كاتب الموضوع :
عبير قائد
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائد scoop من البارت15 رواية قمة في ال
وبسرعة أمسكتها من كتفيها تهزها بعنف:
-اصحِ نادين.. أفيقي الى نفسك .. من هم اعلى منه شأنناً وقوة كنت تديرينهم بأصبعك الصغير.. من هم أكثر نفوذاً وثراءاً كانوا يتساقطون تحت قدميك..
-لم اعد اريد ان اكون كذلك..
صرخت بضعف..
-لم اعد اريد ذاك المال القذر.. اريد أن أصبح نظيفة .. أريد أن اصبح محترمة...
عادت تصيح بقوة لتهزها خالتها بحدة:
-انت لن تصبحي محترمة ابداً .. انت في مجتمع لن يغفر لك زلاتك مهما فعلت.. انت وصمة عار نادين.. مهما فعلت ستظلين تلك الفتاة التي تبيع جسدها لقاء لقمة عيشها..
-توقفي..
صرخت بشحوب.. لتنهرها:
-عليكي ان تفيقي.. عليكي ان تري نفسك وماتفعلينه.. عليك ان تعيشي واقعك..
هزت رأسها بوجع لتعود خالتها تسألها بحدة:
-هل تظنينه سيتزوجك؟؟ هل تظنينه سيأتي بأسرته ليقابل عائلتك وتزفين له؟؟ عليك ان تعيشي الوااقع نادين .. انظري من تكونين ومن يكون هو؟؟
شهقت بألم وتهالكت أرضاً تفترش بكاءها ووجعها .. بنحيب مزق نياط قلب امها التي زحفت اليها تضمها.. تخبئ شهقاتها وانتفاضة جسدها بذراعيها في حين استمرت خالتها:
-انت تحملين مهنتنا هذه في دمك .. مهما حاولت فلن تستطيعي التخلص من الدم في عروقك..
-كفى اختي .. كفى ..
صاحت امها بشحوب.. ثم سحبتها واقفة وجرتها حتى الغرفة .. وهناك اجلستها على طرف الفراش وهتفت بها:
-لاتبكي ياصغيرتي .. لاتبكي..
-اريد التخلص من هذا الكابوس..
شهقت باكية..
-اريد الهروووب امي..
عانقتها امها بقوة وقلبها ينتفض بألم وشعور بالذنب يمزقها .. بكت لبكائها.. ومافعلته بها.. ولكن..
-ستكون المرة الاخيرة ..
همست امها بحسم ليتصاعد بكائها بقهر فهتفت امها بحدة:
-اسمعيني جيداً ..
-لاأريييد..
-بلى ستسمعين ..
قالتها بحدة لتنظر لها نادين بضعف فأسرعت تفسر:
-سوف يأتي الليلة للسهرة معنا .. وستكونين بانتظاره في ابهى حلة..
-لااا امي..
همست باكية لتسكتها امها بحزم:
-ستكونين مضيفة راقية فقط .. سنضع له منوماً كمااعتدت من قبل نادين ..
حملت عينيها تشوشاً وهمست:
-كنت تعرفين؟؟
-بالطبع كنت اعرف.. لااعرف بالضبط منذ متى ولكنني اعرف..
نظرت لأمها باندهاش والاخيرة تواصل:
-سنأخذ منه الشيكات وبعدها تهربين.. لااريدك أن تعودي...
-ورفاقه؟؟ ماذا عنهم؟؟
-سندعوه وحده .. ونخبره ان السهرة الليلة فقط لأجله.. اتفهمين..
هزت رأسها نافية لتتنهد أمها بحنق:
-لاأريدك أن تقلقي فقط اريدك ان تتزيني وترتدي الثوب الذي سأعطيك اياه.. واتركي كل شيئ لي.. أتفهمين؟؟
لم تكن تفهم؟؟ ليس حقاً ولكنها لم تعترض.. كانت في حالة يرثى لها.. كالمخدرة.. يقودونها لفعل كل مايريدون دون حول لها ولاقوة ..
...
حل منتصف الليل بسرعة ..
دعك عينيه بقوة بعد ارهاق ليلة مضنية في المذاكرة .. نهض ونظر لهاتفه.. كان ينتظر منها اتصالاً بعد رسالتها التي اخبرته فيها انها تعاني صداعاً وانها ستغلق هاتفها وتنام .. مط شفتيه وهو يرميه بعيداً وقد بلغ به الشوق محله ..
قرر ان النوم هو الوسيلة الوحيدة لتخطي شعوره الكئيب.. كان يتجه الى سريره حين سمع طرقات الباب القوية .. نظر لساعته باستنكار ثم توجه للباب بسرعة وفتحه على مصراعيه مواجهاً ذلك الرجل الضخم..
-ماذا تريد؟؟
كان الرجل في منتصف العمر.. ذو عينين زائغتين .. ومنظر لايريح النفس ابداً..
-ومن تكون؟؟
استمر بالسؤال ليبتسم الرجل كاشفاً عن صف من الاسنان البنية المقرفة.. يتأمله من رأسه لأخمص قدميه قائلاً بطريقة خشنة:
-اذاً هو أنت الفارس المقدام.. ؟؟
عقد علي حاجبيه وتسائل ببرود/
-عما تتحدث ومن تكون؟؟
ضاقت عينا الرجل للحظة قبل ان يقول بسرعة:
-انا والد نادين..
اتسعت عينا علي للحظة قبل ان يصحح الرجل باستهتار:
-بل زوج امها اذا اردت الصدق..
شع الغضب محيا الطبيب البارد وتقدم يزعم التهجم على الرجل الذي تراجع صائحاً:
-لاتفعل ماقد تندم عليه دكتوور.. لقد جئتك بأخبار وحقائق ستذهلك ولاريب..
ضاقت عينا علي بترقب بينما الرجل يتكئ على الجدار ويقول بسخرية:
-ولكن يجب علينا الانطلاق االان.. اذا أردنا الالتحاق بالحفل الخاص..
-عما تتحدث ايها الوغد.
ضحك الرجل مجدداً وهمس بخبث:
-سأشرح لك كل شيء.. ولكن في الطريق .. فلاوقت لدينا..
....
ازداد شعورها بالغثيان ..
راقبت الاجواء حولها وكادت تتقيأ عدة مرات منذ ابتدت تلك السهرة المروعة .. كانت تحبس دموعها وغثيانها بصعوبة .. ترى تمايل سمر برقصة فاحشة امام هذا الغول المقرف وتكاد تصرخ من اعماقها .. شعرت بذراعه المتعرقة تحيط بها فتباعدت باشمئزاز ليهمس لها:
-الى أين تذهبين ياقطتي الجميلة..
لم تنظر اليه .. لو فعلت لبصقت في وجهه..ولكنها همست باضطراب:
-الى الحمام .. سأعود..
-هل آتي لمساعدتك فاتنتي..
اغمضت عينيها بقوة وهي تنهض راكضة بعيدة عنه تريد الاسراع بانهاء هذه المهزلة .. قابلت امها وهتفت بها:
-اين المشروب.. اريد ان انتهي امي..
اعطتها امها المشروب بحرص وهمست:
-انتبهي نادين سيستغرق الامر نصف الساعة ليبدأ مفعوله.. واريدك ان تعامليه برفق..
زفرت نادين بنفاذ صبر وعادت الى الصالة حيث رأته يراقص تلك السمر فرسمت على شفتيها ابتسامة اعتادت اختراعها واقتربت تشده نحوها قائلة بدلال:
-تفضل سيدي .. أحضرت مشروبك المفضل..
تناول الرجل المشروب بيد واحاطها بالثانية وبدأ يقول لها بصوت عالٍ ثمل:
-ارقصي معي ياقطتي.. هيا ارقصي..
ابتسمت غصباً وبدأت تتمايل على النغمات العالية وهي تحثه على اكمال المشروب المسكر .. والرجل يحيطها بيديه .. كادت ترمي به ارضاً..
كانت تموت من الداخل .. تريد ان ينتهي كل شيء.. وتهرب ولاتعود ابداً لهذه القذارة .. انها الليلة الأخيرة .. الاخيرة لها في هذا المستنقع..
ضحكت بطريقة مائعة وهي تتنازل منه كأس المشروب وتسقيه بيدها هاتفة :
-اشرب .. هيا اشرب ياغولي القذر..
كانت تدرك انه لن يعي شيئاً مماتقوله وهو في حالته تلك .. لن يعي شيئاَ.. وفعلاً .. كان الرجل في حالة سكر شديدة لدرجة انه لم يستطع ان يحافظ على وقوفه .. وسقط ارضاً .. لتمعن نادين في ضحكة ماجنة ساخرة .. وتدفعه بكعب حذائها باشمئزاز قبل ان ترميه بماتبقى من الشراب وتستدير عنه .. فقط لتتسمر واقفة بذهول .. وكل جسدها يتجمد .. حتى اطراف اصابعها .. كالثلج.. ك قالب ثلج .. وهي تواجهه.. هو دون الناس اجمعين .. كان يقف امامها ..
...
لم يرد ان يتبعه .. اراد ان يصرعه ارضاً لأنه كاد يتعدى على حبيبته.. ولكنه لم يفعل.. شيء ما اوقفه.. شيء ماجعله يرافقه بصمت.. قلبه يدوي بين جنباته والرجل يقوده الى بيت خالتها .. ويصعد به الى الشقة ويفتحها بمفتاح خاص حار في تفسير كيف وصل اليه..
وهناك عبر الاضائة الخافتة .. الى الصالة المظلمة تقريباً ماعدا عن اضواء ثريا معلقة في السقف .. وتحت تأثير الموسيقى المدوية بنغمات راقصة مقرفة توقف بلاحراك ..
كان يراقب الجسدين المتمايلين على النغمات بطريقة مقززة .. رجل سمين.. عجوز .. يحضن فتاة شابة .. بعمر ابنته تقريباً .. وهي بذاك الثوب الضيق والذي كشف عن كتفيها وصدرها .. وشعرها الاشقر يتطاير حولها بفعل حركاتها الراقصة .. ثم تلك الضحكة الماجنة التي طعنته في الحشى ..
ناديــن ؟؟!!
اتسعت عيناه مصعوقاً وهو يراقب الرجل يتهاوى .. تتبعه هي بكأس ما ..
مستحيل...
هتف من اعماقه .. لتستدير نحوه بضحكتها تلك .. ويتوقف الكون حولهما..
نادين؟؟؟
صرخت اعماقه بلوعة .. يراقب بلاكلل شحوب وجهها .. بتلك الزينة الرخيصة التي حولتها في نظره لوحش بشع.. لايمت بصلة لحبيبته الرقيقة ..
نادين؟؟!!
خرجت منه مكبلة بألف قيد .. خرجت تنعي امرأة لم يعشق يوماً قبلها .. ويشك ان يفعل بعدها ..
يراها الأن.. مجرد غانية ..!!
-ناديــن ؟؟
خرج صوته شاحباً .. مهزوزاً ..
لتقابله هي بصمت مدوٍ.. وقد خلت الغرفة من اي احد سواهما وذاك الراقد على الارض.. زحزح عينيه عن وجهها بصعوبة .. ينزل بنظرته الى ماتبقى منها .. جسد رخيص التف بثوب الغواية .. انتهكته الف يد وعين.. وهو يقف هناك أمامها.. عاد ببصره لوجهها .. قلبه متحجر ..يعي كل شيء الان.. يعي ماعج ان يعيه قبلاً وماكان واضحاً امامه وبكل غباء عُمي عنه..
تخلى الجمود عن ملامحه وبات وجهه يحمر غيظاً.. غضباً عاصفاً .. ليس منها ... لا لا انها احقر من ذلك .. من نفسه الغبية التي وقعت ضحية جمال ملوث منتهك..
رأت تعابيره تتغير.. رأته يخرج من حالة الصدمة التي أوقعتهما معاً .. والتي لاتزال ترزخ هي تحتها بلاقوة .. أرادت الصراخ .. ارادت ان تجثو على ركبتيها وتقسم له بأنها كانت المرة الأخيرة .. أرادت ان تشرح.. ان تحكي له.. ارادت وأرادت..
وكل مافعلته ان فتحت شفتيها ليغادرها اسمه مع زفرة هواء..
لتشع عينا شيخ العزب بألف نار .. وتشتعل به.. ويقابل همسها المحتظر بصفعة قوية .. هوت بلارحمة على جانب وجهها .. ترميها على ذلك الذي شاركها مُجنها قبل لحظات ..
كانت الصفعة من القوة التي آلمت يده.. هو نفسه.. ومن الصدمة بحيث لم تستطع نادين مجرد تفاديها.. وقعت ارضاً صارخة بألم وذهول.. تتفجر دموعها تغرقا بلاحساب.. تسمع أنفاسه اللاهثة.. لهيب تلفحها ونار.. صاحت بألم وقد انتزعها المها من ذهولها ونظرت له مكومة تحت قدميه هاتفة بوجع:
-علي لاتظلمني... ارجووك..
-اصمتيييي..
صرخ بعنف وهو يركلها بقدمه بقسوة ..تحملت الألم والذل.. تحملت وهي تحاول التشبث بقدميه هاتفة ببكاء مزق حبال صوتها:
-ارجوووك.. ارجوووك علي..
تخلص منها بقسوة اكبر وامتدت يده تقبض على شعرها المنثور بوحشية جعلتها تصرخ بألم:
-توقفي عن ذكر اسمي .. توقفي عن الكذب ايتها ال***** الحقيرة..
وبكل اشمئزازه بصق في وجهها .. وتركها تتهاوى مع عارها ارضاً.. قبل ان يفتش بأنفاس ثائرة عن طريق الخروج.. كان حتى لايكاد يرى أمامه.. كل شيئ اصطبغ بالاحمر.. كل شيئ..
اماهي فقد زحفت على يديها وركبتيها تناديه بلاتوقف .. لتقطع امها عليها الطريق تحاول انهاضها من مكانها وهي تصرخ بها:
-انهضي نادين .. انهضي بنيتي..
-اتركوووني .. دعوووني اذهب الييييه..
صرخت بجنون لتهاجمها خالتها بقسوة وانفعاال:
-توقفي يامجنونة .. لقد رآك وعرف حقيقتك نادين .. اخرجي من حلمك الاحمق ..
صرخت نادين بألم وهي تلطم خديها بقوة ..كانت منهارة .. خسرته.. تعرف الان انها خسرته الى الابد.. لطمت وجهها بقوة وهي تصرخ باسمه .. تناديه بلاتوقف.. حاولت امها الاقتراب منها .. حاولت مساعدتها ولمكنها لم تقدر.. كانت تبكي بجنون.. لتتقدم خالتها وتهزها بعنف:
-توقفي قلت لك توقفي عن هذا الجنون.. لقد انتهيت من هذا الكابوس نادين .. عودي الينا .. نحن دمك نادين .. عائلتك.. ومهنتنا كماقلت قبلا.. انها تسري في عروقنا..
نظرت لها نادين بوحشية .. دموعها توقفت .. وانفاسها تنفثها كاللهب.. نظرت لخالتها بعينين طائرتين وهمست بفحيح:
-ان كانت تسري في دمي .. فسأريقها بنفسي..
ودون تردد كانت تركض الى الحمام..وقبل ان تلحق احداهن بها .. كانت تغلق الباب خلفها وتنقض على الخزانة.. اخذت تلك الشفرة الحادة .. وامام المرآة وقفت .. تنظر لأثر بصقته عليها.. جسدها العاهر.. وثوبها الرخيص.. وجهها الذي لطخته الاصباغ والدموع .. قبل ان تشيح .. وتنظر لمعصمها وتلك الدوامة تبتلعها .. اكثر واكثر.. تودي بها لبحر متلاطم لاقرار له .. وكل شيء بداخلها يهتف.. ان كان دمي قذراً .. فسأريقه بنفسي..
ودون وعي لماتفعل .. وكأنها واقفة تشاهد شيطان ماتلبس جسدها .. يستل الشفرة ببرود .. ويمزق شرايين معصميها دون تردد..
وتفجر الدم القذر .. يسيل بلاتوقف.. يغرق ذراعيها .. وهي تراقبه بذهول.. من خارج جسدها.. وكانها مجرد شبح .. يرى انهيار جسدها ارضاً.. وتكومه فوق بركة من الدماء.. قبل ان تغيب عن عينيها الحياة .. وتستلم لذلك الظلام الذي ابتلعها .. دون قرار...؟؟؟
***
عاد قحطان يومها متأخراً .. تركت كل مابيديها وهرعت تستقبل جسده المنهك بين يديها..تتلقى ابتسامته الحانية بشفتيها .. قبل ان تهمس له بشوق:
-اشتقت اليك.. لما تاخرت هكذا؟؟
نظر لها بنشوة تجتاحه وتنفي عنه ادران النهار.. كانت كشعلة متحركة .. صهباء نارية .. جزء من الشمس يحتويه بين ذراعيه.. دافئة .. ناعمة .. مغرية مثيرة لكل اعصابه المنهكة ..
-جاء ابن عمي .. وأخذنا الحديث بالاعمال..
توترت عينيها ولكنها لم تتركه يلاحظ.. بل زمت شفتيها بدلال واستندت على صدره بذراعيها وهمست:
-جاء ابن عمك ونسيت كل شيء عن ابنة عمك ؟؟ ها اعترف..
لم يتمالك نفسه وضحك محيطاً خصرها الناحل بذراع والاخرى تغرق بين طيات شعرها الاهوج:
-لالم أنس صهبائي العنيدة والتي ظلت تزور مخيلتي بين الفينة والاخرى..
ابتسمت بنعومة وقلبها يخفق بدوي هائل لاعترافه انها تسرق حتى ولوجزئاً يسيراً من اهتمامه.. قربت منه ولامست أنفه بأنفها الدقيق:
-هل شتت ذهنك؟؟
ابتسم وقربها اكثر:
-قليلاً ..
|