كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
" اتخيل ذلك . لا عجب انه اراد دعوتك . انت جيدة جداً في التعامل مع الناس ، اليس كذلك ؟ لقد راقبتك تحضرين بريق الشمس الى وجوه من كان يراقصك . "
سألت بقلق :
" راقبتني ؟ "
هذا أمر لم تفكر به او انها كانت حذرة في تصرفاتها . شعرت بالقلق انه كان يراقبها بالخفاء . لما يفعل ذلك ؟ سألت ، وهي ترفع وجهها الحزين اليه :
" ليسنزو ... انت لم تدعوني هنا للرقص فقط ، اليس كذلك ؟ "
توقف عن الرقص وقال بجدية :
" ميرديث ... انا ... "
اسرعت دقات قلبها من ارتباكه . نزع قناعه ، وببطء نزعت قناعها ايضاً ، وهي لا تزال تحدق بعينيه ، محاولة ان تقرأ ما الذي يتردد بقوله .
قال صوت ناعم بقربهما :
" سينزو ! اهلاً ! "
رفع جاجبيه بسخرية معتذراً من ميرديث ، وابتسم بحرارة :
" اهلاً كاترينا . "
قبل ليسنزو كاترينا المندهشة بحرارة ثلاث قبلات على خديها . قال وهو يبتعد : " اعذريني للحظة ، ميرديث . "
بقيت بمفردها ، تتأمل ثوب كاترينا الجميل تحت معطفها السميك . تبدو ثيابها غالية الثمن . سمعتهما يتحدثان بالايطالية ، فابتعدت عنهما . بعدها رأت انه قد اصبح محاطاً بالنساء وهن كلهن يرحبن به بمودة وعاطفة .
مجموعة من الرجال يرتدن ثياباً حريرية انضمت لجمع ، وهم يسلمون على كاترينا ويدعونها " بالكونتيسة . " شعرت ميرديث بألم عميق في صدرها .
ابتعدت عن ليسنزو الان ، تسلقت بعض الدرجات واتكأت على احد الاعمدة ، تراقب بهدوء اصدقائه الاثرياء ، مدركة تماما الهوة العميقة بينهم وبينها . انه صاحب بنك غني ، جميل ، ساحر . وينتقل في اوساط ارستقراطية ... ولديه
طموح للوصول الى مركز اكبر. كما وانه يمسك مستقبلها بيديه .
شعرت وهي تقف هناك ، على اعلى الدرج ، تنظر الى شعر ليسنزو الاشقر اللماع ، انها تقف على مفترق خطير في حياتها . وهو يعرف ماذا يشمل هذا التغير ، لكنه ليس متأكداً من أنها تستطيع تحمله .
تنقلت بعينيها حول النساء المجتمعة حوله ، تتحدث معه بنعومة وترمقه بنظرات حلوة فقط . كاترينا الجميلة كانت هادئة ، واضعة يدها براحة على كتف ليسنزو وكأنها تتمتع بحمايته فقط هي ، التي لم تكن تتنافس على الحصول على اعجابه .
عكست ألسنة من النار قربها المزيد من التوهج على شعرها الاحمر ، المنسدل على كتفيها . نظر ليسنزو الى أعلى وكأنه ادرك للتو انها قد ابتعدت ، بدا عليه الذهول وهو ينظر اليها . تلاقت عيناهما فأمسكت بالحائط بجانبها وكأنها
بحاجة لمساعدة .
لم تعد ترة شيئاً ا عيناه الثاقبتان ، وكأنها قد سمرت مكانها . ابقى عينيه عليها واخذ يعتذر ممن حوله ، ويسير باتجاهها . بقيت مكانها تراقب تقدمه عبر الحشد الكبير .
تمتم قائلاً حين اقترب منها :
" اعلم ، ان هذا آخر ما اريد حدوثه ، لكن ما ان نظرت اليك حتى شعرت اني لا استطيع التفكير الا ان اكون بقربك ... "
وتقدم منها ليقبلها .
|