كاتب الموضوع :
عبير قائد
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائد الفصل 12 رواية قمة في التميز كل ج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاااته
منورين ياجماعة اتفضلوا البااارت
شيــوخ لاتعترف بالغزل
الفصل الثالث عشر
***
خَسِرتُ الجولةَ الأولى
وها أنَا ذا
أراني الآنَ مَحمولاً
بعيدًا خارجَ الحلَبةْ
لكِ الغَلَبةْ
ولي الأحزانُ شيءٌ لا يُفارقُني
وتسألُ قلبيَ المصلوبَ :
مَنْ صَلَبَهْ ؟
عيونُكِ واحةٌ للقلبِ يَعبدُها
ويُلقِي بينَها تَعَبَهْ
ومنذُ الجولةِ الأولى
ولي طلَبٌ بِعينيكِ
مُنايا فيهِ مَقطوعٌ
وقلبي منكِ قد طَلَبَهْ
***
ليل لاينجلي..!!
...
-مساءالخير..
رفع عينيه بسرعة يطالع الوجه المبتسم والذي ألقى عليه التحية بمرح .. عقد حاجبيه يحاول تذكر اين رأى تلك العينين الذهبيتين ولم يفلح.. للحظة .. وظهرت تلك الحيرة في عينيه لتزوي هي بين حاجبيها وتهتف عابسة:
-لاأصدق أنك لم تتذكرني؟؟
رمشت عيناه بقوة وعلت الابتسامة وجهه وهو ينهض مقابلاً اياها بحرارة:
-اسف حقاً لقد كنت مشغول البال .. تفضلي انسة ترنيم..
ابتسمت الفتاة ذات الوجه الملائكي الناعم وتقدمت لتجلس على المقعد أمامه بعينين متألقتين وهي تراه يلملم اوراقه وينظر لها بارتباك لتتسع ابتسامتها وتهمس:
-أخبرني خالد انها مناوبتك اليوم كذلك.. فقررت الزيارة قبل عودتي الى المنزل..
-مرحباً بك انستي..
-ترنيم ..
صححت له ضاحكة فرفع عينيه يتأملها لوهلة..
كانت صغيرة السن بعمر شقيقته سلمى تقريباً ..وجهها طويل قليلاً نحيف ..عينيها بلون الذهب وتتألقان بشقاوة غريبة .. خفض عينيه بسرعة وتنحنح بسرعة وهو يقول باسماً:
-ترنيم .. اسم غريب ..
غمزت بعينها هاتفة:
-لنقل أن امي تهوى الموسيقى ..والدندنة .. فأنا ترنيم .. وشقيقتي الكبرى دندنة..
ضحك علي بمرح وهو يرى ابتسامتها المعدية .. قبل ان يسيطر عليها ويقول محاولاً البقاء هادئاً:
-وهل حقاً ترتداين كلية الطب؟؟
-انني في سنتي الأولى ..
ثم اكتسى وجهها باليأس وهي تهتف:
-وابحث عن شيء واحد فقط .. يجعلني اكمل سنوات الشقاء اللائحة بالأفق..
هنا لم يقدر وانفجر ضاحكاً وهو يفكر ان هذه الشيطانة تجيد قلب مزاج اسوأ عكر.. لتشاركه الضحك بطريقة عالية جذبت انظار الجميع اليهما فقال بحرج:
-يالهي ماذا سيقولون عنا؟؟
-نضحك ..
قالت بلامبالاة وهي تنظر له بتحدٍ .. ليبتسم وقد احتقن وجهه ..ويقتنص نظرة جدية وهو يسألها:
-مالذي تريدين معرفته مني؟
اعتدلت في مقعدها وشبكت حاجبيها بحزم:
-اريدك ان تساعدني في بعض الدروس وكذلك اريد ان اتعلم واتي معك الى المشفى.. هل تستطيع فعل هذا؟؟
اومأ برأسه موافقاً:
-بالطبع .. انت مرحب بك على الدوام وبامكاني ان أكلم لك بضع طبيبات لتتدربي معهن كذلك.
-لا لا .. انا فقط اريدك أنت ..
قالتها باصرار ليتراجع بحرج ويناقش:
-ولكن وجودك مع الفتيات أفضل لك ترنيم .. بهذا تأخذين راحتك بشكل اكبر ..
ابتسمت باتساع وهمست:
-لاتقلق بهذا الشأن .. انا لاأتفق مع الفتيات كثيراً وأخشى ان يتطور الامر لمشادات نسائية..
ضحك بمرح وهز رأسه لايصدق الشقاوة المطلة من عينيها في حين هتفت هي باصرار:
-والأن .. ماقولك ؟؟
-بالطبع انا موافق..
قالها بابتسامة ليتشقق وجهها بابتسامة سعيدة قبل ان يضيف محذراً:
-ولكن عليك ان تعرفي انا استاذ صعب المراس ولكن اسامح عند الاخطاء..
رفعت حاجبيها وقالت بثقة:
-ليست ترنيم الراجي من تخطئ أو تسمح بالخطأ .. لاتقلق علي دكتور..
-علــي..
رفع علي عينيه بسرعة ليلقى اللوم في العينين الغاضبتين العاصفتين .. وبلحظة شعر بذاته تذوب برقة وهيام لصاحبة الصوت الرقيق كنغمات قيثارة ابتسم بتلقائية لتلمع عيناه وهو يتناسى كل من حوله حتى تلك الفتاة التي رمقت المشهد أمامها بفضول .. نهض لايولي على شيئ وهو يحتوي منظرها أمامه بعينين لاهفتين .. واجهها بطوله الذي يفوقهاببضعة بوصات ونزل بعينيه لعينيها الناعمتين بكحلهما الأسود الرقيق وهمس:
-ناديــن ..
اغلقت عينيها مرغمة.. تستمتع بخشونة اسمها من بين شفتيه .. تقسم انها شعرت بالدوار للحظة وهي تستقبل التنهيدة التي حملت لها حروف اسمها .. حتى انها استندت على الحائط بضعف وهي تعود لتفتح عينيها وتملي عينيها من رؤية وجهه ..
رباااه .. كيف اطارت رؤيتها له مع تلك الفتاة صوابها .. ربااه كيف اشعلت اعماقها بنار لم تعرفها من قبل .. والان .. هو يطفئها فقط باقترابه منها .. بدفئه الذي اجتاحها كطوفان ..
ابتسمت لتتقافز دقات قلبه لحد الجنون وهو يرى تلك الحلية التي زينت اسنانها الناصعة وهي تهمس:
-مسااء الخير..
اتسعت ابتسامته ببشاشة وهمس برقة:
-مساءالنور والسرور .. كيف أتيت الى هنا؟؟
لمعت عينيها بدلال وقالت بخفوت:
-زوج صديـقتي أوصلني .. انهما بالخارج ..
اقترب وقد حملت عيناه قلقه:
-هل أنت بخير.. ؟؟ أأنت مرتاحة بالاقامة لدى صديقتك؟؟
اومأت تهرب من عينيه فأسسرع بسؤالها:
-ماذا عن والدتك؟؟ هل عرف زوجها الوغد مكانها؟
تنهدت وهمست:
-لاأعرف .. امي قالت بأنه لم يأتي اليهم .. لااعرف حتى ان كان حياً ياعلي.
زفر علي بضيق لتسرع وهي تنظر للخارج بقلق:
-جئتك لتغيير ضمادتي .. لااريد التأخر عن صديقتي وزوجها ..
انتفض مفسحاً لها الطريق لتستقيم وتمشي باتجاه الغرفة الداخلية .. حيث وقفت ترنيم تنظر لهما بفضول.. توقفت نادين مواجهة لها وعينيها ترسلان شرارت من الحقد .. رمقتها بطريقة سوداء ..
كانت جميلة .. جميلة للغاية .. صغيرة السن وترتدي ملابس تشي بذوق رفيع واناقة مفرطة بالاضافة لرصيد مالي متخم .. تأملت البالطو القصير والجينز الظاهر تحته ثم الطرحة الحريرية .. الحذاء الرياضي ذو الماركة المسجلة قبل أن تنظر لعلي باستفهام حانق ..
-د/ترنيم الراجي .. انها زميلة جديدة ..
قالها بارتباك وهو لايعي سر النظرات الحارقة لتضحك ترنيم بارتباك وتقول:
-لست كذلك بعد .. انت تسابق الزمن دكتور ..
ثم نظرت لنادين الصامتة بقهر وهي تقول بمكر:
-لازلت في السنة الاولى ولكن د/علي صديق قديم لأخي وسيعتني بي جيداً..
أخذت نادين نفساً عميقاً وكادت ان تنفجر بالصراخ وترنيم تسألها ببرائة مصطنعة:
-وأنت؟؟ من تكونيــن؟؟
رفعت الفتاة رأسها وقالت بهدوء بالكاد سيطرت عليه:
-ناديـــن ..
رفعت ترنيم حاجبها باستغراب ليتدخل علي بسرعة دافعاُ نادين لغرفة التضميد وهو يقول:
-نادين لاوقت لدينا ستتأخرين ..
اندفعت نادين للغرفة بحنق وقفزت جالسة على الفراش الضيق وراقبته بغضب وهو يجهز ادواته ويرتدي قفازاته قبل أن تهمس :
-من تكون تلك؟؟
لم ينظر اليها وهو يهمس بهدوء:
-أخبرتك انها زميلتي.. وهي اخت صديقي..
ثم نظر في عينيها وهمس:
-ليس اكثر..
زفرت بغضب وتجاهلت النظر الى حيث تجلس الفتاة .. في حين اقترب منها علي وقال:
-والأن دعيني أرى جرحك..
نظرت له بألم .. وبحركة سريعة فتحت طرحتها لتسقط على كتفيها .. رأت عيناه تتسعان لوهلة لرؤية خصلات شعرها الناعم باللون الاشقر الاصطناعي قبل أن يخفض عينيه .. وتحت نظراتها الذاهلة مد يديه يرفع بهما الطرحة ليغطي رأسها ولايبقى سوى فرجة بسيطة ليطال جرح عنقها وهو يهمس بلوم:
-هكذا يكفي نادين..
احمرت وجنتيها .. وخفضت عينيها وقلبها يتسارع بدقاته.. مالذي دهاها .. الا تعرفه بعد كل ذلك الوقت وتدرك ان أساليبها الرخيصة هذه ليست له ..!! لمعت عينيها بالدموع وكادت تفلت منها شهقة ليرمقها بلمحة حادة وهو يتوقف عن نزع الضماد بسرعة:
-آلمتك؟؟
هزت رأسها نافية وخفضت رموشها تغطي بلل عينيها .. أماالت عنقها لتتركه لعمله السريع والمتقن والذي لم يتلكك به .. ابداً .. همس لها بعد لحظات:
-انتهيت ..
حينها فقط رفعت عينيها اليه نظرت لارتباك عينيه .. ورجفة اصابعه التي لملمت اغراضه وابتعاده عنها ..
همست له:
-علي..
نظر نحوها بحدة لتهمس:
-شكراً لك ..
خفض عينيه بصمت لتنزل من على السرير وترتب طرحتها في حين كان هو يغسل يديه ويسبقها للخارج .. رأت الفتاة تلك جالسة تنظر لها باصرار لترفع رأسها عالياً .. اذا كانت تظن انها قد ترعبها بتلك النظرات فليست نادين من تُرعب من فتاة غر كهذه ..
-الى اللقــاء دكتور .. متى تريد مني العودة؟
نظر لها ولازال اللوم في عينيه وقال باقتضاب:
-بعد غد..
تألمت بصمت وقد توقعت ان يقول الغد فقط لرؤيتها ولكنه لم يفعل .. لذا نظرت لترنيم بغضب لم تقدر على ان توجهه لسواها وهتفت بانفعال:
-كماتشااء..
وبسرعة اندفعت للخارج .. لتنظر ترنيم لعلي الذي كان يعقد حاجبيه بحنق .. ورات وجهه المحتقن .. كانت تعرف ان مابينهما تعدى علاقة الطبيب بمريضته .. ولكن؟؟ فكرت بدهشة مالذي يجمع رجل مثله بأخلاقه وعائلته ومركزه بفتاة كهذه .. قد لايستطيع هو ان يفهمها ولكن ترنيم فعلت وبسهولة..
الطريقة التي ارتدت بها عبائتها .. زينة وجهها المبالغ بها .. طريقة مشيها وحديثها .. كلها تدل على انها ليست بالفتاة التي قد تجذب سوى ارخص انواع الرجال ..
ولم يكن علي العزب واحداً منهم بالتأكيــد ..
***
أنهت اعداد العشاء بوقت قياسي ..وبدأت تقديمه وهي تنادي بصوت عالٍ:
-رعااد .. العشاءجاهز ..
لم تمض سوى لحظات ورأت يخرج من مكتبه ليجلس بصمت .. جلست الى جواره وهي تحاول التخفيف من دقات قلبها المتسارعة .. احاطت يديها بكوب الشاي وهي تتذكر ماناقشته مع شفا وسيادة مساءامس اثناء التسوق .. عضت شفتيها بتوتر وهي تراقبه يزدرد طعامه دون كلمة وبحاجبين معقودين .. ووجدت نفسها تسأله دون تفكير:
-ألم يعجبك الطعام؟؟
نظر لها بارتباك .. للحظة فقط ظن بأنه وحده .. وجدها تناظره بعينيها الواسعتين وكالعادة كانت طرحتها على رأسها ..تختبئ منه ..
-لا .. انه لذيذ ..
ثم بحركة ملول ابعد عنه الطبق وقال:
-لقد شبعت ..
-أنت لم تأكل شيئاً ..
قالتها بحنق ليهز كتفيه:
-لست جائعاً ..
مطت شفتيها بغير اقتناع ورأته ينهض بسرعة لتنهض بدورها هاتفة:
-أريد التحدث معك ..
نظر لها بصبر لتحمر وتهمس:
-هناك امران اريد مناقشتهما معك ولكن بهدوء..
-لما لاتحضري القهوة وتتبعيني للمكتب؟
قالها بحشرجة وهو يستغرب من طلبها لتومئ بحماس ..
وبعد لحظات كانت تجلس الى مقابلة له .. هو يغرق افكاره في فنجان قهوته وهي تدعك أصابعها بتوتر بلاتوقف.. نظر لها للحظات ثم قال:
-تكلمي ياغزل .. لن نقضي الليل كله ونحن نلف وندور..
ابتلعت ريقها واومأت قبل أن تهمس متلعثمة:
-انا.. اا.. انا ومحمد رحمه الله..
قالتها وتوقفت بذعر وهي ترى ارتجاف يديه .. حتى ان قليل من القهوة الحارة انسكب على اصابعه قبل أن يشتم بخفوت وهو يعيدها الى الطاولة لتنتفض هي وتسارع:
-هل تأذيت؟؟
نفض اصابعه بغير اهتمام وقال بخشونة:
-لا تهتمي ... اكملي ..
رأت وجهه اسوداً وهي تعود الى مقعدها وترفع اصابعها لشفتيها .. تكاد تقضم اظافرها ليهتف هو بنفاذ صبر:
-تكلمي ياغزل .. لدي مذاكرة والكثير الكثير من العمل..
اتسعت عينيها بذعر وهي تلاحظ عصبيته المفرطة والتي كانت تظهر بوضوح من خلال عروق صدغه النافرة واشتداد اوتار ذراعيه وهويحاول السيطرة على غضبه الذي لم تفقه له سبباً ..
-انا .. اعني بانني أريد ..
وتوقفت وقد اتسعت عينيها برعب لم تعرف له مصدر ليصيح وقد نفذ صبره:
|