لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > سلاسل روائع عبق الرومانسية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روائع عبق الرومانسية سلاسل روائع عبق الرومانسية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-12-14, 09:14 PM   المشاركة رقم: 4451
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال28 الرواية قمة في التميز

 
دعوه لزيارة موضوعي

حرموه من طفله.. ومن حياته كلها..
بكى امرأته التي فقدها بقسوة..وشعر بدموعه تخنقه..أنفاسه تتحشرج في صدره..
شعر بانه مكسور.. مطعون في ظهره..
شعر بأنه خسر كل شيء يوم خسرها..خسر نفسه معها.. هو لن يسامح نفسه ابداً.. لن يغفر لها التفريط بسيادة ستبقى ذنبه المعلق على عنقه حتى موته ومابعد..
أغمض عينيه بحرقة النار التي اشتعلت تصهر اعماقه وبلارحمــة..
لقد انتهى..
كل شيء انتهى..!!
***
وصلت أخيراً بعد رحلة طويلة.. تاملت ابنها الجالس الى جوارها وعليه تقطيبة لم ترها ابداً وشعرت بالقلق يتصاعد بداخلها أكثر وأكثر.. كانت ترتجف وفي حالة سيئة منذ وصلها اتصال زوجها نهار امس..
ابنتها خُطفت ولايعرفون أين هي؟؟
تجمعت الدموع في عينيها ولكنها شمخت كي لاتذرفها وبكل قوة وسيطرة..
التقاها فراس في المطار وحين سألت عن صغيرتها كل ماقاله لها ان والدي سيشرح لك كل شيء وأنهم كلهم خرجوا للبحث عنها..
توقفت بهما السيارة اسفل مبنى عتيق وصعدا باستخدام المصعد الى حيث يتجمع اهلهم كماقال..
لم تكن بمزاج للقاء اسرة زوجها التي لم تلتقيها من قبل في حياتها ولكنها فكرت ان الوقت الان غير ملائم ابداً للانتقاد..كل مايهمها أن تعرف عن ابنتها..
حين فتح الباب رأت زوجها أمامها.. ولكنها بالكاد تعرفته.. كان يبدو وكأنه قد شاخ مائة عام..هوى قلبها بين قدميها وهي تتيبس على الباب وتصيح بألم:
-أين ابنتي؟؟
اسود وجه سالم العزب وهو يمد يده لزوجته هامساص باختناق:
-تعالي إيفا..
هزت رأسها الأحمر متجاهلة دموعها التي انسابت بحرقة وعادت سؤالها بتصميم ليخفض عينيه:
-لم يجدوها بعد..
شهقت بالبكاء ليتقدم محتوياً جسدها الضئيل بين ذراعيه وهو يحاول ان يطمئنها بكلمات فشلت في طمأنته هو:
-لاتقلقي حبيبتي انهم جميعاً هناك يبحثون عنها..قحطان سيعيدها..
قالها بتأكيد..لتهتف صارخة:
-هل أبلغتم الشرطة؟؟ هل اتصلوا لطلب فدية أو ماشابه..؟؟
جرها سالم الى داخل الشقة وهو يحاول طمئنتها:
-لاتخافي حبيبتي سنجد ابنتنا وينتهي هذا الكابوس.
تفلتت منه بعصبية وانفجرت بوجهه باكية:
-هذا الكابوس لم ولم ينتهي الا بعودة ابنتي الى منزلها هناك في باريس.. اتفهم؟؟
نظر سالم لعائلته المذهولة وهي تواجه صراخ المرأة الفرنسية بكل جنون .. لتهدا هي فجأة وتدرك انها في حضرة اناس غرب.. رأت العجوز يرفع رأسه مستنداً بذقنه لعصا غليظة وتحيطه فتاتان تعرفت بينهم على سلمى التي ناظرتها بقلق وتوتر بينما رأت تلك المرأة الأخرى.. والتي نهضت تواجهها بصلابة قائلة بالعربية:
-لاترفعي صوتك في حضرة شيخ العزب.
رفعت ايفا خصلة نارية من امام عينيها فبدت شبيهة بابنتها بصورة مثالية وأعطت هدية نظرة من رأسها لأسفل قدميها باحتقار قبل ان تهمس بسيل من الكلمات الفرنسية التي احتقن لها وجه سالم وجعلته ينهرها بقسوة:
-ايفااااااا..
نظرت له بغضب قبل ان تعود للمرأة التي لم تكن سوى هدية وتهمس لها بعربية ركيكة:
-لايهمني في حضرة اي شيخ انا كل ماأريده هو ابنتي..
احتقن وجه هدية وكادت ترد برد لاذع حين فتح الباب .. والتفت الجميع للقادم.. تعلقت انظارهم كلها به.. بتثاقله وهو يدخل وكأنما فقد الرغبة بالحياة.. بالكاد كان يقف امامهم.. ولكن..
يجب عليه أن يفعل..
لاأحد سيمتلك الشجاعة.. لن يعترف احد بماحدث.. لن يقر أحد بالفشل سواه..
رفع عينيه اليهم.. وتسمرت عيناه عليها.. هذا ماكان ينقصه.. أمها هنا؟؟
-قحطان بني..أين سيادة؟؟
همس عمه سالم بشحوب.. وابتلع قحطان ريقه المتيبس بصعوبة وهو يقبض كفيه ويبسطهما بحركة عصبية.. ماذا يقول؟؟؟ غابت عنه الكلمات ولم يقدر على اخراج حتى انفاسه..
اقتربت منه ايفا وهمست :
-اين سيادة؟؟اين هي ابنتي؟؟
نظر لها وشعر بالحزن يجتاحه فجأة..حزن ثقيل..وكأنه بطانة سوداء تلفحته من تحت جلده وبرزت من عينيه ولكنه حافظ على هدوءه.. كمااعتادوا عليه كتم حزنه وألمه بداخله وهمس ببرود:
-لانزال نبحث عنها.. لم نجد حسن حيثماذهبنا.
اقتربت ايفا وصرخت بغضب:
-اتصلوا بالشرطة افعلوا شيئاً بدل جلوسكم هكذا دون حراك.
نظر لها بعاصفة تلوح في عينيه:
-ومادخل الشرطة بأمورنا..نحن أدرى بعملنا..
-ايها المغرورو الوقح..
ورفعت يدها تريد صفعه على وجهه ليقبض على معصمها بقبضة من حديد وعيناه ترسلان لها تحذيرات غاضبة جعلتها تشع بغضب وكراهية صارخة:
-لو أصاب ابنتي اي مكروه.. انت اول من سأحرص على وضعهم في السجن أيها المجرم.
نفض يدها بقسوة وتركها ليدخل الى مكتب رعاد صافعاً الباب خلفه بقوة بتحذير عام لهم كلهم بعدم الدخول..
جلس بتهالك على مقعد بمسندين.. اراح ظهره المتعب وتأوه بمرارة..
هل ماتت؟؟ فكر بانهزامية لم يشعر بها قط من قبل.. ماتت وتركته يغرق في بحور الألم والذنب وحده.. تركته ورحلت وكأنها لم تحبه ابداً..
اغمض عينيه متنهداً بمرارة..واستسلم من جديد لحزنه .. بصمت.. وحده.. بعيداً عن العالم كله.
وفي الغرفة الأخرى تسللت مخرجة هاتفها تناظر الرقم بألم.. لقد مزقتها رؤية أخيها بكل ذلك اليأس.. راعها ماحدث لعائلتها..حزن عمها وزوجته رغم انها لم تحبها ولم تسامحها على كل مافعلته بها ولكنها لاتزال أم مكلومة.. ثم كان جدها العجوز.. والذي كان يهرم في الدقيقة الواحدة عشرات السنوات..
مسحت دموعها بظهر يدها وطلبت الرقم.. الشخص الوحيد الذي ان كان صادقاً فهذا يعطيهم دافعاً جديداً..
-سلمى؟؟
سمعت الصوت الملهوف فسارعت باكية:
-هل تقول الصدق؟؟ هل ستساعد أخي ليجد سيادة؟؟
تهللت اساريره وهو يشعر بانها تثق به.. أو أنها ستحاول.. لذا سارع بالتأكيد وهو يعدها:
-اقسم لك ياسلمى.. سأجدهما.. وحينها سأخبر شقيقك..
-أرجوك سيف..عائلتي ستصاب بالجنون لقد بحثو عنه في كل مكان..لم نجد له أي أثر..
-سأجده..انه يستخدم معارفه ولكنني سأجده بالتأكيد لاتخافي.
-عدني..
همست بألم ليغمض عينيه ويعدها من اعماق قلبه قبل ان تطلب شيءاً أخر بصوت خجول:
-عدني ان تحافظ على نفسك أيضاً..
ابتسم بسعادة..وهمس لها بشوق:
-سأفعل حبيبتي..سأعود من أجلك.
غار قلبها قلقاً وهو يغلق الخط..بعد تحية مقتضبة.. شعرت بالراحة جزئياً.. الان على الاقل استعادة ثقتها بحبيبها .. بوعـد منه فقط.. بانتظاره ليحققه..
كان عليها فقط الانتظار.. والصبر..
***
-علي..
ارتفع الصوت في رواق المستشفى التي وصلها على عجالة ليطلب اجازة طارئة.. كان امتحانه النهائي بعد يومين فقط..ولم يكن يستطيع التركيز بشيء وهو وسط معمعة مايحدث الان..
ثم جائت هي.. رباااه لقد نسيها تماماً في غمرة كل ماحدث..
التفت اليها بتوتر..
-مالذي حدث لم لاتجيب على اتصالي؟؟
همست ترنيم بقلق مشوب بالألم لهجره غير المبرر ولتجاهله المصر لها ..
-انا اسف ترنيم.. الأمر انني مشغول للغاية هذه الايام.
-اعرف ان امتحانك على الابواب ولكن هذا لا..
-لقد اجلت الامتحان للشهر القادم.
قالها مقاطعاً لتتسع عينيها وتسأله:
-ولكن ماذا حدث هل أنت مريض؟؟
-لاترنيم لست كذلك.. انها..انها مشكلة عائلية.
برر بعصبية جعلتها تنظر له بحنق ثم رفعت يدها اليمنى وهمست بغيظ مشيرة لخاتمه:
-أترى هذا ياعلي..انه يشير انني من العائلة الان.
زفر بضيق ونظر لساعته مدركاً تأخره عن لقاءه بأخوته حتى يقرروا ماعليهم فعله في المرحلة القادمة بالذات قحطان.. فبعد ماوجده هو بالكاد يسيطر على اعصابه..
-ترنيم.. انت لاشأن لك بهذه الامور..انها مشاكل خاصة ولاتهمك بشيء.
شعرت بالألم لاقصاءه اياها بتلك الطريقة ولكنها تجاسرت لتهمس:
-انا هنا من أجلك ياعلي.. وانا مصرة ان أكون جزءاً من مشاكلك مهما كانت صعبة ومهمة..
نظر لها بغضب وتملكته تلك النزعة الغبية لكل افراد عائلته بالكبت والتفرد وهو يعنفها بخفوت:
-لم لاتفهمين ترنيم.. لااريد مشاركتك مشاكل عائلتي.. كل مايدور بيننا هو في كفة وعائلتي في كفة أخرى .. لاتخلطي الامور ابداً.
اتسعت عينيها بصدمة بينما استمر هو بقسوة:
-اذهبي الى دروسك وانشغلي بها..لاتشغلي نفسك بأل العزب حالياً باستطاعتنا تدبر أمورنا.
ثم استدار عنها بحنق وهو يغلي من الداخل..
تباً تباً..
لقد شعر بالضيق والغضب لتدخلها.. شعر بأنها تتدخل فيمالايعنيها متجاهلاً كونها خطيبته.. لقد كان قاسياً وأحمقاً.. وفكر بلحظة..
لو كانت نادين..
ربااااه..
فكر بذهول لو أنها نادين لكان هو من لجئ اليها وارتمى بين ذراعيها يشكو لها همومه,,,
توقف بمرارة.. لم تكن نادين ولن تكون ابداً..
لقد انتهت كل علاقة له بتلك المرأة.. ولم تعد له سوى ترنيم والتي عاملها بقسوة شديدة..تنهد بحنق والتفت يريد ان يصلح الامر لولا انه رأى الممر خلفه خلياً تماماً..
أين ذهبت؟؟
كانت تركض لاترى امامها من فرط دموعها التي هطلت بلاحساب وهي تولول هاربة منه بعد أن نبذها بتلك القسوة.. لم تفكر ابداً انه قد يكون قاسياً بهذه الطريقة..
كيف رفض اهتمامها وحبها بتلك الطريقة المهينة.. بكت بحرقة وهي تفتش عن مفاتيح سيارتها بهستيرية في حقيبتها الضخمة وحالما وجدتها كانت ترتمي في السيارة وتشغلها بسرعة.. لاتريد البقاء في مكان واحد معه ابداً..
الم يكن يريدها بجواره فلم تكن ترنيم الراجي من سيركض خلفه ..ابدااا..
انطلقت بالسيارة لاتكاد ترى امامها محاولة السيطرة على دموعها وغضبها ولم تجد ماتنفس به عنهما سوى دواسة الوقود لتزيد سرعتها اكثر وأكثر.. تجاهلت ابواق السيارات الناهرة.. تجاهلتها حتى تصاعد بداخلها احساس الخوف الذي هاجم اطرافها وهي تدرك انها تجاوزت السرعة التي اعتادتها بشكل كبير.. وليس هذا فحسب.. لقد كانت تفقد سيطرتها على المقود..
تفقدها بشكل مفزع والسيارة تهرول بجنون نحو الطريق السريع.. لم يكن امامها الا ان تدير المقود بقوة ناحية اليمين ورجلها على المكابح تحاول التخفيف من سرعتها..
حين برز امامها فجأة.. وكأنما انشقت الارض وأخرجته..
صرخت بجنون والسيارة تندفع نحوه باصرار..حاولت تفادي الاصطدام بتدوير المقود مجدداً.. وقدمها تضغط المكبح بإصرار.. سمعت الصرير ودارت السيارة بعنف ..سمعت الصراخ حولها.. وشعرت برأسها يضرب المقود بقوة قبل ان ترتد مرتين للأمام والخلف.. حتى توقفت السيارة وتهالكت هي على مقدمتها فاقدة الوعي.. دون حراك.. وكأنما غادرتها الروح..بهدوء..
***
البرد.. الجوع.. الألم..
كلها تنهشها بلارحمة.. ثم هناك الخوف الذي نخر عظامها وجعلها ملقاة هناك ترتجف.. كلها ترتجف وكأنما يمر عبرها تيار كهربائي مستمر.. حرقة تتصاعد من داخلها..حرقة مؤلمة.. وعينيها تذرفان الدموع بلاتوقف.. انها تخسر طفلها..
ذلك النزيف الذي تعرضت له قبل ان يسحبها حسن بكل قسوة ويغير مكانها الى هذه العشة القذرة كان دلليلاً قاطعاً انها قد خسرت طفلها.. بكت بمرارة.. تكورت على نفسها ويديها تحيطان ببطنها بوجع..
اين هو؟؟ لقد وعدها انه سيكون هنا.. سيأتي لانقاذها.. لقد وعدها ولم يفي بوعده..
-توقفي عن البكاء.
هدر بها حسن وهو يشعر بالصداع من سماع صوت بكاءها الذي لم يتوقف للحظة منذ خسرت طفلها كمايبدو.. كان متوتراً بشدة.. يريد ان يتخلص من كل هذه المشكلة.. يريد الهرب بأسرع وقت ممكن.. كان يوقن انه تورط بها وانه سيندم على ذلك.. ولكن لا.. انها انتقامه الذي سيطفي غليله..
كل من معاونيه في المافيا يحاولون جهدهم لانهاء اوراق تهريبه ولكن رجال قحطان يتواجدون بكل مكان غطوا كل منفذ ولم يتركوا مكاناً واحداً ليتسللوا عبره.. ولذا كان عليه ان يتحرك.. نظر لسبيته بكراهية واقترب منها ساخطاً:
-زوجك الأحمق لايترك لي مكاناً لأتنفس..انه يغلق كل المنافذ كي لايفقدك..
نظرت له بعينين زائغتين قبل ان تشيح متمتة بازدراء:
-سيجدك قحطان.. سيجدك ويقتلك.
انقض عليها وقبض على شعرها بقسوة وهو يزمجر:
-ليس ان قتلته قبلاً..
اتسعت عينيها بذعر وصرخت بألم وهو يفلتها ليلتقط هاتفه ويجري اتصالاً أخيراً..
....
سمع هاتفه يرن..
لم يكن في مزاج يسمح له حتى بالاجابة.. وتجاهله المرة الاولى والثانية.. ولكن الرنين كان مستمراً مصراً كالموت.. رفع هاتفه ليرى من يزعجه حين عقد حاجبيه بعنف..كان رقماً محجوباً..
فتح الخط وصرخ:
-مـــن؟؟
"قحطاااان"
لم يعرف ان كان عليه تصديق أذنيه أم تكذيبهما..؟؟
تحجر صوته وهو ينصت لصوتها الشاحب المخنوق..
-سيادة؟؟
همس بشحوب.. وهو ينهض من مقعده الذي جلس عليه لساعات.. دون أن يتحرك حتى من مكانه..
"ماذا هل نسيت صوت زوجتك يا ابن العم؟؟"
ارتجف بكراهية وهو يسمع صوت حسن وهتف بجنون:
-أين هي؟؟ ماذا فعلت بزوجتي ايها المجرم؟؟
"انا لم ألمسها.."
صرح بوقاحة قبل ان يضيف بخبث:
"ليس بعد على كل حال"
-لومددت اصبعاً واحداً عليها ..اقسم انني سأقتلك وأمزقك بيدي.
قهقه بشراسة وهتف:
-الا يتوجب عليك ان تجدني اولاً.
شعر قحطان بعجزه وقتها ولكنه ملعون للجحيم لو أظهر هذا العجز لحسن لذا فقد همس بصوت مخيف:
-سأجدك ياحسن.. ولو بحثت عنك في كل شق وتحت كل حجر سأجدك..
-ولم لاأوفر عليك العناء ياشيخ..
عقد حاجبيه بحيرة:
-ماذا تعني؟؟
نظر حسن لمسدسه بشرود وهو يتمتم:
-سأخبرك بمكاني.. وتأتي الي وحدك..
التمعت عينا قحطان ولهفته تعميه عن رؤية مايخبئه له حسن:
-سأتي اليك..أخبرني أين؟؟
قهقه حسن بسخرية:
-ليس بهذه السهولة ياابن العم.. ستخرج من مكانك ووتقود سيارتك ثم ساتصل بك للمزيد من التعليمات أتفهم؟
ابتلع ريقه بصعوبة وهمس:
-ماذا عن زوجتي؟؟

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 25-12-14, 09:15 PM   المشاركة رقم: 4452
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال28 الرواية قمة في التميز

 
دعوه لزيارة موضوعي

رمق حسن سيادة شبه الدائخة على الأرض تطالعه بعينين زائغتين وهمس:
-سأحررها..طالما تأتي وحدك..
-سأفعل..
قالها بتوكيد..وهو يصر على أسنانه بغيظ ليسارع حسن:
-اذا لم تفعل ياقحطان فسوف أعرف.. وحينها لن تجد بضعة دماء فقط كما في المرة الماضية.. هذه المرة سأترك لك قطعاً منها.. أتفهم؟؟
-سآتي وحدي ياحسن..وحينها سنكون أنا وأنت.. فقط.
قالها قحطان وقد اسود وجهه وتهديد حسن ينشر الذعر على طول عموده الفقري وهو يتخيل مايقول هذا الوغد المريض..
-اذا من الأفضل أن تسرع.. فزوجتك وطفلك في حالة يرثى لها.. وأشك ان تلحقهما الاثنان..
وسرعان ماكان حسن يغلق الخط..
ليتجمد قحطان مكانه بخوف شل اعضاءه للحظة.. قبل ان تعود كلها للحياة وهو يعي مايقوله حسن تماماً ويتحرك نافضاً مشاعره جانباً متوجهاً الى الخارج..
هذه المرة لن يعود الا بها..
سيفعل المستحيل لتعود الى منزلها.. ولو بذل حياته في سبيل ذلك..
كان الشيخ قحطان من يجلس في الصالة وبرفقته عمرو ورعاد والعم سالم وولده فراس.. حالما رأوه انتفض عمرو ورعاد لمواجهته وعمرو يقول بتوتر:
-لقد وجد الرجال أحد العاملين مع حسن..انهم يتتبعون خيطاً الان..
نظر له قحطان بتوتر قبل أن يشيح عنه ويقول بصرامة:
-سأخرج لبعض الوقت..
-وحــدك؟؟
تسائل عمرو بخشونة ليومئ قحطان دون رد فيعترض رعاد:
-سأتي معك انا..
-لا..
هدر بعنف جعل الجميع ينظرون له بدهشة في حين تأمله جده بصمت وهو يضيف بقسوة:
-سأذهب وحدي..
قالها واستدار على عقبيه ليصيح به عمرو بحنق:
-لقد اتصل بك أليس كذلك؟؟
توقف قحطان بغضب.. دائماً عمرو .. دائماً هو من يكشف سره.. ولكنه لم يجب عليه تجاهله وهو يتجه الى الباب ليركض عمرو اليه ويشده من ذراعه بعنف:
-أجبني قحطان؟؟ هل اتصل بك ذاك المعتوه؟؟
نظر له قحطان وعاصفة تلوح في عينيه:
-اترك يدي ياعمرو .. لاوقت لدي لأضيعه.
-أنت لن تذهب وحدك..
صرخ به عمرو بحدة جعلته يخلص ذراعه بالقوة مزمجراً:
-انه يريدني وحدي..
انتفض اليه عمه وهو يهمس بلهفة:
-هل تحدثت معها؟؟ هل ابنتي بخير؟؟
-اذا ماتركتوني أذهب الان فربما تظل كذلك..
صرخ قحطان بسخط ليصر عمرو بعناد:
-قلت انك لن تذهب الا على جثتي..
بلغ به الغضب مبلغه.. لقد كان يعشق عمرو.. وهو صديقه المقرب ولكن الان.. كل الشياطين كانت تتراقص امام عينيه وهو يصيح بجنون:
-بكل سرور..
وقبل ان يعي اي أحد حتى هو ماكان ينوي فعله كان يرفع قبضته وينزل بها بقوة على فك عمرو العنيد.. ليلقي به امتاراً للخلف ويقع من فرط مفاجأته للأرض وقحطان يصرخ:
-لاتظن أنك تخيفني ياابن الشهري.. ليس قحطان العزب ..
وقبل ان يتحرك احدهم كان يغيب خلف الباب.. تاركاً حالة من الذهول سرعان ماتخلص منها رعاد ليقفز خلفه محاولاً اللحاق به.. ليوقفه جده بصيحة حازمة:
-دعه يذهب..
التفت له رعاد بذهول:
-لن أتركه وحده..
-انه يحتاج للذهاب وحده بني.. قحطان أكثر تعقلاً كي لايدرك مغبة مايفعل.. لاريب انه قد فكر بخطة ما.
تصلب رعاد لايعرف مايجب عليه فعله.. بينما نهض عمرو بتثاقل وهو يضغط على فكه بقوة:
-ستدفع ثمن هذا ياقحطان..
نظر له الشيخ بتوتر بينما هو يضيف بشدة:
-ربما تكون محقاً في ماقلته ياشيخ.. ربما يكون لديه خطة.. ولكن صدقني.. قحطان لايجب ان يكون وحده في مواجهة ذلك المجرم.. وانا لن أتركه ليفعل هذا..
ونظر لرعاد :
-سنذهب خلفه.. ولكنه لن يعرف.. هيا بنا.
قالها وسارع خلف قحطان باصرار.
***
ازدادت تأوهاتها ألماً.. التقلصات التي تعاني منها زادت شدتها.. وكأن روحها ستزهق مع كل واحدة.. لم يعاودها النزف ولكن ذلك الألم اشتد..تهاوى رأسها وبالكاد رفعت عينيها لرؤية حسن الذي وقف مشرفاً عليها بجثته الضخمة وهو يقول :
-سيأتي حبيب القلب بين لحظة وأخرى..
لم تعطه الرضى في سماع صوت لهفتها النابع من اعماقها بل أخفته حتى عن عينيه حين خفضت عينيها هرباً من نظرته الوحشية..
-أتريدين رؤيته قبل أن أقتله أم تفضلين رؤيته جثة هامدة؟؟
انتفضت بذعر واخفت وجهها بين ذراعيها وهمست تمتم بدعاء خافت أن يحفظه الله وأن ينتقم من هذا الرجل شر انتقام..
-لم لاتجيبين أم ان القطة قد أكلت لسانك ياجميلة؟؟
-أنت أقذر مخلوقات الله ولااريد حتى أن أراك بعد اليوم.
همست بألم ليضحك بسخرية قبل ان تتوحش ملامح وجهه ويهمس من بين أسنانه:
-مهما حدث اليوم ومهما كانت نهايته فتأكدي أنها النهاية لن أراك بعدها ولن تريني ابداً.
نظرت له بكره.. وكادت تشتمه بمايستحق حين سمعت الجلبة خارج العشة.. وتوسعت عينيها بلهفة.. في حين انتفض حسن وسارع للذهاب حيث وضع اثنان من الرجال لحراسة البوابة.. هل وصل بهذه السرعة؟؟
اسرع نحو الباب الذي وقبل أن يصل اليه فُتح بقوة.. فتراجع مسرعاً يريد الوصول الى سيادة ليستخدمها كدرع واقي امام من سولت له نفسه اقتحام مكانه حين تصلب في وقوفه وهو يرى القادم قبل ان تنفرج أساريره وتكشف ابتسامته عن تكشيرة مثيرة للغثيان:
-مرحباً بالسلطاان.. أرى أنك تثابر في متابعة استثمارات عائلتك رغم قراراتك السابقة؟؟
تقدم سيف بهدوء ويده تقبض على مسدسه بقوة وهو يرفعه ليصوبه نحو هذا الوغد :
-أين سيادة؟؟
رفع حسن حاجبيه ونظر للمسدس بيد سيف باستخفاف:
-هل تجيد استخدام مسدسك أم انك بحاجة لدمية تصويب كي تتعلم؟؟
-قلت لك أين هي؟؟
زمجر حسن بغضب:
-لاشأن لك بمايحدث بيني وبين ابناء عمومي ياسلطان.. خذ لعبتك السخيفة هذه وعد في أول طائرة الى عائلتك ولهوك.
-ستعطيني سيادة العزب والأن في الحال قبل أن أفجر رأسك..
قهقه حسن بتهكم قبل أن تتوحش ملامح وجهه ويرفع مسدسه الى وجه سيف الذي تراجع خطوة وحسن يهتف بجنون:
-أخبرني الأن ياسلطان.. من منا سينفذ كلام الأخر..
نظر سيف للرجل المجنون مع المسدس بيده اليسرى وقد ضم الأخرى المضمدة اليه.. وابتلع ريقه ولكنه لم يتزحزح.. كان يقاتل لاستعادة كرامته الأن.. ليثبت لأبيه وجده وهذا المريض أنه ليس بالفتى العابث اللاهي الذي يظنونه.. انه سيف سلطــان الشيّيب..
-رصاصة واحدة قد تصيب والثانية ستخطئ.. هل أنت مستعد لتغامر بكل شيء؟؟
ابتسم بسخرية وهتف:
-أنا اقامر الان بكل حياتي.. هل تظنني سأبخل بالمقامرة بمجرد رصاصة؟
أخذ سيف نفساً عميقاً وهمس يغريه:
-لاياحسن.. أنت لاتغامر برصاصة فقط.. أنت تغامر بفرصة الحياة من جديد..
زاغت عينا حسن وتسائل بخشونة:
-ماذا تعني؟؟
رفع سيف حاجبه وهتف :
-فرصة جديدة في أي بلد تختاره.. طائرة مستعدة للمغادرة في الحال عبر مطار خاص قريب.. لاأحد سيعرف عنك شيء..لاأحد سيقتفي أثرك.. ستختفي دون أية خسائر..
فكر للحظة واغراء مايعرضه عليه السلطان يعمي عينيه .. ولكن...
-هل تظنه سيتركني؟؟
عقد سيف حاجبيه.. ليواصل حسن بمرارة:
-لقد أخذت امرأته..وطفله..وربما تسببت بمقتل أحدهما.. لقد تحديت سلطته وقوته وتظنه سيجعلني أفلت؟؟
-قحطان العزب؟؟
اومأ حسن بايجاب لتساؤل سيف الشاحب.. بينما يقترب منه ليهمس بجنون:
-سيقتفي أثري وان ذهبت خلف النجوم..انه لايحتاج الا للوقت..انا اعرف يقيناً انه سيجدني..لأني أعرفه وأعرف كيف يفكر وكيف يتصرف..انه ابن عمي.. ولذا لايجب أن اغادر هنا قبل أن أتخلص منه..
إما أن يقتلني.. أو أقتله..
-أنا لن أسمح لك..
همس سيف وهو يفكر بوعده لتلك.. بأنه لن يسمح لمكروه أن يحدث لسيادة..او حتى قحطان..
-أنت مجرد غر لاتفقه شيئاً في لعبة الشيوخ يافتى..انها لعبتنا منذ الازل.. هذا الانتقام والكر والفر هو لعبتنا.. فابتعد عنا تسلم..
-أنا لن أبتعد..
قالها بتصميم ليصوب حسن مسدسه لرأسه وهو يهمس:
-اذاً فانت من جنيت على نفسك.. ياسلطان.
في هذا الوقت وعلى بعد متوسط.. توقف بسيارته امام نهاية طريق متعرج يقود لمجموعة من عشش الصيادين قرب الخليج.. أخذ نفساً عميقاً وهو ينظر حوله بانتظار من قد يأتي اليه..ولكن لم يقترب أحد..
لذا ترجل من سيارته بخفة.. تأكد من حشو مسدسه الشخصي.. ثم ثبت ذلك الاحتياطي في حزامه الخلفي وثبت كشيدته حول رأسه قبل أن يلفها لتغطي نصف وجهه.. وتقدم من العشش بهدوء..
كانت كثيرة.. ولكنه يعرف بالضبط اين هي..
كيف لم يفكر بهذا المكان والذي كشفه أكرم في تحريات سابقة..العشة التي كان يخفي فيها سمومه والتي تصله عبر البحر في مراكب الصيادين.. كيف لم يبحثوا هنا؟؟
أنب نفسه بقسوة قبل أن يركز في مهمته ويسرع نحو العشة التي لاتختلف عن غيرها سوى في موقعها المميز بابتعادها عن شادر السمك.. وقربها من الخليج..
لم يكن هناك سوى منفذ واحد.. الباب الامامي.. حتى نوافذ لم تكن لها..
أخذ نفساً عميقاً وتقدم نحو الباب وبدفشة من قدمه القوية سقط الباب بصوت هائل ليتراجع الرجلين امامه بمفاجأة لدخوله الصاعق بينما نقل قحطان عينيه بينهما بغضب وهو يصرخ بحسن:
-أين هي؟؟
تراجع سيف للحظة.. بينما وجه حسن سلاحه لقحطان وهو يبتسم بسخرية ساخطة لمفاجأته اياه على حين غرة:
-انظروا من انضم الينا.. لم لاتنزل سلاحك ياشيخ والا فإنك لن ترى زوجتك الفرنسية أبداً..
حرك قحطان عينيه في المكان بلهفة بحثاً عنها.. ولكنها لم تكن ظاهرة.. أين هي بحق الله..
شعر بالغضب يجتاحه وهو ينظر لحسن:
-أين هي؟؟
-أنزل سلاحك..
هدر حسن بجنون.. ليرفع قحطان ذراعيه باستسلام وهو ينزل السلاح على الأرض بسخط وهو لايزيح عينيه عن حسن الذي ابتسم بسخرية وهتف:
-أركله بعيداً.
فعل قحطان مايريد ليتراجع ببطئ ويزيح جزء من الحائط المصنوع من القش تحت أنظار قحطان وسيف الذاهلة ليظهر جسد سيادة المكوم بلاحراك..
انتفض قلبه بجنون لرؤيتها.. كانت ملقاة باهمال وكأنها جثة.. لاحياة فيها.. لم يابه للمسدس المصوب نحوه وهو يهمس باسمها ويركض نحوها..
سقط الى جوار جسدها المسجى ورفعه بين ذراعيه بحنان ولهفة وهو يهمس باسمها بشفتين مرتجفتين.. يتحسس وجهها يبحث عن علامات الحياة.. كانت باردة شاحبة..
"سيــادة"
ناداها بيأس وهو يحيط وجهها بكفه ..
يجب أن تعيش.. يجب أن تكون حية..
حينها رفرفت عينيها بضعف ليشهق بارتياح وهي تفتح عينيها..
لم تصدق..
لم تصدق عينيها لرؤية عينيه كان ينظر اليها بوجه ملثم ولكنها لن تتوه عن عينيه ابداً..
أهو حلم أخر ..فكرت بخواء.. حين سمعت صوت حسن المزدرئ:
-ياللفرح..
نظر له قحطان بغضب مهول.. رؤيته لها بهذا الشكل.. ملابسها ممزقة.. شعرها ينسدل على وجهها مبلل بالعرق والقذارة جسدها ينتفض من البرد والخوف..
شعر بها تقترب منه بخوف سمع صوت نحيبها وهي تتشبث به بجنون وشفتيها لاتكفان عن ترديد اسمه.. ليحيطها بذراعيه بقوة وهو يقول لحسن بغضب:
-ستدفع ثمن كل هذا ياحسن..
لوح حسن بمسدسه في وجه قحطان وهو يهمس ببرود:
-ألاتظن انني صاحب القرار هنا ياابن العم..
نظر قحطان للمسدس بيد حسن بسخط.. لو يستطيع فقط ان يمد يده لجرابه الخلفي.. مسدسه الاحتياطي كان هناك.. ولكن سيادة.. سيادة كانت تتشبث به بجنون يقيده ولايقدر على افلاتها..
-لست وحدك..
التفت الجميع حينها للرجل الثالث..
وعقد قحطان حاجبيه وهو لايتعرف على الغريب..الذي تقدم من حسن بشجاعة رافعاً سلاحه في وجهه وهو يهتف:
-هل نسيت انني هنا؟؟
-ابتعد ياسلطان فهذا ليس ثأرك..
هتف حسن برعونة ليصيح سيف بحزم:
-تراجع الان ياحسن.. لن أسمح لك بإيذائهما..
نظر له حسن باستخفاف وهمس:
-أنت لن تجرؤ على فعل شيء.. ليس لديك القلب لتضغط على الزناد وتقتل رجلاً ياسلطان..
ثم التفت لقحطان الجالس أمامه دون حول ولاقوة وهتف بشراسة:
-والأن ياشيخ.. أتريد مني قتلها قبلاً أم أقتلك أنت وأستمتع بوقتي معها فيما بعد..
-أنت جبان ياحسن..
قالها قحطان ببرود وهويقف ببطئ.. متخلصاً من ذراعي سيادة.. وشاهراً صدره امام حسن بشجاعة:
-لن تستطيع فعل شيء..
-انت مغرور وأحمق للغاية..لتفكر انني لن اقتلك الان واتخلص منك للأبد..
قالها حسن بجنون بينما قحطان يستمر في اثارة اعصابه وعينيه لاتفارقانه بدقة فهد صياد:
-لو كنت تنوي فعل شيء لفعلته منذ زمن.. ها أنا اقف أمامك وأنت لازلت تتلعثم بتهديداتك..
نظر سيف لقحطان بذهول ماللذي يفكر به وهو يلقي بسخريته أمام الرجل بالسلاح وهو لايزال اعزل.. وتأمل قحطان برهبة طوله المهيب وعرض كتفيه.. تلك السترة المموهة التي يرتديها واللثام على وجهه.. كان يجيل النظر بينهما بتوتر.. قحطان اما شجاع جداً او أحمق للغاية..
أو أن لديه خطة ما..
اقترب قحطان باصرار من حسن الذي ورغم امتلاكه للمسدس الا انه تراجع للوراء وعيناه تتسعان وهو ينظر في عيني قحطان برعب:
-أنت مجرد وغد حقير جبان.. أنت مجرد تابع غبي وستظل طيلة حياتك هكذا..
تصاعدت الكراهية بداخل حسن وهو ينفجر:

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 25-12-14, 09:15 PM   المشاركة رقم: 4453
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال28 الرواية قمة في التميز

 
دعوه لزيارة موضوعي

-بل هو أنت الغبي ..أنت الأحمق لانك لم تكشفني منذ سنوات ياقحطان..كنت أتلذذ باللعب من وراء ظهرك.. امارس كل أنواع التجارة غير المشروعة باسم عائلتك وأنت لاترى أبعد من أنفك..
-هذا لأنك مجرد جرذ لايحيا الا في الجحور القذرة ولاتمارس رجولتك العقيمة الا على النساء الأضعف منك أيها الحقير.. لو كنت رجلاً بحق كنت وقفت وجهاً لوجه معي..
صاح قحطان بعنف وأضاف وهو يرى ارتجافة يده:
-أنت خائف ياحسن.. انظر الى نفسك والى كل ماخسرته لن تجد مكان في الأرض يخفيك مني.. لن تهرب لأي مكان.. انت لن تضغط هذا الزناد لأنك أضعف بكثير من أن تفعل..أنت جبان.. لن تجرؤ على قتل شيخ العزب ابداً..
هدر بقوة لينتفض حسن وتشتعل عيناه بشرارة مجنونة وهو يصرخ:
-انا لست جباناً.. ولقد قتلت شيخ العزب قبلاً.. وسأفعلها من جديد..
توقف قحطان يناظره بذهول..قتل شيخاً من العزب قبلاً؟؟
واتسعت عينا حسن أيضاً .. مصعوق ممازلت به لسانه.. وقحطان يهمس بشحوب:
-محمد؟؟!!
أنت قتلت محمد؟؟
تراجع حينها حسن بالفعل.. نسي المسدس بيده.. نسي القوة التي يتحصن خلفها ولم يعي سوى نظرة الشيخ المجنونة التي اشتعلت في عينيه وهو يصرخ بألم امتزج بالقهر وهو يقفز نحوه..
أطلق رصاصة.. وانطلقت صرخة سيادة المرعوبة وهي ترى تفجر الدماء من قحطان الذي لم يوقفه شيء وهو يرمي بحسن ارضاً ويتجاهل الم اختراق الرصاصة لكتفه وهو يكيل اللكمات لوجه حسن وجسده بلاتوقف..
كان ثائراً.. غاضباً..
-لقد أخذت عزاه..
صرخ بجنون وهو يضرب وجهه بقوة جعلت الدماء تتفجر من فمه وأنفه ولايقدر حتى على التأوه وقحطان يصيح بلوعة:
-لقد وقفت معي وأخذت عزاه أيها الملعون..
حاول حسن الدفاع عن نفسه.. حاول رفع يديه وصد ضربات قحطان ولكن دون فائدة..
كان كثور هائج ..
رأى الضوء يخفت..وشعر بارتجاج قوي في عقله قبل أن يغمض عينيه وتهمد حركته..
حينها فقط توقف..
حينها فقط تراجع عن الجثة التي تكومت بين يديه وتراجع باشمئزاز وهو يزيح لثامه .. ينظر لحسن بقهر.. قتل محمد.. هو قتل أخيه..
ركله حينها بقوة وهو يبصق في وجهه شاتماً.. قبل أن يلتفت اليها..
كانت تنظر له بذهول.. لاتصدق عينيها انه واقف هكذا قبالها.. صدره يعلو ويهبط بجنون أنفاسه اللاهثة.. وعينيها تحيطه بنظرة مصدومة.. الدماء تسيل من جرح في كتفه بينما يقترب منها ..انحنى نحوها..
نظر في عينيها قبل أن يحيط وجهها بيديه.. احداهما حملت خيطاً من الدماء انساب عبر ذراعه لتهمس بألم:
-لقد أصبت؟؟
لهث بارهاق وهو يقربها منها.. انها بخير.. ستكون بخير..
-سنكون بخير..
همس بصوت متحشرج.. لايزال الأمر قاسٍ عليه.. قاسٍ ومؤلم..
ولكنه حملها بين ذراعيه بعد أن وضع عليها سترته الملطخة بدماءه وغطى شعرها المتناثر بلثامه واستدار ليخرج بها من عش القذارة التي احتجزت فيه.. ولكن منظر حسن واقف امامه بالكاد يحمل مسدسه اوقفه..
شعر بالغضب من نفسه.. لقد تشتت ونسي امر المسدس نهائياً.. وحسن يرفعه هامساً بصوت يقطر دماءاً:
-الان ستموتان معاً..
رأى الجنون في عينيه.. كان يظنه سيبقى فاقداً لوعيه لفترة أطول ولكن الوغد كان محظوظاً وبلحظة رأى اصابعه تعتصر الزناد ..
كان في موقف لايحسد عليه..بحمله الثقيل لايقدر على المهاجمة او تفادي الرصاصات الاكيدة القادمة..ولكنه لم يكن ليسمح أن يصيبها مكروه ابداً.. لذا كل ماكان يفكر به هو انقاذها..
رأت حسن يصوب مسدسه اليهما.. صرخت برعب وهي تتشبث بقحطان الذي اشاح لحسن بظهره مبعداً اياها عن خط النار .. يحميها بجسده.. بينما انطلقت الرصاصات بعنف..
اغمض عينيه بقوة متوقعاً لسعات النار التي ستخترق ظهره.. ولكنه سرعان مافتحهما وهو يسمع الحشرجة المكتومة من خلفه..
التفت بسرعة ليجد الرجل الغريب وقد وقع ارضاً مضرجاً بدمه بينه وبين حسن الذي فرغت رصاصات مسدسه كمايبدو وبحنق رماه ارضاً وانطلق يعدوهارباً..
نظر قحطان للرجل الملقى ارضاً بدهشة..
لقد فداه بحياته..
...
لم يكن يجب عليه ان يقف متسمراً هكذا.. كان ينظر بذهول لقتال قحطان وحسن.. اعتراف حسن بقتله لذلك المحمد جعل قحطان يفقد اعصابه وينجر في قتال شوارع عنيف.. واتسعت عيناه وهو يراقب حنوه بعدها على زوجته وهو يغطيها بثيابه دون أن يعيره أدنى اهتمام وكأنما نسي وجوده نهائياً..
كان يظن مثله أن حسن قد انتهى ولكن هيهات..
رآه ينهض بصعوبة.. وقبل ان يفتح فمه ليحذر قحطان كان حسن يرفع مسدسه ويعتصر الزناد ليقتلهما معاً..
وتذكر سلمى..
ماذا سيحدث لها لو حصل لأخيها مكروه.. وهو واقف هنا دون حراك..
يشاهد الموقف كله كرجل غبي لايقدر على شيء..
لم يدرك ماهو بفاعل حين تحركت ساقاه بسرعة..لم يشعر بنفسه حين واجه رصاصات حسن وشعر بسهمين من نار يخترقان بطنه وساقه..تحشرجت انفاسه وهو يسقط ارضاً..ورأى حسن يولي الفرار.. فشهق بألم..
..
انزل قحطان سيادة ووضعها برفق على الارض.. لتتشبث بقميصه بضراعة:
-الى اين تذهب؟؟
نظر في عينيها بحزم وهمس:
-سأذهب خلفه..
هزت رأسها بضعف:
-لا لا.. يجب ان تبقى معي.. علينا الذهاب الى المشفى .. طفلي..
بكت بمرارة ليقبض على معصميها بقوة ويبعدهما عنه وهو يهتف بقسوة تجلت في عينيه:
-ستكونين بخير سيادة.. مستحيل أن أتركه يهرب.. ستبقين هنا وتنتظرينني.
-لاااااااااااا..
صرخت بوجع وهو يتجاهلها ويبتعد.. اقترب من الرجل النازف بشدة ونظر في عينيه.. كان ضعيفاً ولكن بريق الحياة يشع من عينيه بتصميم ربت قحطان على كتفه بتشجيع قبل ان يتجاهل صراخ المرأة خلفه بصعوبة مقاوماً مشاعره اللاهفة اليها ومسرعاً خلف حسن..
لم يكن ليذهب بعيداً..
كان مصاباً وبالكاد يقدر على الركض..
ورآه..
كان يسرع نحو زوارق الصيادين.. همهم بوحشية:
-لن تفلت ايها القذر..
وانطلق يركض خلفه بسرعة .. رآه حسن.. في التفاتة سريعة من فوق كتفه رآه يلاحقه كالشيطان.. فحاول الاسراع نحو هدفه.. احد الزوارق السريعة المستخدمة للصيد.. واندفع في مياه الخليج مجاهداً للاسراع.. ولكن قحطان كان أسرع..
لم يعرف كيف وصل له بتلك السرعة وكل ماشعر به كان جسد قحطان يقفز عليه كماتفعل الفهود بطرائدها ليغرقا معاً في المياه المالحة لبضعة اقدام قبل ان يصعدا معاً شاهقين للهواء قبل ان يعود قحطان ويقفز نحوه بشراسه صارخاً:
-لماذا قتلت أخي؟؟ماذا فعل لك صغيرنا ايها المجرم؟؟
شهق حسن بألم وهو يتلقى لكمات قحطان التي رمت به داخل المياه من جديد قبل ان تعود قبضتاه وترفعه لفوق وهو يدفعه ليرتطم ظهره بأحد زوارق الصيد:
-تكلم ايها الخسيس..لماذا قتلته؟؟
سعل حسن بقوة وقد أختنق بالمياه التي ابتلعها دون مقاومة.. وشعر بيد قحطان تحيط برقبته بقسوة بضغط فولاذي حارق وهو يصرخ به بجنون:
-لماذاااااااااا؟؟
-لأنه..محمـ...د.. كشفني..
تحشرج بالاجابة.. لتتسع عيناه قحطان بألم بينما يواصل حسن:
-هو..هو عرف بأمر صفقة المخدرات والسلاح..وهددني اذا لم اتوقف.."وسعل عدة مرات محاولاً التخلص من قبضة قحطان دون فائدة" هددني انه سيخبرك..
-ايها الوغد.. لقد اعطاك فرصة..
همس قحطان بمرارة وهو يتخيل رقة محمد وطيبة قلبه التي جعلته يعطي هذا الوغد فرصة للحياة واستغلها هو ليحرمه منه..
-كنت..كنت اريد فقط ان احذره.. لم أكن أقصد..
صرخ قحطان بألم:
-انت أطلقت الرصاص على الاطار..أنت السبب في تقلب السيارة وموت صغيرنا..
-قحطان ...اتركني..
تحشرج صوت حسن بألم وهو يجاهد للفكاك من يد قحطان ولكن الاخير كان كقيد من الفولاذ يحيط بعنقه ويضيق أكثر وأكثر.. ويهمس:
-بحق ماحدث لأخي..ولعائلتي بسببك.. بحق جدي وأمي المكلومة.. بحق الجوهرة ومافعلته بها..
واقترب يحدق بعينيه الجاحظتين وهو يضغط بعنف:
-بحق مافعلته بامرأتي.. وطفلي.. حلال لنا القصاص منك ايها القاتل..
واستمر يضغط بقوة..متجاهلاً المه الخاص.. ورأه.. رأى نور الحياة يخفت من عينيه.. رآه يرتجف وتتشرج انفاسه للحظة قبل ان يلوي قبضته بعنف ليسمع صوت القرقعة النهائي.. ويسكن الجسد بين يديه للمرة الأخيرة.. وتهمد حركته وهو يزهق الروح..
تراجع ملاطماً المياه.. رأى جسد حسن يطفو.. ولم يشعر بالندم..
الحُر بالحُر ..
ولنا في القصاص حياة..
فكر بفتور..وانفاسه تتسارع بلهاث حار..
لقد انتقم لأخيه.. أخذ ثأره بيده كما وعد على قبره بعد أن دفنه بيده.. وشعر بالدموع تغشى عينيه حين تذكر أن حسن بالذات كان من انزله معه الى قبره..
اشاح عنه ومضى ليعود لتلك التي تركها سعياً وراء الرجل الذي دمر عائلته بطرق كثيرة.. حين رأى عمرو صديقه يركض نحوه..
-هل أنت بخير؟؟
-سيادة في الكوخ..
صرخ لاهثاً.. ليجيبه عمرو :
-لقد اخذها رعاد وذلك الرجل الى المشفى قبل لحظات.. سنلحق بهم في الحال فأنت تبدو بحاجة لطبيب..ماذا عن حسن؟؟
-سندفنه في مكان ما بعيد فيما بعد.. يجب أن أطمئن على زوجتي.
اومأ عمرو بتفهم بينما تسائل قحطان وهو ينزع قميصه المبلل بالماء والدماء ليكشف عن جرح ذراعه التي اخترقتها الرصاصة:
-كيف لحقتم بي؟؟
-أرسلت احد رجالي خلفك.
-لم تتبعني اية سيارات ياعمرو لقد تحققت من الأمر..
-لم تكن سيارة.. لقد كانت دراجة نارية..
قالها عمرو ببساطة ليبتسم قحطان بسخرية قبل ان يبرر:
-لقد كان يراقبنا..
-اعرف.. لهذا سمحت لك بالذهاب وحدك..
قال عمرو بابتسامة ماكرة وهو يفرك فكه المصاب فضحك قحطان رغماً عنه وهو يسرع بالتوجه الى سيارة عمرو الرابضة قرب المكان.. لتنطلق بهما بسرعة نحو المشفى..
***

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)" سورة البقرة


ساد الهرج والمرج للمستشفى العريق حيث وصل جميع المصابين..
اقتيد سيف مباشرة لغرفة العمليات بينما أخذت سيادة الصامتة بصدمة لتقييم حالتها واجراء فحوصات شاملة للتأكد من سلامتها وسلامة الطفل.. وبعدها بدقائق وصل قحطان..
تلقاه الطبيب مباشرة ونظر بينه وبين عمرو بلوم:
-متى ستكفان عن احضار بعضكما مصابين بالرصاص والكدمات؟
نظر له قحطان بصمت بينما تفكه عمرو:
-لاتقلق سيدي.. لقد انتهينا وهذا وعد..
زفر الرجل بحنق وقال وهو يخلع قفازيه مشيراً لقحطان:
-ستدخل غرفة العمليات في الحال جرحك غائر الحمدلله كمايبدو ان العظم سليم ولكننا سنجري أشعة للاطمئنان.
-سأرى زوجتي اولاً.
-زوجتك برفقة الاختصاصية النسائية وستوافيك بالاخبار حالما تردها الان عليك بالاهتمام بنفسك فقط.
اراد الاعتراض ولكن عمرو ربت على كتفه:
-استمع لكلام الطبيب وسنكون هنا في حال احتاجت زوجتك لأي شيء.
اومأ قحطان بالموافقة وهو يستند على فراشه بينما يجهزون باقي الاجراءات لنقله لغرفة العمليات هو الأخر ليتذكر الرجل..
-ماذا عن المصاب..الرجل الاخر؟؟
-سيكون بخير.. انهم يجرون له الجراحة..سنعرف المزيد عندماينتهون.
-تكفل بكل شيء ياعمرو..لاتدعهم يحتاجون شيئاً ذلك الرجل دافع عني بحياته وسأدين له العمر كله.
قالها قحطان باخلاص ليومئ له عمرو بابتسامة بينما يأخذونه لغرفة الجراحة..
وفي الجهة الأخرى كان علي والعائلة يصلون تباعاً.. سالم وايفا سرعان ماكانا يقتحمان غرفة اختصاصية النساء للاطمئنان على ابنتهما فيما وصل الجد برفقة هدية والفتيات الثلاث.. اندفع رعاد يقبل كف جده ورأس امه المنهارة وهي تصيح:
-أين شقيقك؟؟ هل اصابته خطيرة؟؟ تكلم رعاد..
-لاتقلقي اماه انها مجرد خدش بسيط وهم ينظفون جراحه الأن لاتقلقي..
قالها بسرعة ليطمئنها ثم التفت لغزل التي كانت تنتحب بصوت خافت فاقترب منها ونهرها بحزم رقيق:
-لاتبكي.. ليس هناك من سبب للبكاء.
هزت رأسها بألم وارتمت بين ذراعيه متجاهلة المكان والرفقة وهي تنشج:
-حين اتصل علي..واخبرنا انه وقع اطلاق نار وأنكم في المستشفى؟؟
تسمر للحظة وهي تلتصق به ودموعها تغرق غطاء وجهها وقميصه:
-كدت أجن رعاد.. ظننتك..
وتحشرجت باقي الكلمات في حلقها وهي تخفي وجهها في صدره باكية بعنف.. ساعة سوداء مرت عليها وهي تتخيل الاسوأ في الدنيا.. ان تفقده.. تفقد رعاد حبيبها.. قبل أن يسمع منها حقيقة شعورها نحوه..
-رعاد يجب أن أخبرك شيئاً..
همست لعينيه السوداء لينظر حوله بارتباك:
-الأن؟؟!!
-نعم الأن.. لم أعد أستطيع تحمل ابقاءه بداخلي أكثر.
هتفت بحزم.. لينظر لها بدهشة قبل أن يجرها الى ركن قصي ويجلسها ويجلس الى جوارها .. التفتت اليه بجسدها كله تدير ظهرها للمر ورفعت نقابها ونظرت له ملياً:
-لقد كدت أموت اليوم.
-بعيد الشر..
اندفع بلهفة وهو يمسح دموعها بظهر كفه.. لتبتسم وسط دموعها للمسته الحانية وتمسك كفه بكفيها بحنان وتضمها الى صدرها وهي تنظر لعينيه هامسة:
-أنا أحبـــك..
اتسعت عيناه بصدمة.. وتيبس ناظراً لها لتتسع عينيها بشحوب هي الأخرى وتفلت كفه وهي تتلعثم:
-هل..هل قلت شيئاً خاطئاً؟؟
نظر لها للحظات دون أن يتكلم يحاول استيعاب المعلومة التي تقولها له.. وسط جدران المشفى امام الف عين وعين قد تنظر اليهما..
غــزل تحبه؟؟! انها تحبه؟؟!!
فكر بالقفز كالأطفال والضحك عالياً ..

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 25-12-14, 09:15 PM   المشاركة رقم: 4454
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال28 الرواية قمة في التميز

 
دعوه لزيارة موضوعي

فكر بأخذها بين ذراعيه والقفز بها ثم الدوران كالمجانين فرحاً بماقالته للتو.. فكر بكل شيء.. ولكنه لم يفعل شيئاً سوى النظر اليها مطولاً وهو يهمس:
-أبداً.. انت لم تقولي اي شيء خاطئ.
تمالكت نفسها وأخذت نفساً عميقاً وهي تنتظر منه ان يقول اكثر.. ليهمس وهو يقترب منها:
-لقد قلتها من قبل ياغزل.. لقد أحببتك منذ زمن.. منذ عرفتك ومنذ ولدتي كنت الفتاة الوحيدة التي هزت قلبي.. واعترافك الأن لااستطيع معه الا أن اكاد اقفز من الفرح ولكن المكان...
رفعت يدها الى شفتيه:
-اعرف ان الوقت والمكان خاطئ للغاية يارعاد.. ولكن منذ متى كان وقتنا معاً مناسب.. كل شيء في حياتنا توقيته سيء.. وأنت أكثر دراية.. فلم يكون هذا مختلف.
قبض على كفيها بين يديه وهمس بحنو:
-لأنني أنوي تغيير هذا.. أريد تغيير حياتنا وجعلها مناسبة.. مناسبة في المكان والزمان..مناسبة في كل وقت وكل حين.
-ماذا تعني؟؟
-أنا أريد أن نعلن حبنا للجميع.. ليعرف الكل انك لست زوجتي فقط.. لست أرملة أخي التي أجبرت على الزواج منها.. أريدهم كلهم أن يعرفوا أنني اخترتك منذ زمن ياغزل.
انسابت دموعها بصمت وهي تنظر لوجهه الوسيم وكيف احتوى نظرته الفاتنة والتي فجرت مشاعرها بطريقة لم تعرفها قط من قبل.. ليهمس لها بحنان:
-وخصوصاً الأن .. وقد اخترتني انت ايضاً كما يبدو.
-اووه رعاااد..
صاحت بخفوت وهي ترتمي على صدره ليضحك وهو يضمها بقوة هاتفاً في أذنها:
-انت ستفضحيننا نحن وسط مستشفى..
شعرت برغبتها في مشاكسته بصورة طفولية كمالم تفعل من قبل فلاذت اكثر لصدره وهمست بشقوة:
-انا في حضن زوجي.. وان سأل أحدهم فأنا اعاني من الصدمة بفعل كل ماحدث لعائلتي.
-أنت مجنونة..
همس بغيظ لتضحك بنعومة وهي تذوب في حضنه أكثر...
..
وفي الطرف الأخر انزوت تعبث بهاتفها.. تتصل المرة تلو الأخرى.. ومامن مجيب.. لم لايرد؟؟
فكرت بجنون وهي تحاول السيطرة على دموعها.. وجود شقيقها في غرفة العمليات ونجاة سيادة والحمدلله.. كلها أمور تدعو للفرح والفخر.. ولكن ماذا عنه هو؟؟
أين اختفى..؟؟
طال الرنين مجدداً يعد بعدم الرد.. وكادت تيأس لولا ان فتح الخط فجأة..
-الو نعم؟؟
سمعت الصوت الرقيق لامرأة ما وتحجرت انفاسها وهي تصيح بخشونة:
-من أنت؟؟
-انا اسفة ياانسة ولكن صاحب الهاتف الذي تتصلين به لايقدر على الاجابة الان. هل أنت من أفراد عائلته؟
تفجرت انهار القلق بداخلها وتراجعت اكثر عن عائلتها وهي تتسائل بلهفة:
-اخبريني عنه؟؟ أين هو لم لايرد؟؟
-هل أنت من العائلة؟؟
تشبثت بقلادتها التي تحمل خاتمه بيأس وهتفت:
-نعم.. انا.. انا زوجته...
قالتها بتصميم لتسمع اسف المرأة ويسقط قلبها بين قدميها من جديد والمرأة تهمس:
-السيد صاحب الهاتف في المشفى المركزي الان.. وانا ممرضة هناك.. لقد احضروه منذ مايقارب الساعة وحالته خطرة ولايزال في العمليات.
شهقت بصدمة وتراجعت لتسند ظهرها الى الجدار وهي تنظر لغرفة العمليات التي امامها.. لقد سمعت عن الرجل المجهول الذي أنقذ حياة قحطان من رعاد.. وسمعت انهم أحضروه نازفاً على شفير الموت..
لم تظن ابداً انه قد يكون هو.. ولكنه فعلها.. لقد انقذ أخيها وبالمقابل؟؟؟!!
تفجرت دموعها بصمت وهي تتهالك على مقعد قريب.. وتدعوا الله دون توقف أن ينجيه..
لن تتحمل أن تفقده ابداً.. ابداً لن تتحمل.. بقيت هناك عينيها معلقة بالباب لوقت طويل..حتى رأتهم يخرجون قحطان.. كان نائماً تحت تأثير المخدر وذراعه ربطت بشاش عريض نظيف وطمأنهم الطبيب بلطف انه نائم بسبب مهدئ قوي.. فهو بحسب كلام عمرو لم ينم لأيام..
اومأ الجميع بتفهم بينما يأخذونه الى غرفة الافاقة.. وابتعد معه افراد عائلته.. وتلكأت هي خلفهم.. تنظر للباب الأخر بلوعة..
-هل تنتظرين احد؟؟
سمعت الصوت من احدى الفتيات العاملات بالداخل بلباسها الاخضر المميزلتنتفض وتنظر لها بأمل:
-ماذا عن المصاب الأخر؟؟ هل سينجو؟؟
-بإذن الله.. اصابته خطيرة ولكنه قوي البنية.. هل تعرفينه؟؟
تسائلت الفتاة بخفوت.. لتهز سلمى رأسها بقوة نافية ثم همست بفخرودموعها تنساب على وجنتيها بحرارة:
-لقد انقذ حياة أخي.. لقد وفى بوعده كالعادة.
نظرت لها الفتاة بتعجب قبل أن تهز كتفيها وتقول لها بابتسامة:
-لو فكرتي بشكره بعد خروجه فسيكون في غرفة العناية لليلة..
ابتسمت لها سلمى بامتنان قبل ان تشيح عنها وتلحق بعائلتها للاطمئنان على أخيها.
........
خرج علي مباشرة بعد اطمئنانه على قحطان وخلوده لنوم عميق سيشكرهم جميعاً عليه بعد استيقاظه منه.. كان عليه ان يذهب لرؤية اختصاصية النساء واطمئنانه على سيادة.... كان يسير بسرعة حين رأى خــالد يقف امام احدى الغرف الخاصة ويبدو الشحوب على وجهه..
-خالد؟؟!! ماذا حدث؟؟
اقترب متسائلاً بتوتر لينظر له خالد بانكسار وهو يتلعثم:
-انها ترنيم... لقد .. وقع حادث.
شعر علي بقبضة باردة تعتصر قلبه وهو يتسائل بقلق عارم:
-هل أصابها مكروه؟؟ هل تاذت؟؟
ابتلع خالد ريقه وهمس :
-عدا عن بعض الخدوش فهي سالمة..
-حمداًلله ..
زفر بارتياح وابتسم لصديقه بتوتر وهو يهتف مداعباً:
-ولكن منظرك لايوحي بهذا.. وكأن هناك قتيل؟؟
خفض خالد عينيه بمرارة وهو يهمس بألم:
-هناك..هناك قتيل بالفعل ياعلي..
-ماذا تقول؟
هتف علي بشحوب ليواصل خالد بألم اكبر:
-ترنيم قتلت أحدهم ياعلي.. لقد انحرفت السيارة ولم تسيطر عليها ابداً.. ترنيم قتلت طفلاً في الخامسة من عمره.
اتسعت عينا علي بذهول وصدمة وخالد يواصل بمرارة:
-شقيقتي مصابة بانهيار عصبي حاد.. والشرطة هنا..وتريد اخذها للسجن حتى يبث في القضية..
تيبس علي مكانه دون حراك.. بينما خالد يجلس بتهالك على أحد المقاعد وهو يهمس خابطاً كفاً بكف:
-وأناعاجز عن فعل شيء في هذه المصيبة..
عاجز تماماً..
وانضم له علي.. في ذهوله وصدمته.. لايدري ماعليه فعله.. ولايدري كيف يمكن أن تتعافى فتاة رقيقة مثل ترنيم.. مماحدث لها وممااقترفته بيديها..
.......
مرت ساعتين منذ خروج قحطان من غرفة العمليات ولايزال غارقاً في نوم عميق... تركته بعد قبلة ناعمة طبعتها على اطراف أصابعه ورأت امها تريح رأسها على مسند المقعد الى جواره بينما غادر رعاد ليعود بغزل بعد اصرار امها والجد بينما رفضت الفتيات ترك شقيقهن والسيادة وحدها.. بل قبعن بانتظار استيقاظ قحطان وتحسن حالة سيادة النفسية السيئة والتي وضعت تحت المهدئات هي نفسها..
تلفتت الجوهرة حولها في الجناح المشابه لذلك الذي شغله قحطان وقت اصابة رأسه وتنهدت وهي تحمدالله على كل ماحدث والله وحده هو العالم بماتخبئه لهم الحياة..
خرجت بهدوء.. ومضت الى نهاية الممر... لتجده هناك.. يجلس كما قال رعاد أنه سيفعل..
ابتلعت ريقها واقتربت منه بصمت ولكن أكرم انتبه لها فقفز على ساقيه بانتباه وهو يخفض بصره قائلاً بخشونة:
-هل حدث لقحطان مكروه؟؟
-لا..
همست بتوتر.. فعقد حاجبيه وانتحى جانباً لتعود وتطلب منه بلهجة مرتجفة:
-احتاج لمساعدتك..
-أامريني..
ابتلعت ريقها وهمست بشحوب:
-أريد أن أرى جثته|..
رفع عينيه اليها بدهشة ليرى عينيها تلمعان بدموع حبيسة وهي تضيف:
-أعرف أن قحطان قد قتله.. هو لن يتركه الا ميتاً وانا لاألومه بعد كل ماحدث...ولكنني..
وتحشرج صوتها بالدموع وهي تضيف:
-أحتاج أن أراه ميتاً.. أحتاج أن اتأكد ان ذلك الكابوس رحل دون رجعة.
-لاداعي لهذا سيدتي.. حسن العزب ميت..مائة بالمائة وجثته تقبع في مشرحة المستشفى الجمهوري.. ولاداعي لأن تعرضي نفسك لمثل هذه التجربة والتي أوكد لك أنها ليست سارة أبداً.
-أرجوك..
همست.. لترتبك عيناه وهو يرغم نفسه ألا يصغي ولكن وجد نفسه يغرق في عينيها الواسعتين بلون الشوكولا الذائبة الغارقة بالدموع لتتوقف انفاسه للحظة قبل أن يتنحنح بحرج:
-لو عرف قحطان..
-لن يعرف أحد.. سأخبر أمي انني سأعود مع السائق الى البيت.. لن يعرف أحد أنا أعدك.
تردد للحظات فيما وقفت هي تعقد أصابعها بدعاء صامت ..تعرف الا أحد من أخوتها سيقبل ماتريد فعله.. ولن يفهم أحد.. ابداً..
ولكن عليها أن تنهي هذا الأمر..عليها أن ترى بعينيها وتنهي الكابوس..
-سأنتظرك بعد عشر دقائق في الاسفل.. سيارة رمادية رياضية..
شهقت بالمفاجأة.. فبرغم تفاؤلها لم تظن ابداً انه سيوافق..
رأته يتحرك خارجاً فسارعت للعودة وابلاغ امها برحيلها كي لاتقلق..
وبعد خمس دقائق بالضبط كانت تقف امام بوابة المشفى تبحث عن السيارة المنشودة ورأتها.. كانت بنوافذ مظللة.. ولكنها لم تخشى شيئاً.. هذا الرجل كان محل ثقة أخيها العمياء.. وعليه فهي قد أعطته الثقة بالمقابل..
جلست في المقعد الخلفي ملاصقة للباب وانطلق هو بالسيارة دون تلكك.. كانت نظراته مركزة في الطريق أمامه ولم يحد عنها.. بينما هي كانت تنظر لكل شيء بداخل السيارة الانيقة بفضول..كي تهرب من التحديق بوجهه عبر المرآة الداخلية..
استغرقت الرحلة مايقارب العشرون دقيقة مع حركة السير البطيئة جداً في ذلك الوقت من المساء..
وحالما وصلوا الى المستشفى الأخر حيث تقع ثلاجة الموتى اوقف السيارة وقال لها بجفاف:
-سنخبرهم انك زوجته وقد جئتي للتعرف على الجثة.. سأذهب أولاً حتى أرتب الأمر..
شعرت بقلبها يقبع عند قدميها وهي تفكر انه لايقول الا الحقيقة.. خرج من السيارة بسرعة وغاب لعدة دقائق طويلة جعلتها تتوتر اكثر.. قبل أن تنتفض بخوف والباب يفتح بجوارها بقوة ويأتيها صوته:
-تعالي.
ابتلعت ريقها بصعوبة وسارعت خلفه متعثرة تحاول اللحاق بخطواته الواسعة.. دخلا المشفى عبر باب خلفي شبه مهجور اروقة الممرات باردة.. خالية وشعرت بالدماء تتجمد في عروقها وهي تسرع خلفه وكأن الف شيطان قد يهاجمها.. التقيا برجل قادهما الى غرفة خالية الا من عدة طاولات بعضها خالٍ والبعض الاخر عليه اجساد مسجاة مغطاة بملائات بيضاء رقيقة ..
اتسعت عينا الجوهرة برعب وكتمت صيحة تكاد تتفجر منها وهي تنسى كل مبادئها وقواعد تربيتها وتقترب من أكرم لتتشبث بذراعه بخوف وتحاول عدم النظر.. ورأى الرجل مافعلته والتفت لأكرم وقال بتوتر:
-هل ستتحمل ماسترى ام انها ستتسبب لنا بفضيحة؟؟
نظر أكرم المرتبك من الأساس للجوهرة التي هزت رأسها باصرار رغم رعبها.. فعاد ليؤكد على الرجل الذي هز كتفيه دون اكتراث وتقدم نحو احدى الطاولات وقال بحزم:
-القتيل مشوه الوجه بعض الشيء..
ابتلعت ريقها بصعوبة واقتربت محتمية بظهر أكرم محافظة على المسافة بينهما رغم تشبثها بذراعه وثبتت عينيها على الجثة التي كُشف عنها غطائها بسرعة.. واتسعت عينيها بصدمة وشهقت برعب وهي تنخفض بصورة مفاجئة وقد فقدت الاحساس بساقيها ليسرع أكرم ويسندها بخفة وهو يصيح بقلق:
-هل أنت بخير؟؟
نظرت له بعينين جاحظتين والدموع تنهمر منهما بقوة.. دون أن تجيب أو حتى تتحرك.. ليسندها بقوته ويسحبها للخارج بسرعة ..
لم تقدر على اعادة النظر.. كانت ترتجف من رأسها لأخمص قدميها وهو يجلسها خارج الغرفة هاتفاً:
-سأحضر لك بعض الماء.
وتركها لتقفز خلفها صارخة بشحوب:
-أخرجني من هنا..
نظر لعينيها من فرجة نقابها بتوتر وهو يلوم نفسه لسماع كلام امرأة لابد خفت عقلها.. وبسرعة قادها للخارج وهو يدعوا بصمت الا تفقد وعيها او ماشابه..
كيف قد يبرر لقحطان مافعله..
أخذها بسرعة للسيارة.. أدخلها برفق وفتح لها النوافذ كاملة وهو يقود باتجاه البحر.. هواء البحر قد ينعشها..
أما الجوهرة فكانت تعاني الأمرين.. كلها ترتجف ممارأته.. وجه حسن المشوه بالكدمات الزرقاء والدم الجاف.. وشحوب الموت.. تخيلت قبضة قحطان وهو يحطم وجهه.. تخيلت الضربات المؤلمة التي لابد تلقاها قبل أن يقتله.. وتذكرت ماكان يفعله بها..
بكت حينها.. بكت بمرارة..
سمع صوت البكاء.. فتوقف بالسيارة وهمس لها:
-قحطان لم يكن ليقتله لو انه لم يكن مجرماً واستحق ماحدث له.
نظرت له عبر المرآة وهتفت باكية:
-أتظنني أبكي عليه؟؟
ارتبكت عيناه من نظرتها المباشرة وهمس:
-انه زوجك مهما كان..
-كان.. كان زوجي..
هتفت بقوة.. ثم ابتلعت دموعها وهمست:
-لم أكن أبكيه.. كنت أبكي سنوات عمري التي ضاعت بالقرب منه.. ابكي ارتياحاً لأن طفلي لن يكبرا وهما يعرفان مايفعله بي أبوهما في كل يوم..
غرق صوتها بالمرارة .. وتخيل أكرم ماكانت تقصده ولم يكن ليفهم.. اراد أن يعرف.. شيء ما يشده الى هذه المرأة.. شيء قوي يجعله ينظر في عينيها ولايكتفي..
-أرجوك أعدني الى منزل أخي.
همست مخنوقة.. ليستفيق من شروده وينفض عنه افكاره السخيفة ويشغل السيارة بصمت..
لقد تأكدت انه قد مات.. مات وارتاحت منه والى الأبد..
***
تقدمت برأس مرفوعة.. تحاول ان تخفي ارتباكها عن الاعين المحدقة بها.. واقتربت من غرفة العناية المشددة حيث قالت الفتاة انه سيكون.. همست للمسؤولة انها تريد الاطمئنان عليه لترقبها تلك بنظرة طويلة شكاكة.. فأوغرقت عينيها بالدموع وهمست بتوسل:
-أرجوكي.. فقط سأطمئن..لن اتحدث معه ولن افعل شيء فقط سأنظر اليه..
-نحن لانزال لانعرف اسمه..
تنشقت دموعها وهمست بألم:
-اسمه سيــف.. سيف سلطان.
رفعت المرأة حاجبها بتأثر قبل ان تنظر خلفها بتوتر وتهمس :
-فقط لبضع دقائق..
اومأت سلمى بفرح وهي تعدها الا تتأخر أكثر..
دخلت مرتجفة الى الغرفة الباردة.. وشعرت بالألم يعتصر فؤادها وهي تجده يرقد هناك تحت كل تلك الأنابيب وخراطيم الاجهزة المعقدة.. شهقت بوجع وهي ترى ساقه مجبرة بالكامل ومرفوعة على حامل معدني .. بينما التفت بطنه بضماد ابيض به بقعة دم خفيفة جعلت معدتها تتقلب وكأنها ستفرغ كل مافيها وهي تقترب منه ببطء..
-سيف؟؟!
همست تناديه بصوت خافت لايكاد يعلو على صوت الاجهزة من حوله.. فلم يستجب.. انهمرت دموعها بقوة وابعدت غطاء وجهها وهي تقترب اكثر لتجلس على ركبتيها امامه وكفيها تقبض على كفه بقوة وهي تهتف بشهقات متتالية:
-ارجوك حبيبي.. أرجوك استيقظ.. سيف انا ااسفة..

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 25-12-14, 09:16 PM   المشاركة رقم: 4455
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال28 الرواية قمة في التميز

 
دعوه لزيارة موضوعي

همست بألم واصابعها تضغط على برودة اصابعه بلهفة عاشقة:
-انا السبب.. انت ذهبت الى هناك من أجلي..ارجوك حبيبي.. أرجوك سامحني..
ثم اقتربت تجاور وجهه وتلامس وجنته غير الحليقة بخفة هامسة:
-أنا هنا الى جوارك ياحبيبي.. انا لن اتركك ابداً..
شعرت بارتجافة اصابعه.. وسمعت تأوهه العميق الخفيض وهو يفتح عينيه بصعوبة.. لتشهق بالفرح وتهتف له:
-سيف..افتح عينيك ارجوك حبيبي..
-سـ.. سلمى؟؟
همس بصعوبة وهو يبحث بعينيه عنها لتبكي هي بلاتوقف.. وهي غارقة في الحمد والشكر لله..
-سلمى..سلمى..
واصل نداءه اليها لتنهض على قدميها وتشرف عليه حتى تساقطت دموعها على وجهه .. رأت ابتسامته الشاحبة وهو يهمس لها:
-وكأنني مت.. وبعثت للجنة..
تأوهت باكية والكلمات تهرب منها.. لم تعرف ماتقول.. لم تعرف كيف تقول انها في الجنة مادام ينظر اليها بعينيه.. مادام يتنفس الهواء نفسه الذي تتنفسه..
-لاتبكي..ارجوكي لاتبكي..
همس بوجع لتمسح دموعها بكلتا يديها كالأطفال وهي تهتف:
-انا لاأبكي..انا فقط سعيدة لأنك بخير..
-شقيقك؟؟ وسيادة؟؟
-الجميع بخير.. بفضلك أنت..
هتفت بحرارة ليغمض عينيه حامداً الله بصمت.. ثم عاد يعب عينيه من رؤية وجهها الحبيب الذي اشتاق اليه بجنون وهمس لها بثقل:
-أحبك..
بكت بمرارة.. وهي تدرك انها النهاية.. لاتستطيع البقاء هنا اكثر..همست بحبها بخفوت.. بالكاد غادرت الكلمة شفتيها ..
"ســـلمى؟؟؟"
انتفضت بذعر والتفتت خلفها لتجده واقفاً هناك يطالعها بصدمة..
-جدي؟؟
همست بذهول.. وجسدها كله يرتجف متخشباً.. وجدها ينقل بصره بينها وبين الرجل الذي فدا حفيده بحياته والشكوك كلها تلعب بعقله ولايكاد يفهم.. ثم اقترب منهما مستنداً بعصاه بصعوبة..نظر مباشرة للرجل.. وهتف به بقسوة:
-من أنت؟؟
لم يرمش سيف للحظة.. بل نقل بصره بين سلمى التي تبدو وكأنها ستموت مكانها وبين الرجل الطاعن في السن والذي يحقق معه بكل جبروت.. يشابه جبروت حفيده الذي رآه سابقاً..
كان امام قحطان العزب الأكبر..
-انا سيف.. سيــف سلطان الشيّب.
اتسعت عينا الجد للحظة .. قبل ان تلمع حدقتاه بحكمة واسند كلا كفيه لعصاه وهو يتسائل :
-لقد دافعت عن حفيدي.. وتلقيت الموت نيابة عنه.. هل كنت تعرف من هو؟؟؟
التفت سيف لسلمى بقلق قبل ان يجيب بصدق:
-نعم.. انا اعرف من يكون قحطان جيداً.
أخذ الجد نفساً عميقاً.. ثم نظر لسلمى وهتف بحزم:
-اذهبي لأمك ياصغيرة..
نظرت له بضراعة وهمست بخوف:
-جدي..انا..
-اذهبي الأن..
هتف بحدة لتسارع بالخروج وهي تضع عليها نقابها كيفمااتفق.. ليعود الجد وينظر لسيف لفترة قبل ان يسأله ببرود:
-نحن ندين لك بحياة شيخ العزب.. فاطلب منا ماشئت.
ابتلع سيف ريقه ولم يتردد لثانية وهو يطلب..
-أريدها هي..
وعقد الجدحاجبيه.. وهو يفكر ان الرجل.. طلب المستحيل.
***

استيقظت فجأة..
فتح عينيه وهو يشعر بأن هناك شيء ماخطأ..
كان الليل قد اسدل سدوله تماماً.. رأى امه تنتفض اليه وهي تهلل وتحمد.. بفرحة طاغية... ليهتف متسائلاً:
-اين سيادة؟؟
توقفت هدية بضيق ثم تنهدت :
-انها في غرفتها.. لاتقلق فهي وطفلها بخير.. لقد طمأنتنا الطبيبة عنهما.
نهض من فراشه على عجل.. تسبب له بدوار جاهد كي لايفضحه امام عيني امه القلقة:
-يجب ان اراها..
-انتظر بني..
ولكنه لم يسمع.. ارتدى قميصاً ملقاى الى مقعد جواره على عجالة واندفع خارجاً ليجد علي قادماً لتوه سأله عن غرفتها ليعترض علي طريقه:
-ابقى حيث أنت .. يجب ان يقيمك الطبيب قبل ان تغادر سريرك.
زمجر قحطان بحنق واامسك ذراع اخيه بقوة وهو يدفعه امامه صائحاً:
-توقف عن اسدداء النصائح وقللي اين هي زوجتي..
زفر علي بيأس ثم توجه معه لجناح قريب وفتحه له ليسرع للداخل .. كان جده وعمه سالم وايفا وفراس يجلسون بصمت وحال دخوله هبت ايفا تواجهه بشراسة:
-ابتعد عن ابنتي..
ولكن عمه ابعدها بحدة وهو يقول:
-انه زوجها ولولاه لماكنا وجدنا ابنتنا..
-لولاه لماكنا فقدناها من الاساس..
تجاهل قحطان كل ذلك الهرواء وأسرع نحو الباب الداخلي للجناح.. وفتحه بهدوء بعد ان أخذ نفساً طويلاً...
.....
توسدت ركبتيها تريح ذقنها عليها بتعب.. كلها ترتجف ولاتزال ذكرى ماحدث لها تخيم عليها وترزخ تحت وطئتها حتى بات الحمل ثقيلاً لاتكاد تحتمله.
متعبة حتى النخاع وكلها خاوٍ من الداخل..أحاطت بطنها بذراعيها وشفتيها تتمتمان دعاءاً صامتاً..وشكراً خالصاً للنعمة التي أسبغها الله عليها في الحفاظ على جنينها رغم ماحدث.
تنهدت بمرارة ومدت يداً ترتجف لتتناول كوباً من الماء موضوع على الطاولة بجوارها حين سمعت الباب يفتح بهدوء.. ولفحتها الرائحة المميزة لتشتد رجفة يدها ويقع الكوب وتتناثر محتوياته على الأرض..
سمعت خطواته السريعة ليجاورها بلحظة ويقبض على ذراعها وصوته الثقيل ينساب الى أذنيها:
-هل تأذيتي؟؟
سحبت يدها من قبضته وهي تشيح بوجهها هامسة:
-أنا بخير.
تراجع مبتلعاً ريقه بصعوبة.. ممسداً شعره بقوة وهو يراقب كيف تراجعت منكمشة على نفسها تحيط جسدها بذراعيها وتبتعد عنه وكأنها تنفر منه. تخافه.. تأملها بإمعان.. بعدماتركها في تلك العشة القذرة وحدها وانطلق خلف حسن .. هو لم يرها منذ ذاك الوقت..
أخذها رعاد الى المشفى بينما هو بقي هناك ينتقم من حسن..
كان وجهها متورماً.. بسبب الدموع؟؟ أم بسبب ذاك الوغد؟؟ شفتيها ممزقة من الزاوية وعلى عنقها تظهر أثار أصابعه الوحشية..
شعر برجفة تجتاحه وهو يتخيل مايمكن ان تكون عانته بسبب ذاك الحقير..الألم والذُل..
الخوف من أنها قد تفقد حياتها او حياة الطفل الذي تحمله..
ابنها.. ابنـــه..
تذكر توسلها الخفيض له كي لايتركها ويذهب خلفه..
اختنقت الكلمات في حلقه ولم يعرف مايقول.. هناك الكثير يجيش به صدره ولايعرف كيف يقوله..مشاعر لم يختبرها ابداً في حياته تتزاحم كلها ولايستطيع ان يفلتها من بين شفتيه..يريد أن يضمها اليه..يتيقن من أنها لاتزال حية..وأنها هنا حقاً.. يريد رؤية عينيها التي تحجبهما عنه بكل قسوة..
مد يده السليمة اليها.. يبعد خصلات من شعرها تهدلت أمام وجهها تخفي عينيها لتنتفض صارخة:
-لاتلمسني.
اتسعت عيناه بذهول وهو ينظر اليها تجمدت يده في الهواء وهي تنظر له بعينين غارقتين بالدموع وهي تهمس بصوت مرتجف:
-لاتظن ان ماحدث سيجعلني أنسى قحطان..
-عماذا تتحدثين؟
تسائل باستنكار لتهتف برعونة:
-لقد تركتني هناك وحدي لأموت.
-انا لم أفعل.. لم تكوني لتموتي..
حاول ان يتحدث معها بتعقل لتهز رأسها بحزم متجاهلة دموعها التي تساقطت كالمطر وهي تهتف مخنوقة:
-كنت أنزف.. كنت مصابة بالجفاف.. كنت شبه ميتة وأنت تركض خلف انتقامك من ابن عمك.. ماذا لوقتلك وقتها قحطان.. ماذا كان سيحدث لي ولأبنك.. ابنك الذي قالت الطبيبة انها معجزة بقاءه على قيد الحياة بعد النزيف الذي اصابني؟؟
نظر لها بذهول وصدمة بينما هي تنشج بوجع:
-ولكن بالطبع وكيف تهتم.. انت لاتهتم سوى بنفسك.. كرامتك.. انتقامك..هذا هو كل مايهمك.
لم يجد مايقول ليدافع عن نفسه فاكتفى بالصمت وهي تواصل :
-لاقحطان.. لقد فكرت بالأمر كثيراً.. لقد تحملت منك الكثير طيلة تلك الشهور كنت أعطيك الفرصة تلو الأخرى كنت مستعدة أن امرغ كرامتي مرة تلو المرة من أجلك وأنت؟؟!! انت لم تفعل لي شيئاً..
صاحت بألم.. لينهض من مكانه ويواجهها بطوله الفارع وقد سأم اتهاماتها:
-مالذي تقولينه سيادة؟؟ماهذا الهراء الذي تهذرين به؟؟
نظرت له بحقد..عينيها تلمعان كحجرين كريمين متألقتين.. دموعها توقفت عن الانهمار ورفعت رأسها بكبرياء:
-انه ليس بهراء.. لقد سئمت البقاء ممرغة تحت يديك..سئمت ان أكون الطرف الذي يضحي ويقدم كل شيء دون مقابل منك.. سئمت انتظارك على الطرف الاخر بينما تقف هناك دون حراك..
التزم الصمت ورات عيناه تشعان بغضب مكتوم فاستمرت:
-لقد تقبلت منك كل شيئ قحطان.. تقبلت قسوتك..قلة ثقتك..تحملت تعذيبك لي.. معاقبتي .. تحملت هذا الجمود الذي تعيش فيه وجعلتني جزءاً منه.. تحملت حياة متبلدة لامجال فيها للمشاعر.. ولكنني صبرت .. رميت بكل مشاعري وحبي لك بين قدميك.. وماذا فعلت؟؟
نظرت له بمرارة بينما تجمد وجهه وهي تهمس مخنوقة:
-دُست على كل هذا ورميته خلف ظهرك.. ولم تكتفي..
واشتعلت عينيها بجنون وهي تهتف بألم:
-لقد اخترت امرأة أخرى علي..
-هذا..غير صحيح..
اعترض متحشرجاً.. قد يتقبل كل ماقالته رغم افتقارها للواقعية ولكنه لم يخنها أبداً..
-طلبت منك طرد تلك الافعى التي تركض خلفك لاهثة ككلبة مسعورة وانت رفضت.
-كان أكثر من مجرد طلب سيادة.. كان أمراً ولاتوجد امرأة..
-هلا توقفت واستمعت لنفسك..
صاحت تقاطعه متجاهلة البريق العنيف الذي استشاط في عينيه..وظهر جلياً في اوداجه المنتفخة غضباً..
-لاتزال تحتفظ بعقليتك المتحجرة.. ترمي بمشاعرك في مغارة عميقة بالكاد تسمع لها صوتاً.. تتركني اواجه مشاعري وحدي.. انها حياتنا قحطان انا وأنت ولكنك ترمي بكل شيء له القيمة خلف ظهرك.. انت لاتستمع لأحد سوى نفسك.. لاترى ابعد من أنفك..
واشتدت نظرتها تحدياً وهي تهتف:
-انت مغرور ووقح.. وأنا قد سئمت ان اعيش معك في الظل..
لم يحاول أن يأخذ كلامها بجدية.. لقد تعود على هذه العصبية المفرطة..وكأنما مزاجها الناري له علاقة بشعرها الاصهب المشتعل.. لذا لم يحاول الدخول معها في أي نقاش.. أخبره علي أنها قد تكون في حالة نفسية سيئة.. ولن يلومها بعدماتعرضت له.. لذا وبكل هدوء حاول التحلي به همس لها:
-أنا ساترككي لتنامي الان سيادة وغداً سيكون لنا حديث.
واستدار على عقبيه لتستشيط عينيها بجنون وهي تصرخ:
-لن يكون بيننا غداً..
توقف في منتصف الطريق وهو يضغط فكه بعنف محاولاً السيطرة على اعصابه بصعوبة.. قبل أن يلتفت لها ببرود جعلها تصيح بألم:
-انا سأسافر غداً عائدة الى باريس.. سأعود برفقة عائلتي ولن أرجع الى هنا أبداً.
تصلب وجهه بذهول قبل ان تلين ملامحه وبشحوب قال لها:
-أنت لاتعنين هذا.
-بل أعنيه تماماً.. بابا حالياً يجهز اوراقي للسفر...
حينها فقد سيطرته اقترب بخطوات سريعة منها لتشهق مذعورة حين قبض على كتفيها بقبضة من حديد متجاهلاً الام كتفه المصاب..وهو ينظر في عينيها هاتفاً بغضب:
-أنت لاتستطيعين الرحيل عني..أنت تحبينني..
حب؟؟!!
فكرت باستنكار يطالبها بالحب وهو من يدير بظهره كلما صرخت له بذلك..
-انت لاتعرف شيئاً عن الحب قحطان..
همست بشحوب لتلمع عيناه وهو يقترب منها :
-ماأعرفه جيداً هو مشاعرك نحوي سيادة.. أنت قلتها قبل ايام قليلة مضت فقط.. قلت أنك تحبينني وصرختي بها دون توقف فلاتحاولي الانكار الأن.
لسعت الدموع عينيها وقد شعرت بالاهانة لذكره ماحدث بينهما بتلك الوقاحة دافعت عن حبها الذي يبخسه بسخريته وقسوته.. اعترافها الذي دفعت ثمنه الكثير من كرامتها وكبرياءها.. ولكن ليس مجدداً.. لذا ابتلعت مرارتها وحسرتها.. ابتلعت دموعها وهي تقول بسخرية:
-انه الدم ياابن عمي.. الدم نفسه يجري في عروقنا واذا كنت تظن ان باستطاعتك ان تقتل كل المشاعر بداخلك وانا لا.. فأنت مخطئ..
تشنج وجهه وهو يرى قوتها تلمع من داخل عينيها:
-أنا سأدفن ذلك الحب..بعدماقتلته أنت بيديك.
-كاذبة..
وقبل ان تبتعد انقض يقبلها بشغف.. أحاطها بذراعيه بقوة فاجأتها ولكن ليس لوقت طويل.. شعرت بشوقه وهو يغمرها.
قبلته كانت مانتظرته لوقت طويل.. رفرف قلبها بجنون لتستسلم من جديد لتحبه من جديد..
ولكن لا.. ليس بعد الأن.. الألم الذي ينتظرها في الأفق لايزال يرزخ تحت ضلوعها..
خيبة الأمل.. البؤس.. لاتزال مرارته في حلقها.. تؤذيها..
بل تقتلها ببطء..!!
لذا تجمدت.. تركته يقبلها ويمارس عليها كل سلطته..دون أية مشاعر او مجرد رد فعل من قبلها.. فقط جثة باردة الملامح تنظر له بتبلد.. ابتعد لينظر في عينيها قليلاً لتواجهه عينين باردتين كالثلج.. ولكنه لم يتوقف اقترب أكثر مصراً على اذابة الجليد لتدافع حينها عن نفسها وبكل قسوة امتدت يدها لتصفع وجهه ..
عم الصمت بينهما.. هي تنظر له ببرود وملامح متجمدة وهو احمر وجهه ونظرته الصاعقة التي وجهها لها وهو يقبض على كفها بين أصابعه بقوة كادت تحطمه ..
-اترك يدي..
هتفت بعنف وهي تلكمه بيدها الأخرى على كتفه المصاب ليتأوه بقوة وهو يفلتها..
نهض عن الفراش من جوارها .. ماذا حدث لها؟؟؟ أين سيادة.. أين المرأة التي عشقته ؟؟؟
هو فعل هذا.. سيادة المراة الملئة بالحب والاحساس العارم هو جعلها باردة هكذا ..قاسية هكذا.. جعلها نسخة أخرى منه.؟؟
-أنا لن أسمح لكي بالرحيل..
-ليس وكأنك تملك زمام أمري قحطان.. سأرحل مع عائلتي ولن توقفني.
صرخت بعنف ليضحك بجفاء:
-أنت زوجتي ياسيادة.. ولن تستطيعي مغادرة البلاد دون اذني مطلقاً.
-لقد فعلتها من قبل أم نسيت؟
هتفت حانقة ليبتسم بسخرية ويحطم امالها بقسوة:
-ذلك كان باستخدام جواز سفرك الفرنسي ياعزيزتي.. أم نسيتي اننا استخرجنا جوازاً جديداً وبه اسمي انا كزوج لك عندما سافرنا معاً.
جحظت عينيها بصدمة وهو يضيف بتحدٍ:
-لن توجد قوة على وجه الأرض ستجعلني اوقع ورق مغادرتك للبلاد سيادة..أبداً..
شحب وجهها وهي ترى قسوة عينيه التي لاتلين وهو يقترب منها هاتفاً بصوت جمد الدماء في عروقها:
-أنت زوجتي..تنتظرين طفلي..أنت لن ترحلي به بعيداً ستلدينه هنا في بلده.. وتحت انظاري..وحمايتي.. أتفهمين.
تنفست بقوة وشعرت بالدموع تهدد للانهمار على وجنتيها قبل ان تتماسك بقوة وهي تتحداه:
-انا لن ابقى معك ولا لدقيقة واحدة..أنا أكرهك..
قبض يديه بقوة ولم يتحرك من مكانه وهو يصرح ببرود:
-أنت كاذبة مزمنة سيادة.. وانا اعتدت على تقلباتك.. ستنسين مع الوقت.. حين نعود لبيتنا.
-محااااااااااااااال..
وقبل ان يدرك ماستفعله كانت تنهض من سريرها راكضة الى الخارج..
كانت عائلته هناك .. في الجناح الخارجي لغرفتها.. اندفع خلفها يحاول اعادتها ولكنها لم تسمح له.. تملصت من قبضته كان جدها هناك..عمه سالم.. أمها وأمه التي لحقته كما يبدو .. كل واحدة منهن في جهة.. وكذلك فراس شقيقها..
شهق الجميع لرؤيتها تخرج راكضة من غرفتها ..
استطاعوا سماع صوت شجارهما المحتد وبأمر حادٍ من الجد.. لم يتدخل أحد.
ولكن الان.. رؤيتها تهرع هكذا باكية هرباً منه جعل الجميع في حالة ذهول..
اندفعت لتجلس بين يدي جدها شاهقة بالدموع وهي تتمرغ في حضنه صارخة بصوت مزق قلبه:
-طلبتك ياجدي.. ارجووك.. طلبتك..
اتسعت عينا قحطان بينما جده ينظر له بعاصفة تلوح في عينيه وهو يمسد رأس حفيدته المرتجفة بين ذراعيه هامساً بشحوب:
-طلبك مُـجاب يابنتي.. طلبك أمر علينا يا ابنتي..
-سيـــــــادة...
سمعت اعتراضه المتحشرج خلفها ولكنها لم تعد تأبه.. لم تعد تحتمل.. كل شيء انهار ولايزال غروره وقدرته الفائقة للحفاظ على تسلطه وكبرياءهيقتلها..
التفتت له من فوق كتفها.. رأت شحوب وجهه وقسوة عينيه قبل أن تعود للالتفات لجدها وتهتف من اعماق قلبها بضراعة:
-أنت..أنت زوجتني اياااه جدي.. ارجووك.. طلبتك ان تخلصني..
سمعت شهقة ماخلفها.. وسمعت والدها يعترض بتخاذل بينما عينيها متعلقتين بعيني جدها العجوز الذي تألقت عيناه للحظة.. ويديه تقبضان على كفيها بقوة وهو يهمس:
-بنيتي..
كان اعتراضاً خافتاً مهزوزاً.. لتغرق بالبكاء هاتفة:
-طلبتــك ياجدي.. طلبتك ياشيــخ العزب.
ورفع الجد عينيه لحفيده..
ممزق بين اثنين.. لم يحب في حياته بقدرهما..
وتحت نظرات قحطان العاصفة.. اتخذ قراره.. بكلمات قليلة مهزوزة.. وكأنما يشك بصوابها وهو ينطقها.. ماجعل الجميع يصمت مذهولاً.. وهم ينظرون اليه.. الى قحطان..
الذي وقف بشموخ يواجه أمر جده.. الذي لم يعارضه يوماً.. لم يكسر كلمته في يوم مهما كانت..
"طلقـــها"
همس الجد بارتجاف.. لتنهال عليه صاعقة..
اسودت الدنيا أمام عينيه ثم أصبحت بلون النار المستعرة..
الجميع ينظر اليه .. وعيناه لاتفارقانها..مشيحة عنه تحتمي بجده.. جسدها ينتفض بخوف.. بانتظار كلمته.. الكلمة التي ستحررها منه والى الأبد..
وطال انتظارها..
-ألم تسمعني ياقحطان؟؟
هتف جدها بشدة جعلت قحطان ينظر له مباشرة..
-طلقها الأن..
أضاف بحدة.. ولكن قحطان لم يرمش حتى.. وبكل هدوء رغم عينيه العاصفة بالمشاعر قال كلمة واحدة.. أوقفت الجميع بصدمة.. حتى جده نظر له بدون تصديق وكررها مجدداً.. بحزم أكبر بثقة أكبر..
قبل ان يغادر المكان بشموخ شيخ لايتنازل عن كلمته ابداً..
ولايوطء رأسه لأحد..
ترك الجميع بصمت.. بينما انهارت هي باكية..بحرقة.. بألم..وكلمته لاتزال تتردد في عقلها ..لاتحمل ادنى ضعف او تخاذل..
"أبـــداً"
قالها بعنف وكبرياء..
رفض امر جده بكل بساطة..وبكل جنون..
"أبــــــــداً"
كررها قريباً من أذنها حين تحرك لينصرف..
أبداً لن يدعها تفلت منه..
أبداً لن يتخلى عنها.. لن تتحرر منه.. ابداً لن تكون سوى امرأة الشيخ قحطان.. حتى يواريها الثرى..
ألم يقلها لها يوماً..
حتى يدفنها بيديه ستظل زوجته..
حتى وإن وقف امام جده ..عارضه وحط من قدره أمام عائلته..
هو ابـــداً لن يتركها..
"أبـــــــداً"
....
نهاية الفصل..
الى اللقاء مع الفصل الأخير ..
والخاتمة..

والخاتمة..
باذن الله في 1/1/2015
♥♥♥♥

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حصريات عبق الرومانسية, روايات عبق رومانسية, شيوخ لا تعترف بالغزل, عبير قائد
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روائع عبق الرومانسية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t185816.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 28-08-17 10:22 PM
Untitled document This thread Refback 29-09-16 09:12 AM
Untitled document This thread Refback 03-11-14 03:16 PM
Untitled document This thread Refback 04-09-14 02:34 PM
(ظ…ظˆط¶ظˆط¹ ط­طµط±ظٹ) ط±ظˆط§ظٹط© "ط´ظٹظˆط® ظ„ط§طھط¹طھط±ظپ ط¨ط§ظ„ط؛ط²ظ„" .. ط¬ط¯ظٹط¯ظٹ … | Bloggy This thread Refback 14-07-14 06:53 AM


الساعة الآن 08:11 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية