كاتب الموضوع :
عبير قائد
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال22 الرواية قمة في التميز
اقتباس :-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير قائد |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دون مقدمات
تكملة الفصل ال 22
غامت السماء بطريقة غير معهودة في المدينة الحارة ورغم غياب الشمس في هذا النهار الا ان الرطوبة لم تترك مكانها.. وظلت تزاحم الهواء فتثقله ... وتخرب يوماً بارداً اشتاقت له المدينة الحارة..
-الجو لايطاق..
همست وهي تغلق النافذة وتعود لداخل الغرفة التي احتوت طفليها وهتفت بابنتها الشقية بعصبية:
-ليااان لاتضايقي اخاكي..
زمت الفتاة الصغيرة شفتيها بضيق وتراجعت تناظر الصغير المكتنز والذي كان يلاعب نفسه بنفسه على المهد الصغير.. في حين عادت همس لترتيب الغرفة التي اشعلتها الصغيرة بألعابها المتناثرة هنا وهناك.. حين سمعت صوت السيارة التي توقفت امام المنزل وابتسمت تلقائياً في حين انتفضت صغيرتها صارخة بفرح وهي تهرع للقاء ابيها.. ااماهي فقد نظرت في المرآة لدقيقة قبل ان تلقي نظرة اطمئنانية على الصغير وتسرع هي الاخرى للقاء زوجها الذي عاد مبكراً على غير العادة..!!
-مرحباً حبيبي.
همست بشوق وهي تعانقه بخفة محاولة تجاوز الصغيرة التي تعلقت بعنقه ورفضت اعطاءها المجال ليضحك يوسف بمرح وهو يحيطها بذراعه ويهمس لها بحنو:
-لديكي منافسة قوية..
عقدت همس حاجبيها بغيرة لم تستطع السيطرة عليها وهمست بحدة:
-لاتختبر صبري يايوسف..
ضحك يوسف مقهقهاً بينما صغيرته تشاركه الضحك بعبث دون ان تفهم شيئاً ممايدور بين أبويها لتشخر همس بسخرية وتبتعد عنه هاتفة بحنق:
-ااه نعم استمرا بالضحك وسنرى ..
ثم عقدت حاجبيها وهي تمعن النظر في زوجها قبل ان تهمس:
-حبيبي لما عدت مبكراً اليوم؟؟
ثم عادت تهمس بقلق وهي ترى انعقاد حاجبيه الفوري:
-مالامر يوسف مالذي يشغلك؟؟
تنهد يوسف وأنزل ليان المعترضة.. هامساً لها ان تذهب للاعتناء بسالم الصغير.. قبل ان ينظر لهمس في عينيها ويقول بجدية:
-علينــا أن نتحدث ..
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تتذكر اخر مرة قال لها هذه العبارة..يوم انفصالهما قبل سنوات.. وشعرت بقلبها يهبط بين قدميها وهي تستشعر الامر الجلل وفكرت اولاً بعائلتها.. فهتفت بذعر:
-هل اصاب أبي مكروه؟؟؟
عقد يوسف حاجبيه وهتف باستنكار:
-لا ..
-حمزة.. لابد انه حمزة..
عادت تهتف بذعر لترى نفاذ صبره في عينيه فسارعت:
-هل هو أحمد؟؟؟ هل اصابه شر؟؟
-همس توقفي.. عائلتك بخير على حد علمي..
تنهدت بارتياح وشعرت بخذلان ساقيها لها فجلست على طرف أحد المقاعد وهي تهمس:
-ااه يايوسف لقد أرعبتني..
تنهد وجلس الى جورها يزاحمها مداعباً:
-لم تفكرين بالأسوأ دائماً؟؟
نظرت له مرعوبة وهي تشهق:
-بعد كل مامر بنا.. اخااف من فكرة اصابتهم بسوء..
ثم لامست جانب وجهه بحنان:
-ولااستطيع ان افكر لو حدث لك انت ....
-اششش..
قاطعها باسماً وهو يضغط على شفتيها بكفه:
- "قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا" ياهمس.. لايجب ان تظللي على خوفك من كل شيئ قد يحدث والا فلن تستمتعي ابداً بحياتك.. ان هذا جنون ياعزيزتي.
-وهل خوفي على عائلتي جنون يوسف؟؟
تسائلت بحنق ليبتسم لها بحنان:
-مطلقاً.. ولكن توقع الاسوأ في كل حين هو الجنون.. أين الثقة بالله حبيبتي؟
-والنعم بالله.. لم أكن أقصد هذا.. وانت تعرف.
همست بلوم ليبتسم لها .. وتهتز ابتسامته وهو يتذكر ماجاء ليخبرها به.. ماعرفه وتاكد منه..
تنحنح بصعوبة وأمسك كفيها بين يديه.. وقال بارتباك:
-ااه.. ان الامر يتعلق بفحص الدم الذي أخذته منك قبل ايام..
عقدت حاجبيها وتذكرت العينة التي سحبها منها باصرار بحجة انه يقوم بفحوصات روتينيه لهم جميعاً.. حتى ليان وسالم الصغير.. وخطر لها شيئ واحد فقط جعل عينيها تتسعان برعب وتهتف:
-لاتقل بأني حااامل؟؟؟
نظر لها بدهشة ممزوجة بالحنق قبل ان يصيح بنفاذ صبر:
-همسسس.. اصمتتييي واسمعي لي فقط...
ابتلعت لسانها ونظرت له متسعة العينين بترقب ليزفر بحنق ويستعيذ بالله من الشيطان وينظر في عينيها:
-قبل عدة ايام.. كانت هناك امرأة تحتظر في المستشفى.. كانت في حالة سيئة للغاية.. وكان لها ابنة..
لم تعلق همس بل عقدت حاجبيها بانتظار المزيد ليواصل يوسف سرد قصته عن المرأة والفتاة التي رأهاا معها.. وهمس تنظر له دون ان تفهم علاقة اي ممايقوله بها.. ومالداعي ليقوله ..
-وماشأني انا بتلك المرأة وابنتها؟؟
-ليست ابنتها...
قال بهدوء لتصيح بحنق:
-الم تقل للتو انها ابنتها؟؟
-هلا أنصتي الي دون مقاطعة..
هتف بعصبية لتزم شفتيها غاضبة وتلتزم الصمت في حين واصل يوسف:
-المرأة قامت باختطاف تلك الفتاة الصغيرة من عائلتها حين كانت رضيعة..
علا التأثر وجه همس ويوسف يكمل:
-ربتها كابنتها وحين كبرت عرفت الحقيقة كاملة.. حتى ماتت تلك المرأة قبل ايام ياهمس.
لم تعلق وترتكته يزدرد ريقه قبل ان يواصل وهو يضغط على كفيها بقوة:
-لقد رأيت الفتاة ياحبيبتي قبل ان تموت امها.. رأيتها ونظرت في عينيها ياهمس..
عقدت همس حاجبيها وعلقت بسخرية جافة:
-احذر الى اين قد تصل بك اعترافاتك يازوجي العزيز..
لم يأبه لسخريتها بل لم يلتفت لها وهو يواصل بحنو:
-رأيتك في عينيها همس.. حالما رأيتها رأيتك انت بداخل عينيها.. رأيت همس التي قابلتها قبل سنوات في المانيا.. رأيتك تنظرين الي من خلالها.. كانت عيناك حبيبتي..
-مالذي تقوله؟؟
همست بشحوب ليواصل بحماس:
-اقول بأن تلك الفتاة خطفت منذ مايقارب الخمسة والعشرين عاماً من منزل والدها همس.. خطفت مع شقيقتها التوأم قبل ان تهرب بها تلك المرأة وتترك الأخرى مع الرجل المجرم والذي أضاعها بعدها بأيام..
اتسعت عينا همس بذهول ليهمس يوسف :
-لقد القت الشرطة القبض عليه ومات دون ان يخبر احد بمكان الطفلة التي وضعها بين الجبال ياهمس..
نظرت له لاتقوى على تصديق او حتى استيعاب مايقول.. انتظرها بصبر ان تخرج من صمتها وصدمتها ولكنها ظلت تناظره بغباء حتى عاد يهمس لها:
-همس حبيبتي انها شقيقتك .. توأمك..
نهضت كالملسوعة.. وهتفت بحدة:
-مالذي تقوله يوسف؟؟ ماهذا الكلام الغريب؟؟
نهض يقابلها .. بطوله المنيف عليها .. قبض على كتفيها باحكام ونظر في عينيها اللتان حوتا عاصفة من المشاعر:
-مااقوله ياهمس ان لك أخت .. وليس مجرد أخت حبيبتي انها توأمك..
-مستحيل؟؟
استنكرت بذهول ليؤكد بيقين:
-بلى حبيبتي انها شقيقتك التوأم..
-ولكن كيف؟؟ هذا مستحيل؟؟
عادت للتشكيك ليبتسم بثقة وهو يهمس لها:
-بل انها معجزة ياحبيبتي...
-انا.. انا لااومن بالمعجزات يوسف؟؟
همست بشحوب ليرد بحنق:
-يالهي همس.. انت بالذات يجب ان توقني بالمعجزات .. حياتك كلها كذلك.. لقائنا وحبنا في المانيا.. الم يكن ضرباً من المستحيل وتحقق بمعجزة من الله.. عائلتك انت همس.. أخوتك.. وأبيك.. ايجاد حمزة لك في تلك الليلة الماطرة وسط الجبال الم يكن معجزة؟؟ كيف لاتوقنين؟؟
-ولكن؟؟ كيف.. كيف تأكدت؟؟
همست بعدم ثقة.. وداخلها يتحرق للمعرفة ليجيب:
-اتذكرين عينة الدم التي سحبتها منك قبل ايام؟؟
-ماذا عنها؟؟
-لقد استخدمتها لفحص الحمض النووي وقرابتكما..
نظرت له بترق ليؤكد:
-انها شقيقتك ياهمس والعلم لايخطئ.
اتسعت عينيها بذهول ونظرت له غير مصدقة.. هي .. الفتاة الوحيدة بين اربعة أشقاء لديها أخت.. وليست مجرد أخت بل هي تؤمها؟؟ هل تشبهها حقاً؟؟ فكرت بذهول؟؟
لقد تعرف عليها يوسف وشك بها بمجرد النظر؟؟ فهل تشبهها الى هذه الدرجة؟؟ أم انه مجرد احساس؟؟
انهمرت دموعها بقوة وانهارت على احد المقاعد ويوسف يتلقفها بين ذراعيه وهي تنشج انها عليها رؤيتها.. يجب ان تراها.. يجب ان تعرف منها حقيقة عائلتها..
-وماذا عن ابي وامي؟؟
همست مشتتة وسط دموعها ليقول لها بحنان وهو يضمها الى صدره:
-أخبرتك ان والدتكما توفيت اثناء الولادة.. اما عن أبيكي فلااحد يعرف اين يكون.. لقد قالت المرأة التي ربتها انه ربما غادر الى بلاده..
رفعت اليه عينين متسائلتين:
-واين تكون هذه؟؟
-لااعرف حبيبتي.. ولكنني اعدك ان ابحث عنه.. لن نتوقف هنا ياهمس.
هزت رأسها بلاتصديق لكل مايحدث .. بعد كل هذه السنوات من معرفتها انها ابنة متبناة.. وان اشقاءها اللذين تربت بكنفهن ليسوا سوى اخوتها بالرضاعة..هاهي الان تجد من يقرب لها بالدم واللحم.. فعلاً..
-يجب ان اراها..
قالت بتصميم.. وهي تعتدل في جلوسها وتراقبه يومئ برأسه بحنان..
-يجب ان اعرفها اكثر يوسف..
-اعرف هذا حبيبتي.. لقد لاحظت ان الفتاة في حالة اضطراب وتشتت ولااعرف مالسبب..
-هل لديك عنوانها؟؟
-لا ليس لدي.. ولكنني اعرف من اين سأحضره.. لاتقلقي.
قالها وهو يعاود غمرها بين ذراعيه..تشعر بالتوتر.. والفرح ومزيج غريب من خوف وترقب.. ولاتعرف مالذي ستكون عليه تلك الشقيقة التي ظهرت على حين غرة .. ولاتعرف حتى ان كانت ستتقبلها في حياتها ام لا..!!
ولكنها تدرك ان الايام كفيلة بكشف المستور.. والله قادر على فعل المعجزات بلاشك.
***
"لا لا.. هي لن تتوتر.. لن تركض في وسط الشارع فهذا سيبدو سخيفاً؟؟"
اخذت نفساً عميقاً وعدلت طرحتها المنسدلة باهتمام وهي توقف احدى سيارات الاجرة وتعطي سائقها العنوان بصوت ارتجف من الترقب.. حاولت ان تهدئ من ضربات قلبها شعرت بتعرق كفيها وهي تقبض على حقيبتها الموضوعة على ركبتيها بتوتر بالغ والسيارة تصطف امام وجهتها ..
ترجلت وانطلقت الى المبنى الانيق واستقلت المصعد الى الطابق الرابع كما أٌبلغت..
ترك الاوراق من يده بزفرة ضائقة ... يكرره هذه الحسابات المعقددة والعقود المتراكمة..ليست مجاله.. ولايطيقها.. لذا طلب المساعدة من عمرو يعرف موظفيه جيداً .. ويعرفه هو نفسه انه داهية في هذه الامور..
"صبااح الخير"
سمع الصوت المتردد ليلتفت بسرعة ويرتفع حاجباه باستغراب لوجودها هنا؟؟
يعرفها بالتأكيد .. مساعدة عمرو التي رتبت امور سفره وسيادة الى فرنسا.. أميرة الجبيل..
-وعليكم السلام والرحمة..
رد بخشونة لتتضرج وجنتيها بالأحمر وهي تتنحنح بحرج هامسة:
-ااسفة.. هل جئت بوقت غير مناسب؟؟
خفض قحطان عينيه وتسائل:
-هذا يعتمد عماجئتي لأجله؟؟
-ارسلني السيد عمرو.. ومعي بعض موظفين للمساعدة في ادارة الامور هنا..
رفع عينيه اليها بدهشة وهتف:
-انت من أرسلها عمرو؟؟
|
ابداااااااااع لا يوجد بعده ابدااااع سلمت يداك وحفظك الله من كل سوء
|