كاتب الموضوع :
ريح الهوا
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: يا دنيتي اضحكيلي من جديد
الجزء التاسع
تتجه نورا بسيارتها الى المكان الذي اتفقت عليه مع غيداء لكي تلتقيا فهي لا تريد الذهاب الى العيادة ولكن هذه المرة ليست وحيدة فهي قد اصطحبت معها ريم التي ما ان اخبرتها نورا بخلاصة الموضوع حتى وافقت ان ترافقها فالوقت مبكرا وهنادي بالمدرسة تصل نورا وريم الى المطعم وتبحث نورا بعينيها عن غيداء التي لمحتها وهي ترفع لها يدها دلالة على مكانها
نورا : السلام عليكم وتسلم بقبلة على خد غيداء الواضح انها حزينة ومحبطة
هذي ريم اخت زوجي
: اهلا وسهلا تشرفنا ( تقول الاثنان لبعضهما )
نورا : خير ان شاء الله شنو اللي صار بينكم وصلكم لهالحد
غيداء : من بعد ما طلعت من عندك ورديت البيت تكلمت معاه وحاولت اقنعه سكر راسه وما وافق انه يجي معاي تماديت معاه في الكلام وقلتله كلام مو من المفروض اني اقوله
نورا : ايش قلتيله
غيداء في ضيق شديد : قتله انت مانك رجال ( اعتقد تعرفون قصدها ) ما لقيته الا ضربني كف خذيت ملابسي وابني ورحت قعدت عند اهلي
نورا : وبعدين
غيداء : جاني البيت يبا يصالحني انا رفضت وكبرت بينا المشكلة ودخلوا فيها اهلي في النهاية طلقني وراح
نورا : يعني شنو ( بصدمة ) ماراح ترجعون لبعض الطلاق كان نهائي
غيداء : لا موب نهائي طلقني طلقة وحدة وهي تبكي قوليلي شسوي انا بضيع انا دمرت حياتي معاه انا قاعدة في البيت الحين تحت اوامر اخواني بالزور يخلوني اطلع بحكم اني مطلقة انا احبه مابي اتركه ما بي اتطلق منه وفي بينا طفل شذنبه .. اخ بس
نورا : ما اتصل بيك بعدها او حاول يرجعك ؟
غيداء : لا حتى انه ما يرد على تليفونه اللي اتصلت فيه اكثر من مرة تعتقدين انه خلاص ما عاد له رغبة فيني
نورا : ما اعتقد اذا ماله رغبة ما كان جاك من الاساس وما طلقك طلقة وحدة يمكن واخذ على خاطره منك خلينا نشوف .
نورا : عطيني رقم تليفونه
غيداء : ليش ؟
نورا : انا راح اتفاهم معاه بطريقتي وان شاء الله راح احل المشكلة
غيداء : ياريت وعطتها رقم التليفون
جلسوا مع بعض شوي تعرفت فيها البنات على بعض اكثر رغم هدوء ريم التي نطقت بكلمات محدودة .
غادرو المكان على امل من غيداء ان زواجها ما راح ينتهي بهالطريقة .
في غرفة محمد الذي لم يغادر المنزل اليوم متمددا على فراشه مفكرا فيها يرسم ملامحها في خياله يتخيلها بجانبه نائمة على فراشه يا الهي كم سيدللها لم ينتبه ابدا الى الاتصالات الواردة من ناصر الذي افتقده في العمل .
في اقرب فرصة راح اكلم نورا عنها ما ابا اي حد يخطبها قبلي وتطير من ايدي غارقا في احلامه لم يعرف ابدا انه سيصطدم بواقع مر اكبر من كل ما تخيل .
شيء من الاطمئنان وراحة البال سرت في المنزل فلا تبدو عليهم حالة اليأس والتوتر ريم تقضي وقتها على الكمبيوتر واحيانا تشرك اختها هنادي في الموضوع ويتناقشن حوله نورا تراهن احيانا يضحكن ويلقين النكات فيما بينهن تحسنت احوالهن كثيرا عما قبل حتى وجوههن واجسامهن قد ارتوت واخذ الجمال الذي لم يختفي اكثر اشراقا
نورا مع ناصر في غرفتهما وهي تعيد ترتيب ملابسها وملابس ناصر في الخزانة وناصر جالسا يقلب في قنوات التلفزيون وكأنه قد تناسى همومه التي لا حل لها متجاوزا عنها على الاقل هذه الفترة حيث يعم الهدوء الاجواء
: ناصر شرايك ناخذ اجازة ونسافر ونغير جو
: يلتفت اليها ( وقد تقبل الفكرة ): عندك مكان معين تبي تروحيه
: لا مو بالضرورة اي مكان حلو نقدر نغير فيه جو
: قولي تبي شهر عسل
تنظر له نورا في عتب : لا والله مو بقصدي بس حسيت ان هالفترة مناسبة اننا نسافر ايشرايك
: خل انظم اموري قبل في الشغل وبعدين نشوف يمكن تشوفي البنات يمكن تحبوا تروحون مكان معين او دولة معينة شقلتي
تتجه نورا نحوه لتلقي بذراعيها حول رقبته وتقبله على خده في قبلة مشاغبة : احلى ناصر والله
بعد يومين نورا تتجه بسيارتها الى المطعم الذي اتفقت عليه مع زوج غيداء الذي رفض تماما الزيارة الى العيادة ولكن نورا شعرت بالانشراح لانه وافق ان يقابلها
تدخل نورا المكان وقت الغذاء تنظر للطاولة المتفق عليها لتجد هناك رجل جالس تتجه نورا نحوه
نورا : السلام عليكم
: وعليكم السلام اختي
نورا : انا الدكتورة نورا
لينهض الاخر من كرسيه محييا وليجلس الاثنان مرة اخرى
رجل هادىء متوسط الطول ليس بالاكثر جمالا من غيداء كما كانت تعتقد او كما صورته لها غيداء ( صدقا الحب جنون ) عادي جدا قد تكون غيداء قد اصابت في شيء واحد حول مظهره الا وهو انه شديد البياض مختلطا بحمرة
نورا : شوف اخي ..... لينطق الاخر : فهد
نورا : شو اخي فهد انا ماني هني عشان اتدخل في حياتكم او افرض عليكم شي لا سمح الله انا هني عشان نوضح بعض الالتبسات واتمنى انك تكون منفتح شوي معاي عشان نقدر نتخطى هالازمة اللي مالها داعي غيداء قالت لي انك رجل متفتح
مع ذكر تلك التي مرت في خياله زفر بحزن يشتاق لها يريدها ثانية في حياته فلا معنى ولا طعم لحياته من دونها غيدائه كما يسميها وابنه الذي اشتاق له كثيرا يريد ان يحمله ويحضنه ويقبله
: شنو المشكلة اخ فهد ؟ او بالاصح خل نسأل قبل : انت تحب غيداء ؟
: اي احبها لكن غيداء عنيدة تبي تمشيني على كيفها ومزاجها اللي تبيه يصير يعني يصير حتى لو كنت مو موافق في مرات كثيرة اتعبتني ومع هذا كله ما اقدر اخليها
: طيب جميل وليش ما رجعتها
: هي رفضت انها ترجع انا مستني انها تندم على الكلام اللي قالته اذا كانت راح تجبرني على كل شي اي ما قلت شي الا اني اروح عيادة طب نفسي شيقولوا الناس اذا شافوني داخل العيادة
نورا : يعني راح تهتم لكلام الناس اكثر من حياتك غيداء ما جات الا وهي يائسة كان من السهل عليها انها تطلب الطلاق النهائي وعندها الحجة اللي تخلي اي قاضي يطلقها منك
ارتعب فهد من كلام نورا : انتي شنو تقولين
نورا : اقول يا استاذ فهد ما فيها شي اذا عرضت مشكلتك على اختصاصي يمكن تلاقي الحل اللي انت يمكن مفكر انه مو موجود الله سبحانه وتعالى سمى العلاقة الزوجية بالميثاق الغليظ ما يجوز ان نحنا نتساهل فيها او نتجاهلها في اشياء بسيطة تحدث من احدى الزوجين ولكن تظايق الطرف الاخر غيداء عطتني فكرة عن المشكلة ويمكن نعرف من صوبك انت بشنو تفكر
فهد : المشكلة خاصة وما بي اتكلم فيها
نورا : طيب يمكن انت محرج من عرض المشكلة علي لكن اقولك انا ممكن اساعدك ونحلها ومالا داعي كل هذا
وفي حرج شديد حكى فهد عن مشكلته اثنان منهما كانتا تحتاجان الى طبيب اختصاصي والاخرى تحتاج الى مثابرة وخوف من الله لكي يتخلص منها
نورا : امم اخ فهد انا راح اعطيك عنوان طبيب اختصاصي بهالحالات اللي تعاني منها وانت لازم تروح وتتعالج ما يجوز اللي تسويه فيك وفي مرتك مثل ما انت مفكر ان انت بس لك حقوق عليها فانت غلطان مثل ما للرجل حقوق في العلاقة الزوجية كذلك للمراة والنبي عليه الصلاة والسلام له احاديث كثيرة في هالمجال تقدر تطلع عليهم وانا من جانبي جبت لك معاي هالكتاب اللي فيه تفاصيل اكثر عن العلاقة الزوجية
راح تفيدكم انت وغيداء لازم تلتقون بنص الطريق وما ياخذ كل واحد منكم الكرامة ما في شي اسمه كرامة بين الزوجين .....
في الجهة الاخرى من المطعم كان جالسا ينظر اليها بغضب فهذه المرة الثانية تفعل هذه الفعلة وتأتي الى هذا المكان وتجلس مع رجل غريب اراد ان يقوم من مكانه ليحطم وجهه و وجهها ولكن نظرا لوجود اخاها معه مقابلا له لم يستطع فربما ستكبر المشكلة وتصبح فضيحة ولكن محمد الذي انتبه لتغير مزاج من امامه تتبع نظرات صاحبه ليصطدم باخته جالسة مع ذاك وبغضب : هاذي نورا شنو تسوي هني مع هذا وقام من مكانه عازما على التوجه لها وافراغ غضبه عليها واذا بيد ناصر تمسك به : اقعد قالها بامر
محمد : انت شتقول مانت شايف
ناصر : لا شايف لكن ما نبي فضايح انا واثق في نورة ( قالها رغم غيرة عمياء كادت ان تدمر كل ما في المطعم فنورا فعلت امرا لم تكن تحسب حسابه لينهض ناصر من مكانه متوجها اليها ...
نورا : اخ فهد .... لم تكمل كلامها فوجه تعرفه جيدا غاضبا واقفا : نورا قومي روحي البيت
لتقف نورا متوترة وخائفة كادت ان تبكي : ناصر ما تفهم غلط
: قلت روحي البيت ، مع نهوض فهد من مكانه قائلا : يا اخي لا تفهم غلط احنا .... وماكمل كلامه الذي قاطعه ناصر قائلا : لو سمحت انت ما تدخل مو شغلك بيني وبين مرتي حتى ولو كنت عارف انتو شنو تسوون هني الناس موب عارفة
لتغادر نورا في صمت ويلحق بها ناصر تاركا محمد جالسا في مكانه ويده على رأسه وفي نفسه فضحتينا يا نورا ولكن حسابك معاي
نورا وناصر في البيت
: ما تقولي شنو كنتي تسوي هناك يا مدام قالها ببرود كادت نورا ان تتجمد منه : هذا مريض عندي
: مريض عندك هممم وليش ما تقابلتوا في العيادة ليش بالمطعم
نورا احست انها تستطيع السيطرة على النقاش رغم علمها التام بان ما فعلته كان خاطئا
: هو مارضى يجي للعيادة ومشاكلهم كلها بدت من هالنقطة
وناصر اللي يبي يسايرها
: وشنو على قولتك مشكلتهم بحركة من يديه تدل على استهزائه
نورا : ناصر شفيك انا ما سويت شي المكان كان عام ليصرخ ناصر قائلا : المشكلة ان المكان عام ما حطيتي في اعتبارك ان في حد راح يشوفك ما راح يقولون هذي طبيبة مع مريض راح يقولون هذي فلانة بنت فلان زوجة فلان ماشية على حل شعرها
نورا : ما تبدا تغلط علي انا واثقة من نفسي ومن طريقة شغلي انا ما سويت شي غلط ( دفاعها كان ضعيفا فقط لتعاند ناصر الواقف بالقوة يسيطر على نفسه )
ناصر : نورا لا تعاندي اعترفي ان اللي سويتيه غلط وما ابيك تسوينه مرة ثانية مهما كانت الاسباب والا راح يتغير وضعنا فهمتي يتجه الى الغرفة غير راضيا عن نورا وتصرفها الاهوج لتلحق به نورا وعيناها
غارقتان بالدمع تجري له وتحتضنه من الخلف في حركة مفاجاة له وهي تبكي وتقول : لا تزعل علي انا ما اتحمل زعلك
ناصر الذي اوجعته حركة نورا للصميم : ماني زعلان بس لا تكرريها موب كل مرة تسلم الجرة
نورا وهي تزيد من احتضانه : الله يخليك لي يارب ولا يحرمني منك
ناصر ياخذ نورا بين ذراعيه ليشعرها بانه ليس غاضبا منها : احيانا احس مافي اعقل منك واحيانا اشوف مثل اليوم ان ما في ذرة عقل براسك
نورا تضربه على صدره بمحبة : من جدك
ناصر : لو شفتي اخوك محمد كان راح يكسر المطعم فوق راسكم
نورا : هذا محمد وانت تقولها بغنج ممتحنة غيرته ( موب بوقته !!) : يقرصها ناصر بخدها قتلك المرة الجاية ترحمي على روحك المرضى يجونك العيادة ، نسوان ممكن تقابلينهم برا لكن رجال لا
في هاللحظة يرن جهاز نورا التي ترفعه الى وجهها في خوف وتقول وهي تبلع ريقها : هذا محمد !
: الو محمد
ينهمر محمد على اخته ويصب جام غضبه عليها : احمدي ربك ان لك زوج مثل ناصر والا قسما بالله ما كون اليوم الا دافنك يلي ما تستحين
نورا : محمد شفيك علي هذا انتو اللي تعرفون طبيعة شغلي شقول عن الناس الثانيين
محمد : بلا شغل بلا خرابيط الي تخليك تسوي هالسوايا واحمدي ربك انا نحنا هلك كان ناس ثانية كانوا اذبحوك
يرى ناصر زعل نورا ودموعها التي اخذت تجري على خدها ما قدر يستحمل منظرها هذي الحبيبة اخذ التليفون من يدها : محمد شفيك على مرتي خلاص احنا حلينا الموضوع اطلع انت منها يكفي انك خليتها تبكي الحين
محمد : اي اي دافع عنها مسودة الوجه
ناصر بغضب : محمد خلاص هذي مرتي وبيني وبينها
محمد : تحمد ربها انك زوجها عطيها لي ابيها في كلمتين : خذي يبي يكلمك
نورا : شنو ؟ قالتها بعصبية ونرفزة
محمد : قولي لناصر وتعالي بكرة ابيك في موضوع
نورا : اشوف
محمد : نورا فكينا من الحركات قلت ابيك بموضع ضروري
نورا : خلاص خلاص اشاور ناصر واقلك
محمد : طيب مع السلامة واحمدي ربك
نورا غاضبة :طيب طيب يلا باي وتغلق في وجهه التليفون .
تلتفت نورا الى ناصر وتقول بابتسامة على وجهها من بين الدموع التي كانت منذ قليل واثارها مازالت وبدلع : ناصر احمممم ما تبي حد ثاني يكون معانا ( النساء دائما يدخلون المواضيع ببعض )
ناصر في استفهام : حد مثل منو
نورا وهي تضع يدها على بطنها في حركة فهمها ناصر ترقرقت عيناه : راح اصير ابو
نورا تحرك راسها علامة الايجاب في ابتسامة شاقة حلقها : ايه
يحملها ناصربين ذراعيه ويطير بها في سعادة متمنيين ان تدوم عليهما .وفي كل وقت نقدر نخلق السعادة من رحم المأساة .
هنا انهي احبتي الجزء التاسع
مع كل الحب .. ريح الهوا
|