كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
تمنت لو أنها تملك مالاً في جيبها لتبحث عن مقهى و تتناول قهوة مثلجة وهكذا تتمكن من الجلوس في الظل و مراقبة الناس بارتياح . لقد أحبت نيكول مدينة أتيك ووجدتها مذهلة . فهي ما زالت تعكس التاريخ الأصلي للبلاد , بشوارعها المرصوفة بالحصى و أبنيتها المطلية باللون الأبيض و شمسها التى تبهر الأبصار.
استدارت عند زاوية أحد المبانى لتعود أدراجها إلا أنها وجدت نفسها في طريق ضيق . نظرت نيكول حولها . وقد أدركت أنها ليست في الاتجاه الصحيح.
أين تراها فقدت الاتجاه السليم؟ لم يبدُ لها ما حولها مألوفاًً لكن في الواقع زحمة السوق و الباعة و المتجولين قد تجعل أياً كان يضل طريقه.وقفت عند الزاوية و هي تضع يدها على وركيها . ولاحظت أنها باتت تسترعى انتباه المارة , من الواضح أنها يبدو غريبة عن البلاد, حتى لو كانت ترتدي الزي المحلي . فمظهرها يبدو مختلفاً . بدأت الشمس بالانحدار , إلا أن الحرارة مازالت مرتفعة, ولم يبق في السوق إلا قلة من الناس.ضربت بيدها ذبابة كانت تحوم أمام وجهها ثم تنهدت . يجب ألا تصاب بالذعر , فهي لم تبتعد كثيراً . إذ لم يمض سوى عشرون أو ثلاثون دقيقة على الأكثر, منذ أضاعت فاطمة. مررت ظاهر ذراعها فوق جبينها لتتخلص من العرق. وفكرت: من أي طريق أتيت ؟ أين كانت الشمس حينها ؟ و تذكرت أن المحلات التجارية في بَرَكة هي كالجوامع تماماً مواجهة لجهة الشرق . كل ما عليها أن تفعله هو أن تتوجه إلى الشرق و هكذا سوف تجد طريقها.
كان مالك ينتظر إلى جانب السيارة عندما عادت فاطمة وحدها . سألته و هي تنحني لتحدق إلى داخل السيارة من خلال الزجاج المعتم :"هل الأميرة هنا؟"
شعر مالك بأن قلبه توقف عن الخفقان و تصلبت عضلاته فغدت كالحجارة و أجاب :"من المفترض أنها برفقتك"
نظرت إليه فاطمة بعينين واسعتين بريئتين :"كنا نسير معاً و نحن نستعرض السلع المعروضة في السوق...."
ـ أنتِ أضعتها !
منتديات ليلاس
قال ذلك بصوت هادر فهزت فاطمة رأسها قائلة :"كلا , لم أفعل . كنت أظنها تسير بقرب ....كنت متأكدة أنها تتبعني"
فرفع بأصابعه و إذا بسائقه يظهر على الفور وراح يتكلم بسرعة و إلحاح:"الأميرة مفقودة أستدع ضباط الأمن ليبدوا بالبحث عنها . خلال هذا الوقت سوف أتصل بالقصر لطلب المزيد من قوات الشرطة"
انحنى السائق ثم ابتعد مسرعاً . فيما راحت فاطمة تراقب مالك و هو يتصل بالقصر من هاتفه الخيلوي فملأت الدموع عينيها و قالت له:"لم أتعمد ذلك, يا قريبي صدقني , حصل الأمر دون قصد مني"
إلا أن الملك لم يتمكن من النظر إليها , بل قال لها بصوت عميق ذي نبرة ملؤها المرارة :"لقد وثقت بك. لكنك خذلتني"
صعدت فاطمة إلى السيارة الليموزين و دفنت وجهها بين يديها . أما مالك فراح يذرع الأرض بجانب السيارة بانتظار عودة سائقه و بعد قليل قرر الذهاب للبحث عن نيكوليت بنفسه و فجأة ظهرت الأميرة أمامه متوهجة الوجه , متعبة , وقد أنهكتها حرارة الجو. إلا أن السرور بدا واضحاً على ملامحها لأنها تمكنت من إيجاد طريقها و العودة إليه.
ابتسمت نيكول و قد بدا الارتياح على وجهها و قالت :"أمازالت هنا؟ الحمد لله!"
ــ لن أتركك أبداً
و تفحصتها عيناه بدقة كي يتأكد من سلامتها ثم قال :"هل أنت بخير؟"
ــ أنا بخير , لكنني أشعر ببعض الارتباك . لا أعرف كيف فقدت أثر فاطمة . وتوقفت قليلاً عن الكلام لتنظر حولها متسائلة :"هل عادت إلى هنا؟"
أظلمت ملامح مالك و قال :"إنها بالسيارة"
هزت نيكول رأسها غير مصدقة :"جيد خشيت أن تبقى في السوق للبحث عني, لم أشأ أن أعرضها لأي خطر فالحرارة مرتفعة جداً"
|