كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
بريئة وتكن له الكثير من العاطفة . قرأ الحقيقة في عينيها ، فتقدم خطوة نحوها .
قالت بسرعة : " الغذاء . "
توقف ليسنزو على الفور ، وقال :
" نعم ، ميرديث . "
لكن كان هناك ابتسامة مخيفة على وجهه الغامض ، فشعرت بالحيرة والقلق من مقصده ، فهي تشعر من داخل قلبها انها لا يمكنها مطلقاً الوثوق به .
***
قال مقترحاً بعد ان انتهيا من تناول الغذاء :
" تعالي واختاري ثوباً يناسبك للحفلة . "
بدا الأمر بريئاً وعادياً جداً . لكن عندما فتح باب الغرفة في الطابق العلوي ورأت بنطالاً وروب حريري على احدى الكراسي حتى علمت انها غرفته .
قالت مترددة :
" يجب ان لا ادخل . "
نظر اليها وضحك :
" ميرديث ! كل مكان في القصر هو مثل الآخر ، في المطبخ ، على الدرج ، او في غرفتي . "
ابتسمت بقلق :
" كلامك غير منطقي . "
قال بفرح :
" على العكس انه منطقي جداً . "
امسك بيدها وقادها الى خزانة حديدية كبيرة ليفتح احد الصناديق بداخلها .
قالت : " انها رائعة . "
وامسكت بأصابعها الرقيقة القماش الناعم بينما كان يمسك بعدة فساتين مميزة لتختار من بينهم القماش الفاخر للتنانير جعلها تتمنى لو تستطيع ان ترتدي كل هذه الفساتين ، وحتى معاطف الرجال المميزة .
قال موافقاً :
" لا يتم انجاز الثياب بذات الطريقة في هذه الايام . "
وهو يرفع بيده ثوباً نادراً من عهد الملكة فيكتوريا . رفعت يدها بسرعة :
" هل تقصد ان هذه الثياب هي الاصلية ؟ "
وهي تشعر بالخوف من افساد الثياب . قال :
" بالطبع ، انظري . "
وامسك ثوباً مطرزاً وتابع :
" اللون الاخضر مذهل عليكِ . "
قالت ، وهي تهز رأسها مترددة :
" لا ، لا استطيع . هذه الثياب يجب ان توضع في متحف ، ليسنزو . فبدون العناية الكافية ستتمزق هذه الفساتين الى اشلاء . "
" ما رأيك بهذه ؟ لقد صنعت من اجل كرنفلات احدث عهداً . هذا الثوب ، مثلاً . "
ابتسمت وهي تنظر الى فستان بلون الزفير الازرق ولديه تنورة واسعة ، بينما قماشه من الدانتيل والحرير المطرز ، كذلك اكمامه الضيقة مطرزة باللؤلؤ والخيوط الفضية وقد طرزت بشكل يناسب الزهور على التنورة .
احست وكأنه فستان لسندريلا بدون شك . رفعت القماش الناعم الى خدها ، وهي تغمض عينيها كالحلم .
قال بصوت ناعم :
" اختيار الفستان لا يكفي . احب ان اراك ترتدينه . "
عمت انه من الخطر ان تفعل ذلك ، فقالت :
" ربما ... من الافضل ... ان اختار زياً رسمياً اكثر ؟ "
سخرت عينا ليسنزو من جبنها . وامسك بالثوب ليقربه منها وقال :
" اذا كان هناك ثوب يناسبك ، فها هو . "
قالت : " اريد العودة الان الى فينيس . "
سار ليسنزو امامها ، فسارت وراءه ببطء ، وصل الى امام الباب الخارجي ، وهناك توقف . ما ان وصلت الى اعلى الدرج حتى قالت :
" من الافضل ان نسرع ! "
اجاب من دون ان يتحرك من مكانه :
" لا يمكننا الذهاب في هذا الطقس . "
قالت ، وهي تضع يديها على وسطها :
" ماذا ؟ علّي الذهاب لا استطيع البقاء هنا معك . "
تمتم بقسوة :
" لا اعتقد انني أريد البقاء هنا ايضاً ، لكن لا خيار لدي . انظري تباً ضباب . انه يتكثف ليعزل الجزيرة عزلاً مطلقاً . "
شعرت بالخوف من كلامه ، وقالت :
" لابد انه ليس سيئاً بجانب القارب . "
وتابعت سيرها نحو الممر . قبل ان تسير مسافة اطول ، علمت ان الضباب قوي جداً . حتى انه يخفي كل شيء . حدقت بيأس وخوف في الفراغ امامها وصرخت وهي تشعر بالتهديد من الوقوع اذا تابعت تقدمها : " ليسنزو . "
قال بحدة :
" اهدئي . انني هنا انت ترين كم ان الضباب كثيف ، اليس كذلك ؟ "
سألت بمرارة :
" هذا أمر مخيف . هل لديك اين نوع من الاتصال معرفة الطقس ؟ "
قال : " من المفترض ان تكوني آنسة الاشراق الدائم . فبددي هذا الضباب . "
استدار ليعود الى القصر ، فسارت وراءه ، وهي لا تريد ان تبقى بمفردها حيث ان الطيور قد اختفت ايضاً من الضباب .
سألت : " انت غاضب ؟ "
منتدى ليلاس
تنهد قائلاً :
" لا . نعم . اه ، ليس منك . انني غاضب من نفسي ، ومن الضباب ومن كل عائلة كورزيني . الواجب والعمل ! فقط لمرة واحدة احب ان اقوم بما اريده وبما اختاره . " اغلق الباب وراءهما بقوة ، ثم التفت اليها بوجه يلمع من الغضب :
" والان ... ماذا سنفعل ؟ "
نهاية السابع
|