كاتب الموضوع :
Noaaar
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: يا صلاله خبرينا // عن قلوباً 'تهتوينا'
((الجزء الثالث عشر))
لأول مره يطلع هذا الصباح
بسفنه الجانحة في الضباب
روح نسيم يطوّق جسدي
والعذوبة تلفح أعماقي
بمطرٍ قديم.....
((أستطيع الآن أن أتبينك
وسط حشودي وعزلتي،،،،))
" سيـــف الــرحبي"
.....
الهواء البارد كان يتسلل لجسمي بالكامل...حاولت اسحب الفراش اكثر..
لكن الهواء كان يوصلني.......وصوت غريب متداخل مع رائحة ..محببه عندي ..!!
فتحت عيني ونظراتي اتجهت لباب البلكونه المفتوح قفزت لا شعورياً وصحت بفرحة :
( مطر) !
وصلت البلكونه باتجاه الريح البارده المحمله بقطرات المطر المنعشة ...
كان باسل مستند على الباب الزجاجي ونظراته المستنكره تجاهي..!
اكيد لأني قفزت من سريري....لكن ما يهم لا باسل ولا استنكاره..!
الجو كان مظلم ..ومن الصعب تحديد الوقت ..وانا ما صليت الفجر..!
وصلني صوته الهادئ :
( كيف صحتك اليوم )
قلت بصدق :
( الحمدلله ..ما احس بتعب..)
رجع نظراته باتجاه المطر اللي يهطل بقوه وله صوت مميز مختلط بالرياح اللي تستثير الأشجار
والاخضرار الداكن اللي طلا الأشجار..وكان واضح رغم الظلام...
قال بعد لحظات:
( الساعة خمس...من فتره مأذن ..قومي صلي)
بعد الصلاة ..غيرت ثوب النوم لفستان صباحي طويل من الصوف الناعم ..
لأن الأجواء تميل للبروده....
وقفت اسرح شعري قدام جامة دورة المياه ..وانا اتذكر نظرات باسل هالصباح...
والحزن المرتسم على عيونه ...
رغم هدوءه الظاهر الا ان حالته الحقيقية كانت معاكسة تماماً ...
انسان غامض او متناقض هذا هو باسل..من الصعب فهمه وفهم تفكيره !!
ثم بعد استغراق في التفكير ..حسيت اني اصبحت بصوره ما ..مشابهه له
متناقضه ......!!
في لحظة اقتنع اني لا يمكن احس بالأمان اللي فاقدتنه طول حياتي
الا مع باسل........
وفي لحظات اخرى احس ان باسل اكبر عدو لي في حياتي..!!!!
بتنهيده مثقله ...... طلعت واحساس من الانتعاش يغمرني.....!!
المرأه بشكل عام .......لا يمكن انها تشعر بزهو العالم من حولها
الا اذا كانت بقمة تأنقها ....!
غزاني الجوع لما شفت صينية الفطور على التسريحه....وشفت العاملات واقفات..!
ما راحن الا لما تحمدن لي بالسلامه ...شعور طيب...ان التواصل الحسي بين سكان البيت الواحد ممتد مهما كانت الأبعاد بين الأشخاص...!
بعد ما راحن العاملات ..اتجهت للصينية وجلست على الكرسي وانا ابحث باستغراب
عن
كوب القهوه اللي اشمه بس ما اشوفه ..!!!!
التفتت للورى لما سمعت حركه حولي..!!!!!
هذا ويش عنده قاعد هنيه ..!!!
بس كله كوم ولما شفت الدخان المتصاعد من الكوب اللي بيده كوم ثاني..!!
قهوتي كانت في يده..!!
قلت له بقهر :
( جلستك بارحه فغرفتي وهضمناها......الابره اللي غافلتني وعطيتني اياها
قلت لمصلحتي وبكيفي سامحتك و صرفت النظر عن المسأله ...../ لكن جلستك هالصباح في غرفتي بتملك تقول الغرفة غرفتك..!!! وفوق كل هذا سارق كوب قهوتي)!!
ثم اردفت:
( رجعه...ما اسمح لك تاخذه...بروحي اباه ومشتاقه القهوه..ما اقدر افطر من دونها)
بحركة مستهزئة رفع كوب القهوة وشرب منه ثم قال :
( هااااه .... ...تبيه الحين..؟؟)
من دون شعور تحركت ايدي تبحث عن ان اي اداه موجوده بالتسريحه
التفتت للمشط الطويل اللي بيدي وبكل قهر وقوه رميته بتجاه باسل
ضرب المشط بقوه في كتفه..ثم سقط في الأرض....!!
رفعه باسل من الأرض وبحركه سريعه تقدم ناحيتي..!!!!
حسيت قلبي راح يتوقف لما شفت باسل يتقدم ناحيتي...ابتلعت ريقي بخوف..!!!
غمضت عيوني لما شفت يده مرفوعه ...لما فتحت عيوني شفته
حط المشط بهدوء ...على احد رفوف التسريحه..!!
وقبل لا يطلع قال :
(هالتصرفات الصبيانيه مابا اشوفها مره ثانيه... .)!
ثم رفع حواجبه وقال ( صحيح اني كنت متزوج طفله...لكن اللي اعرفه ان الطفله
الحين كبرت)....
طلع بعد ما القى علي جملته اللي افقدتني شهيتي للفطور...من المفترض انه ما يلقي بجمله
عرضيه فجائية لما يجي يتكلم عن امر مهم مثل زواجنا.!!
خذيت كوب الحليب الدافي ووقفت قدام باب البلكونه المغلق وحبات المطر مرتسمه بفن على جنباته....!
كآبة باسل هذا الصباح كانت بسببي...بسبب زواجنا..بسبب تواجدي بالبيت..
كان يحاول يكتم لكنه ما قدر......!
واكيد انه ما يملك القدره في قول اي كلام قوي ممكن يأذيني..
ما يقدر يعبر عن مشاعره..ولا يقوى على الاعتراف...لأنه واعد الكل بهالشي..!
...
الحوار اللي دار بالأمس بين عمي محمد وبين باسل كان ينساق بتسلسل لذاكرتي ...
معقوله ان حرمة باسل ما قالت له..!!
بس ليش يتهم خالتي بانها هي اللي قايله.....وليش قال بنبره غامضة جاها ما تستحق..!!!
حسيت بالصداع من تشابك الأمور......احس في امور انا مو فاهمتنها....وخلااص كافي
مفآجآت ........تعب حالي من هالة الغموض اللي محاوطتني.....ويش اللي بيكون مخفي عني بعد كل هذا.....!!!
خالتي..!!! من يوم الرحله ما كلمتها.....!!! جوالي كان مقفل ....والأكيد انها ما تعرف عن اللي
صاير لي.....!!
بضيق بحثت عن جوالي وحطيته بالشاحن ....وانا انتظر ..وافكر ...
هل باسل اتصل بها وقال لها عن عمليتي..!؟؟ وطلب منها تجي ؟؟!
بس لو كان قايل لها ..كانت بتجي مباشرة...او انها بتطلب تكلمني وتتطمئن علي...؟
لكن تختفي كذا...لا ....هذا مو من عوايد خالتي.....لا يكون صاير لها شي..؟؟!!
ارتعبت لما بدت الوساوس تااخذني لبعيد ....وانا انتظر جوالي يشحن حتى اقدر افتحه
واكلم خالتي.....
لا يمكن الوصول للرقم المطلوب..!!!! طول النهار وهالجمله تتكرر على اسماعي..!!
وينها ..!!؟؟؟ عقلي ما قادر يفكر صح...؟؟؟؟ رااااااح اجن...!!
خالتي لا ترد على خط حياك ولا خط النورس ...مو من عوايدها ابد..؟؟
معقوله انها سافرت ..الامارات..؟!! ...او امريكا...او رجعت لاستراليا....؟؟؟
لكن خالتي لا يمكن تسافر وهي ما قالت لي...!
حسيت دمي يفوور ...كيف ابا اعرف انها بخير...يااااارب..!!
مالي غير اتصل فالبداله واخذ ارقام الفنادق اللي بمسندم واتأكد منهم....!!
بعد ساعه كنت مقهوره من قلة التجاوب اللي حصلته.... كانوا متكتمين...كثييير...
وانا احس اني مقيده.....وقلبي يحترق...!
مر يومي بصورة كئيبة وكل الصور السيئة تجي في بالي......اتعوذ من ابليس اللي يزيد
الأمور تهويل......وادعي الله ان يسلم ...ثم ارجع انتكس من جديد...!!
قبل لا تنام جدتي نزلت الدرج بخفه..والألم كان مختفي من اول اليوم....
سألتها عن باسل...بس لسوء الحظ باسل مسافر الشرقيه معه عمل في ولاية صور ....
ما قدرت انام طول الليل....كنت اراقب البوابة من بلكونة غرفتي عشان اشوف سيارة باسل
في حال رجع......
لكن مستحيل ان باسل يرجع الليله وهو رايح الشرقيه اكيد انه راح يبات هناك..
من اول الصباح نزلت تحت عشان اسأل جدتي عن موعد رجوعه لكنها القت علي
الجواب اللي ما كنت اتمناه..!!
ان باسل ما راح يرجع لا الليله ولا بكره....!!!!
لما جيت ابا اتصل فيه تذكرت كلامه لما قال ( وجاها ما تستحق)....
تكررت كلماته فبالي بتكرار مؤلم مرييييييع.......امتليت بالخوف ..!!!
يقدر باسل يأذي خالتي...........ولا ويش قصده بهالكلام..!!!!
لما عدّت ساعات الصباح الأولى كنت مكتفيه بالأحدااث...ومن دون ادنى تحكيم للعقل
حركتني مشاعري.....ورحت لبست العباية والشيلة والغشوة واخذت حقيبة يدي..
اتجهت للسواق .....طلبته مفاتيح السيارة بس رفض..!!! اكيد ان باسل مهددنه..!!
زين انها جات منه ..لأني ما ادل ( اعرف ) مكاتب حجز الطيران
قلت له ( زين ..وديني اقرب مكتب مال طيران )
اقرب حجز للطيران الداخلي كان صلاله_ مسقط قرب الساعة سبع مساءً
رجعت اجهز شنطة عمليه فيها الضروريات فقط وملابس خفيفه...
لأن عمليتي ما تسمح لي اشيل شي ثقيل...
الاجراءات كانت سهله لأن المطار داخلي والرحله ما تأخرت كثير...مدتها حوالي
ساعة وعشرين دقيقه....
بعد الهبوط الى اراضي العاصمه مسقط.....تأكدت من حجوزات الطيران الموجوده
على امل احصل رحله قريبه الى مسندم.....لكن اقرب رحله من مسقط الى مطار خصب
مركز محافظة مسندم اليوم الثاني الساعة 12...!!
الوقت متأخر ..والطريق من السيب حيث ارضية المطار..انتقالاً الى العامرات لبيت خالتي ..
طويل جداً.......لكن ويش اسوي..!!
وقفت سيارة اجره ..ودخلت شنطتي..وقلت للسايق يتجه للعامرات...
لما تحرك سايق السيارة ...كانت انظاري تتجه لشوارع السيب وبناياتها...
هنا بالسيب معظم ذكرياتي....هنا كنت عايشة مع اهلي...هنا الشقة اللي ما دخلتها طول
السنين الماضية موجوده في هالمنطقة....تساءلت في صمت ويش حالتها الحين؟؟ بعد هالسنين........؟؟!!
مفاتيح الشقة ما فارقتني...لكني ما يوم امتلكت القوة او المقدره لدخولها من جديد...!
.....
لما وقف السايق فالرصيف المقابل للبيت في العامرات...ماتت احلامي بوجود خالتي في البيت....
لأن الظلام عاااام ...يعني بعدها ما رجعت من مسندم..!!!
طلعت المفاتيح من حقيبة يدي ...وانتقيت مفتاح البيت لكن ..!!!
حاولت افتح الباب بس الباب ما يفتح ..!!
فتحت مصباح جوالي
وتأكدت من المفاتيح ..انا متأكده منهن بدليل ميداليتي ...!!
بعد دقائق من المحاولة ..ضربت الباب بقهر ..ليش ما راضي يفتح ..يمكن خالتي
غيرت قفل الباب...بس كيف تغيره وهي تعرف اني امتلك نسخة من المفاتيح وفي اي
وقت راح اجي واحاول ادخل..ولا انها فاقدة الأمل في جيتي...!!!
قفزت برعب لما جاني صوت من الخلف
(من انتي .؟؟؟؟ ويش عندش واقفة هنيه ..)
استدرت وشفت رجال مو غريب..؟؟! هذا جارنا اللي اشترينا منه البيت ؟؟!
قلت له
( بو مهند ..هذا انا عليا ..خالتي اسماء غيرت قفل الباب ..ولا قادرة ادخل)
شفته مستغرب ..لأنه ما متعود على شوفتي بالغشوة وبهالعباية..ثم قال
( وليش تدخلي...ترى خالتش اسماء باعت البيت علي )
حسيت بصدمه ..رجعت للورى وانا مو مصدقة قلت له بتكذيب
( مستحيل...متى باعته ؟؟؟ هي ما قالت لي)
وصلني صوت كريه لشخص كريه بسببه كنت اطلب من خالتي نعاود لاستراليا .!
( ابويه ..من هاذي ..مو عندها..مو باغيه..)
رد عليه ابوه ( هذي عليا يا مهند ..بنت اخت اسماء اللي كانت ساكنه هنيه )
قال بصوت كريه ( عليا ..مو حالش.....ما معقوله ..ويش اللي قلب حالش كذاك ..مو تبي بهالغطا
على وجهش كنش من عجايز زمان... )
طنشت كلام مهند ....لأن اللي كان يسمعني من كلام فالسابق اسوء من كذا بوااايد..!!
وقد سبق وخطبتني امه من خالتي اكثر من مره ..وما كنت احب اطلع لوحدي بسببه ..!!
وبسبب ازعاجه لي برسايله وهداياه..!!
حتى خالتي بالبداية كانت تضحك من افعاله....لكنها بالأخير صارت تخاف..لما شافته
جاد و متعلق فيني بزياده...!!
سألت ابو مهند ( انت صادق ان خالتي باعت البيت )
قال مهند بتطفل ( ايوه باعتُه ..انتي ما تعرفي خالتش ما خبرتش..شايف يا ابويه
انا خبرتكم انته وامي ان عليا لا يمكن تسمح ببيع البيت لأنها تحبه وتحب جيرانها ..صحيح عليا)
اعوذبالله من ابليس...ويش هالقرف اللي ابلشت ( حطيت ) نفسي فيه ...
لا سيارة ولا بيت في هالليل...ولا بقدر احصل سيارة اجره في هالوقت ...
ويش السواة ياربي..!!!
اروح احجز في فندق..!! بس ما اطيق الفنادق...والله العالم احصل حجز ولا لا..؟؟!!!
ويش الورطة اللي حطيت نفسي فيها..!!!!
جيتي خطأ والحين اكتشفه...اتبعت مشاعري وما فكرت بعقل..!
ابو مهند انسان قريب من الخمسين وكان محترم طوال فترة مجيرتنا له
بعد تفكير ....قلت له
(بو مهند تقدر توصلني للسيب الحين )
قال بسرعة ولا اهتم بالمسافه الطويله..
( ولا يهمش يا عليا ..بجيب سيارتي وبجي)
قلت له قبل لا يروح
( خلي ام مهند تجي معك ..لأني مشتاقه لها )
صديت بقهر لما شفت مهند واقف ما راح ...ويتأملني..ثم قال
( شيلي الغشوة يا عليا ..مشتاق اشوفش)!!
قلت له بحده
( مهند اسكت ولا ارجع بيتكم...ترى دوريات الشرطة في كل مكان متوزعه
وانا جايه لهنيه شايفتنها واقفه مع اول السكه )!!
قال بهيام ( والله صدق انا مشتاق لش ولشوفت وجهش..)
ثم اردف :
( تصدقين مرضت لما رحتي...وكل يوم كنت اوقف انتظرش وأسأل خالتش عنش
بس اللي كان يخفف عني شوفتش فأحلامي..)
مهند كان عمره سته وعشرين سنه عاطل عن العمل و انسان اتكالي وفيه بلاده
غير طبيعيه ....!!
كان ممكن اني اقول له اني متزوجه ..لكن بصراحه ما اضمن اي عمل مجنون ممكن
يقوم به..لأني مو متأكده من سلامته العقليه ..!!!!
ارتحت لما شفت اهل مهند بالسيارة ..اكيد ام مهند راح تجي لأنها لا يمكن تخلي ابو مهند
يطلع بروحه..كانت تغار عليه واايد..وهذا لمصلحتي اليوم..
رفعت شنطتي وحقيبة يدي بتعب واتجهت صوب السيارة الواقفة بالشارع ...
لما قربت نزلت ام مهند وسلمت علي .....وشفت مهند فتح الباب بالجهه الثانية وجلس!!
وينتظرني اجلس جنبه...لا حول ولا قوة الا بالله ..الله يعدي هالليله على خير!!!
امه لما شافته عصبت ثم قالت له :
(مهند انزل ...كان بتروح معنا تعال قدام عند ابوك لا تجلس ورى)!!
والنعم!!! وانا اللي حسبتها بتقوله ارجع البيت..!!!
بالطريق قال مهند بكراهه
( عليا مو احسن لش لو تباتي معنا بالبيت..)
هه هذا اللي ناقص بس..!!!!
قلت بهدوء احتراماً لأهله..!
( لا ما عليه ..برتاح فشقتي )
قال وهو ملتف بالكامل لجهتي
( وبتقدري تنامي لوحدش...؟؟ اذا تبي بنام قدام الباب
عشان اذا احتجتي حاجه اكون جنبش)
قال ابوه بغضب ( مهنــــد ..لو ما تسكت ما يصير لك خير)
بعد فتره طوييله ..رفعت راسي بألم اكثر من سبع سنين ما جيت لهالمكان..ولا توقعت اني
راح ارجع له....لكن .....للأقدار كلمه اخرى ..!
شكرت ابو مهند و زوجته على عناء توصيلي..
وصلني صوت مهند
( عليا رقمي عندش اتصلي فيني اذا احتجتي لشي ..زين )
عشان افتك منه قلت ( زين..زين )
مسكين ما يدري ان رقمه اقطعه مليون قطعه لما كان يسجله في ورقه مع كل هدية ورساله..!
دخلت للعمارة السكنية الراقية ....وبإيد مرتجفه ادرت المصعد للطابق الثالث....
بنفس الميداليه اللي ما تفارقني سحبت منها مفتاح وفتحت الباب ..دخلت بخوف
وألم ...الظلام عاام بالشقة ...!!!!
اعتمدت على مصباح الجوال...فتحت الأضواء
بس الكهربه طافيه تماماً من الشقة ....
اتجهت للمطبخ وانا اعيد قراءة اذكاري من جديد..
واقرأ المعوذات بصوت عالي......
كل شي بمكانه .....ما كأنه مرت سنين محد دخل هالشقه..!
بحثت عن شموع بين الأدراج اللي مغلفنها غزل العنكبوت والغبار ...
واخذت معها ولاعه ......وزعت الشموع عند طاولة المدخل..والطاولة اللي بمنتصف الصالة ....
وطاولة الطعام اللي بين الصالة والمطبخ...لحد ما بهى المكان وخفت حدت الظلام...
رجعت المطبخ وفتحت صنبور الماي
كان له صوت مزعج .....لكن ما نزلت منه ولا قطره ..لأن الأنابيب كانت متسدده ..!!!!
قفزت برعب لما سمعت صوت...ودقات قلبي في تسااارع.....والصوت كان مستمررر...
لحد ما تنبهت ان مصدر الصوت هو جوالي .....طلعته بسرعه........هذا باسل متصل ..!!!
حسيت بحنين غريب...وجزء مني يتمنى لو انه كان هنا جنبي...حتى تزول رهبتي من المكان
في حال تواجده......
لكن اللي انا متأكده منه ....ان توفير الأمان لي آخر امر ممكن يفكر فيه باسل حالياً
لأنه اكيد ان غضبه وااصل للقمه.....فقررت اطنش اتصاله...
عقلي اليوم مشوش لأبعد حدود ..احس اني اتصرف من دون
وعي ولا مسؤوليه......تعبانه ..لا اكل ولا نوم ..متألمه ولا حتى جبت المسكنات معي...!
رن جوالي من جديد..واعرف انه ما راح يتوقف الا لما ارد عليه ..
استقبلت المكالمه من دون لا انطق...
وصلني صوته ( عليــا ..عليـــا... انتي معي تسمعيني )
صحيح اني حسياً منتهية ....لكني اقدر احلف ان صوته فيه هلع ، خوف ، اهتمام..!
لكن الاهتمام من باسل لايمكن يكون الا من اجل شي واحد وهو الظهور كالرجل الحامي
امام افراد العايلة...!!
قلت له بغضب وقهر..... ( وين خالتي يا باسل)
رد بحده وغضب مماثل :
( وينك انتي بالأول ..؟؟؟ وين رحتي..بعدك بمسقط ولا طلعتي للشمال )
قلت له ببرود :
( ما لك دخل يا باسل ..وين ما اكون ..اكون ...! جاوبني وين خالتي )
غمضت عيني لما سمعته يقول بغضب ومن دون وزن للكلام :
( انتي تعرفي ان جدتي بسببك تعبت ...مرضت ..نقلها عمي
أحمد للمستشفى ..من خوفها عليك ..مسافرة وانتي تو طالعة من عمليه ..ولا عطيتينا خبر
..ومسافرة من دون محرم ..لا دين ولا اخلاق ..كأنك من بنات الشوارع ..
لا خوف من الله ولا عندك حس ولا تقدير باللي حولك)
ثم قال بتهديد ( قولي انتي وينك...ترى ابا اعرف في كلا الحالتين ..فالأفضل تنطقي بروحك)
بهدوء قفلت جوالي بالكامل...!!
خذيت شيله من شنطتي وفرشتها على الأرض وجلست..وانا منصدمه من نفسي
ويش سويت انا...اصابعي منغرزة
بقوة بوسط شعري تجذبه بقهر وندم وجنون... ..ويش هالجنون اللي خلاني اقدم على السفر...
حبي لخالتي ..وخوفي من فقدانها مثل ما فقدت اهلي سلب عقلي
..ولا انا ما زلت تحت تأثير تخدير عمليتي..!!!
دموع القهر والألم والندم ساحت بحرها ونارها فوق خدي....
مرت فتره...وانا ازداد تعب وخوف ورعب من المكان والوحده والظلام والألم
مكان العمليه يألمني بس ما اقدر اسوي شي.....رفعت العباية ..وفستاني وانصدمت لما شفت
الدم في احد اطراف اللصقة اللي فوق العملية...!
احساس الانسان بالعجز وعدم القدرة على تغيير الأمور من حوله هو اكبر دليل
على انه في بداية مشوارة ما فكر بعقل ..لكن سيطرت عليه مشااعرة..وبالتالي مشاعرة
هي اللي خانته ووقفت في طريقة لما يحاول يصحح الموقف...!!
وهذا اللي حصل معي..ما حكمت عقلي من البداية ...وبالتالي الحين ما قادرة احرك
اي شي من حولي...!
لمدة ساعات ظليت جالسه وراسي بين رجلي وايدي محاوطة جسدي بخوف ..
لحد ما سمعت طرقات عنيييفه على الباب.......................
|