كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
و استدار لينظر إليها . بدت عيناها الزرقاوان أشد زرقة في منتصف الليل . وشعر بأنها مرتاحة و بأنها تخلت عن حذرها إذ إنها غالباً ما تخفي مشاعرها خلف قناع.و فكر أن جميع أفراد الأسر المالكة يقومون بذلك على الأرجح فالعالم يراقبهم . لذا عليهم أن يتوخوا الحذر.لكن من الجيد أن يراها هادئة و مستغرقة في التأمل. وأضاف قائلاً :"شقيقى و أقربائى جميعهم يستمتعون بالمجيء إلى الجبل فنحن نشعر بالمتعة حين نخيم فى الخارج و نمضى الليل مجتمعين حول النار لكنهم جميعاً غادروا بَرَكة , أما أنا فلم أستطيع ذلك ,لأننى لم أستطيع أن أتخذ بلداً آخر غير بَرَكة"
ــ ليس عليك القيام بذلك , فهذه بلادك وانت نشأت و ترعرت فيها.
ــ وأنت ولدت و ترعرت في ميليو لكنك مضطرة إلى الرحيل .
تمهملت نيكول قليلاً قبل أن تقول :"أنا لست قديسة. حاولت أن أتمرد مرات و مرات"
راح يراقب وجهها بدقة ثم قال :"لكنك هنا الآن على الرغم من ذلك"
شعرت بالاحتراق في كل جزء من وجهها, حيث تقع نظراته. إنه رجل استثنائي , وهو يمتلك قوة غير عادية ,إذ ليس فيه أي شيء ضعيف و مستسلم.
عضت شفتها السفلى بشدة بين أسنانها و تحركت مبتعدة عنه. إنه يحتاج إلى زوجة, والآن ظن انه وجد مليكته. وعلى الرعم من ذلك فهي تنوي أن تسافر إلى بلادها خلال أيام.
أمسك مالك كتفيها ليمنعها من التراجع و قال :"أرى الحزن في عينيك من جديد. بالأمس قطعوا علينا انسجامنا ,ولا أظن ان ذلك سيحصل مجدداً"
كانت أصابعه تمسك بكتفيها بقوة و سألها :"أليس هناك حزن في داخلك؟ أرى في عينيك صحراء صامتة ...لا متناهية ...أرى شعور بالوحدة"
ــ لكنني لا أشعر بالوحدة.
كيف يمكنه ان يقرأ أفكارها على هذا النحو؟ إنها تحس أحياناً كأنه جزء منه... كانه نصفها الآخر...كيف يمكن لأي كان- لا سيما هذا الرجل- أن يفهمها بهذا الشكل؟
أحنى مالك رأسه و قبل جبينها برقة متناهية , ثم قال :"أنت وحيدة منذ زمن بعيد, وأظن أن هذا هو الثمن الذي تدفعينه لأنك اميرة جميلة. أنا لم أر في حياتي امرأة في مثل جمالك...."
ــ مالك
منتديات ليلاس
وضع يده على خدها قائلاً :"كنت تعيشين في برج حجري مرتفع"
ــ كلا, ليس الأمر كذلك . لم أعش بهذا الشكل . أنا لست....
لم تتمكن نيكول من متابعة كلامها و ابتلعت ريقها بصعوبة.
ــ لست ماذا؟
كيف تخبره بأنها ليست المرأة التي يظنها و بأن جميع افتراضاته خاطئة؟
احتضنت نيكول يده بيدها و ضغطتها فوق وجنتها ثم التقت نظراتهما ورأت الرقة و الحنان يفيضان من عينيه . بدا و كأنه يعرف أنها تخفي أسراراً قد تسبب له الأذى و لكنه يسامحها مسبقاً . لا يعقل أن يكون ذلك صحيحاً ! إنه لا يعرف شيئاً...لا يمكنه أن يعرف....أم أنه يعرف؟
هناك الكثير من الكلام كي يقال . ولكنها لعبت دورها في هذه التمثيلية لفترة طويلة و لم تعد تعرف كيف تخرج منها . قال مالك بهدوء :"ليس عليك سوى أن تبدأي بالكلام"
ــ هل يمكننا الجلوس؟
بدأت ساقاها ترتجفان من الخوف و التعب , أدركت أن عليها أن تتكلم و أنها قد تشعر بالاختناق إن لم تفعل.
جلس مالك على السجادة القرمزية اللون و المطرزة بالخيوط الذهبية و السوداء و جلست نيكول إلى جانبه. شعرت بالارتياح لأنه لم يبتعد و قالت:"أنا أشعر بالخوف"
و انتظرها لتكمل كلامها....
راحت خفقات قلبها تتسارع و شعرت بالدوار . تعثرت الكلمات في فمها , إلا أنها قالت أخيراً :"أنا قلقة بشأن المستقبل . قلقة بشأن ميليو و جدي و بشأن ليلي...."
ــ وبشأننا نحن الاثنين . أنت قلقة بشأننا أيضاً.
ــ نعم أنا كذلك.
فجأة بدا فكه ناتئاً و ظهر الاكتئاب على تعابير وجهه و قال :"وأنا أيضاً"
ــ أحقاً؟"
أوما مالك ببطء قائلاً :"انا أيضاً أشعر بالقلق من أجل المستقبل"
شعرت أن الكلمات تخرج من فمه ثقيلة ما جعل صوته محملاً بالحزن . أرجوك يا إلهي , لا تجعلها تسبب له البؤس ! أرجوك دعها لا تزيد من أعبائه و لا تكون هي سبب حزنه!
ــ لماذا؟
ــ أنا لا أؤمن بالطلاق . لا أريد أن أتزوج لأعود فأطلق بعد حين.
نهاية الفصل السابع
|