كاتب الموضوع :
Noaaar
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: يا صلاله خبرينا عن قلوباً تهتوينا
((الجـــزء الثـــامـــن عشـــــر ))
هدوء عاصف ، ، ،
يخيّم على الحديقة المتاخمة للغابة. . .!
الفراشات تختال، ، ،
كاختيال تلك المرأة <<< ذات الشال الأخضر...!
وهي تذوب في الغابة. . . !
خيلاء المطر . . . وهدأة الغيوم، ، ،
الفراشات بألوانها . . وبالخفّة التي لا تكسر غصناً . . .!
كأنما جاءت إلى العالم . . . بما ينقصه من فرح ولطافة خيالٍ وطمأنينة. . !
" ولا شيء يكسر هذا الضجَر العريق"
( ســـيف الرحبـــي )
ثلاث شهور مرت إلى الآن ما استجد خلالها اي تغيير فعلي ، باستثناء التغيير الكبير
اللي شهدته روحــي، عانقت عيوني خلال هذي الشهور ملامح الكثير باستثناء باسل
اللي ما زال مختفي في غياهِب البعد. . .
خالتي بعد مكالمه موجعه ومؤلمه استقبلتها منها ما قدرت إلا اني ابادلها نفس مشاعر الألم
جرّاء البعد . . . .ونفس مشاعر الإشتياق، ندمها واضح، واعطيتها الفرصه لاستماع تبريراتها..
وان كانت واهيه وضعيفه بالنسبة لي. . . الا انها كانت محمله بأحاسيس صادقه . .
استطاعت ان تلامس شغاف قلبي. . . لأني بصدق أدري أن تصرفاتها وان اسائتني إلا
انها كانت بحسن نيه . . .
رفعت جوالي في انتظار اتصال من البنات حتى اطلع لهم . . تأكدت من الساعه كانت الخامسه إلا ربع . . . هذا ميعاد وصولهم. . .
نهضت لما رن جوالي ..مريت على جدتي ودعتها وطلعــت. . .
( السلام عليكم ) قلتها وانا اجلس جنب مزون..
عمي احمد وبناته ردوا السلام... ..الا مزون المتذمره كالعاده..!
قالت بضيق:
( كم مره قايله لك لما بتشوفيني راكبه جنب الدريشه لفي واركبي من الجهة الثانيه )!
قلت لها بضحكه :
( ذلحين انا متعنيه وجايه اركب جنبك وبالأخير هذي جزاتي )!
قالت بقهر :
( ايه ايه كثري من هالكلام ..الا قولي ابا اضايقك ..مدري ليش الكل متقصدني بالذات..
في بيتنا امي وعيالها مجنني...وهنيه بنات عمي احمد والحين انتي انضميتي لهن..
ويش هالحياه ... متى الواحد يرتاح مع ناس يحبهم ويحبوه ..ولا يضايقوه.....)
ردت عليها هنادي بصوت منخفض:
( مزون حبيبتي لا تحلمي واجد، كلنا ندري انه بعد هالمعّلقه تبينا ندعي أن الله يقرب عرسك انتي وعزام .....لكن ابشرك محدً بداعي لك هالدعوه خلي عزام المسكين يتهنا حياته قبل لا يبتلش فيك)
لما سمعت صرخة هنادي....نأيت بنفسي جنب الباب منشان لا توصلني قرصة مزون الفتاكه..!
سارة اللي كانت جالسة قدام جنب ابوها التفتت بسرعه وبفضول قالت :
( ويش عندكن..ويش صاير اليوم بعد ....)
تحنحن مزون الحاد وصل رسالة مفادها الصمت للجميع....وبالفعل التزمنا الصمت حتى لا نحرجها قدام عمي احمد....!
لما طال الصمت ....ومحد منا رد على ساره... صاحت بقهر :
( هيييييييي ويش هالتطنيش .........!! انا أكلمكن ترى......)
ولا رد.......!
بعد لحظات رفعت يديها بضيق وجات تبا تتكلم / قاطعها عمي احمد :
( اقول سويره اسكتي واحفظي اللي باقي من ماي وجهك....)
المركز الإسلامي اعاد الكثير من التوازن لروحي...حفظ القرآن شيء ما عمري فكرت فيه..
ما احفظه بالسابق كان قليل جداً ، لكن خلال هالشهور حفظت اكثر من عشرة اجزاء
وما زلت مستمره بالحفظ....
بالإضافه الى انه كثير من الدروس الفقهية والمعاملات الشرعية المهمه في حياة كل مسلم
كنت اجهلها، والآن بفضل من الله .. صارت واضحة لي اكثر. . .
هذا عزائي لنفسي انه وقتي ما ضاع ابداً..احسنت استغلاله بأمور مهمه تنفعني دنيا ودين. .
من لما عرضت علي عمتي هاجر فكرة الذهاب للمركز الإسلامي النسائي بصحبة البنات..
حسيتها فكرة مناسبه ..للإستفاده من الوقت الفائض معي خلال هذي الشهور المؤقته..
بعد ما رجعت المساء انتبهت انه جدتي كانت تكلم احد بالجوال، وكعادتي في الآونه الأخيره
لما اسمع رنين جوالها اتسحب بخفه ومن ثم اشق طريقي للهروب........!
اتصنع الحجج ....اشغل نفسي ، حتى ما اكلم باسل...حتى اتصالاته في جوالي ما ارد عليها بتاتاً..
على الرغم من مشاعري الخاينة لي...الا اني ما زلت ممتلكه لتصرفاتي يكفي جنوني خلال الشهور الماضيه. . .
( تعالي يا عليا ) وصلني صوت جدتي الآمر ..!
المسافه قريبة.....واعذاري انتهت.....وجدتي احس انها مترصده لي هالمره ...!
كيف ابا اتصرف.....ياااارب.....!
مدت لي الجوال من قبل حتى لا اقترب منها ..! وقالت بأمر:
( كلمي باسل ، كل نهار يسأل عنك..!)
اقتربت منها . . . وبــإيــد مرتجفه اخذت الجوال....وثبته على اذني ...وحبست انفاسي ..!
( علــيـا....)
لما وصلني صوته اضطرب نفسي ، شوق ، توتر من صوته ، ضيق من غيابه وبعده ....!
( علــيـا....)
ما قـــدرت ارد. . . . لما طال الوقت وما حصل جواب. . . قال من جديد:
( عليــا انتي معي....؟؟! )
لو ان جدتي مو موجوده كنت راح انهي الاتصال بأسرع فرصه، ما كنت ابداً راح اواصل معه
لأن الضعف مهاجمني....ومشاعري تحركت نحوه بشكل خارج عن سيطرتي لمجرد سماعي لصوته. . .
لما طال صمتي ، وعيت على لمسة جدتي ليدي ...لما وجهت نظري لها شفت ملامح
الاستغراب على وجهها بسبب صمتي الطائل .......!!
اخذت نفس عميق ورديت بتوتر :
( هــلا )
رد بقوة وبنفس واحد :
( هــلا والله ، حيــاك....كيف حالــك ..)
جاوبته :
( الحمدلله طيبه....)ثم اردفت بتردد:
( كيف حالكم....واخبار بدريه....كيف صحتها )
رد :
( الحمدلله العملية تمت بنجاح...وكلنا بخير...انتي وينك ..؟
ليش ما تردي على اتصالاتي بجوالك ..)
ماتت الأعذار...!! ويش اقول له ذلحين.....؟!
انا متأكده انه يعرف اني عن تعمد اطنش اتصالاته ، واهرب من الحديث معه،،فليش السؤال..؟!
لما طال صمتي قال :
( عموماً....مبروك على الأجزاء اللي حفظتيها من القرآن الله ينفعك بها دنيا وآخره.....
اخبارك مع المركز ....مواصله الدوام .....رحتي اليوم.......)
انصدمت...متااابع لكل اخباااري..امر ما كان بالحسبان، ما توقعت انه ممكن يكون مهتم ابداً
وحتى لو صار وعرف عن المركز بالصدفه من جدتي امر ممكن ، لكن حتى حفظي يعرف عنه ..! هل هذا يعني ان باسل مهتم ....؟؟
لا ...لا يمكن ....لو انه مهتم ما كان راح يتركني خلال الشهور اللي مضت. . . لكنه كذا طبعه
دايم يحب يتصنع. . ...
سألته وانا مقهوره :
( ويش درّاك عن المركز...وعن الأجزاء اللي حفظتها .......؟)
رد ببرود :
( بالله هذا سؤال يا عليا ....؟؟ كيف ويش دراني ...وانا اللي مكلم عمتي هاجر تعرض عليك فكرة الذهاب للمركز مع البنات..؟!)
اختنقت من الضيق والقهر والغضب ..حتى وهو بعيد متحكم بحياتي....طيب ليش....؟
ليش يسوي كذا معايه....لوين يبا يوصل...ليش يمثل انه مهتم..وهو في الحقيقه غير كذا بتاتاً....
رجعت انظاري لجدتي اللي اتخذت لها مجلس بعيد عني....
رجعت اسأله من بين اسناني بقهر :
( ليش تسوي كذا يا باسل...ويش الهدف من انك تمثل الاهتمام...ويش تبا مني..ليش ما تتركني بحالي.......)
متأكده ان الصدمة هي السبب في صمت باسل اللي استمر لثواني...
ومن بعدها وصلتني تنهيدته المثقله ثم اجاب:
( آخ يا عليـا..احنا تو ما تعدينا هالمرحله....؟؟! وانا اللي اقول انك راح ترجعي لعقلك خلال هالفتره ..)
ثم اردف بصوت مختلف يحمل قليل من الجديه :
(انتي حرمتي يا عليا...كيف ما تبيني اهتم فيك....)
ما زال يردد هالكلام ، وما زالت تصرفاته من واقع شعوره بالمسؤوليه فقط..!
جاوبته بقهر :
( انت زوج بدريه وبس....انا قايله لك هالوضع ما يناسبني ولا راح يناسبني ابداً)
طنش كلامي...! وقال :
( ذلحين خلينا فالأهم ...خبريني .. ما اشتقتي لي.....؟)
ثم اردف بخبث:
( ليش كنتي تصيحي طوال ليلة سفري ..حتى النوم ما نمتي هذيك الليله ...ما ودك تفارقيني يا عليا....ترى هذي كلها دلائل في عرف الأزواج تعتبر ايجابيه كثير.....هيا خبريني...؟؟)
شهقت بغضب وقهر من حديثه . . . أي كلام ذلحين راح اقوله مستحيل يكون له أي قيمه
بعد اللي قاله....ولأني من الأساس ما أقدر أكذب هالجزئية .....
لكن اللي جد يقهر هو معرفته بموضوع بكائي الغبي هذيك الليله....!
الله يهديك يا عمي احمد ليش تقول له....ليش تشمته فيني...!
حتى انهي هالموضوع بأكمله...وأقفل على هالسيرة اللي مو من صالحي المواصله فيها ....
بديت اكلمه عن جدتي ....وحالتها الصحيه اللي مو عاجبتني ....
بعد ما سمع كلامي رد بضيق :
( وانتي تظنيني يا عليا ما قد كلمتها انا عشان تعمل العملية .....او حتى اعمامي وعمتي ما كلموها....بس هي الله يهديها معانده..)
قلت له :
( هي رافضة لأنك انته بعيد.......تقول ما تبي اي شي يصير بغيابك...!)
قال بتردد:
( هي رافضة عملها وابويه ما موجود.......)
انتبهت اننا نتكلم عن نقطتين مختلفتين.....باسل ما يدري ان جدتي راضية بالصلح مع عمي
عبدالله ....لكنها تنتظر عودته ...!!
جاوبته باختصار:
( هالقضية سبق وتناقشنا انا وجدتي عنها......وهي موافقة على رجوع عمي عبدالله..
لكنها ما تبا اي شي يتم وانت بعيد........)
لحظات صمت ..بعدها سأل باسل :
( انتي كلمتيها يا عليا...وانتي عادي معك موافقه وراضيه عنه )
رديت باختصار :
( اكيد . . . ماشي سبب يمنعني من الموافقه على موضوع مثل كذا وفي صالح جدتي ، ومن الأساس عمي عبدالله ما يستاهل كل هالنبذ)
قال بهدوء وبصوت فيه فخر :
( أنا أشهد أنك أصغرنا ، لكنك أعقل مننا كلنا يا عليا.. )
حسيت بالدم يصعد لوجهي من مجاملته اللطيفه...ثم عاد تفكيري لموضوع جدتي
ليش باسل مو راضي يرجع مثل عمي محمد وعياله اللي دايم يروحوا ويرجعوا
على الأقل يرجع خلال هالأسبوع منشان خاطر جدتي....ولا مو راضي يترك بدريه..!
قلت له :
( دام عمي محمد وعياله يروحوا ويرجعوا من امريكا بالتناوب خلال هالشهور..
ارجع انت بعد... وانهي هالموضوع.....منشان تتسهل الأمور..وترضى جدتي تتعالج. ...)
ثم اردفت بقهر :
( ولا ما تبا ترجع عاجبتنك امريكا واهلها....وما هامتنك صحة جدتي وما تجي على بالك ....؟؟!.)
قال بحده ولأول مره اسمعها من شهووور:
( لا حول ولا قوة الا بالله...انتي لازم تعصبي بالإنسان...لازم ترفعيلي ضغطي..)
رديت عليه بلا مبالاه :
( شوف ترى محد غيرك حاليا.. مأخر عملية جدتي ....فالأحسن انك تجي منشان خاطرها)
وصلتني صوت ضحكته الخفيف ثم قال برواق:
( متأكده انه عشان خاطر امي..! اخاف انك تكوني انتي اللي مشتاقه وحاطه صحة
امي كعذر...هااه يا عليا.....)
في هاللحظه سرى الشك في قلبي....! معقوله ان كلام باسل صحيح...
لا لا مستحيل.....بس هو كذا متعمد يبا يوهمني......
لكن هو صادق في الحقيقه انا مشتاقه له واجد....!
بعد حالة المد والجزر اللي صنعها باسل في مشاعري حسيت بعدم القدره لمواصلة هالمكالمه
من دون تفكير فصلت الاتصال.....ورحت لجدتي واعطيتها الجوال.....!
قالت باستغراب :
( باسل قده راح )
قلت لها وانا طالعه :
( ايوه خلاص انتهت المكالمه...!)
......
|