كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
هاهي ليلة أخرى من النوم المضطرب تمر على نيكوليت. وهاهو صباح آخر يأتي و هي لا ترغب بالنهوض من سريرها . كلما زاد إعجابها بـ مالك كلما غدت تمثليتها أكثر صعوبة . لكن علياء لم تسمح لـ نيكوليت بقضاء نهارها في السرير . قالت لها و هي تربت على الغطاء الذي سحبته نيكوليت إلى ما فوق رأسها :"يجب أن تنهضي , فسوف تتأخرين "
ــ إنه مجرد درس في اللغة
ـ لكن اللايدي فاطمة بانتظارك . كما أنني أحضرت لك فنجاناً من القهوة الإيطالية . وأنت تحبين القهوة الإيطالية"
هذا صحيح , فـ نيكول تحب قهوتها الصباحية .
سألتها بصوت مكبوت قادم من تحت الغطاء :"ماذا لدي أيضاً في برنامج اليوم؟"
ترددت علياء و أدركت نيكوليت معنى ذلك . إنه يعنى أن عليها أن تقضى يوماً منهكاً آخر...دروس , تحضيرات ,مأدبات...ترافقها فاطمة خلالها كلها.
حاولت علياء ما في وسعها لتشجيعها فقالت :"الليلة هي موعد عشاء الولاية. و الملك نور هو من سيصحبك بالتأكيد . كما أن إحدى عباءاتك الجديدة أصبحت جاهزة و يمكنك أن ترتديها هذا المساء حين يعرفك الملك نور إلى مساعديه و مستشاريه"
أنزلت نيكوليت الغطاء ببطء . بقدر ما ترغب في البقاء في السرير و تجنب الدروس و التحضيرات كانت تعلم أن ذلك مستحيل .كما أنها تتوق إلى رؤية مالك مساءً . فبطريقة ما غدت رؤيته الشعاع الذى ينير أيامها .
بعد مضى ساعات و بعد انتهاء دروس اللغة , اصطحبتها فاطمة في جولة فى أنحاء القصر.
خلال قيامهما بجولتهما , قامت فاطمة بفتح النوافذ الخشبية ذات اللون الذهبي الباهت . فتسللت أشعة الشمس إلى الداخل . نظرت نيكوليت من إحدى النوافذ لترى السماء الزرقاء التي تشوبها بعض الغيوم و لاحت لها في البعيد سلسلة جبال الأطلس و أشجار النخيل المنتشرة فوق مساحات واسعة من الأراضي .للحظة شعرت نيكوليت أنها عادت بالزمن إلى الوراء... مئة عام , ثلاثمائة عام, أو ألف عام.. هنا لا تتغير الأشياء بسرعة, هنا تبقى بعض العناصر ثابتة لا تتغير...الشمس ساطعة , الصحراء الحارة , إيمان الشعب الراسخ .
و فكرت نيكول أن الملك مالك نور هو جزء من هذه العناصر . فعلى الرغم من إرثه الفرنسى و ثقافته الإنكليزية إلا أنه يبقى صلباً كالسماء الممتدة فوق الصحراء.
منتديات ليلاس
في طريق عودتهما إلى جناح نيكول التقت المرأتان بالملك مع اثنين من مستشاريه . حياهما مالك بطريقة رسمية مستخدماً لغة عربية مرحبة , ثم عانق نيكول عناقاً خفيفاً و قدمها إلى مساعديه . ردت نيكول تحيته بتهذيب , هامسة بكلمات ترحيب. إلا أنها لم تعد تذكر ما قالته بالتحديد فقد فاجأتها موجة الدفء التى غمرتها إثر لقائه . لم تدر لِما جعلتها لمسته تفقد تركيزها و شتت أفكارها فجأة لم تعد واثقة ما الذى تفعله هناك , أو لِما هم جميعاً فى ذلك المكان . رفعت بصرها لتنظر إلى وجه مالك فإذا تعابيره ما تزال كما كانت عندما عانقها...ودية, لطيفة, و مرحبة, بالإضافة إلى شئ آخر...أهو حس التملك ؟
هزت نيكول رأسها لتستيقظ من تأملاتها . لا , ليس التملك....فهي ليست ملكه.إنها لا تنتمى إلى هذا المكان , وهي لن تبقى هنا. إلا أن التفكير بالمغادرة , وبتركه جعلها تشعر بألم حقيقي.فهو قد أيقظ في داخلها مشاعر كانت مدفونة في أعماق أعماقها , هذه المشاعر لا علاقة لها بالانجذاب الجسدى إليه , بل تتعلق بحياتها برمتها , وربما....بالحب.
أنه يتحدث إليها و يطرح عليها سؤالاً:"كيف كان يومك؟"
بذلت نيكول جهدها لتجد الكلمات المناسبة , وقالت :"جيداً شكراً لك. أدهشني تاريخ هذه البلاد, كما أدهشنى جمالها. كما أن القصر هو تحفة حقيقية"
ابتسم لها مالك , فظهرت الخطوط حول عينيه على شكل مروحة , وقال :"أنا سعيد لأنك تتمتعين بأوقاتك"
إنها تحب الطريقة التى يبتسم لها بها , كانت تلك ابتسامة صغيرة , بالكاد يمكن تميزيها . لكنها أدركت أنها موجهة لها وحدها.
|