كاتب الموضوع :
عبير قائد
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال21 الرواية قمة في التميز
شيوخ لاتعترف بالغزل
الفصل الثاني والعشرين
***
انتهت الليلة الثالثة..انتهت ببزوغ شمس باردة لاتحمل شيئاَ من الدفئ.. لاتحمل سوى بعض ضوء.. وهموماً جديدة لاشك انها ستتفاقم فلاسبيل لها ان تزول ابداً..
راقبت الشروق الفاقد لمعانيه من خلف جبال الآلب ونظرة البؤس تظلل عينيها.. الى متى تظل هنا محبوسة؟؟ الى متى تظل وحدها في كوخ مقفر وسط الجبال.. وسط غابة سوداء لايكاد يُرى لها بصيص نور.. هاهي الشمس حالما تتوسط السماء حتى تخفي ضوئها سلاسل الجبال المتوسطة والتي يقبع الكوخ في باطنها.. وفي الليل يجن الهواء .. وتشتد برودته حتى تكاد تحطم مفاصلها.. ولولا النار التي تضطرم في المدفأة لكانت ماتت منذ زمن..
لاتصدق انه جاء بها الى هنا ليتركها.. وحدها دون رفيق.. حتى الحراسة التي جاء بها أخذهم معه.. حسب ماقال فهو لايثق بأحد في هذه المرحلة.ز لم تفهم عما يتحدث ولاتريد أن تفهم.. فقط تلك المرأة العجوز التي تشاركها الكوخ والتي لاتتقن حتى الحديث معها.. فلغتها الفرنسية كانت غريبة.. مزيج من لهجات كانت صعبة على لغتها الفرنسية الحديثة .. ولذا وبعد اليوم الاول من محاولة التحدث مع العجوز التزمت الصمت.. لجأت اليه هو والصلاة علها تحررها من أسرها..
تنهدت بيأس.. ترى مالذي حدث لأخيها؟؟ أين هو الان؟؟
هل عاد للبلدة أم أنهم ألقوا القبض عليه؟؟ شعرت بقبضة مؤلمة تعتصر قلبها وهي تفكر ان قحطان قد تأذى بشكل ما؟؟ وانسابت دموعها بحرقة .. لاعائلة تسندها ولازوج يبحث عنها؟؟ هل فطن حتى لغيابها عنه؟؟ هل انتبه انها لم تعد موجودة؟؟ انها اختفت ام ان الامر لايهمه بأي شكل؟؟
جلست على المقعد أمام النافذة وراقبت صعود الشمس لمكانها وهي تحيط كتفيها بحرام صوفي ثقيل يقيها البرد..
لما فعل بها هذا؟؟ لما أحضرها الى هنا عند هذه المرأة التي لاتنظر اليها الا لتبتسم ببرود ثم تعود لممارسة حياتها.. فكرت بالهرب.. منذ جاء بها الى هنا فكرت بفتح الباب والرحيل ولكنها لم تفعل..
تنهدت وهي تتذكر ماقاله لها حالما وصلا الى هنا بعد رحلة مضنية بالجيب.. بعد ان صارعته .. بعد ان توسلته.. بعد ساعات من محاولة التفاهم.. نظر في عينيها وهتف:
-انا لن أغلق عليك الباب ياسلمى.. انا لن أحبسك هنا.. ولكنني اطلب منك البقاء حتى انتهاء المشكلة.. ابقي هنا بعيدة عن الأذى حتى أحل المشكلة.. انت لاتريدين لأحد أن يجدك الان.. عائلتي لو تعرف بمكانك.. سيستخدمونك ضد أخيك.. وانت لاتريدين هذا؟؟
-أعدني لأخي..
همست متوسلة .. ليتنهد هو بتعب ويهمس:
-سأفعل كل مابوسعي ولكن عديني ياسلمى.. عديني انك لن تهربي من هذا المكان حتى أعود لأخذك..
نظرت حولها وهي تهتف:
-سأهرب من هنا ولن تجدني..
شعت عيناه بالغضب للحظات قبل ان يقترب ممسكاً بكتفها بقوة ألمتها:
-انظري حولك.. نحن في اعماق البروفانس .. بعيداً عن اي مكان مألوف.. وسط الجبال الى اين تظنين نفسك ستذهبين دون سيارة؟؟ أتريدين الموت ياسلمى؟؟
شهقت بذعر ليستمر بحنق:
-لأن هذ ماستقابلينه حال الخروج من هنا.. الموت فقط..
تراجعت تكتم شهقات دموعها وهو يواصل وقد هدأت ثورته قليلاً:
-عديني بالبقاء سلمى.. دعيني اذهب مطمئن البال..
لم تعده .. ولكنها صمتت واشاحت عنه وقابل هو صمتها بالارتياح.. وقد فسره بالقبول..همس لها بالوداع وانه سيعرف عنها الكثير من المرأة التي ستشاركها البقاء في الكوخ .. ولم يقل أكثر.. وغادر ولم يعد..
نهضت تقترب من النافذة.. وألصقت أنفها بالزجاج.. تشتم رائحة الصباح الثقيلة بالبرودة والتي تسللت عبر ثقوب الخشب المحيط بالنافذة.. قبل ان تنتفض بذعر وهي تسمع ذلك الهدير القوي الذي بدا وكأنه لألف سيارة بسبب الهدوء والصدى.. وشرعت بالركض الى الباب وفتحته بسرعة وهي تراقب الطريق القادم من داخل فرجة ضيقة بين الاشجار مفضياً للكوخ.. واتسعت عينيها وهي تراقب اقتراب الجيب.. والتي ترجل هو منها قبل ان تقف كلياً مثيرة عاصفة من الغبار..
لم تحاول اخفاء لهفتها لرؤيته.. لم تحاول تفسي خفقات قلبها التي انتفضت بلاتوقف حالما رأته يقطع المسافة التي تفصله عنها بخطوات واسعة سريعة.. رأت ابتسامته تعلو وجهه.. واتسعت عينيها وهو يقترب اكثر واكثر.. حتى لم يعد يفصلهما سوى انشات لاتتعدى اصابع اليد الواحدة وهو يهمس بشوق:
-لقد اشتقت لرؤيتك ..
تراجعت شاهقة بذعر من لهفته اللامعقولة والتي تجاوزت حدود المسموح في عرفها بمراحل لتهتف به بخشونة:
-ابتعد عنــي..
شعر بالاحباط لوهلة لقلة تفاعلها لعدم لهفتها .. ولكنه تأنى.. تأنى وجمل نفسه بالصبر للحظات وهو يتراجع مقدراً شعورها دون ان يعقله.. يريدها ان تفقد اتزانها هذا.. يريدها ان تفقده للحظات وتغرق معه في الجنون.. ولكنه يدرك انها اقوى منه في هذه الناحية.. فعلى الرغم من كونها أنثى الا انها شيخة قبيلتها.. وفي عرفها فلاوجود للغزل.. لاوجود للحب.. لاوجود للجنون الذي يعيشه الان..
-ألن ترحبي بي على الاقل؟؟
عضت شفتيها برقة وهي تهرب بعينيها من عينيه.. من الإلحاح المخيف .. والمشاعر التي تطاردها بلاهوادة
المشاعر التي لاتعرف لها عنوان ولاتجيد نحوها سوى التجاهل بكل قوة..
-متى ستعيدني؟؟ هل يبحثون عني؟؟
تسائلت هاربة من نظراته ليسخر منها بخفوت:
-تقصدين فراس؟؟
لم تكن تعنيه بالضرورة .. بل لم تكن تعنيه اصلا ولكن ذكره زرع بعض الامل في قلبها لتنظر لسيف بلهفة فسرها على نحو خاطئ تمامااً فتجهم وجهه وتجاهل السؤال وهو يدلف الى الكوخ حيث وجد المرأة التي عهد بسلمى اليها وبعد سؤالها بلطف عن حالها كان يسألها ان حاولت الخروج او طلبت منها ذلك فاجابت المرأة انها لم تفعل اي شيئ من هذا القبيل ليشكرها سيف بهدوء لايشي بفرحه الداخلي لاطاعتها اياه بهذا الشكل ثم طلب من المرأة مرافقة السائق للتسوق .. والا تعود حتى يتصل بهما.. وفعلاً نفذت العجوز دون نقاش..
راقبت سلمى كيف اخذت المرأة معطفها وقبعتها وغادرت المنزل لتغادر امام عينيها بالسيارة وتتركها وحدها معه..!!
-الى أين ذهبت؟؟
تسائلت بذعر.. ليجلس سيف على احدى الارائك الخشبية ويرفع ساقيه بارهاق:
-ستتغيب لفترة.. لما لاتجلسين لدينا الكثير لنتحدث عنه.
راقبته من مكانها امام الباب وهتفت بحنق:
-لاشيئ بيننا.. لاشيئ نتحدث بشأنه ياهذا.. فقط أعدني الى منزلي.. ضعني في طائرة وارسلني الى بلدتي.
همهم بالرفض من خلف جفنين مطبقين لترفس الارض بقدمها بحنق وتصيح:
-انت وغد لاتطاق.
-ربما انا كذلك .. ولكن رشقي بالاتهامات والالفاظ المسيئ لن يوصلك لأي مكان..
-هدد بوعيد لتهمس بأسى:
-ماذا قلت لفراس عن غيابي؟؟ لابد انه لاحظ غياب زوجته..
نهض بسرعة فاجأتها وكأنه ذئب هاجمته على حين غرة واقترب يهمس بقسوة:
-ان كان لم يلاحظك وانت الى جواره فكيف سيلاحظ غيابك من الاساس؟؟
تراجعت مذعورة وخجلة من ملاحظته المهينة.. ليزفر بنفاذ صبر ويقول لها:
-سلمى لاتفكري بفراس ابداً.. فراس في عالم أخر لن تصلي اليه ابداً..
رفعت له عينين لامعتين بالدموع الحبيسة ليهمس مواسياً:
-هو لايستحق هذه الدموع الغالية .. لايستحق اي ذرة من تفكيرك حتى.
ضمت شفتيها بقوة تمنع نفسها من الانفجار بالبكاء.. كيف لمواساته ان تدفع بالدموع لعينيها بهذه الطريقة الغريبة.. خفضت عينيها ولم تتكلم.. في حين تراجع سيف بارهاق..
انه متعب.. يشعر بنفاذ طاقته الداخلية كلهامنذ عاد الى باريس وهو لم يذق طعم النوم.. سوى لبعض ساعات في رواق المستشفى بانتظار اي خبر عن قريبه عبدالعزيز..
عاد بذاكرته للحظة التي وصل فيها الى المستشفى..
كان هناك اثنين من اولاد عمومه.. احدهما هو شقيق عبدالعزيز الاكبر.. من والده.. والاخر هو قريبهما..
-كيف حاله؟؟
تسائل بخشونة ليجيبه شقيق عبدالعزيز "طارق" بوجوم:
-سيئة.. لديه اربعة اضلاع مكسورة.. وبعض عظام الوجه والفك.. كما ان هناك ارتجاج في المخ.. لايعرفون الى متى سيظل فاقداً لوعيه..
شتم سيف قبل ان يتسائل:
-من قال ان ابن العزب هو من فعلها؟
-سائقه الذي كان يرافقه قال انه دخل في شجار عنيف مع زوج ابنة سالم العزب.. قبلها بساعات.. وانه خرج من منزلهم في حالة يرثى لها ورفض بقاء الجميع معه.. وتقرير الشرطة يصف المهاجم بنفس الصفات التي تركها السائق.
زم سيف شفتيه بعصبية ومضى يقطع الممر ذهاباً واياباً بانتظار الاخبار من غرفة العمليات..
-والدك وصل الى باريس.. انه في منزل العائلة..
قالها ابن عمه الاخر.. سلمان..فزفر سيف بتوتر.. مادام السلطان هنا فالأمر حقاً سيئ..
اومأ لابني عمه بادراك فسارع سلمان بالتوضيح:
-وهو يريدك ان تذهب اليه حال وصوله..
اغمض عينيه بحنق.. الوضع سيئ.. جداً سيئ..
تركهما وذهب الى منزل العائلة..
حالما دخل التقته مدبرة المنزل بالدموع وهي تسأله عن حال السيد الصغير فتجاهلها متسائلاً بغلظة عن مكان ابيه لتشير نحو المكتبة.. فزفر بضيق وشد من عوده قبل ان يتوجه الى الباب الموارب ويفتحه بتردد..
كانت النيران تصطلي في المدفأة.. وعلى كرسي متحرك جلس السلطان يواجه الشعلة الملتهبة.. تغرق عينيه الحاتين في اللهب المستعر كما اعماقه..
-ادخل.. واغلق الباب خلفك.
قالها بصوت خافت.. مظلم.. فابتلع سيف ريقه.. هو لايخاف من أحد.. لايوجد مخلوق على وجه البسيطة يجعله يراجع قراراته مرتين.. ولكن والده..!!
هو يفعلها معه مراات ومراات..
اغلق الباب وتقدم ليقف امامه.. ثم انحنى يلتقط كفه ويقبلها هامساً:
-مرحباً بك سلطان.. كيف حالك؟؟
نظر له ابيه بغطرسة.. نظراته تشبه نظرات ابنه.. حادة سوداوية.. حتى ملامح الوجه هي نفسها.. وان كانت تكبره بعشرون عاماً.. لاتزال النظارة والقوة تحكي عن سنوات من القوة لهذا الرجل.. وان كانت مقيدة بدواليب كرسيه المتحرك..!!
-مالذي تظنه؟؟
تراجع سيف بصمت بينما والده يستمر بتقريعه:
-لقد أرسلتك هنا لأجل ان تتنبه لابن عمك الصغير.. وانظر ماحدث..
-أبي.. عبدالعزيز ليس طفلا..
-انه طفل طااائش وانت تسببت بكل ماحدث له الان..
صاح والده بقسوة جعلته يبتلع لسانه ويؤثر الصمت فهو أدرى بأبيه الذي استمر بغضب:
-لقد أمرتك بأن تبعده عن ابنة العزب بالتحديد.. ومالذي حدث؟؟ انه يكاد يموت بسبب زوجها.. ومن يكون .. شيخ قبيلته.. حفيد قحطان العزب بنفسه.
توترت نظرات سيف وخفض وجهه حتى يخفيها عن عيني أبيه الثاقبة..
-انظر الي حين أكلمك..
هدر السلطان بقوة ليرفع سيف عينيه المتوترتين لأبيه., الذي اضاف بحدة:
-مالذي تعرفه عن الامر..؟؟
-لااعرف شيئاً..
-سيــــف...
-سلطان... لقد تزوجت لافتاة وغادرت الى بلدتها لااعرف مالذي عاد بها ولااعرف كيف التقت عبداعلزيز مجدداً .. لقد فعلت مايتوجب علي في المرة الاولى..ابعدته عنها.
-لا انت لم تفعل..
هدر ابيه بحدة مضيفاً:
-انت فقط استغليت الظروف.. الفتاة زوجت لابن عمها.. ولكن الشيئ بينها وبين ابن عمك لم ينتهي بعد.. أليس كذلك؟؟
-لاأعرف.
اجاب سيف بحنق.. ليزفر ابيه بتعب وهمس:
-الى متى سأبقى افعل كل شيء بنفسي..الى متى ستظل طائشاً اسيراً لنزواتك..
-ابي...!!
اعترض سيف ليرفع ابيه كفه بحدة مسكتاً اعتراضاته:
-لاتظنني في غيبوبة ياولد.. اعرف جيداً بميولك الجديدة.. اعرف انك تنوي دخول عالم الموسسيقى باسطوانات غبية.. ولابد ان هذا هو مايشغلك حالياً عن كل الامور المهمة.
شحب وجه سيف وهمس:
-انه مجرد عمل..
ضاقت عينا السلطان وهمس بقسوة:
-عمل يتضمن ال العزب؟؟؟
تراجع سيف بدهشة.. لقد كان حريصاً جداً حتى لاينكشف الامر.. كل تعاملاته مع فراس تتم باستخدام شركة لاتمت لمجموعتهم.. ولكن.. كيف ظن للحظة ان شيئاً ما سيخفى عن السلطان؟؟
-لما تريد الدخول معه الى هذه المعمعة؟؟ الا تعرف خطورة الامر؟؟ ان ادركت عائلته ؟؟
صاح السلطان ليهمس سيف:
-لم.. لم اكن اعرف من يكون بالتحديد حتى بعد توقيع العقود..
-لاتكذب علي..
همس والده بغلظة.. ثم استند بظهره الى كرسيه وهمس بتحذير:
-اريد الفتى ياسيف.. اريده ورقة رابحة حتى نرى ماسيحدث لابن عمك.
-لاتقلق ابي.. انه بحوزتي..
قالها سيف بجمود.. ليرى هدوء غضب والده وهو يهمس:
-ممتاز.. ولكن لاتفسد الامر هاا.. اريدك ان تذهب للسهر على ابن عمك.. وارسل لي طارق وسلمان.. اريدهما ان ينبشا الارض بحثاً عن الشيخ قحطان.. هناك حساب يجب ان نصفيه..
حينها غادر سيف عالماً ان الامور لن تمضي بخير ابدا وان الشرح لوالده ان عبدالعزيز تسبب بهذا لنفسه كما يبدو لم يكن خياراً متاحاً ابداً..
عاد بذهنه الى حيث هو .. ناظراً الى سلمى التي تقوقعت في الزاوية .. وهمس لها:
-ألن تسألي عن عبدالعزيز؟؟
ابتلعت ريقها بصعوبة وتسائلت:
-كيف حاله؟؟
-ضلوع مكسورة وارتجاج في المخ.. شقيقك يجيد القتال بشكل عنيف كمايبدو؟؟
قالها بسخرية لتشعر بقبضة عنيفة تحطم قلبها وهمست:
-قحطان لايفعل هذا الا لو فقد اعصابه بطريقه جنونية.. لو كان رعاد لكان الامر مفهوماً فهو قد يقتلك فقط ان دست على حذائه...
-تبدين مولعة بأخوتك؟؟
همس بحقد لتبتسم دون ارادة منها:
-انهم احب الي من نفسي..
شعر بغضب وكراهية تمزقه.. غيرة عنيفة نحو من يستحوذ على حبها وعاطفتها بتلك الطريقة.. حتى وان كن اخويها فهو لايزال مثيراً للاعصاب.. الطريقة التي لمعت بها عينيها حال ذكرهم.. والابتسام التي تلاعبت على شفتيها.. ااه كم يتوق لأخذها بين ذراعيه .. يتوق ان ينسيها كل افراد عائلتها بلحظة..
ولكنه تسمر.. لم يفعل..لم يفعل سوى ابتلاع حسرته.. غيرته..واشاح عنها..
-ايقظيني بعد ساعة واحدة فقط... لااريد التأخر..
-انا لست المنبه الخاص بك..
هتفت بعناد ليزم شفتيه بحنق ويهتف دون الالتفات لها:
-لو استيقظت لدقيقة بعد الساعة فلن تري خيراً ياسلمى..
زفرت بضيق لتحكمه.. ونظرت لظهره العريض بحنق وهي تمد له لسانها بعفوية.. قبل ان تسمع صوت تنفس العميق.. لقد نام.. فكرت باندهاش.. لامحاسبة للنفس ولاتفكير .. غرق في النوم وكأنه لم ينم لأياام..
وهي جلست تحرسه.. بحنق.. ورغبة تصارعها ان توقظه بالاسلوب القديم التي كانت توقظ به اخيها رعاد.. وابتسمت بشيطنة وهي تدرك انه سيكف عن اعتبارها منبهاً او اي شيئ اخر بعدها...
***
|