كاتب الموضوع :
ريح الهوا
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: يا دنيتي اضحكيلي من جديد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وللقصة بقية نتابعها مع بعض :
في عيادة نورا اخت محمد زميل ناصر في الشغل .
ترد نورا على التليفون : الو محمد خير ان شاء الله
محمد : نورا ما اوصيك على رفيجي جايك في الطريق
نورا : لا تخاف ما راح اكله
محمد : شوفيه ايش فيه واعطيني الاخبار
نورا : والله من جدك انت انا ما اتكلم عن مرضاي ولا عن حياتهم لا تستنى مني اي خبر
محمد : اي اي عارف بس اضحك معاك يلا في امان الله وراي شغل بس لا اوصيك
نورا : يلا في امان الله مع السلامة
تضع نورا التليفون جانبا لتنظر الى ملفات المرضى الموجودة امامها وتقول في نفسها : اللي يشوف مصايب العالم تهون عليه مصيبته
بعد عشر دقايق تدخل السكرتيرة : دكتورة نورا في واحد على الباب اسمه ناصر قال يبي يشوفك وعنده موعد معاك مع انه ما عندنا موعد باسمه
نورا : خليه يتفضل هذا اعرفه
تنتظر نورا على مقعدها شابكة يديها ببعضهما فلا بد انه شخص مهم لاخوها الذي ولاول مرة يهتم بشخص بهذا الشكل ويتصل بها ليوصيها عليه
دخل شخص طويل هزيل نسبيا رأت بوضوح ما يدور على وجهه الذي فقد كذلك الكثير من حجمه وسيم رغم السواد والالم الذي يحيط به
السلام عليكم : قال ناصر
نورا : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اتفضل اخوي وتشير بيدها الى المقعد المقابل لها ليجلس ناصر ناظرا بعينيه الى كل زاوية في مكتبها مفكرا قلقا كيف سيبدأ الحديث ماذا سيقول ليقطع صوت نورا عليه صمته : خير اخوي بشنو اقدر اساعدك ؟
ناصر : احم انا عندي مشكلة وسكت
نورا : شنو المشكلة ؟
ناصر : بعد صمت المشكلة هي حالة اغتصاب ليبلع ريقه في توتر لم يفت نورا
نورا : طيب ، احبت ان يتكلم من نفسه
ناصر: هي مشكلة عائلية وانا ما احب اقول التفاصيل هني فانا جاي اسألك اذا ما عندك مانع انك تجينا البيت .
نورا : اممم طيب اخوي ناصر في العادة المرضى هم اللي يجون ولكن عشان انت رفيق اخوي وهو وصاني عليك فانا ما عندي مانع اعطيني العنوان ورقم التليفون والاسم بالكامل ، رغم مخاطرة نورا فليس كل شخص يتكلم عن حالته ويريدها ان تاتي لمنزله ان تذهب فقد يكون هذا الشخص كذاب ويمكن يسبب لها مشاكل ولكن لسبب ما وثقت في ناصر وارتاحت له لا يبدو عليه انه من هذا النوع فواضح من عينيه انه في مشكلة كبيرة اكبر من الاغتصاب الذي تحدث عنه وكفضول طبيبة نفسية ارادت ان تعرف اكثر .
نتكلم عن نورا
نورا بنت مجتهدة تحب تساعد الناس وفكرت انه افضل طريق للمساعدة انه تكون طبيبة نفسية في الوقت الحاضر الناس محتاجة من يسمعلها بدون ما يتكلم عنها او يفشي اسرارها رغم ان العملاء عندها مش كثير وهي على معرفة انه كمجتمع شرقي لا يعترف الناس بالطبيب النفساني فنظرتهم له كانه طبيب للمجانين فقط واذا قالوا لشخص يجب ان تتعالج عند طيبي نفساني يثور ويزبد رغم ان الطبيب النفساني قد يحل الكثير من المشكلات ، نورا لا تعتبر ان عملها هو مصدر رزق ابدا فالدخل الشهري ليس باكثر مما تصرف هي بنفسها على العيادة .
حلوة متوسطة الطول لها عينين دائما باحثتين ومحللتين في الثالثة والعشرين من العمر ( طب نفسي ) اصغر من ناصر بثلاث سنوات تقريبا .
طلع ناصر من عندها بعد ما ترك رقم التليفون وعنوان البيت في نفسه راحة كبيرة واحساس اخر اشبه بالسعادة وعلى شفتيه ابتسامة ينظر الى السماء : يارب تتعدل يارب
في اليوم المحدد لزيارة نورا للبيت الكل كان متوتر من راح يبدا الاول وكيف وشنو راح يقولوا ريم لم تكن موافقة تماما عن الفكرة ولكن شيء من الطمأنينة انبعث في نفسها ان ممكن بعد كل هذا يكون الحل هنا ...
في الصالة حيث الكل جالس بما فيهم ناصر عشان يطمن البنات ولكن بعد ماراح الدكتورة تبدا معاهم راح يتركهم لوحدهم ما يبي يسمع او يشوف كم الحزن اللي في نفوس البنات رن جرس الباب ليتجه ناصر نحوه ويفتحه .
نورا مبتسمة في وجه : السلام عليكم استاذ ناصر
ناصر : وعليكم السلام تفضلي الكل موجود في الصالة ، اغلق ناصر الباب بهدوء ترددت نورا قليلا في الدخول لانها لم تسمع حتى صوت ممن يقول انهم في انتظارها في الصالة ولكن سمت في نفسها وتقدمت نحو مدخل الصالة
بدون ان تتقدم خطوة واحدة وقفت ناظرة الى تلك الوجوه المرتبكة الخائفة ثلاث فتيات صغيرات جالسات مرتبكات على تلك الاريكة لم يختلف كثيرا وضعهن فالثلاثة جالسات بنفس الطريقة اياديهن متشابكة في احضانهن ورؤوسهن مطأطاة ولا تخفى عليها حركة الشفاه التي تكاد ان تبتلعها صاحباتها وفي نفسها : الظاهر ان المشكلة بالفعل كبيرة !
نورا : السلام عليكم قالتها بنبرة محببة لكي تطمئنهم وتدفعهم للنظر اليها ليرين الابتسامة المشرقة على محياها ، نورا بالنسبة لهن اول شخص سيتحدثن اليه وربما عن كل شيء فهن قد فقدن الثقة في كل من حولهن احيانا بمن فيهم اخوهم ناصر .
جلست نورا على الكرسي المقابل للاريكة : كيف حالكم بنات ؟
لتخرج همهمة غير واضحة من احداهن : الحمدلله
كان واضح من النبرة عدم الرضى تماما عن الاجابة ولكن الحمد واجب في كل شيء
انسحب ناصر من الغرفة واغلق الباب خلفه بعد اشارة من نورا التي طلبت منه ذلك
بدت نورا الكلام : انا ابغى اقول ان ناصر عطاني فكرة عن المشكلة وقالي انكم طلبتم ان الطبيب يجي للبيت وانا هني في خدمتكم وعشانكم بس خل نقول ان في حال توافقنا مع بعض راح اجي هنا ثلاث مرات بالاسبوع اسمعكم واعطيكم النصايح انا اتكلم هني بصفة الجمع لاني ماني عارفة منو صاحبة المشكلة يمكن هذي المشكلة اثرت عليكم كلكم وبالتالي راح نبدا العلاج من اليوم ولكن بعد ما نتعرف الاول ، ها شنو رايكم ؟
: انا ريم
: انا هنادي
: وانا هند ( هند كانت اكبر معارضة للموضوع ولكن قالت نشوف اخرتها )
: تشرفت بيكم رغم الذبول والانكسار اللي واضح على الوجوه الا ان الملامح الجميلة العذبة مازالت موجودة قالت في نفسها .
: طيب راح اسالكم سؤال منو صاحبة المشكلة : كلنا !!
: هل في عندكم غرفة ثانية نقدر نبدا فيها تكون صغيرة ومغلقة ، انا مثل ما قلت راح اجيكم ثلاث مرات بالاسبوع كل مرة راح اسمع وحدة فيكم لكن كل وحدة بروحها في الغرفة اللي راح نقرر نتكلم فيها ونبدا فيها العلاج شنو رايكم
: اللي تشوفيه في صوت واحد لترد ريم متحركة من مكانها قائلة : عندنا غرفة صغيرة هني في نفس الدور ما استخدمناها نقدر نبدا فيها قالت كلامها بصوت واثق قوي بعد ما ارتاحت لنورا حست ان في اشياء راح تتغير على ايديها شكلها وحكيها يدل على انها تقدر تساعدهم تنهي كلامها امام الغرفة المرجوة ونورا واقفة خلفها لتتحرك امامها وتلقي نظرة على الغرفة باستحسان قائلة ممتاز في هالحالة نقدر نبدا حالا عشان ما نضيع وقت شنو رايكم ؟
: منو اللي راح تبدا معاي ؟
لترد هنادي الصغيرة : انا راح ابدا ( بما ان الفكرة استحسنتها من الاول )
: طيب يا بنات راح ادخل انا وهنادي للغرفة وانتو اشغلوا انفسكم بأي شي لين نخلص يمكن الجلسة راح تاخذ ساعة او ساعتين بالكثير
ريم : شنو تحبي تشربي
نورا:ممكن قهوة وكوب ماي لو سمحتي ، تغادر ريم لاعداد القهوة والانشغال بها حاليا وتتجه هند الى غرفتها بحجة الدراسة التي لم تنهيها
نورا : تفضلي هنادي ( هنادي كانت اقصر من ريم بشوي بحكم سنها الا ان باين انها راح تكون طويلة مثل اخوانها )
جلست نورا على الكرسي الموجود في اخر الغرفة فيما جلست هنادي مقابلة لها وهي تراقب نورا تخرج ملفات واقلام من حقيبتها الفخمة
اخرجت نورا الاوراق والملف من حقيبتها لكي تؤيد الملاحظات ومن ثم على اساسها سوف يكون العلاج وضعت نورا نضارتها الطبية على عينيها وتفتح صفحة في الملف الذي امامها وتقول : هنادي كم عمرك ؟
هنادي : عمري 14 سنة
نورا : انتي تدرسي ؟
هنادي : اي في الاعدادي
نورا : انتي متفوقة في دراستك
هنادي : يقولون مع ابتسامة صغيرة في اللي يقولو اني ذكية ومتفوقة
نورا : ممتاز شنو طموحك انك تكونين في المستقبل
اجابت هنادي بكل براءة : اني ادخل الهندسة هذا حلمي من زمان بس ما اعرف اذا راح اقدر احققه
نورا : ان شاء الله لكل مجتهد نصيب
نورا ارادت ان تطرح السؤال الاكثر تعقيدا فهي تنظر الى فتاة صغيرة لازال لديها امل في المستقبل ومن هنا راح تقدر تتخطى مشكلتها
نورا : شنو هنادي احكيلي شنو المشكلة
هنادي : ناصر قالك
نورا : اي قالي بس انا ابي اعرف تفاصيل يعني مثل منو اللي اغتصبك ؟
هنادي في صوت حزين : ابوي !!
نورا : تأخذ انفاسها وهي مصدومة ( اي في شغلها تسمع ان في اشخاص اعتدوا عليهم افراد مقربين جدا من العائلة ولكن لم يقابلها اي منهم وسماعها ذلك من شخص جرى له ذلك هي تجربتها الاولى والظاهر ان الامور معقدة ) ، طيب يا هنادي : من متى ابوك يعتدي عليك ؟
هنادي : من وانا صغيرة كان عمري تقريبا تسع سنوات ابوي بدا يتحرش فيني ( رغم صغر سن الاشخاص الذين يتعرضون للتحرش الجنسي الا انهم في قرارة انفسهم يعرفون انه خطأ ولا يجوز بعض الاشخاص مهما كبر ستكون هذه القصة نقطة سوداء في حياته قد يتخطاها وقد ينغمر فيها )
نورا : كيف يعني شنو سوا حتى عرفتي انه كان يتحرش ؟
هنادي : ابوي وانا صغيرة كان دايما يناديني اقعد جنبه او على حجره يقالي دلوعته وفي مرة من المرات حسيت ان ايده بدا يدخلها من ورا وانا جالسة جنبه لداخل بنطلوني انا عرفت ان في شي غلط بس ما تحركت من مكاني هذا ابوي انا كنت احبه لتسقط دمعة بريئة على خدها ليش سوا فينا كذا ليش ؟
تتابع هنادي : في مرة ثانية كنت قاعدة جنبه لكن هالمرة يده دخلها لبلوزتي وبدا يتحسس صدري انا خفت لكن طنشت قلت يمكن يضحك معاي
نورا : هل قلتي لاي احد عن هالحركات الغريبة ؟
هنادي : لا ما قلت لاحد انا خفت اقول شي يضربوني او ما يصدقوني لكن في يوم ابوي نادى علي كان قاعد في المجلس البراني مجلس الرجال لحاله وقالي تعالي هنادي
رحت له بدا يلعبني ويضحك معاي خواتي كانوا في المدرسة وامي كانت في المطبخ تجهز الغدا انا رجعت بدري من المدرسة ما كان عندنا دراسة كثيرة قربني اكثر له وبعدين بدا يقلعني ملابسي ويتحسس جسمي بس ما سوى شي ثاني بس شفت في عيونه نظرات غريبة اول مرة اشوفها في ابوي
نورا : بعد هالحادث ما قلتي لاحد ؟
هنادي : انا بعد ما لبست ملابسي رحت لامي في المطبخ كنت ارتعد وامي شافتني ركضت علي قالتي لي ليه وجهك اصفر ليه انت كذا شنو صار ؟
هنادي : قلت لامي كل اللي سواه ابوي في هاللحظة بدت هنادي تبكي بشهقات عالية امم امي راحت له المجلس وتهاوشوا هوشة كبيرة انا كنت واقفة في المطبخ على حالي ارتعد اكثر وخايفة ليجي ابوي يضربني لقيت امي جات تجري لي مسكتني من ايدي وراحت لغرفتها طلعت شنطة وبدت تحط ملابسها في الشنطة على دخلة ابوي عليها اللي دفعها بقوة على الجدار وانا كنت وراها امي طاحت علي حسيت اني بختنق وسمعت صوت ابوي : مالك طلعة من البيت وطلاق ماني مطلق واذا طلقتك راح اخذ العيال ووريني ساعتها كيف راح تحلي الموضوع
امي يا سافل يا خسيس تتهجم على لحمك ودمك اه يا خسيس يا مريض والله والله لابلغ عليك يجو ياخذوك
ابوي : بلغي وكان عندك اثبات اثبتي
امي : راح اخذ بنتك معاي ، هنادي : امي كانت شجاعة وواجهت ابوي رغم انو عارفين انه راح يضربنا او يمكن يقتلنا ابوي كان كبير بالحيل ما نقدر عليه كلنا
ابوي : جيبي لروحك الفضايح وبنتك مالها طلعة من البيت واذا طلعتي مالك ردة وين بتروحي يعني : لاهلك المفلسين ؟
امي : انا صبرت عليك وعلى مصايبك وايد لكن توصل لعيالي والله اقتلك واشرب من دمك بعد في هاللحظة امي هجمت من جديد على ابوي حاولت تضربه ترفسه ولكن هو ما تحرك من مكانه في النهاية امي انهارت على الارض تبكي ما عرفت شنو اسوي لقيت ابوي جاي صوبي شدني من شعري وبدا يسحبني على غرفتي ضربني كف ورماني على الارض وسكر الباب وراح بعدها سمعت صوت ضرب من جديد كان يضرب في امي لكن انا ما قدرت اسوي شي كله مني انا كله مني بكت هنادي بشكل قطع قلب نورا التي كانت جالسة كالصنم تستمع وكانها تشاهد فيلم ( كل هذا يصير في ديار المسلمين رحمتك يا الله ) .
بعد ما هدأت هنادي قالت نورا : يكفي لليوم ( لم ترد ان تزيد العيار فهو من الحجم الثقيل على قلب فتاة صغيرة كهنادي ) سجلت بعض الملاحظات في ملفها وقالت لهنادي يلا نطلع
خرجتا من الغرفة لتلتقيا بريم الجالسة في الصالة منتظرة وتنظر الى وجه اختها الواضح عليه معالم البكاء خرجت منها تنهيدة ثقيلة وتنظر الى نورا التي نظرت اليها بدورها قائلة : انا راح اجي بعد بكرة باذن الله يلا اشوفكم على خير
سلمت نورا على ريم وهنادي وخرجت من البيت الذي ما ان اطبقت بابه حتى خرجت منها تنهيدة ثقيلة حزينة ( يارب عفوك ) ركبت نورا سيارتها ولم ترجع ثانية الى العيادة فما سمعته اليوم يكفي حتى تلتقي بهن فاكيد لكل واحدة منهن حكاية يشيب لها شعر الرأس .
وهنا انهي الجزء الثاني ولكم مني اطيب التحايا .
|