كاتب الموضوع :
ريح الهوا
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: يا دنيتي اضحكيلي من جديد
جالسة مع طفلها بين العابه تارة تلعب معه وتارة تصمت لتفكر واضعة يدها على خدها فهي قلقة ، قلقة كثيرا لترى زوجها واقفا على عتبة الباب ناظرا لها في رحمة : غيداء شفيك
: ماادري قلقانة على نورا من يوم اللي صار ما اعرف شي عنها حاولت اتصل ما ترد علي خايفة يا فهد خايفة نكون سوينا شي غلط وخربنا حياتها وهي تمش دمعة من عينها شسوي
ليتنهد فهد في حيرة : انا مثلك ما اعرف طيب ارسليلها مسج يمكن تقراه وتطمنا
: اي ارسلت مسج وما ردت علي للحين ان شاء الله ما يكون زوجها اذاها
فهد يطمئنها : ما اعتقد مبين عليه رجال محترم لو يبي يسوي شي كان سواه لي انا بالمطعم انا متفائل ويبتسم لها مادا ذراعيه في غمزة من عينيه اشوف ابنك يلعب لتبتسم بدورها وتنهض لتلتقي معه في منتصف الطريق ...
في مكان اخر حيث كانت واقفة تجمع الاطباق لتضعهم في الخزانة لا تدري كيف ولكن انزلقت كل الاطباق من يدها على الارض محدثة ضجة كبيرة تسمعها هنادي فتنطلق راكضة الى مصدر الصوت وتجدها هناك جالسة على الارض تحاول ان تجمع القطع المهشمة وهي تشهق بالبكاء
: ريم صار عليك شي
لتهز ريم رأسها في نفي وتحدث هنادي ويدها على قلبها : ما ادري قلبي مقبوض احس في شي غريب هني وتشير الى مكان قلبها
هنادي تحاول اطمئنانها : ما صار الا الخير خلاص خليهم انا المهم ولكن ريم تتابع جمع القطع الى ان دخلت احداها في اصبعها : اه لتحضن يدها في حجرها
: ريم اشفيك انت قتلك خليهم شوفي شسويتي الحين وراحت هنادي لتحضر مطهر وقطعة شاش لكي تداوي الجرح الذي لم يؤثر في ريم كما الوجع الذي في قلبها : خير يا رب
صاعقة حلت على اثنان جالسان احدهما تحول وجهه الى اللون الاسود وقهر في قلبه تغلب عليه كاد ان يقف صارخا في وجه الجميع : لا هذه امراتي ، امراتي وحدي لن تكون حليلة احد غيري شعر بانه قد طعن في قلبه ومن اقرب الناس وخرج من المكان وسط استغراب الجميع الا اثنان فقط !
نورا الجالسة لم تعرف ما يدور حولها بالضبط ما هي القضية احقا ما سمعته ام اصابها الصمم تجلس كالصنم غير مستوعبة تماما تلتفت الى امها القائلة
: يا زين ما اخترت اذا كان اللي تقصدها ريم ما شاء الله علم وجمال واخلاق الله يبارك لكم يا وليدي لكن ما تشوف انها صغيرة ... ليقاطعها هذه المرة الاب : مافي مرة صغيرة بهالوقت يا مرة
محمد الذي فضل الجلوس في سيارته مفرغا جام غضبه على مقود السيارة : شلي صار كيف وليش ، ليش يا غانم ليش يا خوي تبي تكسرني ليش ما لقيت بهالدنيا الواسعة الا حبيبة القلب شتبي تسوي فيني ما اقدر اشوف المرة اللي تخيلتها وعشت ايام احلم بها وهي في حضني تكون في حضن اخوي اهة قهر لم يستطع محمد كتمانها صعب ان يتخيلها بذاك الوضع مع اخاه هو بالذات. يفطن لنورا الخارجة من الباب تريد ان تركب سيارتها ليفتح باب سيارته ويصرخ فيها : نورا تعالي اركبي هني تنظر له نورا في ذهول واستغراب نظرة بريئة تهمس : محمد
تركب السيارة التي لم يحركها محمد : شفتي شصار هذا اللي انا كنت خايف منه اخوك يبي يقهرني يبي يقتلني شسوي ها يا ليتني قلت لناصر كان كسر راسها لين توافق كل هذا الغضب يا محمد في قلبك : انا كنت ناوي اعطيها فرصة وبعدين ارد واخطبها شسوي الحين ها قولي يصرخ في وجه نورا الصامتة المذهولة هامسة : انا ما قلت لريم
هدوء ما قبل العاصفة حل بالمكان ليستوعب ناصر ما قالته اخته منذ ثانية : ها شقلتي
: ما قلت لريم عنك ، ريم ما تدري عن هوى دارك قالتها في سكون كاد ان يقسم تلك السيارة نصفين
ليمسكها محمد من ذراعها ليهزها هزا عنيفا لقد خدع ,اخته قد خدعته ريم لم ترفضه لم ترفضه اخته هي من رفضته : انت شو تقولين وليش .... يفتح باب السيارة بقوة وصوت قوي جهوري يقف هناك شادا الذراع الاخرى لنورا : اشفيك انت على اختك خل يدها يلا ليترك يد شقيقته وينظر الى اخاه في نظرة تحدي : مو شغلك ولاول مرة يا محمد تتحدى اخاك بكلمات خرجت بغل فهم قد اتفقوا عليه اخته واخاه لابد وان نورا تعلم بما كان سيجري اليوم اكيد ليترك نورا بدفعة اوجعتها خارج السيارة ليتلقاها الاخر بين يديه وينطلق بسيارته في جنون : خدعتوني والله ثم والله لتندمون انا تضحكين علي يا نورا لا تلام يا محمد فالظاهر هو كما تفكر ولكن ....
جواله على اذنه منتظرا دقيقة : ناصر انت وين ؟
: انا بالشغل ليش تبي شي مو جاي اليوم انت ؟
: راح اتأخر يلا مع السلامة
يضع ناصر هاتفه على الطاولة امامه مستغربا اسلوب محمد الحاد ولكن عذره مو بكل وقت الانسان يكون فاضي ومبسوط تنهد ورجع يكمل شغل
لتقف سيارة امام ذاك الباب لابد وان يتحدث معها سيقنعها ان رفض اخاه اذا كانت نورا خدعته فبمن سيثق مواجهتها افضل
يطرق باب البيت قلقا سيحدثها سيقنعها وسيريها انه يحبها لايجب ان تكون لغيره ولا حتى لاخاه ودون ان تسأل من بالباب تفتح الباب لترى ظل رجل غريب هذا ليس ناصر تحاول ان تغلق الباب ثانية ولكن تلك القدم قد اوقفتها عن ما تنوي فعله حاولت ، حاولت الصراخ ولم تستطع وكأن احبالها الصوتية لا تستجيب والاخر يدفع الباب تحاول الهرب يمسكها من خصرها ويكمم فمها يهمس في اذنها بلهفة وخوف خوف عليها منه : ريم ريم اسمعيني ، ماذا تسمع فريم لم تكن تسمع كانت ترى كل تلك الصور والذكريات العفنة تمر امام عينيها قد تناستها يوما ولكنها تعود الان بعيينها الجاحظتين بقلبها الراكض كحصان برجليها المضموتين بدفاع ويديها التي حاولت الدفاع والرفس ولكنها قد ضاعت واغلقت عينيها
مذعورا : شسويت ياربي
ريم ريم وضعها على الارض محاولا ايقاضها لا يريد قتلها هو يحبها هي له ريم ريم يضرب على خدها ماذا سيفعل الان : ناص.... شهقة صدمة من الاخرى التي اندفعت على الارض : انت شتسوي هني من اللي سمحلك تدخل شسويت بريم لتضرب هي الاخرى على خد ريم وهي تكاد ان تصرخ اه ياربي ما الذي يحدث تصرخ في وجهه :اطلع برا انا راح اتصرف برا يلا ما بي اشوف ويهك هني
نورا .... لم يكمل محمد ما يريد قوله فما حدث الان خارج طاقة اي منهما تخرج نورا من حقيبتها زجاجة العطر لتنثر منه على انف ريم التي بدأت تفيق ... ليخرج الاخر مسرعا نادما على ما فعله فلا يحق له ارعبها وكاد ان يقتلها كانت مرمية هناك اراد حملها اراد احتضانها اراد ان يستنشق رائحتها ولكن لم يفعل ينطلق بسيارته من جديد الى مكان هو لا يعرفه فقط يريد ان يبتعد .....
تفتح ريم عينيها برعب ناظرة الى عينين تعرفهما مرتعشة الشفاه وكأنها كانت بين الاموات حالا : ريم انتي بخير
: تهز ريم رأسها بنعم وهي تحرك رأسها في كل اتجاه تريد ان تعلم اذا كان موجودا والدها والدها قد عاد تنكمش على نفسها وهي تبكي بكاءا قد فطر قلب نورا التي تحاول تهدئتها : ريم ردي علي شفيك
تهمس ريم بخوف في وجه نورا : ابوي كان هني وتهز برأسها كالمجنونة
نورا التي لم تحتمل اخذت ريم في حضنها باكية صارخة : لا هذا مو ابوك ، لتهمس ريم ثانية مو ابوي اللي كان هني مو ابوي ، منو ؟ ، لترد نورا مغمضة العينين كاذبة : ما في حد هني شوفي انا كنت هني
: يعني انا كنت احلم او اتخيل ولكن نورا هذه المرة ردت بأن احتضنتها من جديد وهي خائفة حتى الموت من القادم اذا كان اخوها محمد العاقل الحبوب تهور وسوى هالشي شتقول على اخوها غانم العصبي !!
العصر موعد رجوع ناصر من الشغل تعبان يبي ياكل ويرقد ماهو خلق شي اليوم ، اليوم كان ممل وكان بطيء وكله عشان محمد ما كان بالشغل ...ماذا ستقول يا ناصر لو تعلم اين كان محمد
البيت كان هادىء جدا يمشي للداخل ويتوجه الى غرفته يجد نورا على سجادة الصلاة تبكي بقهر : شقوله الحين ساعدني يارب ما اعرف اذا الخطا كان خطاي يجلس ناصر جانبها في قلق ينظر الى وجهها وقد انتفخت عيناها من كثر البكاء وانفها المحمر بقوة : نورا عسى ما شر خير شفيك
ماذا ستقول الان لابد ان تخبره لابد وان يجدون حلا لكل تلك المصائب التي تدافعت عليهم من كل اتجاه : وهي تشهق بالبكاء : اخوي غانم وتتوقف
ناصر في قلق اكبر وخوف : اشفيه غانم صار عليه شي
تحرك نورا رأسها يمين ويسار : لا ما صار عليه شي اخوي غانم يبي يتزوج ريم !
ناصر الذي انتفخت اوداجه ليس غضبا من غانم لا ابدا بل من ذكر الموضوع نفسه الزواج ! ليرد على نورا في لهجة محاولا ان تكون باردة جدا عكس ما يجول في داخله : بسيطة نقله ما عندنا بنات للزواج وينهض من مكانه ليسمع نورا تقول : ما اقدر ما نقدر
يلتفت ناصر في استفهام : شنو تقصدين
نورا وقد توقفت عيناها عن الدمع لتنطق بندم : اخوي محمد من قبل خطب ريم وانا صرفته قالت الحقيقة كاملة في وجهه الذي اكفهر : شتقولين ومتى صار هالكلام وانا انا ليش ما قلتيلي ليش محمد ما قالي ليتحول من السؤال الى الصراخ : نوراااا للمرة الالف تسوين شي من راسك وانا شنو بالبيت طرطور ليش ما خذيتي رايي في موضوع مثل هذا انتي ليش كذا ليش تسوين اللي براسك شسوي الحين شنقول للعرب عيالكم ما نبيهم والله مو عاجبينا ها جاوبيني
ناصر افهمني ... شنو افهم شوفي شنو النتيجة الحين شقول للعرب سودتوا ويهي الله يسود ويهكم
نورا بصراخ مماثل : انا ما كنت ابي اجرحكم ما بي اشوفكم مكسورين قدامي ريم يخطبونها وهي ما تقدر توافق او حتى تفكر مجرد تفكير بالموضوع شكنت تبيني اسوي
شنو انا مو برجال قدامك يعني كل اللي تحملته ولا شي ليش محمد ما قالي
محمد كان يبا الموافقة منها هي مو منك كان مفكر انك راح تضغط عليها ليضحك ناصر ضحكة استهزاء اي والله راح اضغط ...
والحين شنقول لاخوك الثاني ليصفق يدا بيد بلا حيلة شسوي يارب
: ناصر انا فكرت من قبل في الموضوع قبل لا نتزوج وقلت يمكن يكون هذا حل من الحلول
ينظر ناصر في حيرة الى وجهها الذي يشعر انه قد اصيب بالقرف منه ومن كل شي حوله : قولي شالحل
اقول لكن لا تعصب علي : قووولي وخلصيني
: نسوي عملية للبنات !!
الى هنا اتم الجزء الحادي عشر
مع تحياتي ريح الهوا ..
|