كاتب الموضوع :
♫ معزوفة حنين ♫
المنتدى :
القصص المكتمله
رد: عزرائيلي الهوى ، للكاتبة : Sameera kareemy
(5)
رؤوس أخواتها تتزاحم من النوافذ بترقب لرؤيتي واقفا على باب بيتهن المتهالك..
متعجبات هن من زيارتي بعد طول انقطاع .. دفعت بعمار للداخل و أنا أبتسم لأبا رباب ( عمي )الذي جاء يلهث فرحا ..
تعانقنا و كان عناقا حارا خفف حدة توتري .. كان يربت على كتفي و يردد كلمات ترحيبية عميقة ..
جرني من يدي : ادخل جميع الرجال بالداخل ..
كان صعبا علي تذكر أسماء أزواج أخواتها ناهيك عن أسماء أقاربها من بنون العم و العمة و الخالة ..
و كانوا متعاونين معي ليعيد كل شخص تعريف نفسه ..
و كنت أواري حرجي بابتسامات ارتباك و توتر ..
و فاضل قابع هناك يشمت بي .. و أخيها يتشاغل بالحديث مع أحدهم و لم يكلف نفسه عناء التسليم علي ..
ما هزني فعلا ! أنني سمعت حمحمة ليست غريبة علي ..رفعت رأسي حيث هب فاضل فرحا: أبي تأخرت !
دخل المجلس بهيبته و ابتسم ليدير بعينيه في الوجوه .. ليصطدم بنظراته معي ..
من المفترض تماما أن يكون عبد الرحمن هنا..فهو ابن العمة الحميم
و من الغريب أن أكون أنا هنا .. فأنا زوج الابنة الكبرى المتهرب عن اجتماع العائلة الاسبوعي ..
و كأن أخيها استشعر حرجي فأحب أن يصب النار على الزيت لينهض مقاطعا عبد الرحمن في مسيرته للتسليم على الجميع ..
خاطبه بصوت عالي: عبد الرحمن زوج رباب هنا ..يريد العراك معك
لم يكن تعليقه ظريفا على أية حال .. رمقني عبد الرحمن و ابتسم ابتسامة جانبية ليخطو بجسده النحيل متقدما ناحيتي .. نهضت بصعوبة و أنا أضع كوب الشاي جانبا ..
تصافحنا ببرود و همس عبد الرحمن : كيف حال رباب؟ رغم أني أعلم أنها بخير .. أخبرتني بذلك للتو في لقائي معها في الصالة
اشتعلت الغيرة بصدري و نظرت للجميع.. انشغلوا جميعهم بالترحيب بشخص آخر لا أعرفه ..
عدت انظر له هامسا متجرعا عبراتي : رباب بخير .. أنت كيف حالك؟ لم لم تأتي للقاء الوظيفة؟
رفع حاجبيه:ألم تكن وظيفة الحارس هي الأنسب لي؟؟
قلت بكذبة : قارنتك بين المتقدمين لوظيفة المراسل و رجحتك أنت
ابتسم بغرور ثم همس : رباب أصرت عليك ان توظفني أليس كذلك؟
تجمدت ملامحي فأتمم بهمس: رباب كما في السابق لا ترضى علي الهوان ..
وددت لو أسكب الشاي في وجهه لتمرسه في نسب رباب إليه بدون احترام لزواجي منها..
أولم يطلقها؟
ماذا يريد بعد؟
..
في تلك الليلة ظللت أنتظرها في غرفتي ..
و أنتظر المعجزة تحدث لتتذكرني و تأتي لفتح الباب..
سأقنعها سأرجوها سأجبرها ...
خطأي أنني تزوجت بامرأة تفوقني عمرا ترى فيا التفاهة و ترى في عقلها الرجاحة ..
ترى ماذا سيفعل عبد الرحمن لو قابلته رباب بهجران لمدة اسبوع واحد فقط.. ؟
اي رجل سيتحول لحيوان سينقض على فريسته اذا جاع حقا و لا يهم مدى قبولها و رفضها .. المهم أن يشبع ..
فقط أنا كنت ديمقراطيا في هذا الموضوع حتى تمادت رباب و لم يعد يجدي فيها أي شيء ..
كنت متاهبا لليلة حمراء بعد طول انقطاع و صرت أتشبث بالغطاء بعنف كلما فكرت في الموضوع فيهيج جسدي و يتحرق و يبدأ في الدخول في تلك الحالة ..
اتصلت بها.. فأسرعت لقطع الخط و سمعت خطواتها على السلم بعد دقائق ..
يفتح الباب فتنظر لي عاقدة حاجبيها : ماذا تريد؟
أحاول أن أبتسم و أنا أمسح على السرير : تعالي اجلسي
تنهدت و اقبلت لتجلس القرفصاء قبالتي .. و قد شمرت عن كمين مبللين بالماء .. كانت تعمل بجد كالعادة برغم وجود الخدم ..
قالت بحدة :" أحرجتني في منزل أبي .. جميعهم سألوني لماذا خرجت مبكراً ! و فجأة هكذا !
ابتسمت :" شعرت بالغربة بدونكِ ! "
نظرت لي لبرهة ثم غضت بصرها :" هل من اللائق أن ينقطع زوج الابنة الكبرى عن زيارة أهل زوجته كل هذه الفترة و حين يدعونه على وليمة يخرج مبكراً !! ماذا سيقولون عنك ! ! سيقولون ما هذا التكبر و الغرور .. أتسائل لمَ لا تزورهم بشكل مُستمر؟ أبي يحبك كثيراً"
ابتسمت :" لا بأس سأحاول أن أبدأ أعتاد على زيارة أهلك "
ضربت بكفيها على ركبتيها و هي تقول بضجر :" لا فائدة تُرجى مِنك .. لطالما وعدتني"
همست مشتتا بصري : رباب أنا....
رفعت عيناي لها في تخدر غريب و هذا التخدر تكشفه رباب و تكشف ما وراءه ..
بدت متأهبة و متشنجنة .. فأطرقت برأسي: أنا رجل يا رباب و أحتاج لذلك بالحاح ..( بارتباك ) أنني أتعذب يا رباب .. لماذا ترفضين ذلك ؟
ثارت و توترت و هي تقول بحدة : و أنت لا موضوع لديك إلا هذا الموضوع ؟؟كفاك شهوانية .. انت كبرت على هذه التصرفات حقا
هبت للمغادرة فأمسكت بذراعها قبل أن تبعدني بشراسة :- اتركني
همست : أنت تقودينني للجنون .. ربما أفعل أي شيء يخطر في بالك لأشبع هذه الرغبة
تسمرت و هي تتأملني ثم زمجرت : فلتفعل ما تشاء فلا تفرق عن الحيوانات بشيء .. أما أنا فلست أستطيع أن أهب نفسي لأي شخص .. و هربت مني متقززة ..
تأملت ظلالها و ابتسمت بسخرية .. نعم لن تهب نفسها إلا لعبد الرحمن..
حينها فكرت كثيرا بصباح التي تسكن في منطقتي .. و للأسف كنت أعمى..
أعمتني الشهوة في تلك الليلة .. و وجدتني أفقد عقلي .. نسيت كل شيء ! نسيت الله ! نسيت عمار ! نسيت كل مبادئي .. و رحت أنغمس في حمام ساخن هيج شهواتي أكثر ..
فأرتدي ملابسي على عجل و أنا أنظر لوجهي المتورد في المرآة .. رششت عطري بسرعة و هممت للخروج و أنا أنتشل مفتاح السيارة و محفظتي .. ثم أهبط على الدرجات أعاين المبلغ الذي بحوزتي اذ يكفي أم لا..و أنا أشعر بفحيح الشيطان يُبث في أذني ..
تناولت الهاتف و أنا أرتجف لأسال فواز بهمس و أنا أتلفت حولي : أين منزل صباح هذه؟ (عضضت شفتاي) ما عدت أحتمل
-تعجبني حقا !عش حياتك و استمتع ..منزلها في ......
ليتمثل فواز بالشيطان نفسه و هو يدلني ببساطة على منزلها !
كيف اتخذت القرار سريعا؟
لا أعلم ! و لكن ما استفزني بأن تخطيت الصالة لأخرج من المنزل في ساعة متأخرة من الليل و كانت رباب تنظر لي و هي تستعد للصعود على السلم.. و لم تفكر بسؤالي إلى أين أذهب ..
ربما لو استوقفتني لاستفقت من نوبة جنوني ..لكنها لم تفعل....
أمام منزل الحرام أترجل من سيارتي .. و أقف أزدرد ريقي .. و أنا أمد أصابعي لعنقي الحار ..أتكئ على سياج المنزل و أشعر برأسي يشتعل ..
لم أفكر مسبقا بسلك هذا الطريق و كنت أؤمن أن الزواج مهما بلغت مشاكله فعلاجه التفاهم أو الطلاق .. لم أفهم لماذا اخترت هذا الحل ..
بررت لنفسي بأني أحب رباب و حاجتي جنسية فقط و يمكن تعويض ذلك في أي منزل دعارة .. و بثمن بخس ..و لكن حاجتي أكبر من ذلك . .
ربما سلكت هذا الطريق لأثأر على جور رباب و اضطهادها لي. .
لم أكن في ذلك الوقت أعي فظاعة ما كُنت أنوي فعله ! كُنت مُنوماً مغناطيسياً .. أسير تباعاً لما يمليه علي الشيطان..
قرعت الجرس و صرت أنظر حولي في توجس و قلق .. فتُح الباب و خرجت خادمة تدعوني للدخول دون أي مقدمات.. يبدو أن باب هذا المنزل مشرع على الدوام..
جلست في الصالة لثواني أراقب الصور المعلقة في الحائط.. امرأة ثلاثينية بشعر مموج قمحي اللون و بشرة بيضاء .. كانت جميلة ..
تفحصت الصور بعيناي قبل أن تطرق الأرضية خطوات واثقة و صوت ناعم : مرحبا
استدرت لها و سرحت مطولا في ذلك القوام .. و شعرت بنفسي طفل يرى حلوى لأول مرة حياته ..
المرأة في حياتي .. مثال ممل و رتيب يشبه رباب .. ثوب طويل و جسد غير متناسق موشوم بآثار الطبخ و الطهي.. وشعر أشيب و ملامح مجهدة ..
و هنا وقفت أمام جسد انثوي بارز المعالم .. فستان قصير كشف على بشرة ناعمة صافية و خصر منحوت بدقة و شعر مموج حول وجهها المزين بالمساحيق التجميلية ..
ازدردت ريقي و أنا اشعر بناري تشب أكثر لأراها تدعوني للجلوس مبتسمة و بغنج مبالغ به همست و هي تجلس قبالتي: كم تدفع؟
تضع ساقا على ساق فأرتعد بشهواتي و أهمس و أنا أشيح ببصري : كما تريدين
بابتسامة : متزوج؟
تذكرت رباب و قلت بأسى : نعم
-تبحث عن التجديد أليس كذلك؟
ابتسمت بسخرية من نفسي .. و هل كان لدي شيء لأجدده ..
حاطتني بنظرات عميقة جريئة ثم همست :- رغم انك تبدو رجلا ميسور الحال وسيم الطلة .. الا انك تبدو حزينا حقا..
كنت أعلم أن ال****** لهن اسلوبا ماكرا في الاستدراج و الخداع و لكن رغم هذا .. صرت مثلي مثل غيري أبتسم و أنا على سرير الخطيئة الملوث .. تفوح منه رائحة الذنوب المتراكمة ..
أصابعها تمسك بذقني لترفع وجهي ناحيتها .. تبتسم و العهر ينطق في عينيها : سأمتعك ! لن تندم أبدا
تبتسم فتلتمع شفتيها بأحمر الشفاه القاني .. و تتلمس بأناملها النحيلة خدي المتوهج..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(6)
كنت أعلم أن ال****** لهن اسلوبا ماكرا في الاستدراج و الخداع و لكن رغم هذا .. صرت مثلي مثل غيري أبتسم و أنا على سرير الخطيئة الملوث .. تفوح منه رائحة الذنوب المتراكمة ..
أصابعها تمسك بذقني لترفع وجهي ناحيتها .. تبتسم و العهر ينطق في عينيها : سأمتعك ! لن تندم أبدا
تبتسم فتلتمع شفتيها بأحمر الشفاه القاني .. و تتلمس بأناملها النحيلة خدي المتوهج..
يسقط فستانها على الأرضية بمجون..
تضرب بكفيها على السرير و هي تبتسم لتواجهني بنظرة ملؤها اللؤم ..
تقترب كفهد رشيق واثق من استسلام ضحيته .. و تواجه بعينيها عيناي منتشية بهذا الدور ..
جسدي يصل لذروة هيجانه و لكني رغم هذا أتشبث بملابسي .. أحافظ على رائحة رباب الوهمية فيها ..
بل رائحة عمار .. كيف لي أن أتلوث هكذا؟
كنت اشعر بمشاعر متضاربة ما بين الشهوة و الندم و النفور ..
و في ذهني تطل رباب بعنفوانها و عفتها .. و تسبيحاتها و استغفاراتها في منتصف الليل.. ..
أنتفض .. فهناك تتلى الآيات !
أهتز .. رباب الآن تسير بطُهرٍ و هي تلبس خمار الصلاة !
هُناك تمسح رباب بيدها على رأس عمار بهدوء ملائكي ...
شعرت بلعنات الله تهطل على هذا السرير و شعرت بجسد هذه ال***** يتحول لقبر دامس يحكم الضغط علي ..
الشياطين تتراقص من حولي على نغمات رقع قلبي .. طُهري يراق كدم غزير لن يتوقف إلا عندما ألفظ آخر أنفاسي ..
نفرت بشدة من هذه اللبؤة المتمرسة في افتراس فريستها بشدة و رأيتني أقرر بشكل فعلي أن أفر منها ..
أمسكت بكتفيها العاريتين و أشخت بوجهي بقوة .. لهثت : كفى ..
تلمست عنقي أستجدي الأوكسجين .. و صرت أتعرق بعنف قبل أن أنهض مسرعاً من السرير ..
كانت ترمقني بذهول .. ربما لم تتوقع أن يرفض أحدهم اغراءاتها ..
زفرت و أنا أبحث عن حاجياتي و همست: آسف .. ساعطيك ما كنت تمنينه من المال( بغصة) لكني غيرت رأيي
فتحت محفظتي فانتشلتها مني بقوة و رمتها جانبا .. واجهتني بابتسامة خبيثة : اذ أعجبتني اللعبة أنا من يقرر متى تنتهي ..
تاملتها بعمق ثم أشحت بوجهي :" رجاءاً ابتعدي "
همست : أعلم أنك تفكر بأشياء كثيرة الآن ! زوجتك و أهلك و أشياء سخيفة كثيرة .. يجب أن تنسى الجميع في هذه اللحظات .. يجب الا تفكر بأي شيء سوى المتعة... لن تستطيع تعويض هذه اللحظات
تتناول قنينة قاتمة اللون لتصب محتواها في أحد الكؤوس.. ثم تهمس :ستنسى كل شيء..
تتقدم ناحيتي بابتسامة تدل على الخبرة ..تبتسم و هي تقدم لي الكأس : دعنا نبدأ من جديد
خدر لذيذ سيطر على أطرافي ..
ترجلت من السيارة بصعوبة و أنا أشعر بالدوار ..
أشعر ببرودة جميلة تعتريني .. و سعادة غامرة لا يمكن وصفها.. أفتح باب منزلي لأتقدم و أنا أمسك بالجدران كي لا أقع ..
أسكرتني المتعة أكثر من الخمرة ..
و فهمت أن الخمر مهمته أن يفقأ عيني ضميرك لألا يرى آثامك.. قميصي بالكاد استطعت غلق ثلاثة أزرار منه و شعري منكوش مبعثر ..
كنت أهذي بصباح تلك الفاتنة .. و أنا أصعد الدرج متجها لغرفتي .. لولا أنني شعرت بيد تسحبني بعنف لأقع على الأرضية الرخامية مبعثرا آخر ما لدي من طاقة ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(7)
بصعوبة رفعت رأسي بألم ..
رأيت ثلاثة شياطين تحلق فوق رأسي .. وجه رباب و وجه فاضل و وجه عبد الرحمن!
ظننت نفسي أتوهم لبرهة و عجز عقلي المخمور عن تفسير وجود عبد الرحمن ..بل و عجزت عن تقبل فكرة أنني كشفت أمام أكثر الناس حقدا علي ..
انتفضت رباب و هي تغطي فمها و توشحت أكثر بعباءتها قبل أن تهمس :الحيوان القذر ! فعلها ....
همس فاضل باشمئزاز : أنظرا لآثار قبلات ال****** على عنقه..
التقط عبد الرحمن خشبة طويلة ليهمس : دعوني أصفي حسابا قديما مع هذه الحشرة ..
نظرت بحقد له رغم دوي الصداع الذي يدوي دويه برأسي .. فباغتني بصفعة قاسية تلتها بصقة اشمئزاز ثم همس:رباب .. لا تفكري بالعودة لهذا الخسيس ...و انهال عليا بضرب جنوني بتلك الخشبة ..
كنت أحاول صد تلك الضربات بذراعاي فأهوي بألم متكئا على كفاي و أنزف من فمي ..
لأرفع رأسي أبحث عن عيني رباب و لكني رأيت فاضل ..الفتى الذي اعتنيت به قدر الامكان في فترة مراهقته ..أراه ينتهز الفرصة للانتقام من زوج أمه الذي يكره ..
فيهجم ككلب مسعور لينظم للكلب الكبير في عملية جنونية لتمزيقي اربا اربا بتلك العصي الطويلة .. كنت أصرخ و أزمجر.. حانقا على نفسي و على هذه الكلاب التي اقتحمت منزلي و بلا خجل تحاول نسفي .. أنا مذنب نعم ..
زاني نعم!
شيطان إنسي ! نعم
قذر و منحط ! نعم
و لكن عقابي لن يكون بين يديهما. .
هتف عبد الرحمن بحزم"كفى فاضل ! "
هنا حركت رأسي بجهد و كنت ملقاً على الأرض باستسلام و خدي الملطخ بالدم ملتصق بالأرضية الرخامية الباردة..
رمقني عبد الرحمن باحتقار ثم همس: سأخذه لمركز الشرطة و هناك فقط سينال جزاءه بالسجن ... ( بهمس ) العاهر المنحط
ركلني بحذاءه بقسوة ثم نظر لرباب المنكمشة .. همس بلطف :" لا تخافي رباب ! حقك لن يضيع "
خرج من المنزل لغرض ما.. ليلحقه جروه فاضل .. فأحرك رأسي بصعوبة لرباب ..لم أستطع رؤية ملامحها من هول ما أعانيه من ألم .. لكني على علم من كيف تكون ملامح كل زوجة حين تكتشف خيانة زوجها لها..
همست بعبرة: آسف ..آسف حقا
انتفضت و هي تغطي وجهها ثم صرخت:اخرس اخرس .. أكرهك .. أكرهك يا سافل يا حقير ..
ثم حملقت بي(بحقد) هامسة :كنت أعرف عن حيوانيتك و شهوانيتك القذرة لكن لم أتصور أن تفعلها ..
( بكت )سمعت حديثك مع صديقك في الهاتف و عرفت كل شيء.. . .
و نحبت بعمق أنا أراقبها و أشعر بالعار يغلفني ... كنت أشعر برغبة بالفناء فما عدت أستحق العيش بعد الذي فعلته!
فما عُدت أكن لنفسي ذرة احترام بعد الذي جنيته ..
ما أقسى ما كنت أعانيه في تلك اللحظات..ما بين خجلي من رباب و ذًلي أمام عدوي ..
حيث جرني حبيب زوجتي من قميصي كالشاة و هو يكيل إلي أشنع الشتائم.. ليتاهب ابنه لزجي في السيارة مخاطبا أبيه حول كيفية رميي في المخفر ..
الصداع كان قد فتك برأسي فتكا عظيما .. و أنا أنظر لفاضل و هو يقيد معصميا لبعضهما البعض .. ثم يرشقني بنظرات حقد و يتمتم بأقذر كلمات سمعتها في حياتي : أيها الـ (....) الـ (....)
يبصق علي بقسوة فأغمض عيناي مشيحا بوجهي ..
قاطعه أبوه هامسا :لا يا فاضل لا تذله أكثر .. ( نظر لي بكره ) سينال جزاءه قريبا..
أولم تذلني أنت يا عبد الرحمن بدخولك منزلي في ساعة متأخرة من الليل؟ بزعم أنك ستسلم الجاني للعدالة ليصفى لك الجو مع طليقتك
عضضت شفتاي ... تبا لي و لجنوني و شهوتي التي لم أستطع كبحها بأي وسيلة ..
فتركت باب بيتي مشرعا لعبد الرحمن..
واتتني رغبة جامحة بأن أذرف دموع حارة و أنا أفكر .. أهو عقاب مُعجل يا ربي؟
رمقني عبد الرحمن..من خلال المرآة و تفحص,مشاعر الندم الطافية على وجهي بقوة
قال : خطأ رباب أنها تزوجت رجل متسكع مثلك.. كل يوم في أحضان ال****** ..
رفعت بصري له بحقد ثم همست : رباب لن تكون لك يا عبد الرحمن مهما فعلت
ابتسم بسخرية ثم قال : و هل رباب تريدك بعد اليوم؟ ( بتحقير ) تزوجتك لتفاخر بك أمامي انتقاما .. و قالت لي استبدلتك بزوج صغير السن وسيم أشقر ثري و يملك فيلا ..( ابتسم بانتصار) قلت لها مهما كان زوجك الجديد مميزا فلن تستطيعي أن تحبيه ما حييتي ﻷنك زوجتي أولا و آخرا و ستعودين لي ..
ضيقت فتحتا عيناي و أنا أنظر للتشفي في عينيه .. و علمت أنها فرصته ليستعيد رباب ..
__
امتثلت أمام الضابط و الدم يلوث قميصي الممزق .. نظرت لعبد الرحمن و هو يشرح للضابط كيف تم ضبطي متلبسا مخمورا ..
تفحصني الضابط بنظراته ثم وجه حديثه لعبد الرحمن :" و لماذا هو في هذه الحالة ؟ "
قال فاضل باستقواء :" أبرحناه ضرباً يا سيدي !"
رمقته بحقد ثم أطرقت برأسي ..
سألني الضابط حينها: هل تقر بأنك زنيت و شربت الخمرة ؟
هززت رأسي ايجابيا باعتراف و الذل يتقاطر مني ..
- ستعترف بكل شيء؟ و مع من زنيت؟
- نعم
- هل لديك بطاقتك السكانية؟
أخرجت محفظتي الخالية من أي قطعة نقود .. كل النقود سلمتها بعبودية لصباح..
أعطيته البطاقة و كان الضابط ممتنا لتعاوني .. بمجرد أن نظر لمحتوى البطاقة فكر مطولا ثم خاطبني: أنت تاجر أدوية أليس كذلك؟؟
-نعم
فكر الضابط عميقا ثم نظر لعبد الرحمن الحانق علي ..
- حسنا هذا الرجل موقوف لدينا للتحقيق و تنفيذ العقاب اذ ثبتت عليه التهمة
قال عبد الرحمن باستغراب : و لكنها ثابتة تماما سيدي مع اعترافه بالجريمة
قال الضابط بحدة : و ما دخلك في عمل الشرطة.. أخبرناك أننا سنحقق معه و نجري بعض الاجراءات اللازمة.. انصرف رجاءا
تأملت عبد الرحمن و هو يبتعد مع ابنه فاضل الذي رمقني بنظرة ملؤها الاشمئزاز ثم بصق ناحيتي..
تعجبت من هذا الثور ! في السابق كنت أقله للمدرسة يومياً و أحاول استمالته ناحيتي و لكنه حقود نكّار للجميل كأبويه..
.. انتبهت للضابط و هو يناديني بتهذيب: يا سيد
لم أكن أألف هذه اللطافة عند ضباط الشرطة ..ابتسم بحنية عجيبة و نهض ليقتادني بنفسه لممر ضيق و هو يربت على كتفي قائلا :
سيقومون بتعقيم جراحك بعد أن تأخذ حماما ساخنا .. سترتاح .. و غدا صباحا سيكون بيننا حديث
فك عن معصمي الحبال ثم نظر لي بابتسامة : لا تقلق .. لدينا معك صفقة ..
رمشت بعيناي بغير استيعاب فحثني على دخول غرفة و الانتظار .. كنت محتارا حقا و ما زاد حيرتي دخول رجلين .. قاما بدعوتي لدخول حمام واسع نظيف لا أظنه للسجناء ..
نظرت للماء المعطر و ألقيت بقميصي الدامي .. و غطست في حوض السباحة الواسع أفرك شعري عن آثار الدم و العرق .. انتشيت حقا بذلك الحمام الفاخر و بمزيج الصابون برائحته المنعشة ..
أخذت وقتا طويلا في السباحة أزيل آثار الخمرة و الخطيئة مع صباح و آثار الدم اثر ضربات عبد الرحمن و ابنه .. و تعجبت ... لقد تركوني أستحم لكل هذه الفترة ؟
في تلك اللحظة سمعت صوت انفتاح الباب ليأتي صوت مهذب من وراء الستارة
- هل انتهيت؟
- نعم
- ارتد ملابسك لتتم معالجتك..
- حسنا
عدت أسأل نفسي ! هل أنا في مركز شرطة؟ ..
|