كاتب الموضوع :
ريح الهوا
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: يا دنيتي اضحكيلي من جديد
الجزء الخامس عشر والاخير ...
الساعة الرابعة والنصف ليلا قبل الفجر بساعة ...
دقات قوية عالية مخيفة : افتح يا ناصر افتح وتتعالى الطرقات على الباب الذي لم ينم اصحابه فناصر الذي كان جالسا على سجادة الصلاة بجانبه نورا ممسكة بيده بقوة وهنادي بالاعلى تجلس على سريرها خائفة لا تعرف لماذا
تغمض نورا عينيها في رعب ويطير ناصر الى الباب الذي شعر انه لن يصله ابدا يجري ويجري حتى كاد ان يقع على وجهه والارض تميد من تحت اقدامه فهو يعرف صاحب ذالك الصوت واخيرا يفتح الباب على مصراعيه مفجوعا ينظر الى تلك العيون الحمراء الغاضبة والوجه العاصف ممسكا بيده خرقة سوداء يجرها معه الى الداخل بيد واحدة من اعلى قميصها من الخلف ليرمي بها في منتصف الصالة على طول يده صارخا: خذ البلوة اللي بليتوني بها وهو يصر من بين اسنانه وعينيه مفتوحتين على اخرهما : مو انا اللي ينضحك علي فاهمين يا كلاب
: آآآآآآآآه يا الخسيس يا النذل ويندفع ناصر في اتجاه غانم مسددا له ضربة في فكه الايمن ليدخل الاثنان في عراك حاد وتتوالى الضربات والركلات وتمزيق الملابس يصرخ ناصر : يا كلب يا كلب شسويت باختي يا كلب
: ريييييييييييم صرخة من اعلى الدرج تخرج من هنادي التي طارت الى اختها النصف عارية ملقاة على الارض لا تتحرك فريم فاقدة للوعي !
ومازال العراك مستمرا بين الاثنين فمنهما من يضن انه انخدع بها لقد زوجوه فتاة بدون شرف بدون اخلاق زوجوه فتاة مبنية على الشكل فقط ولابد ان ينتقم منهم ممن عبث به ايضنون انهم سيفرون بفعلتهم دون عقاب ايضنون بهذا انهم قد وضعوه امام الامر الواقع ليستر على قذارتهم فهذا لن يحدث ومعه بالذات .
: نااااصر الحق علي ريم ريم يا ناصر ما تتحرك تقولها بصراخ حاد لكي يسمعها ناصر الذي فقد كل طاقته في عراكه لابد له ان ياخذ حقها منه هذا الخسيس لقد قتل اخته لقد قتل ريم النقية ريم الطاهرة ليصرخ ريييييييييييييم يترك الاخر الغاضب : ماشي يا نورا انا تغشوني طيب
يخرج من الباب مغادرا على عجل ويسمع صرير اطارات سيارته الحاد لن يفروا بفعلتهم : انا انا تسوون فيني شذي انا تخدعوني ( رجل قد جرحت كرامته فغدا اسدا يريد ان يدمر ويحطم وان يكسر كل شيء امامه ولو كان ذاك الشيء هو ريم لم يرحمها ولم يعذرها فهي لم تنطق ولم تبرر ولم تدافع عن نفسها بل استسلمت ليداه القاتلتين لها وهي تتحرك بينهما وكأنها دمية عارية فلا شيء بعد الان يستحق الدفاع ولا حتى نفسها )
نورا التي تتفرج من بعيد جاثية على ركبتيها لم تستطع الحركة فكيف تتحرك ورجلاها لا تحملاها فها هي ترى ريم التي القوا بها منذ ثلاث ساعات وهي ترجع الان وكأن حيوان قد نهش فيها فهي لا يظهر منها شيء اين هي اين ريم من هذه التي احضرها غانم لم تكن ريم حين غادرت ، ريم غادرت بفستان ابيض فمن هي تلك الحمراء ؟!
: ناصر الجالس بجانب اخته لا يستطع لمسها او ضمها او حملها فريم قد كسرت وهشمت الى قطع لن يستطع جمعها : رييييم رييم شسوالك الخسيس يا ريم ريم قومي يا ريم يا عيون اخوك قومي آآآاه انا السبب يارب انا السبب انا اللي سويت كل ذا فيكم انا يمسك على صدره ويبدا في تقطيع ما تبقى من ملابسه في صراخ وبكاء بكاء مقهور مكتوم اصحي يا ريم اصحي خلني اشوف عيونك رييييم
: ناصر خلنا نتصل بالاسعاف يجونا والا احنا نروح ريم راح تموت هني ناصر اشفيك رد علي ناصر
يحمل ريم بين ذراعيه وينطلق بها وتجري خلفه هنادي بملابس نومها ليركبا السيارة على عجل ويغادرا وتبقى نورا جالسة على الارض
: يا ويلك يا غانم يا ويلك من ربك تجري الى غرفتها لتحمل مفاتيحها ثم الى الخارج حيث سيارتها وتنطلق بها .
يخرج من سيارته مسرعا الى الجهة الاخرى من الباب : هنادي روحي نادي احد من داخل
لتجري هنادي بين اروقة المستشفى صارخة : اختي راح تموت ساعدونا
ليخرج طاقم من الممرضين والمسعفين خلف هنادي المنهارة بالبكاء وعدم التصديق !
يدخل الى بيت والديه الذي مازالت اثار الحفلة المشؤومة فيه فها هن الخادمات ينظفن ويكنسن ويتحركن هنا وهناك فيصرخ في وجوههن : روحي نادي ابوي روحي
لتجري الخادمة التي شعرت ان غانم مستعد لقتلها حالا تجري على الدرج خائفة تصل الى الحجرة : بابا بابا تدق بسرعة على باب الغرفة ليخرج الاب : خير شفيك تدقين شذي
في ارتباك وسرعة : بابا غانم يبي انت تهت هو مجنون
ليصرخ الاب : شنو شتقولين شفيه غانم
: بابا غانم تهت يبي انت
يتجه الاب وتتبعه الام التي لم تطمئن فماذا يفعل غانم هنا في هذا الوقت من المفترض ان يكون مع عروسه
لم تفت تلك الكلمات من كان ممدا على سريره محبطا باكيا ليخرج متتبعا اثار والديه !
: انت شنو تقول
: قتلك المرة اللي كانت عندي انا رميتها لاهلها ما ابيها
بصراخ في وجه غانم : انت شنو تقول انت انجنيت شصار قول
ليتكلم الاخر وقد فاض به وقد كره نفسه وعالمه فلماذا هو رديء الحظ من تلك الى هذه وكلهن سواء عديمات شرف ساقطات : خلااااص يبا قلت ما اباها هالبنت مو لي
: شفيك انت قول شي اصدقه شنقول للناس بكرا الصبح ولدنا انجن وخذ مرته لاهلها في ليلتها ويضرب بو غانم يدا بيد بلا حول ولا قوة ام غانم التي لم تفهم شيئا مما يدور فما به غانم ومن هي التي رماها لاهلها ماذا يحدث ؟
ليسمع صوت ارجل تجري على الدرج في سرعة وهو يصرخ : غاااانم يالكلب شسويت بناصر شسوييييت ليهجم هو الاخر على غانم الذي مل من كل ذالك مل من العراك ومن الحياة ومن اخاه فلم يفت احد مظهر غانم العاري الصدر وبسروال مقطوع ووجه لاتخفى ما به من علامات ضرب فهو تقاتل مع ناصر حتى كادا ينهيا بعضهما البعض ليجد محمد امسك به من رقبته : قووول شسويت بناصر يتكلم من بين اسنانه بقهر قووول شسويييت بهل ناصر ليمسك غانم بيد محمد الاثنتان بقوة اكبر : قتلك رووووح عني تبي ادافع عن حبيبة القلب لينفثها في وجهه كالسم اللي بدون شرف !
آآآه يالكلب انت شتقول ويمسك الاثنان ببعضهما البعض فلا مكان للاخوة ولا مكان لام واب واقفان مستوهان مصدومان متفرجان ما كل ذالك ماذا يحدث في هذه الليلة لتكمل نورا بدخولها المفاجيء الباقي وتجري على غانم وببكاء وصراخ وقهر : غانم حرام عليك شسويت وتنهار على الارض فهي لم تعد قادرة على الوقوف تشعر بالم كريه كريه جدا يجتاحها وبصوت متقطع : ليش قتلت الريم حرام عليك مو ذنبها حرام عليك انت ظلمتها
: شنو في يا عيالي شصار لكم غانم قول تحجى شسويت بمرتك
: يبا ولدك غانم جاب لنا ريم ميتة للبيت يبا شوف ولدك شسوى ببنت الناس
ليصرخ غانم في وجهها : انتي سكتي اي بنت ناس اللي تحجي عنها هاذي موب بنت ناس هاذي بنت شوارع
ليمسكه محمد من جديد من رقبته محذرا : غااانم ثمن كلامك شسويت بالبنت وليش
يزيح يد اخاه عنه بقوة كادت ان تخلع عنه ذراعيه فهو لم يعد يحتمل كل ذالك التحامل عليه فمن هو الغلطان اهي التي ضحكت عليه ولعبت لعبتها لكي يتزوجها ؟! : قتلكم البنت من غير شرف يعني موب بنت يعني انا بلوني بها .
ينظر الجميع الى نورا الواقعة على الارض في ذهول : نورا شيقول اخوك تحجي هالكلام صحيح ؟!!
لترد نورا وقد عييت : ايه يبا صحيح بس يبا بس بس لا تظلمون ريم والله لا تظلمونها ريم مظلومة يبا والله العظيم
: ايه ايه كل وحدة تسوي شذي تقول انا مظلومة
تبكي بمرارة : حرام عليك يا غانم انت موب بفاهم شي كنت فهمت منها قبل ليش سويت شذي فيها ليش واذا ماتت الحين شراح تسوي ذنبها في رقبتك طول عمرك
ليصرخ غانم في وجهها : نوراااا سكتي عني انتي دارية وساكتة وما قلتيلي عنها تستغفلوني يا نورا
: ما في احد استغفلك انت اللي جيت بروحك وخطبتها وما علمتنا انك جاي تخطبها وصممت رايك الحين نحنا اللي غلطانين حاسب نفسك الاول وبعدين تعال حاسبنا
محمد المذهول ينطق اخيرا : نورا تحجي منو اللي اعتدى عليها ؟
: ابوها ، ابوها اللي اعتدى عليها
سكون وصدمة اخرى تليها صدمة اكبر منها ، من يعتدي على ابنته من يعتدي على شرفه وعرضه من ؟
لينطق بهمس : ابوها ؟ شتقولين ابوها ميت من زمان
لتظهر الحقيقة الان وابدا ولا مزيد فلنواجه المصيبة كما خلقت لا كما خلقناها لا كما خفيناها : ابوهم موب بميت ابوهم راح وتركهم بعد اللي سواه يعني هرب وما عاد رجع !!
يجلس على كرسي المستشفى منتظرا بعينان دامعتان الشفقة والرحمة هما ما يسميان الان بناصر لم يرحمه احد ولم يرحم اخواته احد فواحدة بعد الاخرى يدمرن كما تدمرن واحدة بعد الاخرى على يد المعتدي ممسكا باخته هنادي يكاد ان يطبق عليها بذراعه فها هي مازالت بجانبه حية معافاة تنتظر معه اخبار من غابت عن دنياها لتغرق في الصمت ربما الابدي وهي المرة الثانية التي ينتظر بها خبر احدى حبيباته ليخرج الطبيب متجها صوبه وبدون ان ينطق ناصر بكلمة فقط كانت عيناه تتسالان ليتكلم الدكتور : اخ ناصر الحمد لله وليسمع هذه الكلمة وينهار جالسا لا يقدر على الوقوف فالدكتور يقول الحمد لله يعني هي بخير هي بخير : اختك تعرضت لضرب عنيف تسبب لها بكسر في الانف ورضوض كثيرة في الجسد وهي الان حالتها مستقرة الحمد لله تطمنوا راح تكون بخير ويذهب ويتركهم
اختهم محطمة متكسرة ترقد تحت عناية الاجهزة بسبب السكوت والخوف من الفضيحة فاذا بها الفضيحة تأتي راكضة على قدميها الى باب منزلهم بعد ثلاث ساعات فقط من زواجها .
ذنب من هو ذلك يا ناصر ؟
واربع ازواج من الاحذية تقف في مواجهته رافعا رأسه من همه وحزنه ناظرا اليها في استغراب ليجد الطبيب مصحوبا بثلاث عساكر !
: اخ ناصر اللي صار لاختك مو طبيعي واحنا قلنا انها تعرضت للضرب المبرح لذلك احنا اتصلنا بالشرطة عشان تحقق بالموضوع !!
صوت غريب عميق متهم : اخ ناصر تفضل قدامي
وناصر المبهوت ينظر الى وجه ذلك الضابط الجامد الملامح : اتفضل ؟ على وين ؟
: تفضل معانا على القسم عشان التحقيق نبي نعرف منو اللي اعتدى على اختك وينظر الى ناصر بنظرة اتهام قائلا بنرفزة اثارت غضب ناصر : يلا قدامي على القسم لو سمحت
يتحرك ناصر حافيا بملابس نومه مشعث الشعر بفم يقطر دما وملابس اعلاها ممزق وكأنه كان في عراك مع أخته !!
هنادي الواقفة هناك تتابع في صمت وذهول وبكاء الذي يجري فها هم اخيرا يأخذون اخر فرد من عائلتها وتقف هي وحيدة : ناصر وين رايح على وين واخذينك ناصر
: هنادي اتصلي بنورا
وعلى الفور تجري هنادي لهاتف المستشفى لتحاول الاتصال بنورا التي لم تجب !
الكل يستمع الى تلك الحكاية المستحيلة التي كانت تنطق بها نورا غير مصدقين أكل هذا يجري وجرى لهم
ما هذا يا الهي
اه يا غانم شلي سويته لكن موب ذنبي ما حد قالي ما حد فهمني الوضع شنو يتوقعون مني يرمي بيده فوق رأسه مختلط المشاعر بين القرف من كل تلك الحكاية وقرفا من فعلته فها هو يوقع ظلما اخر عليها دون مواربة لمشاعرها فهو لم يتكلم معها لم يناقشها لم يفهمها بل هجم عليها كأسد جريح يريد الكيل بمكيالهم بخداعهم له !
ولتتكلم هذه المرة ام غانم التي قالت بقوة : غانم هالبنت ترجع البيت قبل طلوع الضو والا والله لا انا امك ولا اعرفك
ليشهق الجميع في صدمة قد يتوقعون هذا الكلام من ابيهم لا من امهم الحنون فهي تطلب منه المستحيل الذي لا يستطيع فعله على الاقل ليس اليوم !!
نورا بعد ان هدأت نوبتها : محمد وصلني البيت ابي اشوف شصار عليهم ما اقدر اسوق وهي تقف مستوجعة فشيء ما يحدث لها لا تقدر على احتماله اكثر
خلاص يا غانم سويت اللي تبيه الناس كانوا عايشين كافيين خيرهم شرهم ومستورين هديت عليهم وفضحتهم ليش ما صبرت ليش ؟! تلقي هذه الكلمات في وجهه وتخرج يلحق بها محمد الصامت كالاموات عرف منذ البداية ان هناك شي ولكن ليس مثل هذا ، ليس انتي يا ريم ليس انتي !!
نورا لم تقل الحقيقة كاملة لاهلها فواحدة تكفي لا تريد ان تنبش القبور ولا ان تزيد هم واحدة اخرى !
يجلس غانم بجانبه والده اما والدته بعد كلمتها قد تركتهم وصعدت حزينة باكية متخيلة ريم بفستانها وابتسامتها وخجلها وروحها الطيبة كلما رأتها .
: يبا يا غانم انت لازم تصلح اللي سويته انت استعجلت ليش تضربها ليش من امتى ونحنا نضرب النسوان ها انا علمتك شذي انا ما كنت ابي اهز صورتك قدام اخوانك والا كنت شفت مني شي ما يسرك ابد قلت انت الكبير العاقل تسوي هالسوايا تضرب بنت الناس وترميها لاهلها بنص الليل عيب عليك والله ناصر شايل بنتا فوق راسه وحنا نرمي اخته عليه مثل ..وليصمت والده غير قادرا على الكلام فضحناهم ببنتهم ليلة عرسها شتقول عليهم الناس ليش ضربتها ليلة عرسها شنو شايف عليها ؟ ليش ما فكرت الف مرة قبل لا تسوي شي يمكن ما نقدر نسوي شي فيه الحين وامك شراح تسوي معاها ؟!
( لا تلومني يبا لا تلومني )!
تصل نورا ومحمد الى المنزل الذي وجدوه مفتوحا على مصراعيه وفارغا فلا احد هنا كما كان متوقعا لتدخل غرفتها وتلبس عبائتها فهي مازالت بملابس نومها حملت هاتفها لتجد ما يفوق العشرين مكالمة فائتة من رقم غريب تتحرك باتجاه الباب ناحية محمد المصدوم بمنظر المنزل وكأن عاصفة قد مرت به محطمة كل شيء فيه وهناك بقع دماء على الارض لتغلي دماؤه في عروقه فها هي ذي دماء ريم !
ليقول : ما اعرف انتي كيف تفكرين يا نورا كل هذا يصير وما تقولي لاحد ليش ما تكلمتي ليش ما قلتي لابوي او امي ليش ؟ ليش ما قلتي لغانم وانتي تعرفين عصبيته ليش ؟ ليش تخلينها تواجه المصايب بروحها يا نورا ليش تقهريني ليش ؟! نعم مقهور ويريد البكاء باعلى صوته يريد بحرا واسعا ليرمي به كل ذلك الحمل والحلم !
محمد شوي شوي : الو من معاي
على الطرف الاخر تبكي بعبرتها فهي لا تعرف ما تفعل فلا احد معها ولا احد يجيب عليها ولا تعرف اين اخاها الان ! : نورا لحقي علي الشرطة خذت ناصر !!
نورا المفجوعة فها هي مصيبة ثانية تطل باقل من ساعة : هنادي شنو تقولين وين خذوه
: ما اعرف ما اعرف تعالي انا بروحي هنا بالمستشفى نورا انا خايفة وريم داخل بالعناية تعالي نورا لا تخليني نورا كانت تترجى نورا وكان نورا قد تتخلى عنهم هنا في هذه المصائب تتركهم دون سند
: هنادي لا تخافين انا في الطريق لا تخافين
محمد بسرعة : نورا قولي شصار وين خذو ناصر
لتجيب في هم ووجع يتزايد : خذو ناصر ، الشرطة خذت ناصر
ليضرب محمد على مقود سيارته بغل وقوة : شسوينا بناصر ياربي شسوينا .!
ليتصل بوالده حالا لابد ان يخرج ناصر اليوم من المركز قبل ان تكبر الحكاية : الو يبا ناصر خذوه الشرطة من المستشفى اي اي انتم روحو انا اوصل نورا المستشفى والحقم يبا خذ بالك على ناصر يبا ..
في المنزل الاخر : قوم يا غانم يلا نروح نشوف ناصر
غانم المهموم : شفيه ناصر ؟
: ناصر خذته الشرطة اخوك محمد يقول خلنا نروح نحل المشكلة قبل ما تكبر يلا
يتحرك غانم موجه باوامر ابيه فهو غائب عن الوعي غائب عن كل الدنيا
قبل اربع ساعات من الان ..
يدخل خلفها فها هي نجمة الحفل ها هي الجميلة التي ستزين منزله بجمالها ورقتها ها هي بفستانها الخلاب بجسدها الرائع تقف تعطيه ظهرها ورعشات خفيفة لا تخفى عليه تمر على ظهرها العاري ها هي بشعرها السرمدي وعينيها التي تشبه العسل وشفتاها اللتين يقطران ذاك العسل فكل ما فيها حلو ولذيذ واخيرا سيضع يديه حول خصرها رآها مرة وامتنع وهذه المرة هي فعلا له هي هنا ولابد ان يقيس كل شبر فيها سيقبل راسها وعينيها وخديها وشفتيها وعنقها حتى تأن فقلبه قد سبقه اليها هي من يريد وهي من سيعيش معها هنا بين احضانه لن تفلت وليضع يديه على كتفيها مقبلا ذاك العنق المزين بلؤلؤة مثلها وهي لم تتحرك ولم تنبس بكلمة فها هو قد بدأ يكتشفها ويعريها ليكشف حقيقتها .
لن ينسى رائحتها لا يعرف هل هي نفسها او عطرها او شعرها او ماذا ؟ اخذت بعقله وانفاسه ولكن قد توقفت وضاعت تلك الانفاس تحت وطأة الصدمة التي لم تخفيها عينيها الباهتتين ...
يعود الى ارض الواقع على صوت ابيه : غانم شفيك اقلك وصلنا
: ها .. ايه ايه نازل وراك وينزل من السيارة ملتقيا بعدها بدقيقة بمحمد الذي طار الى هنا لكي يرى صديقه يدخل الثلاثة الى قسم الشرطة .
ترك الضابط العائلة وحيدة تواجه بعضها البعض ناصر الجامد كالصخر فهو لن يضعف الان سياخذ بثأر اخته التي القاها لهم بين الحياة والموت سيأخذ بثأر هند التي واراها الثرى سيأخذ بثأر هنادي الضعيفة نعم هو رجلهم وسوف يحميهن ولن يضعف ابدا ابدا وبصوت بارد كالثلج : يبا طلبتك قول تم
وكانه يعرف مالذي سيقوله ناصر ليقول في غضب مماثل : لا ااا تحلم ... ليسكته الاب في حركة من يده
: تم يا بوك
: غانم يطلق ريم الحين قدامي الحين ويصر على كلماته باسنانه التي اراد بها ان يقطع غانم قطعة قطعة
ليتلعثم الاب بالطلب الغريب ولكنه معذور فمن سيصبر على اذى اخت او ابنة كما تعرضت له شقيقته فناصر مذبوح ويريد الانتقام : يبا يا ناصر هالموضوع ما ينحل بهالشكل اللي انت تطلبه فكر زين قبل لا تقول شي يمكن يدمر الاولي والتالي شتقول الناس عنكم ليش تطلقت والغلط جاي من الطرفين يعني انتم وهو غلطانين
: انا ما عاد يهمني شي خلاااص ابي هالشخص ويشير بيده الى مكان غانم دون ان ينظر اليه حتى يبعد عن اختي ماله بنت عندنا
ليرد عليه غانم هذه المرة : لا مو بكيفك هذي مرتي وانا المسؤول عنها الحين ما راح اطلق ولو بعد مليون سنة شرايك عاد لينظرا الى بعضهما البعض في تحدي فغانم على الاقل الان كان مقدرا لوضع ناصر جدا ولكنه لن يخضع ابدا واحب اقلك بعد راح تطلع من المستشفى على بيتي ، بيتي انا
اثنان يزفران بحرارة كادت ان تحرق المكان يحملان نفس المشاعر من القهر والخوف
: شتبي تسوي بها اكثر من اللي سويته قتلك ما راح اسكتلك وبطلق غصبا عنك اذا مو الحين بعدين راح اخذها للمحكمة وتطلق منك شرايك ؟
ليقوم غانم من مكانه يحمل في صدره كل الغيظ والغضب ومن جديد يستفزونه فهم من بدأ كل هذه الحكاية هم من كذب عليه والان يريدون ان يضعوه على جنب وكأنه لا علاقة له بما يحدث فلا ذلك لن يحدث ! : اعلى ما في خيلك اركبه انا ما راح اطلق قتلك حطها في راسك زييين ويخرج عاصفا من المكان بأكمله منطلقا الى سيارته ( من بدأ الحكاية يا غانم واجه نفسك ولو لمرة واحدة فانت قد حكمت وقررت وهاجمت من مكالمة لم تكن تخصك كانت فقط صدفة من قادتك اليها وهو شرك انت من اوقعت نفسك فيه ) يخرج كل تلك الاهات من صدره هو يكابر لن يعاند فهو قد احبها هو يريدها ولم يحتمل ان تكون لرجل قبله او بعده فهي قد خلقت له هو وحده لن يسمح لا لناصر او محمد او اي احد كان ان يأخذها منه لن يسمح يدور حول السيارة كانه اسد ( وماذا لو هي من لم تريدك بعدما فعلته بها بعدما كسرت عظامها بعد ان القاها في وجوههم كخرقة بالية لم تكن يوما، ممزقة اربا هل ستسامحك وتتفهمك وتتفهم شعورك )
ابدا لم يكن غانم وكامل تصرفاته خارجة عن الطبيعة الشرقية للرجل الشرقي القاسي العصبي فهي اصبحت من محارمه ولكن من سبقه اليها ؟ كان والدها ولن يستطيع ان يتخيل ابدا ما حصل لها واي داء حملت واي خوف وحزن وقهر عاشت لن افهم كل هذا سامحيني يا ريم سامحيني .
يخرج الجميع من المركز بعد ان تم اطلاق سراح ناصر وتأييد الحادث على انها قد تدخلت في عراك بين رجلين اصابها منه ما اصابها !
يتجه محمد بناصر الى المستشفى بينما يتجه بوغانم وغانم الى البيت لابد ان يفكر في شيء يقوله لمن سيحضر صباحا لكي يبارك لهما !!
في تلك السيارة الجميع صامت فبال ناصر قد اصبح فارغا يريد فقط ان يرى اخته وكيف اصبحت وها هي اول اشعة للشمس بدات في الظهور ويوم جديد مليء بالاحزان كيف سيتجاوزون كل هذا كل هذا خيالي لن يصدق احد هذه القصة هل هذه حكايتنا في الدنيا هذه هي عنواننا يارب ارحمنا وارحم ريم يارب .
تمر تلك الايام على الجميع بطيئة ثقيلة وكما قيل للكل اانهم قد تعرضوا لحادث وهي الان ملقاة في المستشفى فمنهم من صدم وحزن ومنهم من دارت الهواجس اللامعقولة في راسه ولكن مالدليل فهو لم يطلق !
نائمة مستريحة لا تريد ان تستيقظ لا تريد ان ترى احد فلا ناصر ولا نورا ولا غانم قد نصفها فكلهم يعلمون ماذا كان سيحصل لها كلهم مخادعين والقوها الى حتفها وها هي تعاني الامرين فهذه هي نهايتك يا ريم امسيتي وحيدة وحيدة تماما من ضننت انهم في ظهري وجدتهم في وجهي من سيرحمني من ولكن هناك من يقتحم عليها خلوتها وافكارها يقترب منها هي نفس الرائحة نفسها لن تنساها وتنسى اذلاالها ما حييت .!
يمسك باصابعها الرقيقة بين يديه ينظر الى وجهها المنتفخ الى شفتيها المتورمتين فهي ذاتها الشفاه التي تذوقها يوما يده على شعرها يمسح عليه وهي متفاجئة مغمضة العينين تكاد ان تطلق صرخة ولكنها لا تقدر على الحركة يشد على اصابعها اكثر : ريييم ريييم سامحيني سامحيني يا ريم قسيت عليك والله ما كنت اعرف هو لا يحبها فقط هو يعشقها فهي زوجته امرأته لن يتخلى عنها سينسيها كل الالام وكل المعاناة سيحبها اكثر مما تحب نفسها اذا وافقت على البقاء معه يريد ان ينصفها يشعر بالحرقة عليها وعلى كل ما عاشته فما سمعه من نورا من تفاصيل يعجز ان يتخيلها او يبقيها حية في داخله لن اتركك ليقبل يدها بدفء قد هزها ارادت البكاء والنحيب ولم تقدر الا على دمعة نزلت على جانب وجهها لكي يسعفها ويمسحها بكفه الدافىء فغانم انسان حنون وطيب ولكنه حين يغدر به يتحول الى اسد مجروح يريد ان يؤذي كل من حوله وهي كانت اولهم ..
ايام اخرى تمر وهي تخرج الى بيت ناصر بمراقبة من ذاك الذي لم يتركها ابدا فقد كان معها في كل وقت حين يغيب الاخرون ولابد ان ترجع له فقلبه يهواها ويريدها !
بعد ستة اشهر من الحادث ..
صباحيات فيروزية تعبق وتشذو في المنزل ومن غيرها تدمدم بتلك الاغنيات الجميلة الصباحية ففيروز لم تخلق الا لصباحات كهذه ... طيري يا طيارة طيري يا ورق وخيطان بدي ارجع بنت صغيرة على سطح الجيران وينساني الزمان يا ورق وخيطان ...بجانب ابنة نورا وناصر التي ولدت حديثا تنظر لها يالهي كم تحب هذه القطعة من اللحم تتحرك يمينا ويسارا على غير هدى هي نفسها على سميتها انها هند فهي تشبهها كثيرا اه ياالهي كم نشتاق لها وهي تحاول ان تمسك بتلك الاصابع الرقيقة الصغيرة جدا وتحرك عينيها لها في حركات غريبة ضنا منها انها ستبتسم : نورا شفيها بنتك ما تبتسم الابالغصب
لتضحك نورا منها : شتبيها تسوي ترقص لك البنت توها مولودة يعني حتى الشوف ما تشوف زيين .
تجلس بجانب نورا وام غانم التي منذ ولادة نورا وهي معها ليلا نهارا لا تفارقها وكأنها الوحيدة التي ولدت في العائلة وكالعادة توجه لريم السؤال الذي لم تيأس من سؤاله للمرة الالف : يما ريم ما تبي ترجعين لبيتك وزوجك
ليصمت الجميع في انتظار رد ريم السلبي كالعادة فغانم لم يدع اي وسيلة منذ غادرت المستشفى لكي ترجع الى البيت الا وقام بها يريدها معه بين ذراعيه اخيرا وهي ترفض وترفض وناصر لم يضغط عليها فهذا قراراها فهي لم توافق على الطلاق كما لم توافق على العودة فأي حياة تريدينها يا ريم : ما ادري يما مادري انا مجروحة منه وما اقدر انسى بسهولة اللي سواه فيني تقولها بحزن وهي تنظر في اتجاه الشمس الصباح الساطعة .
فردها هذه المرة كان مختلفا فهي تقول انها لا تدري وليست لا تريد كالمعتاد لتضغط نورا هذه المرة بعد هذه الاشارة غير المباشرة : طيب شرايك يجي وتحلو المشكلة بينكم اللي صار كلنا نعرف انه ما كان لازم يصير على الاقل اعطي نفسك فرصة وهي تقرص فخذ ريم وتضحك وتقول : اخوي ميت بدباديبك ارحميه عاد
تخجل ريم من ذكره فهو لم يخفي على احد انه يحبها ويريدها معه في كل وقت ولكن اعطني المزيد من الوقت يا غانم لكي تبرأ الجروح .
في ذات المكان والزمان يرد اتصال الى ناصر الجالس بجانب ابنته يحادثها بكلمات غير مفهومة لا له ولا لها يبتعد قليلا : الو من معاي
على الجانب الاخر : الو استاذ ناصر حمد ال.....
: ايه هذا انا تفضل
: اخ ناصر انت لازم تتفضل عندنا في قسم شرطة .... الموضوع ضروري
ناصر وببرود فهو قد مل من الشرطة ومن المشاكل فما الموضوع هذه المرة : اي اي ان شاء الله ويقفل الخط ويرجع الى الجمع : انا رايح مشوار وراجع وينطلق بسيارته الى المكان المحدد ...
في ذالك المكان حيث يجلس ناصر في مواجهة الضابط : اخ ناصر في الاول ابيك تشوف هالملف ويلقي بملف بين يدي ناصر الذي يفتحه ليرى رسم لوجه يعرفه جيدا مرفقا بعدة اوراق انها بلاغات بمناطق واماكن مختلفة ليرجع هذا الملف الى صاحبه في هم ناطقا : ايه وبعد
هالشخص اسمه حمد ال.... ومثل ما شفت كان عليه بلاغات كثيرة وتعرفوا عليه اكثر من شخص لكن ما قدرنا نمسكه لكن مو هني المشكلة ولينظر له ناصر باستفهام ولا مبالاة : اي
للاسف هالشخص اللي يمكن يكون ابوك ليقاطعه ناصر في برود : ايه ابوي
يستغرب الضابط من تصرف ناصر وكلامه اللامبالي : ابوك شافوه اثنين وهو يحاول انه ياخذ بنت من مدرستها بسيارة بدون رقم وللصدفة كان اخو البنت هو نفسه اللي شافه تهجموا عليه وضربوه ضرب كايد
ليطرق قلب ناصر الى دماغه طرقا قويا : ايه
يا اخ ناصر انا اسف لكن ابوك ليه ثلاث ايام في مشرحة المستشفى ما عرفنا نوصل لاحد من اهله
هذي اخرتها يبا هذي اخرتها تخطف وتغتصب وتموت مغضوب عليك يبا ليش يبا ليش لم يستطع البكاء ولا الحزن فقط الفراغ هو من حل تلك اللحظة في جوف ناصر فها هو والدهم يظهر اخيرا في اخر مشهد له ويموت على يدي البشر يا الهي يضع يده على رأسه في هم فماذا هو فاعل الان ...
يرفع هاتفه الى اذنه : الو محمد تعالي في المكان .... لا تخبر احد الموضوع ضروري
وها انا يا والدي يا حامي العرض والشرف سأدفنك وحيدا وستبقى في مواجهة عذابك وحيدا الم تفكر في اخرتك يا ابي افكرت ماذا سيحدث لك ؟ افكرت كيف ستواجه وجه ربك ؟ افكرت كيف ستواجهنا يوم الحساب ؟ افكرت يا ابي افكرت ...
ليدفن بو ناصر بعيدا على يدي ناصر ومحمد ... وليرجع الى بيته حزينا في مواجهة اهله الذين لم ولن يخبرهم يجلس بجانب زوجته يحتضنها ويقبل صغيرته التي في حضنها ....
تمت بعون الله ...
الى هنا احبابي في كل مكان انهي روايتي
يا دنيتي اضحكيلي من جديد ..
هناك الكثير الكثير مما يجب ان ابوح به بخصوص هذه الرواية ولماذا هي بالذات سيكون لي باذن الله عودة للحديث عن الشخصيات وعن الوقائع التي ارهقتني حقا بكتابتها وسردها اتمنى ان اكون قد حفرت في ذاكرتكم ولو قليلا شخصياتي واحببتموها وعايشتوها واحسستم بها كما احسستها بكل ما فيها بخيرها وشرها .
الى الملتقى باذن الله الذي اترككم في وداعته انتم واحبابكم ولكم مني اجمل تحية .
|