كاتب الموضوع :
Noaaar
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: يا صلاله خبرينا // عن قلوباً 'تهتوينا'
(( الجزء الثاني ))
اللي اشوفه مو صحيح ..صار يتخيل لي هالشخص في كل مكان..حتى بالبيت..!!
لكن هذا هو اكيد..هذا هو المرعب اللي شفته قبل ايام بالجامعة..!! ويش يسوي جاي هنيه ومن الرجال اللي معه...يا الله ..ويش اللي يصير...!!
احساس بداخلي يحثني على الهرب ..بس وين اهرب ..والناس شافوني..ومن الأساس رجليني ما عاد اقدر احركهم...!!
( تفضلوا ...تفضلوا ...) صوت خالتي وصلني..وهي تحث هالغرباء المرعبين على الدخول..!!
يالله صاروا قريبين مني ...بس انا ما اقدر اتحرك...ابا ارجع غرفتي واقفل الباب ..بس ما اقدر
...ابا اصرخ ...بس ما اقدر...كني مجمده فمكاني..!!!
( زاد فضلك..يا اسماء )هالصوت مشابه وااايد لصوت ابويه.....!
صحيح ان ابويه ميت من سنين بس بعدني ما زلت قادره اذكر صوته....
رفعت راسي ..وفاجئني وجه الغريب قدام وجهي...تجمد كل ما فيني وانا اشوف
وجه ابويه...لاااااا كييف...؟؟؟ ابويه ميت ..انا احلم...ويش قاعد يصير فيني...الميت ما يعيش..!
...يمكن انا فيني شي مب طبيعي ...يمكن جنيت..يمكن انا ميته ...صحيح انا ما قاعده اتنفس ...حاولت اتنفس كذا مره بس من دون فايده...عيوني احس فيها مفتوحة بذهول وشبيه ابويه جالس يتكلم ..بس انا ما اسمع اي كلمه يقولها...حتى خالتي قربت وهي تتكلم....
والمرعب واقف في بداية الصالة...شفته يتقدم ويقول شيء ...بس انا ما اسمع ...غمضت عيوني ووقتها اول صوت سمعته كان صوت سقوط على الأرض تلاه صوت تكسر زجاج على الرخام...
غمضت عيوني اكثر ...وما عاد حسيت بشي...
شهقت لما حسيت بالماي البارد على وجهي...وفتحت عيوني وتضايقت لما شفت الأمور ما زالت على حالها ووجه شبيه ابويه قرب مني اكثر عن قبل..!!!
لحد ما اكتشفت السبب..اني ممده على الأرض ..وراسي على رجله ..!!
غمضت عيوني وفتحتها واحسه قرب مني..وهو يناديني بتوتر
: (يا بنت ..انتي بخير ..؟؟)
جاء صوت خشن من بعيد
: ( تطمن يا عمي هي بخير ..هذي مجرد صدمة خفيفة..ما عليها باس ان شاء الله )!!
تميت اتأمل وجهه من قريب ..هذا ابويه؟!!! ..انا متأكده انه هو ..
يا الله ويش كثر مشتاقة له.....مديت يدي اتلمس وجهه ..وقلت بصوت باكي..
: ( ابويه..انته هنيه ..انته حي...انا ..انا مشتاقة لك وايد)
غصة ألم مرت على وجهه...ومن ثم سمعت صوت خالتي المرهق وهي تقول
: ( عليا حبيبتي انتي بخير..حاسه بشي...)ثم اردفت بسرعة...(حبيبتي لا تخافي هذولا اهل ابوك وهذا عمك اخو ابوك )
عمي....!! هذا هو سر الشبه ..! اخو ابويه ...حسيت بجسمي ينتفض لكن قمت بسرعه ورفعت راسي الممدد بحضن المسمى عمي..
حاولت اقوم ...وسمعت صوت حاد من الخلف يقول
:( انتبهي لا يأذيك الزجاج المتكسر...)ثم اضاف بأمر..(وعدلي شيلتك وغطي وجهك)..!!
بعدت عن الزجاج ورحت جهة خالتي جلست على الكنب ..وعدلت شيلتي بس ما غطيت وجهي...!
ما زال جسمي يرتجف من الصدمة ...وعدم التصديق....أهل ابويه ويش اللي جايبنهم بعد هالسنوات...وليش هالجمود اللي فنظراتهم...أحس كأنهم جايين يخوضوا معركه ...!!
جاء الصوت من جهة الغريب المرعب ..اللي بعدني ما عرفت ويش صلة القرابة اللي تجمعني به
يمكن عمي ....!!بس لا ..هو قال غطي وجهك...!!!
( انتي ما تعرفي الدين ولا الأخلاق ...ليش ما تغطي وجهك..انا ولد عمك ..ولا خالتك ما عرفت تربيك زين) قالها اللي يكون ولد عمي بصوت خشن حاد
ضربة قوية لمفاهيم اللباقة في الزيارة والحديث..وفي الواقع صوته الخشن زاد الرعب في قلبي
اكثر واكثر ...ويش هذا الإنسان الغريب ...معقوله في حد يخوف كذا...هذا لو يروح يجاهد انا متأكده أن راح يكون اجره عظيم عند الله ...يمكن حتى ما يحتاج سلاح..نظره وحده ومعاها زجره بصوته الحاد وجيوش العدو راح تنسحب بانهزام...!!!
(ما معقوله...وقاحة مثل كذا ما شفت انا....جالسة تناظرين فيه بلا حيا...الله يرحمك يا عمي سلطان....هذي نتيجة اللي يتزوج من خارج جماعته)
هه الوقاحة على من تطلق في هالحالة...!!يمكن هالبني آدم فاهم الأمور بالخطأ...خلني اكسب فيه اجر واعلمه...رفعت عيني وحاولت انطق ..بس لما جات عيني فالعيون النارية ..فضلت الإنسحاب..ونسيت مبادرتي تماماً ..!!!
خالتي نطقت أخيراً...
( دكتور باسل ما كذا الحوار...لو سمحت.. خلنا نتحاور بهدوء.. وبدون كلام جارح)
دكتور وش دكتوره هالكتله النارية يكون دكتور...هه وفي أي مجال...لا يكون طب بشري بس..الله يستر...!!!
نطق اللي يقال انه عمي( للأسف يا أسماء انتي ما خليتي للحوار مكان...اللي سويتيه ما يتصدق وانتي اول من نبذ الحوار..ولا تنسي الأحداث اللي صارت قبل سنين)
شفت التوتر والضعف مالي وجه خالتي .. معقوله خالتي اللي دايم معروفه بقوتها ... في هاللحظة خايفة من هالأشخاص...طيب لييييش..؟؟
جاوبته خالتي بانفعال( مو تبيني اسوي يا بو خالد...هذي بنت اختي بحسبة بنتي ..واختي قبل الحادث موصتني عليها...وانا ادري انه اهلك ما متقبلينها لأنه والدتها مو من قبيلتكم ...وادري بالعادات والتشدد اللي معكم بالجنوب..فكيف تبيني ارتاح وانا اعرف انه بنت اختي ما مرتاحة)
نطق الدكتور باسل( اظن يا استاذة اسماء ان دراستك بأستراليا رسخت كثير من المعتقدات الخاطئة فعقليتك..ولا من متى الدين والأخلاق الإسلامية صار يطلق عليها تشدد)
ويش هالحرب الكلامية اللي جالسة تدور هنا...!!!وكيف هالأشخاص لهم معرفة بخالتي ...
وعن ويش يتكلموا ...بصراحة ..انا ما صرت فاهمه شي...!!
قال ابو خالد يعني عمي.!!! ( شوفي يا أسماء..احنا مقدرين اهتمامك ببنت اخينا..ورعايتك لها طوال السنين اللي مضت...لكن موضوع هروبك واختفائك مع البنت..هذا تحدي لا يمكن نسامح عليه...بالإضافة للتحدي الواضح لنا من خلال الإنفتاح الواضح اللي مربيه فيه البنت..والطامة الكبرى انك مدخلتها جامعة السلطان قابوس جامعة مختلطة ...ولا بعد كلية الطب...هذا شيء لا يمكن نتقبله)
اضاف الدكتور باسل بصوته المرعب( تصور يا عمي الموقف اللي انحطيت فيه لما اسمع بنت عمي تسرد اسمها بالكامل قدام الدكتور أسعد وقدامي...والقهر أن الدكتور يقولي بعد ما راحت ما شاء الله العائلة كلها أطباء أولاد وبنات...فهذاك الوقت حسيت راسي انحط بالقاع)..!
رجفة واضحة سيطرت علي في هذي اللحظة....! معقوله في ناس باقي يفكروا بهالمنطق..!
يعني الحين انا اصير علامة سيئة بالنسبة لهم..!
شفت خالتي تجذب نفس قوي..بس للأسف ما ساعدها في تهدئة أعصابها...لأنه الرجفة ما زالت تسري فيها...!! والتوتر والضيق والخوف ...اتضحوا لما تكلمت
: ( ويش المطلوب يا بوخالد...ويش قصدكم انته ودكتور باسل من هالكلام...ترى أنا مو مرتاحة لكم ابداً ..بعد هالمقدمة..)..
حاول المرعب يتكلم..بس عمه اشار له بأن يسكت حتى يتكلم بنفسه
: ( انتي فاهمتنا زين يا أسماء..اللي ما صار قبل سبع سنين وهربتي منه...راح يصير غدوه ( باكر )ولو على قطع اعناقنا..شرفنا واسمنا شيء غالي...وبنت اخونا احنا المسؤولين عنها ...والبنت من بكره راح ترجع معنا لبلادها للبلاد اللي تربى فيها ابوها...وراح تنسى هالجامعه والطب..حالها من حال قريناتها من بنات العائلة)
وقفت خالتي بعنف ..وصرخت بشدة توضح فقدانها لأعصابها
: ( لا تمني نفسك يا بوخالد...لا انت ولا اهلك يقدرو يوقفوا في حياة عليا ...عليا بنتي..وهي اللي اجتهدت واختارت مجال الطب..وراح تواصل غصبن عن الكل ...وراح استخدم كل الوسائل حتى اضمن هالشيء ..وحتى لو ألجأ للقانون...تسمعني....محد راح يوقف بوجه عليا ..وهذا انا احذرك...)
الكل وقف بعد هالكلام اللاذع اللي انطقت به خالتي...وبنفس القوة وبصوت اشد قال الدكتور باسل : ( كلامك وتهديدك يا أستاذة مردود عليك...انتي اللي جالسة في طريق البنت ...وانتي اللي حرمتيها من أهلها من عمامها ومن يدتها اللي ميته على شوفت بنت المرحوم...وانتي اللي جالسة تفرضي عليها قناعات ما تناسبها ....ابا أسألك وجاوبيني بصدق يا أسماء ..جالك يوم وخبرتي البنت عن اهلها بظفار ...وانهم يبونها تعيش معهم )..؟؟؟ثم اضاف باستهزاء (ولولا هروبك الجبان كان البنت بحضن اهلها بالجنوب..طوال هالسنين..)ثم اضاف بحده (ولا مثل ما اتوقع ماليه راسها من الكذبات عنا ....هاه جاوبي جالك يوم وخيرتيها بين العيش معك لوحدك او انها تعيش وسط جماعة واهل في مجتمع صالح ...وبيئة طبيعية ..ما تماثل هالواقع اللي معيشتنها فيه ..هاه جاوبي ياللي تتكلمي عن القناعات ...؟)
خالتي لاذت بالصمت....تمنيت اني اصرخ ...واوقول لها ..لا تصمتي..قولي اي عذر..برري..بس اترجاش لا تصمتي..لا تخلي كلامهم صح..واصير انا المخدوعة طول هالسنين..بان اهلي ما يبوني ..ولا حاولوا مره يتواصلوا معي...
لكن الصمت اللي زرع في قلبي احساس جديد ومؤلم..احساس القهر..والانخداع من شخص قريب ..شخص يمتلك قلبي ..وافديه بروحي...هالصمت هو اللي حل....رفعت عيني بتساؤل لعيون خالتي..بس اشاحت نظرها عني..
رغم الصمت...إلا أني حسيت بأن الكل فهم الموقف ..نظرات خالتي اللي ابتعدت عن عيوني ..الانكسار اللي متأكده انه بان في ملامحي ...اكد للجميع بأني كنت مغيبة عن الواقع والحقيقة وعايشة طوال هالسنين بوهم....!
بعد دقائق ...نطق العم المسمى ابوخالد
: ( احنا رايحين يا اسماء ..الوقت متأخر ...وباكر العصر راح نمر على البنت...وحذاري تحاولي تسوي أي حركة من هنا ولا هناك ...اقصد انك تحاولي تلعبي بفكرة اللجوء للقانون ...لااا هذا انا احذرك مو من مصلحتك ..ترى حضانة البنت من لما كان عمرها12 سنة معنا...والأوراق المزيفة اللي استخدمتيهن لتسهيل سفرك لأستراليا مع بنت اخويه راح نستخدمهن ضدك...فلا تقضي على بقية احترام نكنه لك لأنك خالة بنت اخونا بتصرفات راح تنقلب ضدك...هيا يا باسل خلنا نروح ..الوقت متأخر...)
|