كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
" انني اكره المظاهر الخادعة . "
قالت بعنف :
" لن تحصل على ذلك مني . فالأمير ليس اكثر من لحم ودم كغيره من البشر . " تطلع اليها بعينيه الغامضتين ، مما جعل دقات قلبها تتسارع فكل ما فهي يجعلها تشعر بالاضطراب قالت لتخفي اضطرابها :
" انني اتأثر بالناس ، وليس بالألقاب . "
برم شفتيه مستفهماً ، وقال :
" هذا ما فهمته . "
" اذاً كل ذلك الكلام عن كونك فقير وانك عمت لساعات طوال كل يوم هو مجرد اقاويل ، تجعلني اشعر بالاسف نحوك ... "
قال بسرعة :
" انتظري لحظة ! لم يكن الامر مطلقاً . وهذه عي الحقيقة . لقد كانت عائلتي تعاني من الفقر المدقع طوال فترة شبابي ، والرخاء الذي تعيشه اليوم يعود الى
مجهودنا القوي . اقسم لك . "
قالت وقد خف غضبها ، فأي رجل يرق صوته عندما يذكر اسم عائلته لا يعقل ان يكون سيئاً :
" اشرح لي ، لا بد ان هذه ستكون اغرب قصة للثراء السريع قد اسمعها في حياتي . "
حرك نفسه ليتمكن من موازنة القارب ، وقال بقلق :
" ردة فعلك مريحة ، حتى انه لا يثيرك الشكوك . "
شعرت بالراحة ، لأنه لم يبد عليها الارتباك ، حتى ولو احست بالشك من لقبه ، ومنه ايضاً . فهو يقود القارب ، بقدرة قوية ، وهي متعجبة كيف يتحرك بين الالات المتحركة وعيناه تشعان بقوة .
قالت تذكره بلطف :
" لكنك لست أميراً حقيقياً ، فأنت لم تولد أمير . "
ارتجف القارب بين يديه لأن المقود ضرب بمحرك السرعة . قال موافقاً :
" نعم ، لم اولد أمير . كان علّي ان اتعلم كيف يتصرف الامراء . لق مرّ وقت طويل قبل ان أشعر ان اللقب اصبح من حقي . "
برم شفتيه متذمراً :
" لا احب ان يذكرني احد ان ليس هناك اية صلة دم بيني وبين عائلتي . "
قالت :
"انه لأمر جيد ان يتذكر الانسان حياته الاولى . كما وانك لم تفكر ابداً ان لدينا ذات الاصل المتواضع . لابد انهم فخورون جداً بك . هل هي عائلة قديمة ؟ "
قال بصوت مليء بالكبرياء :
" منذ القرن الثاني عشر . ولديهم دم صافٍ يكفي لحكم امبراطورية فينس بأكملها . كما ان اسم العائلة قد نقش في كتاب من ذهب ، وهو يعود الى
القرون الوسطى ، وللأشراف فقط . "
" انها حقاً قفزة متنوعة ، من ميتم الى المجتمعات الراقية . لا يعقل ان يكون الامر سهلاً منذ البداية . "
تخيلت الطفل ليسنزو يقوم باستعراض في بيزا في معطف مذهب وحذاء لماع في سنة ، بعدها يجد نفسه يعيش حياة اسطورية في السنة التالية .
" كنت صغيراً . يستطيع الاطفال التأقلم والتعلم بسرعة ، بينما يجد البالغون الامر صعباً . "
قالت ببطء :
" نعم ، لا بد ان التغيير صعب . "
فكرت ، كيف يمكنها ان تكون غبية هكذا . فكل ما فيه يدل على مدى ثقته بنفسه ، وسيطرته على كل ما يقوم به .
قالت بلطف :
" اعتقد ان عائلتك التي حضنتك لم يكن لديها اطفال ، ولقد كانت بحاجة لمن يحمل اسم العائلة واللقب ، ولتمنع اي قريب من ... "
قال ليسنزو بسرعة :
" نعم ، اراد والدي ان يرثه شخص يعرف جيداً فينس وتعلم ادارة الاعمال ، شخص يمكنه ان يستحق المركز . "
قالت :
" بكل هذه الاهمية ؟ "
وشعرت بالهوة الواسعة بينهما . الان اصبحت تعرف لماذا كان يتحدث مع الكونتيسة .
تنهدت بقلق :
" نعم ، لدي المال والمركز والقوة . هل هذا يؤثر فيك ؟ "
نظر اليها بعينين ماكرتين ، وشعرت على الفور بما يفكر به ، قال وقد خاب ظنه :
" انك مثل الباقيات ، قد قمت بالقرار المناسب . "
قالت بتوتر :
" ما الذي تعنيه ، ليسنزو ، الى اين تأخذني ؟ اه ، ارجوك . لا تسبب الاذى لي ! "
نهاية السادس
|