كاتب الموضوع :
عبير قائد
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال28 الرواية قمة في التميز
حرموه من طفله.. ومن حياته كلها..
بكى امرأته التي فقدها بقسوة..وشعر بدموعه تخنقه..أنفاسه تتحشرج في صدره..
شعر بانه مكسور.. مطعون في ظهره..
شعر بأنه خسر كل شيء يوم خسرها..خسر نفسه معها.. هو لن يسامح نفسه ابداً.. لن يغفر لها التفريط بسيادة ستبقى ذنبه المعلق على عنقه حتى موته ومابعد..
أغمض عينيه بحرقة النار التي اشتعلت تصهر اعماقه وبلارحمــة..
لقد انتهى..
كل شيء انتهى..!!
***
وصلت أخيراً بعد رحلة طويلة.. تاملت ابنها الجالس الى جوارها وعليه تقطيبة لم ترها ابداً وشعرت بالقلق يتصاعد بداخلها أكثر وأكثر.. كانت ترتجف وفي حالة سيئة منذ وصلها اتصال زوجها نهار امس..
ابنتها خُطفت ولايعرفون أين هي؟؟
تجمعت الدموع في عينيها ولكنها شمخت كي لاتذرفها وبكل قوة وسيطرة..
التقاها فراس في المطار وحين سألت عن صغيرتها كل ماقاله لها ان والدي سيشرح لك كل شيء وأنهم كلهم خرجوا للبحث عنها..
توقفت بهما السيارة اسفل مبنى عتيق وصعدا باستخدام المصعد الى حيث يتجمع اهلهم كماقال..
لم تكن بمزاج للقاء اسرة زوجها التي لم تلتقيها من قبل في حياتها ولكنها فكرت ان الوقت الان غير ملائم ابداً للانتقاد..كل مايهمها أن تعرف عن ابنتها..
حين فتح الباب رأت زوجها أمامها.. ولكنها بالكاد تعرفته.. كان يبدو وكأنه قد شاخ مائة عام..هوى قلبها بين قدميها وهي تتيبس على الباب وتصيح بألم:
-أين ابنتي؟؟
اسود وجه سالم العزب وهو يمد يده لزوجته هامساص باختناق:
-تعالي إيفا..
هزت رأسها الأحمر متجاهلة دموعها التي انسابت بحرقة وعادت سؤالها بتصميم ليخفض عينيه:
-لم يجدوها بعد..
شهقت بالبكاء ليتقدم محتوياً جسدها الضئيل بين ذراعيه وهو يحاول ان يطمئنها بكلمات فشلت في طمأنته هو:
-لاتقلقي حبيبتي انهم جميعاً هناك يبحثون عنها..قحطان سيعيدها..
قالها بتأكيد..لتهتف صارخة:
-هل أبلغتم الشرطة؟؟ هل اتصلوا لطلب فدية أو ماشابه..؟؟
جرها سالم الى داخل الشقة وهو يحاول طمئنتها:
-لاتخافي حبيبتي سنجد ابنتنا وينتهي هذا الكابوس.
تفلتت منه بعصبية وانفجرت بوجهه باكية:
-هذا الكابوس لم ولم ينتهي الا بعودة ابنتي الى منزلها هناك في باريس.. اتفهم؟؟
نظر سالم لعائلته المذهولة وهي تواجه صراخ المرأة الفرنسية بكل جنون .. لتهدا هي فجأة وتدرك انها في حضرة اناس غرب.. رأت العجوز يرفع رأسه مستنداً بذقنه لعصا غليظة وتحيطه فتاتان تعرفت بينهم على سلمى التي ناظرتها بقلق وتوتر بينما رأت تلك المرأة الأخرى.. والتي نهضت تواجهها بصلابة قائلة بالعربية:
-لاترفعي صوتك في حضرة شيخ العزب.
رفعت ايفا خصلة نارية من امام عينيها فبدت شبيهة بابنتها بصورة مثالية وأعطت هدية نظرة من رأسها لأسفل قدميها باحتقار قبل ان تهمس بسيل من الكلمات الفرنسية التي احتقن لها وجه سالم وجعلته ينهرها بقسوة:
-ايفااااااا..
نظرت له بغضب قبل ان تعود للمرأة التي لم تكن سوى هدية وتهمس لها بعربية ركيكة:
-لايهمني في حضرة اي شيخ انا كل ماأريده هو ابنتي..
احتقن وجه هدية وكادت ترد برد لاذع حين فتح الباب .. والتفت الجميع للقادم.. تعلقت انظارهم كلها به.. بتثاقله وهو يدخل وكأنما فقد الرغبة بالحياة.. بالكاد كان يقف امامهم.. ولكن..
يجب عليه أن يفعل..
لاأحد سيمتلك الشجاعة.. لن يعترف احد بماحدث.. لن يقر أحد بالفشل سواه..
رفع عينيه اليهم.. وتسمرت عيناه عليها.. هذا ماكان ينقصه.. أمها هنا؟؟
-قحطان بني..أين سيادة؟؟
همس عمه سالم بشحوب.. وابتلع قحطان ريقه المتيبس بصعوبة وهو يقبض كفيه ويبسطهما بحركة عصبية.. ماذا يقول؟؟؟ غابت عنه الكلمات ولم يقدر على اخراج حتى انفاسه..
اقتربت منه ايفا وهمست :
-اين سيادة؟؟اين هي ابنتي؟؟
نظر لها وشعر بالحزن يجتاحه فجأة..حزن ثقيل..وكأنه بطانة سوداء تلفحته من تحت جلده وبرزت من عينيه ولكنه حافظ على هدوءه.. كمااعتادوا عليه كتم حزنه وألمه بداخله وهمس ببرود:
-لانزال نبحث عنها.. لم نجد حسن حيثماذهبنا.
اقتربت ايفا وصرخت بغضب:
-اتصلوا بالشرطة افعلوا شيئاً بدل جلوسكم هكذا دون حراك.
نظر لها بعاصفة تلوح في عينيه:
-ومادخل الشرطة بأمورنا..نحن أدرى بعملنا..
-ايها المغرورو الوقح..
ورفعت يدها تريد صفعه على وجهه ليقبض على معصمها بقبضة من حديد وعيناه ترسلان لها تحذيرات غاضبة جعلتها تشع بغضب وكراهية صارخة:
-لو أصاب ابنتي اي مكروه.. انت اول من سأحرص على وضعهم في السجن أيها المجرم.
نفض يدها بقسوة وتركها ليدخل الى مكتب رعاد صافعاً الباب خلفه بقوة بتحذير عام لهم كلهم بعدم الدخول..
جلس بتهالك على مقعد بمسندين.. اراح ظهره المتعب وتأوه بمرارة..
هل ماتت؟؟ فكر بانهزامية لم يشعر بها قط من قبل.. ماتت وتركته يغرق في بحور الألم والذنب وحده.. تركته ورحلت وكأنها لم تحبه ابداً..
اغمض عينيه متنهداً بمرارة..واستسلم من جديد لحزنه .. بصمت.. وحده.. بعيداً عن العالم كله.
وفي الغرفة الأخرى تسللت مخرجة هاتفها تناظر الرقم بألم.. لقد مزقتها رؤية أخيها بكل ذلك اليأس.. راعها ماحدث لعائلتها..حزن عمها وزوجته رغم انها لم تحبها ولم تسامحها على كل مافعلته بها ولكنها لاتزال أم مكلومة.. ثم كان جدها العجوز.. والذي كان يهرم في الدقيقة الواحدة عشرات السنوات..
مسحت دموعها بظهر يدها وطلبت الرقم.. الشخص الوحيد الذي ان كان صادقاً فهذا يعطيهم دافعاً جديداً..
-سلمى؟؟
سمعت الصوت الملهوف فسارعت باكية:
-هل تقول الصدق؟؟ هل ستساعد أخي ليجد سيادة؟؟
تهللت اساريره وهو يشعر بانها تثق به.. أو أنها ستحاول.. لذا سارع بالتأكيد وهو يعدها:
-اقسم لك ياسلمى.. سأجدهما.. وحينها سأخبر شقيقك..
-أرجوك سيف..عائلتي ستصاب بالجنون لقد بحثو عنه في كل مكان..لم نجد له أي أثر..
-سأجده..انه يستخدم معارفه ولكنني سأجده بالتأكيد لاتخافي.
-عدني..
همست بألم ليغمض عينيه ويعدها من اعماق قلبه قبل ان تطلب شيءاً أخر بصوت خجول:
-عدني ان تحافظ على نفسك أيضاً..
ابتسم بسعادة..وهمس لها بشوق:
-سأفعل حبيبتي..سأعود من أجلك.
غار قلبها قلقاً وهو يغلق الخط..بعد تحية مقتضبة.. شعرت بالراحة جزئياً.. الان على الاقل استعادة ثقتها بحبيبها .. بوعـد منه فقط.. بانتظاره ليحققه..
كان عليها فقط الانتظار.. والصبر..
***
-علي..
ارتفع الصوت في رواق المستشفى التي وصلها على عجالة ليطلب اجازة طارئة.. كان امتحانه النهائي بعد يومين فقط..ولم يكن يستطيع التركيز بشيء وهو وسط معمعة مايحدث الان..
ثم جائت هي.. رباااه لقد نسيها تماماً في غمرة كل ماحدث..
التفت اليها بتوتر..
-مالذي حدث لم لاتجيب على اتصالي؟؟
همست ترنيم بقلق مشوب بالألم لهجره غير المبرر ولتجاهله المصر لها ..
-انا اسف ترنيم.. الأمر انني مشغول للغاية هذه الايام.
-اعرف ان امتحانك على الابواب ولكن هذا لا..
-لقد اجلت الامتحان للشهر القادم.
قالها مقاطعاً لتتسع عينيها وتسأله:
-ولكن ماذا حدث هل أنت مريض؟؟
-لاترنيم لست كذلك.. انها..انها مشكلة عائلية.
برر بعصبية جعلتها تنظر له بحنق ثم رفعت يدها اليمنى وهمست بغيظ مشيرة لخاتمه:
-أترى هذا ياعلي..انه يشير انني من العائلة الان.
زفر بضيق ونظر لساعته مدركاً تأخره عن لقاءه بأخوته حتى يقرروا ماعليهم فعله في المرحلة القادمة بالذات قحطان.. فبعد ماوجده هو بالكاد يسيطر على اعصابه..
-ترنيم.. انت لاشأن لك بهذه الامور..انها مشاكل خاصة ولاتهمك بشيء.
شعرت بالألم لاقصاءه اياها بتلك الطريقة ولكنها تجاسرت لتهمس:
-انا هنا من أجلك ياعلي.. وانا مصرة ان أكون جزءاً من مشاكلك مهما كانت صعبة ومهمة..
نظر لها بغضب وتملكته تلك النزعة الغبية لكل افراد عائلته بالكبت والتفرد وهو يعنفها بخفوت:
-لم لاتفهمين ترنيم.. لااريد مشاركتك مشاكل عائلتي.. كل مايدور بيننا هو في كفة وعائلتي في كفة أخرى .. لاتخلطي الامور ابداً.
اتسعت عينيها بصدمة بينما استمر هو بقسوة:
-اذهبي الى دروسك وانشغلي بها..لاتشغلي نفسك بأل العزب حالياً باستطاعتنا تدبر أمورنا.
ثم استدار عنها بحنق وهو يغلي من الداخل..
تباً تباً..
لقد شعر بالضيق والغضب لتدخلها.. شعر بأنها تتدخل فيمالايعنيها متجاهلاً كونها خطيبته.. لقد كان قاسياً وأحمقاً.. وفكر بلحظة..
لو كانت نادين..
ربااااه..
فكر بذهول لو أنها نادين لكان هو من لجئ اليها وارتمى بين ذراعيها يشكو لها همومه,,,
توقف بمرارة.. لم تكن نادين ولن تكون ابداً..
لقد انتهت كل علاقة له بتلك المرأة.. ولم تعد له سوى ترنيم والتي عاملها بقسوة شديدة..تنهد بحنق والتفت يريد ان يصلح الامر لولا انه رأى الممر خلفه خلياً تماماً..
أين ذهبت؟؟
كانت تركض لاترى امامها من فرط دموعها التي هطلت بلاحساب وهي تولول هاربة منه بعد أن نبذها بتلك القسوة.. لم تفكر ابداً انه قد يكون قاسياً بهذه الطريقة..
كيف رفض اهتمامها وحبها بتلك الطريقة المهينة.. بكت بحرقة وهي تفتش عن مفاتيح سيارتها بهستيرية في حقيبتها الضخمة وحالما وجدتها كانت ترتمي في السيارة وتشغلها بسرعة.. لاتريد البقاء في مكان واحد معه ابداً..
الم يكن يريدها بجواره فلم تكن ترنيم الراجي من سيركض خلفه ..ابدااا..
انطلقت بالسيارة لاتكاد ترى امامها محاولة السيطرة على دموعها وغضبها ولم تجد ماتنفس به عنهما سوى دواسة الوقود لتزيد سرعتها اكثر وأكثر.. تجاهلت ابواق السيارات الناهرة.. تجاهلتها حتى تصاعد بداخلها احساس الخوف الذي هاجم اطرافها وهي تدرك انها تجاوزت السرعة التي اعتادتها بشكل كبير.. وليس هذا فحسب.. لقد كانت تفقد سيطرتها على المقود..
تفقدها بشكل مفزع والسيارة تهرول بجنون نحو الطريق السريع.. لم يكن امامها الا ان تدير المقود بقوة ناحية اليمين ورجلها على المكابح تحاول التخفيف من سرعتها..
حين برز امامها فجأة.. وكأنما انشقت الارض وأخرجته..
صرخت بجنون والسيارة تندفع نحوه باصرار..حاولت تفادي الاصطدام بتدوير المقود مجدداً.. وقدمها تضغط المكبح بإصرار.. سمعت الصرير ودارت السيارة بعنف ..سمعت الصراخ حولها.. وشعرت برأسها يضرب المقود بقوة قبل ان ترتد مرتين للأمام والخلف.. حتى توقفت السيارة وتهالكت هي على مقدمتها فاقدة الوعي.. دون حراك.. وكأنما غادرتها الروح..بهدوء..
***
البرد.. الجوع.. الألم..
كلها تنهشها بلارحمة.. ثم هناك الخوف الذي نخر عظامها وجعلها ملقاة هناك ترتجف.. كلها ترتجف وكأنما يمر عبرها تيار كهربائي مستمر.. حرقة تتصاعد من داخلها..حرقة مؤلمة.. وعينيها تذرفان الدموع بلاتوقف.. انها تخسر طفلها..
ذلك النزيف الذي تعرضت له قبل ان يسحبها حسن بكل قسوة ويغير مكانها الى هذه العشة القذرة كان دلليلاً قاطعاً انها قد خسرت طفلها.. بكت بمرارة.. تكورت على نفسها ويديها تحيطان ببطنها بوجع..
اين هو؟؟ لقد وعدها انه سيكون هنا.. سيأتي لانقاذها.. لقد وعدها ولم يفي بوعده..
-توقفي عن البكاء.
هدر بها حسن وهو يشعر بالصداع من سماع صوت بكاءها الذي لم يتوقف للحظة منذ خسرت طفلها كمايبدو.. كان متوتراً بشدة.. يريد ان يتخلص من كل هذه المشكلة.. يريد الهرب بأسرع وقت ممكن.. كان يوقن انه تورط بها وانه سيندم على ذلك.. ولكن لا.. انها انتقامه الذي سيطفي غليله..
كل من معاونيه في المافيا يحاولون جهدهم لانهاء اوراق تهريبه ولكن رجال قحطان يتواجدون بكل مكان غطوا كل منفذ ولم يتركوا مكاناً واحداً ليتسللوا عبره.. ولذا كان عليه ان يتحرك.. نظر لسبيته بكراهية واقترب منها ساخطاً:
-زوجك الأحمق لايترك لي مكاناً لأتنفس..انه يغلق كل المنافذ كي لايفقدك..
نظرت له بعينين زائغتين قبل ان تشيح متمتة بازدراء:
-سيجدك قحطان.. سيجدك ويقتلك.
انقض عليها وقبض على شعرها بقسوة وهو يزمجر:
-ليس ان قتلته قبلاً..
اتسعت عينيها بذعر وصرخت بألم وهو يفلتها ليلتقط هاتفه ويجري اتصالاً أخيراً..
....
سمع هاتفه يرن..
لم يكن في مزاج يسمح له حتى بالاجابة.. وتجاهله المرة الاولى والثانية.. ولكن الرنين كان مستمراً مصراً كالموت.. رفع هاتفه ليرى من يزعجه حين عقد حاجبيه بعنف..كان رقماً محجوباً..
فتح الخط وصرخ:
-مـــن؟؟
"قحطاااان"
لم يعرف ان كان عليه تصديق أذنيه أم تكذيبهما..؟؟
تحجر صوته وهو ينصت لصوتها الشاحب المخنوق..
-سيادة؟؟
همس بشحوب.. وهو ينهض من مقعده الذي جلس عليه لساعات.. دون أن يتحرك حتى من مكانه..
"ماذا هل نسيت صوت زوجتك يا ابن العم؟؟"
ارتجف بكراهية وهو يسمع صوت حسن وهتف بجنون:
-أين هي؟؟ ماذا فعلت بزوجتي ايها المجرم؟؟
"انا لم ألمسها.."
صرح بوقاحة قبل ان يضيف بخبث:
"ليس بعد على كل حال"
-لومددت اصبعاً واحداً عليها ..اقسم انني سأقتلك وأمزقك بيدي.
قهقه بشراسة وهتف:
-الا يتوجب عليك ان تجدني اولاً.
شعر قحطان بعجزه وقتها ولكنه ملعون للجحيم لو أظهر هذا العجز لحسن لذا فقد همس بصوت مخيف:
-سأجدك ياحسن.. ولو بحثت عنك في كل شق وتحت كل حجر سأجدك..
-ولم لاأوفر عليك العناء ياشيخ..
عقد حاجبيه بحيرة:
-ماذا تعني؟؟
نظر حسن لمسدسه بشرود وهو يتمتم:
-سأخبرك بمكاني.. وتأتي الي وحدك..
التمعت عينا قحطان ولهفته تعميه عن رؤية مايخبئه له حسن:
-سأتي اليك..أخبرني أين؟؟
قهقه حسن بسخرية:
-ليس بهذه السهولة ياابن العم.. ستخرج من مكانك ووتقود سيارتك ثم ساتصل بك للمزيد من التعليمات أتفهم؟
ابتلع ريقه بصعوبة وهمس:
-ماذا عن زوجتي؟؟
|