كاتب الموضوع :
عبير قائد
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال25 الرواية قمة في التميز
همس بسخرية قبل ان يقسو فمه وتصبح شفتاه خيطاً رفيعاً من الغضب:
-لم تحزري ياابنة عمي.. لقد سئمت ألعابك الصبيانية وحان الوقت لأن اعلمك معنى ان تكوني زوجة مطيعة.
شيئ بداخلها اشتعل.. هذا الغرور الذي اغتسلت به كلماته.. يالله.. كم تود صفعه فقط لتتخلص من ابتسامته الساخرة ونظرةعينيه المرعبة.. ولكنها لم تفعل.. لقد ابتعدت لوقت طويل لتفكر ملياً وتخطط.. ورغم عثرتها الصغيرة الان, الا انها يجب ان تستعيد قوتها.. يجب ان تنفذ ماقررته وتعيد زوجها اليها ولذا وبكل المكر الأنثوي الذي تمتلكه ترنحت بين ذراعيه وبلحظة كانت تتهاوى..
أحاطها برفق وبكل سهولة كان يرفعها ليضعها على السرير وقد شحب وجهه وهو يربت على وجنتها هامساً باسمها بلوعة.. رمشت بعينيها ونظرت له..
ذالك السواد اختفى.. كان هناك قلقاً ارتياعاً حتى..كفها الصغير كان على صدره لتدرك ضربات قلبه الهادرة.. تأوهت واشاحت بوجهها هامسة:
-ارجوك قحطان..أنامتعبة..
اعتدل بسرعة وابتعد عنها هاتفاً:
-سأخذك للمنزل.
فتحت عينيها بفضول ورأته يخرج ليكلم الجوهرة التي كانت تقف على الباب.. سمعته يأمرها بجلب عبائتها وغطاءها.. فابتسمت بخبث قبل ان تعود بسرعة لرسم الارهاق المبالغ به على وجهها وهي تراه يقترب مجدداً
-سيادة هيا انهضي لنغادر..
-لا استطيع..
همهمت بخفوت مرتجفة..ليقترب ويساعدها على القعود .. ولكنها لم تفوت الفرصة.. فسرعان ماكانت تتهاوى على صدره وتغرق انفها في رائحته الرجولية المبهرة..
-لاأشعر بساقاي..
همست قريبة من النبض الضارب بجنون في اسفل حنجرته.. ليستغفر بصوت عالٍ وهو بالكاد يسيطر على أعصابه .. منذ متى لم تقترب منه لهذه الدرجة.. منذ متى لم يشعر بها تلتصق به كقط صغير مذعور ستقوده للجنون.. احاطها بذراعه لتستغل الوضع وتحيط ظهره العريض بذراعها هي الاخرى وتتشبث اصابعها بقميصه بتملك..
حينها دخلت الجوهرة ولم تكن وحدها.. كانت معها هدية وسلمى والقلق بادٍ عليهما:
-سيادة هل أنت بخير؟؟
تسائلت سلمى بينما تقلب وجه هدية وهي تنظر لولدها بغضب..
-أشعر بدوار..
همهمت سيادة وهي تقترب منه أكثر..شعرت بعرقه يتصبب منه كان محرجاً رات احمرار وجهه وهو يهرب من عيني شقيقتاه وأمه.. لم يعتد ابداً على اظهار تقارب كهذا بحضورهن.. ولكنها استغلت كل دقيقة.. ولم تبتعد عنه قيد أنمله حتى والجوهرة تضع عليها عبائتها وسلمى تقول بحنق:
-كل هذا من العين.. ااه قحطان لو رأيت كيف كان الجميع ينظر اليها.. لقد اصابتهم بالذهول.
نظر لشقيقته بعنف واشتدت قبضته عليها حتى تأوهت ليفلتها ويتململ قبل ان يهمس لها بخشونة:
-انتظري هنا معهن.. ساجلب السيارة للأمام.
أفلتته بصعوبة وهي تخفي تذمرها باغلاق عينيها والعودة للاستلقاء..
نظر لها بتوتر كان يخشى عليها وكيف لايفعل؟؟
-هل انادي علي لتفقدها؟؟
تسائلت سلمى بخوف ليرتجف قلب سيادة وهي تتخيل ماسيقوله الطبيب عن تمثيليتها ولكن قحطان زمجر برفض:
-سأخذها للمنزل وستكون بخير..
وأسرع خارجاً تلاحقه نظراتهن وهو يحاول السيطرة على غضبه .. هذا ماينقصه ان يرها أحدهم بهذا الشكل؟؟ حتى وان كان طبيباً.. حتى وان كان شقيقه من لحمه ودمه..
قبض يديه بعنف.. الهذه الدرجة يغار عليها؟؟ وماقالته سلمى عن الجميع ..
كان قد وصل لسيارته.. ففتح بابها واغلقه بعنف شديد رباااه الى متى سيظل يحارب رغبته باخفاءها عن الجميع؟؟
وهناك كانت سيادة تنظر للجوهرة بعينين نصف مغمضتين وهي تحكم حولها غطاءها وهي تهمس:
-شكراً..
غمزت لها الجوهرة بتواطئ فحاولت الا تبتسم وهي تخفي وجهها بطرف طرحتها الحريرية حين فتح الباب وسمعت صوت قحطان:
-هيا بنا.
رأته من خلف الحرير فابتسمت بخبث قبل ان تخفي ابتسامتها وتمد ذراعيها نحوه بضعف.. لم يفكر مرتين قبل ان يحملها بين ذراعيه.. لتحيط عنقه بتملك وتريح رأسها على كتفه وبكل دلال همست لأذنه القريبة:
-شكراً لك..
لم يعلق..كان وجهه مغلقاً وهو يتوجه بها بكل سهولة الى الخارج..كانت سعادتها هائلة ولولا خوفها منه لكانت صاحت بالنصر وهي تخرج برفقته امام الكل.. قحطان سيعود اليها كماكان.. سيعود ذلك الرجل المحب المراعي ولو فعلت المستحيل..
وضعها برقة على المقعد المجاور للسائق واحكم حزام الامان حولها قبل ان يدور حول المقدمة ويتخذ مقعده الى جوارها.. سمعته ينبه الجوهرة ان رعاد سيتولى ايصالهن بعد الحفل.. وبعدها كان ينطلق بالسيارة دون ان يتكلم..
تململت الى جواره قبل ان تنزل غطاءها بزفرة ليسألها باقتضاب:
-تشعرين بالحر؟؟
التفتت اليه.. ومدت ذراعها لتلامس كتفه:
-لا..انا بخير الأن.
لمستها كانت كالكهرباء لايستطيع نفضها.. بل لايريد.. كان يريد ان ينظر اليها ولكنه لم يفعل.. لو فعل فهو لن يزيح عينيه عنها بعدها..
شقته الجديدة لم تكن تبعد أكثر من عشر دقائق.. ولكن بدا له الطريق وكأنه سيستمر للأبد..
واخيراً وصلا..
اوقف السيارة امام مدخل البناية لتفتح عينيها بتوتر:
-أين نحن؟؟
-المنزل..
همس بسخرية وانقبض قلبها.. لم لم يأخذها الى تلك الفيللا؟؟
-هل تظنين ان بامكانك السير حتى المصعد فقط؟
رأت شيئاً في عينيه.. خطر لم تفهمه ولكنها اومأت:
-نعم..
حل حزامها وغادر السيارة ليتجه نحوها.. ساعدها على مغادرة السيارة واطمئن لوقوفها على ساقيها بثبات.. رغم ارتجافتها لتواجده القريب منها.. كانت تستطيع ان تسمع أنفاسه المتسارعة وأدركت انه يعاني مثلها.. هذا القرب المميت..
شعرت بذراعه تحيطها فتشبثت بسترته وهو يقودها الى داخل البناية الفاخرة وفي المصعد التزما الصمت كانت شقته في الطابق العاشر.. ابتلعت ريقها وهي تراه يفتح باب من خشب الصندل قبل ان يوجهها للداخل..
تقدمت ببطئ تنظر حولها للظلام..كانت الشقة باردة كالثلج.. شعرت بالخوف حقاً فتشبثت بذراعه قبل ان يضغط زر الانارة ويشع المكان.
تأملت الشقة.. من الواضح انها جاهزة وان لاعلاقة لها بقحطان.. كانت مفروشة بذوق اوروبي واضح..
-لمن هذه؟؟
تسائلت بفضول ليرد:
-لي..
نظرت نحوه باستغراب ليتجه الى احدى الغرف وهو يقول:
-اشتريتها جاهزة فلاتفكري كثيراً.
-لم لم تبقى في منزلنا؟؟
همست بشحوب ليتوقف وينظر لها بنظرة عاصفة :
-فيه الكثير من الذكريات ياسيادة.
جف حلقها وهي تتذكر اي نوع من الذكريات يقصد..
ذكريات هروبها.. خيانتها كمايعتقد..
تجمدت ليقترب منها ويسألها بقلق:
-أانت بخير؟؟
لم تكن تمثل الان.. شعرت حقاً بالألم للذكريات السيئة.. وراعها انه لم يفكر ولو للحظة بالذكريات الحسنة.. كذكرى اول ليلة قضاها معها حقاً.. ذكرى جعله منها امرأة.. امرأته هو..
-انا متعبة..
همست ليقترب اكثر وقبل ان تعترض كان يحملها بين ذراعيه الى داخل احدى الغرف..
تشبثت بكتفيه بخوف,, حتى انزلها ببطئ.. كان قريباً.. قريباً جداً ليلحظ ارتباكها خوفها وارتجاف شفتيها..
-أشعر بالبرد.
همست تبرر فتراجع متنحنحاً ليقفل التكييف الذي تركه كمايبدو منذ الظهر حين عاد اليها كانت تنزع عبائتها وطرحتها فعلق بتوتر:
-ألاتظنين ان ثوبك هو السبب لشعورك بالبرد؟؟
تأملت ثوبها الذي تراقص حول وركيها بنعومة.. ثم نظرت له..كان يحدق بها..بإمعان رأت عضلاته تتقلص تحت قماش سترته فابتسمت من الداخل.. انه متأثر للغاية.. ثوبها وكلها تثير فيه مشاعر قوية لاسبيل له لينكرها.. فعيناه.. ااه من عيناه تفضحانه..
تقدمت تتراقص بخطواتها نحوه بذلك الكعب يجعلها بطوله تقريباً.. عينيها في عينيه اختفى الشحوب واصبح وجهها متورداً بحرارة اجتاحته كالنار حال اقترابها منه.. تمسكت بياقة قميصه وهمست:
-ألا يعجبك؟؟
ابتلع ريقه بصعوبة وهي تفلته وتدور حول نفسها برقة لتتطاير حولها التنورة الحريرية وهي تقول:
-الجميع طار صوابهم..
وأنا سيطير عقلي كله.. فكر بتوتر وهو يتأمل كيف تراقص القماش الخفيف على ساقيها كاشفاً اكثر ممايخفي..
-ألم أحذرك من ارتداء ملابس عارية امام الاخرين؟؟
زمجر لتقترب وتحيط عنقه بذراعيها عنقه هامسة:
-انها مناسبة مهمة ولم أكن الوحيدة فنحن لسنا في البلدة..ثم..
قبضت على كفيه ووضعتهما على وركيها هامسة:
-يجب علي ان استفيد من هذه الملابس قبل ان يزداد وزني ولااصلح لشيئ.
تقلص فكه وهو يضغط عليها برفق..تخيل للحظة بطنها المسطحة وقد تكورت بحملها فكر للحظة انها ستبدو اكثر جمالاً ربما.. تذكر ماقالته له الجوهرة عن امتلائها في كل الاماكن الصحيحة..
يالله فهي لم تكن تكذب..
تحرر من قبضتها وابتعد يهتف يحاول ان يتخلص من تأثيرها عليه:
-وحتى لوكنا في باريس.. اوامري يجب ان تنفذ..
عضت شفتيها بحنق قبل ان تغمض عينيها لثوانٍ وتعد للثلاثة ثم توجهت نحوه:
-حاضر..لن أرتديه مجدداً..
ثم احاطت ظهره بذراعيه واسندت رأسها على كتفه العريض:
-الا من أجلك أنت فقط..
اغمض عينيه قربها يشوشه ويضرب بكل غضبه عرض الحائط يجعله ضعيفاً.. متردداً وهو لم يكن هكذا ابداً من قبل.. مالذي تفعله هذه المرأة به؟؟
-هل أفهم من هذا كله ان فترة الابتعاد التي اردتها قد انتهت؟؟
تسائل محاولاً السيطرة على الارتجاف في صوته فتنهدت بحرارة وهمست:
-انا لم أشأ الابتعاد قحطان..ولكن كما أخبرتك.. كان هو الحل الوحيد..
استدار ببطئ يواجهها:
-مالذي تغير الان؟؟
نظرت لعينيه رأته يحارب الشوق لأن يقترب لأن يأخذها الان:
-الشوق الذي يقتلنا قحطان.. يقتلني.. ويقتلك.
-انا.انا لا..
قاطعت استنكاره بأصابعها وهي تهمس بحرارة:
-لاتكذب ياابن عمي.. فشوقك يفضحك كمايفعل معي..
تنشق نفساً قوياً وهي تضيف:
-بيننا الكثير ليُقال ويُفسر ياقحطان.. لدينا الكثير لنفهمه معاً..دعني اشرح لك..
تهدج صوتها ليقاطعها هو هذه المرة..
-لاتفسري شيئاً..
نظرت لعينيه بعينين تلمعان بالدموع وشفتين مرتجفتين..
-قحطاان..انااا ااه..
أبعد ذراعيها اللتي تحوطه وتراجع قائلاً:
-انا حتى لااعرف كيف افسر الامر ياسيادة..
استدار يواجهها عيناه لجتان من الظلام تغرقان في نظرة الزمرد المشع وهو يسألها باتهام ساخر:
-هل تكذبين علي مجدداً؟؟ هل مثلتي ماحدث قبل قليل؟؟هنا وفي منزل الراجي؟؟
-لا..لم أكذب.
همست بخشية ليتراجع رفع كفه يصد اقترابها وهو يبتعد..كان غاضباً..من ضعفه من استعداده لأن ينسى كل شيئ كمايبدو وكأنما يمحو ذاكرته كماحدث في المرة السابقة.. كانت خطواته هادرة وهو يغادر غرفة نومه الى المطبخ.. كان غاضباً منها أكثر..
ابتعادها ذاك وعودتها الان وكأنها واثقة من أنه سيتقبلها بأذرع مفتوحة يكره انه كاد يفعل..كاد يستسلم لها كاد يفعل حقاً..
وقفت مكانها متسمرة لاتعرف مالذي تفعله؟؟ تبقى هنا أم تلحقه.. لا لا.. هي لن تتركه الان لن تدعه يبتعد عنها لقد جائت الى هنا خاطرت بخسارة كرامتها لأنها تثق انه يشتاق اليها وهي مستعدة لتحمل النتائج.. لايزال يشك لايزال ينظر اليها ويعتقدها مخادعة كاذبة لاتقول سوى الكذبة تلو الاخرى..
وهي لم تعد هكذا.. ليس منذ أن وقعت بحبه ..
لن تدعه يقترب ستخبره انه كل شيئ بالنسبة لها.. ستخبره أنها تحبه ولن تسمح لشيئ ابداً ان يفرق بينهما.
تبعته بخفة كان يقف امام نافذة المطبخ وعيناه غارقتين في ظلام الليل خارجها..
شعر بها راته في تقوس كتفيه فاقتربت هامسة:
-علينا أن نتكلم..
التفت لها بحدة وسألها بعنف:
-مالذي ظننته سيادة؟؟ هل فكرتي انك ستقفين امامي بثوب قصير شبه عارية فأفقد صوابي وأجثو أمام قدميكي؟؟
اتسعت عينيها بشحوب وهزت رأسها تنفي ماقاله قبل ان تتوقف وتخفض عينيها معترفة بالذنب:
-لم..حسناً ليس بالطريقة التي تقولها..
-اه حقاً؟؟ لماذا هل قلت الكثير؟؟
-انت تجعله يبدو بشعاً..
همست مخنوقة ليصرخ بعنف:
-لأنه كذلك سيادة.. الكذب والتمثيل الذي لاتكفين عنه.. انت فقط تحيكين الخطط وتتوقعين من الجميع الوقوع بها.
تراجعت مبهوتة فيما يقترب ويقبض على ذراعها بوحشية هاتفاً:
-لقج استعدت ذاكرتي منذ زمن سيادة الاعيبك الصغيرة هذه لافقادي صوابي لم تعد تجدي انا اعرفك الان اعرفك لدرجة كبيرة.
-أنا لم أقصد هذا..
صرخت بألم ليفلتها بضحكة ساخرة مريرة.. أشاح عنها وهتف بصوت متعب:
-لقد سئمت هذا الامر سيادة سئمت لعبة القط والفأر هذه...
انسابت دموعها بقهر وهي تهز رأسها برفض.. لن تقبل .. لن تقبل هذا الابتعاد..
-انا أحبــك..
همست بصوت ضعيف..ولكنه وصله بالكامل.. وتصلب في مكانه عيناه تحدقان في الفراغ ولايعرف بمايرد حتى..
-قحطان انظر الي..
همست تستجديه فلم يستجب لها.. كان مشيحاً عنها وذراعاه معقودتان امام صدره بقوة اقتربت تواجهه لم ترى وجهه يوماً مزموماً وغاضباً كاليوم وكأنه يصارع نفسه يصارع شياطينه كلها..
-أرجوك أنظر الي..
همست مجدداً لوجهه المبتعد فلم يلن..أحاطته بكفيها وأجبرته على النظر..كانت قريبة جداً منه..
“Je te aime”
همست تنظر لعينيه ثم أضافت بصوت مبحوح...
"Je ne peux pas vivre sans toi"
"mon amour"
اغمض عينيه يهرب من نظراتها.. قربها المميت وتلك الكلمات التي لم يفهمها والتي صعقته بحميميتها ولكنها لم تسمح له بالهرب.. لم تسمح له بالابتعاد أكثر.. شعر بها تقترب تندس بين ذراعيه وتحشر نفسها حشراً وهي تهمس باكية:
-أنا أحبك أحبك ولااستطيع العيش بدونك حبيبي...
-يالله..
تمتم بنفاذ صبر.. وأصابعه تقبض بقسوة على كفيها وتحجزهما بتسلط بينما يكتم انفاسها بشفتين قاسيتين..يجب ان تصمت.. كان عليه أن يسكتها بطريقة ما.. والقبلة وقتها بدت فكرة ناجعة تماماً..
بل هي مااراده منذ ان رأاها..جعلتها تجفل..تتعثر في وقوفها وتكاد تسقط لولا ذراعين من الصلب احاطتا بها ورفعتاها اليه.. تعلقت ذراعيها بكتفيه كان يغمرها كلها شعرها الحريري يحيط بهما كغيمة نارية وانفاسها تلتحم مع انفاسه لم تكن قبلة .. كانت صراع..
من ينتصر منهما ومن يستسلم..
لم يكن ينوي الاستسلام.. ابداً.. كانت تعيش تحت جلده وتندفع مع الدم في عروقه كانت تسكنه كشبح ولاتنوي الخروج..كان عليه ان ينتهي من هذا.. هاجس ملأه وكأنه سينتهي منه حالما يفلتها..يعاقبها بقسوة لكل مافعلته لاعترافها بحبه والذي لم يتوقعه ابداً!!
ولم يتوقع مافعله به.. يجب ان يشبع رغبته بها ويتركها.. ولكن...
ابتعدا عن بعضهما بقوة.. عيناه بركتان من قطران اشتعلتا بتأجج بينما عينيها تألقتا كجواهر نادرة..انفاسها المتلاحقة سرعان ماكتمها بين ذراعيه وهو يعود ليغمرها.. سمعها تهمس اسمه بتوق.. قبل ان يغيبها عناقه المتسلط وكأنها دمية.. كان يسحقها بين ذراعيه..غابت الافكار وكل ذرة احساس في جسده تخبره انه ابداً ابداً لن يشبع من مليكته التي تفرض سيطرتها عليه يوماً بعد يوم..
***
نهاية الفصل..
الفستان
احم احم
|