كاتب الموضوع :
عبير قائد
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائدالفصل ال 15 & 16 واية قمة في التميز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعذرونا ياجماعة والله مزنوووقين خخخخخخخخخخخخخ
انا هنزل بارت من لافصل اليوم والباقي يوم الاثنين باللي ان شاءالله
اعذروني بجد بس والله مزحووووومة وملخووومة
قراءة ممتعة مقدماً
***
شيـوخ لاتعترف بالغزل
الفصل السابع عشر
***
تأخر الوقت.. وازدان المساء بنور القمر رغم السحب المتراكمة والتي أصبغت على سكون الليل برودة وقتمة.. وهبت ريح محملة ببرد الصحراء القريبة ..تحمل روائح الطين الندي..
وفي منزل منعزل عن البقية بباحة جميلة ومنظر عصري جميل وقفت جوهرة نادرة ابتلائها بشيطان مجسد لم يحرمها من حنان أمومة طاغٍ انصب من عينيها وانكب على طفلين ينامان بوداعة .. قبلت رأسيهما بحنان .. بشفتين ترتعشان ارتقاباً لعودة طاغية لاتعرف لم.. وكيف .. أُبتلت به؟؟
غادرت الغرفة على أطراف أصابعها.. لاتعرف ماذا تفعل ؟؟ هل تستعد لاستقباله كما يُفترض بزوجة أن تفعل بعد عودة زوجها من سفر طويل؟؟ أم تقبع بانتظار أوامره الجديدة؟؟ هي لاتجيد هذا الترقب.. كل مرة يطالبها بالعكس.. وفي كل مرة هي لاتعجبه؟؟
وقفت امام المرآة تتأمل شعرها والذي بدأت الحنة الطبيعية تعيد له رونقه ولونه الأغبر الجميل.. ثم رداء منزلي تقليدي بلون أزرق غامق.. تنهدت بضيق.. لن تفعل بنفسها شيء.. فهو على كل حال لن يرضيه شيئ.. لن يملئ عينيه الا التراب..
تنهدت بعمق وسحبت نفساً عميقاً وهي ترفع يديها لتدعو له بالهداية ..
حين سمعت صوته اللزج خلفها يقول بسخرية:
-أتدعــين علي جوهرتي؟؟
انتفضت شاهقة بعنف ويدها تخبط صدرها بتلقائية وهي تنظر اليه بعينين متسعتين من الرعب:
-ماذا جوهرتي المدفونة؟؟ ألم تعرفي بقدومي؟؟ هل فاجأتك؟؟
لم تتكلم .. تحجرت الكلمات في حلقها وهي ترقب تقدمه نحوها بخطوات متمهلة وكأنه حيوان مفترس..
-أم ربما أنت بانتظار سواي؟؟
قالها بغموض لتتسع عينيها أكثر وتتراجع عنه لايوقفها شيء سوى منضدة الزينة التي انغرس حرفها في ظهرها بقسوة جعلتها تنتفض وهي تدرك انه لم يعد يحميها شيء من الغضب البارد الذي تجلى في عينيه..
-أخبريني يازوجتي المصون؟؟ من كنت تنتظرين في مخدعي.؟؟
تجلى الرعب في عينيها وهي تهز رأسها نافية الاتهام الوقح بلاحول ولاقوة لتتسع ابتسامة شيطانية على شفتيه وهو يزيد اقترابه ويهمس:
-ربما يجب أن افتش المكان بحثاً عن عشيق سري او ماشابه..
-ماأ..ااذا تقوول..
همست بشحوب ليواصل بصوت مبحوح:
-ماذا عن الشيخ الفاضل.. شقيقك المفضل.. مالذي سيفعله ويقوله حين يعرف الناس كلهم أن شقيقته تخون زوجها؟؟
-انا لم أفعل..
صرخت باكية دون أن تعي فيضان دموعها .. ليضحك بملئ فمه ويمسك خصلات شعرها الداكنة بيده قائلاً بخبث:
-بالطبع لم تفعلي.. وهل أنا أحمق لأظن بك هذا..
اتسعت عيناها بألم ممايقول ومن ضغطه المتواصل لخصلات شعرها المكومة بيده:
-كنت قتلتك ودفنتك قبل حتى ان تفكري بالأمر ياجوهرتي المكنونة..
شهقت بالدموع قبل ان يتركها بقرف ويبدأ نزع ملابسه زافراً بتعب وحنق:
-شقيقك صدع رأسي بتساؤلاته المتواصلة .. وكأنه يجري معي تحقيق.. مالذي يريده بكل تلك الاسئلة ها .. مالذي يصبو اليه؟؟ ألايكفيه انني اعمل لوحدي .. دون تدخل من العائلة المصون؟؟
كانت تركض حوله تلملم ملابسه وتمد اليه بالمنشفة التي جذبها بعنف من يدها وهو يشق طريقه الى الحمام لاعناً اياها واسرتها بقذارة جعلتها تغمض عينيها بألم..
وبعد دقائق كانت تضع له الطعام على طاولة منخفضة .. وحالما جلس امامها حتى خفضت عينيها وهي تغرف له بصمت .. في حين كان يتأملها بامعان.. وكلمات تلك الفاتنة الفرنسية تدوي بجنون في رأسه.. مالذي تعرفه تلك السيادة؟؟ وهل هي من اخبرتها؟؟ واذا لم تكن هي فمن؟؟
-هل تقضين الكثير من الوقت مع الفاتنة الفرنسية ياعزيزتي؟؟
قالها بنعومة جعلت يدها ترتجف وهي ترفع عينين مذعورتين اليه.. رغم قوله الذي اصابها بسهم مؤلم الا ان ذعرها مماخلف السؤال كان أكبر؟؟ مالذي يريد أن يصل اليه الان؟؟
-ماذا ؟؟ هل أكلت القطة لسانك؟؟ أم أنك لم تفهمي السؤال؟؟
فتحت فمها واغلقته ببلاهة.. لم تعرف كيف تجب على اتهام صريح كهذا.. انه يعرف؟؟ تجمدت اطرافها حتى ان الطبق الذي بيدها ويحمل شوربة ساخنة وقع وتناثرت محتوياته لتصيب بعضها يده ..
في ثانية واحدة انتفض بغضب وهو يصرخ ناعتاً اياها بالغباء.. وقبل حتى ان تفهم كانت يده تنزل بقسوة على صفحة وجهها .. لتدفعها ارضاً ..
كان يرى كل ماحوله احمر.. ارتباكها العنيف وتبلدها الواضح لم يحتج اي ذكاء ليدرك انها الفاعلة وانها أفشت اسرارهما لتلك المخلوقة الغريبة .. وليس هذا فحسب بل ربما لأخيها كذلك .. وبكل عنفه ركل الطاولة مبعثراً محتوياتها على الارض.. وعيناه لاتريان سوى احمرار الدنيا ..
صرخت وكتمت صرختها بكفيها بقوة وهي تحاول التراجع عن مجال غضبه .. تعرفه حين يكون بهذه الحالة من الهيجاان .. تعرفه ولاتريد ان تكون في طريقه..
زحفت تحاول الفرار بعيداً .. ولكن هيهات.. هي كانت مصدر غضبه ولن تصبح سوى وسادة تنفيسه عنه..
قبض على شعرها بقسوة.. وجرها منه لتحت قدميه متجاهلاً توسلاتها الخافتة .. وبكل قسوة كان يجرها لغرفتهما .. حيث ستكتم الجدران صوت صراخها الذي يتوق لسماعه الان وهو الشيء الوحيد الذي قد يخفف من حدة غضبه ..
اوقفها بعنف لتواجهه .. ولكنها كانت تهرب بعينيها وشفتيها تهذران بشتى عبارات التوسل الذي لن ينفعها بشيء.. ليس وهو بهذة الدرجة من الغضب.. ليس ومافعلته وماجعلت تلك الفرنسية تقوله له يغلي مدوياً في أذنيه .. رفعت يديها ببؤس وعجز تحمي وجهها من الصفعات المتتالية وهي تكتم صرخاتها حتى لاتُسمع ولديها ماتعانيه تحت يدي أبيهما المتوحش.. رفعت ذراعيها شاهقة بألم وتقوقعت تحت قدميه بلاحول ولاقوة .. تحاول صد ركلاته الموجعة بشتى الطرق ولكن ..
كان حسن في أوج لحظات غضبه..
كل جسدها الضعيف نال من قسوته.. وجهها .. عنقها .. بطنها وصدرها .. حتى ظهرها المسكين.. تحمل قسوة قدمه العنيفة..
كل هذا وهي تكتم صرخاتها بذراعها.. تعض عليه بأسنانها بقوة .. كي لايصدر منها صوت ..
ولم تهمد قسوته ولاانفعاله حتى رأى ذلك الشق اللزج دموي اللون يبلل وجهها ..
توقف لاهثاً وهو يراقب السائل اللزج يشق طريقه من أنفها وفمها.. يبلل عنقها وقد سقطت على ظهرها خائرة القوى .. لاتستطيع حتى رفع ذراعها تحمي به ماتبقى من وجهها ..
هذه المرة لقد فاق الامر كل ماسبق..
توقف لاهثاً بقوة .. كقطار بخاري أشرف عليها ورفع ذراعه صارخاً بعنف:
-هذا .. هذا كي لا تفتحي فمك لأحد مجدداً .. أتفهمين..
انهمرت دموعها بصمت .. لاتجرؤ على فتح فمها.. تشعر بطعم الدماء في حلقها.. تشعر به ولاتجرؤ على ان تقول اي شيء.. لم تعد تشعر بأي جزء منها.. لم تعد تشعر سوى بالألم ..
حتى الرؤية أصبحت معتمة..
لم يضربها قط بمثل هذه القسوة من قبل.. لم يضربها بهذه الطريقة ابداً ..
ماذا فعلت ياسيادة؟؟ فكرت بخواء.. كيف أوصلت له؟؟
راقبها بعنف.. يريد قتلها .. يريد تمزيقها ارباً ..
كان يدور حولها كقط حبيس.. حين لاحظ انها هامدة بزيادة .. لم تحاول حتى الفرار منه او الاختباء.. جلس الى جوارها وبدأ يخبط وجنتها برفق وهو يهمس مخنوقاً:
-هيا .. هيا استيقظي جوهرتي..
لم تجبه.. كانت هامدة .. لاتقوى حتى على فتح عينيها..
-جوهرتي.. انهضي.. هيا انهضي..
لم تجبه .. أنين فقط .. أنين لم يتجاوز صدرها الا بحشرجة خافتة جعلته ينظر لها بذعر.. وسرعان ماكان يحتضنها ويهزها بين ذراعيه بقوة:
-جوهرة .. جووهرة استيقظي.. هيا حبيبتي انهضي..
حينها .. سمع تلك الطرقات ..
طرقات قوية ثابتة .. هزت باب المنزل وهزت اعماقه معها وبقوة .. طرقات عرفها دون شك.. كانت للشيخ.. شيخ العزب.. كانت ل..قحطــان..!!
....
لم ييكن يتخيل ولو للحظة واحدة ماقالته له سيادة ..
لم يكن يتخيل مايحدث لشقيقته تحت سقف بيتها وعلى يد زوجها مصدر أمانها وعزتها.. لم يعرف كيف نهض دون حتى ان يكمل طعامه او يلتفت لتلك المذعورة التي وقفت تراقبه يرتدي ثيابه بسرعة وهي تصرخ بذعر:
-الى اين تذهب؟؟
نظر لها بغمامة سوداء تظلل عينيه وهمس من بين أسنانه:
-ابتعدي عن طريقي..
اتسعت عينيها وهمست بتوجس:
-أنت لن تذهب اليه الان قحطان.. يمكنك التحدث اليه في الغد..
كانت ترى كمية الغضب الهادر في عروقه تستطيع رؤيته من وجهه المحتقن وعروقه النافرة ذلك السواد الغارق في بياض عينيه ..
-ومن قال انني سأتحدث معه من الاساس..
قالها وأسرع للخروج لتعترض طريقه بسرعة فاردة ذراعيها وترسم العناد على ملامح وجهها وهي تهتف بحسم:
-أنت لن تذهب اليه في هذه الساعة وانت بهذه الحالة ووحدك؟
شعت عيناه بغضب لتتنهد وهي تدرك انه سيحطم رأسها لاريب.. ولكنها لم تستسلم بل اقتربت تحوط وجهه بكفيها هامسة:
-أنا اخاف عليك..
خفق قلبه بجنون لقربها منه .. ولكنه ليس في المزاج الملائم لينساق وراء اغواءها المشتعل فلم يجد بداً من القبض على كتفيها بغلظة وابعادها عن طريقه هاتفاً بعصبية:
-لست غراً لتخافي علي.. وليس من ذلك الجبان على كل حال..
ومتجاهلاً صرختها الحانقة كان يشق طريقه بلاتردد..
كان كله ينتفض بعنف.. شقيقته؟؟ يضرب شقيقته؟؟
ذلك الجبان .. ههو وأبيه من قبله لم تمتد ايديهم على اي من شقيقاتهم .. ابداً لم يضربهما ابداً .. ثم يأتي هذا المعتوه المريض نفسياً ليضربها..
دمدم لعنة ما وهو غاضب وبالكاد يرى امامه ..شق طريقه نحو منزل شقيقته وسرعان ماشعر بمن يلحقه ودون ان يستدير أمر حراسته بأن يعودوا لمكانهم..
تلك كانت مسألة عائلية وحساسة .. ولكن عليه ان يقوم بزيارة ما قبلاً..
وبعد دقائق كان يطرق الباب الخشبي الثقيل .. ويرى بطرف عينه اثنين من ابناء عمومه .. وزوج عمته والد فتحية .. كان عليه أن يجلب رؤوس العائلة .. حتى يصبح كل شيئ على مرئى الجميع ..
كان يريد جلب شقيق حسن الاصغر ولكنه كان يكمل دراسته في الخارج بعيداً ..
وقف يعيد طرق الباب بقوة وهدوء كعادته على الدوام .. يقف وخلفه أهله وعزوته .. ينفث ناراً ألهبت صدره .. حتى سمع صوت الرجل يسأل باختصار عمن يكون الطارق.. فابتسم بسخرية وهو يدرك انه يعرفه عن حق..
-انه شيخ العزب ياحسن .. أفتح الباب..
هتف بها زوج عمته بحدة ليُفتح الباب بعد تردد بسيط .. ويظهر الرجل الذي وجل بدهشة لرؤيتهم جميعاً على باب بيته.. اتسعت عيناه وهو يتسائل بخشونة:
-مالذي يحدث هنا؟؟ لماجئتم بهذه الساعة؟؟
نظر الكل اليه باستنكار بينما سكت قحطان تماماً وهو يتأمله بكره.. لطالما غض الطرف عن تصرفات ابن عمه الهوجاء وتعاملاته المشبوهة ولكن الان لقد فاض الكيل.. الا الجوهرة .. الا شقيقته الغاليــة..
شعر بحريق ينتشر عبر عروقه وهو يسمع زوج عمته يهتف بحنق:
-العرب يرحبون ويهللون بالزيارة اياً كان وقتها.. أفسح المجال لشيخك قبل اي شيء..
احتقن وجهه وهو يتراجع مفسحاً الطريق لقحطان الذي دخل ببرود ووقف قبالته .. عينيه في عينيه بنظرة تهز أي رجل .. وفعلت الاعاجيب لحسن الذي شعر بجفاف حلقه وبرد يجتاحه.. اراد الهرب من النظرة المسيطرة ولكنه لم يقدر ولم يجرؤ.. قحطان كان الان يتحكم به.. بقوة وسلطة يمتلكها عن حق..
-أين جوهــرة العزب؟؟
ابتلع ريقه بصعوبة وهو يحاول السيطرة على قلقه وتوتره.. وخرج صوته شاحباً متقطعاً:
-ناا..ناائمة..
-أيقظــها..
أمر بلاتردد .. ليمتقع وجه حسن وهو يقبض يديه بتوتر.. مالذي سيفعله الان..؟؟
جالت عيناه على افراد من عائلته واراد التهرب من شيخه فقال بتوتر:
-لما لاتدخلون الى المجلس يارجاال.. وسوف أحضر اليكم بالضيـ...
-حسن ..
هدر صوت قحطان مقاطعاً هذرة الرجل الفارغة لينتفض حسن بذعر حقيقي وهو يرى انتفاخ اوداج الشيخ الغضبى ويتراجع امام نظرته الحارقة وهو يهمس بغضب مكبوت:
-أين جوهرة؟؟؟
ابتلع الرجل ريقه بصعوبة.. فلم يُعِـد قحطان السؤال .. بل اندفع مبعداً اياه عن طريقه بيده بقوة جعلته يتعثر في وقوفه .. وقبل ان يسرع ليعترضه شعر بيدي اثنين من ابني عمومه يقيدانه بقوة..
توجه قحطان دون تردد نحو غرفة نوم الجوهرة ودق بابها بقوة عدة مرات وهو يناديها دون ان يسمع أي رد .. شعر بقلق رهيب يتصاعد بداخله دون أن يفهم السبب ..عاد يدق الباب بقوة اكبر ولم يسمع شيئاً..
نظر لحسن بحقد وصاح به:
-أهي بالداخل..؟؟
صمت حسن بضعة لحظات وهو ينظر لقحطان بذعر .. قبل ان يخفض عينيه ويستمر بصمته ليتقدم زوج عمته ويهتف بقلق:
-اكسر الباب بني..
ضغط قحطان بقوة على نواجده وتراجع ليدفع الباب بقوة بقدمه .. ليفتح على مصراعيه.. وتوقف حينها مذهولاً..
كانت اخته هناك.. راقدة ارضاً .. يتناثر شعرها حولها بفوضى .. وكل شيء حولها محطم وكأنما هب عليها اعصار..انتفض يركض اليها وهو يناديها بجزع:
-جوهرة.. جوهرة ..
التقطها بين ذراعيه واحتقن وجهه بغضب مهول وهو يرى اثر الدماء على شفتيها.. وجهها المليئ بالكدمات..
-رحمااك الهي..
هتف بتضرع وهو يبحث عن شيء ينعشها به .. حتى وجد زوج عمته يناوله كوب ماء وسرعان ماكان يبلل اصابعه ويمسح بها على وجهها برقة بالغة هامساً باسمها ..
كان قلبه ينتفض بقوة .. وعجز .. ربااه لو ماتت.. !!
نفض عنه المشاعر السلبية وهزها برفق .. كاد يصرخ بسعادة وهو يسمع أنينها وتأوهها الخافت..
-جوهرة .. استيقظي يااختي.. انا هنا الى جوارك..
همس بقوة وحنان .. مزيج لن يوجد الا معه ..
والجوهرة تفوق ببطئ.. تخرج من عالم الضباب تشعر بيدين قويتين .. حانيتين .. دفئ ومحبة .. صدر عارم وأمان بالغ.. انه ليس حسن.. فكرت بمزيج من الاسى والألم .. لم يكن زوجها من يضمها بين ذراعيه.. لم يكن سوى منقذها من الاحلام ..
بكت حينها .. بكت لأنها تدرك انه مجرد حلم .. وانها ستسيقظ منه لتجد نفسها تعيش الكابوس نفسه مجدداً؟؟ بكت بقهر ومرارة.. شعرت بفارسها يضمها بحنان .. ويهمس باذنها ان كل شيء سيكون على مايرام..
نظر قحطان لأخته الباكية بانهيار بين ذراعيه بحرقة ..ثم رفعها هامساً لعمه ان يحضر مايغطيها به .. وفعلاً احضر الرجل ملائة السرير ووضعها عليها ليحملها قحطان متوجهاً بها للخارج حيث اتسعت عينا حسن بذعر وصرخ:
-الى اين تأخذها؟؟ أعد لي زوجتي..
نظر له قحطان بطريقة مخيفة .. جعلته ينكمش بين ابني عمه وهدر بقوة:
-زوجة؟؟ لم يعد لديك زوجة عندنا .. وحالما أطمئن على جوهرة العزب.. حتى أتي لأصفــي حسابي معك أيها الجباان..
ودون أن يلقى بالاً لصراخ الرجل التفت الى عمه:
-أحضر فتحية ودعها تاخذ الطفلين الى بيتها ريثما نطمئن على حال أمهما..
ثم التفت الى ابناء عمومه وقال بغضب:
-خذاه الى المخزن.. سآتي اليه حالما أنتهي..
وسارع بحمله الى منزل العائلة .. قلبه وجل على شقيقته الهامدة .. وفي نفس الوقت .. يغلي من غضب حارق .. يهدد كل من يعترض طريقه.. بلا استثنااء..
***
|