لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > سلاسل روائع عبق الرومانسية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روائع عبق الرومانسية سلاسل روائع عبق الرومانسية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-05-14, 08:59 PM   المشاركة رقم: 3166
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال 18 رواية قمة في التميز

 
دعوه لزيارة موضوعي

تسمرت عينيها لاعترافه الصريح تصلبت بين يديه وهو يزيد في احتضانها مقترباً حتى كاد يزرعها بين ضلوعه وهو يهمس بحشرجة مست شغاف قلبها وبعثرت مشاعرها بلارحمة:
-أكان هذا ماتريدينه ياغزل؟؟ أن أتركك لأخــر؟؟!!
همست باسمه بعد ارتخاء كفه عن فمها .. همست وقلبها يخفق بجنون.. بأمل لعينيه اللتان لمعتا بقوة .. وهو يميل إليها .. يحتوي أنفاسها بشفتيه .. يميل ليحتوي ارتجافة شفتيها بفمه .. ببطئ.. بتردد..
وتشتد ذراعاه حولها .. بقوة هذه المرة .. قوة حانية ..قربتها من دقات قلبه الضاربة بعنف .. من ارتجافة جسده الضخم .. كانت قبلة انتظرتها بيأس.. استسلمت لمشاعرها دون أن تفكر بأحد سواه .. هو فقط من تريد .. من أرادت منذ زمن .. هو فقط من كانت تنتظره ..
شعر بها تذوب .. تستسلم وذراعيها تلتفان حول عنقه وكأنما خلقت لهذا الغرض فقط .. مكانهما الطبيعي .. جزء منه .. كانت جزء منه طال انشقاقه عنه وهاقد عاد أخيراً..!!
كان يحبها .. بكل مافي قلبه من مشاعر.. كان يعشقها .. ولم يكن ليخفي عنها هذا الامر بعد الان ..
همس بحبه .. بين القبلة والأخرى همس أنه يحبها ..
وارتجفت لاعترافه .. لنظرة عينيه اللاهفة وهو يقولها .. لارتجاف شفتيه .. وحتى نبضات قلبه الراقصة جوار قلبها .. لم يكن يعترف بالكلمات .. لم تكن مجرد حروف تغادره ..
كان جزءاً منه .. جزء من نبض قلبه .. من دفقات دمه .. كان يعطيها جزءاً من روحه مع اعترافه .. أحاط عنقها بكفيه .. ورفع وجهها اليه ينظر في سواد عينيها هامساً من أعماق قلبه:
-أحبــك ياغزل .. لطالما أحببتك .. وسأحبك الى الأبد ..
اختنقت حروفه وهو يعترف لها بيأس رجل لم يعد يأبه لشيئ.. لم يعد يطيق تأخير ماتدفق من عينيه ونبضاته بلاحساب .. كان حبه يخنقه .. يقتله وكان عليه اما أن يتخلص منه أو يطلقه كي يتنفس..
نظرت له بذهول .. تشعر بروحها تكاد تطير من فرط فرحها .. من فرط سعادتها ..
-رعااد ..ااناا..اا..
تبعثرت كلماتها .. ولم يترك لها الفرصة .. لم يدعها تكمل ماكانت تريد أن تقول.. لم يكن يستطيع تحمل فكرة أنها قد تلومه .. أو تسخر من مشاعره .. هاقد اعترف لها .. اعترف ومرغ بكرامته وعلو شأنه في التراب.. تنازل أمامها .. انحنى .. تخلى عن كبرياءه العنيد واستسلم أمام أُنثــاه القاهرة ..
استسلم لحبه .. وانحنى يكتم شكواها بقبلاته ..
وامتَزَجنا
كانَ صوتُ الحبِّ أقوَى
مِنْ عِنادِكْ
كانَ أقوَى مِن قَرارِكْ
ذَوَّبتْني النَّارُ في عينيكِ حتى
لَمْ يَعُدْ مِنِّي أثَرْ
وتَطَهَّرتُ بِمائكْ
واحتَواني صَدرُكِ المَملوءُ دِفئًا
وتَرَشَّفتُ حَنانَكْ
وامتَثَلتُ ..لِقضائي
عندَما أدرَكتُ أنِّي
أينَما وَلَّيتُ وَجهي
سوفَ ألقاني أمامَكْ
عبدالعزيز جويدة..
في الصبااح ..

راقبها من بعيد .. بصمت لايشي بكل مايجيش في صدره من مشاعر.. بعد كل ماحدث بينهما البارحة وماقد يحدث مجدداً .. يشعر بنفسه وكأنه يقف على حافة خطرة .. يخشى التقدم .. ولايملك السبيل للعودة للوراء.. !!
تنهد وابتسم بحنان .. كانت كعادتها تعشق الطيور.. تقف الى نافذة المطبخ الخلفية .. وتضع على حافتها بضع بذور لتلتقطها العصافير المبكرة ..
كان عائداً من صلاة الفجر حين سمع خشختها .. وقادته قدماه ليتأملها بسكون .. يتمايل شعرها الناعم على رؤوس كتفيها .. ويسمع صفيرها الناعم تقلد بياض الثلج في نداءها للمخلوقات الصغيرة .. والتي لبت النداء على استحياء وبدأت تتجمع على حافة النافذة كي تلتقط ماتجود به هذا الملاك الفاتن ..
عقد ذراعيه على صدره واتكأ على حافة الباب يناظرها بصمت .. تتدفق مشاعره حارة وقوية اليها .. شعرت بها .. تلفح ظهرها وتثير فيها استجابة غريزية .. كتلك الغزلان التي تستشعر اقتراب ضاريــها .. تصلبت .. وازدادت خفقاتها بعنف .. حتى سمعتها الطيور الصغيرة لتجفل طائرة بذعر .. مثيرة فوضى غريبة ..
شهقت وهي تستدير لتنظر اليه .. تغرق في عينيه .. في نظرته وذراعيه اللتان احتوتها برقة .. ولسانه يتسائل عماأصابها وسبب ذعرها وخوفها.. كانت تلهث بين ذراعيه وكأنها ركضت لأميال.. عينيها الرائعتين متسعتين وكفيها يستقران بكل أريحية على صدره وهي تشهق:
-أفزعتنــي..
تحولت نظراته القلقة الى عابثة .. وابتسامة متلاعبة تتراقص على شفتيه وهو يهمس:
-كعادتي..
نظرت له بانفاس مخطوفة .. نعم .. كعادته .. لطالما أخافها .. أطار صوابها .. لم تكن تعرف السبب وقتها ولكن الان .. انها متيقنة منه ..
احمر وجهها لمشاعرها .. احتقن بالدماء التي ضخت بجنون في شرايينها .. وخفضت وجهها .. لاتريده أن يكتشف ضعفها بهذه الطريقة .. لازلت تخجل .. منه .. ومما قد يظنه ..!!
وفهم تراجعها خطئاً .. وفسر اندفاعه سبباً .. وتراجع .. أفلتها بارتباك وهو يتمتم باعتذار واهٍ جعلها تطالعه بخشية .. وهو يضيف باختناق كتم أنفاسه التي كانت ترفرف بسعادة:
-أعتذر ياغزل ..
ترقبت ماسيقول .. بحذر...
-انا اسف ااسف ان كنت قد آذيتك .. ان كنت قد تماديت و..
-انت لم تتمادى ..
قاطعته حاسمة بشحوب .. تلتقط نظراته المرتبكة الحائرة .. لتبتلع ريقاً يابساً وتهمس بخجل ضرج وجنتيها:
-أنا زوجتك..
نظر لرأسها المنكس .. للحظات وروحه تحاول استيعاب ماقالته .. لما لايزال هذا القلب القاسي يعذبه اذاً .. !! لمايصر أنه ارتكب اثماً بأخذ ماهو ليس له .. يريد أن يسألها .. ولايقوى .. يريد منها كلمة قد تريح نبضه الخافق ولايجرؤ.. يشعر بوجود حاجز لم ينهر بعد كل ماحدث .. لايزال هناك سد منيع .. يحول بينهما .. مهما قربها اليه وضمها الى صدره لايزال بينهما.. !!
اقترب منها .. يرفع رأسها بأصابعه ويبتسم .. عله يتغلب على تلك المشاعر التي تهاجمه بقوة وتمزق مشاعره المتدفقة وهمس لها:
-نعم ياغزل .. انت زوجتي ..
لمعت عينيها بقوة وهي تنظر له .. لتراه يقاوم كل السلبية التي طافت في عينيه ويبتسم هامساً بحنو أكبر:
-وحبيـــبتي..
اتسعت عينيها بذهول ليغمرها بين ذراعيها يغرق وجهه في خصلات شعرها الرطبة الناعمة:
-حبيبتي الوحيدة .. منذ الازل ..
ارتجف قلبها بقوة .. بقوة لدرجة أنها تكاد تشعر بجسدها ينتفض كله استجابة له .. صارخاً بحبه الذي ينتشي بداخلها ولكنها لم تجرؤ على التصريح .. لم تجرؤ على اخراج تلك الكلمات المصيرية من بين شفتيها .. احتبست بأعماقها وهي تغوص بين ذراعيه .. تتلفح بدفئه .. لاتجرؤ على البوح ولاحتى الابتعاد .. تريد فقط الاحتماء به .. الاقتراب منه .. اماهو فقد ضمها بقوة .. مستجيباً لالتجاءها الخجول لعمق صدره .. يكفيه هذا .. هذا القرب الذي كان يظنه مستحيلاً .. يكفيه .. حتى الأن !!
***
في الصباح التالي مباشرة اتجها معاً للمدينة الغافية في حضن الجبل .. في هذه المرة كانت تستند على كتفه .. تعشق الاقتراب منه .. تتنشق عبق رائحته وتذوب في الدفئ المنبعث منه .. كانت تتمسح به كقطة سيامية مدللة وهو كان حاميها ..
خرجا بعد صلاة العصر .. وابتسمت متذكرة كيف استقبلت امه خبر سفرهما على الغداء .. كادت تقام مناحة وقتها .. كانت تبكي بحرقة .. وتناظرها بشراسة غير عادية .. وكأنها ستخطفه بلارجعة .. ولم تهدأ الا حين فسر لها قحطان أنه يهدف زيارة سلمى والاطمئنان عليها قبل كل شيئ.. ولكن حتى بعدها كانت غير راضية .. وبقيت تنظر لسيادة بحقد وعدم اطمئنان أصاب الفتاة بالضيق..
نظرت للطريق الصحراوي الممتد أمامهما وهمست لكتف قحطان:
-أمك لاتطيقني..
عقد حاجبيه ولم يحاول الانكار فهو أصبح مدركاً لهذه الحقيقة .. رغم عدم معرفته بالاسباب ؟؟ وهو ليس بغر ويعرف تماماً مقدار ذكاء زوجته ولذا لايتوقع منها ابداً أن تقبل منه غير الصراحة :
-عليكي أن تكتسبي محبتها..
قالها بهدوء ليغور قلبها بين ضلوعها وتهمس:
-وماذا إن لم أستطع؟؟
-على الاقل اكتسبي احترامها ياسيادة .. والدتي امرأة ذكية وقوية .. ويبدو انها لم تكن موافقة على زواجنا من الاساس .. انا اعرفها تماماً وعرف نوع المرأةالتي كانت تريدها زوجة لي..
ابتعدت عنه وهتفت بحنق:
-ومالذي يعنيه هذا؟؟
رفع حاجبه ولم يبعد عينيه عن الطريق غافلاً عن الغيرة الانثوية الحارقة التي اشعلتها:
-ماسمعتي.. أمي تحتاج للسياسة .. والاحترام .. وعليكي بطاعتها كما أفعل أنا..
تراجعت الى مقعدها وعدلت طرحتها بتزمت ليناظرها بطرف عينه بتسلية ويرى كيف زمت شفتيها بحنق .. ورغماً عنه افتقد وجودها الحميم الى جواره .. افتقد نعومة الجسد الذي التصق به منذ مايقارب الساعة .. ولكنه لم يعترض او يطلب منها أن تعود لقربه.. بل تنحنح بارتباك .. وعاد يركز في الطريق أمامه وعيناه تنجرفان للسيارة التي تتبعهما والتي تقل طقم الحراسة الخاص به كما اعتاد..
وصلا لعدن قبل أذان المغرب .. وعرفت منه أنهما سيتوجهان الى المنزل خاصتهما حيث ستقابلهما تلك المدعوة أميرة .. كان المنزل حال وصولهما مضاءاً .. أسدلت عليها طرحتها الخفيفة وترجلت من السيارة باتجاه المنزل بينما وقف قحطان ليتكلم مع طقم حراسته ..
دخلت المنزل مرتجفة .. تتذكر أخر يوم كانت فيه هنا .. يوم أدركت حجم حبها .. وحجم غبائها بنفس الوقت .. تنهدت وضمت ذراعيها اليها بعد أن أسدلت طرحتها عنها ومضت تجيل عينيها حولها لتقع عينيها عليها .. وتتوتر نظراتها بتحفز ..
كانت أمام أميرة الجُبيل..!!
...
كانت تحضر المنزل لقدوم الشيخ القحطاني .. قلبها يرتجف بترقب .. كلها ترتجف بانتظاره .. منذ أسند لها عمرو الشهري المهمة بتحضير كل مايلزم لسفر الشيخ وزوجته الى فرنسا وهي ترتجف .. منذ رأته قبل عام كامل .. وهي تتشوق للقائه مجدداً .. منذ أن وقف بشجاعة أمام قاسم الشهري وساند رفيق عمره ..
منذ أن وقف أمامها كمارد وهي مجرد موظفة صغيرة .. لاتكاد تُرى وهي تتطلع للقاء أخر .. لقاء يشبع فراغ بداخلها لم تجد ابداً من يملئه ..
ثم كانت تلك الفرصة .. حين أعلن عمرو الشهري لطاقم مساعديه احتياجه لمن يتفرغ لانهاء أوراق السفر للشيخ وزوجته .. وقفزت هي تعلن عن استعدادها للمساعدة خصوصاً أن لها قريب يعمل في منصب مهم في دائرة الهجرة والجوازات .. ولم يكذب ابن الشهري خبراً وتركها تهتم بكل التفاصيل وهو يتابعها عن بعد..
كانت تتابع الامر بكل شغف .. لاتعرف السبب .. ولا لماذا ولكنها كانت مشتاقة لرؤيته من جديد فحسب.. لم تهتم كونه يسافر برفقة زوجته الباريسية والتي من صورتها أدركت مقدار الجمال الذي تتمتع به .. لم تهتم كونها مجرد موظفة صغيرة وهو شيخ قبيلته فائقة الثروة والنفوذ..
وقفت بحماس تجهز منزله الذي سيقطن فيه استعداداً لسفره بالغد .. ثم وصلت زوجته اولاً ..
وقفت تنظر لها من بعيد .. طويلة القامة تلتف بعبائة واسعة أنيقة من الحرير.. وحذاء بلون السكر عالي الكعب .. وحقيبة مماثلة .. ثم انسدلت عنها طرحتها لتظهر وجهاً كالبدر ببياضه متوجاً بإكليل من أشعة الشمستتساقط خصلاته حول وجهها بنعومة فائقة ..
وقفت قبالتها بتوتر .. ومشاعر تغزوها للمرة الاولى .. كانت هذه الفاتنة زوجته؟ الصورة بالتأكيد لم تعطها حقها كاملاً .. كانت أكثر جمالاً .. أكثر رقة .. أكثر سطوعاً .. وهي ..؟؟
من الجهة الأخرى تصلبت سيادة ..
تنظر للفتاة التي استقبلتها بوجوم ظهر جلياً على ملامحها .. كانت معتدلة القامة .. ترتدي حجاباً ملوناً .. وعبائة متناسقة تظهر جسدها الممشوق .. في حين كان وجهها الفاتن بزينته المتقنة .. والرقيقة .. تزيدها بهاءاً ولمعاناً..
عقدت سيادة حاجبيها وهمست بعدائية:
-من تكونيــن؟؟
ابتلعت الفتاة ريقها ولكنها لم تظهر ارتباكها أو خوفها الغريب الذي هاجمها بقوة وانما رفعت رأسها عالياً وهمست:
-أنا أميرة الجبيل.. مساعدة السيد...
-اااه نعم ...
سارعت سيادة مقاطعة لها وهي تشيح بيدها بضجر متعمدة تجاهل ذلك البركان المتصاعد من اعماقها .. وتتخذ مقعدها على صوفا مقابلة للباب .. وبحركة مدللة نفضت عبائتها عن كتفيها لتظهر ثوبها الفسدقي عاري الكتفين والذي انساب على جسدها مظهراً رشاقتها التي تثير الحسد وبكل دلال عقدت ساقيها لتظهر حذائها السكري بالكعب العالي متناسقاً مع بياضها المشع وهي تنقل عينيها على قامة الفتاة المعتدلة امامها بكل أنفــة واحتقار لم تفهم سببه الا انه بدا لها مناسباً جداً لهذه المخلوقة التي تواجهها رفعت حاجبها الأيسر باستعلاء وهمست بشتيمة فرنسية لم تفهمها اميرة قبل ان تكلمها بغرور:
-لما أنت هنا؟؟ ألم تنهي ماجئت لأجله؟؟
احتقن وجه أميرة وتوترت ملامح وجهها الجميل وهي تواجه طرداً مباشراً من سيدة المنزل التي لم تخفي ضيقها وتوترها من وجودها فيه .. وقبضت على الاوراق بيدها بقوة قبل ان ترد بصوت مكتوم:
-لدي بعض الاوراق التي يجب ان توقعيها أنت والشيخ ..
رفعت سيادة ذقنها وصدرها يحترق بغيرة لم تعرف اسبابها وهي ترشق الفتاة بنظرات لو كانت تقتل لتكومت تحت قدميها بلاحراك..
-السلام عليكم..
هدر صوته ملفتاً نظر المرأتين بسرعة .. وابتسمت سيـادة بتلقائية وهي ترى حبيبها يتقدم نحوها بتلك الهالة القوية التي تحوطه دون عناء .. وتشبثت بعينيه اللتان تسمرتا عليها بنفس اللحظة وكأنه يعبئ روحه من جمالها الفطري والذي انتشى بعبيره دون قيود..
أما الأخرى فقد تسمرت تنظر له بذهول ..
لم ينظر لها حتى بل خفض عينيه لتقابل عينا امرأته .. ويغوص بهما .. وتحرك نحوها متجاهلاً من وقفت تنتظره طوال الوقت ولمدة طويلة .. دون ملل..
كانت بانتظاره هو .. بانتظاره وهاهو ينساب بعيداً عنها بكل بساطة الى تلك القوة المغناطيسية التي تجذبه دون كلل .. ولكنها لم تأبه .. كان يكفيها تلك اللحظة التي انتشت فيها برائحته وهو يمر بالقرب منها .. تسللت فيها رائحته الى تلافيف مخها لتعيث فيها فساداً وتثبت أن قلبها الموجوع حزناً وكمداً لايزال به بعض النبض الحي .. !!
استدارت تتبع طيفه الذي استجاب لذراع مدتها تلك الحورية اليه بدلال ليجلس بجوارها يقبض عليه بقوة ويقربها منه .. ويشتعل شيئ ما في جنباتها ..شيئ مظلم كخصلات شعرها ..
-وعليكم السلام ياشيخ..
ردت بشحوب .. لترتفع عينيه للحظة ينظر اليها .. نظرة خاطفة سرقت من عينيه صورة مجسمة لامرأة لم يحدد تعاليمها تقف أمامه ويعود خافضاً عينيه :
-انت مساعدة عمرو أليس كذلك؟؟
اومأت وأخذت نفساً تسيطر على مشاعرها المضطربة وتعود لثقتها بنفسها وقوتها قبل ان تتقدم منه:
-جئتك بهذه الاوراق لتوقعها قبل السفر .. كما انني سآخذ حقائبكما للشحن ..
اومأ قحطان ونهض يواجه الفتاة لتقع عيناه على وجهها .. وهذه المرة سرق منه الشيطان اكثر من مجرد نظرة خاطفة .. كانت فاتنة .. حاول خفض عينيه عنها بسرعة ولكن شيئ ما في عينيها اللوزيتين سرق عينيه وجعله يمعن النظر اكثر .. واستقبلت هي نظرته وبادلتها بجرأة غريبة جعلته ينزعج .. ويخفض عينيه بسرعة هاتفاً بغلظة:
-لنوقعها اذن بسرعة .. ستفوتني صلاة المغرب ..
اخرجتها حدته من نشوتها بقربه لترفع له الاوراق بحركة سريعة فاختطفها تقريباً من بين يديها وتراجع ليجلس لجوار سيادة التي كانت شاهدة على التوتر بينهما وظهرت غيرتها الواضحة على وجهها المصدوم وهي تناظر ملامح زوجها الجامدة ووجه الفتاة الاحمر ...
-وقعي هنا ..
سمعت خشونة صوته فنظرت له بغضب .. كلها يرتعش .. أيعقل ان الغيرة سبب كل مايحصل لها؟؟ أيعقل أن تغار من امرأة أخرى وهي سيادة العزب .. بجلال قدرها !!!
حاولت السيطرة على دقات قلبها المتواثبة بجنون .. ثم ارتعاشة أصابعها وهي توقع حيث أشار .. الحرار تزداد من اعماقها بطريقة جنونية ... اعادت له الاوراق ونظرت للفتاة التي ناولها اياهم وهو يقول بهدوء لاتدري متى استعاده:
-متى تغادر الطائرة..؟؟
-المغادرة في السابعة صباحاً .. عليكما ان تكونا في المطار في الخامسة تماماً ,..
فضحتها نبرتها ..
مهزوزة .. مرتبكة .. تجاهلها قحطان ببرود بينما اشتعلت لها سيادة بحرقة وهي تنهض بحركة حادة وتهتف:
-شكراً لك ياانسة بامكانك الانصراف الان..
واجهتها اميرة بتوتر .. قابلت العينين الزمرديتان بعسل ذائب من عينيها .. سيادة كانت غاضبة .. كلبوة تدافع عن أسدها .. ولكن ذاك الاسد كان حلم .. حلم اكتشفت اميرة لتوها انها كانت تراه كل يوم في نومها .. في مخيلتها .. ولم

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 21-05-14, 09:00 PM   المشاركة رقم: 3167
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال 18 رواية قمة في التميز

 
دعوه لزيارة موضوعي

يكن من السهل عليها ان تتنازل عنه الان .. ليس لأي أحد .. حتى وان كان هو نفسه لايدرك.. لايفقه .. ولكنها تعرف .. بكل تأكيد تعرف.. كيف لا وهي تراه كل ليــلة.. وتعيش معه يوماً بأخر !!
ولكنها يجب ألا تتسرع ... لم تبتعد عن عيني الباريسية الحمراء.. ولم تخفض عينيها .. بل ابتسمت بهدوء .. قناع ديبلوماسي اعتادت ارتداءه منذ نعومة أظافرها .. وهمست:
-بالتأكيد مدام ..
ثم نظرت لقحطان الذي راقبهما بصمت وقالت بهدوء:
-سيصل السائق في الرابعة والنصف ليقلكما الى المطار.. الى اللقاء ياشيــخ..
ثم استدارت بسرعة دون أن تنتظر منه رد .. لتشتعل سيادة أكثر وأكثر .. تكرهها .. التفتت له صارخة:
-مغرورة .. حقيرة ..
-سيادة ..
نبهها بلطف وهو يكاد ينفجر بالضحك .. لايعرف لما تسبب موقفها الساخط بإشباع غرور لم يكن يعرف انه يملكه ..؟؟ غرور ذكوري بحت ..جعله ينهض كَ ديك شركسي نافشٍ لريشه .. يقف قبالتها وهي تنفث غيرتها ناراً .. أنفاساً لاهبة .. وتلمع زمردتيها ببراكين خضراء جامحة .. جعلته يشتعل من اعماقه ..
-تلك الفتاة لاأطيقها .. ولاأريدها أن تقترب منا أبداً ..
رفع حاجبه بمكر وهمس:
-ولم كل هذه العدائية؟؟ لم تفعل المسكينة أي شيئ؟
ازداد الاشتعال في مقلتيها وظهرت شراسة الإناث في ملامحها الرقيقة :
-مسكيـــنة؟؟!! أتعدها مسكينة أيضاً؟؟؟
اتسعت عينا قحطان باندهاش فهو لم يتوقع حقاً هذه الثورة ..
-وماذا فعلت لك لتغاري منها بهذا الشكل؟؟
جمدت عينيها بصورة مفاجأة ..واحمر بياضهما قبل ان تلمع مقلتيها بلون خاطف .. استكانت أنفاسها .. استكانت بصورة مفاجاة أثارت قلقه .. ولم يظهر من توترها البالغ سوى ارتجافة خفيفة لشفتيها المكتنزتين وهي تهمس ببرود شديد:
-أنا لست غيورة ..
-سيادة ..
اعترض ضاحكاً لتقاطعه ببرودة أشد:
-أنا .. سيــادة العزب .. ياشيخ.. وليست سيادة العزب من تغار من فتاة لاتسوى كتلك..
عقد حاجبيه بتوتر وهو يشعر بتغييرها الطفيف واهتزاز نبرة صوتها التي حاولت السيطرة عليها قبل ان تضيف بهدوء:
-من الافضل أن تسرع باللحاق بالصلاة قبل أن تفوتك .. وأنا سأصعد لأرتب أشيائنا لهذه الليلة ..
-سيادة ..
ناداها برفق حين أشاحت عنه ولكنها لم تقف بل قالت بحزم:
-اذهب قحطان .. فقد تأخر الوقت ..
راقبها تبتعد.. تلك العنجهية التي تضج في عروقها وتجري مجرى الدم .. تلك العجرفة .. والغرور .. ابتسم .. لاينكر أبداً أنها تعجبه .. تثير فيه مشاعر عديدة .. رغبة في قتالها حتى تستسلم .. ليس هو من ترفع عليه تلك الاسلحة .. أبداً ..
أما هي فبالكاد وصلت لغرفتها التي شغلتها في المرة السابقة ..
حانقة .. غاضبة .. مشتعلة ..
صرخت بحنق وهي تنزع حذائها لترميه الى الطرف الأخر من الغرفة .. وبكل حنقها ارتمت على الفراش .. تناظر السقف المرتفع وهي تلهث بغضب.. لاتصدق انها فقدت أعصابها بسبب تلك المخلوقة البغيظة .. يالله كم انها محتالة وسافلة ..
عضت نواجدها بقوة ..واغمضت عينيها وهي تصرخ بانفعال كاتمة فمها بكفيها ..
لم تشعر يوماً بمثل هذه الغيرة .. أبداً .. غيرة ..!!
فتحت عينيها بذهول..
تغار عليه .. يارب الكون ..
نهضت عن الفراش معتدلة .. تغار؟؟ بالطبع تغار..
عادت تسقط متنهدة بيأس وهي تصرخ:
-أنا اغار .. اغااااااااااااار...
كيف لاتغار عليه وهي تحبه الى هذه الدرجة .. هي من لم تعرف عمق حب من قبل كهذا .. تغار بجنون .. ياربي .. فكرت بألم .. لو يعرف فقط كم مقدار حبه في اعماقها .. لو يدرك فقط كم تعشقه .. !!
هو الذي لم يظهر نحوها أي شيئ سوى الاهتمام .. والعناية ..
عضت شفتيها بقوة .. لو يدرك مقدار هذا الحب.. تحسست نبض قلبها بخشية .. كان يخفق مدوياً .. بجنون ..
لايجب ان يعرف الان .. لايجب أن تعترف حتى يبادلها هذا الجنون .. حتى يقولها بملئ فمه .. بكل جوارحه .. لن تعترف بحبها حتى يعترف هو قبلها ..!!
***
لايزال المنزل الضخم خالياً .. تنقلت فيه بضجر .. قاعة الى أخرى .. حتى المطبخ لم يسلم من جولتها التفقدية العاشرة بعد المائة كما فكرت ..
ضجرة .. ملولة .. حتى الكتب التي ابتاعتها لتسليها وتقضي على الملل وتساعدها في تقوية لغتها الفرنسية لم تعد تطيقها .. فكرها مشغول .. ضااج بأفكار لاتريد أن تركن اليها ومع ذلك .. لاتستطيع التخلص منها !!
جلست الى شرفة تطل على الحديقة الباردة في ذلك الوقت من العام .. تحيط نفسها بذراعيها متشبثة بشالٍ من الكشمير يدفئ بردها الداخلي ..
-مساءالخير..
انتفضت في مكانها وهي تلتفت اليه بحركة حادة كادت أن تخلع رقبتها .. لدرجة انه همس باستنكار:
-لقد ألقيت التحية فقط ياسولي .. لاداع لكل هذا التوتر كلمارأيتني..
عقدت حاجبيها وهاجمته بقسوة:
-أنا لست متوترة ولكنني لم أتوقع عودتك مبكراً..
ثم اضافت ساخرة:
-لم أتوقع عودتك بتاتاً..
تنهد فراس واقترب يجلس الى جوارها وهو لايعرف حتى كيف يبدأ بقول مايريد وكيف بامكانه اقناعها..وشعر بالضيق وهو يلاحظ كيف تراجعت في مقعدها وكأنها تلزم مسافة بينهما لاتريده ان يخرقها او يقترب منها فيها ابداً.. وهو كان موافقاً على هذا .. لم يكن هو نفسه يريد الاقتراب..
-لاتخافي مني سولي..
-لست بخائفة .. وادعى سلمى وليس سولي..
هتفت بحنق وهي تحاول اخفاء ارتعاشة أصابعها التى تشبثت بغطاء الكشمير.. ليتنهد هو وينظر لها بتمعن قبل ان يقرر خوض الامر بكل صراحة ..
-هناك أمر ما ساطلبه منك وأريدك أن توافقي..
تململت في جلوسها وهي تهمس:
-مالذي تريده مني..؟
-رحلة قصيرة ..
قالها بسرعة لتعقد حاجبيها بعدم فهم ليضيف:
-مخيم يقيمه رئيس الاستوديو .. في كوخه الجبلي ويدعو اليه رجال أعمال كبار ومتنفذين في سوق الموسيقى ويجب علي حضوره..
عقدت حاجبيها هتفت:
-اذهب وماشأني بك؟
زفر بضيق وهتف:
-يجب أن تكوني معي..
اتسعت عيناها بذعر وهي تتخيل مايطلبه.. هي وهو .. في كوخ ما وسط الجبال؟؟ مع مجموعة من الاثرياء الغريبين عنها ؟؟؟؟
-مستحيل..
هبت صارخة ليتبعها باندهاش فيما تتابع بصوت عالٍ:
-لن أذهب معك الى أي مكان..
-سولي يجب أن تفهمي ..
حاول لتقاطعه بثورة:
-اسمي هو سلمى .. ولن أذهب معك لأي مكان أتفهم.. ان اردت يمكنك أخذ تلك الحثالة التي...
وتوقفت بغصة استحكمت كلماتها .. وهي تحاول مداراة الدموع التي قفزت تغرق عينيها .. أشاحت عنها وسارعت بالركض تريد العودة الى غرفتها حين لحقها هو معترضاً طريقها هاتفاً:
-انتظري سلمى يجب أن تفهمي..
-لاأريد فهم شيئ..
صرخت تحاول التخلص من ذراعه التي قبضت على معصمها بقوة في حين استمات هو :
-سلمى أنا بحاجتك أرجوك.. انا يجب أن اكون هناك والا خسرت مستقبلي كله..
-اذاً اذهب .. اذهب وحدك.
صاحت بحنق ليهتف بيأس:
-ليس من المسموح لي بالذهاب وحدي في رحلة استجمام للعائلات .. يجب ان أخذ عائلتي معي.
نظرت له باستنكار وهتفت:
-وهل تسمينا عائلة؟؟!!
نظر لها بتوتر قبل أن يهمس:
-نحن كذلك شئنا أم أبينا ياسلمى.
نظرت لها بأسى لفترة قبل أن تتخلص من قبضته على ذراعها بقوة وتهمس بقسوة:
-اذهب للجحيم ياابن عمي .. انا لن أرافقك الى أي مكان..
ثم سارعت للصعود الى غرفتها متجاهلة صراخه المنادي عليها .. أغلقت الباب خلفها وأخذت هاتفها للاتصال بريهام .. ومن وسط دموعها شرحت للمرأة المنصتة بصبر كل ماحدث .. شاهقة بالدموع وهي تضيف :
-أتصدقين انه يسمينا عائلة .. بعد كل مافعله ؟؟
تنهدت ريهام وهي تشعر بالحيرة لماتقوله صديقتها الجديدة ولكنها لم تكن تريد لهذه المشكلة أن تكبر.. ابداً ..
-حبيبتي ربما كان من الافضل لو تنصتين لزوجك هذه المرة ..
-ماذاااا..؟؟
صاحت سلمى باستنكار لتهتف ريهام مهدأة:
-لاتغضبي وانصتي لي..
حاولت سلمى السيطرة على اعصابها المتوهجة اشتعالاً في حين كلمتها ريهام بهدوء:
-هل لديك أي فرصة في الخلاص من زواجك بفراس ياسلمى؟؟
اتسعت عينا سلمى وهتفت بتلقائية:
-مستحيل... انه ابن عمي كيف اتخلص منه؟؟
-بالضبط عزيزتي .. انه ابن عمتك .. فاذا لم يكن بمقدرتك التخلص منه .. فلما لاتجذبيه اليك ..
-ماذا تعنين؟؟
تسائلت سلمى بحذر لتسارع ريهام بالشرح:
-انت في موقف لايحسد عليه ياسلمى .. انت تواجهين مشكلة كبيرة وعليك التخلص منها .. يجب ان تسارعي بالحؤول دون فقدان زوجك اذا لم تكوني شجاعة بما يكفي للتخلص منه نهائياً..
-وكيف؟؟
همست بتردد..
-افعلي ماعليك فعله للارتباط به أكثر.. كوني له زوجة بكل مافي الكلمة من معنى..
اتسعت عينا سلمى وهتفت بذهول:
-بعد مارأيته؟؟ بعد مافعله مع تلك المرأة؟؟
-انت من تريدين المحافظة عليه سلمى .. تحملي وافعلي مايتوجب عليك ..
تيبست سلمى وهمست:
-لاأستطيع ..
-اذاً اتركيه وعودي الى عائلتك..
انهمرت دموع سلمى بغزارة وهمست:
-مستحيل.. لن تسامحني عائلتي ابداً ...
تنهدت ريهام بألم وهمست للفتاة الصغيرة:
-اذاً حاولي ياسلمى .. افعلي مابوسعك ..
-وان فشلت..؟؟!!
همست متهدجة .. لتهتف ريهام بحرارة:
-ستكونين راضية عن النتيجة ياسلمى .. لأنك ستكونين قد فعلتي كل شيئ.. ستتركين الكرة في ملعبه .. وستجعلين الخيار بيده هو ..
تنهدت سلمى وكلمات ريهام تهاجمها بلاتوقف.. ستفعل ماعليها؟؟ أم تعود الى عائلتها وتصارحهم بمافعله ابنهم العزيز .. وان فعلت .. مالذي يمنعهم من اعادتها اليه .. لايوجد مايسمى الانفصال في عائلتها .. وهذا ليس أحد انه فراس العزب .. ابن عمها ..
اغلقت الخط مع ريهام .. وجلست تعيد التفكير مرات عديدة .. علها تصل الى قرار ما .. قرار يرحمها من كل تلك الهواجس التي لاترحم..
***
أحببتُكِ مُرغَماً .. ليــسَ لأنكِ الأجملُ..!!
بَل لأنكِ أعمقُ .. فعاشقُ الجمالِ في العادةِ .. أحمقْ..!!
محمـــود درويش
~~~
فكــرة سيئة .. انها حقاً فكرة سيئة للغاية ..
تصارعت الخواطر في عقلها بجنون وهي تحكم حزام الامان حول وسطها وتنظر الى الطريق السريع امامها يطوى بسرعة مهولة ..
كنت فكرة سيئة .. نعم للغاية .. نظرت لزوجها وابن عمها بتوتر.. كان يراقب الطريق بعينين ضيقتين وتظهر عليه أثار السهر والارهاق .. ل تنكر فرحه المهولة بموافقتها على الذهاب معه .. كاد يطير فرحاً ..
لاتعرف سبب موافقتها بعد ليلة طويلة أمضتها في التفكير بماقالته لها ريهام .. ولكن الان .. تشعر بغباء موافقتها وعدم ارتياحها يزداد ولايتوقف..
السيارة تطوي المسافة بسرعة رهيبة .. وهي تنكمش في مقعدها لاتجرؤ على اخباره ان السرعة ترهبها ..!! هل يتعمد الاسراع ؟؟ لا مستحيل فهو لايدرك خوفها .. أليس كذلك؟؟
فكرت برعب وهي تشيح بوجهها عنه وتغمض عينيها كي لاترى المناظر المتسارعة بجنون من النافذة الضيقة .. تريد أن تصل بأسرع مايمكن .. حتى تتخلص من قربه المربك ..
تنهدت وهي تسخر من نفسها .. أليس من المفروض أن تكون هذه الرحلة لتتقرب منه .. فمابالها تريد الخلاص ؟؟ وبأسرع مايمكن ؟؟ انها غريبة .. وغير منطقية بالمرة ..
فتحت عينيها باندهاش من نفسها.. مالذي تريده؟؟ أتريد ان تتخلص منه أم تريد خلق علاقة جديدة به؟؟
عادت تسبل جنيها وتغرق في أفكارها من جديد .. تحاول ان تصل الى قرار علها تقضي على هذا التوتر والارتباك في حياتها الحالية والتي يجب فيها ان تصل الى قرار نهائي وحاسم .. ربما في هذه الرحلة .. ربما تستطيع أن تتخذ القرار الذي تنتظره من نفسها وبكل حزم..
لم تطل الرحلة سوى عشرون دقيقة .. بسرعة هائلة وطريق واحد لايتفرع كثيراً ..
حين وصلا اتسعت عينا سلمى من المكان .. كار رائعاً بحق..
قلعة ربما .. لايشبه الكوخ بشيء.. قلعة فخمة من القرون الوسطى .. وسط مساحة عشبية هائلة .. لم تؤثر عليها برودة الشتاء ولاامطار الليلة الماضية ..
انتصبت القلعة بشموخ على قمة تلة مرتفعة نسبية .. يقود لها طريق ملتوي تحفه الاشجار من الجانبين .. أشجار تعرت بفعل الشتاء ولم تمهلها الطبيعة ابداً .. اتسعت عينيها بذهول والسيرة ترتفع الى البوابة الشامخة ..
كانت تستطيع رؤية الابراج المرتفعة .. الحجارة المتهالكة للمبنى القديم وهذا اثار فيها حماس غير عادي لاكتشاف المكان .. شعرت بسلمى القديمة المشاغبة تظهر للسطح مداعبة .. ترسم على شفتيها ابتسامة شغوفة بكل ماتراه جديد حولها .. سماء مكفهرة لم ترعبها بل اثارت فيها احساس بالتشويق وكأنها تدخل الى قصة مشوقة .. مرعبة .. حالما اقتربت السيارة من الباحة الامامية للقلعة حتى رأت سلمى صفوف السيارت وعرفت انهما ربما اخر من يصل وتذكرت ان فراس قد قال لها ان معظم المشاركين قد وصلوا البارحة ..
ترجلت من السيارة بسرعة واندفعت للباحة تنظر بانبهار للارتفاع الشاهق للقلعة .. وابراجها المتأصلة في القدم .. كان المشهد مرعباً .. قوطياً .. ولكنها لم تشعر سوى بالاثارة .. ارتسمت ابتسامتها السعيدة على وجهها وهتفت:
-انها رائعة ..
-انها قديمة ..
رد عليها فراس باشمئزاز .. لتنظر له باستياء قبل ان تتوجه نحو ممر حصوي يقود لخلف الباحة واسترقت نظرة لمايشبه الدغل الصغير .. يحيط بالممر الذي يتوغل الى العمق .. وشعرت بفضول لاستكشاف المكان ..نظرت لفراس وهتفت:
-ماذا يوجد هناك؟
-وماأدراني ..
هز كتفيه بضجر ثم رفع ياقة معطفه يخفي وجهه من لفحة باردة هبت من الجبال البعيدة وهتف بسلمى :
-هيا لندخل سلمى .. لقد تأخرنا بمافيه الكفاية ..

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 21-05-14, 09:00 PM   المشاركة رقم: 3168
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال 18 رواية قمة في التميز

 
دعوه لزيارة موضوعي

تنهدت سلمى ونظرت للباحة مرة أخرى .. لم تهتم للريح البارد بقدر اهتمامها بفضولها . .. وقررت انها يجب ان تستكشف المكان قبل رجوعهما .. ولكن عليها ان تطلب الاذن من اصحابه حتى لاتكون متطفلة .. تنهدت واستدارت تلحق بزوجها الذي رمى بمفاتيح سيارته لأحد العمال ليصفها ويأتي بحقائبهما قبل ان يتوجها الى البوابة المشرعة على صراعيها لاستقبالهما ..
-انظـــروا من قررا أخيراً الانضمام الينا ..
تعالى الصوت الجهوري لتسمر مكانها ويسري البرد عبر أطرافها وتتجمد بلاحراك وعينيها تشخصان الى القامة الطويلة التى تهادت نحوهما بقوة وسيطرة ..
عينيها لاتفارقان الابتسامة .. ولاالبريق الصاعق .. ولاحركة الذئب المتراقصة وهو يقترب بكل تؤدة نحوها ... وكأنه صياد .. يتفقد ضحيته تتخبط تحت الشباك .. !!
كيف لم تفكر أنه هو صاحب الدعوة؟؟ ابتلعت ريقها .. ألم يقل لها فراس أن رئيس الاستوديو دعاهما؟؟ ألم يقل لها هذا؟؟ كيف لم تربط واحد بواحد.. كيف لم تستخدم عقلها ..؟؟
ياللهول ..
كم تتسبب هذه المرأة بتوتر ينهك كل اعصابه .. وكانها تيار كهربائي عالي الفولطية يصيبه ويتركه ينتفض وتئن كل أجزاءه ألماً .. وجهداً.. تتسارع دقات قلبه وتلهث أنفاسه عله يجد بعض الهواء يشبع به اختناقه الذي يقتله ..
كانت تقف الى جوار ذلك الاحمق .. تقف ناظرة حولها بعينين منبهرتين .. فيما تجتاحها عيناه بقوة .. بتفاصيلها الدقيقة العامرة بالجمال .. شعرها الغجري والذي عقصته الى جهة واحدة وانساب على كتفها الايمن .. وجهها المنتشي بالاثارة .. وجنتيها المحمرتين .. شفتيها المنفرجتين بانبهار ..
حامت عيناه عليها كلها .. ملابسها المكونة من جينز بلون الكريم .. وجاكيت أسود قاتم من الجوخ .. وحول عنقها يتدلى وشاح كشميري باللون الأحمر يماثل لون حقيبتها وحذائها ويحيط بعنقها عاكساً احمراره على ملامحها الفتية بطريقة خلابة أسرت مشاعره ..
تقدم هاتفاً بجملته التي حملت خشونة غصة احتكمت حنجرته لرؤيتها بذلك البهاء والروعة ..
تصلبت وتحجرت عيناها في أسر عينيه .. رأى ارتباكها لرؤيته .. وهذا جعل قلبه يخفق بقوة .. انها تشعر بشيء ماتجاهه .. شيئ يجعلها ترتبك كلما رأته .. ويرسل تلك النظرة الرائعة الى عينيه ..
تنهد ورسم على شفتيه ابتسامة قاتلة يعرف تأثيرها على النساء جيداً وهو يقترب منهما .. كان يرسلها اليها بالذات .. وعيناه تندفعان الى زوجها الغافل عما يدور حوله ..
-مرحبا بك يافراس سرني انك استطعت القدوم.
-لم أكن لأفوت فرصة كهذه ابدا ..
قالها فراس بحماس ليضحك سيف وينظر باتجاه المرأة التي انكمشت مقتربة من ذلك الرجل بطريقة أرسلت الغضب الى أطرافه وهو يرحب بها:
-سيــدتي..
رفرفت برموشها تحاول الهرب من نظرته المحكمة ولكنها لم تقوى فقد أسرها بلمحــة .. وجعلها تفقد دفاعاتها وهي ترد تحيته بخفوت قبل أن يشيح هو ويقول باهتمام:
-لما لاتشاركونا الفطور .. انزعا معطفيكما ولننضم للجميع بالداخل هيا بنا ..
اقترب حينها احد العاملين بالمنزل ليأخذ معطف فراس الذي نزعه بسرعة بينما اقترب سيف من سلمى هامساً :
-هل لي بمعطفك مدام؟؟
نظرت له بصدمة .. ليس لطلبه بل لوقوفه القريب .. والذي جعل رائحة غريبة تجتاحها .. مزيج من عطر وشيء أخر مثير دغدغ حواسها بوحشية .. ارتبكت أصابعها وهي تفتح أزرارها .. عينيها تبحثان عن فراس الذي سرعان ماتوجه الى الغرفة بطريقة حمقاء .. في حين سمعت ضحكة قصيرة من سيف وهو يغمغم بتسلية:
-لايبدو أنه مستعدٌ لانتظارك ها ؟؟
ابتلعت ريقها بصعوبة وانهت خلع معطفها لتناوله اياه بعصبية ترفقه بشالها الأحمر.. لتتسع عيناها وهي تراه يقربهما من أنفه ويأخذ نفساً عميقاً عبقاً برائحتها الياسمينية .. شعرت بالبرودة تجتاحها وهو يهمس:
-منعشــة .. كنهار ربيعي صحو .. وسط الشتاء القاحل؟؟
تراجعت بخشية قبل أن تجد ابتسامة تتلاعب على شفتيه وهو يشير لها أن تتقدمه .. بينما يناول معطفها والشال لعامل أخر قريب .. تراجعت بالاتجاه الذي سلكه زوجها تحاول قدر الامكان السيطرة على دقات قلبها المتقافزة .. بلافائدة .. انها تغرق .. تغرق ولاتعرف السبب ..
أماهو .. فقد اتسعت ابتسامته الوحشية .. اتسعت لتحتل وجهه بأكمله كتكشيرة حيوان مفترس .. عاهد نفسه على عدم الرحمة .. سيهجم بكل قوة ولاتهمه العواقب .. لاتهمه ابداً..
***
-دقائق معــدودة وتهبط الطائرة في مطار شارل ديغول بباريس .. الرجاء إحكام أحزمة الأمان .. والامتناع عن التدخيــن ..
استمرت المضيفة بإلقاء تعليماتها بصوت محكم في حين التفت قحطان لسيادة هامساً:
-لقد وصلنا ..
نظرت له بعينين متسعتين من الاثارة .. لامعتين بجنون .. لاتصدق أنها تعود الى بلدتها العامرة بالسحر .. معه..!! لو اخبروها قبل شهور فقط أنها قد تفعل بكل هذه المشاعر المحتقنة بداخلها لاتهمتهم بالجنون .. لاشيء يمكن أن يعبر عن مدى سعادتها .. لاشيئ أبداً.. لاشيئ يمكن وصفه بالاعتيادي .. نها تشعر وكأنها في قمة العالم .. تذكرت ذلك اليوم حين هربت منه .. حين ظنت أنها تهرب وتنجو بنفسها .. كانت في طائرة تشبه هذه .. ولكن هيهات .. ماكانت فيه وقتها وماهي فيه الأن ؟؟!!
ابتسمت باتساع ونظرت له وعينيها تلمعان باثارة شديدة:
-نعم قد وصلنا .. لاأكاد أصدق .. قحطان لاأصدق بأننا في باريس معاً ..
رفع حاجبه وهمس بثقل:
-ربما لاتكون فكرة جيدة ..
نظرت له بحيرة فأشاح بوجهه .. لايعرف سبب القلق الذي اجتاحه .. لايعرف سبب عدم الاطمئنان الذي يزاوله الان .. لما شعر بأنه مهدد هنا؟؟
عقد حاجبيه بقوة وصداع يهاجمه .. أوزعه الى ارتفاع الضغط الذي يعانيه كلما صعد الى طائرة .. تنهد وهمس لها أن تشد عليها حزام الامان ..
لم تفكر سيادة كثيراً بتقلب مزاجه الغريب .. بل كل ماكان يهمها هو قرب لقاءها بأمها .. بأخيها .. أما والدها فقد عرفت حين اتصلت به البارحة انه في مؤتمر خارج باريس ولايقدر على القدوم حالياً ولكنه وعدها بأنه سيأتي لهما قبل رجوعهما .. لم تتصل بأمها بالطبع لأنها لاتريد لأمها ان تخطط .. تريد أن تفاجأها .. تريد أن تدخل عليها برفقة زوجها وتريها كم أنها محظوظة بالزواج من هذا الرجل الرائع بكل مافي الكلمة من معنى..
تنهدت بارتياح وهي تحيط ذراعه بذراعها وتنظر لوجهه الذي حمل اضطراباً خفيفاً .. دون أن تراه حقيــقة .. بابتسامة متشوقة حملت كل قلة صبرها ..
هبطت الطائرة .. ورغم الاجراءات الطويلة والمرهقة لمعاملات قحطان بالذات كونه أجنبي ومن بلاد عربية الا انهما أخيراً استطاعا مغادرة المطار .. كانت سيادة ترتدي عبائة طويلة وتضع على رأسها طرحة حريرية سوداء في حين تخلت عن النقاب مما أثار استياءه وصمتها وهي ترى احمرار وجهه بعجز عن فعل غير هذا ..
قبض على معصمها بقوة وهو يجرها خلفه تقنياً نحو صف من سيارات الاجرة لتهمس له بألم:
-قحطاان .. أوجعتني..
نظر لها بعينين عاصفتين دون أن يخفف من ضغط يده عليها وزمجر :
-لاتتلككي سيادة .. هيا بنا فالناس تنظر اليكي..
عقدت حاجبيها بحنق وهتفت بعناد:
-انهم ينظرون لي لأنني أرتدي عبائة وطرحة رأس وليس لأنني سافرة الوجه قحطان..
توقف فجأة والتفت لها بجسده كله .. مماجعلها ترتجف بقوة .. لقربه منها ولنظرة وجهه الحارقة وهو يهمس ببرود:
-ربما تريدين نزعها والتبختر أمام الجميع بثوب قصير عارٍ؟؟؟ أهكذا تبعدين أنظارهم عنكي؟؟؟
احتقن وجهها وهمست بحرج:
-لم أعن هذا..
-اذاً توقفي عن التحدث بالسخافات وهيا أمامي..
تأوهت بصمت من ألم معصمها وهي تحار في أسلوبه الخشن منذ وطئا أرض المطار .. زمت شفتيها بغيظ وهي تسبقه الى الدخول في سيارة أجرة قريبة .. والتزمت الصمت وهو يحاول أن يشرح للسائق الفرنسي وجهته بالانجليزية .. دون فائدة .. ورأت عروق بارزة تكاد تنفجر من صدغيه وهي تحاول كتم ضحكة كادت تفلت منها .. وشعرت بالسخرية من الموقف فهي تجيد الفرنسية منذ نعومة أظافرها ولاتعرف لماالتزمت الصمت ربما لقبضته التي تكاد تكسر أصابعها .. وربما لتلقينه درساً صغيراً .. بسبب هجومه الشرس عليها قبل قليل..
لاتعرف مالسبب ولكنها تشعر بالتسلية لرؤيته حائراً بتلك الطريقة ..
وبالنسبة لقحطان كان الامر كالكابوس ..
فهو لايعرف مالذي دهاه ..
منذ هبطا في المطار ورؤيته تعامل الطاقم في الجوازات لزوجته الفرنسية بكل سلاسة ونظراتهم المستهجنة له وجوازه اليمني .. ثم كانت النظرات اليها من قبل الجميع وهي تتهادى بجواره بكل ذلك الجمال .. تباً لهم .. لو كان بيده لأخفاها عن الجميع .. لأخفاها ولايراها أحد فهي له .. له وحده ..
والان يأتي هذا الغبي الذي لايجيد الانجليزية ويصر بعناد على هز رأسه دون حتى أن يفكر ولو قليلاً ..
تنهد بحنق وضغط على أصابع المسكينة التي جلست جواره صامتة .. قبل أن يهدأ لثوانٍ .. وينظر باتجاهها قائلاً بهدوء يغالب العاصفة التي تهب بداخله:
-ألاترغبين بالمساعدة قليلاً ..
ابتسمت حينها .. ابتسامة خلابة .. رأى تأثيرها وبقوة على السائق الذي اومأ برأسه بحماس حالما تحدثت معه بكلمات فرنسية شعر بها تشق طريقها عبر صدره وتغرز خطورتها في اعماق قلبه ..
منذ متى لم يعد يظن أن الفرنسية لغة غبية لااصول لها ؟؟ انظروا اليها كيف تنطق حروف وهمية بكل دلال .. وكأنها تغازل الرجل الذي لم يتوقف بل استرسل معها بالكلام بفرنسيته المثيرة للغثيان مقارنة بما كانت تقوله هذه المرأة ..
تباً تباً ..
كيف يسمح لها بأن تحادث رجل غريب بتلك الطريقة ..
شعرت به يتصلب ..
كان السائق يسألها ان كانت فرنسية حقاً أو تعلمت اللغة في مكان ما .. فلغتها بلهجتها الباريسية الناعمة كانت خارقة ولم يسمع أي سائح ينطق بها من قبل .. لتجيبه انها باريسية حقاً .. ولكنها عادت الى أصولها في بلدتها البعيدة .. كانت تحادثه بكل هدوء .. وابتسامتها تشع على وجهها كالعادة .. حين شعرت به يكاد يحطم أصابعها بقبضته القوية .. وهو يهمس من بين أسنانه:
-هل أنتهيتما من التعارف؟؟؟
توقفت عن الحديث ناظرة له باستهجان قبل أن يضيف بحزم:
-توقفي عن الثرثرة سيادة والا ألقيت بالرجل عن السيارة وكسرت صفي اسنانه ..
نظرت له بعينين متسعتين باندهاش .. لم يبدو لها مهزوزاً بهذا الشكل ؟؟ لم تحب أن تناقش ليس وهو بهذا المزاج المريب.. لذا تراجعت زامة شفتيها بغيظ والتزمت الصمت .. بحذر..
أما هو فقد تراجع الى المسند مغالباً الغليان الذي يتصاعد بقوة بداخله .. يالهــي .. لايزال في البداية فقط .. هو حتى لم يمضي ساعة كاملة في باريس وهاهو لايقدر على احتمال الوضع .. لم يكن يظن بنفسه هذا الضعف .. قلة السيطرة على النفس ..ماباله ؟؟
عم الصمت في السيارة التي تقطع الطرقات المحفوفة بالاشجار بانسيابية هادئة .. فيما يعادل الجو داخلها برودة الجو في الخارج ..
وبعد دقائق طويلة توقفت امام بوابة عالية مغلقة .. ورأى قحطان عينا سيادرة تلمعان بشغف وهي تهمس شيئاً بالفرنسية قبل ان تلتفت اليه وتهمس بفرح:
-انه منزلي ..
لم يعرف سبب الانقباض الذي شعر به والسيارة تتجاوز البوابة المعدنية بعد أن القت سيادة للحارس بضع كلمات .. شعر قحطان بريقه يجف والسيارة تندفع نحو البوابة الداخلية .. وقبل حتى ان تتوقف كلياً كانت سيادة تقفز من السيارة تاركة اياه ... اراد أن يصيح بها ان تنتظر .. أن تتوقف ليدخلا معاً ولكنه لم يقدر ..
الكلمات تحجرت في حلقه وهو يرى انطلاقتها المسرعة نحو الفيللا الانيقة لتغيب خلف بابها ..
وهناك توقفت سيادة في البهو .. تدير رأسها بكل لهفة منادية أمها بعلو صوتها ..
" مامااااا ... ماماااااا .."
تهافت اليها الخادمات بأعين مشرقة .. وهتافات مرحبة وسعادة واضحة في الوجوه بينما تتسائل سيادة بلهفة عن مكان وجود والدتها التي صدح صوتها بشحوب من مكان قصي:
-سياااااادة ؟؟؟
التفتت بكل جوارحها لمصدر الصوت .. ليتطاير حجابها ويندفع شعرها الناعم حولها كغيمة تكسرت بداخلها اشعة الشمس وبدت محملة بالنار ..
-مامااا..
همست سيادة باكية .. بشوق طال احتماله لأمها .. التي اقتربت غير مصدقة .. وكأنها لاتكاد تصدق عينيها ..
-ابنتي؟؟؟ انت ... اا..
-مامااااااااااااااااا
قاطعتها سيادة باكية بعنف وهي تركض لترتمي بين ذراعي أمها التي احاطتها بقوة .. وكأنما لاتريد ان تفلتها .. ابداً ..كانت سيادة تصرخ بشوقها واعتذارات طويلة لاتتوقف .. بينما كانت أمها تعانقها بقوة ولاتكاد تفلتها .. لاتقوى حتى على الإنصات لماتقوله ابنتها .. لاتكاد تصدق أنها عادت اليها .. مستحيل ..
أبتعدت بمقدار بسيط تنظر لوجهها للحظات فقط ..
-سيادة ؟؟!!
همست غير مصدقة .. وكأنما ستستيقظ لتكتشف أنها مجرد حلم أخر ..
حلم ستفيق منه .. وتجد انها تمسك الهواء بين يديها ..
-سيــــادة !!!
-نعم مامااااا انها انا .. اااه ماماااا اشتقت اليكي مامااااااااااااا..
بكت سيادة بصوت عالٍ وهي تعود لتتمرغ بين ذراعي أمها .. التي طوقتها بقوة وهي تغالب دموع كانت تحاربها لتنهمر .. وهي تهمس بشوقها وعتابها لصغيرتها التي هجرتها ولم تعد اليها ابداً ..
-ماماااا..
اعترضت سيادة بضعف لتقاطعها ايفا بحدة مخنوقة:
-لابد انه رمى بك .. لابد انك جئتي هاربة منه كالمرة السابقة ...
اتسعت عينا سيادة بذعر وهي تحاول ايقاف سيل الكلمات اللاذعة من بين شفتي امها :
-لالالالالا ... توقفي مامااا لاتقولي هذا..
نظرت لها أمها بحنق قبل أن تتراجع سيادة وتهمس شاهقة:
-انا لم آتي وحــدي..
عقدت ايفا حاجبيها .. لتتراجع سيادة وتلتفت خلفها حيث تدرك أنه سيكون ...
ورأته هناك .. واقفاً كجبــل .. بطوله الفارع وكتفيه العريضين تحت معطف جلدي .. مارداً في جبروته .. مسحت دموعه بأصابعها .. وركضت اليه ..
استقبل عيونها الدامعة بثورة .. ظهرت واضحة في عينيه ... لتهمس تخفف منها ألا يقلق .. أنها بخير ..
تمسكت بكفيه .. وشبكت أصابعها بأصابعه القوية .. تستمد بعض من قوته ودفئه .. شجاعته العارمة والتي تسربت اليها تهدئ من انفعالها .. أخذت نفساّ عميقاً وهي تستسلم لأصابع يديه اليمنى التي أفلتت قبضتها ومسحت وجنتيها بخفة وهو يأمرها بخشونة:
-لاتبكــي..
اغتصبت ابتسامة .. وهمست:
-تعال والتقي بأمي ..
نظر لها بصمت للحظات قبل أن يومئ لها ويستجيب لجذبها الرقيق ويقتربا معاً من تلك المرأة التي تقف قبالتهما.. سيادة .. ربما بعد عشرين او ثلاثين عاماً ..
نفس القامة والهيئة .. الشعر الاحمر والعينان الخضراوان .. نفس القوة التي تتمتع بها زوجته .. ولكن هناك شيء ما يحترق خلف العينين .. شيء قديم مدفون .. شيئ لم يرتح له قحطان .. شيئ يتجاوزه .. لأسلافه !!!
-ماما .. هذا ابــن عمي .. زوجي .. قحطان العزب ..
قالتها بفخر .. حملته حروفها الفرنسية شعر بها قحطان رغم انه لم يفهم سوى اسمه .. ولكنه شعر وكأن ثلوج جبال الآلب الفرنسية قد انهارت حولهما .. وقد تحولت عينا المرأة الاكبر سناً الى صقيع .. وهي تنظر للرجل الذي أخذ منها ابنتها ..
حاول قحطان تجاوز مشاعره السلبية .. حاول حقاً ان يرفع يده مصافحاً .. ولكن يده تعلقت بالهواء والمرأة تصرخ بجنون ... تصيح بكلمات بلاتوقف .. جعلته يتراجع باندهاش .. بينما سيادة تتوقف بلاحراك .. لاتقوى حتى على التنفس .. وامها تتحول الى شيطانة حمراء.. تنفث سمومها دون توقف ..
قبل ان تنظر لقحطان وتكشر عن انيابها وتصيح بعربية مفهومة:
-اخــرج من بيتي في الحااااال ..
اتسعت عينا قحطان بدهشة وغضب .. واستحال لونه الاسمر لأسود من شدة الغيظ وهي تصرخ بجنون:
-أخــررررررج من بيتي في الحاااااااااااااال أيها البدوي اللص ...
....حينها تحولت الانهيارات الثلجية لبراكين تفجرت بثورة .. تفجرت ولاسبيل يلوح في الافق لإخمادها ..
......
****
نهايــة الفصل...


الى اللقاء الاسبوع القادم

ان شاءالله

بيروو

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 21-05-14, 09:51 PM   المشاركة رقم: 3169
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2013
العضوية: 262462
المشاركات: 14
الجنس أنثى
معدل التقييم: كادىياسين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 35

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كادىياسين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال 19 رواية قمة في التميز

 

بيرو اشتناقلك كتير انا سعيدة اليوم يوم سعدى واتمنى تكونى انهيت الرواية كتابة حت تنتهى قبل الشهر الكريم وحمدا للة على سلامتك دكتورة

 
 

 

عرض البوم صور كادىياسين   رد مع اقتباس
قديم 21-05-14, 10:35 PM   المشاركة رقم: 3170
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 256634
المشاركات: 605
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الصحراء عضو ذو تقييم عاليهمس الصحراء عضو ذو تقييم عاليهمس الصحراء عضو ذو تقييم عاليهمس الصحراء عضو ذو تقييم عاليهمس الصحراء عضو ذو تقييم عاليهمس الصحراء عضو ذو تقييم عاليهمس الصحراء عضو ذو تقييم عاليهمس الصحراء عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 993

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الصحراء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال 19 رواية قمة في التميز

 

لا ولا ولا ولا ايه القفله الشريره يابيروا حرااااام عليك هو احنا متعودين على القفلات التي تحطم اعصابنا هو من الذي عنده صبر ان شاء الله للاسبوع القادم احنا ما سدقنا عودتك على خير بس بجد استمتعت مع كل حرف وكل كلمه وكل نفس واحساس وافمار وسطور وسفحات كانت بالنسبه ليه نسمات هبة عليه من السماء تترطب روحي وتنعش احساسي وتمدني سعاده وهناء ابجد قلمك بالنسبه ليه قوس قزح الذي يخرج ويعطيني اجمل الالوان واحلى الاطياف احداث رائعه وشخصيات قويه وحبكه عظيمه ما شاء الله وتبارك الرحمن موهبه ربانيه عاليه ومميزه ابدا بقحطان ماذا سوف يعمل امام هجوم امها الشرس وماذا سوف يكون موقفه هل سوف يصمت كثيرا وهل سوف يبقى فاقد الذكره على طول وكيف سوف يكون موقفه عندما تعود وهناك سياده وما هو موقفها من كل الذي حصل امامها وقحطان موقفه من اخته عندما يعرف ما الم بها وهل سوف يرضى على التغير لا اعتقد ليس بكل سهوله سوف يوافق ويسكت وهناك سلمى متى سوف تتاخذ موقف مع فراس وكيف سوف تنقض نفسها قبل ان تنقض زوجها وهل سوف تستمر بالتضحيه لشخص لا يستحق متى سوف تعلم ان كل الذي فعلته لن تجعل فراس ينظر لها او يحبها وهناك رعاد وغزل بعد اعترافه بحبه لها ماذا سوف تكون العلاقه بينهم ولماذا هي ايضا لم تخبره باحساسها ولماذا لا يتصارحوا ويطوا صفحة الماضي ابجد فصل راقي رقي السماء الصافيه هاديء هدوء سكون الليالي الحالمه مشعه مثل شعاع الشمس المشرقه دافيء مثل حضن ام هانيئه نقيه مثل قلب طفل طاهر وجميل رائعه روعه الارض العامره هائجه مثل البحر هائمه ونادره يسلموا الايادي ومنتظرين باذن الله وشكرا

 
 

 

عرض البوم صور همس الصحراء   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حصريات عبق الرومانسية, روايات عبق رومانسية, شيوخ لا تعترف بالغزل, عبير قائد
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روائع عبق الرومانسية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t185816.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 28-08-17 10:22 PM
Untitled document This thread Refback 29-09-16 09:12 AM
Untitled document This thread Refback 03-11-14 03:16 PM
Untitled document This thread Refback 04-09-14 02:34 PM
(ظ…ظˆط¶ظˆط¹ ط­طµط±ظٹ) ط±ظˆط§ظٹط© "ط´ظٹظˆط® ظ„ط§طھط¹طھط±ظپ ط¨ط§ظ„ط؛ط²ظ„" .. ط¬ط¯ظٹط¯ظٹ … | Bloggy This thread Refback 14-07-14 06:53 AM


الساعة الآن 07:51 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية