كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_عبير دار النحاس
قالت تذكره بما عليه من اعمال :
" لكن هناك شخص ما عليكمقابلته . "
هز كتفيه غير مبال ، واخذ البطاقة من جيب معطفه ورماها في سلة المهملات . " لقد عنيت الامرين . "
وعلى الرغم من صوته العادي ، تفاجأت ميرديث من تعاليه وكرهه للشخص الذي كان ينتظره . تابع :
" هل انا مصاب بلعنة إمضاء ساعات عدة من وقتي الثمين بانتظار كل طائرة تهبط ؟ سأترك المتطفل يذهب الى فينس لوحده . "
قالت تخفف عنه :
" يبدو انك تنتظر منذ وقت طويل . "
" بالطبع ذلك ، طوال حياتي وانا انتظر . "
ضحكت ميرديث من المبالغة في كلامه وقالت :
" ياه ، هذاوقت طويل جدا ! لا عجب ، انك كبرت ! "
نظرت اليه وهي تفكر انه بلا شك سيضحك ايضا . لكن تهجمه زاد فتوقفت عن المزاح وتابعت بلطف :
" ربما صديقك ... "
قال :
" بل عدوي . " وكأنه عض شفته على زلة لسانه .
شعرت بعدم الراحة من غضبه لكنها قالت :
" اه ، حسنا ، مهما يكن . انت تعلم ان الطقس مخيف في انكلترا ... والثلوج تقطع كل الطرقات . ربما ضيفك قد علق بعاصفة ثلجية . "
قال بفرح :
" الان هذه فكرة مفرحة . "
لم تكن تعابير وجهه واضحة ، لكن شد على قبضتيه بقوة مما جعل ميرديث تندهش من قدرة الرجل على ابقاء عضلات وجهه حيادية . تساءلت ما الذي حدث حتى اصبح هذا الايطالي مليء بالحقد .
قالت ، وتعابير وجهها تظهر كل ما تفكر وتشعر به كالعادة :
" انت لا تقصد ذلك . "
احست انها بمشكلة . فالتكلم مع الغرباء قد يكون عملا متهورا ، لكنها فكرت به وهو ينتظر متعبا لشخص لا تعرفه . وشعرت بالأسف نحوه .
قالت :
" ارجوك ، ضع نفسك في مكانه ... "
برم شفتيه تذمرا :
" لقد فعلت ، وهذه هي المشكلة . ولهذا هوهنا . لكنني مسيطر جدا على الوضع . "
باهتمام واضح ، درس قلقها ، ووجدت انه تجاوب في النهاية مع ابتسامتها لكن ابتسامته كانت باردة . كان هناك شيء في تصرفه الهادئ جعلها تشعر بالثقة نحوه وان هناك نوع من الانسجام بينهما . فهي لم تتعرف على رجل من قبل يتحدث بهذه النعومة ... او بهذا التأثير . ابتعدت عنه خطوة بعد ان اكتشفت انها تقف بالقرب من اكثر مما هو مقبول اجتماعيا .
قالت بقلق :
" من الافضل ان اذهب ... كنت اتمنى ان اجد احدا بانتظاري ، لكنني لا استطيع لومهم لأنهم لم ينتظروني كل هذا الوقت . لو انني اعرف كيف انتقل بجوار المطار كي استطيع الوصول الى فينس . "
ما افن فتح فمه ليعترض على ما تقوله ، رفعت يدها لتمنعه وضرب كوعها بالبطاقة التي رماها . سقطت على الارض ،ورأت ما كتب عليها " ليسنزو سلفياتي ، بنكو دو اورو . "
بدت الدهشة واضحة على وجهها وهي تقرأها ببطء مجددا ، انه اسم الشخص الذي كان يفترض ان ينتظرها .
ابتسامة من الفرح والراحة ملأت وجهها . قالت والسعادة تظهر على وجهها :
" هذا جنون ! لقد ادركت للتو من تكون ! "
بقى باردا ، لكنه سأل بقلق :
" انت ماذا ؟ "
|