كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
شعر مالك بالرضى لرؤية ارتباكها . لقد أتت إلى هنا وهي تظن نفسها مسيطرة على الوضع. ظنت أنها ستفعل ما يحلو لها و أن كل شيء سيسير وفق ما خططت له. لكن لا شيء في الحياة يسير وفق خطة من جانب واحد و ها هي اللعبة مستمرة .
شعر بنظراتها ترمقه بين الحين و الآخر فيما هما يسيران داخل القصر من ممر إلى آخر . أنها تجهد تفكيرها كي تصل إلى استنتاج واضح و نهائي , لكنها لا تنجح في ذلك....لا تستطيع ذلك . ابتسم مالك في سره, فهي تعجبه. لقد أعجبته حتى قبل أن يعرفها جيداً , قدر تماماً ما رأته عيناه, كما موقفها الشجاع . أدرك منذ البداية بأنها الأميرة الدوكاسية التي ترفض الزواج فلقد سمع الكثير عن هروبها المتكرر من القصر , و المشاكل التى يخلفها ذلك في ميليو . كما سمع بالمتاعب التي سببتها لجديها الحبيبين و بأنها لا تكترث على الإطلاق بما يفكر به الآخرون. إنها تحب أسرتها , لكنها مع ذلك, لن تضحي بنفسها من أجل إرضائهما.
إنهما متشابهان فقد أقام علاقات مع الكثير من النساء و لم يشغل باله مطلقاً بمسألة الزواج , عالماً أنه سيتزوج فى أحد الأيام . فهو الابن الأكبر لسلطان بَرَكة العظيم, ومن المفترض أن تكون عروسه محبوبة , وفية , وتتمتع بحس المسؤولية . لطالما أعتقد أنه سيجد هذه الصفات في امرأة من بلاده لكن بعد ما مر به من تجارب في الحياة , تغير سلم أولوياته . إنه يريد أكثر من امرأة هادئة , خاضعة, إنه يريد امرأة يمكنها أن تواجه التحديات في الحياة بشجاعة و ذكاء و لباقة.
وصلا إلى آخر القاعة ففتح مالك الباب ليدخلا إلى غرفة استقبال حديثة التصميم . أثاث الغرفة كان عبارة عن مقاعد منخفضة ذات قماش مخملي من اللونين البرتقالي و البنفسجي , أما الجدران التى طليت باللون الأصفر الباهت فقد غُطيت معظمها بمرايا طويلة و قامت في وسط الغرفة منصة محاطة بالستائر مخصصة لأخذ المقاسات.
دخلت امرأة أنيقة إلى الغرفة و بعد ان انحنت أمام الملك نور استدارت نحو نيكوليت ثم قالت و هى تبتسم :"سمو الأميرة إنه شرف لي أن ألتقي بك و شرف أكبر أن أقوم بتصميم ثوب زفافك"
منتديات ليلاس
استدعت المصممة مساعدتيها لتبدأ بأخذ القياسات و قالت :"ألديك فكرة عن طراز العباءة التى تودين ارتداءها يوم الزفاف؟"
هزت نيكول رأسها نفياً . ذات مرة منذ أربع أو خمس سنوات و في الليلة التى سبقت زفاف شانتال إلى الأمير أرماند راحت هي و شقيقاتها يخططن لمستقبلهن . و قامت هي و جويل بوضع تصاميم لثوبي زفافهما , وكل منهما وضعت مخططاً لزفافها . يومها قالت نيكول أنها ترغب بزفاف يشبه زفاف الأميرة النائمة حيث كل شيء ملون بالوردي والمرجاني و الأخضر . إذ أنها لن تتزوج مطلقا إن لم يكن ذلك على طريقة الأميرة النائمة , لابد أن تكون مستغرقة في النوم ثم يأتي الأمير الذى يوقظها بقبلة ثم يحملها إلى المذبح بسرعة قبل أن تدرك ما الذى يحصل معها .
يومها ضحكت منها جويل و شانتال , بالتأكيد . لكن فكرة اصطحابها بسرعة قصوى إلى المذبح تبدو اليوم قريبة بشكل لا يصدق .
ما إن أنهت المرأتان أخذ القياسات حتى طلبت المصممة نماذج من القماش , وقامت المساعدتان بإحضار الثوب تلو الآخر . راحت تعرضها أمام السلطان أولاً ثم تقوم بنشرها على كتفي نيكوليت . بدت الأثواب كلها من الحرير الباهظ الثمن يتخللها الكثير من خيوط الذهب الدقيقة.
كان مالك يراقب كل ما يجرى عن كثب من مكانه على أريكة تشبه اليقطينة.
وإذا به يتحدث فجأة إلى المصممة باللغة العربية . راحت المرأة تصغي إليه بانتباه ثم انحنت و استدارت نحو نيكول مبتسمة و هي تقول :"إنك محظوظة جداً يا سمو الأميرة . فالسلطان يرغب في أن أصمم لك عباءة من كل ثوب من هذه الأثواب"
تمنت نيكول لو يكف الآخرون عن القول بأنها محظوظة , فهي لا تشعر بأنها كذلك , بل تشعر بأنها واقعة في الفخ . استدارت لتلقي نظرة على الملك نور الذى يضجع بارتياح على الأريكة . كانت قميصه النحاسية اللون مفتوحة عند الرقبة , ما أظهر بوضوح الجزء الأعلى من صدره الذى بدا صلباً مليئاً بالعضلات .
و قالت :"أنا أقدر كرمك يا جلالة الملك , لكنني لا أحتاج إلى العديد من العباءات الباهظة الثمن"
|