كاتب الموضوع :
عبير قائد
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال26 الرواية قمة في التميز
-اذاً مالذي تفعلينه هنا؟؟ كيف جئتي من الاساس؟؟
ابتلعت ريقها قبل ان ترفع رأسها بصلابة:
-جئت بسيارة أجرة..
-وحدك؟؟
تسائل بصوت خفيض.. ارسل رعشة الى اعماقها وهي تدرك مدى غضبه:
-نعم..
-سيادة أيعقل ان تكوني اقل غبائاً..
هدر بعنف وهي تنتفض بذعر,, رأت شراسة عينيه تفوق الوصف وهو يقبض على كتفها ويهزها بعنف:
-هل فكرتي ولو للحظة ماقد يحدث لكي؟؟ هل فكرتي للحظة بحسن وانه قد يكون بالخارج يترصد لأحداكن كعادته؟؟
-قحطان انت توجعني..
تألمت فهتف بشراسة:
-وسأحطم رأسك الغبي هذا؟؟ كيف فكرتي ان تأتي الى هنا ولماذا؟؟
-أنا لم أفكر..
هتفت باكية..ليتوقف عن هزها وينظر لعينيها الدامعتين وهي تضيف متحشرجة:
-أردت الاطمئنان عليك.. انت لم تكلمني ولاترد على اتصالاتي.
-انا مشغول جداً في الوقت الحالي سيادة لااجد وقتاً لهذه الترهات النسائية.
نظرت له بلوم:
-ترهات؟؟ انا زوجتك قحطان واكاد أموت من القلق وانت لاتكلف نفسك حتى عناء الاتصال.
-سياااااااادة.. سنعود معاً اذاً..
دمدم بحنق..
-هل أقاطعكما؟؟
سمعا الصوت الحاد ليلتفتا معاً وتعقد سيادة حاجبيها بغضب بينما يزفر قحطان بتوتر وهو يرد:
-أميرة؟؟ مالذي جاء بك مبكرة؟؟
-هناك الكثير من العمل..والبارحة فقدنا الكثير من الوقت..
همست مخنوقة..تراهما هنا معاً وقلبها يحترق..جائت مبكرة فقط لتستقبله حال وصوله في وقته المعتاد ولم تفكر ولافي أعنف خيالاتها ان تراهما هنا.. معاً!!
-العمل...
دمدم قحطان بحنق لتنتفض سيادة وتخلص نفسها من قبضته:
-تخلص منها قحطان..
همست برجاء..لينظر لها ببرود:
-سيادة انت الان لاتفكرين بمنطق.. عودي للبيت ودعيني أكمل اعمالي..
رفعت حاجبيها بدهشة قبل ان تصرخ باستنكار:
-منذ لحظات قلت انك ستعود معي.. والأن..
ونظرت لأميرة الواقفة دون حراك وأكملت بغضب:
-تراها وتقول ان لديك عمل؟؟
-سيااادة..
حذر بنبرة مخيفة .. ولكنها لم تعد تأبه.. لقد كانت ترى كل شيء أمامها الان باللون الاحمر.. المزاج الناري للصهباوات تفجر في عينيها وهي تبتعد عنه وتقترب من أميرة صارخة بحدة:
-أهذا ماكان يحدث من وراء ظهري.. تتعذر بالعمل لتأتي لقضاء الوقت مع هذه..
التفتت اليه لتراه يناظرها بصدمة قبل ان يهتف:
-سيادة لقد تخطيتي الحدود .. الأن ستغادرين دون نقاش.
تشبثت بمكانها ولم تتحرك بل اشارت لأميرة وصاحت بحزم:
-اطردهــا..
شهقت أميرة بينما عقد قحطان حاجبيه بغضب حقيقي..لقد تخطت الحدود.. سيادة تخطتها بالكامل:
-انت لاتستطيعين القاء اوامرك علي سيادة.
همس بصوت هادئ.. لايكاد يشي بمدى الغضب بداخله ولكنها لم تستسلم.. بل اقتربت منه وصاحت بعصبية:
-بلى استطيع.. انت زوجي ومن حقي عليك ان تنصت لي.. اطردها قحطان..
-وإن لم أفعل..
رد ببرود جعل قلبها يسقط بين قدميها وهي تشحب مواجهة الغلاف البارد الذي يحيط به نفسه:
-ان لم تفعل.. فأنا لن أسامحك ابداً..
اقترب قحطان منها.. وبكل جمود اعاد طرحتها على رأسها وقال لعينيها المرتجفتين بصوت جليدي:
-ستنزلين الان للأسف..سائقي سيعود بك للمنزل فأنا لدي عمل اقوم به.
شعرت بنفسها تهوي..
هل يفضلها عليها.. كانت تريد الصراخ والبكاء.. ولكن لاشيئ من هذا.. تسمرت تنظر لجموده برعب.. مالذي يحدث.. كيف لرجل ان يحيط نفسه بكل هذا الجبروت والقوة.. كيف لرجل الا ينحني لمشاعره ولو قليلاً.. هل كانت مخطئة؟؟ حبها له.. اعترافاتها التي ابعدت كل الشك عن مشاعرها.. استسلامها اللامشروط اليه.. كله..كله دون قيمة حين تقف مواجهة اوامر السيد..
أوامر شيخ العزب..
-اذا مارحلت الأن قحطان.. فهي ستكون المرة الأخيرة..
لم تتحرك ملامحه.. ظلت على جمودها وهي تكرر:
-اطردها.. ودعنا نعش حياتنا بسلام..
اشتدت قسوة عينيه للحظة قبل ان يرد بقطعية:
-لاتوجد امرأة على ظهر هذه البسيطة تملي علي انا ماافعله..والأن ياابنة امك..ستنزلين وتعودين مع السائق للمنزل وحين أنهي اعمالي سأآتي لنضع النقاط على الحروف.
لقد انتهى الأمر..
فكرت بمرارة.. بخواء يحوطها..
لقد أعطته الفرصة تلو الأخرى وهاهو يفسدها..سمحت لدمعة وحيدة ان تنزل على خدها.. قبل ان تقسو عينيها كعينيه.. وتهمس له:
-اتخذت قرارك ياابن عمي.. وبقي ان اتخذ قراري أنا..
واستدارت بحزم لتواجه اميرة الشاحبة وسطهما وهتفت لها بكبرياء:
-انه لك.. فقد فرغت منه..أتمنى ان تذوقي معه نصف العذاب الذي أذاقني اياه.
ارتجفت أميرة بشدة ونظرت لقحطان برعب..
الأن فقط رأت القسوة التي توحشت في عينيه وهو يسمع كلمات زوجته التي قالتها بحرقة قبل ان تشق طريقها للخارج..تحمل قلباً مكلوماً..وعيناً لم تعد تجرؤ على البكاء..
رأته يبتلع ريقه بصعوبة.. قبل ان يشيح عنها..ارادت ان تكلمه.. ان تفعل شيئاً ما.. ولكنها لم تجرؤ حتى على التحرك.. بينما تقدم قحطان من مكتبه ..يصارع الغضب المتصاعد بداخله..وهو يتذكر كلماتها الاخيرة..
فرغت منه؟؟
مالذي عنته بالضبط..؟؟
وبدون شعور..كان يدفع المكتب المليئ بالمستلزمات وبصرخة افرغ فيها بعض من شحنات غضبه كان يقلبه عن بكرة ابيه على الارض..
سمع اسمه من أميرة.. بجزع.. فصرخ بعنف:
-اتركينــي وحدي..
تراجعت بذعر.. بينما تقدم ليلتقط هاتفه ومفاتيح سيارته ويسارع بالمغادرة..
لم يستقل المصعد بل اتجه للسلالم حيث كان يفرغ بعض الغضب بخطوات قوية ثابتة.. حتى وصل الى الشارع.. وهناك راى السيارة الاخرى..
عقد حاجبيه واقترب من السائق الذي انتفض ليفتح له الباب فسأله قحطان بحنق:
-ألم توصلها؟؟
رفع الرجل عينيه بارتباك ليشرح قحطان بنفاذ صبر:
-زوجتي لقد نزلت للتو ومن المفروض ان توصلها للمنزل؟؟
-انا اسف ياشيخ.. ولكن لم يأتي لي أحد..
تراجع قحطان بقلق وهو يفكر انها لابد اخذت سيارة اجرة..
سارع باخراج هاتفه واتصل بها.. سيقتلها هذه المرة.. سيقتلها حقاً..
ارتفع الرنين مرة.. اثنتين.. ثلاث.. ثم..
"صبااح الخير ياشيخ"
تصلب في وقوفه.. ودار الشارع حوله وهو ينظر لهاتفه يتأكد ان اتصاله كان لزوجته وليس سواها.. حين عاد الصوت الساخر من جديد:
"ماذا هناك ياشيخ العزب؟؟ هل أكلت القطة لسانك؟؟"
-حســن..
هدر بشحوب..وعيناه تجوبان الشارع حوله..بجنون يبحث عن طيف له..
"هو بشحمه ولحمه"
ثم نظر لكفه المضمدة واضاف بسخرية:
"الذي هشمته أنت"
-أين زوجتي؟؟
صاح قحطان بجنون لتجاوبه ضحكة طويلة باردة من حسن وهو يلقي نظرة طويلة على الجسد الملقى الى جواره:
"في الحفظ والصون ياابن عمي"
وقبل ان يسمع الرد كان يغلق الخط.. ليترك ذاك.. على رصيف موحش.. يدور حول نفسه كالمجانين.. يصرخ باسمه بلاتوقف..وعقله يشتعل..كله يشتعل.. وفكرة واحدة لاتفارق ضميره..
هو من سلمها لذاك المتوحش بيديه..
هو ولاأحد سواه..
***
نهاية الفصل.
^_^
الشتيمة حراام على فكرة :)
|