كاتب الموضوع :
Noaaar
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: يا صلاله خبرينا // عن قلوباً 'تهتوينا'
((الجزء الثاني عشر))
((((يا لأيامي ووحدتي
اقولها صراحة،،،،
من غير مواربة ولا كناية..!!!
لان هذه الاسوار
والكوابيس العاتية ....
ستنجز، لا شك سهامها
الضاربة في أعماقي..!!!
ولأن كلب الطفولة
.......
كف عن النباح....!!
خلف تلك السهوب
اللامعة من الحلفاء...))))
"المحطات موقد الغياب لـــ سيف الرحبي"
رجعنا بعد المغرب وكان الكل داايخ من التعب...بعد حمام سااخن كنت احس بتعب والم
غريب في جنبي اليمين ..تذكرت سقوطي على الصخور..كنت احس بالألم في تزايد مع كل
دقيقة...بس حاولت ما اركز كثير حتى يتلاشى...
بعد صلاة العشاء نزلت عند جدتي وباسل في الصالة..كنت اسمعه يقول
( لا يا امي غالية ..قالت ما تبا ترجع البيت دام عليا هنيه..وامها الله يهديها مشجعتنها)
وسمعت صوت جدتي المتذمر ( تبانا نطرد بنت سلطان من بيتنا..حشا علينا ..بنت
سلطان صارلنا سنين مشتهين شوفتها بيننا....وكان بنت محمد ما عاجبنها تجلس
عند امها..ولا كان تبا تجلس هنيه قسمها لها ....ومحدً مقصر فيها)
رد باسل بضيق ( يا امي انا هنيه موجود اهتم بعلاجها ومواعيدها
و حالها كل يوم يزداد سوء.....وحتى كليتها ما صارت تستقبل الغسيل في الآونه الأخيره
عشان كذا محتاجة عنايه اكثر)
قالت جدتي بهدوء ( الله يشفيها..يا ابويه انت ما مقصر ..ولام الله من يلومك..
بس اذا جات منها خليها..يمكن مشتاقة لأهلها....ومحمد وعياله ما بيقصروا
والمستشفى جنبهم)
لما هدأ الحوار...فتحت الباب وحاولت ان ملامحي تكون عاديه..واتوقع انها كذا
لأني تعبانه من الرحلة ومن الألم وعيوني مسكره..فما اعتقد انه باسل راح
يقرأ ملامحي هالمره..!!
قلت لجدتي ( جدتي انا برجد..لا حد يصحيني مابا عشا ..ثقلت على الغدا)
اعترضت جدتي لكني كنت متألمه كثير ..وما اقدر اوقف كثير..اعتذرت وطلعت..
وصلت غرفتي بعد مجهود ..كنت احس ببرد قوي بسبب الألم..شغلت التدفئة المركزية
وقفلت الستاير ..وطفيت كل الضو......وتغطيت زين..ونمت.........
صحيت بعد ما حلمت اني اتقلب من الألم...جلست في سريري وسط الظلام
لكن فاجئني الألم الشديد بأنه واقع مو حلم..!!
رغم الدفا اللي من المفترض يكون موجود بالغرفة ..كنت احس بالبرد في داخلي
وانتفض ما اعرف من الألم اللي بجنبي ولا الجو حقيقي بااارد...
فتحت ضوء الأبجورة اللي جنب سريري...واحترت ويش اسوي لهالألم منشان يخف
مالي غير المسكن هو اللي راح يخفف ألم الضربة...
تأكدت من الساعة حصلتها تو جايه ثنتين...سحبت اقرب شيلة لي وكانت بيجامتي
ثوب طويل وساتر..نزلت والألم ذابحني...توجهت للمطبخ ..بديت ابحث عن صيدليه
بس ماشي بالمطبخ..بديت افتح الأدراج بعشوائية..بس ما حصلت شي..
رحت لغرفة جدتي واحترت ادخل ولا..اخاف ترتاع..( تخاف).!!! بس الألم
اللي كان يزداد ما ترك لي اي فرصة....
فتحت الباب وناديت جدتي بخفة وسألتها عن دوا مسكن..
وشفت ملامح الهلع ماليه وجهها قاومت الألم وابتسمت..!
قلت لها ( لا تخافي يا جدتي..بس صخرة ضربت عظم جنبي ..وشوي عورتني
الحين ..)
نهضت من سريرها وقالت ( خلي باسل يتأكد..بعض الضربات خطره ( خطيرة) )
قلت لها بنفي ( يتأكد من ويش يا جدتي ..كلها عثرة بسيطه..وتتعالج بالمسكن لين تخف)
قالت ( الضربة ما يعالجها المسكن..بسوي لك دوا شعبي )
تعباااانه و ودي ابكي واصرخ من فظاعة الألم ..ولا اقدر ادخل في جدال
قلت بنرفزة ( يا جدتي ما فيني شي ..بس ابا دوا مسكن ..وبروح انام )
( ويش صاير )
عزالله كملت...رحمتك ياااارب...ما اقدر اتحمل هالحال وهالألم ....
سردت جدتي الأحداث ...ثم فتح باسل الضوء ....كنت متأكده ان ملامح الألم بااينة بوضوح
في وجهي...
قال بهدوء( نفس طيحتك اللي طحتيها على الصخور..ولا غيرها)
قلت له ( ايوه هي نفسها ..تراها ما تسوى..بس ابا اي نوع مسكن وانتهينا)
قال وما زال بهدوءه ( لا ما انتهينا ..اذا كانت الطيحة بسيطة ما بتسوي كل هالألم )
قلت بانكار ( ماشي الم قوي ..بس خفيف)
قال ( لا تنكري يا عليا..ترى الألم باين بعيونك وانا دكتور متعود على نظرة التألم بعيون المريض)
الغثيان والبرد وكتلة الألم كانوا في ذروتهم..!!!!
التفت له بغضب ( يا اخي عندك مسكن فكني واعطيني ..ما عندك خليني اروح ارجد)
قال ( اوصفي لي الألم ...)
هذا وين وانا وين........خلاص ما اقدر ..لازم اروح غرفتي شعوري بالغثيان تزايد..
والألم يزيد بسبب وقوفي..
تركت الغرفة ..وصعدت لغرفتي...وقفلت باب الغرفة وتوجهت لدورة المياه..
بعد ما هدت نوبة الغثيان..ارتحت شوي..لكن الألم ما زال موجود..
رشيت وجهي بالماي..وطلعت بعد ما سمعت طرقات على باب غرفتي
فتحت الباب وكنت شبه متأكده انه باسل
قال ( خذي هالمسكن ..واذا ما فاد خبريني ..رقمك موجود معي..وباب غرفتك لا تقفليه)
ما اقدر اجاوب..ولا اقدر اوقف على رجليني والألم ماليني...خذيت المسكن بإيد مرتجفة
قال باسل باستغراب ( فاتحه على التدفئة في هالجو الدافي)!!
هزيت راسي من دون كلام ..وحمدت الله على انه فهم و راح ..اخذت الدوا المسكن
وحاولت انام...كنت اغفو شوي ...وبعد لحظات استيقظ والألم في ازدياد..
مرت الساعات وانا بنفس الحال من الألم..اما المسكن ما كان له اي تأثير فعلي..!!
نوبات الغثيان ما خلتني الا بعد ما سببت لي دوار..ورجفة بكامل جسمي.. ..
اذن الفجر.....توضيت وصليت وجسمي منكمش من هول الألم.....
وبالأخير تمددت على السجادة لأني ما قدرت اوصل للسرير من الألم ..
ونمت لكن كوابيس الألم ما تركتني...
بعد ما اتضح لي النور من الستارة ...حاولت اقوم ..وانا احس ان قوتي بدت تخور
والدوار يهددني بالسقوط...بس قبل لا اوصل سريري سمعت طرق الباب..
كانت فرصتي الأخيرة ..لطلب المساعده..ولا راح اموت بمكاني من شدة الألم..
كنت اسير وعيوني بدت تزيغ ..وجسمي يرتجف بقوة...وقفت لما ضرب جسمي بالباب...
فتحته ...ونزلت مباشرة في الأرضية الرخامية بوضعية الجلوس....
ما كنت اقدر اشوف من اللي كان على الباب..
بديت اصرخ من الألم الفظيع واردد ( بموت ..بموت من الألم )
حسيت بيدين باسل حولي تحاول ترفعني وسمعت صوته المنصدم
( بسم الله عليك..عليا ويش صار لك ..الألم باقي ما راح)
رديت وانا ابكي ( لا ما راح... ..باسل ....بموت من الألم..والله بموت ....جنبي يعورني وايد)
قال ( خلاص اهدي ..اهدي ذلحين....وحددي مكان الألم بالضبط ..مجرد سقوط ما يسوي كذا)
قلت بضعف ( هنيه ) وانا أأشر على جنبي جهة اليمين....
حط يده وضغط بهدوء وقال ( ..زين من البداية بدأ من هنيه ولا بالأول كان بالوسط)
قلت له والألم يضرب جنبي بقوة وانفاسي بدت تتقطع ( ما اعرف..كله ..بس يمكن هنيه
يعور وايد..ما اقدر....ما اقدر اتنفس....)
بدت الرؤية تضعف عندي..حتى ملامح باسل ما كنت قادرة اشوفها بوضوح....
بس ما زلت قادره على سماع الأصوات والاحساس بمن حولي...
حسيت بيد باسل تضرب جانب وجهي بخفه وهو يقول
( لا تنامي الحين..مو زين..خليك معي...ما راح نتأخر الحين بوديك المستشفى)
سندني على الجدار جنب الباب....وبعد لحظات حسيت بدفا العباية يلفني....
والشيلة فوق راسي......ومن بعدها رفعني بين يديه ....في مواجهة
دفاه..اللي كنت محتاجتنه ..واللي كان يخفف الرجفة والبرد من جسمي..
فالمستشفى كنت اسمع جدال باسل مع الدكتور العربي باللغة الانجليزية
وكنت افهم بوضوح كلامهم...كان باسل يستعجل الدكتور ويقوله بأن الزايده
راح تنفجر ..فلازم عمليه فوراً....!!والدكتور يتعذر بأن مناوبته انتهت وان الدكتور
المناوب على وصول....!!
انتابني الهلع...اي زايده..واي عمليه ..حاولت اجلس في السرير بعد ما كنت ممدده
بس ما قدرت ...رجعت غصت في الظلام من جديد..
بعد فتره كنت اسمع صوت الممرضة العمانية وهي تسأل باسل
( دكتور باسل ويش صلة قرابتك بالمريضة )
رد عليها ( زوجها..جيبي الأوراق بسرعة خليني اوقعها عشان العملية )
حاولت اقاوم هالألم المبرح اللي ما زال يسيطر علي وقلت بارهاق
( باسل.....ليش العملية )
كان يتكلم ..لكن الصوت كان متداخل مع بعض..فما قدرت افهم اي شيء..
استيقاظي الثاني كان على صوت الممرضات وحركتهن جنبي....لكن ما قدرت
افتح عيوني..بعد فتره بصعوبة قدرت افتح عيوني الخدره...
وانا اسمع اناتي وتمتماتي تخرج من دون شعور.....
دارت عيوني في محاجرها على ارجاء الغرفة الشديدة البياض بصورة تجيب الكآبة..!!!
حتى سقطت في العيون النارية اللي بها نظرة غريبة غير مفهومه..
ثبتت عيوني بعيون باسل ..ثم رجعت اغمض من جديد..والشعور بالخدر يغريني
للعودة للنوم من جديد..بس صوت باسل ما كان رأيه كذا
( عليا ..تسمعيني..افتحي عيونك... ..)
ثم رجع من جديد..
( هيا ..يا كسوله قومي ..افتحي عيونك..)
الازعاج المتكرر خلاني افتح عيوني من جديد..
لمقابلة وجه باسل المبتسم ( الحمدلله على سلامتك..بويش حاسه الحين)
كان الألم مازال بجنبي لكن بصورة اخف بكثير عن قبل..واحس بحرقة
في حلقي....لكن فهمي ما زال مشوش.....قلت ببحه ( ابا ماي)
سكب كوب ماي ..وجلس جنبي وبايده كوب الماي..استغربت ..!!
حاولت ارفع يدي..جسمي...راسي.....بس الخدر كان عام..
غمضت عيوني واستسلمت ليد باسل وهي ترفع راسي بخفة ويده الثانية
وهو يقرب كوب الماي من فمي..قال ( اشربي بخفة..ايوه ..بس خلاص كذا كفايه)
لما ابتعد سألته بتعب وهذيان ( ويش صار...ليش احس بخدر )
قال بهدوء وهو يرجع يجلس بالكرسي القريب من سريري..
( ما صار لك الا العافية ..الألم اللي كنتي تحسي فيه ..ما كان بسبب الطيحه
كان الزايده..وسوو لك عمليه واستأصلوا الزايده ...)
وقع هالكلام علي كان قوي جداً...اول عمليه جراحية اخضع لها ..
والألم اللي حسيته ..كان ممكن اني اموت بسببه.....
حسيت بشفايفي ترتجف ..بس
كنت تعبانه وما اقدر ابكي...والخدر ما زال ماليني...
حسيت بيد باسل وهو يدخل شعري داخل الشيله ..وكفه تمسح
على راسي من فوق الشيلة... وعلى جبيني بخفه..
وجسمي وشفايفي ما زالت ترتجف..ثم قال..
( لا تبكي..لا تبكي يا عليا....اهم شي انتي بخير ذلحين...والعملية ناجحة )
وقتها ما قدرت اسيطر على دموعي الساخنة اللي بدت تشق طريقها لوجنتي
وترافقت مع تنهداتي وشهقاتي ...بكيت بألم...!
وصلني صوته ( خلااااص يا بنت ..ليش البكاء الحين..انتي بخير
..انتي بخير وهذا المهم)
بس ما قدرت احس اني مخنوقه ..ومشتاقة لخالتي واباها جنبي الحين
كان بكائي يزيد ..باسل ترك كرسية وجلس بجنبي وجمعني بخفه بين يديه بحيث
كان وجهي ملتصق بكتفه اليسار ويده ملتفه حولي...
وبكفه الثانية بدا يمسح على ظهري صعوداً ونزولاً
بطريقة كانت تزيد دموعي..الا انها مريحه...
كانت تنهداتي ما تزال ..ودموعي ما وقفت ...
قلت له بين شهقاتي ووجهي ما زال بكتفه (باسل..وين خالتي...ابا خالتي..)
رد بهدوء ( الحين انتي ارتاحي..ونامي..وبعدين يصير خير)
قلت ببكاء وهذيان ( لا ....لا ...الحين...ابا خالتي...ابا خالتي...)
يده لامست ذقني ..ورفع وجهي من كتفه وحط عينه بعيني بنظره دافيه ومطمئنة
وقال ( ابا اقول لها.....بس انتي ارتاحي الحين..انتي بعدك تعبانه ..والمخدر ما راح..)
قلت له بتعب ودموعي تجري ( خليها تجي...باسل...)
مسح دموعي بيده...وقال ( اللي تبيه بيصير..بس اهدي الحين ونامي ..اتفقنا )
رجعت وجهي لكتفه بارهاق......وبدت عيوني تغمض من جديد.....
استيقظت بعد فتره على اصوات بالغرفة ...وشفت عمامي موجودين....
تقدم عمي محمد ناحيتي وسلم علي ..وتحمد لي بالسلامه وبعده عمي احمد..
بعدها قال عمي احمد( الجماعة بالبيت يريدوا يجو يسلموا عليك..بس قوانين
الزيارة ما تسمح بزيارة
المريض ولا البنات كانن .........)
ما كنت قادره اسمع بقية كلامهم لأن الخدر ما زال محتويني...وغمضت عيوني لفتره
ولما نهضت محد كان بالغرفة غيري....!
مباشرةً امتلى قلبي بالخوف...حاولت اهدي نفسي بس شعوري من الاساس مليء
بالتوتر والخوف وعدم الاتزان....لما جلست .. الالم بجنبي ما كنت اشعر فيه مثل اول..
وشفت ابرة التغذية فوق كف يدي.. لكنها ما كانت موصوله بانبوب التغذية...
اتجهت انظاري لجهة الباب ... وبديت انزل بس الدوار ما زال موجود..
وصلت لحد الباب واتكأت بتعب عليه.. وصلتني اصوات محادثه..حاولت اركز
من اللي موجود ..اتضح لي صوت عمي محمد.. وبعد فتره صوت باسل
حاولت اقرب اكثر لما سمعت اسمي بالمحادثه
خفقات قلبي في تزايد من الحوار المنطرح مابين عمي محمد وباسل
كانت الأصوات تجيني بضعف..
( ما راضية ترجع ..لكن مو مشكلة دام السفر قريب خليها عندنا)
ثم صوت باسل
( اخاف انها تتعب فجأة وانا مو موجود قربها يا عمي)
قال عمي محمد
( وانا واخوانها وين رحنا يا باسل..اول ما تتعب بنسعفها للمستشفى..
والمستشفى اقرب لنا ..)ثم اردف
(متى قلت لعليا عن زواجكم..سمعت احمد يقول انها عرفت )
حسيت في هاللحظة كل انفاسي توقفت ..نسيت تعبي..راح الخدر..!
صارت كل حواسي متيقظة لسماع رد باسل..
رد عليه باسل ( ما قلت لها بنفسي.....خالتها نقضت اتفاقها معي..وبالتالي جاها
ما تستحق من جهتي...
اما انا قدرت اخمن معرفت عليا عن زواجنا من اول لحظة شفتها فيها وكنت متأكد من معرفتها..
والمواقف اللي صارت بعدين اكدت لي هالشي)
وصلني رد عمي محمد المستغرب ( وليش ما تجلس معها..وتفهمها الأمور من البداية،
ليش ما تبدا حياة جديدة معها كزوجة لك...يكفيك الحياة الصعبة والتعب اللي عايشنه كل هالسنين )!
رد عليه باسل بضيق ( ويش اقول لها يا عمي...اقول لها ان جدي طلب المملك يملكني عليها قدام
الناس حتى ما اقدر اعارض..!!! اقول لها انها انفرضت علي بحياتي...! ولا اقول لها انا زوجك غصباً عنك وانسي كل احلامك ودراستك لأني مسلم وغيور و لا يمكن اسمح لزوجتي بالسفور..!! ولا اقول لها بسببك....)
قال له عمي (لا تكمل ..!!! ) ثم قال( كل اللي قلته ما ينفع كحوار مع زوجتك وبنت عمك اليتيمة..تبا تجرحها يا باسل ما يكفيها اللي شافته فحياتها..ما يكفي يتمها
انت تشوفها ...تشوف نظرة الحزن اللي ساكنة عيونها...ما تحس انه من ألمها لفقدان اهلها ما تسولف عنهم
لا يمكن تواصل الكلام معك لو ذكرت احد من اهلها ...ان ما رحمتها يا باسل وانت الريال العاقل
من راح يرحمها غيرك.....)
رد عليه باسل بسرعة( الله يهديك يا عمي..انا ما قلت هالكلام الا قدامك ..ولا عليا لا يمكن
اتكلم معها بهالطريقة....لا يمكن اجرحها بسالفة زواجي منها )
رد عليه عمي ( زين...لكن يا باسل تذكر اني وعمك احمد وجدتك ما راح نسكت لو حاولت
تأذي بنية سلطان )
قال له باسل ( يا عمي انا باسل....انا مو ابويه...لا تظن اني مثله )
مرض فوق مرض..!! الا ان الجرح اللي فقلبي اقوى من اللي فجنبي....!!
كنت اعرف انه ما يبيني...لكن مجرد الاستماع لاعترافه يقتلني..
ليش ما يباني...حتى ما قدر يجامل قدام عمي...متمسك فيني بشفقه ...
انا عاله عليه....!!
لما جيت ابا ارجع سريري ما قدرت اوقف..وبعد محاولات ودموعي مشوشة علي الرؤية قدرت اوصل لقرب السرير
واستندت عليه..بس ما قدرت اصعد..ارخيت راسي فيه وانا ابكي من الكلام اللي قهرني
وآلمني...ليش ما يباني..ويش ينقصني لدرجة انه ما قدر يجامل قدام عمي محمد...
انفتح الباب ..وسمعت خطواته السريعة قريبه مني
وصلني صوته المتفاجئ ( عليا.!.! ويش اللي قومك من السرير..) ثم اردف
لما اتضحت له شهقاتي( ليش تبكي ..حاسه بألم ...تكلمي يا بنت ..)
لما مد يده يحاول يرفعني للسرير من جديد..دفعت يده ورجعت امسح دموعي
وقلت له وانا اتألم ( مابا اتم هنيه....ابرجع البيت ..ما حبيت المكان..مو مرتاحه..)
رجعت ايدينه تحاوطني في محاوله لارجاعي للسرير وهو يقول
( اي بيت الله يهديك...انتي تو قايمه من البنج..وعمليتك ما صار لها الا كمً ساعة)
بعدت ايده بعنف وقلت له ( مو على كيفك ..والله اني ما اجلس هنيه ساعه..
واذا ما وديتني البيت بتصل فحد من عمامي يجي ياخذني..)
ثم اردفت من بين شهقاتي ( والله ما اتم هنيه)
ملامح الضيق ماليه وجه باسل وهو يسوق..بسبب الملاحظات اللي ازعجوه بها
الطاقم الطبي لما جاء يوقع على خروجي تحت مسؤوليته..بس انا احس اني
ما راح ارتاح الا في غرفتي....كنت احس بتعب متزايد....رجعت راسي للوراء
وكنت منتبهه لنظرات باسل بين الفتره والثانية...وحديثه الخفيف حتى يتأكد اني واعيه...
لما عبرنا البوابة ووقفت السيارة.. بديت اعدل جلستي..حتى اقدر انزل بنفسي..
لكن باسل ما ترك لي فرصة ..دار حول السيارة ووصل لجهتي وفتح الباب...
ومد يده يساعدني على النزول...قلت له بنرفزة ( بروحي قادره انزل)
قال بهدوء ( بس شوي....لأن السيارة مرتفعه )
بعد ما ساعدني بالنزول..سندني بايديه في طريقنا للدخول الى البيت..
قبل لا ندخل كانت جدتي بعيونها المحمره وملامحها الباكية قدام الباب
وصلني نحيبها المحمل بكلام حول امكانية فقداني
مثل ما سبق و فقدت اهلي... ..والم سنين......وموت وخوف....ما كنت متأكده ان الكلام هو
اللي كان كئيب.....ولا حالتي اللي زادته جرعه من الكآبه...!! ..
غمضت عيوني بألم وتعب...لما قربت جدتي ومسكت وجهي بين ايديها وهي تنتحب وتقبل
جبيني ووجنتي....ما كنت قادره اتحمل اي شي...بس ابا اروح غرفتي وانام...
باسل تقدم وبدا يهدي جدتي..ويطمنها بأني بخير...وانه موجود وما راح يتركني..
وعوده سببت لي الغثيان اكيد انه راح يقول كذا قدامها ..لكن اللي فقلبه شي مختلف
اللي في قلبه ما يتعدى الشفقة ..والاحساس بالمسؤولية من منطلقات انسانية بحت...!
تنهبت لما حسيت بضربه خفيفة على خدي..وسمعت صوت باسل
( عليا ..ويش فيك...؟؟قادره تسمعيني ..)
قلت بارهاق ( ابا اروح غرفتي)
صرخت جدتي برفض..وكذلك باسل...لأن غرفتي في الطابق الثاني..وفي غرف فاضية في الطابق الأول.......لكن اليوم رغم التعب الا ان مزاجي العاصف
ما يرضى ....الا لما يصير اللي في بالي...
تذمرت بتعب لما رفعني باسل بين ايديه من دون ما يترك لي مجال للصعود بنفسي..
وصلني صوته (انتي اليوم حالتك حاله مع هالعناد ..ويش صاير لك هااه)
لما تمددت على سريري حسيت براحه اكثر..فرق شاسع بين التواجد في سرير المستشفى البارد
وبين سرير البيت الدافي...
تذكرت فجأه اني ما صليت الظهر...ورغم اني كنت بالخارج بس ما قدرت احدد ويش الوقت
قلت لباسل وعيوني نصف مغلقة ( كم الساعة ....انا ما صليت الظهر..؟؟)
قال بهدوء ( ما بعد اذن الظهر..الساعة تو 11 ...انتي اللي كنتي مستعجله على طلعتك
من المستشفى)
تفاجأت ما توقعت ان كل اللي صار والألم اللي حسيته ما كمل 24ساعة..!!!
وانا اقول ليش الخدر ماليني...!!
كنت ابا اقوم اخلع العباية..والبس لبس قطني خفيف بس ما قدرت...
رجعت راسي بالمخده ونمت.......
فتحت عيوني بتعب لما حسيت بحركه جنبي ...وشفت باسل يفك الشيلة ..حاولت
ارفع يدي ..بس ما قدرت ...ورجعت انام من جديد
نهضت على ايد باسل تمسح جبيني بخفه...وصوته وهو يناديني..كان
باسل جالس جنبي بالسرير...
قال بهدوء ( كيف حالك الحين...حاسه بألم..)
اخذت وقت وانا استذكر الأحداث....لحد ما استوعبت...لما جيت ابا اجلس
قال بسرعة ( شوي شوي..حركتك هذي بتتعبك ترى )ثم قال
(خذي هالقميص القطني والبسيه...تقدري تقومي تتوضي ولا انادي الشغاله تساعدك..)
اقترنت حواجبي باستغراب ..وسألت ببحه وتعب
( انت ليش جالسه هنيه...؟؟ومن سمح لك تفتح درج ملابسي )..؟؟
قال بهدوء ( خلي عنك هالسوالف ..واذا تقدري قومي توضي وبدلي ملابسك
عشان اعطيك مسكن..لأن الألم بيزداد اذا ما خذتي المسكنات...)ثم اردف (انادي الشغالة..).؟؟
قلت له بهدوء ( لا ما يحتاج ..بس انت اطلع من هنيه) ..وبديت اتحرك بخفه
ورجعت القميص القطني...واخذت ثوب قطني طويل واسع باكمام طويله..
لما طلعت ما كنت مستقيمه بوقوفي..لأن الألم كان يزعجني شوي...
بعد ما نشفت وجهي...حطيت الفوطة على كرسي التسريحة وشفت باسل
ما زال موجود بالغرفة..!!!! ومستند على سريري وايده مغطيه وجهه..!!!
سحبت ساعتي من التسريحة وشفت الساعة 2 ...جوالي مطفي من امس ولا اذكر وين حطيته
سحبت شيلة الصلاة وصليت الظهر...لما خلصت كنت مجهده...ومنقهره من وجود باسل بالغرفة
رغم الأمان اللي احسه من وجوده واللي متناقض تماماً مع الواقع ..بس كان لازم يطلع من غرفتي..وينهي تمثيلياته ...
قلت له ( باسل ..اطلع من غرفتي..وحط المسكنات بالطاولة ...بروحي اعرف اخذ دوايه )
سحب يده من وجهه ..شكله كان نايم ..!!!
قال ( عليا لا تزعجيني..!! ما بتحملك دوم)!!
رديت عليه بعضب ( انت اللي تزعجني ويش مجلسنك في غرفتي ..اطلع ما لك دخل وما لك حق
تجلس فيها وانا ما سامحه لك..اطلع الحين ..اطلع )
قام من السرير..وقال ( تعالي ارتاحي بسريرك..انتي عمليتك راح تفتح اذا ضليتي بهالحال..
وراح نضطر نرجع للمستشفى ..وبعدها شوفي من يطلعك..)!!
قبل لا اتكلم ..سحب يدي بخفه ..وجلسني بالسرير..وجلس جنبي ..واعطاني اقراص المسكنات..!
ركزت نظراتي على عيونه ...لكن ما مديت يدي اخذ منه الأقراص..!
ثم بعد صمت خفيف..قلت له ( انا قايله لك اطلع من هنيه ...وترى اقدر اقرأ يعني اعرف اخذ الأقراص )!!
وصلني صوته اللي يدل على نفاذ صبره ( علــــــيـــا)
هزتني صرخته....بس ما زلت ما قادره اتحمل وجوده..رفعت عيني بعيونه النارية بتحدي
بس تخدرت كل مشاعر الضيق..بشعور غريب عني اول مره احسه في حياتي ...
لدرجة اني ما حسيت الا بيد باسل وهي ترفع كوب الماي قريب من فمي..!! متى حط
الأقراص..!!!!!
قال بأمر ( اشربي)...
بعدت ايده بعنف......بروحي قادره امسك كوب الماي..
قال بقوة وبحده ( عليــــا عن العناد..اشربي من يدي)
هو ما يعرف ان صوته مؤذي...ما يعرف ان حدته ما تتناسب مع اي انثى..كالعاده صوته
جمع الدموع بعيني..بس كنت مقاومه ..مابا ابكي ..رغم ارتجافتي..شربت الماي من يده
لكن شرقت بسبب شهقه مكتومه ..
بعد باسل الكوب وقال بضيق ( لا اله الا الله ..الحين ويش يبكي فالموضوع ..ويش هالحاله
ما تقدري تتحملي ليش تعاندي من البدايه ..)
وانا ابكي بصوت مكتوم رجعت اتمدد ....ووجهي متغطي بالمخده..
وصلني صوته المنزعج ( انا قايل ان هالعمليه مصيرها الفشل..عدلي تمددك ..تمددي
على ظهرك ) ثم ما انتظر ..قلبني على ظهري..وايدي مغطيه وجهي والدموع اللي مالتنه..!
بعد ايدي عن وجهي..وانا احارب ايده..بس ما قدرت ...
قال ( يا بنت الحلال والله بتتعبي من البكاء..بس خلاص اهدي...انا اسحب كل شي قلته..
رغم اني ما قلت الا اللي فيه مصلحتك...بس انتي اهدي الحين ووقفي هالبكا.. ..)
العصر صحيت على صوت عمتي هاجر...وزوجة عمي احمد..وزوجة عمي محمد اللي
استغربت تواجدها..لكني قدرته كثير..وبالطبع البنات كلهم جنبي فالسرير..
الكل كان يلومني على خروجي المبكر من المستشفى..! لكن بالنسبة لي مرتاحه
بالبيت اكثر....!
وصلني صوت مزون الخافت وهي تقول ( لو انا بدالك يا علووويه كان تميت شهر
فالمستشفى )!!
قلت لها باستغراب ( ليش )..!!
بس استغربت لما شفت وجهها محمر..!!! خجلانه ..!! غرييبه ويش اللي فالدنيا
يسكت ويخجل مزون.!!!
قالت هنادي بضحكة ( يا حلوه ترى سمعت ابويه يقول ان عزام مسافر مسقط معه مؤتمر
هالشهر )
قالت ساره بضحكة عاليه ( يعني كنتي راح تعفني فالمستشفى من دون ما تشوفي ظله )
ضحكت وانا تو افهم ان عزام خطيب مزون..!
سألت البنات ( عزام ولد من ..من عمامي..؟؟)
قالت هنادي بتأثر ( هالعزام يصير ولد اخو عمي هاشم زوج عمتي..يعني ولد عم مزون
بس احنا كلنا نقول ولد عمنا كذا متعودين.....خريج كلية الصيدلة...واهله متوفيين..
والأمر من كذا..!! انه يصير خطيب هالمجنونة )
بعدت عن البنات لما شفت بوادر حرب قايمة بين مزون وهنادي كالعادة..!!
بس ما استمرت هالحرب بعد صرخة عمتي وزوجة عمي عليهن ..!!
سألت باستغراب وانا اشوف مزون وهنادي كل وحده مستلمه علبه من الككاو الفاخر
( الحين انتن جايبات هالككاو ..عشان ترجعن تقضن عليه ..؟!)
قالت مزون بضحكة ( يا بنت الحلال خلينا نساعدك فيه....انتي احمدي ربك ان خلاك الدكتور
باسل تشربي كوب حليب..!!) ثم اردفت وهي تهز راسها ومنغمسه في اكل الككاو
( عاد كله كوم ..وباسل وحصل من يتسلط عليه كوم ثاني..!! )!!
قلت في قرارة نفسي....انتي صادقة يا مزون.....!!!
ما حسيت لما جات الفرصة بعد صلاة العشاء حتى انام براحة دون استيقاظ..
عدلت فراشي..وطفيت الأضواء...ونمت ......
لما استيقظت على الضوء القوي قفلت عيوني بضيق...ولما فتحتهم مره ثانية
عشان اشوف باسل واقف جنب سريري....وبايده حقيبة ..!!!رحمتك ياارب
( اصحي بس شوي.اتأكد من ضغط دمك ..والنبض...واشيك على العمليه وبعطيك علاجك ..ثم نامي ...)..
حركت راسي بعدم فهم..!! رغم اني فهمت النصف من كلامه .!! لكن يشيك على
العملية يعني ويش..؟؟؟!!
من دون ما ينتظر رد جلس جنبي فالسرير وفتح حقيبته الطبيه واخرج منها السماعة وصوبها باتجاه نبضات قلبي ....!!
رجعت راسي لأدنى درجه في المخده وانا احاول ابعد من هالوضع المحرج الغريب...
بعد لحظات رفع كتفي ولفه على جنب وحط السماعة اعلي ظهري..!
تنفست الصعداء لكن مو لفترة طويله..رجع وطلع جهاز قياس الضغط..!
ومن بعدها رجع عينه لشنطته وقال ( ارفعي الثوب خليني اشوف مكان العمليه
اذا محتاج تغيير اللصقه اليوم ولا باكر الصبح )!!
قلت له بغضب من بين اسناني ( في احــــلامــك)
قال ببرود ( بشوف العملية غصباً عنك...ولو انك في المستشفى كان راح يصير لك
نفس الشي )
رديت عليه بنرفزه ( في المستشفى غير...!! ) ثم اردفت ( عادي كنت راح اسمح
لهم منشان انهم ..مو انت..) ثم اكملت ونظراتي تجاهه( لذلك تحلم تطبق طبك فيني
لأني ما اسمح لك ...والحين اطلع من غرفتي لأني وصلت حدي منك..ولا ابا اشوفك)
شفت العيون النارية تستعر بغضب لكنه سيطر عليه بسرعه وقال بهدوء
( ما راح استغرب عصبيتك...لأن ضغط دمك مو معتدل..والأكيد انك تحسي بألم..)
ثم سكت...وقال ( تراني تعبان وابا انام ..وانتي بعد تعبانه خليني اخلص شغلي
واعطيك مسكن ....بيخفف عنك الألم ....وبتنامي بسهولة...)
سحبت الفراش حولي وقلت له ( ما يحتاج مسكن ولا منوم ولا غيار للعمليه)
وغطيت وجهي ثم اردفت من تحت اللحاف ( لا تنسى وانت طالع قفل الضوء)!
استغربت السكون والهدوء اللي دام لحظات..!!! ومن بعدها سمعت صوت
كأن باسل يدخل اغراضه فحقيبته الطبيه ..!! الحمدلله انه ما لزّم علي كالعاده....!!
وكنت اقنع نفسي بأن الألم اللي حاستنه مصيره بيزول لما بنام..!!!
استغربت لما حسيت بالبروده في ذراع يدي اللي كان خارج الفراش..ومثبتنه فوق
راسي..!!!!!!ويش هذا.....؟؟!!
قبل لا اسحب الفراشي بايدي الثانيه صرخت لما حسيت بالألم في ذراعي..!!!
سحبت الفراش بسرعة وشفت الابره مغروزة في يدي ومن دون استيعاب
راقبت باسل وهو يسحبها من يدي.!!!!
قلت له بصدمة ( انت كيف تسمح لنفسك....كيف قدرت تحقني من دون علمي..
من الاساس انا ما محتاجتنها ..)
قال ببرود ولا كنه مسوي شي( مورفين بيخفف الألم اللي تنكري وجوده قدامي..وبيسهل نومك
حتى اقدر اتأكد من عمليتك من دون ازعاج)!!!
رجعت راسي للوراء وانا احس عيوني ثقلت وقلت ( يا ويلك ..يا ويلك لو تلمسني بدون
اذني يا باسل...ترى والله اني ........) وكان اخر عهدي باليقظة...!!!!
|