المنتدى :
الادباء والكتاب العرب
رواية قطع غيار إنسان .. فى ميزان النقد الأدبي
بسم الله الرحمن الرحيم
رواية قطع غيار إنسان .. فى ميزان النقد الأدبي
من بين الروايات التى أثارت وسط القراء والمهتمين بعالم القصة والرواية فى الآونة الأخيرة كانت رواية ( قطع غيار إنسان ) طبعة -دار المعارف -والتى لفتت أنظار النقاد والقراء فى معرض الكتاب الاخير رغم ظروفه الصعبة التى مر بها اثناء إقامته ..
..
والرواية للكاتب والمفكر الاسلامي محمد أبو نور الدين والذى عمد إلى مزج الأدب مع روح الدين بآليه غير مباشرة ,لكن لا يستطيع القارئ الفصل فى كتابات ابو النور بين مفردات العمل الأدبي وتناغم اللغة مع المشاعر الوجدانية الرقيقة للأديب وبين القيم الروحية الدينية والمعانى الفلسفية المجردة على طريقة اعتبرها امتدادا للدكتور مصطفى محمود فى ادبياته ..
ويظهر ذلك جليا فى روايته الاخيرة قطع غيار انسان والتى قدمت لنا بطل الرواية - عبد الله - شاب يتمثل فيه كل الام وأوجاع ومشاكل ملايين الشباب فى المجتمع العربى والمصري على وجه التحديد .. حيث تأخذ الروايه بيد القارئ ليصحب البطل من بداية استيقاظه الى آخر الاحداث أخذا قهريا لا يستطيع القارئ الانفكاك منه ..
فقد نجح المؤلف فى ان يستثير حفيظة القارئ ويشعل خياله منذ أول وهلة يري فيها البطل ..
ولكن يظل القارئ متعطشا لما بين الاحداث التى تعمدت الرواية أن تنقلها نقلا سريعا أحيانا , مما جعل المتتبع يشعر بأن هناك حلقات مفقودة يريد أن يضع يده عليها , مثل مرحلة شفاء البطل وتعمق صلته بمحبوبته او انتقاله من عالم الضنك والفشل الى عالم الاتجار فى الاعضاء البشرية ..مما يعطي القارئ احساسا بطلب المزيد وان كان هذا يعد تحصينا للقارئ العصري من أن يصيبه الملل .. فإن قارئ قطع غيار يخرج من الروايه فى حالة من الاستمتاع والتعطش للمزيد مما يجعله يعاود القراءة مرة بعد اخرى ..
لا سيما عند متابعته لتوبة البطل واكتسابه للعمق الروحي الدينى فى نهاية الاحداث ,فإن هناك جملا كثيرة تحتاج للوقوف والتأمل والتفسير وقد اكتفى المؤلف ان يشير لها على لسان شخصيات روايته فى إشارات بارقة سريعة لكنها تخترق النفس وتصل الى عمق الوجدان لتتقر فيه استقرار يصعب تحريكه مرة أخري .. مما يجعلنا نشعر أننا بمثابة الوقوف أمام ميلاد اديب جديد ربما يحدث تحريكا فى المياه الراكدة ويعيد القارئ الذى شرد لفترة غير قضصيرة عن متابعة الأعمال الادبية التى تصل إلى مستوي الوعي المجتمعى وليس لطبقة بعينها .
ماهر الايوبي
|