كاتب الموضوع :
Noaaar
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: يا صلاله خبرينا عن قلوباً تهتوينا
(( الجزء الســـابع عشـــر ))
...
اليوم للأقدار. . . [[كلمه وروايـــه]]
. . .
تبين والأقدار . . . [[ للعبد ميدان ]]
[ سافــر واشوفه / / / لا لا معايــــه ]. . .
[ لا لا بدوني راح / / / من دون عنوان ]. . .
(( الشــاعر: سعود الشبرمـــي ))
وقفت مذهوله بسبب الانفعال الواضح في صوت باسل ..ويش اللي ممكن يصير ويأثر فيه كذا ..
تنفسي اضطرب بسبب صوته.....وطريقة كلامه مع الشخص المتصل.....
واللي زادني توتر هو عدم مقدرتي على فهم حديثه اللي كان حول سفر وجوازات ومستشفى وعلاج
.....
بأعصاب مشدوده وقفت بمكاني في انتظار انتهاءه من المكالمه ...
بنفاذ صبر سألته اول ما انهى مكالمته :
( ويش اللي صاير.....)
لفتره ركز على ملامحي اللي اكيد ان الرعب واضح فيها ، ثم تنفس بعمق وقال :
( بدريه تعبانه....وهي واهلها راح يوصلوا بعد شوي لمسقط ...لأنهم جايين عبر الطيران العسكري.....)
ثم اردف ..:
( راح نخلص اوراقنا.....ونتمم اجراءات ضرورية في مستشفى الجامعه
وبنسافر الى امريكا عشان عملية زراعة كلية لها........)
دقات قلبي في تسارع....وانا احس بأن الخطر جاي في كلامه وجملته القادمه ..
اكمل بعد صمت قليل :
( عمي احمد راح يجي معهم لمسقط......وراح ترجعي انتي معه الى صلاله....)
اغمضت عيوني بصدمه ..لاااء ...إلا كذا ..إلا كذا....إلا البعد ما اقدر عليه...
بعد باسل يعني يُـــتم من جديد........لا ... انا قلبي ما عاد يقدر يتحمل البعد والفرقا..
تهديداتي بعدم الرجوع الى صلاله مع باسل كانت غير.....لكن كون باسل يسافر ويبتعد.....
يطلع خارج اراضي السلطنه...هذا امر ثاني ...شي مختلف .......
ولّد فيني شعور مو مفهوم لكنه مؤلم ويحرق القلب....
بقدر ما فاجئني هالشعور تجاه باسل ...بقدر ما استسلم له كل ما فيني ...
وصلني صوته.......وانا ما زلت مغموره بصدمه من مشاعري اللي رافضة البعد نهائياً.....!!
( لكن اذا تبي ترجعي مع خالتك وابويه.....متأكد انهم بيفرحوا بوجودك معهم....بس انا افضل
انك تّــمي بصحبة أمي في صلاله..)
باسل صار يثرثر كثير..!......ويتكلم عن اتصالات خالتي فيه.....ومحاولاتها للقائي....
بس في هذي اللحظات كل هذا ما يهم....ما يهم ......!
في الوقت الحالي ما تهمني لا مسقط ولا صلاله .....
ولا خالتي اسماء ولا عمي عبدالله......لكن فقط باسل هو اللي يهم.....
ما اباه يروح ويتركني لوحدي بعد ما اعتدت على وجوده حولي...
ومداراته لي واهتمامه وحرصه ....صار بقاءه يعني لي الكثير...وغيابه صعب..
حسيت ببلل في خدودي ....عرفت ان دموعي صارت تنزل من دون لا اقدر اسيطر عليها..:
حاولت ارتب جملة عقلانيه اقولها له....احاول اشرح له بهدوء من دون لا افضح نفسي اكثر....
لكن كلماتي فلتت مني ....
بجنون ودموعي تجري ..قلت له..:
( مابا ارجع لصلاله......ولا راح اروح لخالتي .....بروح معك.....بسافر معكم.....)
رجع باسل للوراء بصدمه ...شفته يدرس ملامحي بعدم تصديق...
لكنه لما تأكد من جديتي..ومن جدية حديثي ونيتي بالسفر معهم..:
رد باستياء من كلامي ! :
( ليش احنا رايحين ديزني لاند ........ترى احنا رايحين رحلة علاج....!
راح تمتد لفتره طويله شهر شهرين من يعرف.......يمكن اكثر..!!..
واخوان بدريه مسافرين معنا......ويش موقعك انتي هناك...!!)
واذا كانوا رايحين اخوان بدرية...عادي ويش فيها.....؟؟هم في حالهم وانا في حالي...! هذا مو عذر..
رديت بغضب...:
( انا زوجتك.......مو انت تقول لازم نرجع مع بعض لصلاله بما اننا مرتبطين......!
خلاص حتى في السفر خلينا نسافر مع بعض.......)
رد بصوت مقهور.....:
( ويش هالتفكير الطفولي.......! عليا ...وين عقلك.......ويش صاير لك انتي....!
انا ما راح اكون فاضي لك .....وانا اباك تجلسي مع امي خلال هالفتره .....)
باسل مو فاضي لي ...لكنه فاضي لبدريه.....مستعد يتم معها لشهور ..بس انا مجرد السفر
ما يباني اسافر معه ....كل هذا يعني انه من الاساس يبحث عن اي فرصه حتى يرتاح مني
ومن مسؤوليتي ....في حين انه يهتم بصدق عشان بدريه....
القهر والغضب استولوا على كل الاعصاب اللي كنت امتلكها .....
صرخت فيه بعصبيه ودموعي تجري من دون توقف:
(ولا راح تكون فاضي لي بيوم.....تعرف ليش...؟؟لأني دخيله بحياتك.....
لأنك من الأساس ما تباني..لكنك مضطر تجاملني لأنك تشفق علي...
والحين ما صدقت تلقى فرصه مثل هذا السفر منشان تتخلص مني وترتاح من همي
وترسلني عند جدتي...ولا عند خالتي...لأني اصلاً ما اهمك.....ولا ودك تشوفني جنبك....)
دموعي صارت تنزل بغزاره من حقيقة هالكلام وصحته....و من نفسي ومن حالي اللي وصلت اليه بالتعلق في باسل .....
ومن بعدها ما قدرت اسيطر على انتحابي.....
حاول باسل يقرب مني ....مد ايده ومسك يدي ....لكني ضربت ايده بعنف وبعدت يدي عن يده
بقوه...
وركضت باتجاه غرفتي استندت على الباب بعد ما قفلته.....وكملت بكائي ..وانتحابي ...
من دون ادنى اكتراث بصوتي العالي.....
مرت دقايق او ساعات ..ما كنت اعرف كم من الوقت مر وانا ابكي...دموعي تتساقط من كل شي وعلى كل شي..لحد ما حسيت ان مآقي الدمع جفت ..ما عاد فيها مزيد من دمع تسكبه....
لما هديت شوي ...وتنفست بعمق ..بديت اصحى وافكر ...تذكرت جدتي ومرضها.....
جدتي ليش ما تسافر معهم وتسوي عملية قسطرة للشرايين...
تأملي وقف ، لما تذكرت رفضها للعمليه بسبب عدم وجود عمي عبدالله ......
لكن لو هي تجي لمسقط بما ان عمي عبدالله موجود وباسل يكلم الإثنين
و يحاول يلم الشمل من جديد.....يمكن تبا توافق....وترضى تسافر..
تفجرت في بالي هالفكره.....جدتي من الممكن انها تسافر....وبهالطريقة انا بروح معها....
وقتها باسل ما عنده اي ذريعه للرفض.....
لازم اطلع واقول لباسل عن سفر جدتي للعلاج.....بوادر من امل وفرح تسللت الى قلبي...
فتحت باب غرفتي وتوجهت للصاله......
لكـــن لمــا شفت عمي احمد جالس على الكنب......والسكون العام بالمكان يصرح
بأنه المنطقة خالية تماماً إلا من عمي احمد.......
حسيت خلاااااااص
الأمور فلتت من يدي.........باســـل سافــر.......
ما اهتم فيني وفي بكائي وحالتي ....ولا ودعني حتى........
شهقتي القويه .....والانتحاب اللي رجع من جديد بصورة اقوى من السابق
خلى عمي احمد يقوم من الكنب بصدمة...وهو يسأل :
( بسم الله عليك عليا.......ويش فيك ويش صاير...)
لكن وين اقدر ارد عليه...انا في عالم ثاني...الم ..قهر ...غيره..ضعف...هذا حالي...
قلبي ينبض بألم ولوعه .....الشعور بالغربه ماليني...
ليله كئيبة مرت علي ......تكررت فيها نفس مشاهد الألم اللي عشتها عند وفاة اهلي....
لكن اليوم انا كبرت.....ومشاعري كبرت.....وآلامي كبرت....وكلها موجهه لباسل...
دموعي توقف للحظات ثم ترجع من جديد....كنت اتمنى لو باسل ذلحين يفتح الباب ..
ما يهم ..حتى لو كان بدون استئذان.....او اسمع صوته الحاد يضج في الشقه...
حتى لو كان معصب..متضايق....لكن وجوده يعني الكثير ....
لكن صوت بكائي هو الصدى الوحيد اللي يكسر السكون الكئيب بالمكان.....
عمي احمد عجز ياخذ مني جواب....
وبالأخير يأس .....بس صار يتردد على غرفتي بين الساعة والثانيه...
وانا على حالي...كل ما اغمض عيوني تجيني صورة باسل....
وافتح عيوني بألم على واقع بعده عني......
....
( ما راح تنزلي ...)
سألني عمي احمد وهو ينزل من السياره ..قدام البيت اللي يضم عمي عبدالله وخالتي اسماء..
رديت بهدوء...:
( لا ..بنتظرك هنيه.......)
كنت متأكده اني لو اروح لخالتي راح تتكرر اوجاعي من جديد...
والألم اللي شايلتنه بصدري كافيني بهالساعه...!
وصلني صوت عمي عبدالله الهادي :
( كيفك يا عليا...)
جاوبته بهدوء...:
( الحمدلله......كيف حالك انت......)
جاوب وهو ياخذ مكان عمي احمد عشان يسوق بداله في طريقنا للمطار...
( نحمد الله ...)....ثم اردف بهدوء..:
( اسماء تسلم عليك)
متعمد ..............!
يبا يألمني..ما يكفي الم ولده..........!!
الدموع اللي ما فارقتني من امس كان من السهل انها ترجع من جديد...
وصدري المتعب من الشهقات الحاره...صار له انين لكثرة بكائي......
نزلت بارتجاف من السيارة ... واتجهت للمقاعد الثانيه....وركب عمي احمد مكاني
لما استقريت في المقعد...كانت ايديني فوق الغشوه...ودموعي تنزل بصمت....
لحد ما انّيت بألم........التفت عمي احمد بسرعه وقال:
(لا حول ولا قوة الا بالله ....عليا ...... ويش فيك تبكي......؟
ما يكفي حالتك طوال ليلة البارحه....)
ثم التفت لعمي عبدالله وسأله:
( عبدالله انت قلت لها شي)
رد عليه ببرود...:
( ما قلت لها شيً يزعل...خالتها وراسله لها سلام..ومشتاقه
لشوفتها...وهي الله يهديها قاطعتنها.......!)
جاوبه عمي احمد بهدوء....:
( اترك عليا بسلامتها يا عبدالله.......)
الزحام يضاعف الطريق الطويل من بوشر الى السيب.....
والشوارع تسطر قصة غريبة بمشاعر متضاده ما بين ضيق و حنين وغضب وشوق من و إلى باسل..
كان من المفترض انه نرجع مع بعض...انا وباسل نرجع لصلاله...ومن بعدها يجي عمي عبدالله
وخالتي اسماء...ونجتمع عند جدتي.....الأحلام اللي سهرت عليها خلال الأيام الماضيه
بلمح البصر صارت رماد........والحين أنا راجعه لصلاله ..لوحدي من دون باسل...
بمشاعر مهدوره ..وقلب كسير .....!.
لما استقرينا بمقاعدنا في الطائره...كنت اتذكر اول رحله لصلاله .....
ليش جينا من طريق البر المتعب..بينما كان ممكن نختصر العشر ساعات في ساعة وثلث طيران
...
لما سألت عمي احمد..وانا اتمنى الاقي معه جواب..
قال بهدوء (لأن خطوط الطيران كانت متوقفه في هذاك الأسبوع ..وباسل كان مستعجل
عشان يرجع بأسرع وقت لبدريه....)
ابعد وارجع لنفس النقطه.....باسل وبدريه....وين موقعي انا بينهم...!
....
الشوق اللي بقلب جدتي يشبع الانسان حد الثماله...لكنه ما قدر يبري غياب باسل....
وكيف ابا انساه وجدتي تتنهد بإسمه في كل لحظه.....!!
جلست بصحبة بنات عمي احمد ....تعشينا مع بعض..حاولت اسلي نفسي
بالسوالف معاهن...لكني في الأخير كنت مرهقه..ومحتاجة للنوم....اعتذرت منهن
وطلعت لغرفتي...بعد الحمام السااخن .....استنشقت بعمق ريحة بخور اللبان
اللي كان مالي غرفتي....واللي كان بجد له تأثير مهدي للأعصاب...
....
ارتحت للعودة لحضن جدتي الدافي......وللمساتها الحانيه من جديد....
في الصباح ...كنت متمدده في رجلها...وايدها تمسح على شعري بهدوء...
سألتها بهدوء..:
( من اللي راح يتبرع لبدريه بكليه.....)
وانا في قلبي ادعي انه ما يكون باسل.....!
رغم ان عمليات التبرع ما تشكل اي خطر على المتبرع........لكن الخوف لا يزال ملازمنا ..!!.
ردت ( امها....باسل يبا يتبرع لها ..لكن قالولهم ما يستوي )
قلت لها وانا احمد الله..:
( يعني فصيلة الدم ما متشابهه)
قالت ( قتيت.....( يمكن ) )
جلست باعتدال ...وواجهت جدتي وقلت لها بجديه:
( جدتي ...انا قدني قابلت عمي عبدالله في مسقط)
لما شفت الصدمه تعتلي ملامحها...خفت عليها ..قربت منها واخذت يدها بيدي
وقلت لها :
( جدتي اهدي لا تنفعلي..عشان صحتك....ترى انا اعرف كل شي ...!
باسل ...) ..!
ثم اكملت بضعف....: ( باسل قال لي كل اللي صار..وما ابقى ( اخفى )عني شي)
ثم اردفت :( اللي صار يا جدتي خطأ الكل شارك فيه ...مو خالتي وعمي عبدالله لحالهم..
ودام الأمور قديمه....قد مرت عليها سنين كثيره...ماله داعي نحييها من جديد...
هلي ماتوا يا جدتي لأن ربي كاتب انهم يموتوا في هذاك اليوم..ولا احد قادر يغير
من اللي الله كاتبه شي...)
العالم يظلــــم ......لما تنزل دموع جدتي.......!
جدتي قويه ..كذا ملامحها تقول...لكن الجانب الأمومي هو اللي قادر يضعفها...!
كملت كلامي ( يا جدتي الأمور لازم تتعدل ...لابد ترجع لنصابها الصحيح
عمي عبدالله يرجع لأرضه ولأمه واخوانه..)
ارتفعت يدها الحره ومسحت دموع متساقطه من العيون الناريه...
العيون اللي مع كل نظره لها تذكرني بعيون باسل.......
اخذت نفس عميق....والغربة بمشاعري تزداد بكل لحظة بشعور قاهر كأني بعيده عن الوطن..والأمان...في غياب باسل...
صحيت على سؤال جدتي بصوتها المتردد :
( وانتي يا عليا...راضية عنه...غفرتي له...)
هديت اعصابي...ورديت بهدوء:
( قضاء وقدر يا جدتي...قضاء وقدر...والحمدلله على كل حال..)
ثم اردفت بتردد:
( رجع لها يا جدتي...عمي عبدالله مع خالتي أسماء ..رجع لها...وهم في مسقط ذلحين...)
جدتي اطرقت بصمت .....
رفعت عيوني لها...وفي قلبي امنيه.....ومشاعر شوق ووله لخالتي ....ما استطيع اني انكرها...
عيوني مشتهية شوفتها كثير.....قلت لها :
( خليهم يزورونا يا جدتي...عمي عبدالله وخالتي اسماء ..ما ادري كم راح يظلوا في عمان
..اخاف انهم يسافروا يا جدتي قبل لا نشوفهم.....)
ردت بهدوء :
( مو ذلحين يا عليا...ود ضووا ( رجعوا ) هل الأسفار ...نعين خير..)
قلت باستنكار :
( وعمليتك يا جدتي...تبا تتعبي اكثر...ذلحين وشكلك تعبانه يا جدتي..
والدكتور هذيك المره حذرنا من تأخر العلاج....وبعدين باسل قال انهم راح يتأخر كثير..
كثيير يا جدتي...يمكن يظلوا لشهور...)
قالت بكلام قطعي :
( انا ما اقطع شور ..ولا اسيّر امر...وباسل مو هنيه...)
بمشاعر محبطة طلعت من الصاله ......انتهى حديث اليوم...لكن ما انتهت المحاولات..
راح ارجع افتح هالموضوع من جديد الى ان تتم الأمور لصالح صحة جدتي...
...
|