كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
وصلت السيارة إلى البوابات الخارجية للقصر و سرعان ما اكتشفت نيكول أن قصر السلطان هو عبارة عن قلعة تم تجديدها على الطراز الحديث . ما إن أصبحوا خلف البوابة حتى بدت أمام أعينهم مدينة صغيرة مليئة بالحدائق و الأفنية و الأبنية الحجرية البيضاء اللون التى تتميز بأناقتها و فرادتها و التى تحيط بها كلها تقريباً أعمدة رخامية بيضاء . قدم الحراس التحية للملك نوري و هو يقود نيكوليت و المترجم عبر الفناء الرئيسى للمبنى الرئيسي . بدا الحراس متألقين فى ثيابهم الرسمية البيضاء , التى هى عبارة عن بنطلون و قميص أبيض اللون فوقهما رداء من اللون نفسه مع حذاء أسود. كانت الأبواب مطلية بالذهب أما السقف فمرتفع جداً بأرتفاع طابقين على الأقل و قد غطت الجدران بلوحات من المزايك المطلى بالذهب و البرونز .
شعرت نيكوليت بالرهبة و هي تتبع السلطان نور إلى صالة استقبال أنيقة فُرشت أرضها الرخامية بسجاد قرمزى اللون . أشار لها السلطان لكى تجلس على أحد المقاعد المنخفضة وسط الغرفة . جلست نيكوليت و هى تشعر بالامتنان على حافة المقعد الذى تغطيه وسائد حريرية ذات لون ياقوتى . سألها المترجم وقد دخلت إلى الصالة خادمة تحمل صينية :"أتودين تناول القهوة؟"
دغدغت رائحة القهوة الطازجة أنفها و فاض ريقها و هى تفكر أنها الآن بأمس الحاجة إلى هذا الشراب المقوى فأجابت :"نعم , من فضلك"
ظل السلطان نور واقفاً يحدق بـ نيكوليت بتركيز جعلها تشعر بالتوتر . ثم كسر الصمت بكلامه فجاء صوته عميقاً ناعماً . وشرح لها المترجم كلماته :"جلالته يسأل إن كانت رحلتك مريحة و آمنة"
أومأت نيكول مجبرة نفسها على إظهار ابتسامة هادئة:"نعم , شكراً"
و أضاف السلطان :"هل واجهتك مشاكل أثناء الرحلة؟"
منتديات ليلاس
أصغت نيكول إلى صوته الذى غزا ذهنها متوقفة ببطء عند كل مقطع رمن مقاطعه . إنه يمتلك صوتاً غير اعتيادى . صوت عميق , خشن,لكنه مخملى الوقع . ومرة أخرى راح نبضها يتسارع , وبدا كأن يواجه صعوبة فى الحفاظ على إيقاع منتظم لضرباته . وأجابت :"مرت الرحلة بهدوء تام"
و أدركت أن من الأفضل لها أن تختفى بسرعة من هذا المكان . فإذا كانت عاجزة عن التحكم فى صوتها حين تجيب على أسئلته كيف ستتمكن من التحكم به شخصياً؟
التوت زاوية فم الملك نور بابتسامة مميزة و قال :"الحمد لله"
أجبرت نيكول نفسها على النظر بعيداً و قالت تذكر نفسها :تذكرى أن لديه العديد من العشيقات , تذكرى سمعته مع النساء . وسألت :"ما الذى تعنيه كلمة (الحمد لله) ؟"
ــ إنها تعنى الشكر للرب.
ثم تكلم السلطان نو رمن جديد و قام المترجم بتفسير كلامه لها :"جرت العادة هنا أن نشكر الله و نعبر عن امتنانا له على ما ينعم به علينا"
رمقت نيكول الملك نور بنظرة سريعة فإذا بشفتيه تلتويان بطريقة مميزة ما جعل غمازتيه تبدوان واضحتين تحت عظمتي خديه ثم سألت :"وهل حضوري هنا هو نعمة؟"
فأجابها المترجم بالنيابة عن السلطان :"بدون شك"
رمقت الملك نور بنظرة أخرى ملؤها الحذر . لقد اعتقدت أنها تحضرت جيداً لهذه الرحلة وظنت أن خطتها لن تخطئ هدفها . أما الآن و الملك نور هنا و هما الأثنان معاً...لم يعد الأمر كما تخيلته على الإطلاق.
جلس السلطان على أحد المقاعد الخفيضة القريبة منها و عندما تطاول ليأخذ فنجان القهوة كادت ذراعه الطويلة تلامس ركبتها , ما جعلها ترتجف فى داخلها , وتشعر بالتوتر من جديد .
عاد السلطان يتحدث بالعربية مرة أخرى و راحت نيكول تنقل نظرها بين الملك نور و المترجم . بدا الوجه السلطان وسيماً من الناحية الجانبية إنه رائع . رجل بكل ما فى الكلمة من معنى
ــ جلالته يبلغك عن سروره لوجودك هنا و يقول لك إنه و شعبه قد انتظروا هذا اليوم بفارغ الصبر .
|