( صار لكم فوق العشر ساعات ...خلاص اتوقع انكم دخلتوا في الأراضي الجنوبية
توصلوا بالسلامة حبيبتي ..المهم ..ارسليلي رسالة اول ما توصلوا مو تنسي..)
(اكيد يا خالتي ..ما راح انسى بإذن الله )
قالت خالتي ( فأمان الله وحفظه )
قلت لها ( فأمان الرحمن ..يالغالية ) وطفيت جوالي..ورديته فالشنطة..واعتدلت فجلستي..احس النوم طار من عيوني...
سمعت عمي يتحنحن ...وشفته يعدل جلسته
قلت له ( آسفه ..الظاهر اني صحيتك من نومك )
قال بهدوء( خلاص اخذت كفايتي من النوم...عليا شوفي غرشة الماي اذا جنبك صبيلي كوب ماي ..خليني آخذ حبوب الضغط ..نسيت ما اخذتهم بعد العشاء ..)
مديت يدي اسفل المقعد اللي عن يساري وسحبت الكيس ..وطلعت غرشة الماي والأكواب..
..
بعد ما شرب عمي..واخذ دواه..سأل باسل ( باسل تبا ماي )
رد عليه ( لا بس ابا كوب شاهي كرك ..شوفي الدله هناك يا عليا )
اممممم شاي كرك..ما اقدر اقاومه ..وخصوصاً مع هالجو البارد نسبياً..بس من وين جابه ..؟؟؟
اهاا اكيد انه جايب دله فاضية وخلى عامل المقهى اللي كان مجاور للمطعم يملاها له..
فكره حلوه..!
استمتعت بكوب الكرك بصراحة كان طعمه خيال..بعد فترة ..عدل عمي جلسته بحيث صار مواجه لي..وقال بهدوء
( عليا ..ترى حريمنا وبناتنا كلهم يتغشون ...وانا ما اباك تكوني اقل منهم ..ما اباك تكوني رخيصة بعيون رجال العايلة او غيرهم والكل يشوفك..وبذات الوقت انتي غالية بنت غالي ..ابا ربي يكون راضي عنك..ويهمني انك تكوني محافظة على دينك...انتي صغيرة ..تو عمرك 19 او 20 ..وان شاء الله ان ربي يهديك ويتوب عليك عن ما مضى..)
ما عندي رد ...كيف اجاوبه ..حججي باطله وواهيه ...وانا في قرارة نفسي مواكبة للفطرة الإسلامية ...واعرف ان التغشي من مصلحتي انا وحدي..وتركي له ..راح يضرني لحالي اكثر من اي شخص...
بعد صمت لحظات قلت وانا احول اختصر حديثي ..(جزاك الله خير )ولأول مره قلت ( يا عمي.)...(انا ما عندي مشكلة ..لطالما تمنيت اني اتغشى..بس هالحين..ما عندي غطا..انا ما جايبه ..رغم انه خالتي قالت شيلي معك شيلة ثانية ..بس كانت الشنط بعيدة عني )..
قال عمي بوجه منشرح وبعيون مبتسمه ( قال تعالى { وكان أبوهما صالحا }......قلت لك يا باسل..من اول ما شفت البنت وانا احاس انها تحمل بداخلها صلاح..عسى ربي يبارك فيك يا بنتي...) ثم فتح درج السيارة الأمامي وطلع كيس وسلمني اياه..!!
من دون تفكير ..عرفت ....انه جايب غشوة...قال عمي ( هذا باسل اليوم الصبح نزل السوق وشرى غشوة وتوابعها..)
تفاجأت بصراحة...ما توقعت كذا ..بس كان لازم اعرف انهم مستحيل يتقبلوا تواجدي بين العائلة وانا بهذاك الحال....ما عليه دام انا بداخلي موافقه على تغطية وجهي ..ما همني شي ..بس ابا ربي يرضى عني ...ابا ااحس بالراحة اللي لطالما تاقت لها نفسي...
فتحت الكيس بهدوء..طلعت اول حاجة وصلت لها يدي وكانت شيلة سوداء سااده..! ولا نقشة ولا فص ولا كريستال...امممم طيب ويش بعد...ويش موجود في فانوسك السحري يا باسل...!!!
عباية ..!!!!!!!!...انا معي عباية ..ما يحتاج ..بس كيف هذي شكلها مختلف...اهاااا عباية راس ساتره سوداء قاتمة بقماش سميك..بس احسها كبيرة وثقيلة ...!!!
فتحتها اكثر..وعرفت سر حجمها ..العباية نفيييسه وااااااااايد...وطبعاً سااااده ولا نقشه ولا علامه ....!!!
شفت الغشوة ...برقع وفوقه طبقتين من القماش الخفيف...شكله غريب..بس اتمنى اني اعرف البسه صح...قلبته في يدي...وعرفت ان لبسه ما صعب ..بس لازم احدد جهة اللبس واضبط مكان فتحة العيون ..ثم اسدل فوقها الطبقتين ..حتى تغطي عيوني...
..احس بفرحه غريبة بداخلي ..احس بنور ايماني بدا يظهر فقلبي..ما اقدر اصبر ..ابا البس هالعباية والغشوة الحين الحين....قلت بصوت يشوبة ...التوتر..( عمي ..!! ممكن توقفوا شوي ابا .احم....ابا البس ال....)
الحمدلله انه عمي متفهم ..قاطعني قبل لا اكمل وقال ( باسل ..انعطف لهذاك الصوب ..وانزل خذلك دورتين تحرك فيهم دورتك الدموية )
سمعت ضحكة خفيفة وبعدها قال باسل ( اووهووو يا عمي..صاير تلقي نصايح طبية ..لا يكون انته الطبيب هنيه)..
واخيراً نزل باسل...تأكدت انه ابتعد ..والظلام كفيل بالتغطية ...شفت عمي مسترخي فمقعده ..ومغمض عيونه ...بحركة سريعة لبست العباية الجديدة فوق عبايتي الأولى ..!!
ما اقدر اخلعها ...والحمدلله ان الجو بارد..بحركة سريعة ..نزلت راسي لتحت وفكيت الشيلة الأولى ....ولبست الجديدة واخذت الغشوة من الجهة المناسبة ....وصرت مغطاه بالكامل ...لا مو بالكامل ..يديني ..ورجليني ما زالوا ظاهرين ....!!راح اعالج هالمشكلة مستقبلاً...لكن اليوم خلني اعيش هالأحاسيس الجديدة ...الإحساس بالقوة ..وبهاله من الحماية...والنور.. تحفني...
احساس رائع...
تردد صوت عمي ( ما شاء الله ..يا عليا ..الله يستر عليك في الدنيا وفي الآخره ..ويرحم والديك..تعالي قربي مني ) ..بحركة سريعة قبل راسي من فوق الشيلة ..!!
حركته نزلت دمعة فرح من عيني..الحمدلله ..الحمدلله اللي من علي بنعمة الستر ..وفضلني عن كثير من خلقه ..جات في بالي خالتي ..ويش راح تقول لما تشوفني ..؟؟!!
تمنيت ان ربي يهديها ..وتحس بالإحساس اللي انا تو حاستنه ..بس كيف راح تقدر ..وهي موظفة حكومية ..راح تمنع اكيد من لبس الغشوة ..كذا النظام في عمان للأسف..!!
بعد دقايق لما رجع باسل ...ما التفت صوبي كالعاده..بس بعد ما قاد السيارة ..
قال بهدوء ( مبروك تمام الستر)...
تمنيت لو انه ساكت ..ما اقدر ارتاح او استقبل اي كلام من هالشخص..
قلت على مضض ( مشكور)..!
قال بسرعة ..وهو ما زال مركز على القيادة ( بالنسبة للجامعة ..)
ما اتحمل اسمع اي اوامر او حتى اقتراحات من هالباسل بالتحديد..!!!
ويش دخله من الأساس ...هالموضوع من اساسه يرجع لي انا وبس..
ومهما بلغ احترامي له او لعمي ..او حتى خالتي او اي شخص غيرهم
من المستحيل انه يكون لهم الإمكانية اللي تخولهم في التحكم بشؤوني اللي
انا لوحدي اصنع لها القرارات ...
فكان لازم ارد عليه قبل لا يكمل كلامه بجواب يمحي اي فكرة خضوع تتمحور في باله....
|