لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > سلاسل روائع عبق الرومانسية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روائع عبق الرومانسية سلاسل روائع عبق الرومانسية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-12-13, 01:45 PM   المشاركة رقم: 2621
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائد scoop من البارت15 رواية قمة في ال

 
دعوه لزيارة موضوعي

شيـوخ لاتعترف بالغزل
الفصل السادس عشر
***
بعد أسبــوعين..
...
هطل الثلج بقوة .. اغلقت الطرقات وحبست العديد في منازلهم ومكاتبهم بعد نهار عمل طويل .. وبدت السماء مكفهرة تعد وتهدد بالمزيد .. تنهد بضيق وابتعد عن النافذة مغلقاً الستائر المتحركة خلفه بحركة ضجرة.. لقد سئم هذا الجو.. في هذا الوقت من السنة تصبح نيويورك ابشع مدينة في العالم .. جلس على مقعده واغمض عينيه .. كم يتوق لجو دافئ.. شاطئرملي ناعم وامواج بحر تداعب اصابع قدميه .. ابتسم وهو يمعن في الحلم .. وهي الى جواره.. تنظر اليه بعينيها تلك .. الذائبة في بحر القهوة الداكن .. تنهد باشتياق .. وكله يتوق اليها تلك اللتي سلبت لُـبهُ من النظرة الاولى .. تلك التي خطفت انفاسه وجعلته يفعل المستحيل ليحظى بها .. وسيفعل..
ابتسم .. موقناً من نجاحه .. من مقدرته على اعادتها اليه .. برضاها .. ولن يقبل بأقل منه .. جائزة على صبره الذي امتد شهوراً ..
اسند رأسه للوراء وحاول ان يغرق اكثر في الحلم حين سمع الرنين الخاص بهاتفه .. مط شفتيه بانزعاج .. قبل ان يجبر ذراعه الكسولة ان تمتد ليلتقطه من على المنضدة الى جواره ..وضاقت عيناه وهو يرى اسم المتصل.. فتح الخط وتحدث بكسل:
-مالذي تريده راندال؟؟
ولكن كل كسله طار بعيداً عنه وهو يسمع كلمات محدثه الهادئة ليعتدل في جلوسه وتتسع عيناه بحدة صارخاً:
-مالذي تعنيه بأنه ترك كل التحضيرات وعاد لباريس؟؟
استمع لمحدث بضع لحظات قبل ان ينفجر بثورة:
-وكيف تسمح له من الاساس بمغادرة الاستديو دون ابلاغي..
عاد محدثه يسوق الاعذار التي لم تشفي غليله فعاد يصرخ :
-أنتم مجرد حفنة من الاغبياء..
وقبل ان يسمع الاعذار التالية كان يصفق الخط بوجهه بحزم ويتصل بمن لديها لاريب مايبحث عنه من اخبار.. وحالما وصل اليه الصوت العابث حت صاح :
-اين انت روبي؟؟
لم يمهلها حتى لتجيب ليعاود سؤاله:
-اين هو فراس العزب الذي عهدتك اياه؟؟؟
-لقد سافر..
همست بارتجافة وهي تعي ثورته من نبرته المخيفة ليغمض عينيه بقهر صارخاً:
-كيف ؟؟ كيف يسافر دون علمي؟؟ هل اتعامل مع مجموعة من الاغبياااء؟؟
-لقد حدث الامر بسرعة ولم نكن نعرف عنه .. لم اعرف الا حين جاء لوداعي هذا المساء سيدي..
قالت متلعثمة ليصرخ:
-ولم تكلف عناء نفسك ان تخبريني؟؟ ايتها.....
ومضى يسبها بوقاحة قبل ان يغلق الهاتف ويطلب رقماً اخر .. استغرق بضع وقت قبل ان يجيب الطرف الاخر والذي حدثه بهدوء محاولاً السيطرة على غضبه:
-مرحباً جاك .. اريد التحقق من اسم احد المسافرين الى باريس.. لقد غادر في وقت ما هذه الليلة .. اريد ان اعرف متى سيصل الى هناك ..
واخذ نفساً يستمع خلاله لمحدثه قبل ان يرد بنزق:
-اريده الان جاك لاتحدثني ابداً عن ضغط الوقت.. اسمه فراس.. فراس سالم العزب..
قالها بنزق ثم اغلق الخط متوجهاً الى النافذة المطلة على الشارع الاكثر ازدحاماً بالسيارات في العالم مشعلاً احدى السجائر الامريكية الرفيعة .. ويغرق في دخانها بعد لحظات بتنهيدة عميقة وعقله يعمل ك الصاروخ لايمكن أن يسمح لذلك الفتى بافساد ماخطط له لأسابيع!! كان يعقد العزم على العودة الى باريس بنفسه في نهاية الاسبوع .. مطمئناً أن المنافسة بعيدة .. وغافلة .. ليفاجأه الفتى بأن يسبقه؟؟
سحب نفساً عميقاً أخر واغلق عينيه بقوة وهو يدعك رأسه بعنف..
لا لا .. لن يترك غراً كذاك يفسد ماخطط له.. ولاأن يأخذ منه تلك الحورية التي ستفك روحه من عقالها وتدعوها الى الحياة الحقيقية بعد طول سجال مع ذاته الغريبة التي لم يجد لها قرار!!
...
باريــس..
مساء ليلة مشابهة .. باردة ..قارصة ..
وهي تقف وحدها .. في مواجهة زوجة عمها الغامضة ..
-لا أستطيع الخروج لهم هكذا؟؟
هتفت بيأس لتصيح ايفا بعناد:
-نحن لم نخطط كل تلك الايام لتجبني في النهاية سولي.. انت يجب ان تخرجي وتري الجميع كم أنك جميلة..
اشاحت سلمى بيأس تخفي وجهها بين كفيها وتصيح:
-ولكنني عارية .. انظري الي..
نظرت لها ايفا مصعوقة .. كانت ترتدي ثوباً ناعماً من الحرير المطعم بالدانتيل باللون الاخضر الغامق بزهور بلون دخاني زينت حاشيته.. بكم قصير وفتحة عنق ضيقة .. في حين رفعت شعرها مكوماً خلف عنقها بطريقة أنيقه أخفت طوله وكثافته الغزيرة لتترك خصلات ملتوية على جانب وجهها فقط .. كانت زينة وجهها على بساطتها المفرطة قد أبرزت جمالها المميز وحافظت على لون بشرتها الحنطي المميز..
-أنت ترتدين ثوباً مغلقاً من الرأس الى العنق ماذا تريدين اكثر؟؟
-شعري؟؟! ذراعاي..
همست باضطراب وأضافت:
-الثوب ضيق ويكشف جسدي..
-أنت جميلة جداً سولي.. توقفي عن ظن العكس او التشكيك بنفسك حبيبتي..
نظرت لها بعجز لتقترب ايفا مصرة على ماتريد:
-سينظر الجميع لك باعتبارك آية من الجمال فلما تظنين على نفسك هكذا احساس...
-ولكن .. عائلتي..
ترددت .. بخوف وعينيها تتسعان بوجل:
-لو رآني أحد اخوتي؟؟!!
-ومن اين سيأتي اخوتك الان؟؟
صاحت ايفا بضيق.. لتنكمش سلمى متراجعة امام الاصرار .. اصرار أمرُ من السحر.. لتقترب تلك المشعوذة كما بدت لها في تلك اللحظة هاتفة بصوت ناعم كنعومة جلد افعى رقطاء:
-انصتي لي سولي.. أنت تستطيعين ان تعيدي فراس صاغراً لباريس.. تعيدينه لك وتمارسي حياتك الطبيعية كزوجة .. يجب ان تغريه بالعودة اليك .. لايجب ان يأتي ويراك كما كنت؟؟ كما تركك.. يجب ان يشعر بما فقده .. بمايمكن أن تقدميه له..
نظرت لها بتشتت فأصرت عليها:
-أنت الوحيدة القادرة على اعادته لصوابه .. فقط باثباتك انك أنثى أجمل وأكثر جرأة من كل من عرفهن بحياته قبلك.. ألاتفهمينني؟؟
هزت رأسها بخوف.. بقلق .. هي لاتفهم .. لاتستطيع فهم مالذي تجنيه تلك المرأة مما تفعله معها.. أحقاً تريد اعادة فراس لها .. فراس الذي لم تسمع منه منذ اسابيع طويلة .. سوى بضعة اخبار توصلها لها ايفا من وقت لأخر.. حتى عمها سالم .. والذي منذ عودته الى باريس قبل اسبوعين وشجاره المهول مع زوجته بسبب ماقاله ان سيادة تفضل البقاء مع زوجها وهو لايبقى في القصر سوى لساعات قليلة من وقت لأخر ويعود ليغادرهم .. تاركاً اياها فريسة للمرأة الفرنسية التي استحوذت عليها بالكامل..
لن تقول انها مستاءة ممافعلته لها ايفا .. فهي اصبحت اكثر جمالاً وثقة .. اكثر ايجابية .. حتى انها تعلمت بعض الفرنسية بفضل الدروس المكثفة التي تلقتها منها .. والان .. انها تواجه أكبر تحدٍ في حياتها .. انها تواجه نفسها .. عاداتها وتقاليدها .. دينها الذي تشبعت به منذ نعومة أظفارها ..
-لاتفكري سولي..
همست الى جوار اذنها .. بفحيح ارسل قشعريرته على طول عمودها الفقري..
-لن تتركي تردداً بسيطاً.. يقضي على ماخططنا له طيلة الاسابيع الماضية.. ولاتنسي ان فراس في طريقه الى هنا هذه الليلة ألاتريدينه ان يرى كم أنت جميلة؟؟
نظرت لها بقلق لتقبض ايفا على كفيها بقوة وتقول مشجعة:
-لاتترددي ياابنتي.. لاتتركي نفسك للشكوك .. كوني قوية .. وافعلي ماتدربنا عليه.. هيا.
بقي القليل فقط .. القليل فقط من التردد والعظيم من القلق .. وخطواتها البطيئة تتبع ايفا الى حيث الحفل الذي تقيمه للترحيب بها وتقديمها لأصدقائها كزوجـة لابنها الغائب..
خطواتها اثبتت تقدمها الكبير .. فبرغم قلقها وخوفها الكبير جائت واثقة .. هادئة متمهلة .. تتقدم نحو جموع الناس الالتي امتلأت بهم الصالة الواسعة .. وكأنها تفعل هذا طوال عمرها .. حتى وجهها الذي اصطبغ بالحمرة القانية .. ويدها التي ارتفعت بغريزية لتلامس شعرها جائت حركة دلال فاتن حبست انفاس الجمع المتشوق لرؤية الفتاة الجديدة لعائلة العزب ..!!
-انت جميلة .. فلاتخشي شيئاً..
همست لها ايفا بتشجيع قبل ان تتركها تواجه بعينيها الجمع اللاهث خلف التعرف عليها .. وبنقرات أنيقة على كأس شراب تحمله .. جذبت انتباههم .. لتعرفهم على الجميلة الخجولة ..
ورغماً عنها .. رفعت سلمى عينيها تلتقي اعينهم رأتها تحمل تساؤلات .. وابتسامات .. ثم رأته .. ليرتجف قلبها بخوف غريزي وهي ترى نظرته القاتمة .. برودة اجتاحتها .. وهي ترقب اقترابه منها .. بشكل مخيف.. ارادت التراجع ولكن .. لا .. ليست هي من تخشى أحد بعد الان ..
وقفت رافعة رأسها.. تواجهه..
-مرحباً بك سيدتي.. يالها من طلة مبهرة ..
لم تبتسم رداً على ابنسامته اللزجة .. على العكس.. واجهته ببرود .. لم يرتح قلبها قط لهذا الرجل.. ولن تفعل.. هذا الرجل الذي يكره أخيها .. وعائلتها كلها .. بسبب عشقه لسيــادة ..!!
-مرحباً بك سيد عبدالعزيز..
اجابت بجفاء ليرتفع حاجباه بمرح وهو يقيمها بنظرة عابثة جعلتها تشعر بالاشمئزاز:
-ولما هذه الرسمية سولي.. اننا أصدقاء..؟؟
حدجته بنظرة قاسية جعلته يتراجع بارتباك وهي تقول بصوت خافت بارد:
-انا لست صديقة لك.. واياك ان تتبسط معي بالحديث واياك ان تنادني ب سولي.. أتفهم؟!! ولاتظن انني لااعرف ماتريد.. فابتعد عني قبل ان اسبب لك فضيحة..
تراجع اكثر وهو يعقد حاجبيه بعصبية في حين اقتربت ايفا هاتفة :
-سولي... ارى انك وعزيز قد التقيتما مجدداً..
-يبدو ان كنتك عصبية قليلاً ايفا..
قالها متوتراً لتضحك ايفا وتجذب سلمى اليها:
-لاتزعجها عزيز .. فهي بانتظار فراس الذي تأخر كما يبدو .. هيا بنا سولي لدي اشخاص كثر اريد تعريفك بهم..
تجاهلته سلمى كلياً وهي تتوجه مع حماتها حيث مجموعة من الاصدقاء لتتعرف بهم في حين وقف عبدالعزيز ينظر بإثرها بعينين ضيقتين.. منذ عرف بأمر عودة سيادة لأخيها المجرم .. وهو يخطط للانتقام منه .. وماهو افضل من استخدام اخته الصغرى لفعل هذا؟؟ وابتسم بشماتة يتخيل فقط ماقد تؤول اليه الامور حين يسبب لذلك الشيخ الفضيحة المثلى .. ويقضي عليه تماماً .. بمساعدة شقيقته !!
***
كان يوماً متعباً للغاية ..
جلست مرهقة.. تضع مرجعاً ضخماً على الطاولة أمامها وتنظر له بغيظ .. مالذي جعلها تقترح عليه ذلك الاقتراح الاحمق باستكمال الدراسة؟؟!! تكاد تشد شعر رأسها من فرط غبائها.. لقد نسيت كل شيء عن المذاكرة والدروس وغيرها .. والان كمن رموا بها الى بحر متلاطم وهي لاتجيد السباحة.. وعليها أن تنقذ نفسها ..!!
زفرت بضيق وعقدت حاجبيها وهي تدير بصرها بمن حولها .. كانت في كافيتيريا صغيرة جميلة بداخل الحرم بانتظار انتهاء رعاد من محاضراته ليعودا معاً .. خفق قلبها بعنف وهي تذكره .. واحمر وجهها كعادتها في الايام الاخيرة .. فعلاقتهما بعد تلك الليلة اليتيمة لم تعد كما كانت قط .. تعرقت يديها وهي تتذكر كيف قضت تلك الليلة نائمة على صدره .. يهدهد دموعها برقة لم تعرفها قط .. كل خوفها ورعبها منه في الماضي اختفى.. لم تشعر يوماً كما شعرت وهي بين يديه .. لم يطالبها بشيء.. لم يرغمها على شيئ.. لم يفعل سوى ضمها بين ذراعيه بقوة .. وتحمل دموعها التي سكبتها بغزارة.. حتى نامت..
وحين استيقظت لم يكن معها .. كان يؤدي الصلاة في المسجد .. وبعد أن عاد .. وحتى هذا اليوم .. لم يذكر تلك الليلة .. وكأنها لم تكن .. لم تحدث قط الا في مخيلتها .. وحدها .. !!وبعدها بأيام جاء يخبرها انه وجد شقة جديدة .. قريبة من الجامعة وبغرفتي نوم منفصلتين !!
تنهدت وفكرت.. هل غضب مني تلك الليلة؟؟ ربما فعل؟؟ لقد أزعجته .. وفعلت مالا يغتفر بذلك الاستسلام المذل والمروع ..
-غزوووولة ..
انتفضت بذعر وهي تلتفت للفتاة ذات الحجاب الاصفر والملامح المرحة والتي أخرجتها من دوامة افكارها المجنونة بطريقة عابثة تراقصت لها عينيها حادتي الذكاء بمرح:
-هبة يامجنونة أخفتني..
ضحكت هبة .. زميلتها وصديقتها الجديدة وهي تحتل المقعد الى جوارها قائلة:
-اني اناديك منذ ساعات وانت في عالم اخر؟؟ بمن كنت تفكرين .. اعترفي؟؟
قالتها تغمز بعينها بخبث تورد له وجه غزل وهمست بخفوت:
-انت عديمة الحياء..
ضحكت هبة بصخب جعلها تحتقن خجلاً وجذب انظار الفتيات حولهن ورأت غزل احداهن تنهض لتقترب منهما هاتفة:
-هبة ؟؟!! ضحكتك ستصل الى مكتب العميد .. الن تكفي عن هرجك هذا؟؟
استمرت هبة بالضحك غير ابهة لماتقوله الفتاة التي نظرت لغزل بوقاحة :
-أنت طالبة جديدة؟؟
لم ترتح لها غزل .. نفور غريزي واجهت به الفتاة ذات العينين المثقلتين بالكحل ووجه اثقلته الزينة في نهار جامعي ..!!
-اي قسم تدرسين؟؟
تنحنحت غزل وهمست بتردد:
-تقنية معلومات..
رفعت الفتاة حاجبيها وهمست:
-لاتكثري جلوسك مع هذه الهرجة والا فأنك لن تغادري السنة الاولى.. ابداً.
عقدت غزل حاجبيها بانزعاج من فظاظة ماقالته ونظرت لهبة التي توقفت عن الضحك ونهضت تواجه الفتاة قائلة بحنق:
-مالذي يزعجك رانيا؟؟ لما أنت متضايقة من ضحكي هكذا؟؟
-لأننا نذاكر هنا ياهبة ولسنا في مقهى..
تلفتت هبة حولها تطالع المكان قبل ان تعيد انظارها للفتاة امامها هاتفة بحدة:
-بل اننا في مقهى.. ونحن نأتي هنا للاستراحة من الدروس لو رغبتي بالمذاكرة فتوجهي للمدرج ..
-توقفا عن هذا..
نهضت غزل بسرعة هاتفة بذلك تقف امام الفتاتين اللتان ارتفعت حدة اصواتهما عن المقبول امام الجميع في حين نظرت لها رانيا بحدة وصاحت:
-خذي صديقتك واذهبا للحديقة اذا اردتما الضحك والمزاح اما الجميع فيرغب بالهدوء.
-ومن قال هذا انت؟؟!!
صاحت هبة بعناد لتزفر غزل بضيق وتحاول التدخل لتقطعها رنة هاتفها وترى اسم رعاد ينيره.. فعرفت انه لابد ينتظرها في المكان المعتاد .. لذا جذبت هبة من ذراعها وقالت بارتياح:
-لابأس هبة تعالي ..
ثم التفتت للفتاة الاخرى وقالت بتوتر:
-اسمعي سنترك لك المكان كله..
الا ان هبة صاحت بعناد:
-لن اغادر لأي مكان..
زفرت غزل وصاحت بها:
-تعالي هبة لقد جاء رعاد ..
زفرت هبة بحنق وهي تأسف مجيئه المبكر .. في حين نظرت رانيا لغزل بحدة وهتفت:
-رعااد؟؟ تعنين رعاد العــزب؟؟
ضاقت حدقتا غزل وهي تحدق بالفتاة وعقلها واشياء أخرى تستشيط ناراً بمجرد ذكر اسمه منها في حين قالت هبة بسرعة:
-اه صحيح رعاد دفعتك اليس كذلك؟؟

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 06-12-13, 01:45 PM   المشاركة رقم: 2622
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائد scoop من البارت15 رواية قمة في ال

 
دعوه لزيارة موضوعي

نقلت الفتاة بصرها بينهما وقالت بخشونة:
-انه زميلي هذا صحيح؟؟ من اين تعرفانه أهو أخوك؟؟
-انه زوجــي..
قالتها ببرود .. يخفي النار التي اشتعلت والتي استعرت أكثر وهي ترى شحوب من تقابلها وتقارن الاسم في ذاكرتها منذ مدة باسم الفتاة لتضع لها صورة واضحة .. قبل ان تشيح عنها وتقول لهبة بحدة:
-هيا هبة .. فرعاد يكره الانتظار..
وتحت أنظار رانيا المذهولة تجاوزتها الفتاتان للخارج حيث تسارعت خطوات غزل الحاسمة تتبعها هبة التي شعرت بتغير ماحولها ولم تلتقط سوى شذرات كهربائية لم تفهمها ..
-غزل؟؟ ماذا كان هذا بالضبط؟
-لااعرف..
حسمت غزل بحدة وعينيها تجولان في الموقف القريب عن سيارة زوجها البيضاء والتي اقتربت منهما بسرعة .. كانت اعتادت في الايام الماضية على ايصال هبة معهما لقرب منزلها منهم وارتياحها لها..
حالما جلست الى جواره رمقته بطرف عينها كانت ملامحه مشدودة كعادته .. وبالكاد رد السلام الذي القته عليه هبة بصوت خجول ..
اما هي فقد اختارت الصمت كي تستطيع هضم ماتشعر به وفهمه .. لهيب حارق امتد عبر جسدها كله وهي تسمع اسمه من تلك الفتاة .. لابد انها هي.. تلك التي وجدت اسمها على هاتفه..
غصة امتلأت بها حنجرتها وهي تغرق عينيها في الطريق الممتد امامها ويبدو بلانهاية ..تشعر بجفاف في حلقها ورغبة بالصراخ ولاتدرك السبب ..
اوصلا صديقتها مع وعد باللقاء في اليوم التالي .. قبل ان يمضي رعاد بالسيارة نحو منزلهما القريب وهنا قالت بشرود:
-احتاج لشراء بعض الاشياء من السوق؟؟ أتأخذني اليوم؟؟
رأت انقباض اصابعه حول المقود وهو يهمس:
-ليس اليوم .. لدي عمل كثير..ربما نذهب غداً..؟؟؟
رضخت بصمت.. وامتد بهما حتى ولوجهما الى الشقة الفسيحة .. الباردة .. شعرت بالقشعريرة تقرصها وهي تتجه الى غرفتها لتلوذ بها قبل تحضير الغداء كالعادة .. جلست حائرة في تلك المشاعر التي عادت تهاجمها دون تفسير مقنع تهنأ به ويخفف عنها قلقها واستغرابها من حالها .. لم تفهم لما يجب ان تغضب من امرأة تنادي باسمه امامها؟؟ هاهي هبة تفعل دون ان تثير في نفسها ذلك الألم والحقد؟؟
فلم تلك؟؟ نهضت بعصبية تأخذ حماماً دافئاً قبل ان تغير ثيابها الى ثوب قطني طويل ومريح ثم وقفت أمام المرآة تربط شعرها الذي بدأ يستطيل حتى وصل الى رؤوس كتفيها .. عقصته بسرعة وجائت بطرحتها لتضعها عليها حين توقفت يديها في الهـواء ..وحدقتاها تتجمدان عليها في المرآة ..
مالذي تفعلينه ياحمقاء؟؟!!
سمعت الصوت ينهرها بسخرية .. فابتلعت ريقها وتسمرت تنظر لذاتها التي واجهتها بسخرية وحنق..
" لقد سبق ان رآك دون غطاء.. لقد سبق أن رأى شعرك وعنقك .. سبق ان لامسه بيديه.. وأكثر؟؟
احتقن وجهها وهمست مخنوقة:
-ولكن.. انا لم..
"توقفي عن التبرير.. أنت زوجته بحق الله .. وقد سبق له رؤيتك فلم تزيدين المسافة بينكما بهذه الطريقة؟؟
-لا استطيع الخروج له هكذا؟؟ ماذا سيقول؟؟
فكرت بهلع ليعاود الصوت بعصبية " لن يقول شيئاً ياحمقاء.. رعاد لم يطالبك بالحجبة عنه ولن يفتح فمه ؟؟!! كل مافي الامر انك ستكونين أكثر راحة في منزلك.. لاتستطيعين البقاء بالحجاب داخل وخارج البيت..
لانت ملامحها وهي تلامس خصلات شعرها الذابل والصوت يعاود اصراره " انظري الى شعرك .. انظري الى تقصفه وذبوله .. انت تخنقينه.. دعيه يتنفس ياحمقاء.."
عضت شفتيها بتوتر وهي تفكر..
ولم لا.. هو رأها من قبل.. ماذا سيضر؟؟ انها حقاً تخنق نفسها دون اي داعٍ .. ؟؟!! في السابق كانت تحرر نفسها أثناء غيابه ولكن الان ؟؟!! فهي لاتكاد تفك خناقها سوى ليلاً وقت النوم؟؟
ابتلعت ريقها بتوتر وجلست تقرض اظافر يدها اليمنى بعصبية.. مابين هذا وذاك لاتكاد تستطيع اتخاذ القرار.. ولكن .. يجب ان تكون شجاعة .. يجب ان تتخذه..
نهضت بحدة وهي تقرر ان تخوض التجربة ..لن تكون جبانة بعد الان .. انها قوية .. نعم انها قوية وشجاعة..
-مالذي يمكن أن يحدث؟؟
فكرت بصوت عالٍ قبل أن تقف بشجاعة وتتجه نحو الباب سافرة الرأس.. وماان أمسكت مقبضه بيديها حتى اجتاحتها حرارة قوية .. وهانت ركبتيها تحتها .. ووجدت نفسها تعود راكضة لأخذ غطاءها واحكامه حولها وقلبها يرتجف .. وهي تفكر ملياً .. ان الشجاعة لاوقت لها حالياً ..!!!
***
نقرات ناعمة على زجاج النافذة ..!!
عدة نقرات متتالية..
فتحت عينيها بسرعة .. وانصتت أذنيها لبرهة..
مطــر؟؟!!
فكرت في غمامة من مشاعر النعاس والاستكانة .. شعرت بالبرد يغزو قدميها العاريتين فاقتربت غريزياً من مصدر الدفئ القابع قربها تلامسهما بقدميه وهي تدفن رأسها في جنبه كقطة سيامية تعشق دفئه .. وهي تدمدم راضية بهناء .. وابتسامة ناعمة تزين شفتيها ..
حين عادت النقرات ..
فجعدت انفها بانزعاج قبل ان تفتح عينيها مجدداً ..
انه مطر؟؟ فكرت بتشوش.. وتأوهت بانزعاج وهي تحاول الابتعاد عنه .. الا ان ذراعه الملتفة حولها ككماشة لم تفكها .. نظرت له بسرعة وقد استيقظت حواسها كلها بلحظة ..
كان غارقاً في النوم .. ابتسمت وعينيها تلمعان وهي تبعد ذراعه الثقيل من حولها باصرار قبل ان تنهض من فراشهما لتقترب من النافذة على أطراف قدميها وتطلع بابتهاج لأول بادرة للشتاء تراها في ذلك القفر.. مطـر.. حاولت فتح النافذة الثقيلة ولكنها لم تفلح .. المزلاج القديم أبى بعناد الاستجابة ليديها الصغيرتين.. زفرت بحنق ونظرت للساعة التي قاربت ساعة الفجر .. وناظرت زوجها بتردد قبل ان تقترب منه وتجلس على حافة الفراش قربه تنظر له بوله.. كم يبدو وسيماً .. فكرت عاشقة ..
خشونته .. ذقنه النامية باهمال .. خصلات شعره المتهدلة على جبينه السمراء.. عيناه المغلقتان بارتخاء..
شعرت بقلبها يخفق بقوة وهي تمد يدها لتلامس جانب وجهه بأطراف أصابعها .. بحالمية رقيقة .. قبل ان تنحني وتلامس انحنا فكه القوي بشفتيها .. قبلته بنعومة كما تحط عليك فراشة.. كما تداعبك قطرات المطر.. بخفة ورقة لاتكاد تُحس..!!
ثم احاطت كفه المستكينة على صدره بكفيها .. ورفعتها الى شفتيها .. تقبل اصابعه الطويلة االواحد بعد الاخر.. قبل ان تريح كفه الضخمة بخشونتها المحببة على مقدمة صدرها بالقرب من خافقها المرتجف وهي تهمس باسمه بنعومة فائقة ..
حين فتح عينيه لم يتخيل ان ينظر الى تلك العينين الصافيتين .. لم يتخيل ان يستيقظ ويغرق في حلم باهٍ كهذا الذي يربض امامه .. رمش عينيه بقوة وهو يسمع همسها باسمه ناعم وخطر على دقات قلبه التي انتفضت بلاحول ولاقوة:
-قحطــااان.. استيقظ..
فتح عينيه بقوة ونظر لها هاتفاً:
-هل حدث مكروه؟؟ ماذا هناك؟؟
رفعت حاجبيها بعبث وهمست:
-لم يحدث شيء؟؟ لم يحدث سوى كل خير..
عقد حاجبيه لتقترب منه هامسة الى جوار أذنه بعاطفة:
-صباح الخير ياشيخ ..
وقبل أن يرد .. كانت تمرر شفتيها بخفة على جانب وجهه .. مروراً بوجنته الخشنة ليغمض عينيه باستسلام لذيذ لمشاعرها المتدفقة وهي تعيد عليه التحية بطريقة بطيئة وناعمة حركت مشاعره وبقوة ..
يالله ماتفعله به.. كيف تخرجه من بروده وتسلط عليه جنونه .. كيف تحرك فيه مشاعر لم يعتقد يوماً بوجودها سوى في من خفت عقولهم .. كم من مرة حاول لجم اعصابه.. السيطرة على عاطفته امامه ولكنه لم يقدر..
دائماً ماكان يحاول افراض قوته على نفسه .. يقيدها .. يحكم العقل على العاطفة .. حتى تنظر له بتلك الجوهرتين النادرتين .. وتندس بين ذراعيه تناجيه بصوتها المغوي .. تذوب كقطعة ثلج في أحضانه.. استسلامها اللامشروط له كان يذيب عظامه .. يفقده قوته.. بالكاد يهيمن امامها على كبريائه.. بالكاد يقدر..
-سيــادة ..
ابعدها عنه هامساً بخشونة لتنظر له بوله ليبتلع ريقه بصعوبة ويستقيم في رقاده قابضاً على كتفيها بقوة:
-مالذي ايقظك في هذه الساعة؟؟
يارب الكون.. ساعدني..
تضرعت بأسى وهي تحاول السيطرة على مشاعرها .. فقط لتبتعد عنه قليلاً .. كي لاترتمي بين ذراعيه وتطلب منه بل تترجاه حتى يضمها اليه ويدعها تقبع هناك .. الى جوار دقات قلبه القاسية ..
تنهدت هامسة:
-مطـر..
عقد حاجبيه بقوة لتواصل باسمة:
-السماء تمطر..
-مطر؟؟!!
تسائل بخشونة مجلياً حلقه من اضطرابه لتبتسم اكثر وتومئ برأسها مشيرة للنافذة:
-نعم انها تمطر..
-أيقظتني لأنها تمطر؟؟
-النافذة لم تفتح لي..
بررت بضحكة مكتومة وهي ترى علامات نفاذ صبره الوشيك .. لينهض بسرعة متجهاً للنافذة ويفتحها بسهولة وهو يقول بحنق:
-هاهي نافذتك..
قالها واستدار عائداً للفراش لتتشبث بذراعه معترضة:
-الى أين تذهب؟؟
نظر ليديها بحدة قبل ان يرفع عينيه لعينيها المتحديتين وهي تهمس :
-ماالفائدة لو لم تشاركني؟؟
حملت ملامحه حيرته لتضحك بصفاء وتجذبه لها.. وقفا أمام النافذة المشرعة .. وقطرات المطر تمتزج بالتربة الطينية وترفع رائحتها الزكية .. وبرودة منعشة تنتشر في الهواء حولهما وسيادة تغمغم متنشقة الهواء بعمق:
-أليست منعشة.. ؟؟!!
نظر لها قحطان لايصدق ان هذه المرأة بالغة الانوثة تثيرها رائحة التربة المبلولة بالمطر.. نظر لها وكيف شعت عينيها بالاثارة وهي تقف متولهة بالمطر عبر نافذة ضيقة .. وحينها انتبه للقطرات التي وصلت اليها .. أندت كتفيها العاريين .. فجذبها هاتفاً بخشونة:
-لاتقفي بهذا الثوب امام النافذة..
نظرت له بخبث وابتعدت تضع يديها على خصرها هاتفة بمكر:
-مالذي لايعجبك بثوبي الان ..أذكر بأنه اعجبك بشدة ليلة امس؟؟!!
اتسعت عيناه لوقاحة هذه اللعوب الصغيرة قبل ان ينفجر ضاحكاً وهو يمسح على وجهه بكفه مخفياً احمرار وجنتيه التلقائي.. نعم يذكر .. بالتأكيد يفعل .. كيف لايعترف بمافعلته رؤيتها بذلك الثوب الاحمر القصير ذو الحواشي البيضاء والذي لم يصل طوله الى ركبتيها ابداً .. !!
اتسعت عيناها بذهول .. وهي تلاحظ احمرار وجهه .. يالله .. كم تريد التغزل به .. كما لم تفعل قط مع سواه ..تريد اسماعه عبارات تزيل التقطيبة عن جبينه .. تريده أن يحمر خجلاً .. مجدداً..!!
كادت تضحك ..هو بكل قوته .. أسدها الجبلي الجبار .. يحمر خجلاً ..
تريد ان تخبره أنه أكثر الرجال الذين رأتهم وسامة .. رغم وحشيته .. رغم نظرة الافتراس التي تتألق في عينيه في كل حين .. اقتربت ترجوها .. ترجوا تلك النظرة التي تشعرها انها امرأة .. بكل ماتعنيه الكلمة من معنى .. امرأة تنتمي اليه هو فقط ..!!
شعر بها تقترب وتبعد كفيه عن وجهه هامسة بمرح:
-أتريدني أن اغيره .. ياشيخ؟؟!
التمعت عيناه بقوة .. بنظرة ارسلت رعدة قوية على طول عمودها الفقري لترتعش لها اطرافها باستجابة غريزية أحاط وسطها بذراعه بقوة.. وبشهقة وجلة.. التصقت به كفيها ترتاحان على عضلات صدره القوية وعينيها تتعلقان بنظرته السوداء المرعبة .. يديه ككماشة أحكمت قبضتها على كتفيها ولم تفلتها..شعرت بجفاف حلقها.. وتعلقت عينيها بعينيه .. للحظات طويلة قبل ان تستجمع شجاعتها وتعاود سؤالها برجفة.. ليبتسم .. مجرد التواء عجيب لجانب فمه .. جعلت امعاءها تلتوي بعنف وهي تشعر بتغير لمسة أصابعه الخشنة .. من القسوة الى النعومة دون مقدمات .. .. تغلغلت أصابعه بين خصلات شعرها الناري بتؤدة ولامست شعيراته الناعمة .. حتى اطرافه .. فابتلعت ريقها الجاف وهي تقاوم السقوط ارضاً بفعل لمسته البطيئة .. اصابعه التي انتقلت من شعرها ولامست ذراعها العاري بتأنٍ مؤلم .. انتفضت له كل اعصابها الحسية .. ورقصت بسببه بجنون..
لمسة خيالية امتدت من أطارف اصابعها المتشبثة بصدره..على طول ذراعها من الباطن حتى عظم ترقوتها.. وهنا تحولت انتفاضة اعصابها لارتعادة مؤلمة .. شهقت لها بخفوت وكتمت أنفاسها.. وهو يحيط عنقها بأصابعه من الخلف ملامساً شعيراته القصيرة بخفة جعلت جسدها يقشعر وهي تستسلم لابهامه يرفع ذقنها لتقع فريسة لنظرته المتوحشة .. عضت شفتيها .. تريد الاحساس بألم ما يخرجها من دوامة العاطفة المهيمنة عليها بتلك الطريقة .. ليتحرك هو ينقض على شفتيها بفمه.. محرراً أسرها بشفتيه.. آخذاً أنفاسها أسيرة بين طيات صدره.. مصادراً حريتها بذراع وبالاخرى يسيطر على رأسها فيميل به بالاتجاه الذي يريد.. مسيطراً .. مهيمناً .. لن تتهمه بالقسوة.. لا لا ..
ليس هذه المرة .. ليس وهو يتأنى في قبلته.. في لمسة شفتيه.. ويديه!!
ليس وهو يأخذ أنفاسها في رحلة بين الغيوم.. وكأنها تطفوا .. ليس وهي تغيب عن الدنيا .. وتتهاوى اسيرة لقوته..
لم يكن يقبلها فحسب .. كان يستحوذ عليها كلياً .. رفعها اليه بمنتهى السهولة والوقاحة .. وكأنها دمية بهلوانية .. طافت قدميها بالهواء.. صرخت بخوف وهي تتشبث بكتفيه وتبتعد عن غزوه المتوحش.. كان يرفعها ليحاذي رأسها رأسها وتقع زمردتيها في عينيه .. وتهاجمها عيناه بوحشية قبلاته.. فجعلت قلبها ينتفض مستسلماً وهي ترفع ذراعيها بخنوع وتحيط عنقه .. طالت النظرة بينهما حتى ظنت انها تغرق ولاشيء قد ينقذها.. حاولت ان تهمس بشيء ما ينقذها.. ولكن حلقها كان جافاً للغاية ..
ولتهرب منه .. من نفسها .. تركتها اليه .. ارتمت عليه تغرق وجهها في جانب عنقه ويديها تلتفان بقوة حوله تتشبث به كخشبة الخلاص الوحيدة .. شهق حينها بقوة .. يسترد فيها أنفاسه الضائعة كما يبدو.. وهمسها ل إسمه يداعب نبضاته الضاربة بجنون..
كانت همسة رجاء .. وصلته بوضوح ليقول بصوت أجش:
-ألا تريدين البقاء مع المطر؟؟
انتفض قلبها لنبرته.. خشونته الرجولية الصاعقة .. حركت كل أنوثتها بمهماز .. قربت شفتيها من أذنه وهمست برعونة:
-مطــري .. هو أنت..
لتترك له حرية الهطول بقوة .. محطماً كل ماامامه .. كسيل عرم..
***
غامت السماء .. منذرة بهطول الامطار كان الجو كئيباً قاتماً للنفس... لم تعرف قط مدى اهتمام الناس بسماء منذرة .. قابضة.. انها تعشق الشمس.. تعشق أشعتها الدافئة والتي تخلص جسدها من كل الادران.. ولكن أين هي هذه الشمس الان..!!
تنهدت بضيق وعادت تناظر الطريق .. تأخر؟؟!!تلك الاسابيع حملت تطور علاقتهما بشكل خيالي.. حبها الواضح وعشقه المنبهر بها كان لايصدق.. كان يحبها .. لم يقلها مباشرة ولكنها استشعرتها .. بعثها في رسائله القصيرة وردتها له بالمقابل .. تنهدت فماستفعله الان ليس سهلاً وان لم تكن حذرة فقد تفقده ..
ضمت ذراعيها اليها وتجاهلت نظرات انصبت عليها من بعض من حولها .. تجاهلت الهمزات والغمزات التي طالتها بوقوفها في تلك المنطقة السياحية التي تجذب العديد من الزوار لمجاورتها للشاطئ.. أشاحت بوجهها للبحر المتلاطم بغضب وهي تكتم احساس بالقهر والعجز يخنقها..
-ناديــن..
التفتت بسرعة تنظر اليه .. كان يقف بالقرب منها .. كيف لم تنتبه الى وصول سيارته هكذا؟؟!! ارادت الركض والارتماء بين ذراعيه.. ارادت ان يضمها بقوة ويبعدها عن كل ماحولها..
-لماذا تأخرت؟؟
همست ليقترب وفي عينيه نظرة غريبة لم تفهمها..
-كنت في الجامعة انهي بعض التقارير..

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 06-12-13, 01:46 PM   المشاركة رقم: 2623
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائد scoop من البارت15 رواية قمة في ال

 
دعوه لزيارة موضوعي

التهمته بعينيها.. كان يخفي نصف وجهه بكشيدة قطنية يلفها حول عنقه باهمال.. فيما انحشرت يداه في جيبي بنطاله الجينز وهوينظر لها بغضب..
-أأنت غاضب مني؟؟
همست بخوف ليقترب معنفاً:
-لما طلبتي ان نلتقي هنا؟؟ هل جننت؟؟ انظري كيف ينظر لنا الجميع؟؟
احتقن وجهها من خلف نقابها وتلفتت حولها ترى النظرات التي احرقتها قبله .. وعادت تنظر اليه هامسة:
-كان يجب أن اراك.. احتجت أن أكلمك وحدنا..
هدر بعنف خافت:
-كان بامكانك الانتظار لأن نلتقي اليوم في منزل عائلتك أم نسيت ان أمك قد دعتني؟؟ أو كان بامكانك المجيئ الى المشفى كما اعتدنا؟؟
خفق قلبها بعنف وهي تستنكر كل ماقاله .. هذا ماجائت له اليوم.. هذا بالذات.. لذا صاحت بحرقة:
-اذا ماجئتك للمشفى فان تلك الفتاة تظل ملتصقة بنا طيلة الوقت حتى لاأستطيع التكلم معك بشيئ.. اما بشأن منزل عائلتي فهو ماجئت اكلمك بشأنه بالتحديد..
-اخفضي صوتك..
صاح بنبرة مهددة لتحبس انفاسها وهو يواصل:
-ترنيم لاتحشر نفسها .. انها بالكاد تجلس معنا..
-انها تحوم حولك ..
همست مخنوقة .. الغيرة تخنقها ظلت تكابدها في الفترة الماضية .. تحاول السيطرة عليها ولكنها لاتقدر..
-انها مجرد طفلة ..
همس باستنكار لتغلق عينيها بيأسٍ وهي تهمس:
-انها امرأة..
تنهد وهو يدرك عقم النقاش الذي يخوضانه للمرة الألف.. بشأن ترنيم.. وهو على موقفه.. لم يرى من الفتاة مايسيء ابداً .. ولن يفعل مايغضبها او يغضب شقيقها.. صديقه..
-اسمعي نادين.. أخبريني بشأن عائلتك ودعيني اغادر.. فلدي عمل.
نظرت له بحرقة .. لو استجابت لما يقوله عقلها لتركته ورحلت.. ولكن لا .. لاليس علي.. ليس حبيبها علي.. تنهدت تسيطر على اعصابها واشارت له ليجلسا على كرسي خشبي يطل على الموج الهادر ففعل..
جلست الى جواره .. بينهما مسافة تموت كل يوم على امل ان تلغيها وهو يصر عليها ..
-تكلمي..
نظرت الى وجهه المكفهر وهو يسقط عينيه على البحر بقوة متجاهلاً النظر اليها لينتفض صدرها بألم وتتجاهل غضبه الواضح وتمد يدها لتجذب وجهه نحوها هامسة:
-ألاتريد حتى النظر الي؟؟
اغمض عينيه بحرقة وامسك كفها بقوة يبعدها عنه.. لتتأوه بألم وتصرخ به:
-ماذا دهاك علي؟؟ لم أنت غاضب مني؟؟
اعتدل في جلوسه مواجهاً اياها وصاح بعنف:
-لأنك ترفضين العودة الى منزلك.. ترفضين العودة في حين ان خطر زوج امك قد انتهى.. والشرطة تبحث عنه في كل مكان بسبب اتهامات امك له وهو لن يخاطر بالتعرض اليك..
اتسعت عينيها باندهاش:
-من قال لك كل هذا الهراء؟؟
ارتبكت عيناه للحظة قبل ان يقول بتوتر:
-امك.. هي قالت بأنها قامت بابلاغ الشرطة واتهمته بسرقة مصاغها والكثير من الاموال,, بالاضافة للتعرض لها بالضرب..
ضحكت نادين بسخرية .. ضحكت حتى أدمعت عينيها وهي تفكر بما قالته امها له.. يالله كم تعشق امها تاليف القصص واختراعها.. كم تعشق الكذب..
-لماذا تضحكين؟؟
نظرت له بأسى.. ماذا تقول.. بماذا تفسر كلام امها الذي لايعقل ان يكون حقيقياً .. فالشرطة لن تعرف بالامر ابداً .. ليس عن طريق عائلتها فلو حصل لكانت امها في السجن قبله بكثير؟؟!!
-الامر ليس هكذا؟؟ انا ..
وترددت .. قبل ان تهمس:
-لاأشعر بالأمان هناك..
-وتشعرين به هناك عند رفيقتك وزوجها؟؟
قالها بحرقة .. حرقة غيرة ادمت قلبه وجرحته في العمق.. واستشعرتها هي بقلب أنثى عاشقة ..ارتجف لها قلبها ورقص بفرحة طاغية ..
-أكل هذا الغضب لأنني باقية مع رفيقتي؟؟
همست متسائلة ليهمس بغيظ:
-ولاتنسي زوجها؟؟
ضحكت برقة هامسة:
-تغار؟؟!!
التفت لها وعيناه يملؤها الغضب:
-بالتأكيد أغار.. مالذي تظنينه عني؟؟ اغار لدرجة انني اشعر كل ليلة برغبة في الذهاب اليك والسهر على باب غرفتك كي لايتعرض لك بسوء.. اغار لدرجة انني اكره فكرة بقاءك هناك في منزل رجل غريب.. تأكلين من طعامه .. تحتمين بسقفه وتأوين اليه.. مالذي تظنينه نادين..؟؟
اتسعت عينيها بذهول وهي ترى انتفاخ اوداجه بغضب.. وتقارنها بأنفاسه التي ينفثها بعنف .. احمرار وجهه ولمعة عينيه.. لم تملك سوى الابتسام .. ابتسامة دفعت بالدموع لعينيها وهي تشعر بأنها ولأول مرة في حماية رجل.. رجل حقيقي بكل مافي الكلمة من معنى..
-لاتفعل..
نظر لها بعنف لتكمل هامسة:
-زوج صديقتي ليس هنا.. لقد سافر في اليوم التالي لمجيئي عندها .. فهو يعمل في منطقة اخرى..
عقد حاجبيه بحنق لتضحك بفرح وهي تواصل:
-أمها تبقى معنا نحن الاثنتين فلاتقلق..
-لما لم تخبرينني بهذا قبلاً؟؟؟
هدر بعنف لتعاود ضحكها بفرحة لاتخطئها عين في حين ارتبكت حواس علي وهو يسمع نغمات ضحكاتها الفاتنة التي سيطرت على دقات قلبه وجعلته يرافقها هادراً ..
-توقفي الناس تنظر الينا..
زجرها بخشونة لتحاول السيطرة على صوتها في حين عاد هو يقول:
-ولكنني لازلت على موقفي .. عودي لمنزلك.. لامبرر لعدم عودتك.
توقفت ضحكاتها على الفور حينها..ماذا تقول له؟؟ كيف تبرر وتخبره عن كذبهم .. والادهى .. كيف تخبره انها لاتريد الذهاب الى هناك حتى لاتشاركهم خداعهم القذر له..
-أتذهب أنت؟؟
سألته بقلب مرتجف.. لينظر لها بلوم:
-نعم بالطبع.. امك بحاجة لرجل يعتني بها بعد ماحدث..
ابتلعت ريقاً قاسياً وهي تسأل بشحوب:
-ماذا تعني؟؟ كم تبقى هناك؟؟
تنهد بتوتر :
-انا لاأذهب لأبقى انا حتى لاأدخل للداخل.. كل مافي الامر انني اسأل عنها واطمئن.. واذا مااحتاجت لشيء فهي تتصل بي..
عقدت حاجبيها بغضب وصاحت:
-هل اعطيتها المال؟؟
نظر لها علي بحدة وغمغم:
-لاترفعي صوتك نادين..
-اجبني ياعلي..
قالت مصرة ليعقد ذراعيه على صدره ويقر:
-لقد طلبت مني بعض المال..
صاحت بخجل تخفي وجهها بكفيها ليعترض باهتمام:
-لاتستائي نادين انا فعلت ذلك من اجلك..
"وهي تستغلك .. تستغل طيبتك وشهامتك وانت لاتدري"
صرخت في اعماقها .. تريد الصراخ بها في وجهه.. تريد ان ترجوه الابتعاد عن امها وعائلتها.. تريده ان يبتعد ..
-لاتفعلها مجدداً.. ارجوك..
همست بألم .. ليصيح بحنق:
-كيف لا.. انت مسؤولة مني نادين .. كيف لااهتم بمصاريفك؟؟
نظرت له بجزع وصرخت:
-هل قالت ان الاموال لي؟؟
تراجع علي بدهشة وهمس:
-ألم تحتاجها انت ؟؟ بسبب تركك لعملك؟؟
قبضت كفيها بقوة وهمست بغضب:
-لاأصدق انها فعلت هذا؟؟لااصدق انها كذبت بهذا الشكل؟؟
-اتعنين ان النقود...
-النقود لم اخذها ولم اكن لأطلب منك ولو كنت سأموت..
صاحت بحرقة ليحتقن وجهه وهو يقترب منها هامساً:
-لاتقولي هذا نادين.. انا سأعطيك ماتريدين؟؟
نظرت له بألم ... وصاحت بحرقة:
-وماهو المقابل دكتور؟؟
نظر لها باستنكار لتشيح عنه شاهقة بألم:
-ااسفة.. انا حقاً ااسفة ياعلي..
-لم اطلب يوماً مقابل لماافعله معك نادين..
قالها بجفاء .. وقلبه يتخبط بقوة .. عادت بعينيها الرماديتين اليه وهمست:
-اسفة .. انا ..
-أنا احبك ناديــن ..
قالها بثقة .. ليستجيب قلبها بدقات موجعة جعلتها تتأوه بألم وهي تشيح عنه.. ربااااه..كم تاقت لسماعها منه..
وحالما فعلت.. هاهو يستخدمها كسكين يطعنها بها..
-نادين انا قلت لك بأنني احبك..
-لماذا؟؟
همست بتخاذل.. لتتسع عيناه بدهشة.. فيما نظرت له وهمست بعيون عاصفة بالدموع:
-لماذا تحبني انا دوناً عن الاخريات..؟؟!!
-لأنني احبك وهذا يكفي..
-لا لايكفي..
صرخت بضيق .. نهضت تلملم حقيبتها وتهمس بتوتر باكٍ:
-يجب ان اذهب..
-لا لاتذهبي.. ليس الان..
توسل فاعطته نظرة حادة وهي تصر:
-بلى .. يجب ان اذهب واضع حداً للمهزلة التي قامت بها امي..
-دعيني اتي معك..
-بل سأذهب وحدي..
أصرت .. ثم ارست عينيها عليه وهي تقول:
-لاتأتي الليلة.. ارجوك..
عقد حاجبيه للحظات قبل ان يستجيب للتوسل في عينيها ويومئ موافقاً فتبتسم له عينيها وهي تهمس:
-أنا أحبك كذلك علي..
نظر لها بحنق محاولاً السيطرة على فرحته وهو يقول بخشونة:
-الان تذكرت؟؟
ضحكت برقة .. امتزجت بسيل من الدموع وهي تجيل النظر حولها:
-انت اخترت المكان غير المناسب ابداً..
ضحك بسرور وهمس:
-سيكون لنا مكاننا الخاص نادين .. انا وأنت ..
اجتاحتها السعادة بقوة .. كفيض من عبق بحر انعشها فاقتربت تهمس:
-حينها .. سأخبرك كم أحبك بالضبط ..
ابتسم حينها .. ابتسامة غطت كل مشاعره السابقة وغضبه وحيرته مماتفعله في حياتها.. والغموض الذي يلفها وعائلتها ممنياً نفسه بفرصة يخطفها بها بعيداً .. حتى تكون له فقط ..
غافلة عن تلك العيون الزائغة .. تلك العيون التي تترصدها من بعيد.. والتي شعت بجنون .. جنون قذر وهي تراقبهما دون كلل ..
***
طالت الحفلة .. حتى ظنت انها ستقضي عليها قبل أن تنتهي.. كانت محور انظار الجميع .. بجمالها الشرقي الغريب.. سمارها المميز ..مهما فعلت بها زوجة عمها ظلت على تحفظها .. وجهها لم يرتفع لتواجه كل تلك النظرات .. لم تستطع .. لايزال حيائها يقيدها حتى لو ظنت انها تخلصت منه.. كم ارادت الركض والتخفي.. ولكن عمتها لم تسمح ..
كانت ورائها كظلها .. تعرفها على العديد والعديد ممن لم تفقه اسنائهم او حتى شخصياتهم والتي ظنتها عمتها اهم من أن تُهمل بتلك الطريقة..
ارادت الهروب ولم تفلح بهجة الاحتفال بأن تلهيها..؟؟
وهو .. لم يأتي..
بأس وألم ارتسم على محياها وهي تقاوم رغبة ملحة للانفجار بالبكاء بمهانة جمال لم يُعطى حقه تراجعت لتلتصق بالحائط .. في الظل وكأنها تتمنى لو ينشق عن حجر يبتلعها.. ويخفيها عن كل العيون..
نظرت لحماتها بقهر.. ارادت أن تركض اليها .. ان تصرخ بوجهها .. أرادت أن تنفجر ولكنها آثرت الصمت .. آثرت ان تكتمه في اعماقها ..
صبرت.. وصبرت..
تراقب بصمت قلق حماتها وتوترها.. ثم عصبيتها المفرطة وهي تودع آخر ضيوفها وابنها لم يأتي.. لم يدخل حتى.. رأتها تقترب من ذاك اللزج الذي لم يقترب منها بعد ان نبهته بقسوة ألا يفعل.. ورأتها تحادثه بعصبية والخيبة بداخلها تزدهر.. تحركت ببطئ .. جلست بفتور على مقعد ما.. قابع في الظل .. تكاد تلتهمهما بعينيها كم تكرههما معاً .. تكره ذاك الذي دمر حياة سيادة ويحوم الان حول حياتها هي.. وتكره هذه المرأة التي تنوي ولاشك في هذا أن تسبب لها مايسوء.. والاكثر انها تكره نفسها لأنها استجابت لها .. تكره نفسها وتستحقرها للأبد.. كانت تتابع حركتها المتوترة بعينين حادتين تملكان كل الاعذار للانفجار بالبكاء دون توقف واللطم.. والنواح!!.. حتى فاض الكيل .. نعم لم تعد تقدر..
نهضت راكضة متجهة للخارج .. تريد ان تبتعد من كل من حولها وتنئى بجرحها بعيداً ..
-توقفي سولي..
توقفت تغمض عينيها بقوة تمنعها من الانفجار بالبكاء.. تقبض كفيها بشدة حتى هددت أظافرها بالانزراع في باطنيهما..
-الى أين تذهبين؟؟
تسائلت ايفا بتوتر.. لتلتفت لها قائلة بخفوت:
-انا عائدة الى غرفتي..
-لاتفعلي .. لم ينتهي الامر بعد.
-بلى قد انتهى..
صرخت بحدة .. لتتسمر حماتها بدهشة وهي تواصل:
-لن يأتي.. ولدك العزيز الغالي لن يعود لما لاتفهمين هذا؟؟
اقتربت منها وهمست بشحوب:
-بلى انه آتٍ .. لقد وعدني..
حاولت تمالك نفسها.. لم تعرف ماتفعل .. تضحك ساخرة من هذه المرأة ام تجهش بالبكاء..!!ترى لهفتها على ولدها ولاتملك حق التعاطف معها.. ليس بعد صدمتها بابنتها.. ليس بعد ان عرفت ان سيادة تخلت عنهم جميعاً لتبقى مع زوجها؟؟!!
-هو لن يعود..
همست بألم واضافت بسرعة وهي ترى احتقان وجه ايفا:

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 06-12-13, 01:46 PM   المشاركة رقم: 2624
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائد scoop من البارت15 رواية قمة في ال

 
دعوه لزيارة موضوعي

-انا اسفة عمتي ولكنه لن يأتي ..
ثم اخذت نفساً عميقاً قبل ان تقول:
-وأنا لن أنتظره .. سأعود غداً لبلدتي.. وهذا نهائي..
اتسعت عينا ايفا .. وكادت تعترض وبشدة حين جاءهم الصوت الهادئ:
-ماهو هذا الامر النهائي؟؟
التفتتا معاً بذهول .. وتسمرت اعينهما عليــه .. محور احاديثهما الداائم .. وقلقهما المتواصل..
اتسعت عينا سلمى بذهول وتسمرت وهي تنظر الى ذاك الرجل الغريب والمسمى عرضاً زوجها؟؟ والذي لم تلتقيه الا لماماً منذ زواجهما قبل اسابيع.. تسمرت وبردت أطرافها وهي تراقب امه التي ركضت تعانقه وتقبل كل جزء من وجهه الضاحك بتوتر مستقبلاً عاطفتها الجياشة بارتباك..
أما هي فلم تجرؤ على التحرك ..وقفت تعي انها سافرة الرأس ... متبرجة الوجه .. كاشفة الجسد أمام زوجها وبحضور رجل غريب.. اتسعت عينيها .. وبردت كفيها وهي تتخيل ماقد يفعله بها.. الان فقط تدرك انها تتعرى امام رجل غريب لأجل زوجها.. وزوجها هو فراس العزب.. وهي أدرى من يكون آل العزب.. هي أدرى بحميتهم.. جاهليتهم.. قسوتهم..
تجمدت في وقوفها وهي تعي في التو ماارتكبته.. مااقترفته يداها.. وتفكر بكل فزع عماهية العقاب القادم ؟؟؟
تسمرت ولم تتحرك .. بانتظار خطوته التالية.. لاتملك القدرة حتى للهرب.. !!
حبست أنفاسها حين التفت اليها بعد تخلصه من عناق والدته الملح ونظره اليها ...
حينها تراجعت فعلاً .. بذعر ملأها.. وواجهت عينيه المتسعتين بذهول.. بدون تصديق.. برجفة داخلية ورغبة بالهرب بعيداً..
راقبته يقترب منها بتؤده.. تعلقت عينيها بعينيه المتسعتين بغير تصديق..
-سلمى؟؟
تسائل بذهول .. لتتسمر دون قدرة على نطق كلمة.. راقبت ملامحه التي تنقلت عليها باندهاش .. ولمحت في عينيه نظرة ما.. لمعة غريبة .. اثارت فيها رجفة جعلتها تحيط نفسها بذراعيها وهي تنكمش على نفسها .. احمر وجهها خجلاً .. تراجعت ..
-مارأيك بها.؟؟ اليست فاتنة بني؟؟
سمعت صوت حماتها من بعيد .. وراقبت وجه زوجها الذي حمل حيرة .. وتوتر وهو يهمس:
-انها.. انها حقاً..
-فااتنة ..
صدح صوت عزيز من خلفها.. فانتفضت بقوة وهو يقترب يحيط بكتفي زوجها هاتفاً:
-انظر ماقدمت لك ياصديقي.. زوجتك من تحت تلك الاسمال التي جائت بها..
ضحك حينها فراس.. ضحك لتتكون غصة في حلقها وهي تقع اسيرة نظراتهم الثلاثة..تراقبنها باصرار .. بتفررس .. وكأنها على وشك التحول الى شيء ما.. عرض رخيص شعرت معه بالذل..
خنقت انفاسها وكادت تبكي بقهر.. حين اقترب منها فراس وهتف ببشاشة:
-انت حقاً جميلة..
نظرت له بعينين متسعتين .. دامعتين.. ليعقد حاجبيه بتوتر .. ويشعر ان ماقاله لم يكن صائباً .. شعر بالتوتر وهمس لها بخشونة:
-مابك.؟؟ الست سعيدة لأنك جميلة؟؟
لم تفهم ..
حقاً لم تعد تفهم نفسها.. كل ماعملت به في الايام الماضية كان لأخذ هذه الكلمة منه.. ورؤية هذا الاعجاب والتوتر في عينيه.. كل ماارادته هو ردة فعله هذه.. فلم تشعر بكل هذا الألم .. والخيبة..لم تشعر بكل هذا الخوف والضيق..!! تراجعت والغصة تخنقها أكثر.. نظرت له بعينين مغروقتين بالدموع .. وهي تهز رأسها رافضة .. مخنوقة ..
-سلمى ..
همس بتوتر ويده تمتد ليقبض على كتفها .. ولكنها تملصت بسرعة وركضت مبتعدة ..
راقبها بذهول .. وكذلك فعلت ايفا التي صرخت بحدة:
-مابالها هذه المجنونة.؟؟
راقبها عزيز بسخرية .. في حين توترت عينا فراس ونظر لأمه التي تشبثت بذراعه بقوة وهي تهمس:
-حمقاء.. وغبية دعك منها وتعال.. لدينا الكثير لنتحدث عنه..
اراد الاعتراض وعيناه تبحران خلف تلك الباكية .. رأى دموعها قبل ان تبتعد .. لايلومها.. حقاً لايفعل بعد كل هذا الغياب..
-وأنا سأترككما ..
قالها عزيز ..بابتسامة غليظة .. ليبادره فراس:
-لاأخبار من سيادة؟؟!!
أظلم وجهه للحظة قبل ان تصيح ايفا بحدة:
-سأشرح لك كل شيء بني.. تعال معي ..
نقل عزيز عينيه بينهما قبل ان يودعهما ويغادر بسرعة .. حينها جذبت ايفا ذراع ابنها هامسة:
-تعال بني.. لدينا الكثير والكثير لنتحدث عنه ..
أخذهما وقتها الحديث.. أخذهما لوقت طويل ..
وتلك هناك وحدها .. تحدق في الفراغ .. لاتصدق ماحدث لها.. كل تلك الخيبة .. كل ذلك الألم .. لاتعرف لماذا وكيف .. ومالداعي.. !!
انسابت دموعها تغرق وجنتيها محملة بالألم .. والقهر..
مضت ساعات منذ صعدت .. وحدها دون أن يأتي بعدها.. لابد انه هناك برفقة أمه.. تنهدت .. وضمت ركبتيها اليها .. تريد العودة الى بلدتها.. الى أخوتها.. وأمها .. تريد العودة لجدها وجدتها .. تريد النهوض مبكراً لازعاج رعاد.. تريد الركض الى حظيرة الغنم.. والمزرعة .. تريد العودة للاحتماء بصدر قحطان خوفاً من رعاد.. تريد أن ترجع ..
ولكن اين..
بكت شاهقة .. رعاد وعلي.. كل واحد في عالمه الخاص.. حتى قحطان.. لابد انه مشغول مع زوجته.. لم يعد احد لها.. لقد خرجت من دارهم ولم يعد باقياً لها سواه..
وكأنما استدعته من افكارها .. بزغ امامها فجأة ..
لاتعرف متى دخل وكيف لم تشعر به..؟؟
تراجعت بفزع ليرفع كفيه هامساً:
-لاتخافي مني.. لن امسك بسوء؟؟
اتسعت عينيها بذعر رغماً عنها .. وراقبته يجلس بالقرب منها..همست دون وعي:
-أنت لست غاضباً مني؟؟
نظر لها باندهاش.. ثم ابتسم بخفة ورفع كتفيه:
-ولم سأكون غاضباً..؟؟ لا لست كذلك..
عقدت حاجبيها ونظرت له.. باستغراب.. قبل ان يرفع يده ليلامس وجنتها الغارقة بالدموع:
-انت جميلة جداً .. وعينيك باهرة الحسن فلم الدموع؟؟
انتفضت بقوة للمسته .. شعرت انها تود التراجع والاختباء.. وسؤاله هاجمها في الصميم .. كيف لها ان تبكي .. ولم الدموع والبكاء وجل ماارادته تحقق ..لقد عاد .. وكما يبدو ان مظهرها الجديد اعجبه وكثيراً .. كانت ترى الاعجاب في عينيه .. تراه ويثير ذعرها .. اكثر من اي شيء أخر..
-أخبريني..؟؟
عاود سؤاله برقه فهمست مذعورة:
-لاأعرف..
ضحك ونهض بسرعة :
-لا لا .. لايجب ان تبكي الان.. انظري لنفسك .. لديك جمال تحسدك عليه نجمات السينما.. فلم البكاء.. هيا الان انهضي.. لم اسمح لأمي بتناول العشاء حتى تأتي معي..
-عشاااء؟؟!!
صاحت متفاجأة .. فالساعة تجاوزت الثالثة صباحاً ليضحك :
-لم اتناول العشاء وانا جائع .. هيا تعالي..
نهضت بتردد .. ترقبه يمسك بكفها بين كفيه ويهمس:
-ثم أنه سيكون عشاءاً وفطوراً .. فلن تطلبي مني النهوض باكراً بعد رحلة استمرت مايقارب نصف اليوم أليس كذلك..
لم تعرف كيف ترد.. كان مختلفاً .. ربما .. !! احتارت ولم ترد.. تركته يقودها الى الاسفل حيث اعد العشاء بسرعة قياسية .. قبل الفجر بساعات معدودة ؟؟!!!
***
كانت الصحبة راائعة .. فكرت بابتسامة واسعة وهي تتنقل بعينيها بين جديها العجوزين وكيف تسود بينهما مودة ورحمة لم ترها قط من قبل .. وتسترق خلسة نظرات مشتعلة الى ذاك الذي تجاوره وتزرع نفسها في جنبه وكأنها جزء منه .. هكذا قُدر لها أن تكون.. وهكذا تريد..
لاتصدق انها هي .. بجلال قدرها ورفعته تشارك زوجها.. هذا الرجل الفخور القوي طعام افطاره المعتاد مع جديه .. وليس هذا فحسب.. بل هي من أحضر الفطور.. وحضره لهم.. ومن يهتم بتقديم كل شيء..
كانت قد بدأت بهذه العادة المحببة منذ اسبوع.. تستيقظ معه عند الفجر.. وتشارك أمه تحضير لافطور بينما الرجال في المسجد.. ثم ترتبه على صينية كبيرة وتذهب به الى مجلس الجد.. كماكانت تفعل سلمى من قبلها.. في البداية كانت تسكنها الغرابة.. ولكن الان.. أصبح نهوضها المبكر.. أجمل لحظات حياتها..
-أخبريني بنيتي.. متى سيصل عمرو العزب؟؟
احتقن وجهها وخفضت عينيها تلقائياً .. لتسمع ضحكة قحطان المفعمة بالرجولة الى جوارها وهو يقول:
-يالله جدي.. لايزال الوقت مبكراً ..
ضحك الجد قال:
-انت لاتدرك شوقي لرؤيته بني.. ربما تجاوز شوقي لرؤيتك انت نفسك..
نظر لها قحطان بحاجبين مرفعوين هامساً بسخرية:
-مالذي يحدث أخبريني.. هل سيسرق ابنك مني الاضواء حتى قبل ان يظهر على وجوده شيئ اصلاً؟؟
خنقتها غصتها وهي تهرب من عينيه الحاذقتين واللتين شعرتهما ينفذان الى اعماقها ويفضحان كذبتها بكل سهولة .. ياللهول كم تكره الحديث عن الطفل القادم .. والذي يحدث تقريباً كل صباح .. فالجد يسأل عنهما كل حين.. وكذلك والدة قحطان .. فهي لاتدعها تقوم بشيء.. كي لايحدث للصغير القادم مكروه.. مالذي قد يحدث لو عرف احدهم انها كذبت..!!
شحب وجهها وبردت أطرافها ليعقد قحطان حاجبيه باهتمام وهو يشعر بكفها الغارق بين اصابع كفه يبرد!! وهمس:
-أأنت بخير ياسيادة؟؟
اومأت بتوتر:
-نعم لاتقلق.. انا بخير..
ضغط على كفها بقوة جعلتها تضعف.. ترغب ان ترتمي في حضنه وتبوح له بكل شيء.. فقط ليسامحها.. يغفر.. وينتهي الكابوس الذي يظلل هناء عيشها الحالي.. ولكن؟؟!!
كذبتها كانت كالرمال المتحركة.. كلما تحركت للخروج منها .. كانت تغوص بها اكثر..!!
لاتعرف ماعليها ان تفعل.. تستمر بالكذب.. أم تخترع كذبة جديدة للخروج من كذبتها الاولى؟؟
عضت شفتيها بقهر.. وعادت تحاول الانصات لمايقوله الجد .. سارداً بفرحة كيف كانت ردة فعله حين ولد زوجها الذي كان يضحك بسرور مصراً أنه لم يكن قط طفلاً مشاغباً كما يدعي عليه..
لم تتمالك نفسها من الابتسام .. وضحكت ملئ فمها وهي ترى اسلوب الجد المغيظ في اثارة حنق قحطان بحكاياته عن طفولته الشقية ..
-جدي توقف لم اكن كذلك؟؟
قالها بحنق لتضحك جدته بسرور تناصر زوجها:
-بل وكنت أكثر.. انت لم تولد عاقلاً بني.. لقد كنت مجنوناً في صغرك..
تحمست سيادة وهجرت قرب زوجها وهي تجلس الى جوار جدها تتشبث بذراعه بعبث:
-أخبرني المزيد جدي.. هيا..
ضحك جدها في حين قال قحطان بغضب:
-سيادة تعالي الى هنا..
نظرت له بعبث ترفع حاجبيها وتزم شفتيها مغيظة:
-انا سأبقى هنا حتى يخبرني المزيد عنك وبهذا استخدمه ضدك عند اللزوم..
لم يضحك .. كما توقعت .. بل اشتدت عيناه قسوة وهو يشير للمكان جواره ودمدم من بين اسنان مطبقة:
-تعالي.. الان..
ارتجفت بقوة وهي تفلت جدها الذي ابتسم وهمس لها:
-اذهبي بنيتي.. مكانك هنا امام الباب مباشرة وكماتعرفين باب الشيخ لايقفل ابداً ومن يقف يستأذن للدخول سيراك لامحالة .. بينما هناك .. بعيدة ومستورة عن الجميع.. هيا.. اذهبي..
نظرت للباب تلقائياً.. ووجدت ان مايقولانه عين الصواب.. وفعلاً ارعت للنهوض والعودة لمكانها الى جواره حيث همست باعتذار:
-لم اعرف.. ااسفة..
نظر لها بحنق.. ورمقها بشعلة من عينيه وهو يدمدم:
-لاتحاولي مناقشة اوامري بعد الان سيادة أتفهمين؟؟
-كنت أمزح..
همست تسترضيه.. ولكنه أشاح بوجهه بحنق ظهر جلياً على عضلاته المشدودة.. تنهدت واقتربت تلتصق بجنبه هامسة باسمه بصوت دافئ جعل كل اعصابه ترتجف وهو يحاول السيطرة على مشاعره والتفت نحوها زاجراً:
-ألا تستحين..؟؟
شعرت بالارتجاف بين حروف كلمته.. حتى صوته امتزج بخشونته التي تطير صوابها فابتسمت بخبث:
-لا.. لاأستحي..
اختفى الحنق والغب من عينيه لتمتلئ رغماً دفئاً .. وأشاح بوجهه عنها كي لاتكشفه ولكنها فعلت.. وتصاعد دفئه في داخلها كالحمم.. فصدر عنها صوت ناعم .. كصوت هريرة راضية تتمحك بقدمي سيدها بدلال..
وهنا سمعا طرقات قوية على الباب وصوت يصدح بالسلام .. لتسارع سيادة بوضع غطائها على رأسها ناهضة يرافقها قحطان قائلاً لها:
-اذهبي الان..
اومأت بسرعة وسارعت للخروج من الباب المؤدي للمنزل وهي تلقي نظرة خاطفة على الزائر وتعرفته .. زوج فتحية ابنة العم.. كانت لاتزال ترتجف من تأثيره عليها .. وظهرت ابتسامتها جلية على وجهها.. شعرت بحرارة قوية رغم الجو البارد.. لذا انزلت طرف طرحتها عن وجهها .. وهي تعبر الممر الضيق بين المجلس والبيت العامر.. حين توقفت مصدومة وهي تكاد ترتطم بالرجل قبالتها المتحرك بسرعة ..
شهقت متراجعة .. في حين توقف هو يناظرها بذهول.. يتأمل ملامح وجهها الفاتن والذي استعاد نظارته وبهائه.. وتبلدت نظراته على عينيها الزمرديتين وشفتيها المنفرجتان باندهاش لجرأته .. بشرتها النقية وبياضها اللافت المشرب بالحمرة .. وتلك النمشات الناعمة التي تتوسط جسر أنفها تؤكد صهبانيتها الطبيعية..
تراجعت بحدة أكبر وشعت عينيها بالغضب والكراهية وهي تهتف بحقد:
-ابتعد عن طريقي..
صعقه صوتها.. اللهجة الفاتنة.. الراء الغائبة.. النعومة الفائقة دمرت ماتبقى من عقلانيته .. ليقترب بتهور فتتسع عينيها بذعر وتتراجع هاتفة:
-ماذا تريد أيها المجنون؟؟
حينها شع من عينيه الجنون فعلاً.. لم تكذب الجوهرة في كل ماقالته عن زوجها المأفون.. نظرة صاعقة أرسلت رعدة خوف الى اعماقها وهي تسارع بانزال طرحتها وتهتف بتهور زاد من جنونه:
-ابتعد الان وإلا ناديت قحطان وأخبرته عن كل أفعالك ايها المختل...
-ماذا؟؟
همس بفحيح غاضب جعلها تلملم اطراف عبائتها بقبضتها وتستغل مفاجأته لتركض ناحية المنزل .. شاهقة برعب.. وهي تحدث نفسها انه فعلاً مجنون.. ومجنون خطر.. تكفي نظرته اليها..!!
اماهو ..فقد تصلب ينظر بإثرها.. كم كانت جميلة .. جمال صاعق يخطف القلوب.. ولكن؟؟ مالذي كانت تعنيه بوصفها اياه بالمختل.. جُنت عيناه وهو يتخيل ماقد تعنيه بأفعاله؟؟ وتهدده باخبار قحطان..
غامت عيناه بالغضب وهو يتخيل ماقد تعنيه.. معقول انها قد أخبرتها شيء عنهما؟؟
توحشت عيناه وهو يتوعد تلك الزوجة العاصية بمصير اسود في حين تأخذه قدماه الى داخل المجلس..!!
في حين أسرعت سيادة بالدخول الى بهو الدار حيث وجدت هدية مع ابنتها يشربان الشاي وماان رأتها الجوهرة حتى قالت مشرقة بابتسامة:
-لما عدت مبكرة سيادة؟؟
انزلت سيادة طرحتها ونظرت لها بتمعن قبل ان تهمس:
-زوجك عاد ياجوجو..
أفلتت الجوهرة كوب الشاي من يدها وشهقت بذعر لم تقدر على السيطرة عليه .. حملت ملامح وجهها رعبها ومفاجأتها.. في حين انسكب الشاي الساخن على قدميها ولم تشعر.. لتنتفض أمها متعوذة بالله من الشيطان ..

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 06-12-13, 01:47 PM   المشاركة رقم: 2625
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائد scoop من البارت15 رواية قمة في ال

 
دعوه لزيارة موضوعي

وكم كانت عبارتها حقيقية.. واندفعت سيادة تساعدها لتجفف قدمي الجوهرة من باقيا المشروب الذي ولحسن الحظ انسكب معظمه على الارض ولم تنالها منه سوى بضعة قطرات..
-مابك بنيتي.. تعوذي بالله..
قالتها هدية بقلق لتنظر لها الجوهرة بعينين متسعتين هامسة:
-لاتقلقي امااه.. لقد تفاجأت فقط.. فهو.. لم لم يخبرني..
ارتجفت حروفها وهي تنظر نحو سيادة بطريقة جعلتها تبادلها النظرات بقوة.. ياللهول كم تبدو ضعيفة ومغلوب على امرها.. يالله.. تنهدت وأشاحت عنها هاتفة:
-تعالي معي لننظف ثيابك جوهرة..
رافقتها المرأة بصمت حتى غرفتها وهنا همست سيادة بتوتر:
-الى متى هذه اللامبالاة ياجوجو؟.؟ الى متى تتركينه يمارس عليكي كل هذا القهر والظلم.
سارعت الجوهرة لكتم صوتها بكفيها وعينيها ترسلان تضرعاً لاشك فيه وهي تهمس:
-اشش ياسيادة لاتتفوهي بشيء.. اتوسل اليك .. لايجب أن يعرف أحد..
نفضت سيادة كفي المرأة المذعورة وصاحت بها:
-انظري لنفسك جوهرة.. انظري لابنة الشيوخ وماتقوله خوفاً من رجل لو عرف أحد اخوتها حقيقته لعلقه من قدميه أمام الجميع..
بكت الجوهرة بقهر وهمست:
-أنت لاتعرفين شيئاً.. لاتفهمين..
-بل أنت من يجب أن يصحو من غيبوبته.. أنت من يجب أن يعرف ان كل ماتقومين به من تستر على ذاك المجرم يعطيه الجرأة لفعل أكثر من مجرد ضربك واهانتك..
ثم حملت عينيها استنكاراً واتهاماً:
-هل فكرت يوماً أنه قد يقتلك ياجوهرة.. أو ربما يضرب احد ابنائه ويصيبه اصابة خطرة.. هل فكرت بهذا؟؟
انتحبت الجوهرة بصمت لتواصل سيادة بعنف:
-رجال مثله يجب ان يقبض عليهم ويودعوا في السجن.. أتفهمين؟؟
-انه ابــن عمي..
صرخت الجوهرة بقهر.. ورفعت عينين عاصفتين بالألم لسيادة وهي تواصل:
-انه ابن عمي .. ألاتفهمين.. أخر مايمكن أن يفعلوه به أن يحاضروه بشأن الرفق بالزوجة.. ثم يغلقون أذانهم ويهمسون بصمت ان مابيننا هو شأن رجل بامرأته... ولاحق لأحدهم بالتدخل..
اتسعت عينا سيادة برعب وصرخت بها:
-أتظنين قحطان قد يصم أذنيه عمايفعله بك زوجك؟؟
-انت لاتدركين كيف تجري الامور هنا..
همست الجوهرة بألم لتعاود سيادة سؤالها بحنق.. فتنتفض المرأة المسكينة وتصرخ:
-كلهم سواء.. قحطان لن يفعل شيئاً في مواجهة ابن عمه .. لن يمس أحد شيوخ قبيلته من اجل امرأة..
تيبست سيادة.. لم تتحرك وهي تنظر للجوهرة التي نفضت ثيابها ونهضت تمسح دموعها بكفيها هاتفة باضطراب:
-يجب أن أعود الى المنزل.. يجب ان أجهز كل مايحبه.. لايجب ان يعود وبيته بتلك الحال من الفوضى..
راقبتها سيادة بصمت وبداخلها من العواصف الكثير.. أيعقل أن تكون الجوهرة محقة؟؟
انصرفت المرأة وجلست الاخرى تعيد الامر في ذهنا وتقلبه يمنى ويساراً.. لقد ضربها قحطان مرة.. لا بل مرات.. فهل كان معه العذر.. !!
فكرت بتشوش.. والان ان عرف بأمر الجوهرة .. هل سيقف مكتوف الايدي.. ؟؟
لا لا .. مستحيل أن يفعل.. مستحيل..
حينما ضربها قحطان كان الامر مختلفاً..هو لم يتعمد اصابتها بأذى أو احتقارها.. وكان بطريقته يقومها..
وماذا في الامر.. فزوج الجوهرة يقول الشيئ ذاته لها؟؟
اتسعت عينيها بذعر وهي تتخيل مصيرها كمصير الجوهرة .. امرأة خانعة خاضعة لرجل طاغٍ!!!
لملمت طرفي عبائتها عليها.. تدفئ بعض البرد الذي اجتاحها وخطة ترسمها للتخلص من ذاك الاحساس القهري الذي ينتابها بالخوف من مستقبل اسود بالانتظار..
***
أغلقت الهاتف عن صديقتها هبة بعد أن أخبرتها عن موعد اختبار قصير لليوم التالي.. كادت تبكي قهراً .. هي لم تنتهي من احصاء دروس اليوم لتبدأ الاعداد لاختبار..
زفرت بقهر وراقبت المراجع بيديها تشعر بغصة تستحكمها.. لقد رأتها اليوم كذلك .. فكرت بألم ... رأت تلك ال رانيا اليوم.. كانت متألقة وفاتنة تسبقها رائحة عطر ثمينة .. اليوم لم تقترب منها وتحادثها.. بل بقيت تنظر لها من بعيد بنظرات غامضة لم تفقه منها شيء.. ثم رأتها بعدها تحادثه..
استحكمت الغصة حلقها وهي تتذكر ماشعرت به وهي ترى تلك الفتاة تقف بالقرب من رعاد وتحادثه بأريحية ظهرت عليه هو الأخر.. وليس هذا فحسب.. بل كان يضحك .. وحينما اقتربت منهما رأت الفتاة تنظر لها بسخرية ..
قارنت منظرها المتشح بالسواد من رأسها لأخمص قدميها بمنظر تلك الفتاة الملون.. وكأنما تنظر الى حقبتين مختلفتين.. وهو وقف بالنصف بينهما.. شاب مكتمل الرجولة .. راقبتهما بصمت وصدرها يوزعها انهما مناسبان فعلاً لبعضهما.. شابين في مقتبل العمر.. أمام هي.. فمجرد أرملة.. أجبر على الزواج بها تنفيذاً لعادات وتقاليد أعلن لها بنفسه انه يبغضها..
لسعتها الدموع في مآقيها .. لسعتها بقوة تكاد تعميها ..
سمعت الباب يفتح وأدركت انه قد عاد من صلاة العشاء..أحكمت حجابها وجلست تدفن عيونها اللامعة في الحروف والارقام المتراقصة أمامها..
-السلام عليكم..
-وعليكم السلام والرحمة..
ردت بصوت مهتز .. في حين وقف امامها عاقد الحاجبين محاولاً السيطرة على دقات قلبه المتقافزة.. وافترت شفتاه عن ابتسامة حانية..وهو يرى انهماكها في مذاكرتها.. رأى بلمحة عبوسها فهمس متسائلاً:
-لم العبوس؟؟
نظرت له مضطربة ولم تعرف ماتقول.. ليقترب ويجلس الى جوارها على الطاولة:
-ألديك اختبار غداً؟؟
تمسكت بالعذر واومأت برأسها ليعود قائلاً:
-أهو صعب؟؟ بامكاني مساعدتك؟؟
همست:
-قليلاً.. انا لست جيدة في الفيزياء..
ابتسم ومد يده يأخذ المرجع من يدها ويقول بتفكه:
-ولكنني كذلك.. دعيني أرى مالديك..
اتسعت عينيه:
-هل ستساعدني؟؟ ولكن لديك مذاكرة انت الأخر؟؟
-ليس الان.. سأخذ فترة للراحة واساعدك..
ابتسمت تلقائياً.. لتنتقل له الابتسامة وهو يتعلق بعينيها اللامعتين مأخوذاً في حين همست:
-لم لاأعد العشاء.. ريثما تقرأ..
ابتلع ريقه واشاح عن وجهها الفاتن بصعوبة هامساً:
-ممتاز ونسهر الليلة من أجل انهاء هذا..
اومأت بفرح.. ونهضت بسرعة تحضر العشاء والذي سبق أن طبخته.. كانت تدندن بفرح لاتدرك له سبباً وان كان قربه منها بتلك الطريقة جعل كل احشائها تغني وترقص بهجة..
ثم حملت الاطباق لتحضر المائدة.. رأته يتحدث على هاتفه ضاحكاً.. فابتسمت وادركت انه لاريب أحد أخوته.. وضعت الاطباق وعادت للمطبخ حين توقفت متسمرة وقلبها يشتعل وهي تسمع الاسم الذي ينادي به محدثه... رانيا؟؟؟
نظرت له بحدة ورأته يستمر بالحديث وكأنه لايفرق معه بشيء.. كان يبدو مرتاحاً .. مستمتعاً.. ضاحكاً... فلم تحترق هي؟؟
قبضت كفيها بقوة واندفعت الى غرفتها بحنق تزفر غضبها ..
لاتصدق.. لم يحدث تلك الفتاة دوناً عن الجميع؟؟ لقد رأت الكثيرات ممن يشاركونه صفوفه ولكن لم ترى اي منهن تحادثه بطريقة تلك الفتاة.. او تتصل به بكثرة كماهي.. طحنت ضروسها بغيظ .. مالذي تريده منه؟؟ لما تتصل به ألايوجد لديها من يحاسبها على أفعالها المشينة؟؟ فكرت بألم..
ثم نظرت للمرآة .." من حقه أن يفعل؟؟"
فجأها الصوت بهدوء.. به مكر لم تستغه..
-من حقه فعل ماذا؟؟
تسائلت بخشية ليعاود الصوت بهدوء أكبر
"من حقه البحث عن فتاة يعيش معها حياته الطبيعية.. فتاة تقدره وتميل اليه كمايبدو.. فتاة لاتلتزم حجرتها طيلة الوقت.. فتاة لاتلزمه باتخاد اقصى معايير الالتزام والتحشم وهي برفقته وكأنها غريبة وليست زوجة؟؟"
نظرت لنفسها مصعوقة والصوت يواصل بمكر:
"فتاة لاتحرمه حقوقه حتى بالمعاملة الحسنة.."
-انا لم أسئ اليه مطلقاً..
همست مخنوقة ليضحك الصوت في ذهنها:
"وماذا عن خنقه يومياً بذكرى أخيه الميت؟؟ ماذا عن جعله غريباً في بيته... استئذانه منك ليل نهار وكأنه يدخل على غريب وليس زوجة؟؟ ماذا عن حقيقة كونه اعزب متزوج بذات الوقت؟؟ "
-انه قراره.. هو من اتخذه ..
بررت بضعف ليواصل:
"وانت وافقت عليه ولكن الان .. الامور تغيرت.. أليس كذلك؟؟"
اتسعت عينيها بذهول.. الامور تغيرت؟؟ كيف .. كيف تغيرت..؟؟
لم يجبها احد .. بل ظلت تناظر انعكاسها على المرآة متسمرة .. الامور قد تغيرت فعلاً.. خفق قلبها بجنون..تيبس حلقها .. ولم توقف يديها وهي تمتد لتفك حجابها.. تحرر شعرها وتسرحه بيديها تعدل ياقة ثوب البيت الطويل الذي ترتديه..ثم بصلابة .. لاتعرف كيف اتتها تتجه للخارج..
اغلق الخط بعد ان انتهى من محادثة زميلته .. تلك الفتاة تختار اسوأ الاوقات لتساؤلاتها التي لاتنتهي..
زفر بضيق واغلق الهاتف نهائياً قبل ان يتجه للطاولة وتسمر مكانه بعينين متسعتين..
-العشاءجاهز .. تفضل..
وقف بلاحراك يناظرها.. يتأمل كيف انسدلت خصلات شعرها القاتمة على رؤوس كتفيها.. وكيف تحرك عنقها بدلال وهي تشير للطاولة.. وكيف ارتعشت تلك الابتسامة على ثغرها..
اراد ان يغض بصره .. أن يخفض عينيه ويطلب منها ان تغطي شعرها.. ان تتحشم.. ولكن..
تلك العبارة اختنقت اعلى حلقه.. وابتلعها بالقوة مع الغصة التي استحكمته.. وهو يهتف بحرقة انها حقــه.. زوجته.. من حقه ان يراها كما يشتهي..!!
بالقوة تحركت ساقاه.. بالقوة دفعها الى الجلوس لتجاوره.. ويتطاير شعرها الناعم بحرية.. مرسلاً شذرات عطر الفل الذي تضعه على استحياء.. ليغلق عينيه ويغرق في عبق الرائحة التي تسللت الى اعماقه معيثة فيها كل الفساد..
-تفضل..
همست مناولة له طبقه.. وكلها يرتجف .. لاتعرف مالذي فعلته به.. ولاتدرك عظم مايجيش بصدره وقتها..
تناول الطبق مدمدماً بشكر خفيض.. لتبتسم وهي تدرك أن الامور الان.. أصبحت تتدافع على حافة ضيقة .. اما تصعد بهما للقمة .. أو تسقط بهما معاً للقاع!!!
***
احتدت المناقشة حتى لم تعد تسمع سوى بضعة اصوات عالية .. لم تعد تفهم منها شيء.. نظرت للطرفين المتصارعين بقهر .. وحقد .. وحين أخذت كفايتها منهما نهضت تصيح:
-كفا عن الصياح .. توقفا ..
نظرت لها المرأتان بحدة والاولى تصرخ:
-انت السبب بكل هذا.. لو تطاوعينني فقط ..
احتدت نظرتها وصاحت بحدة:
-انسي نهائياً خالتي.. لقد انتهينا..
-لا لم ننتهي بعد نادين..
صاحت خالتها لتتدخل أمها بعنف:
-اتركي ابنتي وشأنها.. قلت لك انني سأتصرف.
-ومن اين ستفعلين..؟؟ بسبب ابنتك الغالية فالطبيب لم يعد يأتي حتى.. والان من اين تنوين سداد الدين الذي برقبتك اختي؟؟
تنهدت امها وأشاحت عنها لتصرخ نادين:
-اتركوا علي خارج الموضوع .. وكذلك انا .. لاشأن لكما بنا.. لقد تركت لكما المنزل بأسره فماذا تريدين مني أن أفعل.
اقتربت خالتها وقالت محاولة السيطرة على اعصابها:
-ليلة واحدة مع التاجر الذي قلت لك عليه.. ليلة واحدة وتنهين كل معاناتنا..
اتسعت عينا نادين واحمر وجهها وهي تصيح:
-انسي الامر.. أخرجيني من حياتك خالتي فلن تجدي سبيلاً للوصول الي..
-نادين اهدائي..
صاحت امها لتصيح بدورها:
-ألاتسمعينها امي..
ثم التفت لخالتها وهمست:
-دعي سمر تقوم بالامر أما أنا فقد تبت.. ألاتفهمين.. لقد تُبت نهائياً..
أطلقت خالتها ضحكة مجلجلة.. ونظرت لأختها هاتفة:
-أخبري ابنتك ماينتظرك من وراء توبتها..اخبريها ان السجن ينتظرك وقد نُسحب بعدك كلنا..
نظرت نادين لأمها التي تهالكت على الكرسي بفزع.. واقتربت تهمس:
-أخبريني أمي.. مالذي تقوله؟؟ لماتقول هذا؟؟
رفعت امها اليها عينين مغروقتين بالدموع وهمست:
-لأنها الحقيقة..
شهقت نادين بذعر في حين أضافت أمها بحدة:
-لو لم تشاركي سهرتنا الليلة سأدخل السجن في الصباح الباكر نادين..
-كيف ؟؟ انا.. انا لاافهم؟؟
تشوشت افكارها وامها تهتف بألم:
-ذلك الرجل اعطانا مبلغاً كبيراً من المال.. وقد كتبت الكثير من الشيكات لأغطي حقه والان..
رفعت اليها عينان باكيتان:
-الان هو يطالب بالشيكات .. يطالب بالنقود التي لانملكها..
تجمدت نادين في حين تدخلت خالتها بنرفزة:
-عرضنا عليه كل شيء.. ان يمدد المهلة او اي شيء يريد ولكن الرجل مصر.. هو لايريد الا نقوده ..
ثم واجهت نادين المصعوقة واضافت ببرود:
-أو أنت نادين..
لم ترعف كيف ترد وأمها تفسر بخفوت:
-لقد رآك ذاك اليوم في حفلة شيري .. قبل عام تقريباً ومنذ ذلك الوقت وأنت تعششين في رأسه.. انه يريدك بنيتي..
-والمقابل؟؟
همست بشحوب.. لتسرع خالتها:
-المقابل ان يمزق الشيكات كلها .. وينسى امرنا.
سالت دموعها بقهر.. انهمرت بطوفان متواصل.. لتقترب امها وتحوطها بذراعيها فتصرخ بقهر:
-لاأريد اماااه.. لااريد العوودة لماكنت عليه.. اقسم بالله أنني قد تبتُ امي.. لقد تبت والله..
بكت امها حينها .. لتقف خالتها تناظرهم مدهوشة .. ثم هتفت بعصبية:
-ماذا تظنين نفسك نادين؟؟ مجرد لصة تابت وستُقبل توبتها؟؟
رفعت عينين مذعورتين لخالتها التي اشرفت عليها وهي تواصل صراخها:
-انت مجرد حثالة.. مثلنا كلنا حثالة تبيع بضاعتها لمن يدفع ..
-اصمتيي..
صاحت بوجع لتضيف المرأة بهجوم:
-هل كنت تظنين ان بتوبتك ستخرجين من عالمنا نظيفة؟؟!! صاغٌ سليم كماكنت؟؟
نظرت لها نادين بقهر.. وكلماتها المسمومة تطعنها بالصميم وهي تواصل باستنكار:
-ماكُسر لايجبر نادين.. مافقدته لايمكن ان تعيده اليك توبتك المزعومة..
ثم اقتربت تهمس:
-انت كماكنت من قبل.. مجرد قذرة سا..... بائعة هوى.. لماتظنين ان هذا قد يتغير؟؟ لأن شاب احمق اخرق من الريف وقع بغرامك..؟؟

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حصريات عبق الرومانسية, روايات عبق رومانسية, شيوخ لا تعترف بالغزل, عبير قائد
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روائع عبق الرومانسية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t185816.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 28-08-17 10:22 PM
Untitled document This thread Refback 29-09-16 09:12 AM
Untitled document This thread Refback 03-11-14 03:16 PM
Untitled document This thread Refback 04-09-14 02:34 PM
(ظ…ظˆط¶ظˆط¹ ط­طµط±ظٹ) ط±ظˆط§ظٹط© "ط´ظٹظˆط® ظ„ط§طھط¹طھط±ظپ ط¨ط§ظ„ط؛ط²ظ„" .. ط¬ط¯ظٹط¯ظٹ … | Bloggy This thread Refback 14-07-14 06:53 AM


الساعة الآن 07:59 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية