كاتب الموضوع :
♫ معزوفة حنين ♫
المنتدى :
القصص المكتمله
رد: عزرائيلي الهوى ، للكاتبة : Sameera kareemy
(22)
هَبطت على الدَرج لأجلس في المطبخ أغرف لنفسي كالعادة ما تبقى من الطعام !
أنظر لطبقي مُطولاً ثم أرفع عيني للخادمة بحرج :" هل هذا كل شيء؟"
تقترب الخادمة باهتمام لترى القِدر فارغ تماماً والأرز لم يكن يغطي نصف الصحن .. فقالت بتوتر :
" اسأل مدام رباب ! "
نظرت لها عميقاً ثم همست :" شُكراً "
شمرت أكمام القميص بلونه الباذنجاني القاتم ..
الذي يعكس التورد الطاغي على وجهي و جسدي ..
لم أعد في حال طبيعية بعد اليوم !
جَسدي و بعد كل لقاء محموم مع رباب و غيرها فأنه يسخن و تبدأ شعيرات الدم فيه بالتمدد ..
تناولت طعامي و أنا أحاول أن أقتصد في قطعة اللحم الصغيرة جداً ..مططت شفتاي و فهمت أني ! حائط حقاً !
أنا هُنا الشخص الذي يتناول ما تبقى في القدّور ! أتناول فضلتهم ! و أنا من يعيلهم و يصرف عليهم !
أي جُحود هذا؟
انتبهت لرباب التي دخلت المطبخ..
كانت تخطو إلى الداخل بقوة و كأنها مستعدة لحرب ضارية ..
شعرها الطويل تجمعه بعنف فتتضح أكثر ملامحها المتوترة و الحاقدة ..
قالت بحدة و هي تأمر الخادمة :" نظفي المطبخ الآن! الآن صوفي ألم أقل لك ذلك"
بعيني كُنت أراقبها قبل أن أرمش بضيق و أنا أنظر للخادمة التي همست و هي تنظر لي بتوتر:
" سيد يوسف يأكل هُنا "
حدّقت رباب بالخادمة لتتحاشى النظر لي ثم همست بصرامة :" الآن نظفي ! فهمتِ؟ "
و غادرت المَطبخ ..
نظرت للخادمة المسكينة التي تنظر لي بحيرة فابتسمت و أنا أترك الملعقة و نهضت حاملاً عكّازي ..
-
أجلس في غرفة الجلوس أتصفح البريد الالكتروني في حاسوبي المحمول ..
أنهمك في العمل أو أحاول الانهماك في العمل ..!
فلم أعد أستطيع التركيز في شيء ..
أرفع رأسي لألقيه بعجز على مسند الكرسي ..
أضع كفي أمام عيناي و أنا أراقب المسافات بين أصابعي ..
الحياة مع رباب أصبحت فظيعة ! الغرف في بيتي تبدو كلها كسجن انفرادي ..
في كل مكان في بيتي لا يمكنني إلا أن أنفرد بذاتي أو ...
أجتمع مع جلاد يتفنن بتعذيب قلبي أشنع تعذيب ..
بيتي يشبه المعتقلات التي مكثت فيها أربعة شهور ! لا شيء سوى التعذيب ..
أنام ! و جروحي تنزف و لا أحد يكترث!
مشاعري تستصرخ من شدة الوجع و لا مغيث أبداً ! كُلهم جلاّدون !
أنتبه لرنين يعلو فجاة .. هاتف رباب كان على المنضدة ..
تأملته مُطولاً قَبل أن أمد أصابعي له بجهد ..
أنصعق ! عندما أرى اسمه يتراقص عل شاشة الهاتف ..
عبد الرحمن البغيض !!
اهتزت أصابعي قبل أن أرفع رأسي لرباب و هي تقف أمامي مشتعلة !
تنزع مني الهاتف بعنف ثم ترد على الهاتف و هي تشيح ببصرها عني :" أهلا عبد الرحمن ! "
صوتها صار أنعم و قد هدأت ملامحها بشكل رهيب ..
تعود لتقول :"نعم ! عبد الرحمن أجّل الرحلة ! ( نظرت لي بكره ) هناك عارض حدث...
بعد غد؟ لا أعلم سنتفق فيما بعد "
أراقبها و النيران تشتعل في جوفي بجنون ..
تقول بمرح :"انتبه لنفسك.. "
و تضحك بعد أن تودعه و هي تتمنى سلامته!!
كانت معدتي تعتصر ألماً و قد احتقن وجهي
و أنا أشتت بصري بحنق فتهمس هي بغضب مكتوم ممزوج باشمئزاز :
" إياك أن تمس حاجاتي !! لم أعد شيئاً يخصك ! اشعر ببعض الخَجل من فعلتك "
كانت ستغادر لولا صرختي :" رباب ! "
كان حاجبايّ يهتزان غضباَ لا يمكن كبحه !
اقتربت نحوي و اتكئت بكفيها على المنضدة واجهتني بملامحها الشرسة و همست باشمئزاز :
" نعم أحدّث عبد الرحمن عبر الهاتف و منذ زمن طويل هل لديك اعتراض ؟ "
كُنت أنظر لها بحنق و أنا أكز على أسناني ..
و في داخلي أشتمها بأقذر الشتائم ..
فتهمس هي بسخرية :" لا تقنعني أنك لك ذرة رجولة و غيرة ! أمثالك تعودوا على العُهر و الفسوق "
دون إرادة مني رفعت كفي لتضج الغرفة بدوي صفعة !
كانت ترمقني بصدمة شديدة مع الاحمرار الذي طفح على خدها الأيمن ..
حوّلت أنظاري لعمار الذي كان يراقبنا منذ مُدة دون أن أنتبه ..
كان خائفاً ! متوتراً ! لعبته سقطت على الأرضية بذهول ..
استجمعت رباب قواها لتبصق باشمئزاز علي قبل أن تستدير بغضب ..
هُنا تقلصت ملامح عمّار منذرة ببكاء عاتي ..
اقتربت هي نحوه بغضب و هي تصرخ :
" نعم أبوك فاسق و فاجر و (... ) و (... ) بل هو (... ) و هو ابن زنا و تزوجني ليجد له أصلاً ! و منذ متى كان لأبناء الزنا أصل و فصل .. جميعهم قذرين و (... ) .. أبوك انتشله الزبال من حاويات القمامة ! لأتزوج أنا بكومة القذارة هذه "
كل تلك الكلمات صرخت بها بوجه طفلي قبل أن تغادر غاضبة ..
لازلت مَصدوماً تجتاحني مشاعر كثيرة ! أشعر بالاهانة و الغضب .. بدأت أكرهها حقاً !
فتحت ذراعاي بحنان لعمّار الذي ركض نحوي يستجدي الأمان ..
تسلق جسدي المُتعب و طوق بذراعيه رقبتي و دفن وجهه في صدري ..
بَكى بخوف و لم يتمكن من ترجمة مشاعره ..
لكني أعلم أي شعور يشعر به طفل في مثل عمره يرى أسرته على وشك التفكك !
ذلك ما كُنت أعانيه في طفولتي ! لا عائلة ! لا أسرة
لم يعد يجدي مع رباب أي شيء! الطرق كلها مسدودة !
صُرت تعايريني بالحقيقة التي صارحتك بها في غرفة مغلقة
و كُنت أظن أن قلبك صندوق مقفل يحتوي الماضي الشنيع الذي عُشته ..
أدور بطفلي بعرج أنحاء الغرفة أحاول أن أهدئه و أنا أفكر ساهماً ..
هل نفترق يا رباب !
الطلاق! هل تريدينه؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(23)
أيامي تكون طويلة دائماً و سوداء ّ!
فلا أحد أتحدث معه و أشاركه ما يجول بخاطريّ و أجد نفسي أهرب للشركة أجد المتنفس هُناك عندما أغرق في لُجة العمل ..
و أظل أشعر بالتوتر كلما حان الوقت لتُعرض الحلقة الخاصة بي !
لأظهر بوجهٍ قبيح جداً..
كُنت شخصاً لا أحب السياسة و لا الغوص في تفاصيليها
و كنت أحرك القنوات الاخبارية بملل كلما تحدثوا عن السياسة و الصراعات القائمة و لا أراني أميل لطرفٍ دون عن طرف ..
كُنت أتابع ما يجري في بلدي لأطمئن على تجارتي ليس إلا !
و الآن حان دوري لأظهر على الشاشات التي أكرهها !
كالعادة كُنت أجلس مع عمّار نستخرج دفاتره من حقيبته و نبحث عن دفتر التلوين و دفتر الرسم ..
يبدأ هو برسمي بخطوط عشوائية غير مفهومة المعالم و يرفع رأسه لي بسعادة ..
أتأمله بحنان و أنا أطل على رسمته لأراه قد رسمني شيئاً مضحكاً منكوش الشعر .. أنهى رسمته بخط من عنقي إلى قدماي ..
قلت بدهشة :" ما هذا الخط عمار ؟ "
ضحك طويلاً ثم قال :" ربطة العنق ! أنها طويلة لأن أبي يعمل مديراً !
و المدير ربطة عنقه طويلة جداً مثل مدير مدرستنا .. "
ضحكت على بساطته و هو يلون الرسمة .. كان متحمساً ..رأيته يحرك رأسه بطفولية و هو يقبض على اللون الشمعي بكفه الصغيرة .. يُطرق برأسه ليلون ..
" أبي أنا سألون ربطة العنق "
ألون أنا معه بشكل عشوائي جداً و أنا أفكر عميقاً !
ثم أترك قلم اللون لأحول أنظاري لفاضل و هو ينظر لي ثم يهمس في أذن والدته ببعض كلمات ..
كانا يقفان منذ فترة في الصالة الأخرى .. يتهامسان بشكل مريب ..
أعود أنظر لعمار المبتهج الذي نهض ليضع أقلامه على رأسي ثم يضحك بهستيريا على شكلي ..
أعود أنظر لرباب التي تنظر لي مُطولاً ثم تشيح بوجهها ..
أحاول أن أبتسم لتصرفات عمار و أنا أفكر في العيون التي تراقبني بعمق !
تتقدم رباب ناحيتي فترتعش أصابعي ! أهو صِلح ؟
تقف بثوبها الطويل القرنفلي ...
خمارها الطويل الذي ينسل بهدوء عن شعرها بلونه البني ..
ملامحها حادة و هي تهمس لعمار :
"عمار ! اذهب لغرفتك "
أرفع عيناي ببطء لها .. كانت تشدد على قبضتي يديها بعنف ! تتحاشى النظر لي و هي تهمس :" عمار ألا تسمع "
ينهض عمّار بغضب ثم يتكئ بكفيه على ساقي المجروحة بغير قصد .. أمسكت بذراعيه بسرعة :" آه عمار ! أنت توجعني "
" آسف أبي "
يغادر فأرفع رأسي لرباب التي تراقبه بنظرات حادة و هو يصعد الدرج ..
تتحاشى النظر إلي لتومأ لفاضل أن يقترب .. هي مؤامرة و ليست صِلح ..
تتراجع رباب عاقدة ذراعيها أمام صدرها و تشيح بوجهها ناحية الدرج ليقترب فاضل و هو يرمقني بنظرات حادة ..
يجلس أمامي قائلاً :" اسمع .. أمي تطلب منك طلباً "
رفعت عيناي لرباب فقال فاضل بحدة :" انظر إلي ! أمي ..
أمي تطلب منك أن تبقى في غرفتك و كل الطعام سيصلك !
و حتى عمار سنرسله لك في الوقت المناسب !
و لكن أمي لا تستطيع رؤيتك على الدوام هكذا "
نَظرت له باستنكار شديد !!
لم أستطع التحكم بملامحي ..
رغبة بالضحك و غضب و قهر ..
ضحكت و أنا أنظر له باستغراب :" ستحبسوني في غرفة في بيتي ! أي تبجح هذا ؟
(قلت بحدة و أنا أطرق بالقلم الشمعي على المنضدة ) أنتم الضُيوف في بيتي ! و أنا مالك البيت ! هل نسيتما ذلك أم ماذا؟
( رفعت أنظاري لرباب التي تشيح بوجهها ) و قلت في ابتسامة :
أم أنكما امتلكتما المنزل طيلة الأربعة الأشهر و ظننتما أنه ملك لكما !
هُنا انفلتت ضحكة ساخرة من رباب و هي تحاول أن تصمد أكثر و ألا تتفوه بشيء ..
همست و هي تستدير لتقابلني بظهرها و قالت :" لو كُنت اقترفت مثل ذلك الجُرم لاختبئت عن أعين الناس من الحرج !
و لكن البعض حتى لا يشعر بالحرج "
أراقبها و هي تتجه للمطبخ تقبض بشدة بكفيها تكاد تجرح باطنهما بأظافرها ..
و أعود أنظر لوجه فاضل بملامحه الحادة .. قربت وجهي له و أنا أحدق بعيناي في عينيه الضيقتين.. و همست :" و أنت متى ستحس ؟ هل انعدم شعورك حقاً ؟
( رفعت صوتي ) طردتك من بيتي.. أخرج ! أخرج ليس لك مكان هنا !!! "
تراجع بوجهه و هو ينظر لي بمقت شديد لكنه بدا و كأنه يفكر عميقاً ! بماذا ؟
لا أعلم .. لكن على الأرجح هو لا ينوي أن يغرب عن حياتي !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(24)
تمر الأيام ! على نفس الوتيرة المزرية !
أعود من العمل لأصعد الدرج بمساعدة السائق و أمكث في غرفتي إلى صباح اليوم التالي !
أي جُرمٍ الذي أقترفه بحق نفسي !
لأرضيها ؟
لا ! أني أختبئ هروبا من نظرات الكره تلك !
اكتشفت أن الانزواء في غرفتي أفضل لي قبل أن يكون أفضل لرباب !
أفضل لقلبي الذي يتعذب طيلة الأيام التي قضيتها بعد رجوعي من السجن !
ينزلق عكازي على أرضية غرفتي لأراني أقع بقوة على ساقي المجروحة ..
أنتبه لبقعة دم تتوسع بسرعة رهيبة على البلاط ..
أنظر لساقي و للدم التي يملأ بنطالي ..
" آخ !!! "
تألمت كثيراً و أنا أحاول استيعاب ما حصل بالضبط ..
أشعر بالألم يتفاقم بشكل مرعب ..
و أمد أصابعي بحذر لأرفع البنطال عن الجرح و صُرت أنادي الخادمة بلا جدوى ..
أبدأ في فك الضماد لأرى جرحي قد انشق كلياً لينهمر الدمّ بجنون ..
أمد يدي لألتقط أقرب علبة مناديل و بتوتر أبقى أجفف ساقي عن الدم ثم أعود أنادي الخادمة بحنق و صوت مبحوح ..
أتلفت حولي .. و أنا أضغط بكومة المناديل على الجُرح كي يتوقف ..
أبحث عن هاتفي الذي نسيته في الحمام .. أضغط على شفتي بألم ..
أحاول أن أنادي الخدم و أعدد أساميهم واحداً واحداً !
أصرخ .. فيبح صوتي و أظل أجفف دمائي في حيرة .. لا أستطيع التحرك أبداً ..
مرت دقائق و دقائق.. تعرقت و قد التصق شعري بجبيني و أذناي..
أشعر بارتجافاتي و قد نزفت الكثير من الدم ..
أرفع رأسي فأرى ثوب رباب يرفرف قرب الباب ..
كانت كما العادة تمر من أمام غرفتي دون أن تطل علي..
في ذلك الحين خرجت من صمتي و نسيت الخصام الذي نحن فيه و ألقيت بكبريائي الزائف جانباً لأهتف في رجاء :
" رباب ! "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(25)
تمر الأيام ! على نفس الوتيرة المزرية !
أعود من العمل لأصعد الدرج بمساعدة السائق و أمكث في غرفتي إلى صباح اليوم التالي !
أي جُرمٍ الذي أقترفه بحق نفسي ! لأرضيها ؟
لا ! أني أختبئ هروبا من نظرات الكره تلك !
اكتشفت أن الانزواء في غرفتي أفضل لي قبل أن يكون أفضل لرباب !
أفضل لقلبي الذي يتعذب طيلة الأيام التي قضيتها بعد رجوعي من السجن !
ينزلق عكازي على أرضية غرفتي لأراني أقع بقوة على ساقي المجروحة ..
أنتبه لبقعة دم تتوسع بسرعة رهيبة على البلاط ..
أنظر لساقي و للدم التي يملأ بنطالي ..
" آخ !!! "
تألمت كثيراً و أنا أحاول استيعاب ما حصل بالضبط ..
أشعر بالألم يتفاقم بشكل مرعب ..
و أمد أصابعي بحذر لأرفع البنطال عن الجرح و صُرت أنادي الخادمة بلا جدوى ..
أبدأ في فك الضماد لأرى جرحي قد انشق كلياً لينهمر الدمّ بجنون ..
أمد يدي لألتقط أقرب علبة مناديل و بتوتر أبقى أجفف ساقي عن الدم ثم أعود أنادي الخادمة بحنق و صوت مبحوح ..
أتلفت حولي ..
و أنا أضغط بكومة المناديل على الجُرح كي يتوقف الدم ..
أبحث عن هاتفي الذي نسيته في الحمام ..
أضغط على شفتي بألم ..
أحاول أن أنادي الخدم و أعدد أساميهم واحداً واحداً !
أصرخ ..
فيبح صوتي و أظل أجفف دمائي في حيرة ..
لا أستطيع التحرك أبداً ..
مرت دقائق و دقائق..
تعرقت و قد التصق شعري بجبيني و أذناي..
أشعر بارتجافاتي و قد نزفت الكثير من الدم ..
أرفع رأسي فأرى ثوب رباب يرفرف قرب الباب ..
كانت كما العادة تمر من أمام غرفتي دون أن تطل علي..
في ذلك الحين خرجت من صمتي و نسيت الخصام الذي نحن فيه
و ألقيت بكبريائي الزائف جانباً لأهتف في رجاء :
" رباب ! "
مرت ثوانٍ .. لم تقرر فيها رباب أن ترد علي ..
لكنها في النهاية خطت إلى داخل الغرفة لترمقني بحدة و كأنها لا ترى جرحي و الدم المنتشر في الأرضية ..
همست :" ماذا تريد "
لهثت و أنا أضغط بكفاي على ساقي ثم همست :
" هل يمكنك أن تنادي السائق و الخادمة ؟ ( بحشرجة ) أحتاج الاسعاف و المشفى .. رجاءاً "
تأملتني مُطولاً و لم أكن أعرف ما يدور في خلدها سوى أنني همست برجاء أكثر و أنا أبعد كومة المناديل الملطخة بالدم عن جرحي و أهمس :
" أنا أنزف "
أطالت النظر إلي ثم همست :" جزائك و أقل من جزائك "
و خرجت !!
و وجدتني تائه و أنا أعود لأجفف دمائي الغزيرة ..
عضضت على شفتاي .. يا لقسوتك يا رباب !
|