كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
اعلن ليسنزو :
" هذه هي بيازا سان ماركو ، رافعاً صوته ليطغى على اصوات الاجراس والموسيقى . رأت الوان مختلفة تتدفق من كل جانب ، فضحكت ميرديث ، فقال بعدما
اقترب منها :
" قال نابوليون ان هذه اجمل قاعة في اوروبا كلها . "
قالت وهي تضحك :
" لقد نسي البناؤون السطح . "
ابتسم ، وهو يعلم لما تتعمد الضحك ، استدار نحوها ، وقال بنعومة :
" نعم ، فينيس ، انت ، وانا ، حب العظمة عند البشر ، حب تحقيق الذات . اليس هذا يؤثر فيك او يسعدك ؟ "
نظرت الى الساحة الواسعة ، المليئة بمختلف الانواع من البشر ، ومزينة بكل الالوان والاشكال . وطبقات البيزا العالية بنعومة وكأنها كعكة العرس . وحولها الناس ترقص وتضحك وبجانبها ليسنزو يحيطها بعناية وكأنه يهتم بسلامتها .
قالت :
" لا استطيع الكلام . "
" امر مؤسف . احب كثيراً ما تتفوهين به . "
نظرت اليه بدهشة ورأت انه يعني ما يقوله . ابتسمت بفرح ، تحت القناع السميك ، لقد اصبح ليسنزو اكثر رقة ساعة بعد ساعة ، فالوقت الذي تمضيه معه يساعده على نسيان حقده الكبير الذي يغلف وجهه بشكل دائم . كانت تريد ان تقول له ان الحياة تصبح رائعة بلا كره او حقد . لكنها عوضاً عن ذلك
قالت ببطء :
" اشعر بالفخر لأن والدي من هذه المدينة ، وانا احسدك على العيش في هذا المحيط الرائع . "
" لقد كانت مناسبة جداً لماركو بولو . فهي اذاً مناسبة لي . "
وضحك . وفكرت بسعادة ، انه حقاً سعيد برفقتها .
احست بالسعادة انها بقربه ، فسألته :
" هل تتضايق من وجود السواح ؟ "
" ماذا نفعل بدونهم ا ؟ اشهر الرسامين ، والموسيقين والكتاب اختاروا العيش والعمل في فينيس عوضا عن اية مدينة في العالم . يأتي السواح من كل انحاء العالم ليشاهدوا عظمة شعب التيتان ، لسماع فيفالدي ، ليروا اين كان يعيش
لورد بايرون ... "
تابعت عنه ميرديث :
" وليروا منزل همنغواي . "
ضحك ليسنزو :
" وهذا ايضاً . "
قالت :
" اريد ان ابقى ، هناك الكثير لأكتشفه . "
قال بلهجة محذرة :
" لكنك قد تتأذين بسهولة . "
قالت بحزم :
" اذا حاول احدهم ، سيكتشف على الفور انني املك قدرة قوية للدفاع عن النفس . انا لست جبانة ، ولا اخاف ابداً من مواجهة المشاكل . انني اعتمد جدا على نفسي ليسنزو ، لذلك لا تنسى لا انت ولا كورزيني ذلك . "
نظر اليها بقوة ، وقال :
" لن افعل . "
احست ميرديث ان ابتسامته قد دخلت قلبها ، شعرت بالامتنان ان قناعها يخفي عواطفها .
اخذت تنظر باهتمام الى كل ما يجري حولها . اصوات الضحك ، والثرثرات ، وعدد كبير من الناس يغني . رأت الناس ترقص في كل الامكنة ، بعضهم يرتدي ازياء مختلفة والبعض الآخر يرتدي ثياباً سميكة ليتدفأ في هذا الطقس البارد .
سارت ميرديث بجانب ليسنزو ، بدون كلام ، وهي ترى بائع الكستناء حيث ألسنة النار ورائحة الكستناء ترتفع في الأجواء ، الفوضى الرائعة ، الناس السعيدة تمر تحت الجسر المؤدي الى بروكريت نيوف .
|