المنتدى :
القسم الرياضي
عندما يصبح نجوم الرياضة أوراقا سياسية رابحة
فشل ذريع لـ شوارزنيغر وجورج ويا ونجاح باهر لـ روماريو وأردوغان
لطالما قال الكثيرون أن الرياضة والسياسة وجهان لعملة واحدة، سواء تعلق ذلك بالشعبية أو النفوذ أو حتى الرفاهية المادية من جهة، أو خدمة مصالح شخصية وعامة باستغلال الشهرة التي غالبا ما كانت أقوى وذات صيت لدى الرياضيين مقارنة بالسياسيين، وأمام هذه المعطيات يتجلى بوضوح تقاطع النفوذ والشهرة والغنى لدى الكثير ممن تخطوا الأمرين معا، وسنحاول في هذا الإطار ذكر بعض الأمثلة عن مشاهير الرياضة في العالم الذين استغلوا الشهرة ومحبة الناس لهم كرياضيين ليتحولوا إلى مجال السياسة وفي مناصب عليا ومؤثرة.
=============
أردوغان استغل كرة القدم للوصول إلى السلطة
يعتبر رئيس وزراء تركيا الحالي رجب طيب أردوغان من رجال السياسة المشهورين في العالم العربي والإسلامي، حيث يحظى بشعبية جارفة خاصة لدى الشباب المنبهر من مواقفه السياسة المشرفة، لكن بداية هذا الرجل كانت مع كرة القدم التي كانت وراء منحه فرصة دخول عالم السياسة، إذ كان أردوغان لاعبا في فريق بلدية إسطنبول الذي ينشط حاليا في الدرجة الأولى التركية وكان ذلك في نهاية الستينات وبداية السبعينات، ولأن الأندية التركية لم تكن محترفة آنذاك فقد كان لا بد لهذا الشاب أن يبحث عن عمل، وهو ما توفر له عن طريق إدارة النادي التي وظفته في بلدية أسطنبول لتبدأ الرحلة مع السياسة.
أصبح موظفا في البلدية وترك كرة القدم بسبب السياسة
ومع مرور الوقت بدأ أردوغان في الانجذاب إلى السياسة خاصة وأنه كان يرى الأمور على حقيقتها في موقعه كموظف في البلدية، ليقرر اقتحام هذا المجال بانضمامه إلى حزب "السلامة الوطنية" المعتدل عام 1973، فتدرج في كل المسؤوليات حتى وصل إلى منصب الأمين العام للحزب سنة 1977، لكن الجيش التركي تدخل ومنع الأحزاب السياسية من الممارسة بداية من سنة 1980، ومع هذا تمكن أردوغان من العودة للساحة من جديد عن طريق حزب سياسي جديد أسسه هو شخصيا سنة 1983 وأطلق عليه تسمية حزب "الرفاه".
أردوغان : "بسبب كرة القدم أصبحت سياسيا ناضجا"
ولم يخف أردوغان الحديث عن هذه الحقائق في تاريخه مع الرياضة والسياسة، حيث اعترف أن كرة القدم مهدت له الطريق ليكون سياسيا ناجحا، وقال: "كنت ألعب كرة القدم بشكل هاو ولحين اختياري في منتخب شباب إسطنبول، ثم انتقلت بعد ذلك إلى فريق بلدية إسطنبول، وبفضل ذلك صرت موظفا في البلدية واستطعت اقتحام المجال الذي أعمل فيه الآن"، وأضاف: "كرة القدم علمتني أشياء كثيرة منها التفكير الجماعي والتعاون والعمل بروح الفريق، إن استطعتم العمل بروح الفريق عندها بإمكانكم الوصول للنجاح، وهو ما كان دائما في مخيلتي في مجال عملي السياسي".
=========================
شوارزنيغر من بطل كمال الأجسام إلى حاكم ولاية كاليفورنيا
ربما سيستغرب البعض حديثنا عن النجم السينمائي الشهير "أرنولد شوارزنيغر" في معرض تطرقنا لمشاهير الرياضة، لكن هذا الرجل الأمريكي الشهير كان قبل ذلك بطل العالم في رياضة كمال الأجسام، حيث حاز على أول ألقابه سنة 1965 وهو لم يبلغ بعد 19 سنة من عمره، لينطلق في رحلته مع هذه الرياضة المحبوبة جدا في الجزائر، حتى أصبح بطل العالم عام 1968 بل وحافظ على هذا اللقب في سبع سنوات متتالية، قبل أن يتفرغ بعدها لتأليف كتب عديدة عن هذه الرياضة موازاة مع ممارسته لها سنوات طويلة حتى سنة 1990، أين قرر دخول المعترك السياسي في واحد من أكبر الأحزاب السياسية في أمريكا.
جورج بوش الأب استغل شهرته وضمه للحزب الجمهوري
بعدما أصبح شوارزنيغر يفكر جديا في دخول عالم السياسة تقرب منه العديد من السياسيين في أمريكا، لا لشيء سوى لاستغلال شهرته الواسعة محليا ودوليا سواءً عن طريق الرياضة أو الفن، لكن بطل العالم في كمال الأجسام اختار أكبر حزب في البلاد (الحزب الجمهوري) والذي كان يترأسه حينها جورج بوش الأب، ليصبح شوارزنيغر أحد الأعضاء البارزين في الحزب رفقة جورج بوش الابن، قبل أن يدخل إلى عالم التسيير بعد أن منحه الرئيس الأمريكي (جورج بوش الأب) عام 1991 رئاسة مجلس اللياقة البدنية والرياضة في وزارة الرياضة الأمريكية.
لقبه بـ"كونان" الجمهوري وجهزه لمناصب عليا في البلاد
وكان جورج بوش الأب يثق كثيرا في شوارزنيغر حيث كان يصطحبه في كل سفرياته وخطاباته المحلية، وقال في إحدى المرات أنه يعتبره "كونان" الحزب الجمهوري، لدرجة ذكائه وتحليه ببرودة أعصاب أمام مشاكل التسيير في الإدارة الأمريكية، لكن الشعب الأمريكي الذي عرف شوارزنيغر بطلا في الرياضة ظل يتساءل عن السر وراء المدح الشديد الذي يسمعونه عن بطلهم في كل مرة، قبل أن يكتشفوا أنه سيكون مرشحا لأحد المناصب الكبيرة في البلاد، وهو ما تم فعلا خاصة وأن شوارزنيغر كان يحظى بحب الناس في كل مكان بأمريكا.
حكم كاليفورنيا لمدة 3 سنوات قبل أن يخرج بفضيحة أخلاقية
وفي عام 2003 ومع وصول جورج بوش الابن لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، عاد شوارزنيغر للواجهة من الباب الواسع ودخل غمار الانتخابات على حكم مقاطعة كاليفورنيا عن الحزب الجمهوري، وتمكن من تحقيق نجاح باهر مستغلا الشهرة التي تميز بها لدى الأمريكيين، لكن التجربة لم تستمر سوى 3 سنوات من 2003 حتى صيف 2006 حين اضطر البطل العالمي في كمال الأجسام للاستقالة، بعد تورطه في قضية أخلاقية مدوية كان هو بطلها مع إحدى الفتيات التي أنجبت منه طفلا بطريقة غير شرعيه رغم أنه متزوج وأب لعدة أبناء.
===============================
روماريو من دموع الاعتزال إلى البرلمان البرازيلي
يعتبر النجم البرازيلي "روماريو دي سوزا فاريا" من أساطير كرة القدم البرازيلية على كثرتهم، حيث يعتبر الوحيد بعد الجوهرة السوداء بيلي الذي تمكن من تسجيل أكثر من 1000 هدف في مشواره الكروي، ورغم أنه اعتزل سنة 2009 فقط بدموعه الشهيرة، خاصة بعد أن رفض المدرب وزميله السابق دونغا اصطحابه لمونديال 2010 ولو كعضو شرفي، إلا أن روماريو تحول بسرعة إلى ميدان السياسة وبطريقة مفاجئة جدا مازالت تصنع الحدث في البرازيل إلى يومنا هذا، خصوصا وأنه شديد النقد حاليا للحكومة البرازيلية في كل المجالات سواءً الرياضية منها أو الاجتماعية والاقتصادية.
الحزب الاشتراكي راهن على نجوميته ورشحه للبرلمان
وكانت سنة 2010 نقطة تحول حقيقية للنجم العالمي حيث سارع إليه مسؤولين في الحزب الاشتراكي البرازيلي والذي يعتبر من أقوى الأحزاب في البرازيل، واقترحوا عليه الترشح عن قائمتهم للبرلمان في الانتخابات التي جرت في نفس السنة، وهو ما وافق عليه مهاجم "السيليساو" السابق، ليحقق نجاحا غير مسبوق بحصوله على 180 ألف صوت في ولاية ريو دي جانيرو، على اعتبار أنه يحظى بحب وثقة شديدتين لدى الشعب البرازيلي الذي لم يتمكن من التفريق بين روماريو السياسي والرياضي، لكنه فضل منح صوته لروماريو الذي أصبح عضوا بارزا في الكونغرس البرازيلي.
أحدث بلبلة كبيرة وشهرته كادت أن تؤدي إلى أزمة سياسية في البرازيل
وكانت بداية روماريو مع السياسة بدون مقدمات حيث وبمجرد أن وطأت قدماه مبنى البرلمان، حتى انطلق في انتقاد الحكومة البرازيلية علنا خاصة في المجال الاجتماعي والاقتصادي، ولأنه نجم فوق العادة نجح في لفت انتباه الشعب البرازيلي الذي سانده، وخرج في إحدى المرات في مسيرات كبيرة شارك فيها بنفسه تنديدا بخطة الحكومة الاقتصادية، وهو ما أدخل البلاد في أزمة كبيرة كادت أن تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، لولا تراجع روماريو ودعوته لمنح فرصة جديدة للحكومة لتصحيح خططها، لكن وبعد سنتين من القضية لم يتحسن شيء ومازال روماريو ينتقد كل شيء سواءً في الرياضة أو في القطاعات الأخرى.
روماريو : "تخلصنا من تيكسيرا وعلينا فتح سجون جديدة"
وفي هذا الإطار علق روماريو عن استقالة رئيس الاتحادية البرازيلية تيكسيرا مؤخرا بالقول: "لقد نجحنا في التخلص منه، علينا الاحتفال لأننا تخلصنا من ورم سرطاني أصاب الكرة البرازيلية منذ 23 عاما"، وهدد روماريو بمحاربة الفساد في البرازيل والذي انتشر في مشاريع مونديال 2014 قائلا: " كل الأمور متأخرة عن موعدها وفي بعض الأعمال يصل التأخر إلى نسبة 80 بالمئة، نفقات هذه البطولة ستزيد عن 55 مليار دولار، عندما يأتي موعد العمل النشط لإنقاذ الموقف سيسرق الجميع مبالغ طائلة، سيكون علينا فتح سجون جديدة من أجل استضافة بعض النزلاء".
===================
بيبيتو اختار الحزب الخاطئ ففشل في الانتخابات
زميل روماريو ورفيق دربه بيبيتو سار على نفس الطريق وانضم إلى الحزب العمالي الديمقراطي وترشح للانتخابات بغية الفوز بمقعد في البرلمان، لكنه لم يوفق في ذلك بسبب الحزب الذي اختاره حسب المراقبين في البرازيل، حيث لا يملك هذا الحزب شعبية كبيرة كما أنه لا يهتم سوى بفئة بسيطة من العمال، لكن بيبيتو لم يتوقف عن ممارسة السياسة ووعد بالعودة بقوة سنة 2014 التي ستعرف انتخابات برلمانية جديدة، علما أن روماريو نفسه اقترح بيبيتو ليكون في لجنة تنظيم مونديال 2014 وهو ما تم فعلا.
تورام فضح الحزب اليساري في فرنسا وفضل النشاط الجمعوي
وفي مثال آخر على تولي النجوم الرياضيين لأمور السياسة والتسيير الإدارية في السلطة، يظهر المدافع الفرنسي القوي ليليا تورام بطل أوروبا والعالم والذي يعتبر من أشد المدافعين عن حقوق الأقليات والإنسان وفاز بعدة جوائز تقديريه، وقد كان له العديد من المواقف المثيرة للجدل آخرها انتقاده لزميله لوران بلان مدرب منتخب فرنسا في قضية تخفيض نسبة اللاعبين الشبان من أصول غير فرنسية في المدارس الكروية، كما حاول الحزب اليساري في فرنسا استمالته لكن هذا الأخير فضح الأمر ورفض ذلك جملة وتفصيلا كاشفا أن الأمر يتعلق فقط بمحاولة استغلاله.
شهرة جورج ويا لم تكن كافية ليرأس ليبيريا سنة 2005
من منا لا يتذكر ما فعله النجم الليبيري الأسطورة وأفضل لاعب في أوروبا والعالم في عام 1995، عندما كان لاعبا لعديد الأندية الأوروبية الكبيرة أبرزها ميلان الإيطالي، لكن وبعد نهاية مسيرته الكروية أصبح رمزا سياسيا وإنسانيا في بلاده، ليترشح لرئاسة ليبيريا عام 2005 لكنه لم ينجح وخسر الانتخابات بفارق بسيط عن منافسه ليتحول بعدها إلى عضو في مجلس الشعب الذي تم انتخابه فيه منذ نهاية الحرب الأهلية عام 2004، وكان ويا قد قال وقتها أنه راهن على شهرته في البلاد، لكن خوف الناس من محدودية قدراته الإدارية والعلمية جعلهم يفضلون منافسه، معربا عن تقبله لنتائج الانتخابات.
بيلاردو فاز بكأس العالم ثم أسس حزبا سياسيا في الأرجنتين
ومن الأمثلة البارزة في تحول الرياضيين المشهورين للعمل السياسي، كارلوس بيلاردو مدرب منتخب الأرجنتين الفائز ببطولة العالم عام 1986 ووصيف بطولة عام 1990، حيث يعتبر هذا المدرب طبييا وفي نفس الوقت إعلاميا بارزا في الأرجنتين قبل أن يؤسس حزبا شبابيا يشارك بفاعلية في الحياة السياسية الأرجنتينية لكنه يعاني من مشاكل كبيرة في التمويل، ورغم ذلك فهو يملك شعبية كبير (أي الحزب) لسبب واحد وهو أن رئيسه كان وراء آخر لقب عالمي لمنتخب "التانغو" ويحظى باحترام الناس لهذا الأمر.
=========================
الرئيس الإيفواري حث دروغبا على اقتحام السياسة
بعد الحرب الأهلية الطاحنة التي جرت في كوديفوار العام الماضي كان لنجوم الكرة في هذا البلد رأي في القضية لكنه لم يكن مؤثرا، حتى تحل المشكلة عن طريق التدخلات الأجنبية بقيادة فرنسا، وبعد تولي الرئيس الجديد الحسن واتارا قيادة البلاد قام بمناشدة لاعب تشيلزي ديديي دروغبا بمساعدته على لم شمل الشعب الإيفواري، على اعتبار أن دروغبا محبوب جدا في كوديفوار ويحظى بثقة الشعب والجماهير، وهو ما تم بعد ذلك حين زار لاعب "البلوز" بلده وقام بإلقاء خطاب سياسي من القصر الرئاسي في أبوجا، في محاولة للم شمل الشعب الذي انقسم إلى شطرين.
شعبيته جعلته يفكر في دخول عالم السياسة بعد الاعتزال
وحسب وسائل الإعلام الإيفوارية والفرنسية فإن ديديي دروغبا يفكر جديا في خوض تجربة في المجال السياسي بعد اعتزاله كرة القدم، حيث يرى لاعب تشيلزي أن شعبيته قد تسمح له بالفوز بأي انتخابات يخوضها في بلاده، وسبق للدولي الايفواري أن صرح قائلا: "على الشعب في بلدنا أن يعي أنه لا حياة إلا بالسلم، ونحن جميعا علينا أن نقوم بتقوية الاقتصاد المحلي لنخرج من أزمتنا"، وتابع: "يجب أن نتحد ونترك الخلافات جانبا"، وهذا في إشارة إلى ضرورة التفاف الشعب حول الرئيس الحسن واتارا.
منقول
|