كاتب الموضوع :
ريح الهوا
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: يا دنيتي اضحكيلي من جديد
الجزء الثالث عشر
الساعة الحادية عشر ليلا
يقفان في مواجهة بعضهما البعض احدهما بملابس نومه والاخر لا زال كما هو لم ينم منذ ايام كيف ينام ويترك حبيبته ليدي شخص اخر دون قتال لابد وان يفعل شيئا حتى ولو كان هذا الشيء مواجهة اخاه
وهو ينفث غضبه نارا كادت ان تحرقه : ليش هالبنت بالذات ما لقيت غيرها خلاص خلصوا البنات ليش يا غانم انت شتبي
محاولا السيطرة على اعصابه لألا يسدد لكمة الى وجه محمد الغاضب الذي يتحدث عن شيء اصبح يخصه اصبح ملكه : مالك شغل وما ابي اتناقش في موضوع يخصني
لينفجر محمد في وجهه : هالموضوع كان يخصني يخصني انا انت شكو ليش دخلت بالموضوع عرض هالبنت انا ابيها مالك شي فيها
ليمسكه هذه المرة غانم من تلابيبه محذرا اياه : قسما بالله يا محمد لو ما سكت عن هالموضوع لكون ....
: لتكون شنو تقتلني ؟ تبي تقتلني ؟ اي ما استغرب منك شي بعد ما سرقت احلامي سرقت البنت الوحيدة اللي حبيتها انت شنو يا اخي ما تحس تبي بس اتطلع عقدك علينا روووح طلع عقدك بعيد بس انا راح اقللك شي والله ثم والله لو هالبنت صار عليها شي ما راح اعرف في يوم انك اخوي يدفع يد غانم بعيدا يريد الخروج
: اللي اعرفه انها رفضتك يا ... خوي شنو تبي البنت توافق عليك بالغصب هالبنت الحين تخصني فيما كان محمد ينظر اليه مستغربا : وانت كيف عرفت ؟ اه قول انك انت ونورا متفقين علي هي ما تقولها اني خطبتها وانت تكمل الباقي ليضحك في وجه غانم ماشي يا غانم اللي تبيه سويه
يقف في منتصف الصالة مسيطرا على نفسه بالقوة والا كان سيضرب اخاه حتى الموت هذه المرأة اصبحت لي وان لم اراها بعد ولن يلمسها احد غيري يدخل الى غرفة مكتبه ويغلق الباب خلفه بقوة اهتز منها كامل المنزل يجلس على مكتبه مهموما فهو للتو قد خسر أخاه في سبيلها وهذه البداية فقط يضرب على مكتبه بقوة عالما في قرارة نفسه انه قد تعدى حدوده هذه المرة ، وها هي امرأة اخرى تعبث بحياته وقراراته لم يتخذ يوما قرارا متسرعا كهذا يخطف امراة يحبها أخاه ليحتفظ بها لنفسه وهو لا يعرف عنها شيئا الا اسمها !!
الاخر في سيارته مزمجرا ضاربا بكلتا يديه على المقود يريد ان يحطم ان يفرغ كل ذاك الغضب والغل الذي في داخله : طيب يا غانم راح اتنحي ولكن قسما بالله اذا هالبنت صارلها شي على ايدك ليكون يومك على ايدي انا .. وفتحوا للشيطان بابا مشرعا للقتل والتهديد في سبيل فتاة حتى هذه اللحظة لا تعرفهما !
.
.
في حجرتها جالسة على الكمبيوتر تريد انهاء بعض الابحاث عن مواضيع كثيرة شدتها الى الشاشة الكثير من الحكايا والاشخاص الذين يعرضون قصصهم على الشبكة العنكبوتية وتجاربهم ومآسيهم فها هي هنا تقرا قصة فتاة أجنبية تبلغ من العمر الخامسة والثلاثين تروي قصتها : عندما كان عمري ستة عشر عاما كنت مع صديقاتي في ملهى ليلي نحتفل بانتهاء الدراسة كان يوما عاديا اردنا الاحتفال والاكل والشرب والرقص ثم العودة مبكرا الى البيت ولكن في حالتها هذا لم يحدث فعند عودتها وحيدة الى منزلها تمكن
منها خمسة صبيان واخذوها خلف شجيرات قريبة ليقومون بالاعتداء عليها واحدا تلو الاخر ليجدوها في اليوم التالي وهي ملقاة على الارض بدون شيء يسترها لم يتم القبض على الجناة المعتدين فهم قد فروا
بفعلتهم ليتركوها محطمة تعيسة حزينة فقدت الثقة في اقرب الناس لها انعزلت عن الطلاب في المدرسة والجامعة اصبحت غريبة الاطوار كما يطلقون عليها عاشت حياتها وحيدة لا يشغلها شيء الا مستقبلها ولكنها تلتقي في عمر العشرين بشاب يحبها وتحبه وتطمئن له يتزوجا وتعيش معه خمسة عشر عاما دون ان يلمسها فحالة الخوف والرعب وكل تلك الخيالات تاتي لها كلما حاول الاقتراب منها ولكن عاشا معا متفهما لحالتها وفي ذات الوقت مشتاقا لحياة طبيعية ملؤها السعادة والاطفال وها هما الان يقتربا من حمل اول طفل بين ايديهما .
فالاغتصاب والتحرش تاثيرهما واحد على كل البشر ولا ينبغي ان نحكم ان هذه الحالات من الحزن والاحباط والعزلة في تلك الاحداث يعاني منها فقط العرب او المسلمون حتى ولو كانت حياة هؤلاء الاشخاص هي حرية تامة في العلاقات والاديان وغيره ،ترفع رأسها على طرق على باب غرفتها : ادخل
لترى وجهان مكفهران يطلان عليها وجه اخيها ناصر يصدم من يراه : شفيكم ؟ حد صارله شي
لا ياريم فمن سيحدث له هو انتي وليس غيرك
نورا التي تقف مرتبكة منتظرة هل يبدأ ناصر الكلام ام تبدأ هي وما هي الكلمات التي سينطقونها دون ان يأذونها تخطف في كل مرة نظرة الى ناصر المطأطا الرأس في تعاسة حتى اثاث الغرفة قد احس بها
: قولوا شفيكم لعبتوا باعصابي شفيكم واقفين شذي شصاير
لم يكن من الواجب ان يحملا خبر كهذا جملة واحدة فكيف ستتفهمه كيف ستتفهمهم هم
نورا نبي نتكلم بموضوع ياريم
اي قولوا اسمعكم
شوفي من كم يوم في شخص خطبك واحنا .. ، تبلع ريم ريقها في توتر لتكمل نورا احمممم لكن احنا ما وافقنا ليتحول وجه ريم الى البرود تهز برأسها تفهما : وين المشكلة
المشكلة ان في واحد ثاني تقدملك لتتنهد ريم : يعني هالموضوع مخلي ويوهكم شذي يايين تاخذون رأيي اللي اكيد انتم تعرفونه لتلتفت الى يسارها تواجه شباكها وترى ذالك النور المنبعث من النوافذ مخترقا اياها في سكون وهي تبحث في نفسها عن مكان تستطيع فيه ان تختزن هذه المشاعر الجديدة فلم تجد فكل خلية فيها قد امتلأت حتى الثمالة بالحزن واليأس والاحباط لا متسع للمزيد
يقترب ناصر من السرير يجلس عليه ممسكا بيد شادا عليها وكانها ستضيع هذا الدفىء الذي يملأ قلب أخته كيف سيقول لها انه خذلها وسلمها لشخص آخر لا تعرفه ولا يعرف مأساتها هكذا بكل بساطة دون علمها
بكلمات قد اجتثت الانفاس من اخته : ريم الناس اخطبوك وانا ... كيف سينطقها ليضغط اكثر على يدها التي المتها انا وافقت وبدفاع لكي تتفهم دون ان يحاول ان ينظر اليها ليمر بعينيه على كل تلك الالام والمعاناة شوفي انا ما كان قدامي اي حل الناس حاصروني يوني المجلس بجاهة وما كان عندي حجة اقلها لهم لتنفض يدها من يده : انت شنو قاعد تقول وتنظر الى نورا : نورا صحيح هالكلام
لتتهرب نورا من نظرات قد فهمتها جيدا : بعتوني يا ناصر ؟ تخليت عني وانت اخوي ؟ وهي مهدودة لم يعد بامكانها فعل اي شيء لا الصراخ ولا العويل ولا البكاء قد فقدت الاحساس نهائيا : ومنو ههه سعيد
الحظ ترددا كثيرا قبل ان يجيبا فماذا ستقول في هذه الحال هل ستتفهم ( من يجب عليه التفهم في هذه الحال ؟) : أخوي الكبير غانم
لتنظر لها ريم مذهولة : شنو ؟!
.
.
.
وها هي الايام تجري بدون ان نشعر بها ليقترب يوم الزفاف لريم المنعزلة في غرفتها لا تستجيب لاحد فهم قد تركوها تواجه العواصف وحيدة دون سند احساسها بانها قد تيتمت تماما وهي وسط كل تلك الموجات التي تتقاذفها يمينا وشمالا لتصل الي يدي انسان ستكون له وسيعرف مصيبتها
وغانم من جانبه لم يحاول الاتصال او حتى المرور لرؤيتها فمنذ شجاره مع اخيه وهو لم تعد له رغبة فيها فهو سيكمل فقط من أجل منظره وكلمته أمام الناس !
تخرج نورا من باب المنزل لتتجه الى الباب الرئيسي لتفتح الباب للطارق الذي وبرأي نورا ( موب بوقته ) تفتح عينيها على اتساعهما وبذهول : غانم
يدخل بطوله الفارع ناظرا لها في تساؤل : شفيك تقولي شايفة جني
: لا ما شي ادخل ادخل
يدخل الى المجلس ليجلس متكأ على الاريكة ويلعب بمسبحته التي لا تفارق اصابعه : جيت اشوف اذا كان ناقص عليكم شي
نورا في استهزاء لم يخفى عليه : لا والله مشكور وما تقصر توك تفتكر
ليتأفف غانم في صدره وبصبر يلتفت لها : نورا لا تزيديها علي اللي فيني مكفيني وباصرار شنو الي ناقصكم
: ما ناقصنا شي كفيت ووفيت وهي تجلس مقابلة له تحاول ان تفهم فهو يبدو مختلفا عن ذي قبل لم يكن مرتاحا ولا عدائيا كالمعتاد فحاولت ان تستخلص منه اجابات : غانم شفيك اشوفك متغير
ينظر الى مصدر الضوء خارجا : ما فيني شي
نورا احست به وارادت ان تقول ماهو يعرفه ويفهمه جيدا : غانم انت عارف ان كل اللي صار ما كان لازم يصير ليقاطعها غانم غير مكترث بارائها : انا جاي اشوف ريم بعد تفكير طويل قرر ان يراها ان يعرف مالذي يجذبه الى اسم بلا ملامح ان يعرف من هي التي خسر اخاه بسببها يريد ان يعرف الكثير الذي لم يحاول معرفته : روحي قولي لها اني ابيها
تضغط نورا على فمها بين يديها ( لا يا غانم ليش الحين شتبيني اسوي اجرها من شعرها هني بعلمي انها لوما خوفها من الله كانت من زمان منتحرة ) تبيني بكل بساطة اروح واقولها : خطيبك تحت تعدلي وانزلي !
لماذا تضعوني في هكذا مواقف لماذا ؟
اذا كانت ولابد انها خاسرة كل المعارك فعليها ان تنتصر في واحدة
كتلة النار التي عبرت لتوها الصالة امام عيني نورا المبهوتتين ( شناوية عليه ياريم ) لم تعد تخاف ولم تعد تكترث فكل ما يحدث هو تحصيل حاصل لن تخسر اكثر مما خسرت وفي هذه اللحظة لا تنوي ان تخسر تقف على عتبة الباب شامخة الرأس متحدية النظرات لتقع عيناها على من كان يجلس بانتظارها لم يمل من الجلوس ساعة كاملة ناظرا الى المراة التي ستكون زوجته في بيته وبين يديه ( أهذه هي انتي يا ريم ) فحتى خيالها المنعكس على صفحة الباب يبدو ملائكيا ذالك الوجه الجميل بعينين عسليتين كبيرتين ببشرتها
المخملية الخلابة بانفها الصغير وفمها الصغير وكانه قطعة توت شعرها الذي طال ليعانق وجهها وكتفيها بعنقها الطويل المزين بقطعة ذهب صغيرة بجسدها الملفوف بفستان احمر قان وكانه العذاب يبتلع ريقه بعد ان اتم جولته عليها من رأسها الى قدميها بطولها الفارع الخلاب يريد ان يقف ان يقترب ان يرى اذا كان ما يراه حلما هل سأجن مثلما جن اخي ؟
تجلس مقابلة له يديها على فخذيها ناظرة له بكل جرأة فهي تتحداه على الاقل بمظهرها فمنذ ان طرقت نورا عليها الباب لتخبرها قد جنت لم تعرف ماذا تفعل لا تريد ان تراه او تعرفه فهو قد حكم بالاعدام عليها بعدما اخبرتها نورا عن كامل الحكاية التي لم تفهم مغزاها فلماذا هي بالذات ؟ هل تتجاهله ام هل تنزل وتفتعل معه شجارا ام هل تتبع طرقا اخرى ووجدت ان هذه هي افضل الطرق لتحقيق انتصار ولو صغير على من سيهين كرامتها لاحقا فلا احد ينكر مالذي سيحصل لها .
تفيق من سرحانها على صوته الذي تسمعه لاول مرة لتنظر له متأملة مبتسمة : ماذا تخبىء تحت هذا المظهر الرجولي !
ينطق الاخر وكأنه قد كان غارقا : كيف حالك الريم ! لاعبا بتوتر على حبات مسبحته وكأنه لاعبا باعصابه
الريم ... اممم يبدو من شفتيه لذيذا بهمس عكس ما تفتعله من قوة وجرأة وكيف لا وهي ترى رجلا حقيقا يملأ المكان : بخير ( واي خير لو تعرفه لكنت شققتني نصفين لكنت بصقت في وجهي قبل ان تعرف تفاصيله ) تلوي شفتيها في استهزاء من نفسها ( ماذا سيحدث لك لو اخبرتك الان حالا عن حالي الذي تسأل عنه فربما يكون الخلاص من جهنم التي لم تبدأ بعد )
: قاصر عليك شي ويلقي بنظرة سريعة الى محياها النظر الى سكونها الذي يكاد يقسم انه يحس بالهواء يتحرك من حولها فما هذه التي هي بين يديه ؟
: سلامتك ما قصرت ( وما راح تقصر ) تنظر الى يديه لتعرف اي نوع من العذاب سوف تتلقى عليهما فبهاتين اليدين سيمزقها وسيرميها كقطعة لم تكن
ينهض من مكانه لتنهض بدورها ولتعرف ما الحجم الحقيقي الذي تقف امامه فهي ورغم انها تعتبر من اطول بنات جنسها الا انها لم تتعدى كتفه
وهو بدوره اراد وبكل قوة ان يضع يديه حول خصرها ليقيسه بيديه ليلمس شعرها بخده ويسيطر على نفسه بغضب مكتوم من نفسه : يالله عيل انا اتوكل لو قصر عليكم شي اتصلوا بي وليلقي بنظرة اخيرة تلتقي بها النظرات المعذبة وبالقوة استطاع ان يحيد بنظره عنها ويخرج مسرعا مغادرا موقنا بانها قد خلقت له !
وها قد انتصرتي يا ريم في احدى صراعاتك مع الحياة فاذا هي لابد قاتلتك فلابد ان تواجهيها اولا ..
شعرت بالحزن والغبن عليه لا عليها فها هي قد اطلقت سهامها التي اصابته وهي تعلم بانها تخدعه بانها تهين رجولته .
يركب سيارته ليغادر بها دون وعي فبالكاد كان يرى الشوارع والاشارات لتنقلب سحنته الى الغضب العارم هل رأى محمد كل ما هو رأى ، هل تقابلا ، هل لذلك احبها ، هل لذلك مستعدا لقتلي من اجلها ؟! اذا كانت قد لعبت لعبتها الصغيرة بقلبي الذي انقلب الى طفل وكانه ولاول مرة يتذوق قطعة حلوى فماذا تحملين ايضا في جعبتك يالريم !!
اتمنى يعجبكم البارت
شكرا لكل من يتابعني ولو في صمت ..
ريح الهوا ..
|