لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > سلاسل روائع عبق الرومانسية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روائع عبق الرومانسية سلاسل روائع عبق الرومانسية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-08-13, 01:11 PM   المشاركة رقم: 1306
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائد الفصل التاسع رواية قمة في التميز

 
دعوه لزيارة موضوعي

نظرت له بحقد ..
كيف له ان يطلب منها هذا؟؟ نهضت تواجهه بعنفوان:
-انا لم اوافق ابداً على هذا الزواج .. وان كان ابنك الاحمق وافق فلاشأن لي بهما معاً .. وحتى تعود لي ابنتي .. فلا انت ولا ابنك تهمانني بشيء.. سأرحل عن هذا المنزل ولاأريد رؤية احدكما قط .. حتى تعود لي صغيرتي..
-أمي ..
تدخل فراس بارتباك لتنظر له بحنق وتهتف:
-انت مجرد عار علينا .. تركت شقيقتك .. دون أن تهتم بابلاغي حتى ..
وقبل ان يعترض احدهما كانت تسرع صاعدة الى جناحها ..
يومها غادرت المنزل الضخم .. تركت كل شيء لتعود لشقتها الباريسية الفخمة .. قاطعته وأبيه ولم تهتم بأحدهما في سعيها المستمر لإيجاد ابنتها بسرية حتى لاينتشر الخبر وتعم الفضيحة وسطها المخملي..
أما هو .. فقد واجه ابيه مباشرة برغبته في السفر .. ولكن ابيه رفض نهائياً .. وثارت ثائرته .. وهو يرتطم بالواقع رويداً رويداً ..
وأن اباه لم يزوجه ابنة عمه الا ليربطه بها .. والى الأبد .. ولكن هيهااات ..
ليس فراس العزب من تربطه امرأة .. وامرأة لاتساوى كتلك الريفية ..
ولذا لم يكذب خبراً ..
وفي النهار التالي بعد ليلة قضاها بالتسكع خارج القصر .. كان يشد الرحال الى أمريكا .. حلمه .. موقناً انه سيلاقي الدعم من والدته مهما تكبرت عليه وقتها .. موقناً انه سينجح .. ولو بعد حين ..
ولكن .. شهر كامل ظل يتخبط وحده ..
والده وقد تبرأ منه نهائياً ولايطيق سماع حتى اسمه ..
ووالدته التي لامنطق لديها سوى اعترافه بمكان سيادة وعدم تصديقها لحكاية انه حقاً لايعرف .. كيف يعرف وهو لم يذهب هناك سوى مرة .. وبالتأكيد لايعرف حتى المكان ..
ولكنها لم تيأس من ضغطها .. وهو لم يكن لديه مايشبع فضولها ..
ومضى شهر وهو غريب وحده .. لايعرف عن زوجته شيئاً .. ولايكاد يكلم أبيه .. وفي الفترة الأخيرة أمه كذلك ..
والأن تأتيه هذه الفرصة .. على طبق من ذهب ..
فكيف يفرط بها ؟؟!!
***
كالعادة الأيام تتوالى ..
رتيبة ومملة .. من كان يظن أن باريس ستكون مملة هكذا .. ؟؟؟
زمت شفتيها وجلست على طرف مقعدها تناظر الحديقة التي اكتست بالثلوج .. لم ترى ثلجاً بحياتها ومنذ اسبوع لم تعد ترى سواه !! تأففت واسندت ظهرها لكرسيها وهي تفكر:
-كل الأيام سواء.. لاوجود لتغيير يحرك فيها بعض من المشاعر التي اجتاحتها في الايام الاولى .. القهر والألم تبلد .. ولم تعد تشعر سوى بالملل.. مجروحة نعم .. تريد الهروب والعودة الى حياتها السابقة ولايبقيها سوى احترامها لعمها الذي ترجاها ان تبقى وألا تخبر اخوتها عن مصيبتها ..
زوجها الذي هجرها منذ يومها الأول !!
تنهدت ونهضت من مقعدها متسمرة امام النافذة .. ممل .. متعب للقلب .. هذه هي الحال .. تبقى اليوم باكلمه وحيدة وأسيرة لهذه الجدران .. لاتعرف كيف وصلت لهذا الحال .. وهي من تزوجت ابن عمها الشاب الرائع .. الأجنبي الذي سينقلها من البدو الى قمة الحضارة ..
تأففت وهي تشيح عنها مثل تلك الأفكار ..
ماذا ياترى تفعل عائلتها ..
امها .. جديها .. أخوتها وزوجاتهم؟؟ الجوهرة وأبنيها؟؟
ماذا يحدث هناك وهي مسجونة هنا؟؟!!
-بنيتي؟؟
انتفضت ناظرة الى عمها .. والذي نظر لها بحنو:
-مابك ياصغيرتي؟؟
هزت كتفيها بتوتر مرتبك .. لاتريد ان تقلقه فيكفيه مايمر به من هجران زوجته وولده له..
-تعالي الي حبيبتي..
همس وهو يجلس لتقترب وتجاوره بخجل .. مسد رأسها المغطاة بطرحة رقيقة وهمس:
-لاتزالين تضعين هذا؟؟
-هناك غرباء في المنزل..
همست مبرة بخجل ليبتسم :
-انهم يعملون لديك .. البستاني والسائق..
-لااستطيع عمي .. انا ارتاح هكذا..
همست بصوت خفيض وهي تزرع عينيها في الارض .. راقبها بحزن .. شابة بعمر الزهور اقتطفها بلااستئذان لشخص لايستحق حتى ظفرها .. ماذا عليه ان يفعل .. لقد مضى شهر كامل والفتاة تعيش وحدها وزوجها هاجراً لها ولايرغب حتى بالنظر اليها والعودة ..كان يعاقبه بطريقته .. ولكن الى متى؟؟ الفتاة تخفي بأصالتها المتوقعة أمر زواجها المحطم عن كل عائلتها .. يعرف برد فعل أخيها ان عرف .. ولكن ماذا عليه ان يفعل ليخرجها من حبسها ..
زوجته تركت المنزل وتبحث عن طريقة لاستعادة ابنتها واتحادها مع ذلك المجنون عبدالعزيز كان يشكل ارقاً عليه ولايكاد يسيطر على اعصابه منهما .. لو عرف قحطان فقط .. لقتل عبدالعزيز دون أن يطرف له جفن .. ذلك الأحمق سيسبب لنفسه المصائب.. ولكنه مرتاح من ناحية ابنته .. فعلى الاقل .. قحطان يُعتمد عليه ..
-هل تخرجين معي هذا المساء؟؟
نظرت له سلمى بدهشة .. كل يوم يطلب منها الخروج .. وكل يوم تقول له لا .. فكيف تخرج وحدها .. معه دون زوجها ؟؟ .. ولكنها اليوم رات رجاءاً ملحاً في عينيه .. وشعرت ذلك التهور يجري في عروقها ولم ترفض.. بل همست باستحيائ:
-نعم .. سآتي..
رات عيناه تتسعان من الفرحة ويقفز على ساقيه كشاب في العشرين هاتفاً:
-ممتاز .. سأخذك لتري معالم باريس كلها .. ثم نتعشى في أفضل مطاعم المدينة .. مارأيك؟؟
انتابها الحماس للحظة وهي تتصور كل مايقول .. قبل ان يغلبها تجهمها وهي تفكر.. كان من المفروض أن يأخذها هو .. كان يجب ان يزورا معاً كل مكان .. يأخذها للعشاء.. يريها معالم المدينة ..
تنهدت ولم تشأ افساد سعادة عمها ووافقت بحماس ..
خرجا معاً ,, ارتدت سروال من الجينز وكنزة وفوقها معطف طويل من الكشمير يقيها البرد ورتبت حجابها باحكام ..
كان عمها مرافقاً مسلياً .. أخذها للشانزليزيه .. وبرج ايفل .. وساحة النصر ..
ثم اخذها الى مطعم فاخر ..جلست فيه متيبسة لاترفع رأسها الى النظرات التي تراقبها بالخفاء .. شرزاً .. لحجابها وتقوقعها .. تزرع عينيها الى قائمة الطعام التي لم تفقه فيها حرفاً .. وعمها يبتسم لها:
-سأطلب لنا معاً لاتقلقي..
اومأت باستحياء .. وحتى جاء الطعام لم تتحرك عينيها ولم ترفع رأسها..
-سلمى بنيتي انظري الي ..
رفعت اليه عينين خجلتين ليبتسم:
-ارفعي رأسك ولاتخافي.. ليس لأحدهم شان بك .. أنت حرة هنا حبيبتي.
ابتسمت بخجل .. ورفت عينيها وهي تنظر لعمها ذو الهيبة والمكانة .. كان الكل يعامله باحترام وكأنه زبون معتاد على المكان ..
كانت السهرة جميلة ولم تعشها قط من قبل.. كانت مبهورة بكل ماحولها ولكن .. خجلها ألجم انبهارها وقيده .. كانت متوترة وتريد للسهرة الانتهاء بأسرع وقت ..
وحالما عادا للمنزل استأذنت منه لتعود لغرفتها .. وهناك استلقت متعبة على الفراش.. تفكر بماحدث الليلة .. لقد عاشت يوماً مختلفاُ للمرة الأولى منذ شهر .. ولكنها لم تكن سعيدة .. فهو لم يكن معها ..
كانت وحدها برفقة ابيه .. لاتزال زوجة منبوذة .. مهجورة ..
انسابت دموعها بقهر على ذاتها .. كما يحدث معها كل ليلة .. حين تغلق بابها عليها وتمضي في الانسياق خلف أفكارها وماحدث يومها .. حين خرجت تركض بلاهوادة .. لاتود الرجوع .. تود الهرب من تلك المرأة التي حطمت كيانها ومزقت فرحتها بقسوة ..تريد صم أذنيها عن قسوة تلك الساحرة الشمطاء .. تريد محو تلك الكلمات من ذاكرتها ..
سمعته يناديها ولم تأبه .. ركضت وركضت .. تغشى عينيها الدموع .. وتمنعها من رؤية امامها .. ولكنها واصلت الركض لاتأبه لشعرها المتناثر حولها بجنون .. ولاثوبها الالبيض الطويل الذي رفعته بلامبالاة .. فقدت حذائها وهي تركض .. لم تشعر بالحصى الصغير الذي هاجم قدميها بلارحمة .. صرخت بألم وتناثرت دموعها بلاحساب ثم وقعت بين ذراعيه ..!!
تلقفتها ذراعاه من سقوط مريع كان يواجهها .. كمنقذ وفارس بزغ بلامقدمات من عقلها الباطن ..
رفعت عينين لاتريا الى وجه منقذها الغريب.. وغرقت في سواد عينيه لبرهة .. برهة تجلت فيها الرؤية .. لتلحظ ذلك الألماس الأسود المصقول وهو يلمع الى درجة الاشتعال .. وتكتشف بذعر أنها تقبع بين ذراعيه باستسلام ..
شهقت بعنف وتراجعت لتقع ارضاً.. وعينيها لاتزالان أسرى تلك العينين..اللاتان لم تفلتاها قط .. تراجعت مذعورة من هول خوفها .. اجتياح ذاك الذي انسل الى أعماقها .. بقوة وبتهور .. قبل أن يقترب هو .. وتتيبس هي .. مكانها بلاحراك تناظره بذهول ..حتى انهار أمامها على ركبتيه .. تسمرت عيناها على النبض الضارب بجنون في صدغه .. أي شيء أي شيء هو أرحم من تلك النظرة في عينيه ..
سمعت همهمة ما تصدر منه .. لم تفهمها ابداً ..
ولكنها سحبتها بقدرة قادر عائدة الى عينيه ونظرته .. لتتجمد فيها حتى الأنفااس .. وتظل مفغرة فاهها .. تناظره بغباء .. ودموعها تنهمر بلاتوقف ..
حتى جاء الأخر ..!!
" سلمى " ....
صرخة أعادتها للواقع .. وانتشلتها من عمق ماوقعت به مع الغريب .. شعرت بفراس يحوطها ويوقفها على قدميها متسائلاً ان كانت بخير..
نظرت له .. كان القلق الحقيقي ينضخ من عينيه ..ويديه تضمانها له بتملك وهو يحدج الرجل الأخر بشك .. وتساؤل .. وحانت منها التفاتة للأخر ..

وليتها لم تفعل ..
....
نهضت شاهقة .. ترى بلل وسادتها بالدموع .. ككل ليلة .. وفوق ذلك انقباض عارم في صدرها من هول ماتذكره .. نهضت تجر اذيال الخيبة والألم لتقف على شرفتها تطالع القمر الذي انتصف السماء .. يعاند بزوغ الفجر ..كيف تهورت وحلمت بذات الحلم مرة بعد الأخرى .. ككل ليلة ينهشها مسلسل الهروب الفاشل الذي لم تتقنه .. وتستيقظ مذعورة على وطئ تلك النظرة من الماسات السوداء ..!!
كل ليلة تقف تنظر لقمر بشكل او بأخر لترى اتقاد الشر في مقلتي ذاك الغريب ..
نعم كان شــراً ..
لاتوصف تلك النظرات سوى بالشر المطلق .. أو بالقسوة الجامدة .. التي لن تلونها مشاعر أخرى ..
كان شيطاناً ينظر اليهما هي وزوجها .. شيطان أخذوا منه فريسته ..
ذئب جائع أمام ذبيحة نازفة ..
حرارة وقوة .. التهبت بالنيران ..
أغمضت عينيها ومضت تدمدم بضعة ايات قرآنية .. تجلو عنها بعض ماتشعر به من انقباض .. وهي تعود الى فراشها وماحدث بعدها يهاجمها بلارحمة ..
العودة الى القصر حافية القدمين ..
المواجهة مع زوجها والتي حطمت الباقي من تماسكها وجعلتها تفقد وعيها وهي تنبذ ليلة عرسها ..
...
لقد خدعني أبي..
قالها بكل سخط .. يواجه بها دموعها التي لم تتوقف في داخل جناحهما المشترك ..
-خدعني حين قال انه بزواجك مني فهو سيتكفل بمصاريف سفري .. ولكنه كذب...
تفجرت كلماته كسياط حامية على جلدها .. فتراجعت تصرخ له بأن يصمت .. ولكنه لم يفعل:
-أنا لاأريدك سلمى .. أنت لاتثيرين فيَّ أية مشاعر خاصة ولست بأي مزاج لأحافظ على زوجة لاأطيقها .. ولاتناسب مستقبلي .. أتفهمين ..
قالها بازدراء جمدها .. أوقفها مكانها بلاحراك وجعلها تشرد في مايقول بلاتصديق..
-سأرحل الأن .. ولكنني أبداً لن أعود..
وبدون كلمة اضافية .. رحل !!
حينها فقط انهارت مقاومتها وسقطت .. ولم تعد كما كانت ..
منذ شهر كامل .. تعيش يومها بانتظار عودته .. بعد ان أقسم لها عمها انه سيعيده لها متوسلاً .. وان كل ماقاله لها في لحظة غضب من المؤكد انه من وراء قلبه .. فهو بعد كل شيء .. ابن عمها !!
ومضت الايام .. حتى غدت سابيع وهي تعيش على الامل الذي يهن في كل يوم أكثر وأكثر.. حتى بات أضعف من ذبابة .. ولكنها تنتظر..
***
دعك عينيه بألم .. ترك الكتاب ونهض يتمطئ .. جسده كله متيبس .. نظر للوحة على المرسام بعين غير راضية .. وهو يفكر بأن هناك شيء ماخطأ ولكنه لايقدر أن يضع يده عليه ..
تأفف وهو يمني نفسه بنوم طويل ثم يصحو ليعدلها من جديد .. غداً..

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 12-08-13, 01:13 PM   المشاركة رقم: 1307
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائد الفصل التاسع رواية قمة في التميز

 
دعوه لزيارة موضوعي

وقطعت افكاره وهو ينظر لنور الفجر وهمس لنفسه " بل هو اليوم بالفعل " هو يوم أجازته وسيقضيه حتى الظهر في النوم .. وبعدها .. سيعود لدراسته ورسوماته .. مسد وجهه بكفيه بقوة وحانت منه التفاتة للباب كي يخرج ليرتطم بعينيها .. ويقف مشدوهاً ..
كلما رآها .. تذكر ..
وكلما تذكر .. اهتز عالمه للذكرى ..
كان يراها في اليوم ألف مرة .. وفي الحلم ضعفها .. ويتذكر في كل مرة .. مرة ..!!
يتجمع ريقه ويخنقه .. ويسعل بارتباك يريد أن يجلي غصته .. ولكنها تظهر بوضوح في شحوب صوته وهو يسألها..
-مالذي أيقظك؟؟
راقبته بفضول امتزج بحدة .. لاتعرف لها سبباً .. لم توجه له الحديث بل مدت له بهاتفه الذي ظل يرن دون انقطاع لساعة كاملة حتى أرهق أعصابها ..
نظر للهاتف بدهشة .. لم يعرف انه نسيه في لاغرفة .. فتحه ووجد كم المكالمات الفائته الهائل وعقد حاجبيه وهو يسارع ليعرف المتصل .. ليتنهد بارتياح وهو يرى الاسم .. حمدا لله ليس احدا من البلدة فهو ليس بمزاج ابدا لأخبار سيئة ..
-من؟؟
انطلق الصوت الرقيق ليخرجه من عالمه ويعيده الى عالمها وحدها .. منذ متى لم يسمع صوتها يحادثه بغير كلمات مقتضبة ترد بها عليه السلام او تبلغه بروتينية مواعيد الطعام او اي شيء غبي أخر.. لاول مرة تبدي اهتمامها بشيء ما يخصه هو ..
-انها زميلتي.. رانيا ..
عقدت حاجبيها .. وهمست بحدة لم تملك السيطرة عليها:
-وكيف تتصل بك زميلتك في مثل هذه الساعة ألاتعرف ان للوقت حرمات؟؟
اتسعت عينا رعاد بدهشة لتواصل غزل بعصبية:
-اعتقد انه من غير اللائق أن تتصل بك فتاة في مثل هذا الوقت أيها السيد كماانها تتصل في وقت صلاة الفجر ألتعرف انك تصليها في المسجد وأنك لابد لن تأخذ هاتفك .. ها؟؟
وقف مبهوتاً يرى عصبيتها الجديدة بعد فصل من البروود المحتد دون مشاعر أخرى بعدما حدث قبل شهر .. طرد عن رأسه تلك الأفكار واقترب يدافع عن موقف زميلته التي يدرك عذرها :
-لاداع لكل هذا غزل .. انها تنفذ طلبي فقد قلت لها بأني سأنهي فرضنا قبل صلاة الفجر ولابد انها اتصلت فقط لتطمئن ..
كتفت غزل ذراعيها وهمست :
-لقد أزعجتني .. هي تتصل منذ وقت طويل وأنا بصراحة لاتعجبني هذه الحركات رعاد ..
-أي حركات؟؟
صاح بحدة ليلجمها وهي ترى اشتداد عقدة حاجبيه وقد ابتدأت اعصابه بالفلات منه .. تراجعت وهي تهمس مضطربة:
-انها حركات مكشوفة .. والكل يفهمها..
-غزززل ..
صاح بحدة أكبر .. لترى عرقه الضارب بجنون في صدغه وهو يدمدم بغضب:
-لاتتكلمي بالسوء عنها انت لاتعرفينها.
اتسعت عيناها بصدمة .. وتراجعت دون كلمة اخرى ..
-غزل..
صاح يناديها ولكنها كانت تسابق الريح الى غرفتها .. وبقي هو كالأبله ينظر لطيفها وهو يغيب خلف الابواب .. نظر للهاتف بيده بعصبية وحنق..
ماكان هذا بالضبط؟؟؟
شهر من اللامبالاة .. لتعود وتفعل هذا؟؟
مالذي يسمونه أصلاً .. ؟؟ قبض على الهاتف بقوة تكاد تسحقه .. وهو يجلس الى مقعده وقد طارت فكرة النوم تماماً من رأسه .. ومضى يفكر فيما قد تكون تفكر .. وعادت له الذكرى رغماً عنه ..
نفض رأسه بعناد .. لتتشبث رقة شفتيها بوعيه .. وتغرقه في لذة ماحُرم منه لسنوات.. حتى أصبح محرماً عليه وهو ملكه.. ولكنها لن تحرمه حتى لذة الذكرى ..
أسند راسه الى الخلف وتخلى عن ندمه واحساسه بالذنب .. وعاد يغرق بالذكرى مررة .. ويعيش احساسه بالرقص على السحاب مرات ومرات ..انتشله من أعماق بؤسه ووضعه على قمة العالم .. لايزال يتذكر مذاق شفتيها .. مذاق يشبه الجنة .. في عينيه .. برد .. وسلام .. وجد نفسه حينها .. وصرخ قلبه بعشق يتوسلها .. ولايمل .. قطعاً لايمل ..!!
.....
.......
ربااه ماذا أصابني ..؟؟!!
فكرت بجنون .. وهي تقطع غرفتها جيئة وذهاباً .. مشاعرها هذه جديدة ولامنطقية ابداً ..ولكنها محقة .. وقفت ساخطة .. محقة في غضبها فكيف تسمح تلك الفتاة لنفسها بأن تتصل لرجل غريب عنها في مثل هذه الساعة .. فسرت بحنق .. تلك قلة أدب ولاشيء اخر..
كانت تنام بسلام .. حين أيقظها صوت الهاتف..
تجاهلته عدة مرات ولكن حين أذن الفجر نهضت .. صلت فرضها وقرأت وردها من القرآن والأدعية ثم اعتزمت العودة لسريرها والنوم .. وهي تسمع عودة رعاد من الصلاة ودخوله مكتبه .. والهاتف الغبي لايتوقف..
استلقت نائمة .. او تحاول .. ولكن .. الهاتف ظل يرن ويرن .. ربما لنصف ساعة كاملة بعد الصلاة .. لم يتركها لتنام .. ولم تقدر على تجاهله .. وهنا انتابها احساس بالذعر .. ماذا لو حدث لأحد ما مكروه بالبلدة ؟؟ او ربما علي؟؟ ونهضت لترى الاسم الذي يضيئ شاشة الهاتف بلاكلل ..
رانيــا .. رانياG ..!!
عقدت حاجبيها وتجاهلت الرنين لبضعة دقائق.. قبل أن تقرر انها يجب ان تأخذ له هاتفه .. وقلبها يشتعل غضباً وحنقاً ...من تلك اللتي لم تأبه للاتصال برجل غريب في وقت أغرب .. أوأنه ليس غريباً؟؟
فكرت بحنق وهي تاخذ له الهاتف .. حالما وصلت لباب المكتب الموارب حتى تسمرت وهي تنظر اليه ..
كان مرهقاً ومتعباً ويظهر عليه هذا بوضوح .. وقف بالكاد يقدر على صلب طوله الفارع ..يمسد ظهره بقوة .. قبل أن يمسح على ملامح وجهه المرهقة ..
ناظرته باشفاق .. وداخلها ينتفض بعنف لاتدرك له سبباً .. ليتوقف متصلباً وهو يلتفت اليها فجأة .. كل مشاعرها تسربي من قدميها كالجبناء.. وتركتها باردة جوفاء..
حالما انتهت معه مواجهتها القصيرة .. وبثت مشاعرها الحانقة اليه حتى هربت .. لاتريد النظر اليه .. لاتريد سماع صوته فكلما فعلت .. اجتاحتها تلك المشاعر وبقوة .. كأنها تستحم تحت شلال غزير .. يغرقها من رأسها لأخمص قدميها ..
عادت لغرفتها بسرعة ترتمي على فراشها وتعض نواجدها على حماقتها وتهورها .. تباً .. لكل ماتحسه بوجوده .. ماذا دهاها لتتصرف بحنق هكذا .. كانت تعامله بكل برود وصمتها المتواصل نتيجة لمافعله بها .. لتهوره وتعديه عليها يوم كانت مصابة .. مافعله يومها محى من عقلها كل ألمها .. محى ذلك الألم الحارق من قدمها ونشره على جسدها كاملاً ..
كانت ترتجف خجلاً وارتباكاً .. محمد من كان زوجها لم يقترب منها بتلك الطريقة .. كان رقيقاً ومراعياً .. كان حنوناً واعطاها وقتاً قبل أن يأخذه الموت منها .. ولكن رعاااد !!
ارتجفت بصمت لذكرى قوة شفتيه على فمها المستسلم .. وغطت وجهها بالملاءة علها تحجب عنها الذكريات.. كم تكرهه لفعلته .. كم تكرهه ..
حين عاد بعد خرجه يومها لم تنظر اليه حتى .. فقط عاملته بالصمت ..
لم ترد على اعتذاره الذي جاء به متلعثماً .. لم تكن تقدر حتى على النظر اليه... حتى اليوم ..
تلك المدعوة رانيــا .. "فكرت بالاسم ساخرة" أخرجتها عن طورها .. تباً لهما معــاً..
تنهدت بألم .. وعادت تغرق في وسادتها تحاول صرف مشاعرها عنها .. بلافائــدة ..؟؟!!
***
-صباح الخيــر أمي ..
التفتت السيــدة هديـة لابنتها الجوهرة والتي بدت متألقة كشمس الصباح وهي تدخل الى الدوار بابتسامة متألقة..
-صباح الخير حبيبتي .. تعالي لتشاركينا الفطور..
-لاأمي شكراً تناولته مع الصغيرين..
واقتربت تقبل رأسها وظهر يدها متسائلة:
-أين جدتي ..؟؟
-تشرف على المطبخ ..
هزت جوهرها رأسها ثم تلفتت حولها بفضول قبل أن تسأل:
-ألم تخرج سيــادة بعد؟؟
تنهدت هدية بضيق هامسة:
-كلا .. وأخوك لايرضى بمجرد ذكر اسمها .. وجدك لايريد فتح الموضوع .. كلما سألتهم عنها يدير جدك لي ظهره ويعقد اخوك حاجباه قائلاً .. انسها حالياً أمي ..
عقدت الجوهرة حاجبيها وهمست بذعر:
-امي .. ماذا ان قتلها اخي بسبب لسانها الطويل؟؟
انتفضت هدية ثم عادت لتتنهد:
-لو فعل كان سيدفنها امامنا كلنا .. ليس قحطان ولدي من يقتل امرأته ويخفيها .. انه أكبر من هذا.. ويعلم أن لاأحد سيحاسبه...
-ولكن لماذا هذا الحبس اماااه..
تسائلت الجوهرة بحنق لتهز هدية كتفيها وتصرخ بحدة:
-سيخرج قحطان بعد قليل.. اسأليه ..
اتسعت عيناها وتراجعت مبهوتة:
-لا .. سيقتلني ..
تنهدت هدية بصمت ثم التفتت لابنتها وسألتها:
-متى يعود زوجك من سفره هذه المرة؟؟
مطت الجوهرة شفتيها وهي تدعي في سرها ألا يعود وأن يأتيها خبره في سفره .. ولكنها سرعان ماتعوذت من الشيطان .. بعدماحدث واجباره لها بصبغ شعرها ومعاقبتها بشدة لعدم مطابقة اللون لما في خياله المريض .. سافر للصين .. في صفقة تجارية منذ مايقارب الثلاثة أسابيع ولم يعد بعد ..
استغلت سفره وكانت تضع على شعرها الحناء المرة تلو الأخرى حتى بهت لونه الأحمر البشع وبالكاد أصبح صالحاً للنظر .. وبالطبع لم تسلم من التعليقات ولكنها حاولت الصبر .. بصبر!!
-لست أدري امي هو لم يخبرني.
ردت باقتضاب وهي تفكر بسيادة .. منذ اليوم التالي لزواج سلمى وهي لم تخرج من جناحها ..
وحسب كلام أمها فقحطان والجد أمرا ألا يناقش أحد موضوعها .. والا ينتظرون منها شيء.. لا مساعدة في المنزل أو مشاركة في أية مناسبة على الإطلاق..
وقد قتلههن الفضول ولكن لاأحد يستطيع النطق بحرف واحد...
....
وهناك .. في جناح الأسر .. كانت تجهز الفطور على الطاولة بأصابع ترتجف ..
لم تنم طيلة الليل .. قلقة ومضطربة .. تبكي بلاتوقف.. وتفكر بحل يخرجها من هذه الماساة ..ولاتجد حلاً اسوأ من الاستسلام ولاأصعب منه .. والأن انظروا مافعلت .. أحرقت الخبز وافسدت الشاي .. كادت تبكي وهي تراه يجلس ينظر للطعام بصمت .. ودون أن يمسه أرجع الطبق هامساً:
-الحمدلله...
تفجرت حينها مشاعرها .. كراهية لهذا المغرور وأسىً على نفسها:
-ألن تاكل ؟؟
نظر لها بطرف عين وقال باقتضاب رجل اليريد مناقشة كلماته:
-لاتدعيني ابدأ بذم نعم الله..
تباً لك .. تباً لك ..
فكرت بحقد .. وصرخت:
-قلت لك .. قلت لك بأني لاأجيده ابدا ً ماتريده مني مستحيل..
-لاشيء مستحيل ..
هدر بعنف .. لتبتلع كلامها برهبة وهو يقول بصوت ساخر مقيت:
-حتى الكلاب حين تربيتها تفعل المعجزات ..
احتقن وجهها بحرقة .. طفح الكيل .. .. لقد تجاوز حدوده بالفعل:
-أنا لست بكلب..
صرخت بجنون .. ليهب واقفاً يواجه هستيريتها:
-لاترفعي صوتك ..
اشتعل وجهها بالانفعال وصرخت:
-وماذا تريدني ان افعل .. ان اسكت لك وأنت تشتمني .. انا سيــادة .. أتعرف من تكون سيادة العــزب..
ضحك ساخراً وهمس بهدوء:
-نعم بالطبع اعرفها .. مجرد جارية حقيرة وقذرة لدى شيخ العزب فلا تزيدينها ياامرأة..
تألقت عيونها بالدموع وهبت تصرخ بشحوب:
-أنا لست بجارية .. لست قذرة .. وانت لست سيدي ياقحطان..
امتدت يده بسرعة خاطفة تقبض على خصلات من شعرها .. بقسوة جعلتها تتألم صارخة .. وقربها منه وهو يهمس بصوت كحد السيف:

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 12-08-13, 01:13 PM   المشاركة رقم: 1308
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائد الفصل التاسع رواية قمة في التميز

 
دعوه لزيارة موضوعي

-انت ملكي .. مجرد شيء أملكه ..بيدي اقرر مصيرك ياسيادة .. بيدي افك سجنك او أبقيك فيه الى الأبد .. واقسم بأنك لو زودتها أكثر فإن نور الشمس حتى سأحرمك منه..
بكت بمرارة .. تدفقت دموعها بلاحساب وهي تدرك ان مايقوله صواب..
انتظرت اياماً طويلة علها تتحرر وبلافائدة .. لم تعد تجدي المقاومة .. لم تعد يجدي الصراخ والشتائم فهو يجيدها ويقدر عليها أكثر منها بكثير ..
-ماذا تريد مني اذن؟؟
همست متوسلة .. ليفلتها بقرف .. فتسقط أمام قدميه منتحبة :
-سأفعل أي شيء..
نظر لها من علو .. هاهو يجدها تحت قدميه .. متوسلة خاضعة .. كما أراد بالضبط .. فلما لايشعر بالارتياح.. لما لايشعر بالاكتفاء.. لما يشتعل القلب حنقاً .. لما يخنقه احساسه هذا .. لماذا؟؟
رفعت له زمردتيها غارقة بالدموع وهي تتشبث بقماش ملابسه متضرعة:
-أرجوك قحطاان .. أرجوك لاتتركني هنا هكذا.. لم أعد أحتمل البقاء مسجونة وحدي.. أرجوك ياابن عمي لاتفعل بي هذا أرجوووك..
ازداد غضبه ولايعرف لما .. كل مايعرفه انه لايريدها هكذا ضعيفة .. تباً ماذا دهاه .. ألم يكن يتقصد اذلالها فقط كي يراها متوسلة هكذا خاضعة بهذا الشكل .. لما لايعجبه هذا الأن ..
-انهضي ..
زفرها بغضب مكتوم .. فهزت رأسها معترضة ودموعها تنهمر بلاتوقف هاتفة:
-ليس قبل أن تقولها .. ليس قبل ان تحررني ..
-قلت انهضي..
صاح بعنف وهو يقبض على معصمها ويرفعها بحركة حادة آلمتها وهو يوقفها على قدميها ويواجه عينيها الباكيتين .. فقبض على كتفيها بقوة وهزها صارخاً:
-توقفي عن البكاء.. أنا لااريد هذا سيادة .. لااريد هذا..
-مالذي تريده اذاً ..؟؟
صاحت بألم ليقف مبهوتاً .. مالذي يريده حقاً؟؟ رات عينيه المرتبكة .. رأت حيرته .. رأت عدم ثقته .. وقررت الخوض حتى العمق فلم يعد يهمها .. اقتربت منه برعونة حتى باتت انفاسهما تتردد بذات الوتيرة وهي تهمس بالقرب من شفتيه:
-اذا خذ ماتريد .. أنا كللي ملكك فقط حررني ..
نظر لها بصدمة .. عينيها الواسعتين الغارقتين بالدموع ارتجاف جسدها الواضح والخوف القابع خلف نظراتها .. هل حقاً وصلت الى هذه المرحلة .. هل وصلت لأن تبيعه جسدها؟؟؟ حتى وان كان أصلاً يملكه .. شعر بالغثيان .. بالاشمئزاز .. أبعدها عنه بحركة حادة وهو يقول بتصلب:
-لن تغريني بهذا الاسلوب.. فأنا لست غراً ولاحيواناً استسلم لغرائزي دون تفكير ياسيادة ..
تجمدت من الصدمة .. والتي تجلت بوضوح في اتساع عينيها وارتجاف جسدها كله وهي تواجهه بشحوب وهو يهمس ببرود:
-انا لاأريد جسدك .. ولامتعة رخيصة قدمتها لسواي على طبق من ذهب.. أنا لااريد استسلامك العقلي ..
لازالت تناظره بشحوب .. وهي تفكر انه حقاً يظنها قد سلمت لعبدالعزيز .. حقاً يعتقدها بهذا السوء..
-أنا اريدك كلك سيــادة ..
أضاف بهدوء .. هدوء تملكه بحق .. وقد عرف الان بالذات .. وهو ينظر لمافعلته بها كلماته .. ينظر لها بعقلانية .. ويتكلم وكأنه يناقش قضية عادية:
-أريدك ..كلك .. قلباً وقالباً .. أريد روحك المتمردة .. أريدها ملكاً ليميني..
أريد اشتعال عينيك وليس هذا الانطفاء.. أريدك متقدة لي أنا وحدي ..
أريدك أن تستسلمي بقوة وليس بضعف .. أريد ترويضك واخضاعك ..
ولكنني أريدك بكامل قواك بعدها .. وليس كما أنت الأن .. مجرد جسد ضعيف من ضعفه يهدد ببيع نفسه للخلاص..
أريد القوة بعد هذا الضعف ياابنــة عمي ..
اتسعت عيناها بذهول وهي تستمع اليه .. كان وجهه بارداً وكأنما قد من صخر .. ولولا اشتعال عينيه وهو يتحدث .. وتلك الحرارة التي تلفحها من كلماته لما صدقت انه بشـر...!! أيريدها أن تعشقه؟؟؟
-أتريدني عاشقــة؟؟
لم تسيطر على شفتيها وخرجت الكلمات مهزوزة .. متبعثرة في اعصار بثته عيناه بلاهوادة لتشع تلك ببريق النصر وتصرخ هي عازمة :
-في أحلااااااااامك قحطااان ..
ابتسم بسخرية .. وقد عادت روحه تمتلئ قوة وهو يرى بريق التمرد يعود ويغزو زمردتيها:
-سنرى ..
-أنا لن اعشقك ياابن عمي ولو كنت أخر رجال الأرض..
صاحت بشحوب باكية .. فضحك بصدق .. واقترب منها يهز تماسكها الضعيف هامساً:
-أنا أخر رجال الارض فعلاً بالنسبة اليك .. المسألة مسألة وقت ياابنة عمي.. وحتى ذلك الحين ستظللين هنا .. لاترين سواي .. لاتعرفين غيري..
-انت لن تجبرني على الوقوع في غرامك ياشيخ ..
ارتفعت ذقنه بغرور وهمس لعينيها الصاعقتين:
-ومن تحدث عن الاجبار ياابنة العم.. ستقعين طواعيــة .. وبملئ ارادتك ..
-مغرووووووور ..
هتفت ساخطة ليضحك مطولاً وهو يتراجع:
-في هذه الاثناء أنصحك بالعمل على تحسين مهاراتك التمثيلية .. فأنا لاأصدق بسهولة .. انا أكثر شكاً من ثعلب الصخور ياسيادة..
-أرجوووك ..
هتفت حانقة واضافت وهي ترى التسلية في عينيه:
-أنت أكثر مكراً من كل الثعالب .. أنت مجرد ذئب .. ووغد .. عديم الرحمة..
صرخت بانفعال ليقهقه ..
-لولا أنني بمزاج حسسن والا كنت لاقيتي عقاب شنيعاً على ماتقولينه .. ولكن احذري فأنا لست بهذا المزاج طيلة الوقت.
-اذهب الى الجحيم ..
صرخت بحقد وهي تلتقط احدى الوسائد من على الكنب وترميه بها .. فتلقفها ببساطة زاجراً بتسلط:
-لانزيديها سيادة .. فصبري له حدود ياابنة عمــي..
وتحت نظراتها الحارقة غادر بكل هدوء مغلقاً الباب خلفه .. تأملته بشراسة وهو يغادر .. قلبها يحترق لوعة .. عااشقــة ..!! يريدها هذا المغرور عاشقة له ؟؟!!
في احلاامه .. ااااااه !!
صاحت بقهر وهي تضرب قبضتيها بالأرض بحنق .. وقد توسدتها باحبااط .. هذا المغرور .. الوغد .. تباً لك ياقحطااان .. تباً لك ..
أما هو .. فقط عاودته الابتسامة حالما تركها ..
هو هذا مايريد .. يريدها غاضبة .. حانقة .. يريدها مشتعلة .. يريدها كماقال .. عااشقة له .. وسيفعلها مهما كانت ردة فعلها .. سيفعلها وسيجعلها تتوسل منه الغرام الذي سيذيقها عذاابه حتى تكتوي بلااكتفااء..
***
توقفت سيارة الأجرة أمام العنوان الذي حفظه عن ظهر قلب .. وبعد التحقق من شخصيته قاده حارس أمن خصوصي الى حيث مكتب ابن سلطان الشيّب...
حالما دخل عاوده ذلك الشعور انه بحضرة طاغية ..المكتب الضخم .. الاضائة الخافتة والمفروشات داكنة اللون كلها تعبر عن شخصية رجل قاسٍ لايرحم وهو مااستشفه منه .. رآه يجلس خلف مكتبه وينظر له بغموض ..
-تفضل بالجلوس فراس..
تقدم فراس بهدوء يحاول معه السيطرة على اضطرابه وجلس مقابلاً له يشعر بأنه تلميذ في مواجهة مدير المدرسة بعد اذنابه..!!
-هل عرفت العنوان بسهولة؟؟
-بالطبع .. لاأحد في المدينة يجهل مركزاً تجارياُ مهماً كهذا..
ابتسم سيف ببطئ.. ثم بدأ تقييمه .. كان الجالس أمامه فتى غِر .. رغم عدم كونه صغيراً بالسن الا أنه لايفقه في الحياة شيء.. اعتاد الحصول على كل شيء على طبق من ذهب.. بل اعتاد ملعقة ذهبية في فمه ..ولذا فقد كان عليه أن يستغل ضعفه الأن .. حتى يحصل على مايريد .. بعد تخطيط طويل بدأ ينفذ خطته حين باتت كل الأمور مواتية ..
-ماذا تريد أن تشرب؟؟
سأله بلطف .. ليعقد فراس حاجبيه ويطلب له كوباً من القهوة ويفعل سيف المثل .. وبانتظارها قال سيف:
-والأن أخبرني عن طموحك فراس؟؟
توترت نظرات فراس وتململ في مقعده وهو يتسائل الى أين سيقوده هذا الحديث وهل حقاً يهدف ابن الشيّب الى مساندته:
-أنا أريد اصدار البومي الغنائي كما تعلم..
-ممم .. وهل اقتربت من التعاقد مع اي شركة غنائية..؟؟
-لا ..
اعترف فراس بصدق ليبتسم سيف بسخرية لم تخفى على الاخر وابتلعها بصمت:
-هذا من حسن حظي بالتأكيد..
قال سيف يداري سخرييته ونهض من مقعده يدور حول فراس :
-تعرف ان مجال شركات الشّيب هنا لايمت بصلة الى العالم الغنائي.. وان اقتحامنا لهذا السوق غير واردة حالياً .. بسبب المنافسة الشرسة الموجودة اصلاً ..
نظر له فراس بحيرة:
-وماذا تريد مني ان كنت لاتنوي اصدار البومي اذا؟؟
ابتسم سيف بهدوء ووقف يواجهه:
-لاتتسرع أنا لم اقل انني لاانوي اصدار الألبوم..
-أنا لاافهم..
همهم فراس بضيق ففسر سيف بثقة:
-انا لست عضواً في السوق التي تريدها فراس .. ولكنني اعرف الكثير منهم كذلك .. وتربطني معهم علاقات قوية .. واعمال كثيرة .. وأنت .. ستكون احدها..
-كيف؟؟
تسائل عاقداً لحاجبيه ففسر الأخر:
-سأكون مدير اعمالك .. سأتبناك وأرعى كل اعمالك مادياً .. وأقدمك للشركات الكبرى كما نقدم أية منتج لنا .. يحمل شعارنا ..
-أتعني بأن أكون مجرد رمز دعائي لك؟؟
صاح فراس بحنق ليضحك سيف وهو يجلس متضجعاً على كرسي وثير امامه:
-لا بالطبع لم اقصد هذا.. ماأعنيه هو أنك ستقوم بالغناء واقامة الحفلات وأنت تروج لمنتجاتنا .. سترتدي ملابس من صنعي .. وغيرها من الاكسسوارات التي نصنعها .. ولكن بطريقتك ..
تراجع فراس في مقعده مفكراً فبادره سيف:
-لاتفكر كثيراً .. كل من يعمل في الغناء والتمثيل يفعل هذا وخصوصاً في البدايات .. نحن سنكون شركتك الراعية فراس.. فلاتفكر..
-وماذا عن اختيار الاغاني .. والموسيقى..
تسائل فراس بقلق ليشوح سيف بيده وهو يهمس بلامبالاة:
-لاشان لنا بكل هذا.. سنعطيك المال .. والدعم .. وتقدم لنا الدعاية اللازمة .. ماذا قلت؟؟
-سأ.. سأحتاج أن أفكر..
تمتم بتوتر لينهض سيف معلناً انتهاء المقابلة:
-ممتاز .. هذا يعني بأنني سأنتظر منك رداً .. لاتتأخر علي فراس فوقتي ضيق..
نهض فراس هو الأخر لينصرف قبل أن يقول سيف بسرعة:
-لم تشرب قهوتك بعد ..
-لاداع.. سأشربها في وقت لاحق..
تمتم بسرعة وهو يتجه للخارج .. يكاد عقله ينفجر من التفكير .. كل حواسه تطالبه بالموافقة وكل مافي عقله يطلب منه الحذر .. فسيف ليس سهلاً .. وهو لم يعرض عليه مايعرض الا لغرض في نفسه ..
هل يعقل بأنه يريد الانتقام مماحدث لابن عمه بسبب سيـادة ؟؟!!
لا مستحيل .. فابن عمه لايزال في فرنسا يحضر الخطط لايجاد سيادة والاوصول اليها مع امها ايفـا .. بالطبع دون اي نجاح .. فسيادة في عمق البدو .. ولن يخاطر أحد لايعرف المكان جيداً بالوصول اليها ..
ووالده لايزال على اصراره ..
تنهد وهو يشق طريقه عبر الطرقات المزدحمة للتايمسكوير.. عليه ان يفهم .. ويقرر وبأسرع وقت ..
أما ذاك فقد وقف على نافذته يراقب الشارع المزدحم بتجهم ..
كان ذاك زوجها .. الذي وقف يحدثه بكل هدوء ومدنية كان زوج تلك الحورية الخارجة من الظلام .. كان قربه هنا ولم يقتله ويتخلص منه ..
تباً كم شغلت تفكيره منذ رآها .. منذ سقطت بين ذراعيه وتنشق عبيرها ..
منذ قرأ في عينيها انتماءها له ..
وهنا فقط قرر انها له .. ومهما حدث فسيحصل عليها .. وان كان عليه ان يجاهد الشيطاان نفسه ليفعل هذا .. فسيفعل.. بكل طيبة خاطر ..
وارتسمت الابتسامة الشيطانية على وجهه .. بكل وضوح.

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 12-08-13, 01:14 PM   المشاركة رقم: 1309
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد

أميرة الرومانسية


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166710
المشاركات: 13,250
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميععبير قائد عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 38234

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير قائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائد الفصل التاسع رواية قمة في التميز

 
دعوه لزيارة موضوعي

***
جلست تشرب شاياً معطراً بالورود .. شربته هنا لاول مرة وتعلقت بطعمه الغريب حد الجنون .. وكأنها تشرب عبق حديقة ملئى بالزهور والعطور.. ابتسمت لاشعورياً واستسلمت لاحساسها بجمال الطعم والرائحة .. ثم قطع خلوتها ذلك الصوت الحاد لتوقف سيارة امام مدخل الفيللا..
عقدت حاجبيها بقلق فهو ليس موعد عودة عمها من عمله .. كماانها وحدها ولاتعرف احد ولاتتقن استقبال الضيوف اللذي قد يأتون الى هنا .. نهضت من مقعدها مرتبكة تسوي عبائتها المنزلية وطرحتها التي غطت شعرها بانتظار من تفتح له الخادمة الباب ..
وتسمرت بخوف غريزي وهي تنظر للمراة التي دخلت بخيلاء..
كانت تشبه سيادة حقاً .. بشعرها الأحمر وعينيها الزمرديتان .. راقبتها باصرار للحظات جعل سلمى تخفض عينيها بارتباك وهي تتذكر مافعلته بها المرأة يوم وصولها وأنها غادرت المنزل ولم تطأه بقدميها حتى الأن؟؟ ماذا تريد ياترى؟؟
فكرت بارتباك .. لترد على نفسها بحنق:
"انه منزلها ايتها الحمقاء.. ماذا تعتقدين انها تريد؟؟"
ربما ستطردني ..
فكرت بذعر وهي تواجه اقتراب السيدة الفولاذية والتي رشقتها بالنظرات الحاقدة من رأسها لأخمص قدميها هامسة بغيظ:
-وكنت اتسائل سبب هروب ولدي وعدم عودته .. انظري الى نفسك ..
اتسعت عينا سلمى بألم .. رغم كلماتها الركيكة ولكن المعنى وااضح كالشمس.. تراجعت وكادت تركض مبتعدة بقهر لتمنعا ايفا بحزم:
-توقفي..
تسمرت برعب لتقترب منها حماتها قائلة :
-لاتغادري دون أن أسمح لك بهذا..
واقتربت اكثر تدور حولها قائلة بتسلط:
-لقد تركت بيتي لفترة طويلة .. وحان الوقت لأعود واستلم زمام الأمور .. فلاتظني أنني سأسمح لك بتجاهلي والاستمرار بهذه المهزلة لوقت أطول ..
رفعت لها عينيها بخوف لتهمس :
-انا هنا سيدة المنزل وانت ..
ثم علا وجهها الاشمئزاز:
-مجرد شيء فقد أهميته عند الكل وقريباً سترحلين ..
امتلأت عينا سلمى بالدموع واحتقن وجهها وهي تهمس:
-اريد الرحيل .. انا ايضاً لااريد البقاء.. ارجوك..
ضحكت بسخرية :
-هل تظنينني سأصدق هذه الأعذاار السخيفة .. وهذا الادعاء الكاذب..
وامتلأ وجهها بالسخط والشر وهي تهتف:
-انت وشقيقك دمرتما عائلتي ..خطف ابنتي وحبسها عنده وأخفاها عن الجميع .. وانت تزوجت ابني وتورط بك .. ولكن هيهااات ..
صاحت بعنف وهي تكمل:
-هيهااات أن أسمح لكما بأكثر من هذا .. انت ستعودين من حيث جئتِ .. وابنتي ستعود حيث تنتمي .. ولن اسمح باستمرار هذه المهزلة أكثر .. أتفهمين ..؟؟
نظرت لها سلمى بقهر .. وألم .. وبكل قوة تبقت لها .. لملمت عبائتها وركضت تستجير بغرفتها .. تسمع من ورائها الهذر الشيطاني للمرأة ولاتهتم .. لاتريد سوى الانفراد بنفسها .. لاتريد سوى البقاء وحيدة حقاً ..
ايفا بقت تناظرها بسخرية قبل أن ترفع هاتفها وتطلب رقماً ما .. وحال سماعها الصوت المتوتر:
-لاتقلق عزيز .. سوف تكون الامور جيدة .. سأبقى هنا حتى أعرف الطريق لابنتي وحينها سنذهب معاً لاسترجاعها .. فلاتقلق..
سمعت كلماته القلقة وابتسمت تطمئنه .. وتطمئن نفسها ..
فهي لم تجني شيئاً من الابتعاد .. سالم أخفى أثر ابنتها وحتى بلاغها في القنصلية لم تستفد منه فأوراق الزواج قانونية .. ورغم ولادة الفتاة في باريس فهي تحمل جنسية يمنية وليس من السهل اختراق القوانين لاعادتها دون اذن زوجها كما تنص قوانين بلاده ..
لهذا كان عليها العودة .. عليها ان تكون قريبة .. مهما كلفها الأمر.
***
مسح قحطان قطرات العرق التي تجمعت على جبينه وقد انتصفت الظهيرة وبات عليهم أن يعودوا للدوار لتناول الطعام والاستراحة .. كان الجو حاراً في النهار والشمس حارقة .. بينما تتجمد الارض في الليل .. كان شتاء الصحراء متعباً ..ولكنهم اعتادووه ..
كان يتجه مع بعض العمال الى السيارات حين لفت نظره رجل بثياب مدنية يقف ملوحاً له .. فعقد حاجبيه وأسرع نحوه وقد تعرفه ..
-سيد مختار ؟؟ يمرحباً بك..
ابتسم الرجل الاسمر بارتباك:
-اعتذر قدومي دون موعد ولكن كان لدي مهمة قريب من هنا وفضلت المجيئ بسرعة عن الاتصال..
عقد قحطان حاجبيه ومشي معه الى منطقة مظللة معزولة هامساً بقلق:
-هل من اخبار جديدة؟؟
عدل الرجل نظارته وقال:
-بشأن الحادث .. كلا ..
تململ قحطان وهمس:
-مادامت لاأخبار جديدة فلما الاستعجال بالقدوم؟؟
بلل الرجل شفتيه وتلفت حوله بقلق:
-هناك أمر عرفته بالصدفة .. وبصراحة ليس الامر ساراً ابداً..
-أله علاقة بمقتل محمد اخي؟؟
تسائل قحطان بخشونة فنفى الرجل بحركة من رأسه وهو يهمس:
-كلا .. بل يتعلق الامر بالسيد حسن.
زوى قحطان بين حاجبيه وهتف:
-حسن .. حسن العزب؟؟
-نعم هو ..
اومأ الرجل فسكت قحطان يستحثه على الحديث .. ولم يقصر الرجل .. بل مضى يفضي له بالكثيير .. وعينا قحطان تتسعان .. ووجه يحتقن بالغضب .. أكثر وأكثر .. وهو يسمع مايقول الرجل ..


وحال انتهاءه قال بغضب مكبوت:
-هل أنت واثق مماتقول مختار؟؟
-بالطبع ياشيخ .. وهل لو تشك بي كنت جعلتني مسئولاً عن التحقيق بمقتل اخيك رحمه الله ..
اومأ قحطان بصمت فعاد الرجل:
-اسمعني ياشيخ مثل هذه الامور تؤخذ بروية .. لاتنسى انه أب لأبناء أختك .. وهو بالنهاية ابن عمك.
نظر قحطان للرجل ببرود ومد يده اليه قائلاً:
-الى اللقاء مختار .. تعرف ماانتظره من اخبار فلاتتأخر .. أما عن موضوع ابن عمي فانسه .. نهائياً .. أتفهم؟؟
اومأ الرجل مرتبكاً .. فنادى قحطان الى احد العمال وصاح به أن يأخذ الرجل ويقدم له الغداء والضيافة قبل ان يعود لطريقه .. وبعد وداع مختصر قاد سيارته بتجهم الى الدوار ..
معقول حسن يفعل هذا؟؟ من كان يتصور... حسن ابن عمه هو .. ؟؟ لايكاد يصدق..
زفر بغضب مكتوم وتوجه الى الداخل بعد توقف سيارته رأى أمه فسألها بهدوء يخفي الكثير:
-أين الجوهرة أمااه؟؟
نظرت له امه باستغراب:
-في منزلها بني.. هل حدث مكروه؟؟
تجاهل قحطان السؤال واستمر:
-هل ستأتي اليوم الينا؟؟
-نعم ولكن بعد صلاة العصر.. مالذي حدث بني أجبني..؟؟
-لاشيء اماه .. فقط لاتدعيها تخرج دون أن اقابلها وأكلمها .. سأتغدى وأُقيل قليلاً .. سأعود بعد الصلاة واحدثها باذن الله فلاتدعيها تخرج.
-حاضر
اومأت امه باستسلام وهي تعرف النظرة الجهنمية التي تلوح في عينيه وتدرك انه ليس بمزاج حسن وانها لن تنال منه سوى باطل ...
في حين واصل هو طريقه الى جناحه .. كان يحاول السيطرة على افكاره التي تأخذه وتعيده في نقاط متواليه بلارحمة .. لايريد ظلمه ولايريد ظلم أحد .. ولكن لو كان الامر صحيحاً .. فستكون هي ابواب الجحيم وستفتح .. زفر بضيق وهو يدخل الى جناحه .. كانت سيادة قد رصت اطباق الطعام ... كالعادة بعض الارز المحروق والدجاج المسلوق .. عض شفتيه بلاصبر وهو يشعر ببطنه تصرخ اعتراضاً على الجوع الذي يشعر به .. وقرر أن يذهب الى جده ويتغدى معه .. ويتركها هي لأرزها المحروق..
-سيــادة ..
صاح بحنق ..ولكنها لم تجبه فزفر مرة أخرى وصاح مجدداً ولم تجبه كذلك ..
نزع كشيدته بعنف وأتبعها بحذائه الملوث بالطين ومضى الى غرفة النوم .. كانت شبه مستلقية على الوسائد فقترب يصرخ:
-ألاتسمعينني؟؟
رفرفت بعينيها ببطئ ونظرت اليه .. كانت شاحبة .. وعينيها ذابلتين ولكن غضبه اعماه عن كل هذا وهو يصرخ بها:
-هل اصبت بالصمم؟؟ لما لاتردين علي..
-انا مريضة ..
همست بألم .. فلم يهتم.. غضبه الشرس اعماه .. امسكها من ذراعها يوقفها وهو يصرخ بها:
-حين اكلمك ردي علي الا تفهمين..
-لا قحطاان لا ..
صرخت بضعف .. فمع حركته القاسية والمفاجئة عاودها الغثيان والدوار .. عاودها بشكل اقوى .. وأكثر حدة .. لتجد نفسها تتهالك بين ذراعيه وتفقد احساسها بكل من حولها بسرعة خاطفة ..
في حين تسمر قحطان وهو ينظر لجسدها المسجى ارضاً..
-سيادة ..
ناداها بحدة .. ولكنها لم تجبه .. انحنى نحوها ونظرة واحدة لوجهها لاذي حاكى شحوب الموتى عرف انها فعلاً فاقدة للوعي .. فاسرع يحملها بين يديه ويضعها على الفراش ...ويخبط وجنتيها بحنو قلق:
-سيادة .. سيادة أفيقي..
ولكنها لم تفق كانت تشحب اكثر .. ممااثار خوفه .. ولأول مرة في حياته .. أمسك كفيها فكانت باردة كالثلج .. في حين تصبب منها عرق غزير .. نهض بسرعة وغادر الغرفة ينادي أمه .. !!
بعد دقائق طويلة بدت كدهر ..
كان يقف بجوار باب الغرفة بانتظار خروج امه مع الممرضة التي استدعوها من القرية بأسرع وقت .. كان جده الى جواره وقد اصر على البقاء معه حتى الاطمئنان على سيادة ..
وكان الانتظار يقتله .. فهو لم يعتد قط انتظار أحد .. وهذا القلق الذي ينهشه وذكرى شحوبها يمزقه .. بطريقه لم يعهدها ابداً .. تأفف ليستغفر بعدها بصوت مسموع ويصيح بانزعاج:
-مالذي يؤخرهم هكذا .؟..
-تمالك نفسك بني ..
همس جده بروية ليستغفر قحطان من جديد وهو يزرع عينيه بالباب المغلق .. ولولا وجود المرأة الغريبة لكان اقتحم المكان عليهم .. وكأنما استجاب الله لدعوته الباطنة وانفتح بسرعة لتظهر امه وقد تشقق وجهها بالسعادة ترافق المرأة التي تبتسم بثقة هاتفة:
-مبارك ياشيخ .. جعله من مواليد السعادة باذن الله ..
نظر لها قحطان ببلاهة تجلت في عينيه .. وسمع توالي الزغاريد من داخل الغرفة المغلقة .. وسمع ابتهالات جده بسعادة .. وهو يقف كالحمقى يناظرهم ..!!
مالذي يوقولونه ..؟؟
عادت امه بعد ثوانٍ .. تطلق زغاريد الفرح .. الذي يشع من عينيها وهي تهتف:
-مبارك بني .. مبارك ياشيخ العزب ..
مبااارك ..؟؟
-ما.؟؟ مالذي تقولينه امي؟؟
همس بشحوب وهو ينظر لأمه التي ضحكت بسرور:
-مالذي لم تفهمه بني .. انت ستصبح اباً .. سيادة حامل قحطااان .. انها حاامل بني.
...
.....
حااامل ...؟؟؟
حاامل ...
اتسعت عيناه بذهول صرف .. والاصوات كلها حوله تختفي .. والمناظر كلها تختفي .. ويحتل السواد عالمه .. ويسيطر عليه بالكامل ..
زوجته حاامل؟؟
زوجته التي لم يمسها قط .. حااامل ؟؟!!!
...
......
***
نهاية الفصل قراااءة ممتعة :*

 
 

 

عرض البوم صور عبير قائد   رد مع اقتباس
قديم 12-08-13, 01:20 PM   المشاركة رقم: 1310
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jan 2012
العضوية: 234937
المشاركات: 6,950
الجنس أنثى
معدل التقييم: ...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي...همس القدر... عضو ماسي
نقاط التقييم: 8829

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
...همس القدر... غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 34 - رواية "شيوخ لاتعترف بالغزل" لِ عبير قائد الفصل العاشر رواية قمة في التميز

 
دعوه لزيارة موضوعي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 17 والزوار 0)
‏...همس القدر...*, ‏Cadi, ‏ماما ميري, ‏سمازا, ‏yomnah odah, ‏عبير قائد+, ‏one girl, ‏Hanaak82, ‏olga, ‏sosobarra, ‏يكفيني احساسي, ‏صباحك عسل, ‏ام عبادة ميدو, ‏ام فاطمه, ‏رنيـــــم, ‏Amjaad m


ياااااااااااااااااااااهو واخيرااا
رااايحة ارقااا وراجعة بالتعليق ^__________________^

 
 

 

عرض البوم صور ...همس القدر...   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حصريات عبق الرومانسية, روايات عبق رومانسية, شيوخ لا تعترف بالغزل, عبير قائد
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روائع عبق الرومانسية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t185816.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 28-08-17 10:22 PM
Untitled document This thread Refback 29-09-16 09:12 AM
Untitled document This thread Refback 03-11-14 03:16 PM
Untitled document This thread Refback 04-09-14 02:34 PM
(ظ…ظˆط¶ظˆط¹ ط­طµط±ظٹ) ط±ظˆط§ظٹط© "ط´ظٹظˆط® ظ„ط§طھط¹طھط±ظپ ط¨ط§ظ„ط؛ط²ظ„" .. ط¬ط¯ظٹط¯ظٹ … | Bloggy This thread Refback 14-07-14 06:53 AM


الساعة الآن 07:53 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية