كاتب الموضوع :
عبير قائد
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال29 الرواية قمة في التميز
رباااه سيادة ستفقدينني صوابي؟؟
فكر بحنق وغضب.. ثم فتح الباب ليجد عمه وزوجته يجلسان بصمت الى جوار سريرها..كانت نائمة.
رأى ايفا تناظره بكراهية بينما نهض عمه وقال له بهدوء:
-اعطوها مهدئاً لتنام.. هي لم تنم منذ أيام..
نظر لها قحطــان بجوع.. كانت المرة الاولى التي يراها منذ ثلاثة أشهر.. وشعر بشوق كبير يكاد يخترق مسام جلده.. ويحرقها..
-اذهب لمنزلك بني.. سنعتني نحن بها.
-لاعمي..
همس باصرار:
-سأبقى أنا معها.. خذ زوجتك واذهب.
-ولكن قحطان..
-عمـــــــــــي..
قال بحسم ليتنهد عمه ويومئ موافقاً.. ثم ذهب ليكلم ايفا التي رفضت في البداية بشراسة ولكنها عادت وأذعنت بصمت وقحطان يقول :
-خذ الجوهرة ياعمي اوصلها لمنزل رعاد لتبقى الليلة.
-حاضر..
غادر برفقة ايفا التي لم تكف عن التحلطم بفرنسيتها المستفزة.. بينما وقف هو دون حراك يراقب تحرك سيادة الخفيف تحت الأغطية.. بطنها البارز كان تغييراً لم يصدقه لوهلة..
اقترب منها بخفة وجلس الى جوارها.. ببطء كي لاتستيقظ من نومها العميق.. تأملها بافتتان..
كانت جميلة للغاية.. أجمل مماكان يتخيل.. بشرتها بيضاء جداً بسبب شحوبها.. ورغم جفاف شفتيها وتشققهما بفعل الجفاف كانت تبدو أجمل امرأة بنظره.. شعرها الناعم افترش الوسادة كنار خامدة.. بينما ظهرت عظامها الرقيقة من تحت ملابسها الخفيفة.. رباااه لقد أصبحت مجرد خيال..
شعر بغصة تحتكم أنفاسه وهو يلامس عظم ترقوتها البارزة.. ثم ذراعها النحيل بألم.. ووصل الى بطنها.. لامسها برهبة..وشعر بها تتحرك بانزعاج تحت يديه ليبتعد كالملسوع.. ثم يعود ليقترب ويجلس الى جوار السرير بزفرة ارهاق .. متعب هو.. مشتاق.. حائر..
عااشق حتى الثمالة.. وعشقه يضعفه...
اقترب مستنداً على مرفقه بالقرب من رأسها.. همس لعينيها المغلقتين:
-ماذا تفعلين بي ياسيــادة؟؟ كيف تحكمين القلب بكل هذه القوة وأنت بكل هذا الضعف ياابنة عمي؟؟
تحركت متململة قلقة.. ورأى لمعة ماسية تنساب على وجنتها ليخفق قلبه بألم.. تبكي؟؟!!
"قحطاااان"
اختنقت أنفاسه وهو يسمعها تهذي بإسمه .. بخفوت وكأنه تعويذة تحصن بها نفسها.. راى تحركها يصبح اكثر عنفاً وكأنما تقاوم كابوساً..
"لا.. لا.."
همست والدموع تتفجر من عينيها ليقترب منها ويحيط وجهها بكفيه ويخفض وجهه اليها..
"لاتبكي"
همس بخشونة..لتستكين بين يديه.. تكورت قريبة منه..قريبة لدرجة أنه شعر بجسدها النحيل يضغط على ذراعه.. تمتمت اسمه بهذيان.. واتسعت عيناه بذهول وهو يشعر بذراعيها تحيطان بذراعه القريبة منها بتملك.. بل وتجذبه نحوها لتقبع بهدوء.. وتتوقف دموعها..
"سيــادة"
همس بخفوت قلبه كان يخفق بقوة.. وكأنما سينفجر بالمشاعر..كان يريد ضمها اليه.. افراغ شوق تلك الشهور والليالي الكئيبة التي مرت عليه.. كان يريد تذوق شفتيها مرة أخرى.. أن يعيد الحياة اليها.. ولكنه خشي ان تخرج من حالة اللاوعي التي قربتها منه.. وحين تصحو وتدرك انه معها.. بالقرب منها.. كان يخشى أن تعود لقوقعتها.. وتبعده عنها وتنفيه..أحنى رأسه قليلاً يتنشق عبير رائحتها ..مزيج من الليمون وازهار الربيع.. رائحة عصفت بعقله وتركته مخدراً.. سيفقد صوابه..هذه المرأة بكل مافيها ستفقده تعقله ..
ولذا فقد ابتعد برغم حرقة قلبه وتوقه الشديد ابتعد..
تاركااً لها ذراعه لتتشبث بها..كغريق يتعلق بقشة..
ومضى ينظر لها..ولايشبع..
وحين تأكد من استغراقها في النوم العميق سحب ذراعه بتمهل ونهض ليقترب من وجهها الناعم وبكل خفة طبع قبلة رقيقة على زاوية فمها.. لتنفرج شفتيها بدعوة صريحة.. تجاهلها مبتلعاً ريقه بصعوبة..وجلس على مقعد مقابل للفراش ينظر لها دون كلل دون أن يغمض له جفن.. حتى الصباح..
.....
حين استيقظت نظرت حولها بتمهل.. أين هي؟؟!!
سمعت اقامة الصلاة من مسجد قريب والظلام المخيم حولها.. شعرت بحركة قريبة واتسعت عينيها وهي تحدق بالظل القادم نحوها..
-صباح الخير سيدتي.
ابتسمت الممرضة الصغيرة ..فانتفضت سيادة بخيبة.. مالذي انتظرته؟؟ أن يكون هنا؟؟ أن يأتي مسرعاً اليكي؟؟ لن يفعل ياامرأة فتيقني وانفضي عنكي هذا الأمل السخيف..
فكرت بقهر.. وهي تأخذ نفساً عميقاً.. وارتجفت بذهول..
ذلك العود.. تلك الرائحة الشبيهة بالأرض الرطبة بالمطر..
-من كان هنا؟؟
نظرت لها الممرضة بدهشة.. قبل ان تبتلع ريقها :
-رجل..لااعرف مايقربه لك..ولكنه قال أن أخبرك ان سألت عنه.
-تخبرينني ماذا؟؟
همست بشحوب لتغلق الفتاة عينيها وتهمس وكأنها تردد ماحفظته غيباً:
-يقول لك " حافظي على نفسك وإلا فأنه سيهد المعبد على رؤوس الجميع ويعتني بهذه المسألة بنفسه".
وصمتت باسمة وهي تنظر لعيني سيادة المتجمدتين..
لايزال في ظلاله القديم.. أظلمت عينيها وانسابت دموعها بقهر.. لايزال بعيداً..بعيداً رغم قربه الخانق.
....
"سلمى؟!"
انتفضت من شرودها المعتاد والتفتت لأمها:
-نعم أمي؟؟هل من خطب؟
-هل أنت بخير بنيتي؟؟
تمتمت امها بحنان وهي تشعر بانقباض قلبها من فرط تغير ابنتها منذ عادت من عدن بعدماحدث هناك..لم تعد تشبه سلمى الشقية بشيء وكأنها مجرد روح أخرى.. تسكن جسد ابنتها..
-نعم ماما انا بخير..هل أردتي مني شيء؟
-خذي القهوة لمجلس جدك بنيتي..
-حاضر.
نفذت بجمود.. حملت براد القهوة ووضعت عليها غطائها وانضمت لجدها في مجلسه..بصمت.. كان يسبح ويستغفر بخفوت حين دخلت عليه..
سلمت بخفوت وجلست بين يديه تصب له القهوة ..
-كيف حالك ياصغيرة؟
-بخير مادمت فوق رأسي ياجدي.
همست باختناق رغماً عنها ولكنها رفعت له عينين مبتسمتين.. لينظر لها بعينيه العجوزتين جداً.. وشعرت أنه يخترق روحها.. مد يده لها وهمس:
-تعالي ياروح جدك..
اقتربت ليضمها الى صدره وتنشقت رائحة العود الثمين ورغماً عنها انسابت دموعها بعجز وهي تتذكر قسمها له.. ان تنسى سيف الشيب..وتنسى كل مايتعلق به.. قسمها ألا تتحدث معه مجدداً.. ولاتفكر حتى به.
رباااه كم تحنث بقسمها كل يوم..كل ليلة تأوي الى فراشها ويرافق أحلامها..
-لاتبكي ياصغيرة.. الأيام كفيلة بأن تمحي الألم.. وتطبب الجرح.
شهقت رغماً عنها.. وشعرت به يمسد شعرها بأصابعه المتغضنة..
-انا أسفة ياجدي.. أرجوك سامحني..
كانت تعتذر على كل ماحدث..على انسياقها وراء رغبات فراس..رغبات ايفا.. تعتذر عن تجاوزها لتعاليم دينها وتقاليد عائلتها.. تعتذر عن عشقها لعدو قديم.. كان جدها قد أخبرها الحكاية كلها..وشعرت بالألم لم حدث لجدها الأكبر ولجدتها الكبرى.. تعاسة تلك التي عاش بها بعدها..دون أن يتزوج بأخرى اكراماً لذكراها..
كانت تتألم من مصيرها الذي يبدو مشابهاً.. لن يكون هناك سواه.. سيف الوحيد الذي ملك قلبها ولن تخونه ابداً مع سواه. وعادت لتفكر بغزل وكيف بالرغم من حبها لمحمد أُجبرت على الزواج من رعاد.. وهاهي الان تعيش حياتها بسعادة؟؟ هل سيحدث هذا معها؟؟ هل سيجبرها جدها وأخوتها على الزواج من رجل من ابناء قبيلتها؟؟
مستحيــــــــــل..
فكرت بألم.. وقبضت على خاتمه المعلق في عنقها.. لن تخون سيف ابداً..ابداً..
-حين تكبرين ستفهمين ان مافعلته كان لمصلحتك..لاأحد يخالف قوانين القبيلة وينجو..سرعان ماسيدرك خطأه ولكنهم غالباً يفعلون هذا بعد فوات الوقت.
استمعت له صامتة وعقلها يحلل مايقوله لها دون أن تفهم العلاقة بين ماحدث لها ومايتكلم بشأنه:
-الا تريدين العودة لزوجك ياابنتي؟
نهضت قافزة بشهقة مصعوقة وهي تصرخ:
-لااااا,,
-بنيتي لاتخافي..
-لاجدي ارجوك لا..لاتعدني له..
هتفت بجنون وهي تفكر ان هذا ماكان يخطط له.. أن يرجعها لفراس؟؟
لو علموا بمافعله بها؟؟ لو علموا بخيانته وتسليمه لها لسيف حرفياً وكأنها مجرد ***** حقيرة وليست ابنة عمه وزوجته.. لكانوا قتلوه..
-انه ابن عمك ياصغيرتي..
- لاياجدي..
صرخت بوجع وعادت ترتمي بين قدميه وتبكي بانهيار .. ومن بين دموعها كانت تحكي له كل ماحدث لها في باريس.. أخبرته عماحدث لها حال وصولها.. وطرد زوجة عمها لها بقسوة دون أن يدافع عنها أحد..
أخبرته أن ابن عمها الهمام تركها منذ يومها الأول وهجرها الى الولايات المتحدة..
أخبرته عن خطة ايفا الحقيرة لتحويلها الى فتاة عابثة مستهترة كي تسيطر عليها وتنتقم ممافعلوه بسيادة..
أخبرته عن فراس... عن عودته وانغماسه بلذاته بعيداً عنها.. وحتى خيانته الموجعة..
أخبرته عن تساهل ابن عمها مع رئيسه.. مع الرجل الذي طلب منها بقسوة وعدم رحمة أن تنساه..
رفعت عينيها الى جدها الذاهل وهي تصرخ باكية بحرقة:
-ذلك الرجل هو من دافع عني.. هو أنقذني عدة مرات دون أن أطلب حتى.. هو أراني حقيقة ابن عمي.. هو أخذني بعيداً كي لاأقع بين يدي عائلته.. هو قام بحمايتي وأنا..
وتجمدت حقيقة مشاعرها نحو سيف على طرف شفتيها قبل ان تنهار باكية بين ذراعي جدها:
-اتوسل اليك ياجدي.. لاتقتلني..لاتعدني الى فراس لأني سأموت حقاً.
شعرت بيديه تشتدان حولها..وهو يطمئنها بكلمات مرتجفة.. لايعرف كيف يمكن أن يعوضها ماعانته هناك.. لم يكن يقدر ان يلوم خوفها ورعبها.. تجربتها الوحيدة بعيداً عن عائلتها كانت أكثر قسوة ممايتخيل أن تتعرض له صغيرته الحبيبة..
اكثر بكثير..!!
في ذلك الوقت في عــــــــدن..
كانت الطائرة تهبط بهدوء.. وبعد اجراءات خفيفة كانا يتوجهان الى سيارات الأجرة المنتشرة بالخارج..
-هل ستذهب اليه الأن؟؟
تنهد سيف وهو ينظر لأضواء المطار التي ابتعدت للأفق متراقصة ..كان يخاطر بكل شيء.. ولايعرف مانتيجة هذه المخاطرة..ولأول مرة كان يسلم كل شيء ولايعرف مايخبئه له القدر.
-لايوجد لدينا وقت قبل مجيء افراد العائلة..ويجب أن أضمن وقوفه الى جواري.
-ألاتظن انك يجب أن تفاتحه بالأمر بالهاتف أولاً..
-أمور كهذه لاتناقش على الهاتف يا أوس.
قلب أوس شفتيه وهتف بتوتر:
-بل يجب أن تناقش في الهاتف.. هو لايستطيع وضع رصاصة فيك وأنت بعيد عنه لأميال.
ابتسم سيف وقال بثقة:
-قحطان العزب لن يقتلني.. انه يدين لي بحياته وهو رجل صادق ومحترم.. وأنا أثق به.
لم يقتنع أوس بل تحرك بعصبية في مقعده والسيارة تنطلق بهم نحو العنوان الذي قاله سيف..
كانت الساعة تقارب السابعة والنصف مساءاً حين وصلا الى مكتب قحطان.. واقتربا من الرجل الجالس يراجع بضعة أوراق وطلبا لقاءه..
-من أقول له؟؟
تبادل الرجلان النظرات..قبل ان يهمس سيف باسمه بتوتر ليسرع الرجل الى داخل مكتب الشيخ.
-اعتقد انه سيطردنا قبل أن نراه..
-لابد انه يعرفني..لااعتقد ان جده سيخفي عنه حقيقتي.
لم يلبثا غير وقت قصير حتى فتح الباب ليخرج قحطان بنفسه ويتقدم منهما بحذر..
-لقد انتظرت هذه الزيارة..ولكن من وقت بعيد.
نظر له سيف برهبة.. ثم حاول السيطرة على مشاعره.. هؤلاء الشيوخ لايؤمنون سوى بالقوة.. العزة والشموخ وهو لايقل عنهم مطلقاُ.. لذا أخذ نفساً عميقاً واقترب من قحطان ماداً له يده ويهتف بقوة:
-كنت في حالة جسدية سيئة..وكما ترى"واشار لعكازه" لازلت تحت العلاج.
نظر له قحطان..قبل ثلاثة أشهر كان هذا الرجل يقف بينه وبين حسن ابن عمه ليفديه بحياته.. وكان سيفعل المستحيل ليرد له الجميل..لقد أنقذ حياته وحياة سيادة..
ولكن حالما استفاق من مشكلته مع سيادة وعرف ان هذا الرجل لم يكن سوى ابن عم ذلك المسخ الذي كان يطارد زوجته وأنه ابن تلك العائلة.. أصيب بالحيرة..لم يعرف مايفعل وماسبب مافعله هو..
شعر سيف بالتوتر من امتناع قحطان برد السلام ولكن ذلك التوتر اختفى حين شعر بكفه القوية تحيط بيده وهو يبتسم بحرارة:
-حمدالله على سلامتك..
اتسعت عينا سيف بينما توترت ملامح أوس وقحطان يشير لهما بالتقدم لمكتبه..
دخلا ليفاجئا أنه ليس وحده.. وتوترت عينا سيف.. كان رعاد شقيقه هنا أيضاً.. صافحهما بهدوء وهو يتعجب بصمت.. لقدر رأى سيف قبلاً.. ولكن أين؟؟ عرف من قحطان أنه من أنقذه من حسن واكتفى بهذا دون أن يفكر أكثر.جلس الجميع وقحطان يناظرهما بامعان.. يعرف سيف..رأه مرة ولم ينسه ابداً.. بينما الأخر.. طويل القامة يكاد يقاربه طولاً.. بملامح كلاسيكية وذقن نامية بعفوية.. شعره أسود قصير.. ثم كانت عيناه الغريبة..
عينان رماديتان.. عينا ذئب متحفز..
-أنا لم تسنح لي الفرصة لأشكرك لمافعلته..رغم تعجبي من تواجدك هناك..ومن تضحيتك ولكن..انها أمر ليس من السهولة نسيانه.
توترت عينا سيف وهو يميل لتستنتد مرفقيه على ركبتيه:
-هذا ماجئت لأجله..أن أشرح لك..وأن..أطلب مساندتك.
ضاقت عينا قحطان.. وانتظر بصبر بينما سيف يحكي له كل شيء.. خطة عائلته بالانتقام منه لمافعله بعبدالعزيز.. مساعدته لحسن للهروب من المستشفى ثم معارضته الشديدة لخطف سيادة.. وابتعاده عنه..
توقف سيف عن الحديث عند هذه النقطة ونظر لقحطان الذي خلا وجهه من التعبير بينما رعاد يقول بصوت بارد:
-أنت لاتساعد نفسك بهذه الاعترافات يا ابن السلطان.
رفع سيف رأسه واعترف بصدق:
-أنا أعرف هذا.. ولكنها الحقيقة وانا قد سئمت الكذب..
ونهض مرتكزاً على عكازه وأضاف:
-لقد فعلت المستحيل لأصل لحسن حين اختفى.. لأنني أدركت أن مايفعله خاطئ ونحن لانؤمن بهكذا تصرفات.. نحن لانخطف النساء..
-تاريخ عائلتك لايقف بصف ادعائك يافتى.
قالها قحطان بسخرية ليعترض سيف بحدة:
-مافعله جدي الاكبر مجرد لحظة جنون لرجل فقد صوابه..ونحن لسنا مثله.
-ربما.. ولكن الأن..هل تخليتم عن فكرة الانتقام مني لمافعلته بذلك...
وتوقف ضاغطاً شفتيه بقوة ليمنع نفسه من الشتم..ليسرع سيف:
-عبدالعزيز فعل الكثير واعتقد انه استحق ماحدث له..صدقني..لاأحد من عائلتي يلومك بعد الأن..لقد عرف الجميع عن حقيقة افعاله المشينة.
-لنقل ان معظم أفراد عائلتنا يجري في عروقهم نفس الدم الحار الذي يجري في عروقك ياشيخ.. كلنا تخرج شياطيننا حين يتعلق الأمر بنسائنا.
قالها أوس بلهجة غامضة جعلت قحطان ورعاد ينظرا له بحدة قبل أن يعاود قحطان النظر الى سيف ويسأله:
-ولكن لم الأن؟؟ لم أتيت ومالذي تريده مني ؟
نظر سيف لأوس الذي شجعه بابتسامة مقتضبة ليعود وينظر لقحطان هامساً بتوتر:
-أنا أريدك أن تسدد دينك علي..
انتظره قحطان أن يكمل.. فابتلع سيف ريقه وهو يستمر:
-انت مدين لي بحياتك وحياة زوجتك..
-مالذي تريده بالضبط؟؟
هتف قحطان ببرود ليخفض سيف عينيه للحظة قبل أن يرفعها بثبات ويقول:
|