كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
قالت بثقة لا تشعر بها :
" انا لا اهرب ابداً من مسؤولياتي . "
اجاب وهو يدير ظهره لها :
" اذاً لن يمر وقت طويل قبل ان تتمني لو انك فعلت . "
***
كانت المسافة الطويلة من المطار ، مليئة بالقلق بسبب الصمت المتوتر السائد في السيارة . شعرت ميرديث بأعصابها مشدودة كالحبل ، وبسبب عداوة ليسنزو
وطبيعته المشكلة من الصعب عليها ايجاد الحقيقة . لكن عليها رؤية كورزيني . فالرجل اما مجنون او مخطئ .
لن تسمح لليسنزو برقفها . تذكرت انه تكلم بعاطفة وحنان
عن عائلته ... فاذا كان يحب زوجته واطفاله لابد انه يملك قلباً
حنوناً تحت تصرفه البارد . عليها ان تضع بعض الثقة فيه .
اخيراً شد ليسنزو معطفه عليه ، وهي ارتدت قفازيها الصوف ما ان توقفت السيارة . قال :
" هنا ، بيزال روما . الى هنا فقط تصل السيارات . لا يسمح بالقيادة بعد هذه النقطة . "
اخرج من جيبه محفظة من الجلد جميلة ونظر اليها بتحدٍ وتابع :
" الان عليك فع حصتك . "
حركت ميرديث قدميها براحة من التشنج الذي كانت تشعر به ، سألت :
" كم تريد ؟ "
وهي تمد يدها على حقيبتها وتخرج القليل من النقود .
سأل غاضباً :
" هل هذا ك ما تملكينه ؟ "
قالت :
" نعم . "
واضافت بكبرياء :
" لكنني استطيع الحصول على المزيد من المال غداً .
امسك بأصابعه الطويلة والرشيقة بعض المال ... معظمهم . كانت منزعجة لكنه قال :
" هذا جيد ، اذاً . "
تابع بحدة وهويراقب الدهشة على وجهها :
" لست معتادة ان تدفعي عن نفسك . "
رفعت رأسها على الفور وقالت :
" مخطئ ، لكنني لست معتادة على المبالغة في المصروف . انا دائماً اذهب برحلات كثيرة . لكن اصدقائي فقراء بالنسبة لك . "
رأت تعابير الارباك على وجهه فابتسمت له وقالت :
" انت تعلم ، انني لا اختار اصدقائي نظراً لحجم محفظة نقودهم . "
" حقاً ! "
لكن من تعابير وجهه ، علمت انه كان يفكر بأنها كاذبة ، تابع :
" ان قوارب النقل قريبة من هنا . "
قالت :
" وهي ايضاً غالية الثمن ، اني متأكدة من ذلك . السير على الاقدام ارخص . " علمت انه لم يفهم ما تقصده فتابعت :
" ربما صاحب بنك يستطيع تأمين ما يطلبونه ، لكنني اراهن انني لا استطيع . "
" اشعر برغبة جامحة على تركك تتنقلين في فينيس على هواك بعد هذه المحاضرة عن الفوارق الاجتماعية . "
قالت وهي تبتعد عنه :
" يعطيني الله القوة ! "
قال :
" عودي الى هنا ! انا من سيدفع هذه المرة ، اذا كان هذا
سبب اعتراضك . "
اصبحت عيناه اشد قساوة ومرارة :
" انت لا تمانعين ان تجولت في فينيس على حسابي ، اليس كذلك ؟ "
" بالطبع امانع . افعل ما يحلو لك . انا لا اقبل اي خدمات منك ولن اضيغ اموالي على اشياء غير ضرورية . سأمشي . "
اخذت من جيب معطفها خريطة فينيس ، والتصميم بارز على وجهها .
قال متفاجئاً :
" امرأة ، تمنعني عن صرف المالى ؟ انا لا ادرى ان كنت عاملة نشيطة ، ام مجرد امرأة بخيلة . "
|