كاتب الموضوع :
عبير قائد
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائد scoop من البارت15 رواية قمة في ال
التهمته بعينيها.. كان يخفي نصف وجهه بكشيدة قطنية يلفها حول عنقه باهمال.. فيما انحشرت يداه في جيبي بنطاله الجينز وهوينظر لها بغضب..
-أأنت غاضب مني؟؟
همست بخوف ليقترب معنفاً:
-لما طلبتي ان نلتقي هنا؟؟ هل جننت؟؟ انظري كيف ينظر لنا الجميع؟؟
احتقن وجهها من خلف نقابها وتلفتت حولها ترى النظرات التي احرقتها قبله .. وعادت تنظر اليه هامسة:
-كان يجب أن اراك.. احتجت أن أكلمك وحدنا..
هدر بعنف خافت:
-كان بامكانك الانتظار لأن نلتقي اليوم في منزل عائلتك أم نسيت ان أمك قد دعتني؟؟ أو كان بامكانك المجيئ الى المشفى كما اعتدنا؟؟
خفق قلبها بعنف وهي تستنكر كل ماقاله .. هذا ماجائت له اليوم.. هذا بالذات.. لذا صاحت بحرقة:
-اذا ماجئتك للمشفى فان تلك الفتاة تظل ملتصقة بنا طيلة الوقت حتى لاأستطيع التكلم معك بشيئ.. اما بشأن منزل عائلتي فهو ماجئت اكلمك بشأنه بالتحديد..
-اخفضي صوتك..
صاح بنبرة مهددة لتحبس انفاسها وهو يواصل:
-ترنيم لاتحشر نفسها .. انها بالكاد تجلس معنا..
-انها تحوم حولك ..
همست مخنوقة .. الغيرة تخنقها ظلت تكابدها في الفترة الماضية .. تحاول السيطرة عليها ولكنها لاتقدر..
-انها مجرد طفلة ..
همس باستنكار لتغلق عينيها بيأسٍ وهي تهمس:
-انها امرأة..
تنهد وهو يدرك عقم النقاش الذي يخوضانه للمرة الألف.. بشأن ترنيم.. وهو على موقفه.. لم يرى من الفتاة مايسيء ابداً .. ولن يفعل مايغضبها او يغضب شقيقها.. صديقه..
-اسمعي نادين.. أخبريني بشأن عائلتك ودعيني اغادر.. فلدي عمل.
نظرت له بحرقة .. لو استجابت لما يقوله عقلها لتركته ورحلت.. ولكن لا .. لاليس علي.. ليس حبيبها علي.. تنهدت تسيطر على اعصابها واشارت له ليجلسا على كرسي خشبي يطل على الموج الهادر ففعل..
جلست الى جواره .. بينهما مسافة تموت كل يوم على امل ان تلغيها وهو يصر عليها ..
-تكلمي..
نظرت الى وجهه المكفهر وهو يسقط عينيه على البحر بقوة متجاهلاً النظر اليها لينتفض صدرها بألم وتتجاهل غضبه الواضح وتمد يدها لتجذب وجهه نحوها هامسة:
-ألاتريد حتى النظر الي؟؟
اغمض عينيه بحرقة وامسك كفها بقوة يبعدها عنه.. لتتأوه بألم وتصرخ به:
-ماذا دهاك علي؟؟ لم أنت غاضب مني؟؟
اعتدل في جلوسه مواجهاً اياها وصاح بعنف:
-لأنك ترفضين العودة الى منزلك.. ترفضين العودة في حين ان خطر زوج امك قد انتهى.. والشرطة تبحث عنه في كل مكان بسبب اتهامات امك له وهو لن يخاطر بالتعرض اليك..
اتسعت عينيها باندهاش:
-من قال لك كل هذا الهراء؟؟
ارتبكت عيناه للحظة قبل ان يقول بتوتر:
-امك.. هي قالت بأنها قامت بابلاغ الشرطة واتهمته بسرقة مصاغها والكثير من الاموال,, بالاضافة للتعرض لها بالضرب..
ضحكت نادين بسخرية .. ضحكت حتى أدمعت عينيها وهي تفكر بما قالته امها له.. يالله كم تعشق امها تاليف القصص واختراعها.. كم تعشق الكذب..
-لماذا تضحكين؟؟
نظرت له بأسى.. ماذا تقول.. بماذا تفسر كلام امها الذي لايعقل ان يكون حقيقياً .. فالشرطة لن تعرف بالامر ابداً .. ليس عن طريق عائلتها فلو حصل لكانت امها في السجن قبله بكثير؟؟!!
-الامر ليس هكذا؟؟ انا ..
وترددت .. قبل ان تهمس:
-لاأشعر بالأمان هناك..
-وتشعرين به هناك عند رفيقتك وزوجها؟؟
قالها بحرقة .. حرقة غيرة ادمت قلبه وجرحته في العمق.. واستشعرتها هي بقلب أنثى عاشقة ..ارتجف لها قلبها ورقص بفرحة طاغية ..
-أكل هذا الغضب لأنني باقية مع رفيقتي؟؟
همست متسائلة ليهمس بغيظ:
-ولاتنسي زوجها؟؟
ضحكت برقة هامسة:
-تغار؟؟!!
التفت لها وعيناه يملؤها الغضب:
-بالتأكيد أغار.. مالذي تظنينه عني؟؟ اغار لدرجة انني اشعر كل ليلة برغبة في الذهاب اليك والسهر على باب غرفتك كي لايتعرض لك بسوء.. اغار لدرجة انني اكره فكرة بقاءك هناك في منزل رجل غريب.. تأكلين من طعامه .. تحتمين بسقفه وتأوين اليه.. مالذي تظنينه نادين..؟؟
اتسعت عينيها بذهول وهي ترى انتفاخ اوداجه بغضب.. وتقارنها بأنفاسه التي ينفثها بعنف .. احمرار وجهه ولمعة عينيه.. لم تملك سوى الابتسام .. ابتسامة دفعت بالدموع لعينيها وهي تشعر بأنها ولأول مرة في حماية رجل.. رجل حقيقي بكل مافي الكلمة من معنى..
-لاتفعل..
نظر لها بعنف لتكمل هامسة:
-زوج صديقتي ليس هنا.. لقد سافر في اليوم التالي لمجيئي عندها .. فهو يعمل في منطقة اخرى..
عقد حاجبيه بحنق لتضحك بفرح وهي تواصل:
-أمها تبقى معنا نحن الاثنتين فلاتقلق..
-لما لم تخبرينني بهذا قبلاً؟؟؟
هدر بعنف لتعاود ضحكها بفرحة لاتخطئها عين في حين ارتبكت حواس علي وهو يسمع نغمات ضحكاتها الفاتنة التي سيطرت على دقات قلبه وجعلته يرافقها هادراً ..
-توقفي الناس تنظر الينا..
زجرها بخشونة لتحاول السيطرة على صوتها في حين عاد هو يقول:
-ولكنني لازلت على موقفي .. عودي لمنزلك.. لامبرر لعدم عودتك.
توقفت ضحكاتها على الفور حينها..ماذا تقول له؟؟ كيف تبرر وتخبره عن كذبهم .. والادهى .. كيف تخبره انها لاتريد الذهاب الى هناك حتى لاتشاركهم خداعهم القذر له..
-أتذهب أنت؟؟
سألته بقلب مرتجف.. لينظر لها بلوم:
-نعم بالطبع.. امك بحاجة لرجل يعتني بها بعد ماحدث..
ابتلعت ريقاً قاسياً وهي تسأل بشحوب:
-ماذا تعني؟؟ كم تبقى هناك؟؟
تنهد بتوتر :
-انا لاأذهب لأبقى انا حتى لاأدخل للداخل.. كل مافي الامر انني اسأل عنها واطمئن.. واذا مااحتاجت لشيء فهي تتصل بي..
عقدت حاجبيها بغضب وصاحت:
-هل اعطيتها المال؟؟
نظر لها علي بحدة وغمغم:
-لاترفعي صوتك نادين..
-اجبني ياعلي..
قالت مصرة ليعقد ذراعيه على صدره ويقر:
-لقد طلبت مني بعض المال..
صاحت بخجل تخفي وجهها بكفيها ليعترض باهتمام:
-لاتستائي نادين انا فعلت ذلك من اجلك..
"وهي تستغلك .. تستغل طيبتك وشهامتك وانت لاتدري"
صرخت في اعماقها .. تريد الصراخ بها في وجهه.. تريد ان ترجوه الابتعاد عن امها وعائلتها.. تريده ان يبتعد ..
-لاتفعلها مجدداً.. ارجوك..
همست بألم .. ليصيح بحنق:
-كيف لا.. انت مسؤولة مني نادين .. كيف لااهتم بمصاريفك؟؟
نظرت له بجزع وصرخت:
-هل قالت ان الاموال لي؟؟
تراجع علي بدهشة وهمس:
-ألم تحتاجها انت ؟؟ بسبب تركك لعملك؟؟
قبضت كفيها بقوة وهمست بغضب:
-لاأصدق انها فعلت هذا؟؟لااصدق انها كذبت بهذا الشكل؟؟
-اتعنين ان النقود...
-النقود لم اخذها ولم اكن لأطلب منك ولو كنت سأموت..
صاحت بحرقة ليحتقن وجهه وهو يقترب منها هامساً:
-لاتقولي هذا نادين.. انا سأعطيك ماتريدين؟؟
نظرت له بألم ... وصاحت بحرقة:
-وماهو المقابل دكتور؟؟
نظر لها باستنكار لتشيح عنه شاهقة بألم:
-ااسفة.. انا حقاً ااسفة ياعلي..
-لم اطلب يوماً مقابل لماافعله معك نادين..
قالها بجفاء .. وقلبه يتخبط بقوة .. عادت بعينيها الرماديتين اليه وهمست:
-اسفة .. انا ..
-أنا احبك ناديــن ..
قالها بثقة .. ليستجيب قلبها بدقات موجعة جعلتها تتأوه بألم وهي تشيح عنه.. ربااااه..كم تاقت لسماعها منه..
وحالما فعلت.. هاهو يستخدمها كسكين يطعنها بها..
-نادين انا قلت لك بأنني احبك..
-لماذا؟؟
همست بتخاذل.. لتتسع عيناه بدهشة.. فيما نظرت له وهمست بعيون عاصفة بالدموع:
-لماذا تحبني انا دوناً عن الاخريات..؟؟!!
-لأنني احبك وهذا يكفي..
-لا لايكفي..
صرخت بضيق .. نهضت تلملم حقيبتها وتهمس بتوتر باكٍ:
-يجب ان اذهب..
-لا لاتذهبي.. ليس الان..
توسل فاعطته نظرة حادة وهي تصر:
-بلى .. يجب ان اذهب واضع حداً للمهزلة التي قامت بها امي..
-دعيني اتي معك..
-بل سأذهب وحدي..
أصرت .. ثم ارست عينيها عليه وهي تقول:
-لاتأتي الليلة.. ارجوك..
عقد حاجبيه للحظات قبل ان يستجيب للتوسل في عينيها ويومئ موافقاً فتبتسم له عينيها وهي تهمس:
-أنا أحبك كذلك علي..
نظر لها بحنق محاولاً السيطرة على فرحته وهو يقول بخشونة:
-الان تذكرت؟؟
ضحكت برقة .. امتزجت بسيل من الدموع وهي تجيل النظر حولها:
-انت اخترت المكان غير المناسب ابداً..
ضحك بسرور وهمس:
-سيكون لنا مكاننا الخاص نادين .. انا وأنت ..
اجتاحتها السعادة بقوة .. كفيض من عبق بحر انعشها فاقتربت تهمس:
-حينها .. سأخبرك كم أحبك بالضبط ..
ابتسم حينها .. ابتسامة غطت كل مشاعره السابقة وغضبه وحيرته مماتفعله في حياتها.. والغموض الذي يلفها وعائلتها ممنياً نفسه بفرصة يخطفها بها بعيداً .. حتى تكون له فقط ..
غافلة عن تلك العيون الزائغة .. تلك العيون التي تترصدها من بعيد.. والتي شعت بجنون .. جنون قذر وهي تراقبهما دون كلل ..
***
طالت الحفلة .. حتى ظنت انها ستقضي عليها قبل أن تنتهي.. كانت محور انظار الجميع .. بجمالها الشرقي الغريب.. سمارها المميز ..مهما فعلت بها زوجة عمها ظلت على تحفظها .. وجهها لم يرتفع لتواجه كل تلك النظرات .. لم تستطع .. لايزال حيائها يقيدها حتى لو ظنت انها تخلصت منه.. كم ارادت الركض والتخفي.. ولكن عمتها لم تسمح ..
كانت ورائها كظلها .. تعرفها على العديد والعديد ممن لم تفقه اسنائهم او حتى شخصياتهم والتي ظنتها عمتها اهم من أن تُهمل بتلك الطريقة..
ارادت الهروب ولم تفلح بهجة الاحتفال بأن تلهيها..؟؟
وهو .. لم يأتي..
بأس وألم ارتسم على محياها وهي تقاوم رغبة ملحة للانفجار بالبكاء بمهانة جمال لم يُعطى حقه تراجعت لتلتصق بالحائط .. في الظل وكأنها تتمنى لو ينشق عن حجر يبتلعها.. ويخفيها عن كل العيون..
نظرت لحماتها بقهر.. ارادت أن تركض اليها .. ان تصرخ بوجهها .. أرادت أن تنفجر ولكنها آثرت الصمت .. آثرت ان تكتمه في اعماقها ..
صبرت.. وصبرت..
تراقب بصمت قلق حماتها وتوترها.. ثم عصبيتها المفرطة وهي تودع آخر ضيوفها وابنها لم يأتي.. لم يدخل حتى.. رأتها تقترب من ذاك اللزج الذي لم يقترب منها بعد ان نبهته بقسوة ألا يفعل.. ورأتها تحادثه بعصبية والخيبة بداخلها تزدهر.. تحركت ببطئ .. جلست بفتور على مقعد ما.. قابع في الظل .. تكاد تلتهمهما بعينيها كم تكرههما معاً .. تكره ذاك الذي دمر حياة سيادة ويحوم الان حول حياتها هي.. وتكره هذه المرأة التي تنوي ولاشك في هذا أن تسبب لها مايسوء.. والاكثر انها تكره نفسها لأنها استجابت لها .. تكره نفسها وتستحقرها للأبد.. كانت تتابع حركتها المتوترة بعينين حادتين تملكان كل الاعذار للانفجار بالبكاء دون توقف واللطم.. والنواح!!.. حتى فاض الكيل .. نعم لم تعد تقدر..
نهضت راكضة متجهة للخارج .. تريد ان تبتعد من كل من حولها وتنئى بجرحها بعيداً ..
-توقفي سولي..
توقفت تغمض عينيها بقوة تمنعها من الانفجار بالبكاء.. تقبض كفيها بشدة حتى هددت أظافرها بالانزراع في باطنيهما..
-الى أين تذهبين؟؟
تسائلت ايفا بتوتر.. لتلتفت لها قائلة بخفوت:
-انا عائدة الى غرفتي..
-لاتفعلي .. لم ينتهي الامر بعد.
-بلى قد انتهى..
صرخت بحدة .. لتتسمر حماتها بدهشة وهي تواصل:
-لن يأتي.. ولدك العزيز الغالي لن يعود لما لاتفهمين هذا؟؟
اقتربت منها وهمست بشحوب:
-بلى انه آتٍ .. لقد وعدني..
حاولت تمالك نفسها.. لم تعرف ماتفعل .. تضحك ساخرة من هذه المرأة ام تجهش بالبكاء..!!ترى لهفتها على ولدها ولاتملك حق التعاطف معها.. ليس بعد صدمتها بابنتها.. ليس بعد ان عرفت ان سيادة تخلت عنهم جميعاً لتبقى مع زوجها؟؟!!
-هو لن يعود..
همست بألم واضافت بسرعة وهي ترى احتقان وجه ايفا:
|